00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الاحقاف 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 46 "

" سورة الاحقاف " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

منها: قوله تعالى: ائتوني بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم إن كنتم صادقين (4) 1 - تأويله: رواه محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة قال:

___________________________

(1) في نسخة " أ " أيوب بن سليم، وفي نسخة " ج " أيوب سليمان.

 (2) عنه البحار: 23 / 384 ح 83 والبرهان: 4 / 168 ح 2، وأخرجه في البحار: 36 / 121 عن كشف الغمة: 1 / 304.

 (3) عنه البحار: 23 / 197 ح 29 والبرهان: 4 / 169 ح 3.

 

[ 578 ]

سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل (ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم) قال: عنى بالكتاب التوراة والانجيل. وأما الاثارة من العلم فانما عنى بذلك علم أوصياء الانبياء (1). وقوله تعالى: قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي 2 - تأويله: روي مرفوعا، عن محمد بن خالد البرقي، عن أحمد بن النضر عن أبي مريم (عن بعض أصحابنا) (2) رفعه إلى أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قال: لما نزلت على رسول الله (قل ماكنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) يعني في حروبه. قالت قريش: فعلى ما نتبعه وهو لا يدري ما يفعل به ولا بنا ؟ فأنزل الله (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) (3). قال: وقوله (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) في علي، هكذا أنزلت (4). وقوله تعالى: ووصينا الانسان بوالديه - إلى قوله تعالى - وإني من المسلمين (15) 3 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن إبراهيم بن يوسف العبدي عن إبراهيم بن صالح، عن الحسين بن زيد، عن آبائه عليهم السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد إنه يولد لك مولود تقتله أمتك من بعدك. فقال: يا جبرئيل لا حاجة لي فيه. فقال: يا محمد إن منه الائمة والاوصياء. قال: وجاء النبي صلى الله عليه وآله إلى فاطمة عليها السلام فقال لها: إنك تلدين ولدا تقتله أمتي من بعدي. قالت: لا حاجة لي فيه، فخاطبها ثلاثا، ثم قال لها: إن منه الائمة والاوصياء فقالت: نعم يأ ابت.

___________________________

(1) الكافي: 1 / 426 ح 72، وعنه البحار: 24 / 212 ح 4 والبرهان: 4 / 171 ح 1 ونور الثقلين: 5 / 9 ح 6.

 (2) ليس في البحار.

 (3) سورة الفتح: 1.

 (4) عنه البحار: 24 / 320 ح 30، والبرهان: 4 / 172 ح 4.

 

[ 579 ]

فحملت بالحسين عليه السلام فحفظها الله وما في بطنها من إبليس فوضعته لستة أشهر ولم يسمع بمولود ولد لستة أشهر إلا الحسين ويحيى بن زكريا عليهما السلام. فلما وضعته وضع النبي صلى الله عليه وآله لسانه في فيه، فمصه، ولم يرضع الحسين عليه السلام من انثى حتى نبت لحمه ودمه من ريق رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قول الله عزوجل (ووصينا الانسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (1). 4 - وروى الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن محمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما حملت فاطمة بالحسين عليهما السلام جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: إن فاطمة عليها السلام ستلد مولودا تقتله أمتك من بعدك. فلما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين عليه السلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه. ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لم تر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل، وفيه نزلت هذه الآية (ووصينا الانسان بوالديه إحسانا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (2). 5 - وروى ايضا: عن محمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات (3) عن رجل من اصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن جبرئيل نزل على محمد صلى الله عليه وآله فقال: إن الله يقرئك السلام ويبشرك بمولود يولد لك من فاطمة تقتله امتك من بعدك. فقال: يا جبرئيل، وعلى ربي السلام، لا حاجة لي بمولود يولد من فاطمة

___________________________

(1) عنه البحار: 23 / 272 ح 23 وج 36 / 158 ح 137، والبرهان: 4 / 174 ح 10.

 (2) الكافي: 1 / 464 ح 3 وعنه البرهان: 4 / 172 ح 1 ونور الثقلين: 5 / 13 ح 17 وأخرجه في البحار: 44 / 231 ح 16 عن كامل الزيارات: 55 ح 2 وصدره في اثبات الهداة: 1 / 414.

 (3) كذا في الكافي، وفي الاصل: محمد بن عمر الزيات، عن رجل من أصحابه.

 

[ 580 ]

تقتله أمتي من بعدي، فعرج إلى السماء ثم هبط وقال مثل ذلك. فقال: يا جبرئيل، وعلى ربي السلام لا حاجة لي بمولود تقتله أمتي، فعرج إلى السماء ثم هبط فقال له: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فقال: قد رضيت. ثم أرسل إلى فاطمة عليها السلام وقال لها: إن الله يبشرني بمولود يولد لك، تقتله أمتي من بعدي، فأرسلت إليه أن لا حاجة لي بمولود تقتله أمتك من بعدك، فأرسل إليها: إن الله قد جعل في ذريته الامامة والولاية والوصية، فأرسلت إليه: إني قد رضيت (فحملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ اربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي). فلو [ لا ] (1) أنه قال: وأصلح لي [ في ] (2) ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة. ولم يرضع الحسين عليه السلام من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى، ولكن كان يؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وآله فيضع إصبعه ولسانه (3) في فيه فيمص منه ما يكفيه اليومين والثلاثة فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله - صلوات الله عليهما - ودمه (من دمه) (4). ولم يولد مولود لستة أشهر إلا يحيى بن زكريا (5) والحسين عليهما السلام (6). بيان معنى هذا التأويل: أن قوله سبحانه (ووصينا الانسان - يعني الحسين عليه السلام - بوالديه - يعني علي وفاطمة عليهما السلام - إحسانا) أي يحسن إليهما في الطاعة والمودة والشفقة ويخفض لهما جناح الذل من الرحمة، ومثله " بالوالدين إحسانا ".

___________________________

(1، 2) من الكافي.

 (3) في الكافي: ابهامه بدل " اصبعه ولسانه ".

 (4) ليس في الكافي ونسخة " أ ".

 (5) في البرهان والكافي: عيسى بن مريم بدل " يحيى بن زكريا ".

 (6) الكافي: 1 / 464 ح 4 وعنه البرهان: 4 / 172 ح 3 ونور الثقلين: 5 / 13 ح 18 و ذيله في البحار: 14 / 207 ح 2 وج 44 / 198 ح 14.

 

[ 581 ]

وقوله (حملته أمه كرها ووضعته كرها) مر بيانه في التأويل. وقوله (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) فقد جاء في معنى ذلك حكومة وقعت لعمر بن الخطاب وقضى فيها أمير المؤمنين بالحكمة (1) وفصل الخطاب وهي: 6 - ما رواه أحمد بن هوذة الباهلي، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله ابن حماد الانصاري، عن نصر بن يحيى (عن) (2) المقتبس بن عبد الرحمان، عن أبيه عن جده قال: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مع عمر بن الخطاب فارسله في جيش فغاب ستة اشهر ثم قدم وكان مع أهله ستة اشهر فعلقت منه فجاءت بولد لستة أشهر فأنكره. فجاء بها إلى عمر. فقال: يا أمير المؤمنين كنت في البعث الذي وجهتني فيه وتعلم أني قدمت منذ ستة أشهر وكنت مع أهلي وقد جاءت بغلام وهوذا، وتزعم أنه مني. فقال لها عمر: ماذا تقولين ايتها المرأة ؟ فقالت: والله ما غشيني رجل غيره وما فجرت وإنه لابنه. وكان اسم الرجل الهيثم، فقال لها عمر: أحق ما يقول زوجك ؟ قالت: قد صدق يا أمير المؤمنين. فأمر بها عمر أن ترجم فحفر لها حفيرة ثم (3) ادخلها فيها، فبلغ ذلك عليا عليه السلام فجاء مسرعا حتى ادركها وأخذ بيديها (4) وسلها من الحفيرة. ثم قال لعمر: إربع (5) على نفسك إنها قد صدقت، إن الله عزوجل يقول في كتابه (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) وقال في الرضاع (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (6). فالحمل والرضاع ثلاثون شهرا وهذا الحسين ولد لستة اشهر.

___________________________

(1) في نسخة " ج " بالحكومة.

 (2) ليس في نسخة " ج ".

 (3) في البحار: و.

 (4) في نسخة " ج " بيدها.

 (5) إربع: أي أرفق بنفسك وكف وتمكث ولا تعجل، وفي المناقب: " بدله " بدل " اربع ".

 (6) سورة البقرة: 233.

 

[ 582 ]

فعندها قال عمر: لولا علي لهلك عمر (1). وقوله سبحانه (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة - يعني أن الحسين عليه السلام إذا بلغ من العمر أربعين سنة يقول - رب أوزعني - أي ألهمني - أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي - من الامامة والولاية والوصية - وعلى والدي - فأما أبوه فنعمته، كنعمته وأما أمه فلها فرض الولاية، والمودة المحبة وهي النعمة العظمى والمنة الكبرى - وأن أعمل صالحا ترضاه - أي وفقني للعمل الصالح واعصمني من العمل الطالح (2) - وأصلح لي في ذريتي - يعني الائمة عليهم السلام كما أصلحت لي عملي أصلح عمل ذريتي الذين عصمتهم كعصمتي وجعلت منزلتهم منك كمنزلتي - إني تبت إليك وإني من المسلمين). صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه المعصومين دائمة باقية إلى يوم الدين.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402777

  • التاريخ : 19/04/2024 - 16:49

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net