00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المطففين 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1417 ]

سورة المطففين [ مكية. وهي ست وثلاثون آية ] (1)

بسم الله الرحمن الرحيم (ويل للمطففين) القمي: الذين يبخسون المكيال والميزان (2). ورد: (نزلت على نبي الله حين قدم المدينة، وهم يومئذ أسوأ الناس كيلا، فأحسنوا بعد عمل الكيل، فأما) الويل (فبلغنا - والله أعلم - أنها بئر في جهنم) (3). وورد: (وأنزل في الكيل:) ويل للمطففين (ولم يجعل الويل لأحد حتى يسميه كافرا، قال الله تعالى: (فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم) (4) (الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون): إذا اكتالوا من الناس حقوقهم، يأخذونها وافية. (وإذا كالوهم أو وزنوهم): إذا كالوا للناس أو وزنوا لهم يخسرون.

__________________________

(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(2) - القمي 2: 410.

(3) - المصدر، عن أبي جعفر عليه السلام.

(4) - الاحتجاج 1: 372، عن أمير المؤمنين عليه السلام. والاية في سورة مريم(19): 37.(*)

[ 1418 ]

(ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون) قال: (أليس يوقنون أنهم مبعوثون ؟ !) (1). (ليوم عظيم) عظمه لعظم ما يكون فيه. (يوم يقوم الناس لرب العالمين): لحكمه. روي: (إنهم يقومون في رشحهم إلى أنصاف آذانهم) (2). وورد: (مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القراب (3) من الأرض إلا موضع قدمه، كالسهم في الكنانة، لا يقدر أن يزول ها هنا ولا ها هنا) (4). (كلا) ردع عن التطفيف، والغفلة عن البعث والحساب. (إن كتاب الفجار لفي سجين). (وما أدراك ما سجين). (كتاب مرقوم) القمي ن: ما كتب الله لهم من العذاب لفي سجين (5). ورد: (السجين: الأرض السابعة، وعليون: السماء السابعة) (6). وقال: (أما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء، فتفتح لهم أبوابها، وأما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد: اهبطوا به إلى سجين، وهو واد بحضرموت يقال له: برهوت) (7). وفي رواية: (هم الذين فجروا في حق الأئمة واعتدوا عليهم) (8). (ويل يومئذ للمكذبين). (الذين يكذبون بيوم الدين). (وما يكذب به إلا كل

__________________________

(1) - الاحتجاج 1: 372، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(2) - الجامع لأحكام القرآن(للقرطبي) 19: 255، التفسير الكبير 31: 90 عن النبي صلى الله عليه وآله، مجمع البيان 9 - 10: 452.)، ليس له(3) - في المصدر:(القرب).

(4) - الكافي 8: 143، الحديث: 110، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - القمي 2: 410.

(6) - المصدر، عن أبي جعفر عليه السلام.

(7) - نور الثقلين 5: 530، الحديث: 14، عن أبي جعفر عليه السلام.

(8) - الكافي 1: 435، ذيل الحديث: 91، عن الكاظم عليه السلام.(*)

[ 1419 ]

معتد أثيم). (إذا تتلى عليه اياتنا قال أساطير الأولين). (كلا) ردع عن قوله: (أساطير الأولين). (بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون). قال: (ما من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنبا خرج في تلك النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض، فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا. وهو قول الله عز وجل: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) (1). (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون). قال: (إن الله لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده، ولكنه يعني إنهم عن ثواب ربهم لمحجوبون) (2). (ثم إنهم لصالوا الجحيم): يدخلون النار ويصلون بها. (ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون). (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين) القمي: أي: ما كتب لهم من الثواب (3). (وما أدراك ما عليون). (كتاب مرقوم). (يشهده المقربون). ورد: (إن الله خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، وقلوبهم تهوي إلينا، لأنها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الاية (كلا إن كتاب الأبرار) الاية. وخلق عدونا من سجين، وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه، وأبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إليهم، لأنها خلقت مما خلقوا منه.

__________________________

(1) - الكافي 2: 273، الحديث: 20، مجمع البيان 9 - 10: 453، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - التوحيد: 265، الباب: 36، ذيل الحديث الطويل: 5، عن أمير المؤمنين عليه السلام، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 125، الباب: 11، الحديث: 19.

(3) - القمي 2: 411.(*)

[ 1420 ]

ثم تلا هذه الاية: (كلا إن كتاب الفجار الاية) (1). أقول: العقائد الراسخة والأعمال المتكررة في النفوس بمنزلة النقوش الكتابية في الألواح، فمن كانت معلوماته أمورا قدسية وأعماله صالحة وأخلاقه زكية، يأتي كتابه بيمينه، أي: من جانبه الأقوى الروحاني وجهة عليين، لأنه من جنس تلك النشأة. ومن كانت معلوماته مقصورة على الأمور الدنيوية وأعماله خبيثة، يأتي كتابه بشماله، أي: من جانبه الأضعف الجسماني وجهة سجين، لأنه من جنس هذه النشأة، وإنما عود الأرواح إلى ما خلقت منه، كما قال سبحانه: (كما بدأكم تعودون) (4) فما خلق من عليين فكتابه في عليين، وما خلق من سجين فكتابه في سجين. (إن الأبرار لفي نعيم). (على الأرائك): على الأسرة في الحجال (ينظرون) إلى ما يسرون به من النعيم. (تعرف في وجوههم نضرة النعيم): بهجة التنعم وبريقه. (يسقون من رحيق): شراب خالص (مختوم). (ختامه مسك). قيل: أي: مختوم أوانيه بالمسك مكان الطين، ولعله تمثيل لنفاسته (3). والقمي: ماء إذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه (4). أقول: لعله أراد أن يجدها في آخر شربه. (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). (ومزاجه من تسنيم): علم لعين بعينها سميت بها، لأنها تأتيهم من فوق. القمي:

__________________________

(1) - الكافي 1: 390، الحديث: 4، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - الأعراف(7): 29.

(3) - البيضاوي 5: 178.

(4) - القمي 2: 411.(*)

[ 1421 ]

هي أشرف شراب أهل الجنة، يأتيهم من عالي، يسنم عليهم في منازلهم (1). (عينا يشرب بها المقربون). القمي: هم آل محمد عليه السلام قال: (يشربون من تسنيم صرفا وسائر المؤمنين ممزوجا) (2). (إن الذين أجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون): يستهزئون. (وإذا مروا بهم يتغامزون): يغمز بعضهم بعضا ويشيرون بأعينهم. (وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين): ملتذين بالسخرية منهم. قيل: إن الذين أجرموا: منافقو قريش، والذين آمنوا: علي ابن أبي طالب عليه السلام (3). (وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون): وإذا رأوا المؤمنين نسبوهم إلى الضلال. (وما أرسلوا عليهم): على المؤمنين حافظين: يحفظون عليهم أعمالهم ويشهدون برشدهم وضلالهم. (فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون) حين يرونهم أذلاء مغلولين في النار. روي: (إنه يفتح لهم باب إلى الجنة، فيقال لهم: اخرجوا إليها، فإذا وصلوا أغلق دونهم، فيضحك المؤمنون منهم) (4). (على الأرائك ينظرون). (هل ثوب الكفار): هل أثيبوا (ما كانوا يفعلون).

__________________________

(1) - القمي 2: 411.

(2) - القمي 2: 412.

(3) - مجمع البيان 9 - 10: 457، عن أبي صالح، عن ابن عباس، شواهد التنزيل 2: 427، الحديث: 1085، عن ابن عباس.

(4) - الكشاف 4: 233، البيضاوي 5: 178 بلفظ(قيل)، في تفسير الكبير 31: 102، الجامع لأحكام القرآن(للقرطبي)، مجمع البيان 9 - 10: 457 عن أبي صالح.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335281

  • التاريخ : 28/03/2024 - 14:50

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net