00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الطلاق 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1314 ]

سورة الطلاق

[ مدنية، وهي اثنتا عشرة آية ] 1

بسم الله الرحمن الرحيم * (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء.) * القمي: المخاطبة للنبي والمعنى للناس 2. * (فطلقوهن لعدتهن) * قال: (في قبل عدتهن) 3. وقال: (العدة: الطهر من المحيض) 4. وفي رواية: (إذا أراد الرجل الطلاق، طلقها في قبل عدتها بغير جماع) 5. * (وأحصوا العدة) *: اضبطوها، وأكملوها ثلاثة قروء * (واتقوا الله ربكم) * في تطويل العدة والإضرار بهن. * (لا تخرجوهن من بيوتهن) * من مساكنهن حتى تنقضي عدتهن * (ولا يخرجن) *. قال: (إنما عني بذلك التي تطلق تطليقة بعد تطليقة، فتلك التي لا تخرج ولا تخرج

__________________________

1 - ما بين المعقوفتين من(ب). 2 - القمي 2: 373. 3 - مجمع البيان 9 - 10: 302، عن علي بن الحسين وأبي عبد الله عليهم السلام. 4 - القمي 2: 373، عن أبي جعفر عليه السلام. 5 - الكافي 6: 69، الحديث: 9، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام.(*)

[ 1315 ]

حتى تطلق الثالثة، فإذا طلقت الثالثة فقد بانت منه، ولا نفقة لها. والمرأة التي يطلقها الرجل تطليقة، ثم يدعها حتى يخلو أجلها، فهذه أيضا تقعد في منزل زوجها، ولها النفقة والسكنى حتى تنقضي عدتها) 1. * (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) * قال: (يعني بالفاحشة المبينة أن تؤذي أهل زوجها، فإذا فعلت، فإن شاء أن يخرجها من قبل أن تنقضي عدتها، فعل) 2. وفي رواية: (إلا أن تزني، فتخرج ويقام عليها الحد) 3. وفي أخرى: (السحق) 4. والقمي: أن تزني أو تشرف على الرجال. ومن الفاحشة السلاطة 5 على زوجها 6. * (وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري) * أي: النفس * (لعل الله يحدث بعد لك أمرا) * قال: (لعلها أن تقع في نفسه فيراجعها) 7. * (فإذا بلغن أجلهن) *: شارفن آخر عدتهن * (فأمسكوهن) *: راجعوهن * (بمعروف) *: بحسن عشرة وإنفاق مناسب * (أو فارقوهن بمعروف) * بإيفاء الحق والتمتيع واتقاء الضرار * (وأشهدوا ذوي عدل منكم) * على الطلاق. القمي: معطوف على قوله:) إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن) 8. قال لأبي يوسف القاضي 9: (إن الله تبارك وتعالى أمر في كتابه بالطلاق وأكد فيه

__________________________

1 - الكافي 6: 90، الحديث: 5، عن الكاظم عليه السلام. 2 - المصدر: 97، الحديث: 2، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. 3 - من لا يحضره الفقيه 3: 322، الحديث: 1565، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - كمال الدين 2: 459، الباب: 43، قطعة من حديث: 21، عن القائم عليه السلام. 5 - السلاطة: حدة اللسان، يقال: رجل سليط، أي: صخاب بذي اللسان، وامرأة سليطة كذلك. مجمع البحرين 4: 255(سلط). 6 - القمي 2: 374. 7 - الكافي 6: 92، الحديث: 14، عن أبي عبد الله عليه السلام. 8 - القمي 2: 373. 9 - يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي البغدادي، أبو يوسف: صاحب أبي حنيفة وتلميذه وأول من = = = = = =(*)

[ 1316 ]

بشاهدين، ولم يرض بهما إلا عدلين، وأمر في كتابه بالتزويج، فأهمله بلا شهود، فأثبتم شاهدين فيما أهمل، وأبطلتم الشاهدين فيما أكد !) 1. * (وأقيموا الشهادة) * أيها الشهود عند الحاجة * (لله) *: خالصا لوجهه * (ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا) * قال: (من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت وشدائد يوم القيامة) 2. وقال: (مخرجا من الفتن ونورا من الظلم) 3. ورد: (هي آية لو أخذ بها الناس لكفتهم) 4. * (ويرزقه من حيث لا يحتسب) * قال: (في دنياه) 5. وقال: (أي: يبارك له فيما آتاه) 6. وورد: (من أتاه الله برزق لم يخط إليه برجله، ولم يمد إليه يده، ولم يتكلم فيه بلسانه، ولم يشد إليه ثيابه، ولم يتعرض له، كان ممن ذكره الله في كتابه:) ومن يتق الله (، الآية) 7. وورد: (إن قوما لما نزلت هذه الآية أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله: من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب) 8. = = = = = = = نشر مذهبه. تولى القضاء في بغداد أيام المهدي والهادي والرشيد، وهو أول من دعي (قاضي القضاة). ولد بالكوفة سنة: 113 ه‍، ومات في خلافته ببغداد، سنة: 182 ه‍. الأعلام (للزر كلي) 8: 193

__________________________

1 - الكافي 5: 387، الحديث: 4، عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام. 2 - مجمع البيان 9 - 10: 306، عن رسول الله صلى الله عليه وآله. 3 - نهج البلاغة(صبحي الصالح) 266، الخطبة: 183. 4 - مجمع البيان 9 - 10: 306، عن أبي عبد الله عليه السلام. 5 - القمي 2: 375، عن أبي عبد الله عليه السلام. 6 - مجمع البيان 9 - 10: 306، عن أبي عبد الله عليه السلام. 7 - من لا يحضره الفقيه 3: 101، الحديث: 399، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام. 8 - الكافي 5: 84، الحديث: 5، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1317 ]

وفي رواية: (هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء، ليس عندهم ما يتحملون به إلينا، فيسمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا، فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم ويتعبون أبدانهم، حتى يدخلوا علينا، فيسمعوا حديثنا فينقلوه إليهم، فيعيه هؤلاء ويضيعه هؤلاء. فأولئك الذين يجعل الله لهم مخرجا، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون) 1. * (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) *: كافيه * (إن الله بالغ أمره) *: يبلغ ما يريده، ولا يفوته مراد * (قد جعل الله لكل شئ قدرا) * تقديرا أو مقدارا لا يتغير. وهو بيان لوجوب التوكل، وتقرير لما تقدم من الأحكام، وتمهيد لما سيأتي من المقادير. قال: (التوكل على الله درجات، منها: أن تتوكل على الله في أمورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضيا، تعلم أنه لا يألوك خيرا وفضلا، وتعلم أن الحكم في ذلك له) 2. وسأل النبي صلى الله عليه وآله جبرئيل: ما التوكل على الله ؟ فقال: (العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق. فإذا كان العبد كذلك، لم يعمل لأحد سوى الله، ولم يرج ولم يخف سوى الله، ولم يطمع في أحد سوى الله، فهذا هو التوكل) 3. * (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم) * فلا يحضن * (إن ارتبتم) *: شككتم في أمرهن، فلا تدرون لكبر ارتفع حيضهن أم لعارض * (فعدتهن ثلاثة أشهر) *. قال: (هن اللواتي أمثالهن يحضن، لأنهن لو كن في سن من لا تحيض لم يكن للارتياب معنى) 4. * (واللائي لم يحضن) * يعني واللائي لم يحضن بعد كذلك * (وأولات الأحمال

__________________________

1 - الكافي 8: 178، الحديث: 201، عن أبي عبد الله عليه السلام. 2 - الكافي 2: 65، الحديث: 5، عن الكاظم عليه السلام. 3 - معاني الأخبار: 260، الحديث: 1. 4 - مجمع البيان 9 - 10: 307، عن أئمتنا عليهم السلام.(*)

[ 1318 ]

أجلهن أن يضعن حملهن) * قال: (هي في الطلاق خاصة) 1. أقول: وذلك لأن عدتهن في الموت أبعد الأجلين، كما ورد في أخبار كثيرة 2. * (ومن يتق الله) * في أحكامه، فيراعي حقوقها * (يجعل له من أمره يسرا) *: يسهل عليه أمره ويوفقه للخير. * (ذلك) * إشارة إلى ما ذكر من الأحكام * (أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله) * في أمره * (يكفر عنه سيئاته) * فإن الحسنات يذهبن السيئات * (ويعظم له أجرا) * بالمضاعفة. * (أسكنوهن من حيث سكنتم) * أي: مكانا من سكناكم * (من وجدكم) * من وسعكم * (ولا تضاروهن) * في السكنى * (لتضيقوا عليهن) *: (فتلجئوهن إلى الخروج قبل انقضاء عدتهن). كذا ورد 3. قال: (والمطلقة ثلاثا ليس لها نفقة على زوجها، إنما هي التي لزوجها عليها رجعة) 4. * (وإن كن أو لات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن) * فيخرجن من العدة * (فإن أرضعن لكم) * بعد انقطاع علاقة النكاح * (فاتوهن أجورهن) * على الأرضاع * (وأتمروا بينكم بمعروف) *: وليأتمر بعضكم بعضا بجميل في الإرضاع والأجر. * (وإن تعاسرتم) *: تضايقتم * (فسترضع له أخرى) *: امرأة أخرى، وفيه معاتبة للأم على المعاسرة. * (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا) * عاجلا أو آجلا.

__________________________

1 - مجمع البيان 9 - 10: 307، عن أئمتنا عليهم السلام. 2 - الكافي 6: 114، الحديث: 2، 4، 5 و 6، المصدر 5: 427، الحديث: 4 و 5، من لا يحضره الفقيه 3: 330، الحديث: 1597. 3 - الكافي 6: 123، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - المصدر: 104، الحديث: 1 و 4، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 1319 ]

هذا الحكم يجري في كل إنفاق فقد ورد: إنه سئل عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد، والطيالسة 1 والقمص الكثيرة، يصون بعضها بعضا، يتجمل بها، أيكون مسرفا ؟ قال: (لا، لأن الله عزوجل يقول:) لينفق ذو سعة من سعتة) 2. * (وكأين من قرية) *: أهل قرية * (عتت عن أمر ربها ورسله) *: أعرضت عنه إعراض العاتي * (فحاسبناها حسابا شديدا) * بالا ستقصاء والمناقشة * (وعذبناها عذابا نكرا) *: منكرا. * (فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا) *. * (أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين امنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا) *. * (رسولا) *. (الذكر: رسول الله). كذا ورد 3. * (يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور) *: من الضلالة إلى الهدى * (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا) *. * (الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن) *. في العدد * (يتنزل الأمر بينهن) *: يجري أمر الله وقضاؤه بينهن، وينفذ حكمه فيهن * (لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما) *. ورد ما ملخصه: (إن السماء الدنيا فوق هذه الأرض قبة عليها، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا والسماء الثانية فوقها قبة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة

__________________________

1 - الطيالسة، واحدة: الطيلسان، مثلثة اللام: ثوب يحيط بالبدن ينسج للبس، خال عن التفصيل والخياطة. وهو من لباس العجم. والهاء في الجمع للعجمة، لأنه فارسي، معرب: تالشان. مجمع البحرين 4: 82(طيلس). 2 - الكافي 6: 443، الحديث: 12، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 239، الباب: 23، قطعة من حديث: 1.(*)

[ 1320 ]

فوقها قبة، وهكذا إلى السابعة من كل منهما. وعرش الرحمان فوق السماء السابعة، وهو قول الله:) الذي خلق سبع سماوات طباقا (الآية 1. قال: فأما صاحب الأمر فهو رسول الله، والوصي بعد رسول الله قائم هو على وجه الأرض، فإنما يتنزل الأمر إليه من فوق السماء بين السماوات والأرضين. وقال: ما تحتنا إلا أرض واحدة وإن الست لهي فوقنا) 2. أقول: كأنه عليه السلام جعل كل سماء أرضا بالإضافة إلى ما فوقها وسماء بالإضافة إلى ما تحتها، فيكون التعدد باعتبار تعدد سطحيها.

__________________________

1 - سورة الملك(67): 3. 2 - القمي 2: 329، ذيل الآية: 7 من سورة الذاريات، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.(*)



 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336741

  • التاريخ : 29/03/2024 - 00:22

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net