00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الفجر 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 89 "

 " سورة الفجر " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم والفجر (1) وليال عشر (2) والشفع والوتر (3) والليل إذا يسر (4) هل في ذلك قسم لذي حجر (5) معناه: أقسم الله سبحانه بهذه الاقسام لاجلال قدرها ولهذا قال (هل في ذلك قسم لذي حجر) أي عقل. ولهذا تأويل ظاهر وباطن: فالظاهر ظاهر. أما الباطن فهو: 1 - ما روي بالاسناد مرفوعا، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (2) قوله عزوجل (والفجر - هو القائم عليه السلام - وليال عشر - الائمة عليهم السلام من الحسن إلى الحسن - والشفع - أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام - والوتر - هو الله وحده لا شريك له. - والليل إذا يسر) هي دولة حبتر، فهي تسري إلى قيام القائم عليه السلام (3). 2 - [ وروي ابن شهر اشوب في المناقب هذه الرواية عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام، إلا أن الوتر هو القائم عليه السلام ولم يذكر الباقي ] (4). 3 - وروى محمد بن العباس (رحمه الله)، عن الحسين بن أحمد، عن محمد

___________________________

(1) علل الشرائع: 164 ح 4 وعنه البحار: 39 / 198 ح 10، وأخرجه في البحار: 7 / 329 ح 4 عن بصائر الدرجات: 414 ح 1، والحديث من نسخة " أ ".

 (2) في نسخة " ج " في.

 (3) عنه البحار: 24 / 78 ح 19 والبرهان: 4 / 457 ح 1.

 (4) المناقب: 1 / 241 وعنه اثبات الهداة: 3 / 131 ح 888، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 

[ 793 ]

ابن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال " الشفع " هو رسول الله وعلي، صلوات الله عليهما، " والوتر " هو الله الواحد عزوجل (1). توجيه التأويل (2) الاول: أما قوله " إن الفجر هو القائم عليه السلام " انما سمي بالفجر مجازا تسمية الشئ باسم غايته، لان الفجر انفجار الصبح عن (3) الليل، والليل كناية عن اختفائه عليه السلام، فإذا ظهر انجاب ظلام ليل الظلم، وطلع فجر العدل، وبزغت شمس الدين، وظهرت أعلام اليقين. وأما قوله " وليال عشر الائمة " إنما كناهم عن الليالي مجازا أيضا، أي أهل الليالي اللواتي هن ليالي القدر كل ليلة منها " خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر " (4). والفجر هو القائم عليه السلام على ما مر بيانه. وأما قوله " والليل إذا يسر هي دولة حبتر "، وإنما شبهها بالليل لانها مظلمة بالظلم كالليل المظلم المقتم الذي " إذا أخرج - الانسان - يده لم يكد يريها " (5) وانما أقسم الله سبحانه بهذه الاقسام مجازا بحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه قوله (والفجر) أي صاحب الفجر. وقوله (وليال عشر والشفع والوتر " - أي وأهل ذلك. - والليل إذا يسر) ورب ذلك وهو الله سبحانه الملك العلام ذو الجلال والاكرام، فعلى نبيه وأهل بيته منه أفضل التحية والسلام.

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 350 ح 63 والبرهان: 4 / 457 ح 4.

 (2) في نسخة " ج " هذا التأويل.

 (3) في نسخة " ج " من.

 (4) سورة القدر: 4 - 5.

 (5) سورة النور: 40.

 

[ 794 ]

قوله تعالى: وجائ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى (23) يقول يا ليتني قدمت لحياتي (24) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد (25) ولا يوثق وثاقه أحد (26) ذكر أبو علي الطبرسي (رحمه الله) في تفسيره معناه قال: قوله عزوجل: (وجائ يومئذ بجهنم يومئذ) أي احضرت ليراها أهل الموقف بعظم منظرها عيانا عين اليقين. 4 - قال: وروي مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وعرف (ذلك) (1) في وجهه، حتى اشتد على اصحابه ما رأوا من حاله انطلق بعضهم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام. فقالوا: يا علي لقد حدث أمر [ قد ] (2) رأيناه في وجه نبي الله. قال: فجاء علي عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاحتضنه من خلفه، وقبل بين عاتقيه ثم قال: يا نبي الله بأبي أنت وأمي ما الذي حدث اليوم ؟ قال: جاء جبرئيل فأقرأني (وجائ يومئذ بجهنم) [ قال ] (3) فقلت: وكيف يجاء بها ؟ قال: يجئ بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام، فتشرد شردة لو تركت لاحرقت أهل الجمع، ثم أتعرض (أنا) (4) لها فتقول: مالي ولك يا محمد ! فقد حرم الله لحمك علي، فلا يبقى يومئذ أحد إلا قال: نفسي نفسي، وإن محمدا يقول: رب أمتي أمتي (5). ثم قال سبحانه (يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى - في موضع لا ينتفع بها - يقول يا ليتني قدمت لحياتي - الدائمة عملا صالحا - فيومئذ لا يعذب عذابه - أي ذلك الانسان - أحد - من خلق - ولا يوثق وثاقه أحد). تأويله: جاء في تفسير علي بن إبراهيم (رحمه الله) أن الانسان يعني به الثاني (6).

___________________________

(1) ليس في المجمع.

 (2) من المجمع.

 (3) من المجمع.

 (4) ليس في نسخة " ج " والمجمع، وفي المجمع بدل " لها " لجهنم.

 (5) مجمع البيان: 10 / 489 وعنه البحار: 7 / 124 والبرهان: 4 / 459 ح 7.

 (6) تفسير القمى: 725 وعنه البحار: 8 / 210 (طبع الحجر).

 

[ 795 ]

5 - ويؤيده: ما روي عن عمر بن أذينة، عن معروف بن خربوذ قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يابن خربوذ أتدري ما تأويل هذه الآية (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقة أحد) ؟ قلت: لا. قال: ذاك الثاني لا يعذب [ و ] (1) الله يوم القيامة عذابه أحد (2). ولما ذكر سبحانه مما أعد (ه ] (3) للانسان من الذل والهوان، عقبه بذكر النفس المطمئنة وما أعد [ ه ] (4) لها من الكرامة في دار المقامة، فقال مخاطبا لها (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي). المعنى: فقوله " يا أيتها النفس " فيكون الخطاب إما للنفس وإما لصاحبها والمطمئنة: هي الساكنة (الآمنة) (5) المبشرة بالجنة عند الموت ويوم البعث، التي يبيض وجهها، ويعطى كتابها بيمينها. وقوله " ارجعي إلى ربك - أي يقال لها عند الموت: ارجعي إلى ثواب ربك وما أعده لك من النعيم المقيم والرزق الكريم - راضية - بذلك - مرضية - أعمالك - فادخلي في عبادي - أي فزمرة عبادي الصالحين الذين رضيت عنهم وأرضيتهم عني - وادخلي جنتي " التي وعدتكم بها، وأعددتها لكم بسلام آمنين. 6 - وأما تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الرحمان بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قوله عزوجل (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) قال نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام (6).

___________________________

(1) من نسخة " ب ".

 (2) عنه البحار: 8 / 238 (طبع الحجر) والبرهان: 4 / 460 ح 1.

 (3، 4) من نسخة " م ".

 (5) ليس في نسخة " ج ".

 (6) عنه البحار: 24 / 93 ح 5 وج 36 / 131 ح 83 والبرهان: 4 / 461 ح 8، وأخرجه في البحار: 8 / 154 (طبع الحجر) عن تفسير فرات: 210.

 

[ 796 ]

وذكر علي بن إبراهيم (رحمه الله) أنها نزلت في علي عليه السلام (1). 7 - [ ثم روى عن جعفر بن أحمد، عن عبد الله (2) بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أن المعني بها الحسين عليه السلام ] (3). 8 - وروى، عن الحسن بن محبوب باسناده، عن صندل (4) عن داود بن فرقد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فانها سورة الحسين بن علي، وارغبوا فيها رحمكم الله. فقال له أبو أسامة - وكان حاضرا المجلس -: كيف صارت هذه السورة للحسين خاصة ؟ فقال: ألا تسمع إلى قوله تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) ؟ (إنما) (5) يعني الحسين بن علي صلوات الله عليهما، فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية، وأصحابه من آل محمد صلوات الله عليهم الراضون عن الله يوم القيامة وهو راض عنهم. وهذه السورة [ نزلت ] (6) في الحسين بن علي وشيعته وشيعة آل محمد خاصة، من أدمن قراءة " الفجر " كان مع الحسين في درجته في الجنة، إن الله عزيز حكيم (7). 9 - وروى أبو جعفر محمد بن بابويه (رحمة الله عليه)، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن عباد بن سليمان، عن سدير الصيرفي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام:

___________________________

(1) تفسير القمى: 725 وعنه البحار: 6 / 182 ح 11 والبرهان: 4 / 460 ح 1.

 (2) في تفسير القمى: عبيدالله.

 (3) تفسير القمى: 725 وعنه البحار: 24 / 350 ح 62 وج 44 / 219 ح 11 والبرهان: 4 / 460 ح 1، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 (4) في نسخة " ب " مندل.

 (5) ليس في نسخة " ج ".

 (6) من نسخة " ب ".

 (7) عنه البحار: 24 / 93 ح 6 وج 44 / 218 ح 8 والبرهان: 4 / 461 ح 9.

 

[ 797 ]

جعلت فداك يابن رسول الله، هل يكره المؤمن على قبض روحه ؟ قال: لا، إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع لذلك، فيقول له ملك الموت: يا ولي الله لا تجزع فوالذي بعث محمدا بالحق لانا أبر بك وأشفق عليك من الوالد البر الرحيم بولده إفتح عينيك وانظر. قال: فيتمثل (1) له رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة صلوات الله عليهم فيقول (له): (2) هؤلاء رفقاؤك، فيفتح عينيه وينظر إليهم، ثم تنادى نفسه " أيتها النفس المطمئنة - إلى محمد وأهل بيته - إرجعي إلى ربك راضية - بالولاية - مرضية - بالثواب - فادخلي في عبادي - يعني محمدا وأهل بيته - - وادخلي جنتي " فما من شئ أحب إليه من إنسلال (3) روحه واللحوق بالمناذي (4).




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338131

  • التاريخ : 29/03/2024 - 09:07

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net