00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة ابراهيم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

(14)

(سورة ابراهيم) (وما فيها من الايات في الائمة الهداة)

 منها: قوله تعالى: وذكرهم بأيام الله 1 - ما ذكره علي بن ابراهيم (ره) في تفسيره أنه: روي في الحديث أن أيام الله ثلاثة: يوم القائم عليهم السلام ويوم الموت، ويوم القيامة (1). قوله تعالى: ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء [ 24 ] تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها

_____________________________

 1) تفسير القمى: 344 وعنه البحار: 13 / 12 ح 19 وج 51 / 45 ح 2 والبرهان: 2 / 306 ح 7. (*)

[ 242 ]

2 - تأويله: ما ذكره علي بن ابراهيم (ره) في تفسيره قال: روي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال (شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) فالشجرة رسول الله ونسبه ثابت في هاشم، وفرع الشجرة علي بن أبي طالب عليه السلام وغصن (1) الشجرة فاطمة، وثمرتها الحسن، والحسين، والائمة من ولد علي وفاطمة عليهم السلام (وعلم الائمة من أولادهم أغصانها) (2) وشيعتهم ورقها، وإن المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من تلك الشجرة ورقة، وإن (المولود) (3) المؤمن ليولد (للمؤمن منهم) (4) فتورق الشجرة ورقة. قلت: أرأيت قوله تعالى * (تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها) * ؟ قال: علمها. وهو ما تفتي (5) به الائمة شيعتهم في كل حج وعمرة من الحلال والحرام. وضرب الله لآل محمد صلى الله عليه وآله هذا مثلا أنهم في الناس على هذا القياس، ثم ضرب لاعدائهم ضده، فقال * (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار) * (6). معنى (اجتثت) أي اقتلعت واقتطعت (مالها من قرار)، أي ثبات في الارض. قاله قوله تعالى: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا قال: عند الموت وفي الآخرة قال: وفي القبر عندما يسئل عن ربه وعن نبيه وعن إمامه (7). 3 - وروى الشيخ محمد بن يعقوب (ره) باسناده عن رجاله، عن سويد بن

_____________________________

1) في نسخة (ج) وعنصر.

 2) ليس في تفسير القمى.

 3) ليس في نسخة (ج) وتفسير القمى.

 4) ليس في نسخة (ج).

 5) في نسخة (ب) يفتون.

 6) تفسير القمى: 345 مسندا وعنه البحار: 9 / 217 ح 97 والبرهان: 2 / 311 ح 7 وفى ج 24 / 138 عنه وعن بصائر الدرجات: 59 ح 3.

 7) تفسير القمى: 346 مسندا عن أمير المؤمنين عليه السلام مفصلا. (*)

[ 243 ]

غفلة، عن أمير المؤمنين عليه السلام (أنه) (1) قال: إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إني كنت عليك حريصا شحيحا فمالي عندك ؟ فيقول: خذ مني كفنك. قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله إني كنت لكم محبا واني كنت عليكم محاميا فمالي عندكم ؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك، نواريك فيها. قال: فيلتفت إلى عمله، فيقول: والله إني كنت فيك لزاهدا وإن كنت علي ثقيلا فما لي عندك ؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى اعرض أنا وأنت على ربك. قال: فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا وقال: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت ؟ فيقول: أنا عملك الصالح أرتحل من الدنيا إلى الجنة وإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله. فإذا ادخل قبره أتاه ملكا [ ن وهما فتانا ] (2) القبر يجران أشعارهما ويخدان الارض بأقدامهما (3)، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف. فيقولان له: من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ (ومن إمامك) ؟ (4) فيقول: الله ربي وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وآله وإمامي علي عليه السلام. فيقولان له: ثبتك الله فيما تحب وترضى، وهو قوله سبحانه * (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة) *. ثم يفسحان له في قبره مد بصره، ثم يفتحان له بابا إلى الجنة، ثم يقولان له: نم قرير العين، نوم الشاب الناعم، فإن الله سبحانه يقول * (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) * قال: وإذا كان لله عدوا فانه يأتيه أقبح خلق الله

_____________________________

1) ليس في نسخة (ج).

 2) من نسخة (ب).

 3) في الاصل: بأنيابهما.

 4) ليس في الكافي. (*)

[ 244 ]

زيا (1) [ ورؤيا ] وأنتنه ريحا فيقول له: أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم، وإنه ليعرف غاسله ويناشد حملته أن يحبسوه فإذا ادخل قبره أتاه ملكا (2) القبر فألقيا عنه أكفانه، ثم يقولان له: من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟ فيقول: لاأدري. فيقولان (لا) (3) دريت ولاهديت، فيضربان يافوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله عزوجل من دابة إلا [ و ] تذعر لها ماخلا الثقلين. ثم يفتحان له بابا إلى النار، ثم يقولان له: نم بشر (4) حال فيه من الضيق مثل ما فيه من القناة (5) من الزج (6) حتى أن دماغه ليخرج من بين ظفره ولحمه ويسلط الله عليه حيات الارض وعقاربها وهو امها فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره وإنه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر (7). نعوذ بالله من عذاب القبر. قوله تعالى: ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفروا وأحلوا قومهم دار البوار [ 28 ] جهنم يصلونها وبئس القرار [ 29 ] 4 - تأويله: ما ذكره علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينه، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) *. قال: نزلت في الافجرين من قريش: بني امية، وبني المغيرة:

_____________________________

1) في تفسير القمى ونسخة (م): ريشا.

 2) في الكافي: (ممتحنا) بدل (ملكا).

 3) ليس في نسخة (ح).

 4) في نسختي (ج، م) بسوء حال.

 5) في الكافي: القنا: وهو الرمح.

 6) الزج: الحديدة التى تركب في اسفل الرمح.

 7) الكافي: 3 / 231 ح 1 وعنه الوسائل: 11 / 385 ح 1 والبرهان: 2 / 313 ح 4 و في البحار: 6 / 224 - 226 ح 26، 27، 28 عنه وعن تفسير القمى: 346 وأمالى الطوسى: 1 / 357 وتفسير العياشي: 2 / 227 ح 20. (*)

[ 245 ]

فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر، وأما بنو امية فمتعوا حتى حين (1). 5) ويؤيده: ما ذكره أبو علي الطبرسي قال: سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه الآية ؟ فقال: هما الافجران من قريش: بنو امية وبنو المغيرة: فأما بنو امية فمتعوا إلى حين، وأما بنو المغيرة فكفيتموهم (2) يوم بدر (3). 6 - ويعضده: ما رواه محمد بن يعقوب (ره) عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن اورمة، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير (4) قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل * (ألم تر إلى الذين) * إلى آخر الآية ؟ قال: عنى بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله صلى الله عليه وآله ونصبوا له الحرب، وجحدوا وصيه علي عليه السلام (5). 7 - وروى أيضا محمد بن يعقوب (ره)، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن بسطام بن مرة، عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسين العبدي، عن سعد الاسكاف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وعدلوا عن وصيه لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ؟ ثم تلا هذه الآية (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) إلى آخر الآية ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة (6).

_____________________________

1) تفسير القمى: 347 مع اختلاف وعنه البحار: 8 / 378 (طبع الحجر) وج 9 / 218 ح 98 وج 24 / 51 ح 2 والبرهان: 2 / 316 ح 4.

 2) في نسخة (م) فكفيتهم.

 3) مجمع البيان: 6 / 314 وعنه نور الثقلين: 2 / 544 ح 89.

 4) هكذا في الكافي ونسخة (ج)، وفى نسختي (ب، م) عبد الله بن كثير.

 5) الكافي: 1 / 217 ح 4 وفيه: وجحدوا وصية وصيه، وعنه البحار: 16 / 359 ح 56 والبرهان: 2 / 316 ح 2.

 6 - الكافي: 1 / 217 ح 1 وعنه البرهان: 2 / 315 ح 1. (*)

[ 246 ]

قوله تعالى: ربنا إنى أسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وأرزقهم من الثمرت لعلهم يشكرون [ 37 ] 8 - معنى تأويله: ذكره أبو علي الطبرسي قال: قوله (أسكنت من ذريتي) أي بعض ذريتي. ولا خلاف أنه يريد ولده إسماعيل عليه السلام وقوله (بواد غير ذي زرع) وهو وادي مكة وقوله (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) بفتح الواو ومعناه من هويت الشئ أحببته وملت إليه ميلا طبيعيا. وهذا الدعاء من إبراهيم عليه السلام لولده إسماعيل وللصفوة من ذريته، وهم النبي والائمة عليهم السلام لما روي عن الباقر عليه السلام أنه قال: نحن بقية تلك العترة، وإنما كانت دعوة إبراهيم لنا خاصة (1). وذكر علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره قوله تعالى * (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات) * أي ثمرات القلوب (2). وقد استجاب الله دعاء إبراهيم في الصفوة الطاهرة من ذريته عليهم السلام بحب المؤمنين إياهم وميلهم إليهم. 9 - وفي هذا المعنى ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره) عن رجاله، عن زيد الشحام قال: دخل قتادة على أبي جعفر عليه السلام فقال له وأجابه قتادة فقال عليه السلام له: أخبرني عن قول الله عزوجل * (وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) * (3). فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته، بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله.

_____________________________

1) مجمع البيان: 6 / 318 واخرج صدره في البرهان: 2 / 319 ح 2 و 8 عن تفسير القمى: 347 مسندا وتفسير العياشي: 2 / 231 ح 35.

 2) تفسير القمى: 347.

 3) سورة سبأ: 18. (*)

[ 247 ]

فقال له أبو جعفر عليه السلام: نشدتك بالله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج (1) الرجل من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته و يضرب مع ذلك ضربة يكون فيها اجتياحه (2) ؟ قال قتادة: اللهم نعم. فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك (3) فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد (حلال) (4) وكراء حلال يؤم (5) هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه، كما قال الله عزوجل * (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) * ولم يعن البيت فيقول (إليه) فنحن والله دعوة إبراهيم التي من هوانا قلبه قبلت حجته، وإلا فلا. يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة (6)، الحديث.

_____________________________

1) في نسخة (ج) خرج.

 2) أي فيه استئصاله وهلاكه.

 3) في نسخة (ج) (برأيك) بدل (من تلقاء نفسك).

 4) ليس في نسخة (ج) وفى البحار: وراحلة.

 5) في الكافي: يروم.

 6) الكافي: 8 / 311 ح 485 وعنه البحار: 24 / 237 ح 6 وج 46 / 349 ح 2 والبرهان: 1 / 18 ح 3 وج 3 / 347 ح 1.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335925

  • التاريخ : 28/03/2024 - 19:01

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net