00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الصف  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 61 "

 " سورة الصف " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

منها: قوله تعالى: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص (4) 1 - قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا علي بن عبيد ومحمد بن القاسم قالا جميعا: حدثنا حسين بن حكم، عن حسن بن حسين، عن حيان بن علي (عن) (1) الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) قال: نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث عليهم السلام، وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة (2) وأبي دجانة رضي الله عنهم (3). 2 - وقال أيضا: حدثنا الحسين بن محمد، عن حجاج بن يوسف، عن بشر ابن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن الضحاك، عن ابن عباس (رضي الله عنه) في قوله عزوجل (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) قال: قلت له: من هؤلاء ؟ قال: علي بن أبي طالب، وحمزة " أسد الله وأسد رسوله "

___________________________

(1) ليس في نسخة " ج ".

 (2) في نسختي " ج، م " الصرة، وفي تفسير فرات: من بني ضمة. وكلاهما تصحيف، ترجم له في اسد الغابة: 1 / 333.

 (3) عنه البرهان: 4 / 328 ح 1، وفي البحار: 36 / 24 ح 7 عنه وعن تفسير فرات: 184.

 

[ 686 ]

وعبيدة بن الحارث والمقداد بن الاسود، عليهم السلام (1). 3 - وقال أيضا: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن ميسرة بن محمد، عن إبراهيم ابن محمد، عن ابن فضيل، عن حسان (2) بن عبد الله، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس قال: [ كان ] علي عليه السلام إذا صف في (3) القتال كأنه بنيان مرصوص، يتبع ما قال الله فيه. فمدحه الله، وما قتل [ من ] (4) المشركين كقتله، (أحد) (5). وقوله تعالى: يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (9) 4 - تأويله: قال: محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا علي بن عبد الله بن حاتم، عن إسماعيل بن إسحاق، عن يحيى بن هاشم، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره " والله لو تركتم هذا الامر ما تركه الله (6). 5 - ويؤيده: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره). قال " يريدون ليطفئوا " ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم. قلت " والله متم نوره " ؟ قال: والله متم الامامة لقوله عزوجل (فآمنوا بالله

___________________________

(1) عنه البحار: 36 / 25 ح 8 والبرهان: 4 / 328 ح 2.

 (2) في نسخة " ج " حيان، وفي البحار: حنان.

 (3) كذا في البحار، وفي نسختي " ج، م " لى بدل " في "، وفي نسخة " أ " إذا صف بهم في.

 (4) من نسخة " ج ".

 (5) عنه البحار: 36 / 25 ح 9، وما بين القوسين ليس في نسخة " ج ".

 (6) عنه البحار: 23 / 320 ح 36 وج 51 / 59 ح 57 والبرهان: 4 / 329 ح 2.

 

[ 687 ]

ورسوله والنور الذي أنزلنا) (1) والنور هو الامام. قلت له " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق " ؟ قال: هو الذي أمر رسوله (2) بالولاية لوصيه، والولاية هي دين الحق. قلت " ليظهره على الدين كله " ؟ قال: ليظهره على جميع الاديان عند قيام القائم لقول الله عزوجل (والله متم نوره - بولاية القائم - ولو كره الكافرون) لولاية (3) علي. قلت: هذا تنزيل ؟ قال: نعم. أما هذا الحرف فتنزيل، وأما غيره فتأويل (4). 6 - وفي المعنى: ما رواه محمد بن الحسين، عن محمد بن وهبان، عن أحمد (5) ابن جعفر الصولي، عن علي بن الحسين، عن حميد بن الربيع، عن هشيم (6) بن بشير عن أبي إسحاق الحارث بن عبد الله الحاسدي، عن علي عليه السلام قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر، فقال: إن الله نظر إلى أهل الارض نظرة فاختارني منهم. ثم نظر ثانية فاختار عليا أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي. من تولاه تولى الله، ومن عاداه عادى الله، ومن أحبه أحبه الله ومن أبغضه أبغضه الله، والله لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر، وهو نور الارض بعدي وركنها، وهو كلمة التقوى والعروة الوثقى، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله " يريدون

___________________________

(1) سورة التغابن: 8.

 (2) في نسخة " م " أمر الله ورسوله.

 (3) في الكافي: بولاية.

 (4) الكافي: 1 / 432 صدر ح 91 وعنه البحار: 23 / 318 ح 29 وج 24 / 336 صدر ح 59 والبرهان: 4 / 328 ح 3.

 (5) في اثبات الهداة: محمد.

 (6) في نسخة " أ " ميثم، وفي نسخ " ب، ج، م " هيثم، وما أثبتناه هو الصحيح وهو هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمى أبو معاوية بن أبي حازم. راجع " تقريب التهذيب " وغيره .

[ 688 ]

ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " (1) يا أيها الناس ليبلغ مقالتي هذه شاهدكم غائبكم، اللهم إني اشهدك عليهم. أيها الناس وإن الله نظر ثالثة واختار بعدي وبعد أخي علي بن أبي طالب عليه السلام أحد عشر إماما، واحدا بعد واحد، كلما هلك واحد قام واحد مثله، مثلهم كمثل نجوم السماء، كلما غاب نجم طلع نجم، هداة مهديون، لا يضرهم كيد من كادهم و (لا خذلان من) (2) خذلهم، هم حجة الله في أرضه وشهداؤه على خلقه، من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا علي الحوض (3). 7 - وقال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق (4) عن عبد الله بن حماد، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل في كتابه (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) فقال: والله ما نزل تأويلها بعد. قلت: جعلت فداك، ومتى ينزل تأويلها ؟ قال: حين (5) يقوم القائم - إن شاء الله - فإذا خرج القائم، لم يبق كافر ولا مشرك إلا كره خروجه حتى لو أن كافرا أو مشركا في بطن صخرة لقالت الصخرة: يا مؤمن ! في بطني كافر أو مشرك فاقتله. قال: فيجيئه (6) فيقتله (7).

___________________________

(1) تلفيق من سورة التوبة: 32 والصف: 8.

 (2) ليس في نسختي " أ، م ".

 (3) عنه البحار: 23 / 320 ح 37 والبرهان: 4 / 329 ح 3 وقطعة منه في اثبات الهداة: 3 / 86 ح 789.

 (4) في نسخ " أ، ج، م " اسحاق بن ابراهيم، والظاهر أن ما أثبتناه هو الصحيح بقرينة بقية الموارد راجع فهرس أعلام كتابنا هذا.

 (5) في نسخة " ب " حتى.

 (6) في البحار: فينحيه الله.

 (7) عنه البحار: 51 / 60 ح 58 وعن تفسير فرات: 184، وقطعة منه في اثبات الهداة: 7 / 130 ح 657، وأخرجه في البحار: 52 / 324 ح 36 والبرهان: 2 / 121 ح 1 عن كمال الدين: 670 ح 16.

 

[ 689 ]

8 - ويؤيده: ما رواه أيضا، عن أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمد عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي أنه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " أظهر ذلك بعد ؟ كلا والذي نفسي بيده حتى لا يبقى قرية إلا ونودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله بكرة وعشيا (1). 9 - وقال أيضا: حدثنا يوسف بن يعقوب، عن محمد بن أبي بكر المقري، عن نعيم بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله عزوجل (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة إلا [ دخل في ] (2) الاسلام، حتى تأمن الشاة والذئب والبقرة والاسد والانسان والحية، وحتى لا تقرض فأرة جرابا، وحتى توضع الجزية، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير. وقوله تعالى (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وذلك يكون عند قيام القائم عليه السلام (3). وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم (10) 10 - تأويله: ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي (رحمه الله)، عن رجاله باسناد متصل إلى النوفلي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا التجارة المربحة المنجية من العذاب الاليم التي دل الله عليها في كتابه فقال:

___________________________

(1) عنه البحار: 51 / 60 ح 59 والبرهان: 4 / 329 ح 1 وفي مجمع البيان: 9 / 280 عن العياشي وفيه: أظهر بعد ذلك ؟ قالوا: نعم. قال: كلا، فوالذي... الخ.

 (2) من البحار.

 (3) عنه البحار: 51 / 61 ذح 59 والبرهان: 4 / 329 ح 2 وقطعة منه في اثبات الهداة: 7 / 130 ح 658.

 

[ 690 ]

(يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) (1). توجيه هذا التأويل: أن حبه وولايته هي التجارة المربحة. وجاء بذلك على سبيل المجاز، ومثله " وسئل القرية " (2) أي أهل القربة. 11 - ويؤيده: ما رواه الشيخ الطوسي (قدس الله روحه)، عن عبد الواحد بن الحسن، عن محمد بن محمد الجويني (قال: قرأت على علي بن أحمد الواحدي) (3) حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لمبارزة علي لعمرو بن عبدود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة. وهي التجارة المربحة المنجية من العذاب الاليم، يقول الله تعالى (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم) (4). فتكون حينئذ التجارة الرابحة المربحة هي مبارزته لعمرو، ومن ههنا قال: أنا التجارة المربحة. أي أنا صاحب التجارة المربحة. ومما ورد في المساكن الطيبة: 12 - ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن أحمد بن عبد الله الدقاق، عن أيوب بن محمد الوراق (5) عن الحجاج بن محمد، عن الحسن بن جعفر، عن الحسن [ بن الحسين ] (6) قال: سألت عمران بن الحصين وأبا هريرة، عن تفسير قوله

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 330 ح 52، وأخرجه في البرهان: 4 / 330 ح 1 عن الحسن بن أبي الحسن الديلمى.

 (2) سورة يوسف: 82.

 (3) ليس في نسخة " ج ".

 (4) عنه البحار: 36 / 165 ح 147، مصباح الانوار: 129 و 161 وعنه البرهان: 4 / 330 ح 2 ورواه الخوارزمي في مناقبه: 58 إلى قوله " ع " يوم القيامة.

 (5) لم نجده في كتب الرجال، نعم في تقريب التهذيب: أيوب بن محمد بن زياد الوزان أبو محمد الرقى فلاحظ.

 (6) من نسخة " ج ".

 

[ 691 ]

تعالى (ومساكن طيبة في جنات عدن) فقالا: على الخبير سقطت، سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: قصر من لؤلؤ في الجنة، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا من كل لون، على كل فراش إمرأة من الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة سبعون لونا من الطعام، في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة. قال: فيعطي الله المؤمن من القوة في غداة واحدة أن يأتي على ذلك كله (1). [ إعلم أن المؤمن من ملة الاسلام وغيرها من ملل الانبياء العظام لا يكون إلا من شيعتهم، عليهم الصلاة والسلام ] (2). وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين (14) 13 - قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابق، عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه (3)، عن عبد الرزاق، عن معمر قال: تلا قتادة (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله). قال: كان (4) محمد صلى الله عليه وآله بحمد الله قد جاءه حواريون فبايعوه ونصروه حتى أظهر الله دينه، والحواريون كلهم من قريش. فذكر عليا وحمزة وجعفر وعثمان بن مظعون وآخرين (رضي الله عنهم) (5).

___________________________

(1) عنه البحار: 8 / 149 ح 84 والبرهان: 4 / 330 ح 1.

 (2) من نسخة " أ ".

 (3) في نسخة " ج " رنجويه والصحيح ما أثبتناه راجع (تقريب التهذيب: 2 / 186).

 (4) في الاصل: قد كان.

 (5) عنه البرهان: 4 / 331 ح 2.

 

[ 692 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402971

  • التاريخ : 19/04/2024 - 18:42

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net