00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الجاثية 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير شبر   ||   تأليف : العلامة المحقق الجليل السيد عبدالله شبر

سورة الجاثية

 (45) سورة الجاثية ست أو سبع وثلاثون آية (36 - 37) مكية

إلا آية قل للذين ءامنوا يغفروا.

بسم الله الرحمن الرحيم

(حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) هو كأول سورة المؤمن.

(إن في السموات والأرض لآيات) على وجود الصانع وصفاته (للمؤمنين) لأنهم المنتفعون المتنبهون بها.

(وفي خلقكم وما يبث من دابة ءايات لقوم يوقنون).

(واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء)

[467]

(من رزق) مطر لأنه سبب الرزق (فأحيا به الأرض بعد موتها) بسببها (وتصريف الرياح) تقلبها في مهابها وأحوالها (ءايات لقوم يعقلون).

(تلك) الآيات المذكورة (ءايات الله) دلائله (نتلوها عليك) متلبسين أو متلبسة (بالحق فبأي حديث بعد الله وءاياته) أي بعد آيات الله وقدم اسم الله مبالغة كأعجبني زيد وكرمه أو بعد حديث الله أي القرآن وآياته وحججه (يؤمنون).

(ويل لكل أفاك) كذاب (أثيم) كثير الإثم.

(يسمع ءايات الله) من القرآن (تتلى عليه ثم يصر) على كفره (مستكبرا كأن) هي المخففة واسمها ضمير الشأن أي كأنه (لم يسمعها فبشره بعذاب أليم) تهكم.

(وإذا علم من ءاياتنا) أي القرآن (شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) ذو إهانة والجمع للمعنى.

(من ورائهم جهنم) قدامهم أو خلفهم أو ما توارى عنك وراء تقدم أو تأخر (ولا يغني عنهم ما كسبوا) من مال وغيره (شيئا) من عذاب الله (ولا ما اتخذوا من الله أولياء) من الأصنام (ولهم عذاب عظيم) في الشدة.

(هذا) أي القرآن (هدى) بالغ في الهداية (والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز) أشد العذاب (أليم) مؤلم.

(الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه) بكم (بأمره) بتسخيره (ولتبتغوا من فضله) بالتجارة والغوص وغيرهما (ولعلكم تشكرون) هذه النعم.

(وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا) أي خلقها لانتفاعكم (منه) حال أي سخرها كائنة منه (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) فيها.

(قل للذين ءامنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) لا يتوقعون وقائعه بأعدائه أو لا يخافونها أي لا تكافئهم على أذاهم (ليجزي قوما) هم المؤمنون أو الكفار (بما كانوا يكسبون) من المغفرة أو الإساءة أو كليهما.

(من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها) إذ لها نفعه وعليها ضرره (ثم إلى ربكم ترجعون) فيجازي كلا بعمله.

(ولقد ءاتينا بني إسرائيل الكتاب) التوراة (والحكم) الحكمة أو فصل الخصومات (والنبوة) إذ كثر فيهم الأنبياء (ورزقناهم من الطيبات) اللذائذ المباحة (وفضلناهم على العالمين) عالمي زمانهم.

(وءاتيناهم بينات من الأمر) دلالات من أمر الدين أو أمر النبي ونعته

[468]

(فما اختلفوا) في ذلك الأمر (إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) حسدا وبغضا (إن ربك يقضي بينهم) بحكمه (يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) بالمجازاة.

(ثم جعلناك على شريعة) طريقة (من الأمر) أمر الدين (فاتبعها) اعمل بها (ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) الحق التابعين لأهوائهم في عبادة الأصنام.

(إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) مما أراد بك (وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض) يتناصرون على الباطل (والله ولي المتقين).

(هذا) القرآن (بصائر للناس) معالم تبصرهم محجة النجاة (وهدى) من الضلال (ورحمة) نعمة من الله (لقوم يوقنون) بالوعد والوعيد.

(أم حسب الذين اجترحوا) اكتسبوا (السيئات) الكفر والمعاصي (أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) بئس حكما حكمهم هذا.

(وخلق الله السموات والأرض بالحق) ومقتضاه أن لا يساوي الكافر المؤمن (ولتجزى كل نفس بما كسبت) عطف على بالحق لأنه بمعنى العلة أي ليعدل ولتجزى (وهم لا يظلمون) في الجزاء.

(أفرأيت) أخبرني (من اتخذ إلهه هواه وأضله الله) خلاه وما اختار (على علم) منه بأنه أهل الخذلان (وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة) فسر في البقرة (فمن يهديه من بعد الله) بعد أن خلاه وضلاله (أفلا تذكرون) تتذكرون.

(وقالوا ما هي) ما الحياة (إلا حياتنا الدنيا) التي نحن فيها (نموت ونحيا) تموت الآباء وتحيا الأبناء أو يموت بعض ويولد بعض آخر (وما يهلكنا إلا الدهر) مرور الزمان ضموا إلى إنكار المعاد إنكار المبدأ (وما لهم بذلك) القول (من علم) مستند إلى حجة (إن هم إلا يظنون) يخمنون تخمينا.

(وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات ما كان حجتهم) التي يقابلونها بها (إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين) سمي حجة على زعمهم فإن عدم حصول الشيء حالا لا يستلزم امتناعه مطلقا.

(قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم) أحياء (إلى يوم القيامة لا ريب فيه) لثبوته بالحجة (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) لتركهم النظر.

(ولله ملك السموات والأرض) فهو القادر على ما يريد

[469]

(و يوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون).

(وترى كل أمة جاثية) باركة على الركب أو مجتمعة (كل أمة تدعى إلى كتابها) كتاب أعمالها ويقال لهم (اليوم تجزون ما كنتم تعملون).

(هذا كتابنا) الذي كتبته الحفظة بأمرنا (ينطق) يشهد (عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون).

(فأما الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته) جنته (ذلك هو الفوز المبين) الفلاح البين.

(وأما الذين كفروا) فيقال لهم (أفلم تكن ءاياتي تتلى عليكم فاستكبرتم) عن قبولها (وكنتم قوما مجرمين) بتكذيبها.

(وإذا قيل إن وعد الله) بالبعث (حق) كائن لا محالة (والساعة) القيامة (لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة) إنكارا لها (إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين) إتيانها.

(وبدا) ظهر (لهم) في الآخرة (سيئات ما عملوا) أي جزاؤها (وحاق) حل (بهم ما كانوا به يستهزءون) أي العذاب.

(وقيل اليوم ننساكم) نترككم في العذاب (كما نسيتم لقاء يومكم هذا) كترككم العمل للقائه (ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) يمنعونكم منها.

(ذلكم بأنكم اتخذتم ءايات الله هزوا) استهزاؤهم بها (وغرتكم الحيوة الدنيا) فأنكرتم البعث (فاليوم لا يخرجون منها) التفات (ولا هم يستعتبون) لا يطلب منهم العتبى وهي أن يرضوا ربهم بالتوبة إذ لا تنفع حينئذ.

(فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين) خالق جميع ذلك.

(وله الكبرياء) العظمة (في السموات والأرض) فلا يستحقها سواه (وهو العزيز) في سلطانه (الحكيم) في تدبيره.

[470]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21395269

  • التاريخ : 16/04/2024 - 21:07

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net