00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المعارج 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1349 ]

سورة المعارج [ مكية، وهي أربع وأربعون آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم (سأل سائل بعذاب واقع) أي: دعا داع به. بمعنى استدعاه. للكافرين. قال: (نزلت للكافرين بولاية علي عليه السلام، هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله) (2). وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة) (3). أقول: ويدل على هذا ما مر في سبب نزولها في سورة الأنفال، عند قوله تعالى: (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) (4). وفي رواية: (لما اصطفت الخيلان يوم بدر، رفع أبو جهل يده فقال: اللهم اقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرفه، فأجئه العذاب، فنزلت) (5).

__________________________

(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(2) - الكافي 1: 422، الحديث: 47، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - الكافي 8: 58، ذيل الحديث: 18.

(4) - الأنفال(8): 32.

(5) - القمي 2: 385، في حديث.(*)

[ 1350 ]

وفي أخرى سئل عنها فقال: (نار تخرج من المغرب وملك يسوقها من خلفها، حتى تأتي دار بني سعد بن همام عند مسجدهم، فلا تدع دارا لبني أمية إلا أحرقتها وأهلها، ولا تدع دارا فيها وتر لال محمد إلا أحرقتها، وذلك المهدي عليه السلام) (1). (ليس له دافع يرده). (من الله ذي المعارج): ذي المصاعد، وهي الدرجات التي تصعد فيها الكلم الطيب والعمل الصالح، ويترقى فيها المؤمنون في سلوكهم وتعبدهم، وتعرج الملائكة والروح فيها. (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة). استئناف لبيان ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها، تمثيلا للملكوت بالملك في الامتداد الزماني، المنزه عنه الملكوت. قال: (تعرج الملائكة والروح في صبيحة ليلة القدر إليه من عند النبي صلى الله عليه وآله والوصي) (2) وورد في حديث المعراج: (إنه أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، مسيرة شهر، وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام، أقل من ثلث ليلة، حتى انتهى إلى ساق العرش) (3). وورد: (إن للقيامة خمسين موقفا، كل موقف مقام ألف سنة، ثم تلا (في يوم)، الاية) (3). وورد: (إنه قيل: يا رسول الله ! ما أطول هذا اليوم ؟ فقال: والذي نفس محمد بيده،

__________________________

(1) - القمي 2: 385، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - القمي 2: 386، عن أبي الحسن عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(3) - الاحتجاج 1: 327، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(4) - الكافي 8: 143، الحديث: 108، عن أبي عبد الله عليه السلام إنه.(*)

[ 1351 ]

ليخف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا) (1). وفي رواية: (لو ولي الحساب غير الله لمكثوا فيه خمسين ألف سنة من قبل أن يفرغوا، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة. وقال: لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار) (2). (فاصبر صبرا جميلا) القمي: أي: لتكذيب من كذب أن ذلك يكون (3). (إنهم يرونه بعيدا) من الأمكان. (ونراه قريبا) من الوقوع. (يوم تكون السماء كالمهل) القمي: الرصاص الذائب والنحاس، كذلك تذوب السماء (4). (وتكون الجبال كالعهن): كالصوف المصبوغ ألوانا. (ولا يسأل حميم حميما) عن حاله. (يبصرونهم) قال: (يقول: يعرفونهم ثم لا يتسائلون) (5). (يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه). (وصاحبته وأخيه). (وفصيلته) قيل: وعشيرته التي فصل عنهم (6). (التي تؤويه): تضمه في النسب وعند الشدائد. القمي: هي أمه التي ولدته (7). (ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه).

__________________________

(1) - مجمع البيان 9 - 10: 353.

(2) - المصدر، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 و 4 - القمي 2: 386.

(5) - القمي 2: 386، عن أبي جعفر عليه السلام.

(6) - الكشاف 4: 158، البيضاوي 5: 151.

(7) - القمي 2: 386.(*)

[ 1352 ]

(كلا) ردع للمجرم عن الودادة، ودلالة عن أن الافتداء لا ينجيه. (إنها لظى): إن النار لهب خالص. (نزاعة للشوى): الأطراف أو جلود الرأس. القمي: تنزع عينيه وتسود وجهه (1). (تدعوا من أدبر وتولى): تجره إليها. (وجمع فأوعى) القمي: جمع مالا ودفنه ووعاه، ولم ينفقه في سبيل الله (2). (إن الأنسان خلق هلوعا): شديد الحرص، قليل الصبر. (إذا مسه الشر): الفقر والفاقة جزوعا. (وإذا مسه الخير): الغنى والسعة. منوعا. (إلا المصلين). قال: (ثم استثنى، فوصفهم بأحسن أعمالهم) (3). (الذين هم على صلاتهم دائمون). قال: (يقول: إذا فرض على نفسه شيئا من النوافل دام عليه) (4). وفي رواية: (يعني الذين يقضون ما فاتهم من الليل بالنهار وما فاتهم من النهار بالليل) (5). (والذين في أموالهم حق معلوم). (للسائل والمحروم). قال: (الحق المعلوم: الشئ يخرجه من ماله ليس من الزكاة ولا من الصدقة المفروضتين، هو الشئ يخرجه من ماله، إن شاء أكثر وإن شاء أقل على قدر ما يملك،

__________________________

(1) و 2 - القمي 2: 386.

(2) - المصدر، عن أبي جعفر عليه السلام.

(3) - المصدر.

(4) - الخصال 2: 628، الحديث: 10، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام يصل.(*)

[ 1353 ]

به رحما، ويقوي به ضعيفا، ويحمل به كلا ويصل به أخا له في الله، أو لنائبة تنوبه) (1). وقال: (المحروم: المحارف الذي قد حرم كد يده في الشراء والبيع) (2). (والذين يصدقون بيوم الدين) قال: (بخروج القائم) (3). (والذين هم من عذاب ربهم مشفقون): خائفون على أنفسهم. (إن عذاب ربهم غير مأمون). اعتراض يدل على أنه لا ينبغي لأحد أن يأمن من عذاب الله، وإن بالغ في طاعته. (والذين هم لفروجهم حافظون). (إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين). (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون). مضى تفسيرها في سورة المؤمنين (4). (والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون): حافظون. (والذين هم بشهاداتهم قائمون): لا يكتمون ولا ينكرون. (والذين هم على صلاتهم يحافظون) فيراعون شرائطها وآدابها. قال: (هي الفريضة، و (الذين هم على صلاتهم دائمون) هي النافلة) (5). وفي رواية: (أولئك أصحاب الخمسين صلاة من شيعتنا) (6). (أولئك في جنات مكرمون). (فما للذين كفروا قبلك: حولك مهطعين): مسرعين.

__________________________

(1) - الكافي 3: 500، الحديث: 11، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين عليهم السلام.

(2) - المصدر، الحديث: 12، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - الكافي 8: 287، الحديث: 432، عن أبي جعفر عليه السلام.

(4) - ذيل الايات 5، 6 و 7، ولم أجد فيها تفسيرا، وليكن فسرها في الصافي 3: 394.

(5) - الكافي 3: 270، الحديث: 12، مجمع البيان 9 - 10: 356 - 357، عن أبي جعفر عليه السلام.

(6) - مجمع البيان 9 - 10: 357، عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام.(*)

[ 1354 ]

(عن اليمين وعن الشمال عزين) قيل: فرقا شتى (1). والقمي يقول: قعود (2). وورد في المنافقين: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله ما زال يتألفهم ويقربهم وجلسهم عن يمينه وشماله، حتى أذن الله عز وجل له في إبعادهم بقوله: (واهجرهم هجرا جميلا) (3)، وبقوله: (فمال الذين كفروا قبلك مهطعين)، الايات) (4). (أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم) بلا إيمان. قيل: هو إنكار لقولهم: لو صح ما يقوله لنكون فيها أفضل حظا منهم، كما في الدنيا (5). (كلا) ردع عن هذا الطمع. (إنا خلقناهم مما يعلمون) القمي: من نطفة ثم علقة (6). أقول: يعني إن المخلوق من النطفة القذرة لا يتأهل لعالم القدس ما لم يستكمل بالأيمان والطاعة ولم يتخلق بالأخلاق الملكية. (فلا أقسم) (لا) مزيدة للتأكيد. القمي: أي: أقسم (7). (برب المشارق والمغارب). قال: (لها ثلاثمائة وستون مشرقا وثلاثمائة وستون مغربا، فيومها الذي تشرق فيه لا تعود فيه إلى قابل (8)، ويومها الذي تغرب فيه لا تعود فيه إلا من قابل) (9). وفي رواية: (لها ثلاثمائة وستون برجا، تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر، فلا تعود إليه إلا من قابل في ذلك اليوم) (10).

__________________________

(1) - الكشاف 4: 160، البيضاوي 5: 151.

(2) - القمي 2: 386.

(3) - المزمل(73): 10.

(4) - الاحتجاج 1: 377، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(5) - البيضاوي 5: 151. 6 و 7 - القمي 2: 386.

(8) - في المصدر:(إلا من قابل).

(9) - معاني الأخبار: 221، الحديث: 1، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(10) - الاحتجاج 1: 386، عن أمير المؤمنين عليه السلام.(*)

[ 1355 ]

(إنا لقادرون). (على أن نبدل خيرا منهم) أي: نهلكهم ونأتي بخلق أمثل منهم (وما نحن بمسبوقين): بمغلوبين إن أردنا ذلك. (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون). (يوم يخرجون من الأجداث): من القبور (سراعا): مسرعين (كأنهم إلى نصب يوفضون): إلى منصوبات للعبادة أو أعلام يسرعون. القمي: إلى الداعي يبادرون (1). (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون).

__________________________

(1) - القمي 2: 387، وفيه:(إلى الداعي ينادون).(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21403676

  • التاريخ : 20/04/2024 - 00:47

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net