00989338131045
 
 
 
 
 
 

 من آية ( 105 - 114) 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير كنز الدقائق ( الجزء الأول )   ||   تأليف : الميرزا محمد المشهدي

[312]

الآية 105 - 114

[ ما يود الذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم(105) ]

قال الباقر (عليه السلام)(1) وهي راعينا، فلما سمعوا بقول المؤمنين راعنا، إفترصوه وخاطبوا به الرسول، وهم يعنون به تلك السبة، فنهي المؤمنون عنها، وامروا بما هو في معناها، وهو (انظرنا) بمعنى انظر إلينا، أو انتظرنا، من نظره إذا انتظره، وقرئ (أنظرنا) من الانظار بمعنى الامهال، و (راعونا) على لفظ الجمع للتوقير، و (راعنا) بالتنوين، أي قولا ذا رعن، نسبة إلى الرعن وهو الهرج، لمشابهة قولهم راعينا.

واسمعوا: أي أحسنوا الاستماع لما يكلمكم به رسول الله ويلقي عليكم من المسائل بأذن واعية وأذهان حاضرة، حتى لا تحتاجوا إلى الاستعادة وطلب المراعاة أو واسمعوا سماع قبول وطاعة، ولا يكن مثل سماع اليهود، حيث قالوا: سمعنا وعصينا أو واسمعوا ما امرتم به بجد حتى لا تعودوا إلى ما نهيتم عنه.

وللكفرين عذاب أليم: يعني للذين تهاونوا بالرسول عذاب موجع مؤلم.

ما يود الذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين: نزلت تكذيبا لجمع من الكافرين يظهرون مودة المؤمنين ويزعمون أنهم يودون لهم الخير. والمودة محبة الشئ مع تمنيه، ولذلك تستعمل في كل منهما.

و (من) للتبيين، لان الذين كفروا جنس تحته نوعان: أهل الكتاب

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 178، في ذيل آية 104، من سورة البقرة ولفظ الحديث: (وقال الباقر (عليه السلام): هذه الكلمة سب بالعبرانية، إليه كانوا يذهبون) وفي تفسير الامام العسكري (عليه السلام): ص 195، نقلا عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: وكان (أي راعنا) في لغة اليهود معناه أي أسمع لا أسمعت.

إلى آخره. (*)

[313]

[ * ما ننسخ من_ء_اية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير(106) ألم تعلم أن الله له ملك السموت والارض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير(107) ]

والمشركون.

أن ينزل عليكم من خير من ربكم: مفعول (يود) و (من) الاولى مزيدة للاستغراق والثانية للابتداء، والمراد بالخير ما يعم الوحي والعلم والنصرة.

والله يختص برحمته من يشاء: روي عن أمير المؤمنين وعن أبي جعفر الباقر (عليهما السلام) أن المراد برحمته هنا النبوة(1).

والله ذو الفضل العظيم: فيه إشعار بأن النبوة من فضله، وأن كل خير نال عباده في دينهم أو دنياهم فإنه من عنده ابتداء منه إليهم وتفضلا عليهم، من غير استحقاق منهم لذلك عليه، فهو عظيم الفضل ذو المن والطول.

ما ننسخ من_ء_اية أو ننسها: نزلت لما قال المشركون أو اليهود: ألا ترون أن محمدا يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه.

والنسخ في اللغة إزالة الصورة عن الشئ وإثباتها في غيره، كنسخ الظل للشمس ومنه التناسخ، ثم استعمل في كل منهما كقولك: نسخت الريح الاثر، ونسخت الكتاب.

ونسخ الآية بيان انتهاء التعبد بها، إما بقرائتها فقط، كآية الرجم، فقد قيل: إنها كانت منزلة فرفع لفظها فقط، دون حكمها، أو بالعكس كقوله: " إن فاتكم

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 179، في ذيل آية 105، من سورة البقرة. (*)

[314]

[ أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمن فقد ضل سواء السبيل(108) ]

شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم "(1) الآية، فهذه الآية ثابتة في الخط مرتفعة الحكم، أو بهما، كما روي عن أبي بكر قال: كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم(2) فرفع.

وإنساؤها إذهابها عن القلوب، و " ما " شرطية جازمة لننسخ، ومنتصبة به على المفعولية.

نأت بخير منها أو مثلها: أي بما هو خير للعباد في النفع والثواب، أو مثلها في الثواب.

وقرأ أبوعمرو بقلب الالف همزة(3).

ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير: فهو يقدر على النسخ والاتيان بمثل المنسوخ، وبما هو خير منه.

ألم تعلم: الخطاب للنبي والمراد هو وامته، لقوله: أن الله له ملك السموت والارض: يملك اموركم ويدبرها على حسب ما يصلحكم، وهو أعلم بما بتعبدكم به من ناسخ أو منسوخ.

وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير: الفرق بين الولي والنصير، أن الولي قد يضعف عن النصرة، والنصير قد يكون أجنبيا عن المنصور.

أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل: لما بين لهم أنه

___________________________________

(1) سورة الممتحنة: الآية 11.

(2 و 3) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 280، في ذيل تفسير آية 106، من سورة البقرة. (*)

[315]

[ ود كثير من أهل الكتب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره إن الله على كل شئ قدير(109) ]

مالك امورهم ومدبرها على حسب مصالحهم من نسخ الآيات وغيره، وقررهم على ذلك بقوله: " ألم تعلم " - أراد أن يوصيهم بالثقة به فيما هو أصلح لهم مما يتعبدهم به وينزل عليهم، وأن لا يقترحوا على رسولهم ما اقترحه آباء اليهود على موسى من الاشياء التي كانت عاقبتها وبالا عليهم.

قيل: نزلت في أهل الكتاب حين سألوا أن ينزل عليهم كتابا من السماء، وقيل في المشركين لما قالوا: " لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه "(1).

ومن يتبدل الكفر بالايمن: ومن ترك الثقة بالآيات المنزلة وشك فيها واقترح غيرها.

فقد ضل سواء السبيل: أي الطريق المستقيم حتى وقع في الكفر بعد الايمان.

ود كثير من أهل الكتب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفارا: روي أن فنحاص بن عازرواء وزيد بن قيس ونفرا من اليهود قالوا لحذيفة بن اليمان و عمار بن ياسر بعد وقعة أحد: ألم تروا ما أصابكم، ولو كنتم على الحق ما هزمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم وأفضل ونحن أهدى منكم سبيلا، فقال عمار: كيف نقض العهد فيكم؟ قالوا: شديد، قال: فإني عاهدت أن لا أكفر بمحمد ما عشت، فقالت اليهود: أما هذا فقد صبأ، وقال حذيفة: وأما أنا فقد رضيت بالله ربا و

___________________________________

(1) سورة الاسراء: الآية 93. (*)

[316]

بالاسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا ثم أتيا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبراه، فقال: أصبتما خيرا وأفلحتما، فنزلت(1).

وعن ابن عباس أنها نزلت في حي بن أخطب وأخيه أبي ياسر بن أخطب وقد دخلا على النبي (صلى الله عليه وآله) حين قدم المدينة، فلما خرجا قيل لحي: أهو نبي؟ قال: هو هو، فقيل فماله عندك؟ قال: العداوة إلى الموت.

وهو الذي نقض العهد وأثار الحرب يوم الاحزاب.

وقيل: نزلت في كعب بن الاشرف(2).

حسدا: علة.

من عند أنفسهم: إما متعلق ب_(ود) أي تمنوا ذلك من عند أنفسهم و تشهيهم، لا من قبل التدين والميل مع الحق.

أو ب_" حسدا " أي حسدا منبعثا من أصل نفوسهم.

من بعد ما تبين لهم الحق: بالمعجزات والنعوت المذكورة في التوراة.

فاعفوا واصفحوا: العفو: ترك عقوبة المذنب والصفح ترك تثريبه.

حتى يأتى الله بأمره: الذي هو الاذن في قتالهم وضرب الجزية عليهم، أو قتل قريظة وإجلاء بني النظير.

قيل: إن هذه الآية منسوخة، فقال بعضهم بقوله: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر "(3).

وبعضهم بآية السيف، وهو قوله: " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم "(4).

والمروي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: لم يؤمر رسول الله (صلى الله عليه

___________________________________

(1) تفسير الكشاف: ج 1، ص 176، تفسير آية 108.

(2) مجمع البيان: ج 1 - 2 - ص 184، في سبب نزول آية 109، من سورة البقرة.

(3) سورة التوبة: الآية 29.

(4) سورة التوبة: الآية 5. (*)

[317]

[ وأقيموا الصلوة وء_اتوا الزكوة وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير(110) وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصرى تلك أمانيهم قل هاتوا برهنكم إن كنتم صدقين(111) بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون(112) ]

وآله) بقتال ولا اذن له فيه حتى نزل جبرئيل بهذه الآية " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا "(1) وقلده سيفا(2).

إن الله على كل شئ قدير: فيقدر على الانتقام منهم.

وأقيموا الصلوة وء_اتوا الزكوة: عطف على " فاعفوا " كأنه امرهم بالصبر والالتجاء إلى الله بالعبادة والبر.

وما تقدموا لانفسكم من خير: كصلاة أو صدقة.

وقرئ تقدموا من أقدم.

تجدوه عند الله: أي ثوابه.

إن الله بما تعملون بصير: لا يضيع عنده عمل عامل. وقرئ بالياء، فيكون وعيدا.

وقالوا: عطف على (ود) والضمير لاهل الكتاب.

لن يدخل الجنة إلا من كان هودا: جمع هائد كعوذ وعائذ وبزل و

___________________________________

(1) سورة الحج: الآية 39.

(2) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 185 في بيان المعنى للآية 109، من سورة البقرة. (*)

[318]

بازل، وهو جمع للمذكر والمؤنث على لفظ واحد، والهائد: التائب الراجع إلى الحق.

وقيل: مصدر يصلح للواحد والجمع كما يقال: رجل صوم وقوم صوم.

وقيل: أصله يهود فحذفت الياء الزائدة. وعلى ما قلنا فتوحيد الاسم المضمر وجمع الخبر لاعتبار اللفظ والمعنى. أو نصرى: سبق تحقيقه.

والكلام على اللف بين قولي الفريقين، والتقدير: وقالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا.

والنصارى: لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى، ثقة بأن السامع يرد إلى كل فريق قوله، وأمنا من الالتباس، لما علم من التعادي بين الفريقين وتضليل كل واحد منهما صاحبه.

تلك أمانيهم: إشارة إلى الاماني المذكورة، وهي أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم، وأن يردوهم كفارا، وأن لا يدخل الجنة غيرهم، أو إلى ما في الآية، على حذف مضاف أي أمثال تلك الامنية المذكورة في الآية أمانيهم والجملة اعتراض، والامنية افعولة من التمني كالاضحوكة والاعجوبة والجمع الاضاحيك والاعاجيب.

قل هاتوا برهنكم: على اختصاصكم بدخول الجنة.

والبرهان والحجة والدلالة والبيان بمعنى واحد، وقد فرق علي بن عيسى بين الدلالة والبرهان، بأن قال: الدلالة قد ينبئ عن معنى فقط لا يشهد لمعنى آخر. والبرهان ليس كذلك، لانه بيان عن معنى ينبئ عن معنى آخر.

وقد نوزع في هذا الفرق وقيل أنه محض الدعوى(1).

إن كنتم صدقين: في دعواكم، فإن كل قول لا دليل عليه غير ثابت.

وفي هذه الآية دلالة على فساد التقليد في الاصول، ألا ترى أنه لو جاز التقليد لما امرو بأن يأتوا فيما قالوا ببرهان، وفيها أيضا دلالة على جواز المحاجة في الدين، وفيها أيضا دلالة على أنه لا حجة في إجماع يخلو عن معصوم، وإلا لجاز لهم أن يقولوا: البرهان أنا أجمعنا على ما قلنا، فالمتسمكون بالاجماع المذكور أضل من محرفي أهل

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 186. (*)

[319]

[ وقالت اليهود ليست النصرى على شئ وقالت النصرى ليست اليهود على شئ وهم يتلون الكتب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون(113) ]

الكتاب.

بلى: إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة.

من أسلم وجهه لله: أخلص نفسه له لا يشرك به غيره، أو قصده وتوجه له.

وهو محسن: في عمله.

فله أجره: الذي يستوجبه، ثابتا.

عند ربه: لا يضيع ولا ينقص، والجملة جواب " من " إن كانت شرطية، وخبرها إن كانت موصولة، والفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط، فيكون الرد بقوله: (بلى) وحده، أو يكون (من أسلم) فاعلا لفعل محذوف أي بلى يدخلها من أسلم، ويكون قوله (فله أجره) كلاما معطوفا على يدخلها من أسلم.

ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون: في الآخرة.

وهذا ظاهر على قول من يقول: إنه لا يكون على أهل الجنة خوف ولا حزن في الآخرة.

وأما على قول من قال: بعضهم يخاف ثم يأمن، فمعناه أنهم لا يخافون فوت جزاء أعمالهم، لانهم يكونون على ثقة بأن ذلك لا يفوتهم.

وقالت اليهود ليست النصرى على شئ: أي أمر يصح ويعتد به، وهذه مبالغة عظيمة، لان المحال والمعدوم يقع عليهما اسم الشئ، فإذا نفي إطلاق اسم الشئ عليه، فقد بولغ في ترك الاعتداد به إلى ما ليس بعده وهذا كقولهم: أقل من لا شئ.

[320]

وقالت النصرى ليست اليهود على شئ: قال ابن عباس: لما قدم وفد نجران على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتتهم أحبار اليهود، فتنازعوا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: رافع بن حرملة: ما أنتم على شئ وجحد نبوة عيسى وكفر بالانجيل، فقال رجل من أهل نجران: ليست اليهود على شئ وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة، فأنزل الله هذه الآية(1).

وهم يتلون الكتب: الواو للحال، والكتاب للجنس، أي قالوا ذلك والحال أنهم من أهل العلم والتلاوة للكتب، وحق من حمل التوراة أو الانجيل أو غيرهما من كتب الله، أو آية أن لا يكفر بالباقي، لان كل واحد من الكتابين مصدق للثاني شاهد بصحته، وكذلك كتب الله جميعا متواردة في تصديق بعضها بعضا.

كذلك: أي مثل ذلك الذي سمعت به على ذلك المنهاج.

قال الذين لا يعلمون مثل قولهم: كعبدة الاصنام والمعطلة قالوا لكل أهل دين: ليسوا على شئ، وهذا توبيخ عظيم لهم، حيث نظموا أنفسهم مع علمهم في سلك من لا يعلم.

و " مثل قولهم " يحتمل احتمالين، أحدهما: أنه مفعول مطلق ل_(قال) والآخر أنه مفعوله، يعنى أن قولهم مثل قولهم في الفساد، ومقولهم مثل مقولهم في الدلالة على أن ما عدا دينهم ليس بشئ.

فإن قيل: لم وبخهم وقد صدقوا، فإن كلا الدينين بعد النسخ ليس بشئ.

قلت: لم يقصدوا ذلك، وإنما قصد كل فريق إبطال دين الآخر من أصله والكفر بنبيه وكتابه، مع أن ما لم ينسخ منهما حق واجب القبول والعمل به مع الايمان بالناسخ.

فالله يحكم بينهم: بين الفريقين.

يوم القيمة: هي مصدر إلا أنه صار كالعلم على وقت بعينه، وهو الوقت الذي يبعث الله عزوجل فيه الخلق فيقومون من قبورهم إلى محشرهم. تقول: قام يقوم

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 188، في سبب نزول آية 113، من سورة البقرة. (*)

[321]

[ ومن أظلم ممن منع مسجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزى ولهم في الاخرة عذاب عظيم(114) ]

قياما وقيامة، مثل عاد يعود عيادا وعيادة.

فيما كانوا فيه يختلفون: بما يقسم لكل فريق ما يليق به من العذاب.

وقيل: بأن يكذبهم ويدخلهم النار.

وقيل: بأن يريهم من يدخل الجنة عيانا ومن يدخل النار عيانا.

ومن أظلم ممن منع مسجد الله: الآية عامة لكل من خرب مسجدا، أو سعى في تعطيل مكان مرشح للصلاة، وإن نزلت في الروم لما غزوا بيت المقدس و خربوه وقتلوا أهله حتى كانت أيام عمر وأظهر المسلمين عليهم، وصاروا لا يدخلونه إلا خائفين على ما روي عن ابن عباس(1).

وقيل: خرب بخت نصر بيت المقدس وأعانه عليه النصارى.

والمروي عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنها نزلت في قريش حين منعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخول مكة والمسجد الحرام(2).

أن يذكر فيها اسمه: ثاني مفعولي " منع " لانك تقول منعته كذا، ويجوز أن يحذف حرف الجر مع أن، ولك أن تنصبه مفعولا له، بمعنى منعها كراهة أن يذكر. وسعى في خرابها: بالهدم أو التعطيل. أولئك: أي المانعون.

ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين: أي ما كان ينبغي لهم أن يدخلوها

___________________________________

(1 و 2) مجمع البيان: ج 1 - 2 - ص 189، في سبب نزول آية 114، من سورة البقرة. (*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21334588

  • التاريخ : 28/03/2024 - 13:00

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net