00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الزخرف 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الرابع)   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

[ 384 ]

سورة الزخرف

مكية عدد آيها تسع وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم (1) حم (2) والكتاب المبين (3) إنا جعلناه قرانا عربيا أقسم بالقرآن على أنه جعله قرآنا عربيا وهو من البدايع لتناسب القسم والمقسم عليه لعلكم تعقلون لكي تفقهوا معانيه (4) وإنه في أم الكتاب في اللوح المحفوظ فإنه أصل الكتب السماوية وقرئ أم الكتاب بالكسر لدينا لعلى رفيع الشأن حكيم ذو حكمة بالغة كذا قيل وفي المعاني عن الصادق عليه السلام هو أمير المؤمنين عليه السلام في أم الكتاب يعني الفاتحة فإنه مكتوب فيها في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم قال الصراط المستقيم هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته والقمي ما في معناه (5) أفنضرب عنكم الذكر صفحا أنهملكم فنضرب عنكم الذكر أي نذوده ونبعده ونعرض عنكم إعراضا القمي استفهام أي ندعكم مهملين لا نحتج عليكم برسول الله صلى الله عليه وآله أو بإمام أو بحجج أن كنتم قوما مسرفين لأن كنتم وقرئ إن بالكسر إخراجا للمحقق مخرج المشكوك استجهالا لهم (6) وكم أرسلنا من نبى في الاولين (7) وما يأتيهم من نبى إلا كانوا به يستهزؤن تسلية لرسول الله صلى الله عليه وآله عن استهزاء قومه

[ 385 ]

(8) فأهلكنا أشد منهم بطشا أي من القوم المسرفين لأنه صرف الخطاب عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مخبرا عنهم القمي يعني من قريش ومضى مثل الاولين وسلف في القرآن قصتهم العجيبة وفيه وعد للرسول صلى الله عليه وآله ووعيد لهم بمثل ما جرى على الأولين (9) ولئن سئلتهم من خلق السموات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم يعني أقروا بعزي وعلمي وما بعده إستيناف (10) الذى جعل لكم الارض مهدا فتستقرون فيها وجعل لكم فيها سبلا تسلكونها لعلكم تهتدون لكي تهتدوا إلى مقاصدكم أو إلى حكمة الصانع بالنظر في ذلك (11) والذى نزل من السماء ماء بقدر بمقدار ينفع ولا يضر فأنشرنا به بلدة ميتا فأحيينا به أرضا لا نبات فيها كذلك تخرجون تنشرون من قبوركم (12) والذى خلق الازواج كلها أصناف المخلوقات وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون في البر والبحر (13) لتستوا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه تذكروها بقلوبكم معترفين بها حامدين عليها وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين مطيقين يعني لا طاقة لنا بالأبل ولا بالفلك ولا بالبحر لولا أن الله سخره لنا (14) وإنآ إلى ربنا لمنقلبون أي راجعون وإتصاله بذلك لأن الركوب للتنقل والنقلة العظمى هو الأنقلاب إلى الله عز وجل ولأنه مخطر فينبغي للراكب أن لا يغفل عنه ويستعد للقاء الله في الكافي عن الرضا عليه السلام فان ركبت الظهر فقل الحمد لله الذى سخر لنا هذا الاية وعن أبيه عليهما السلام وإن خرجت برا فقل الذي قال الله عز وجل سبحان الذى سخر لنا الاية فإنه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيصيبه شئ بإذن الله

[ 386 ]

(15) وجعلوا له من عباده جزء قيل متصل بقوله ولئن سئلتهم أي وجعلوا له بعد ذلك الأعتراف من عباده ولدا فقالوا الملائكة بنات الله سماه جزء لأن الولد بضعة من والده القمي قوله وجعلوا له من عباده جزء قال قالت قريش إن الملائكة هم بنات الله سماه جزء لان الولد بضعة من والده القمي قوله وجعلوا له من عبادة جزء قال قالت قريش ان الملائكة هم بنات الله ان الانسان لكفور مبين ظاهر الكفران (16) ام اتخذ مما يخلق بنات واصفاكم بالبنين معنى الهمزة في ام الانكار والتعجب من شأنهم حيث لم يقنعوا بان جعلوا له جزء حتى جعلوا له من مخلوقاته أجزاء أخص مما اختير لهم وأبغض الأشياء إليهم بحيث إذا بشر بها أحدهم إشتد غمه به كما قال (17) وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا بما جعل لله شبها وذلك أن كل ولد من كل شئ شبهه وجنسه ظل وجهه مسودا صار وجهه أسود في الغاية لما يعتريه من الكآبة وهو كظيم مملوء قلبه من الكرب (18) أو من ينشؤ في الحلية أو يجعلون له من يتربى في الزينة يعني البنات وهو في الخصام في المجادلة غير مبين للحجة يقال قلما تتكلم إمرأة بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها وقرئ ينشؤ بالتشديد أي يربي (19) وجعلوا الملئكة هم عباد الرحمن إناثا كفر آخر تضمنه مقالهم شنع به عليهم وهو جعلهم أكمل العباد وأكرمهم على الله أنقصهم رأيا وأخصهم صنفا وقرئ عند الرحمن على تمثيل زلفاهم أشهدوا خلقهم أحضروا خلق الله إياهم فشاهدوهم إناثا فإن ذلك مما يعلم بالمشاهدة وهو تجهيل وتهكم بهم وقرئ ءاشهدوا خلقهم بهمزة مضمومة بعد همزة الأستفهام ستكتب شهادتهم التي شهدوا بها على الملائكة ويسئلون عنها يوم القيامة (20) وقالوا لو شآء الرحمن ما عبدناهم مالهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون (21) أم آتيناهم كتابا من قبله من قبل القرآن ينطق على صحة ما قالوه فهم به مستمسكون

[ 387 ]

(22) بل قالوا إنا وجدنا آبآئنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون أي لا حجة لهم على ذلك من جهة العقل ولا من جهة النظر وإنما جنحوا فيه إلى تقليد آبائهم الجهلة والامة الطريقة التي تؤم (23) وكذلك مآ أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آبآئنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون تسلية لرسول الله صلى الله عليه وآله ودلالة على أن التقليد في نحو ذلك ضلال قديم وفي تخصيص المترفين إشعار بأن التنعم وحب البطالة صرفهم عن النظر إلى التقليد (24) قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آبآئكم يعني أتتبعون آبائكم ولو جئتكم بدين أهدى من دين آبائكم وهو حكاية أمر ماض أوحى إلى النذير أو خطاب لنبينا صلى الله عليه وآله وقرئ قال أي النذير قالوا إنا بمآ أرسلتم به كافرون أي وإن كان أهدى إقناطا للنذير من أن ينظروا أو يتفكروا فيه (25) فانتقمنا منهم بالأستيصال فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ولا تكترث بتكذيبهم (26) وإذ قال إبرهيم واذكر وقت قوله هذا ليروا كيف تبرأ عن التقليد وتمسك بالبرهان أو ليقلدوه إن لم يكن لهم بد من التقليد فإنه أشرف آبائهم لابيه وقومه إننى برآء مما تعبدون برئ من عبادتكم أو معبودكم مصدر نعت به (27) إلا الذى فطرني فإنه سيهدين هداية بعد هداية (28) وجعلها أي كلمة التوحيد كلمة باقية في عقبه في ذريته ليكون فيهم أبدا من يوحد الله ويدعو إلى توحيده ويكون إماما وحجة على الخلائق لعلهم يرجعون يرجع من أشرك منهم بدعاء من وحده وفي الأكمال عن السجاد عليه السلام قال فينا نزلت هذه الاية وجعلها كلمة باقية في عقبه والأمامة في عقب الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة وفي العلل عن الباقر عليه السلام وفي المعاني والمناقب والمجمع عن الصادق عليه السلام مثله

[ 388 ]

وفي الأحتجاج عن النبي صلى الله عليه وآله في خطبة الغدير معاشر الناس القرآن يعرفكم أن الأئمة عليهم السلام من بعده من ولده وعرفتكم أنهم مني وأنا منهم حيث يقول الله عز وجل وجعلها كلمة باقية في عقبه وقلت لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما وفي المناقب إن النبي صلى الله عليه وآله سئل عن هذه الاية فقال الأمامة في عقب الحسين عليه السلام يخرج من صلبه تسعة من الأئمة منه مهدي هذه الأمة والقمي لعلهم يرجعون يعني الأئمة عليهم السلام يرجعون إلى الدنيا (29) بل متعت هؤلاء وآبآئهم هؤلاء المعاصرين للرسول صلى الله عليه وآله من قريش وآبائهم بالمد في العمر والنعمة فاغتروا بذلك وانهمكوا في الشهوات حتى جائهم الحق ورسول مبين (30) ولما جائهم الحق لينبههم عن غفلتهم قالوا هذا سحر وإنا به كافرون ضموا إلى شركهم معاندة الحق والأستخفاف به (31) وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين من إحدى القريتين بمكة والطائف عظيم بالجاه والمال كالوليد بن مغيرة بمكة وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف فإن الرسالة منصب عظيم لا يليق إلا بعظيم ولم يعلموا إنها رتبة روحانية تستدعي عظيم النفس بالتحلي بالفضائل والكمالات القدسية لا التزخرف بالزخارف الدنيوية (32) أهم يقسمون رحمت ربك إنكار فيه تجهيل وتعجيب من تحكمهم والمراد بالرحمة النبوة نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحيوة الدنيا وهم عاجزون عن تدبيرها ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات وأوقعنا بينهم التفاوت في الرزق وغيره ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ليستعمل بعضهم بعضا في حوائجهم فيحصل بينهم تألف وتضامن وينتظم بذلك نظام العالم لا لكمال في الموسع ولا لنقص في المقتر ثم إنه لا اعتراض لهم علينا في ذلك ولا تصرف فكيف يكون فيما هو أعلى من ذلك ورحمة ربك هذه يعني النبوة وما يتبعها خير مما يجمعون مما يجمعه هؤلاء من حطام الدنيا والعظيم من رزق منها لا منه في الأحتجاج وفي تفسير الأمام عليه السلام في سورة البقرة عن أبيه عليهما

[ 389 ]

السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش وساق الحديث كما سبق ذكره في سورة بني اسرائيل إلى أن قال قال له عبد الله بن أبي امية لو أراد الله أن يبعث إلينا رسولا لبعث أجل من في ما بيننا مالا وأحسنه حالا فهلا نزل هذا القرآن الذي تزعم أن الله أنزله عليك وابتعثك به رسولا على رجل من القريتين عظيم إما الوليد بن المغيرة بمكة وإما عروة بن مسعود الثقفي بالطائف ثم ذكر شيئا إلى أن قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وأما قولك لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بالطائف فإن الله ليس يستعظم مال الدنيا كما تستعظمه أنت ولا خطر له عنده كما له عندك بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة لما سقى كافرا به مخالفا له شربة ماء وليس قسمة الله إليك بل الله القاسم للرحمات والفاعل لما يشاء في عبيده وإمائه وليس هو عز وجل ممن يخاف أحدا كما تخافه أنت لما له وحاله فعرفته بالنبوة لذلك ولا ممن يطمع في أحد في ماله أو في حاله كما تطمع فيخصه بالنبوة لذلك ولا ممن يحب أحدا محبة الهوى كما تحب أنت فتقدم من لا يستحق التقديم وإنما معاملته بالعدل فلا يؤثر لأفضل مراتب الدين وجلاله إلا الأفضل في طاعته والأجل في خدمته وكذلك لا يؤخر في مراتب الدين وجلاله إلا أشدهم تبطا عن طاعته وإذا كان هذا صفته لم ينظر إلى مال ولا إلى حال بل هذا المال والحال من تفضله وليس لأحد من عباده عليه ضريبة لازب فلا يقال له إذا تفضلت بالمال على عبد فلا بد أن تتفضل عليه بالنبوة أيضا لأنه ليس لأحد إكراهه على خلاف مراده ولا إلزامه تفضلا لأنه تفضل قبله بنعمه ألا ترى يا عبد الله كيف أغنى واحدا وقبح صورته وكيف حسن صورة واحد وأفقره وكيف شرف واحدا وأفقره وكيف أغنى واحدا ووضعه ثم ليس لهذا الغني أن يقول هلا اضيف إلى يساري جمال فلان ولا للجميل أن يقول هلا اضيف إلى جمالي مال فلان ولا للشريف أن يقول هلا اضيف إلى شرفي مال فلان ولا للوضيع أن يقول هلا اضيف إلى ضعتي شرف فلان ولكن الحكم لله يقسم كيف يشاء ويفعل كما يشاء وهو حكيم في أفعاله محمود في أعماله وذلك قوله وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال الله تعالى أهم يقسمون رحمه ربك يا محمد نحن قسمنا بينهم

[ 390 ]

معيشتهم في الحيوة الدنيا فأحوجنا بعضا إلى بعض أحوج هذا إلى مال ذلك إلى سلعة هذا وإلى خدمته فترى أجل الملوك وأغنى الأغنياء محتاجا إلى أفقر الفقراء في ضرب من الضروب إما سلعة معه ليست معه وإما خدمة يصلح لها لا يتهيأ لذلك الملك أن يستغني إلا به وإما باب من العلوم والحكم هو فقير إلى أن يستفيدها من ذلك الفقير فهذا الفقير محتاج إلى مال ذلك الملك الغني وذلك الملك يحتاج إلى علم هذا الفقير أو رأيه أو معرفته ثم ليس للملك أن يقول هلا إجتمع إلى مالي علم هذا الفقير ولا للفقير أن يقول هلا إجتمع إلى رأيي وعلمي وما أتصرف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغني (33) ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لولا أن يرغبوا في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة وتنعم لحبهم الدنيا فيجتمعوا عليه لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج ومصاعد عليها يظهرون يعلون السطوح وقرئ سقفا مفردا (34) ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤن أي أبوابا وسررا من فضة (35) وزخرفا وزينة القمي أمة واحدة أي على مذهب واحد وزخرفا قال البيت المزخرف بالذهب وعن الصادق عليه السلام لو فعل الله ذلك بهم لما آمن أحد ولكنه جعل في المؤمنين أغنياء وفي الكافرين فقراء وجعل في المؤمنين فقراء وفي الكافرين أغنياء ثم امتحنهم بالأمر والنهي والصبر والرضا وفي الكافي والعلل عن السجاد عليه السلام أنه سئل عن هذه الاية فقال عني بذلك امة محمد صلى الله عليه وآله أن يكونوا على دين واحد كفارا كلهم ولو فعل الله ذلك بامة محمد صلى الله عليه وآله لحزن المؤمنون وغمهم ذلك ولم يناكحوهم ولم يوارثوهم وفي العلل عن الصادق عليه السلام قال قال الله عز وجل لولا أن يجد عبدي المؤمن في نفسه لعصبت الكافر بعصابة من ذهب وإن وإنه كل ذلك لما متاع الحيوة

[ 391 ]

الدنيا وقرئ لما بالتشديد بمعنى إلا فتكون إن نافية والاخرة عند ربك للمتقين في الكافي عن الصادق عليه السلام إن الله جل ثناؤه ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه فيقول وعزتي ما أحوجتك في الدنيا من هوان بك علي فارفع هذا السجف فانظر إلى ما عوضتك من الدنيا قال فيرفع فيقول ما ضرني ما منعتني مع ما عوضتني أقول: السجف بالمهملة والجيم الستر وعنه عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه وآله يا معشر المساكين طيبوا نفسا واعطوا الله الرضا من قلوبكم يثيبكم الله عز وجل على فقركم فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم وعنه عليه السلام قال ما كان من ولد آدم عليه السلام مؤمن إلا فقيرا ولا كافر إلا غنيا حتى جاء ابراهيم عليه السلام فقال ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة وفي هؤلاء أموالا وحاجة (36) ومن يعش عن ذكر الرحمن يتعامى ويعرض عنه لفرط اشتغاله بالمحسوسات وانهماكه في الشهوات نقيض نسبب ونقدر له شيطانا فهو له قرين يوسوسه ويغويه دائما وقرئ يقيض بالياء في الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام من تصدى بالأثم أعشى عن ذكر الله تعالى ومن ترك الأخذ عمن أمره الله بطاعته قيض له شيطان فهو له قرين (37) وإنهم ليصدونهم عن السبيل وإن الشياطين ليصدون العاشين عن الطريق الذي من حقه أن يسبل ويحسبون أي العاشون أنهم مهتدون (38) حتى إذا جائنا أي العاشي وقرء جائانا على التثنية أي العاشي والشيطان قال أي العاشي للشيطان يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين بعد المشرق من المغرب فبئس القرين أنت

[ 392 ]

(39) ولن ينفعكم اليوم ما أنتم عليه من التمني إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون القمي عن الباقر عليه السلام نزلت هاتان الايتان هكذا حتى إذا جائانا يعني فلانا وفلانا يقول أحدهما لصاحبه حين يراه يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين فقال الله لنبيه صلى الله عليه وآله قل لفلان وفلان وأتباعهما لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد صلوات الله عليهم حقهم أنكم في العذاب مشتركون (40) أفأنت تسمع الصم أو تهدى العمى إنكار تعجب من أن يكون هو الذي يقدر على هدايتهم بعد تمرنهم على الكفر واستغراقهم في الضلال بحيث صار عشاهم عمى مقرونا بالصمم ومن كان في ضلال مبين عطف على العمى باعتبار تغاير الوصفين وفيه إشعار بأن الموجب لذلك تمكنهم في ضلال لا يخفى (41) فإما نذهبن بك أي فإن قبضناك قبل أن ينصرك بعذابهم وما مزيدة للتأكيد فإنا منهم منتقمون بعدك (42) أو نرينك الذى وعدناهم أو إن أردنا أن نريك ما وعدناهم من العذاب فإنا عليهم مقتدرون لا يفوتوننا في المجمع روى أنه صلى الله عليه وآله اري ما يلقى امته بعده فما زال منقبضا ولم ينبسط ضاحكا حتى لقى الله تعالى قال: وروى جابر بن عبد الله الأنصاري قال إني لأدناهم من رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع بمنى حتى قال لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت إلى خلفه فقال أو علي أو علي ثلاث مرات فرأينا أن جبرئيل غمزه فأنزل الله على أثر ذلك فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون بعلي بن أبي طالب أقول: إنما يكون ذلك في الرجعة والقمي عن الصادق عليه السلام قال فإما نذهبن بك يا محمد من مكة إلى

[ 393 ]

المدينة فإنا رادوك إليها ومنتقمون منهم بعلي بن أبي طالب عليه السلام وقد سبق في هذا المعنى أخبار اخر في سورة المؤمنين (43) فاستمسك بالذى أوحى إليك إنك على صراط مستقيم القمي عن الباقر عليه السلام إنك على ولاية علي عليه السلام وعلي هو الصراط المستقيم (44) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون في الكافي عن الباقر عليه السلام نحن قومه ونحن المسؤولون وعن الصادق عليه السلام إيانا عني ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون وعنه عليه السلام الذكر القرآن ونحن قومه ونحن المسؤولون وفي البصائر عن الباقر عليه السلام في هذه الاية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته أهل الذكر وهم المسؤولون (45) واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون هل حكمنا بعبادة الأوثان وهل جاءت في ملة من مللهم في الكافي والقمي عن الباقر عليه السلام إنه سئل عن هذه الاية من ذا الذي سأله محمد صلى الله عليه وآله وكان بينه وبين عيسى خمسمأة سنة فتلا هذه الاية سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنآ قال فكان من الايات التي أراها الله محمدا صلى الله عليه وآله حين أسرى به إلى البيت المقدس أن حشر الله له الأولين والاخرين من النبيين والمرسلين ثم أمر جبرئيل فأذن شفعا وأقام شفعا ثم قال في إقامته حي على خير العمل ثم تقدم محمد صلى الله عليه وآله فصلى بالقوم فأنزل الله عليه واسأل من أرسلنا الاية فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله على ما تشهدون وما كنتم تعبدون فقالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله (ص) أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا وفي الأحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث وأما قوله واسئل من

[ 394 ]

أرسلنا من قبلك من رسلنا فهذا من براهين نبينا التي أتاه الله إياها وأوجب به الحجة على ساير خلقه لأنه لما ختم به الأنبياء وجعله الله رسولا إلى جميع الأمم وساير الملل خصه بالأرتقاء إلى السماء عند المعراج وجمع له يومئذ الأنبياء فعلم منهم ما ارسلوا به وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه فأقروا أجمعين بفضله وفضل الأوصياء والحجج في الأرض من بعده وفضل شيعة وصيه من المؤمنين والمؤمنات الذين سلموا لأهل الفضل فضلهم ولم يستكبروا عن أمرهم وعرف من أطاعهم وعصاهم من اممهم وسائر من مضى ومن غبر أو تقدم أو تأخر وقد سبق نظير هذين الخبرين في سورة يونس عليه السلام (46) ولقد أرسلنا موسى باياتنآ إلى فرعون وملئه فقال إنى رسول رب العالمين (47) فلما جائهم باياتنآ إذا هم منها يضحكون إستهزؤا بها أول ما رأوها ولم يتأملوا فيها (48) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب كالسنين والطوفان والجراد لعلهم يرجعون (49) وقالوا يا ايها الساحر قيل نادوه بذلك في تلك الحال لشدة شكيمتهم وفرط حماقتهم أو لأنهم كانوا يسمون العالم الباهر ساحرا والقمي أي يا أيها العالم ادع لنا ربك بما عهد عندك أن يكشف عنا العذاب إننا لمهتدون (50) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون عهدهم بالأهتداء (51) ونادى فرعون في قومه في مجمعهم وفيما بينهم بعد كشف العذاب عنهم مخافة أن يؤمن بعضهم قال يا قوم أليس لى ملك مصر وهذه الانهار النيل وكان معظمهم أربعة تجرى من تحتي أفلا تبصرون ذلك (52) أم أنا خير مع هذه المسلكة والبسطة من هذا الذى هو مهين ضعيف حقير لا يستعد للرياسة ولا يكاد يبين الكلام لما به من الرتة (1) فكيف يصلح للرسالة وأم إما منقطعة

______________________________ـــ

(1) الرتة بالضم العجمة. (*)

[ 395 ]

والهمزة فيها للتقرير أو متصلة والمعنى أفلا تبصرون فتعلمون أني خير منه (53) فلولا ألقى عليه أساورة من ذهب أي فهلا القي إليه مقاليد الملك إن كان صادقا إذ كانوا إذ سودوا رجلا سوروه وطوقوه بطوق من ذهب وأساورة جمع أسوار بمعنى السوار وقرئ اسورة أو جاء معه الملئكة مقترنين مقارنين يعينونه أو يصدقونه (54) فاستخف قومه استخف احلامهم أو طلب منهم الخفة في مطاوعته ودعاهم فأطاعوه فيما أمرهم به إنهم كانوا قوما فاسقين اطاعوا ذلك الفاسق في نهج البلاغة ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه هرون على فرعون وعليهما مدارع الصوف وبأيديهما العصا فشرطا له إن أسلم فلذلك بقاء ملكه ودوام عزه فقال ألا تعجبون من هذين يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك وهما بما ترون من حال الفقر والذل فهلا ألقي عليهما أساور من ذهب إعظاما للذهب وجمعه إحتقارا للصوف ولبسه ولو أراد الله سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن العقيان ومغارس الجنان وأن يحشر معهم طيور السماء ووحوش الأرضين لفعل ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحل الأنباء ولما وجب للقائلين اجور المبتلين ولا استحق المؤمنون ثواب المحسنين ولا لزمت الأسماء معانيها ولكن الله سبحانه جعل رسله أولي قوه في عزائمهم وضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم مع قناعة تملأ القلوب والعيون غنى وخصاصة تملأ الأبصار والأسماع أذى ولو كانت الأنبياء أهل قوة لا ترام وعزة لا تضام وملك تمد نحوه أعناق الرجال وتشد إليه عقد الرحال لكان ذلك أهون على الخلق في الأعتبار وأبعد لهم من الأستكبار ولامنوا عن رهبة قاهرة لهم أو رغبة مايلة بهم وكانت السيئات مشتركة والحسنات مقتسمة ولكن الله سبحانه أراد أن يكون الأتباع لرسله والتصديق بكتبه والخشوع لوجهه والأستكانة لأمره والأستسلام لطاعته امورا له خاصة لا يشوبها من غيرها شائبة وكلما كانت البلوى والأختبار أعظم كانت المثوبة والجزاء أجزل (55) فلمآ اسفونا أغضبونا بالأفراط في العناد والعصيان انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين في اليم

[ 396 ]

في الكافي والتوحيد عن الصادق عليه السلام إنه قال في هذه الاية إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه وسخطهم سخط نفسه وذلك لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه فلذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه ولكن هذا معنى ما قال من ذلك وقال أيضا من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها وقال أيضا من يطع الرسول فقد أطاع الله وقال أيضا إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله وكل هذا وشبه على ما ذكرت لك وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك ولو كان يصل إلى المكون الأسف والضجر وهو الذي أحدثهما وأنشأهما لجاز لقائل أن يقول إن المكون يبيد يوما لأنه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغير وإذا دخله التغير لم يؤمن عليه بالأبادة ولو كان ذلك كذلك لم يعرف المكون من المكون ولا القادر من المقدور ولا الخالق من المخلوق تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا هو الخالق للأشياء لا لحاجة فإذا كان لا لحاجة إستحال الحد والكيف فيه فافهم ذلك إنشاء الله (56) فجعلناهم سلفا قدوة لمن بعدهم من الكفار وقرئ سلفا بضمتين ومثلا للاخرين وعظة لهم (57) ولما ضرب ابن مريم مثلا لعلي بن أبي طالب عليه السلام حيث قيل إن فيه شبها منه إذا قومك قريش منه من هذا المثل يصدون قيل أي يضجون فرحا لظنهم أن الرسول صار ملزما به وقرئ بالضم من الصدود أي يصدون عن الحق ويعرضون عنه وقيل هنا لغتان وفي المعاني عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في هذه الاية الصدود في العربية الضحك (58) وقالوا ءألهتنا خير أم هو وقرئ بإثبات همزة الأستفهام ما ضربوه لك إلا جدلا ما ضربوا هذا المثل إلا لأجل الجدل والخصومة لا لتمييز الحق من عن الباطل بل هم قوم خصمون شداد الخصومة حراص على اللجاج

[ 397 ]

(59) إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى إسرائيل (60) ولو نشاء لجعلنا منكم ملئكة في الارض يخلفون يخلفونكم الأرض يعني أن الله قادر على أعجب من ذلك في الكافي عن أبي بصير قال بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله أن فيك شبها من عيسى بن مريم لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم عليه السلام لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة قال فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم فقالوا ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم فأنزل الله على ولما ضرب ابن مريم مثلا إلى قوله لجعلنا منكم يعني من بني هاشم ملئكة في الارض يخلفون الحديث وقد مضى تمامه في سورة الأنفال والقمي عن سلمان الفارسي رضى الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا في أصحابه إذ قال أنه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى بن مريم عليه السلام فخرج بعض من كان جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ليكون هو الداخل فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال الرجل لبعض أصحابه أما رضي محمد أن فضل عليا علينا حتى يشبهه بعيسى بن مريم والله لالهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية أفضل منه فأنزل الله في ذلك المجلس ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون وقالوا ءألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون إن علي عليه السلام إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى إسرائيل فنحي اسمه عن هذا الموضع وفي المناقب عن النبي صلى الله عليه وآله قال يدخل من هذا الباب رجل أشبه الخلق بعيسى فدخل علي فضحكوا من هذا القول فنزل ولما ضرب الايات وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام قال جئت إلى النبي صلى الله عليه وآله يوما فوجدته في ملأ من قريش فنظر إلي ثم قال يا علي إنما مثلك في هذه

[ 398 ]

الامة كمثل عيسى بن مريم أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا وأبغضه قوم وأفرطوا في بغضه فهلكوا واقتصد فيه قوم فنجوا فعظم ذلك عليهم وضحكوا وقالوا يشبهه بالأنبياء والرسل فنزلت هذه الاية وفي التهذيب في دعاء يوم الغدير المروى عن الصادق عليه السلام فقد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا عبدك ورسولك إلى علي بن أبي طالب عليه السلام الذي أنعمت عليه وجعلته مثلا لبني اسرائيل أنه أمير المؤمنين عليه السلام ومولاهم ووليهم إلى يوم القيامة يوم الدين فإنك قلت إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى إسرائيل (61) وإنه لعلم للساعة القمي ثم ذكر خطر أمير المؤمنين عليه السلام فقال وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم قال يعني أمير المؤمنين عليه السلام وقيل يعني نزول عيسى بن مريم عليه السلام من أشراط الساعة يعلم به قربها فلا تمترن بها (62) ولا يصدنكم الشيطان القمي يعني الثاني عن أمير المؤمنين إنه لكم عدو مبين (63) ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولابين لكم بعض الذى تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون فيما ابلغه عنه (64) إن الله هو ربى وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم (65) فاختلف الاحزاب الفرق المتحزبة من بينهم فويل للذين ظلموا من المتحزبين من عذاب يوم أليم القيامة (66) هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فجأة وهم لا يشعرون غافلون عنها (67) الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو القمي يعني الأصدقاء يعادي بعضهم بعضا

[ 399 ]

وقال الصادق عليه السلام الأكل خلة كانت في الدنيا في غير الله عز وجل فإتصير عداوة يوم القيامة إلا المتقين فإن خلتهم لما كانت في الله تبقى نافعة أبد الاباد في الكافي عن الصادق عليه السلام إنه قرأ هذه الاية فقال والله ما أراد بهذا غيركم وفي مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام واطلب مؤاخاة الأتقياء ولو في ظلمات الأرض وإن أفنيت عمرك في طلبهم فإن الله عز وجل لم يخلق أفضل منهم على وجه الأرض من بعد النبيين وما أنعم الله تعالى على عبد بمثل ما أنعم به من التوفيق لصحبتهم قال الله تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين وأظن أن من طلب في زماننا هذا صديقا بلا عيب بقي بلا صديق (68) يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون حكاية لما ينادى به المتقون المتحابون في الله يومئذ (69) الذين آمنوا باياتنا القمي يعني الأئمة عليهم السلام وكانوا مسلمين (70) ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم نساؤكم المؤمنات تحبرون القمي أي تكرمون (71) يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب الصحفة القصعة والكوب كوز لا عروة له وفيها ما تشتهيه الانفس وقرئ ما تشتهي الأنفس وتلذ الاعين بمشاهدته وأنتم فيها خالدون فإن كل نعيم زائل موجب لكلفة الحفظ وخوف الزوال ومستعقب للتحسر في ثاني الحال في الأحتجاج عن القائم عليه السلام إنه سئل عن أهل الجنة هل يتوالدون إذا دخلوها فأجاب عليه السلام إن الجنة لا حمل فيها للنساء ولا ولادة ولا طمث ولا نفاس ولا شقاء بالطفولية وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين كما قال الله فإذا

[ 400 ]

اشتهى المؤمن ولدا خلقه الله عز وجل بغير حمل ولا ولادة على الصورة التي يريد كما خلق آدم عبرة والقمي عن الصادق عليه السلام قال إن الرجل في الجنة يبقى على مائدته أيام الدنيا ويأكل في أكلة واحدة بمقدار أكله في الدنيا (72) وتلك الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون قد مر معنى الوراثة (73) لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون قيل ولعل تفصيل التنعم بالمطاعم والملابس وتكريره في القرآن وهو حقير بالأضافة إلى ساير نعيم الجنة لما كان بهم من الشدة والفاقة (74) إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون القمي هم أعداء آل محمد صلوات الله عليهم (75) لا يفتر عنهم لا يخفف عنهم وهم فيه مبلسون القمي أي آيسون من الخير (76) وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين (77) ونادوا يا مالك وفي المجمع عن علي عليه السلام إنه قرأ يا مال على الترخيم قيل ولعله إشعار بأنهم لضعفهم لا يستطيعون تأدية اللفظ بالتمام ولذلك اختصروا فقالوا ليقض علينا ربك يعني سل ربك أن يقضي علينا أن يميتنا من قضى عليه إذا أماته قال إنكم ماكثون لا خلاص لكم بموت وغيره (78) لقد جئناكم بالحق بالأرسال والأنزال القمي هو قول الله عز وجل قال يعني بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولكن أكثركم للحق كارهون قال يعني لولاية أمير المؤمنين عليه السلام (79) أم أبرموا أمرا في تكذيب الحق ورده ولم يقتصروا على كراهته فإنا

[ 401 ]

مبرمون أمرا في مجازاتهم (80) أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم حديث نفسهم ونجواهم تناجيهم بلى نسمعها ورسلنا والحفظة مع ذلك لديهم يكتبون ذلك القمي يعني ما تعاهدوا عليه في الكعبة أن لا يردوا الأمر في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله أقول: يأتي بيان ذلك في سورة محمد صلى الله عليه وآله وعن الصادق عليه السلام أن هذه الاية نزلت فيهم (81) قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين وقرئ ولد بالضم القمي يعني أول الانفين لله عز وجل أن يكون له ولد وفي الأحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام أي الجاحدين قال والتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره (82) سبحان رب السموات والارض رب العرش عما يصفون عن كونه ذا ولد فإن هذه المبدعات منزهة عن توليد المثل فما ظنك بمبدعها وخالقها (83) فذرهم يخوضوا ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يومهم الذى يوعدون أي القيامة (84) وهو الذى في السماء إله وفى الارض إله مستحق لأن يعبد فيهما في الأحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام قال في حديث وقوله وهو الذى في السماء إله وفى الارض إله وقوله وهو معكم أينما كنتم وقوله ما يكون من نجوى ثلثة إلا هو رابعهم فإنما أراد بذلك إستيلاء أمنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه وأن فعلهم فعله وهو الحكيم العليم (85) وتبارك الذى له ملك السموات والارض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه يرجعون وقرئ بالتاء

[ 402 ]

(86) ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة القمي قال هم الذين عبدوا في الدنيا لا يملكون الشفاعة لمن عبدهم إلا من شهد بالحق وهم يعلمون بالتوحيد (87) ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله لتعذر المكابرة فيه من فرط ظهوره فأنى يؤفكون يصرفون من عبادته إلى عبادة غيره (88) وقيله وقول الرسول أي ويعلم قوله أو وقال قوله وقيل الهاء زائدة وقرئ بالجر عطفا على الساعة يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون (89) فاصفح عنهم فاعرض عن دعوتهم آيسا عن إيمانهم وقل سلام تسلم منكم ومتاركة فسوف يعلمون تسلية للرسول صلى الله عليه وآله وتهديد لهم وقرئ بالتاء في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام من قرأ حم الزخرف آمنه الله في قبره من هوام الأرض وضغطة القبر حتى يقف بين يدي الله عز وجل ثم جاءت حتى تدخله الجنة بأمر الله تبارك وتعالى




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335205

  • التاريخ : 28/03/2024 - 14:41

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net