00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة محمد (صلى عليه وآله) 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

[ 20 ]

سورة محمد (صلى عليه وآله)

وتسمى سورة القتال أيضا وهي مدنية عدد آيها أربعون آية بصري ثمان وثلاثون كوفي بسم الله الرحمن الرحيم (1) الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعملهم القمي نزلت في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين ارتدوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وغصبوا أهل بيته حقهم وصدوا عن أمير المؤمنين وعن ولاية الائمة (عليهم السلام) أضل أعملهم أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الجهاد والنصرة. وعن الباقر (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعملهم فقال له ابن عباس يا أبا الحسن لم قلت ما قلت قال قرأت شيئا من القرآن قال لقد قلته لامر قال نعم ان الله يقول في كتابه وما أتكم الرسول فخذوه وما نهكم عنه فانتهوا فتشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه استخلف أبا بكر قال ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى إلا إليك قال فهلا بايعتني قال اجتمع الناس على أبي بكرفكنت منهم فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) كما اجتمع أهل العجل على العجل هاهنا فتنتم ومثلكم كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمى فهم لا يرجعون. (2) والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد (صلى الله عليه وآله).

[ 21 ]

القمي عن الصادق (عليه السلام) قال بما نزل على محمد (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام) هكذا نزلت وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتيهم واصلح بالهم القمي نزلت في ابي ذر وسلمان وعمار والمقداد لم ينقضوا العهد قال وامنوا بما نزل على محمد (صلى الله عليه وآله) اي ثبتوا على الولاية التي انزلها الله وهو الحق يعني امير المؤمنين (عليه السلام) بالهم اي حالهم. (3) ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل قال وهم الذين ابتعوا أعداء رسول الله وامير المؤمنين علهيما صلوات الله وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم. القمي عن الصادق (عليه السلام) قال في سورة محمد (صلى الله عليه وآله) آية فينا وآية في اعدائنا. (4) فإذا لقيتم الذين كفروا في المحاربة فضرب الرقاب فاضربوا الرقاب ضربا حتى إذا أثخنتموهم أكثرتم قتلهم وأغلظتموه من التثخين وهو الغليظ فشدوا الوثاق فأسروهم واحفظوهم والوثاق بالفتح والكسر ما يوثق به فإما منا بعد وإما فداء فإما تمنون منا أو تفدون فداء والمراد التخيير بعد الاسر بين المن والاطلاق وبين أخذ الفداء حتى تضع الحرب أوزارها الاتها وأثقالها التي لا تقوم إلا بها كالسلاح والكراع أي ينقضي الحرب ولم يبق إلا مسلم أو مسالم في الكافي والتهذيب عن الصادق (عليه السلام) قال كان أبي يقول إن للحرب حكمين إذا كانت الحرب قائمة لم تضع أوزارها ولم يثخن أهلها فكل أسير اخذ في تلك الحال فإن الامام فيه بالخيار إن شاء ضرب عنقه وإن شاء قطع يده ورجله من خلاف بغير حسم وتركه يتشحط في دمه حتى يموت وهو قول الله عز وجل إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الاية قال والحكم الاخر إذا وضعت الحرب أوزارها وأثخن أهلها فكل أسير اخذ على تلك الحال فكان في أيديهم فالامام فيه بالخيار إن شاء من عليهم فأرسلهم وإن شاء فاداهم أنفسهم وإن شاء استعبدهم فصاروا عبيدا ذلك الامر ذلك ولو يشآء الله لانتصر منهم لانتقم منهم بالاستئصال ولكن ليبلوا بعضكم ببعض ولكن أمركم بالقتال ليبلوا المؤمنين بالكافرين بأن يجاهدوهم فيستوجبوا الثواب العظيم والكافرين بالمؤمنين بأن يعاجلهم على أيديهم ببعض عذابهم كي يرتدع بعضهم عن الكفر والذين قتلوا في سبيل الله أي جاهدوا وقرئ قتلوا أي

[ 22 ]

استشهدوا فلن يضل أعملهم فلن يضيعها. (5) سيهديهم إلى الجنة ويصلح بالهم. (6) ويدخلهم الجنة عرفها لهم. القمي أي وعدها إياهم وادخرها لهم. يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله إن تنصروا دينه ورسوله ووصى رسوله ينصركم على عدوكم ويثبت أقدامكم في القيام بحقوق الاسلام والمجاهدة مع الكفار. (8) والذين كفروا فتعسا لهم فعثورا وانحطاطا وأضل أعملهم. (9) ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعملهم. القمي عن الباقر (عليه السلام) قال نزل جبرئيل (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه وآله) بهذه الاية هكذا ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي إلا أنه كشط الاسم فأحبط أعملهم. وفي المجمع عنه (عليه السلام) قال كرهوا ما أنزل الله في حق علي (عليه السلام). أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم القمي أولم ينظروا في أخبار الامم الماضية أهلكهم وعذبهم وللكفرين أمثلها قال يعني الذين كفروا وكرهوا ما أنزل الله في علي (عليه السلام) لهم مثل ما كان للامم الماضية من العذاب والهلاك. (11) ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا ناصرهم على أعدائهم. القمي يعني الذين ثبتوا على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وأن الكافرين لا مولى لهم فيدفع العذاب عنهم قيل هذا لا يخالف قوله تعالى وردوا إلى الله مولهم الحق فإن المولى فيه بمعنى المالك. (12) إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الانهار والذين كفروا يتمتعون ينتفعون بمتاع الدنيا ويأكلون كما تأكل الانعام

[ 23 ]

حريصين غافلين عن العاقبة والنار مثوى لهم منزل ومقام. (13) وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التى أخرجتك أهلكنهم بأنواع العذاب فلا ناصر لهم يدفع عنهم. (14) أفمن كان على بينة من ربه. القمي يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوائهم يعني الذين غصبوه وفي المجمع عن الباقر (عليه السلام) هم المنافقون. (15) مثل الجنة أي مثل أهل الجنة. وفي المجمع عن علي (عليه السلام) أنه قرأ أمثال الجنة بالجمع التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن غير متغير الطعم والريح وقرئ آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين لذيذة لا تكون فيها كراهة وريح ولا غائلة سكر وخمار القمي إذا تناولها ولي الله وجد رائحة المسك فيها وأنهار من عسل مصفى لم يخالطه الشمع وفضلات النحل وغيرهما ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خلد في النار كمثل من هو خالد في النار وسقوا ماء حميما مكان تلك الأشربة فقطع أمعائهم من فرط الحرارة. القمي قال ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار كما أن ليس عدو الله كوليه. وعن أبيه (عليه السلام) مرفوعا قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى ويجري نهر في أصل تلك الشجرة يتفجر منه الانهار الاربعة نهر من ماء غير اسن إلى قوله مصفى. وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث قال وليس من مؤمن في الجنة إلا وله جنان كثيرة معروشات وغير معروشات وأنهار من خمر وأنهار من ماء وأنهار من لبن وأنهار من عسل.

[ 24 ]

(16) ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا قال آنفا القمي نزلت في المنافقين من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن كان إذا سمع شيئا لم يكن يؤمن به ولم يعه فإذا خرج قال للمؤمنين ماذا قال محمد آنفا. وفي المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال إنا كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيخبرنا بالوحي فأعيه انا ومن يعيه فإذا خرجنا قالوا ماذا قال آنفا اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم. القمي عن الباقر (عليه السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يدعو أصحابه فمن أراد الله به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه ومن أراد الله به شرا طبع على قلبه لا يسمع ولا يعقل وهو قوله تعالى اولئك الذين طبع الله الاية. (17) والذين اهتدوا زادهم هدى وآتيهم تقويهم. (18) فهل ينظرون إلا الساعة فهل ينتظرون غيرها أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فقد ظهر أماراتها فأنى لهم إذا جائتهم ذكريهم تذكرهم ولا ينفع حينئذ ولا فراغ لهم. في الخصال عن الصادق (عليه السلام) قال سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الساعة فقال عند إيمان بالنجوم وتكذيب بالقدر. وفي العلل عن النبي (صلى الله عليه وآله) في اجوبة مسائل عبد الله بن سلام أما أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب. وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال قال النبي (صلى الله عليه وآله) من اشراط الساعة أن يفشو الفالج وموت الفجأة. وفي روضة الواعظين عن النبي (صلى الله عليه وآله) إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويفشو الزنا ويقل الرجال وتكثر النساء حتى أن الخمسين إمرأة فيهن واحد من الرجال. والقمي عن ابن عباس قال حججنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجة الوداع

[ 25 ]

فأخذ بحلقة باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال ألا اخبركم بأشراط الساعة فكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رحمة الله عليه فقال بلى يا رسول الله فقال إن من أشراط القيامة إضاعة الصلاة واتباع الشهوات والميل مع الاهواء وتعظيم أصحاب المال وبيع الدين بالدنيا فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره قال سلمان إن هذا لكائن يا رسول الله قال إي والذي نفسي بيده يا سلمان ان عندها يليهم امراء جورة ووزراء فسقة وعرفاء ظلمة وامناء خونة فقال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا ويؤتمن الخائن ويخون الامين ويصدق الكاذب ويكذب الصادق قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان فعندها تكون امارة النساء ومشاورة الاماء وقعود الصبيان على المنابر ويكون الكذب ظرفا والزكاة مغرما والفئ مغنما ويجفو الرجل والديه ويبرصديقه ويطلع الكوكب المذنب قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ويكون المطر غيضا ويغيض الكرام غيضا ويحتقر الرجل المعسر فعندها تقارب الاسواق قال هذا لم أبع شيئا وقال هذا لم اربح شيئا فلا ترى إلا ذاما لله قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان فعندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم وإن سكتوا استباحوهم ليستأثرون بفيئهم وليطأون حرمتهم وليسفكن دماءهم وليملان قلوبهم دغلا ورعبا فلاتراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يؤتى بشئ من المشرق وشئ من المغرب يلون امتي فالويل لضعفاء امتي منهم والوليل لهم من الله لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا ولا يتجافون عن مسئ جثتهم جثة الادميين وقلوبهم قلوب الشياطين قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال إي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وتركبن ذوات الفروج السروج فعليهن من امتي لعنة الله قال سلمان وإن هذا لكائن يا

[ 26 ]

رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس وتحلى المصاحف وتطول المنارات وتكثر الصفوف قلوب متباغضة وألسن مختلفة قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها تحلى ذكور امتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفافا قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها يظهر الربا ويتعاملون بالعينة (1) والرشا ويوضع الدين وترفع الدنيا قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حد ولن يضروا الله شيئا قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها تظهر القينات والمعازف وتليهم أشرار امتي قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال إي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها يحج أغنياء امتي للنزهة ويحج أوساطها للتجارة ويحج فقراؤهم للرياء والسمعة فعندها تكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله ويتخذونه مزامير ويكون أقوام يتفقهون لغير الله ويكثر أولاد الزنا ويتغنون بالقرآن ويتهافتون بالدنيا قال سلمان وإن هذا لكائن رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان ذا له إذإ انتهكت المحارم واكتسبت المآثم وسلط الاشرارعلى الاخيار ويفشو الكذب وتظهر اللجاجة وتفشو الفاقة ويتباهون في اللباس ويمطرون في غير اوان المطر ويستحسنون الكوبة والمعازف وينكرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الامة ويظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم فاولئك يدعون في ملكوت السماوات الارجاس الانجاس قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله قال اي والذي نفسي بيده يا سلمان فعندها لا يخشى الغني على الفقير حتى أن السائل يسئل في الناس فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في كفه شيئا قال سلمان وإن هذا لكائن يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال اي والذي نفسي بيده يا سلمان فعندها يتكلم الروبيضة (2) فقال سلمان وما الروبيضة يا رسول الله فداك أبي وامي قال يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم فلم يلبثوا إلا قليلا حتى تخور الارض خورة فلا يظن كل قوم

______________________________

(1) العينة بالكسر: (2) تصغير: وهو الرجل التافة. (*)

[ 27 ]

إلا أنها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله ثم يمكثون في مكثهم فتلقى لهم الارض أفلاذ كبدها قال ذهبا وفضة ثم اومى بيده إلى الاساطين فقال مثل هذا فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة فهذا معنى قوله فقد جاء أشراطها. (19) فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك اي إذا علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكافرين فاثبت على ما أنت عليه من العلم بالوحدانية وتكميل النفس بإصلاح أحوالها وأفعالها وهضمها بالاستغفار لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ولذنوبهم بالدعاء لهم والتحريص على ما يستدعي غفرانهم والله يعلم متقلبكم في الدنيا فلها مراحل لا بد من قطعها ومثويكم في العقبى فانها دار اقامتكم. في الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الاستغفار وقول لاإله إلا الله خير العبادة قال الله العزيز الجبار فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك. (20) ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة هلا نزلت سورة في أمر الجهاد فإذا أنزلت سورة محكمة مبينة لا تشابه فيها وذكر فيها القتال أي الامر به رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت جبنا ومخافة فأولى لهم فويل لهم. (21) طاعة وقول معروف خير لهم وعن ابي أنه قرأ يقولون طاعة وقول معروف فإذا عزم الامر اي جد اسند عزم أصحاب الامر إلى الامر مجازا وجوابه محذوف فلو صدقوا الله أي فيما زعموا من الحرص على الجهاد لكان الصدق خيرا لهم. (22) فهل عسيتم فهل يتوقع منكم إن توليتم امور الناس وتأمرتم عليهم أو أعرضتم وتوليتم عن الاسلام أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم تناحرا على الولاية وتجاذبا لها أو رجوعا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية من تغاور ومقاتلة مع الاقارب والمعنى أنهم لضعفهم في الدين وحرصهم على الدنيا أحقاء بأن يتوقع ذلك منهم من عرف حالهم ويقول لهم هل عسيتم وقرئ توليتم أي إن تولاكم ظلمة خرجتم معهم وساعدتموه في الافساد وقطيعة الرحم.

[ 28 ]

ونسب في المجمع هذه القراءة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام). وفي الكافي والقمي عنه (عليه السلام) أنها نزلت في بني امية. (23) اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم عن استماع الحق وأعمى أبصرهم فلا يهتدون سبيله. (24) أفلا يتدبرون القرآن في المجمع عن الصادق والكاظم (عليهما السلام) يعني أفلا يتدبرون القرآن فيقضون ما عليهم من الحق أم على قلوب أقفالها لا يصل إليها ذكر ولا ينكشف لها أمر وإضافة الاقفال إليها للدلالة على أقفال مناسبة لها مختصة بها لا تجانس الاقفال المعهودة. في المحاسن عن الصادق (عليه السلام) إن لك قلبا ومسامع وأن الله إذا أراد أن يهدي عبدا فتح مسامع قلبه وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبدا وهو قول الله عز وجل أم على قلوب أقفالها. (25) إن الذين ارتدوا على أدبارهم إلى ما كانوا عليه من الكفر من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطن سول لهم سهل لهم وأملى لهم قيل وأمد لهم في الامال والاماني ويأتي له معنى آخر وقرئ وأملي لهم أي وانا أملي لهم أي أمهلهم واملى لهم على البناء للمفعول (26) ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر والله يعلم إسرارهم وقرئ على المصدر. في الكافي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الاية قال فلان وفلان ارتدا عن الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) قال نزلت والله فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله في علي سنطيعكم في بعض الامر قال دعوا بني امية إلى

[ 29 ]

ميثاقهم الا يصيروا الامر فينا بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ولا يعطونا من الخمس شيئا وقالوا إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شئ ولم يبالوا أن لا يكون الامر فيهم فقالوا سنطيعكم في بعض الامر الذي دعوتمونا إليه وهو الخمس أن لا نعطيهم منه شيئا والذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم فأنزل الله أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجويهم الاية والقمي ما في معناه بزيادة ونقصان وعنه (عليه السلام) الشيطان سول لهم يعني الثاني. وفي المجمع عنهما (عليهما السلام) انهم بنو امية كرهوا ما نزل الله في ولاية علي (عليه السلام). (27) فكيف إذا توفتهم الملئكة فكيف يعملون ويحتالون حينئذ يضربون وجوههم وأدبارهم. (28) ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضونه فأحبط أعمالهم لذلك. في روضة الواعظين عن الباقر (عليه السلام) قال كرهوا عليا أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن النخلة ويوم التروية ويوم عرفة ونزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صد فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن المسجد الحرام وبالجحفة وبخم والقمي ما أسخط الله يعني موالاة فلان وفلان وظالمي أمير المؤمنين (عليه السلام) فأحبط أعما لهم يعني التي عملوها من الخيرات. (19) أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ان لن يبرز الله لرسوله والمؤمنين أحقادهم. (30) ولو نشاء لا ريناكهم لعرفنا كهم بدلائل تعرفهم بأعيانهم فلعرفتهم بسيما هم بعلاماتهم التي نسمهم بها ولتعرفنهم في لحن القول في اسلوبه وامالته إلى جهة وتورية. في الامالي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال قلت أربع كلمات أنزل الله تعالى

[ 30 ]

تصديقي بها في كتابه قلت المرء مخبوتحت لسانه فإذا تكلم ظهر فأنزل الله ولتعرفنهم في لحن القول. وفي المجمع عن أبي سعيد الخدري قال لحن القول بغضهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال وكنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ببغضهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال وروي مثل ذلك عن جابر بن عبد الله الانصاري. وعن عبادة بن الصامت قال كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشده قال أنس ما خفي منافق على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد هذه الاية والله يعلم أعملكم فيجازيكم على حسب قصدكم إذ الاعمال بالنيات. (31) ولنبلونكم بالامر بالجهاد وسائر التكاليف الشاقة حتى نعلم المجهدين منكم والصابرين على مشاقها ونبلوا أخباركم عن إيمانكم وموالاتكم المؤمنين في صدقها وكذبها وقرئت الافعال الثلاثة بالياء ليوافق ما قبلها. ونسبه في المجمع إلى الباقر (عليه السلام) أيضا وقرئ ونبلو بسكون الواو أي ونحن نبلو. (32) إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله القمي قال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى قال قطعوه في أهل بيته بعد أخذه الميثاق عليهم له لن يضروا الله شيئا بكفرهم وصدهم وسيحبط أعملهم. (33) يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم. في ثواب الاعمال عن الباقر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قال سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال الحمد لله غرس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال لا إله إلا الله غرس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال الله أكبر غرس الله له بها شجرة في الجنة فقال رجل من قريش يا رسول الله إن شجرنا في الجنة لكثير قال نعم ولكن إياكم أن ترسلوا عليها نيرانا فتحرقوها وذلك أن الله تعالى يقول يا

[ 31 ]

أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعما لكم. (34) إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم. (35) فلا تهنوا فلا تضعفوا وتدعوا إلى السلم ولا تدعوا إلى الصلح خورا وتذللا وقرئ بكسر السين وأنتم الاعلون الاغلبون والله معكم ناصركم ولن يتركم أعمالكم ولن يضيع أعمالكم من وترت الرجل إذا قتلت متعلقا له من قريب أو حميم فأفردته عنه من الوتر شبه به تعطيل ثواب العمل وإفراده منه والاية ناسخة لقوله تعالى وإن جنحوا للسلم فاجنح لها كما مر. (36) إنما الحيوة الدنيا لعب ولهو لا ثبات لها وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ثواب إيمانكم وتقواكم ولا يسئلكم أمولكم جميع أموالكم بل يقتصر على جزء يسير كالعشر ونصف العشر وربع العشر. (37) إن يسئلكموها فيحفكم فيجهدكم بطلب الكل والاحفاء المبالغة وبلوغ الغاية تبخلوا فلا تعطوا ويخرج أضغانكم القمي قال العداوة التي في صدوركم. (38) هأنتم هؤلاء قيل أي أنتم يامخاطبون هؤلاء الموصوفون والقمي معناه أنتم يا هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله يعم نفقة الغزو والزكاة وغيرهما فمنكم من يبخل ناس يبخلون ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه فإن نفع الانفاق وضر الامساك عائدان إليه والله الغنى وأنتم الفقراء فما يأمركم به فهو لاحتياجكم فإن امتثلتم فلكم وإن توليتم فعليكم وإن تتولوا عطف على وإن تؤمنوا. القمي يعني عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) يستبدل قوما غيركم يقم مكانكم قوما آخرين. القمي قال يدخلهم في هذا الامر ثم لا يكونوا أمثالكم قال في معاداتكم وخلافكم وظلمكم لال محمد صلوات الله عليهم. وعن الصادق (عليه السلام) أعني أبناء الموالي المعتقين.

[ 32 ]

وفي المجمع عن الباقر (عليه السلام) قال إن تتولوا يا معشر العرب يستبدل قوما غيركم يعني الموالي. وعن الصادق (عليه السلام) قال قد والله ابدل بهم خيرا منهم الموالي وفيه روى إن اناسا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه وكان سلمان إلى جنب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فضرب يده على فخذ سلمان فقال هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الايمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس. وفي ثواب الاعمال عن الصادق (عليه السلام) من قرأ سورة الذين كفروا لم يرتب أبدا ولم يدخله شك في دينه أبدا ولم يبله الله تعالى بفقر أبدا ولا خوف من سلطان أبدا ولم يزل محفوظا من الشك والكفر أبدا حتى يموت فإذا مات وكل الله به في قبره ألف ملك يصلون في قبره ويكون ثواب صلواتهم له ويشيعونه حتى يوقفونه موقف الامن عند الله تعالى ويكون في أمان الله وأمان محمد (صلى الله عليه وآله). وفي المجمع مثله بأدنى تفاوت. وعنه (عليه السلام) من أراد أن يعرف حالنا وحال أعدائنا فليقرأ سورة محمد (صلى الله عليه وآله) فإنه يراها آية فينا وآية فيهم.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21339325

  • التاريخ : 29/03/2024 - 15:12

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net