00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة عبس 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1405 ]

سورة عبس [ مكية، وهي اثنتان وأربعون آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم (عبس وتولى). (أن جاءه الأعمى). قال: (نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي صلى الله عليه وآله فجاء ابن أم مكتوم، فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه، وعبس وأعرض بوجهه عنه. فحكى الله ذلك وأنكره عليه) (2). والقمي: نزلت في عثمان وابن أم مكتوم، وكان ابن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وآله، وكان أعمى، وجاء إلى رسول صلى الله عليه وآله وعنده أصحابه وعثمان عنده، فقدمه رسول الله صلى الله عليه وآله على عثمان، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه، فأنزل الله: (عبس وتولى) يعني عثمان (أن جاءه الأعمى) (3). (وما يدريك لعله يزكى القمي): أي: يكون طاهرا أزكى (4). (أو يذكر): أو يذكره رسول الله صلى الله عليه وآله (فتنفعه الذكرى).

__________________________

(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(2) - مجمع البيان 9 - 10: 437، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 و 4 - القمي 2: 405.(*)

[ 1406 ]

(أما من استغنى). (فأنت له تصدى). القمي: ثم خاطب عثمان، قال: أنت إذا جاءك غني تتصدى له وترفعه (1). (وما عليك ألا يزكى) أي: لا تبالي أزكيا كان أو غير زكي، إذا كان غنيا. (وأما من جاءك يسعى) يعني ابن أم مكتوم. (وهو يخشى). (فأنت عنه تلهى): تلهو ولا تلتفت إليه. أقول: وأما ما اشتهر من تنزيل هذه الايات في النبي صلى الله عليه وآله دون عثمان، فيأباه سياق هذه المعاتبات وما ذكر بعدها من الايات، كما لا يخفى على العارف برتبة النبوات وأساليب المخاطبات، ويشبه أن يكون من مختلقات أهل النفاق، خذلهم الله. (كلا) ردع عن المعاتب عليه ومعاودة مثله إنها تذكرة القمي: القرآن (2). (فمن شاء ذكره). (في صحف مكرمة). (مرفوعة عند الله مطهرة): منزهة عن أيدي الشياطين. (بأيدي سفرة). (كرام بررة) قيل: أي: كتبة من الملائكة (3). والقمي: بأيدي الأئمة عليهم السلام (4). ورد: (الحافظ للقرآن العامل به، مع السفرة الكرام البررة) (5). (قتل الانسان ما أكفره) دعاء عليه بأشنع الدعوات، وتعجب من إفراطه في

__________________________

(1) - القمي 2: 405.

(2) - القمي 2: 405.

(3) - التبيان 10: 272 عن ابن عباس، مجمع البيان 9 - 10: 438، عن ابن عباس ومن جاهد، البيضاوي 5: 174.

(4) - القمي 2: 405.

(5) - مجمع البيان 9 - 10: 438، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*) قتل الأنسان ما أكفره دعاء عليه بأشنع الدعوات، وتعجب من إفراطه في

[ 1407 ]

الكفران. قال: (أي: لعن الأنسان) (1). (من أي شئ خلقه) الاستفهام للتحقير. (من نطفة خلقه فقدره): فهيأه لما يصلح له من الأعضاء والأشكال، أطوارا إلى أن تم خلقه. (ثم السبيل يسره) القمي: يسر له طريق الخير (2). (ثم أماته فأقبره). عدهما من النعم، لأن الأماتة وصلة إلى الحياة الأبدية واللذات الخالصة، والقبر تكرمة وصيانة. (ثم إذا شاء أنشره). (كلا) ردع للأنسان عما هو عليه لما يقض ما أمره: لم يقض بعد من لدن آدم إلى هذه الغاية ما أمره الله بأسره، إذ لا يخلو أحد من تقصير ما. (فلينظر الأنسان إلى طعامه) إتباع للنعم الذاتية بالنعم الخارجية. وورد في تأويله: (طعامه: علمه الذي يأخذه، عمن يأخذه) (3). وبيانه في الصافي (4). (أنا صببنا الماء صبا). (ثم شققنا الأرض شقا). (فأنبتنا فيها حبا). (وعنبا وقضبا) يعني الرطبة. القمي: القت (5). (وزيتونا ونخلا).

__________________________

(1) - الاحتجاج 1: 372، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(2) - القمي 2: 405.

(3) - الكافي 1: 50، الحديث: 8، عن أبي جعفر عليه السلام.

(4) - الصافي 5: 287.

(5) - القمي 2: 406.(*)

[ 1408 ]

(وحدائق غلبا): عظاما. وصفها به لتكاثفها وكثرة أشجارها. (وفاكهة وأبا): ومرعى. القمي: الحشيش للبهائم (1). (متاعا لكم ولانعامكم). قيل: إن أبا بكر سئل عنه فلم يعلمه، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال: سبحان الله ! أما علم أن الأب هو الكلأ والمرعى، وأن قوله:) وفاكهة وأبا (اعتداد من الله بإنعامه على خلقه فيما غذاهم به، وخلقه لهم ولأنعامهم، مما تحيى به أنفسهم وتقوم به أجسادهم (2). (فإذا جاءت الصاخة) أي: النفخة، وصفت بها مجازا، لأن الناس يصخون لها. (يوم يفر المرء من أخيه). (وأمه وأبيه). (وصاحبته وبنيه) وذلك لاشتغاله بشأنه، وعلمه بأنهم لا ينفعونه، أو للحذر من مطالبتهم بما قصر في حقهم، وتأخير الأحب فالأحب للمبالغة، كأنه قيل: يفر من أخيه، بل من أمه وأبيه، بل من صاحبته وبنيه. وفي رواية: (سئل من هم ؟ قال: قابيل يفر من هابيل، وموسى من أمه، وإبراهيم من الأب المربي لا الوالد، ولوط من صاحبته، ونوح من ابنه كنعان) (3). قيل: إنما يفر موسى من أمه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها (4). لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه: يشغله عن غيره. (وجوه يومئذ مسفرة): مضيئة بما ترى من النعم.

__________________________

(1) - القمي 2: 406.

(2) - الأرشاد(للمفيد): 107.

(3) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 245، الباب: 24، قطعة من حديث: 1، عنه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، والخصال 1: 318، قطعة من حديث: 102، عن علي بن الحسين عليهما السلام.

(4) - الخصال 1: 318، ذيل الحديث: 102.(*)

[ 1409 ]

(ضاحكة مستبشرة). (ووجوه يومئذ عليها غبرة): غبار وكدورة. (ترهقها قترة): يغشاها سواد وظلمة. (أولئك هم الكفرة الفجرة).




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335800

  • التاريخ : 28/03/2024 - 17:51

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net