00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النحل 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

 * (سورة النحل) *

[ مكية إلا الآيات الثلاث الاخيرة فمدنية وآياتها 128 نزلت بعد الكهف ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) لما استبطأ المشركون العذاب نزل: * (أتى أمر الله) * أي الساعة، وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه أي قرب * (فلا تستعجلوه) * تطلبوه قبل حينه فإنه واقع لا محالة * (سبحانه) * تنزيها له * (وتعالى عما يشركون) * به غيره. (2) * (ينزل الملائكة) * أي جبريل * (بالروح) * بالوحي * (من أمره) * بإرادته * (على من يشاء من عباده) * وهم الانبياء * (أن) * مفسرة * (أنذروا) * خوفوا الكافرين بالعذاب وأعلموهم * (أنه لا إله إلا أنا فاتقون) * خافون

______________________________

= فأخذه وقال يا محمد من يمنعك مني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله يمنعني منك ضع السيف فوضعه فنزلت (والله يعصمك من الناس) وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أنمار نزل ذات الرقيع بأعلى نخل فبينا هو جالس على رأس بئر قد أدلى رجليه فقال الوارث من بني النجار لاقتلن محمدا فقال له أصحابه كيف تقتله ؟ قال: أقول له أعطني = (*)

 

[ 346 ]

(3) * (خلق السماوات والارض بالحق) * أي محقا * (تعالى عما يشركون) * به من الاصنام. (4) * (خلق الانسان من نطفة) * مني إلى أن صيره قويا شديدا * (فإذا هو خصيم) * شديد الخصومة * (مبين) * بينها في نفي البعث قائلا " من يحيي العظام وهي رميم ". (5) * (والانعام) * الابل والبقر والغنم، ونصبه بفعل مقدر يفسره * (خلقها لكم) * من جملة الناس * (فيها دف ء) * ما تستدفئون به من الاكسية والاردية من أشعارها وأصوافها * (ومنافع) * من النسل والدر والركوب * (ومنها تأكلون) * قدم الظرف للفاصلة. (6) * (ولكم فيها جمال) * زينة * (حين تريحون) * تردونها إلى مراحها بالعشي * (وحين تسرحون) * تخرجونها إلى المرعى بالغداة. (7) * (وتحمل أثقالكم) * أحمالكم * (إلى بلد لم تكونوا بالغيه) * واصلين إليه على غير الابل * (إلا بشق الانفس) * بجهدها * (إن ربكم لرءوف رحيم) * بكم حيث خلقها لكم. (8) * (و) * خلق * (الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) * مفعول له، والتعليل بهما بتعريف النعم لا ينافي خلقها لغير ذلك كالاكل في الخيل الثابت بحديث الصحيحين * (ويخلق ما لا تعلمون) * من الاشياء العجيبة الغريبة. (9) * (وعلى الله قصد السبيل) * أي بيان الطريق المستقيم * (ومنها) * أي السبيل * (جائر) * حائد عن الاستقامة * (ولو شاء) * هدايتكم * (لهداكم) * إلى قصد السبيل * (أجمعين) * فتهتدون إليه باختيار منكم. (10) * (هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب) * تشربونه * (ومنه شجر) * ينبت بسببه * (فيه تسيمون) * ترعون دوابكم

______________________________

= سيفك فإذا أعطانيه قتلته فأتاه فقال له يا محمد: أعطني سيفك أشمه فأعطاه إياه فرعدت يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حال الله بينك وبين ما تريد فأنزل الله (يا أيها الرسول بلغ) الآية ومن غريب ما ورد في سبب نزولها ما أخرجه ابن مردويه والطبراني عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس وكان يرسل معه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت هذه الآية (والله = (*)

 

[ 347 ]

(11) * (ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك) * المذكور * (لآية) * دالة على وحدانيته تعالى * (لقوم يتفكرون) * في صنعه فيؤمنون. (12) * (وسخر لكم الليل والنهار والشمس) * بالنصب عطفا على ما قبله والرفع مبتدأ * (والقمر والنجوم) * بالوجهين * (مسخرات) * بالنصب حال والرفع خبر * (بأمره) * بإرادته * (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) * يتدبرون. (13) * (و) * سخر لكم * (ما ذرأ) * خلق * (لكم في الارض) * من الحيوان والنبات وغير ذلك * (مختلفا ألونه) * كأحمر وأصفر وأخضر وغيرها * (إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) * يتعظون. (14) * (وهو الذي سخر البحر) * ذلله لركوبه والغوص فيه * (لتأكلوا منه لحما طريا) * هو السمك * (وتستخرجوا منه حلية تلبسونها) * هي اللؤلؤ والمرجان * (وترى) * تبصر * (الفلك) * السفن * (مواخر فيه) * تمخر الماء، أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة * (ولتبغوا) * عطف على لتأكلوا، تطلبوا * (من فضله) * تعالى بالتجارة * (ولعلكم تشكرون) * الله على ذلك. (15) * (وألقى في الارض رواسي) * جبالا ثوابت ل‍ * (أن) * لا * (تميد) * تتحرك * (بكم و) * جعل فيها * (أنهارا) * كالنيل * (وسبلا) * طرقا * (لعلكم تهتدون) * إلى مقاصدكم. (16) * (وعلامات) * تستدلون بها على الطرق كالجبال بالنهار * (وبالنجم) * بمعنى النجوم * (هم يهتدون) * إلى الطرق والقبلة بالليل. (17) * (أفمن يخلق) * وهو الله * (كمن لا يخلق) * وهو الاصنام حيث تشركونها معه في العبادة ؟ لا * (أفلا تذكرون) * هذا فتؤمنون.

______________________________

= يعصمك من الناس) فأراد أن يرسل معه من يحرسه فقال يا عم: إن الله عصمني من الجن والانس وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله نحوه وهذا يقتضي أن الآية مكية والظاهر خلافه. أسباب نزول الآية 68 قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب) الآية روى ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال: جاء رافع وسلام بن = (*)

 

[ 348 ]

(18) * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) * تضبطوها فضلا أن تطيقوا شكرها * (إن الله لغفور رحيم) * حيث ينعم عليكم مع تقصيركم وعصيانكم (19) * (والله يعلم ما تسرون وما تعلنون) *. (20) * (والذين تدعون) * بالتاء والياء تعبدون * (من دون الله) * وهم الاصنام * (لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) * يصورون من الحجارة وغيرها. (21) * (أموات) * لا روح فيهم خبر ثان * (غير أحياء) * تأكيد * (وما يشعرون) * أي الاصنام * (أيان) * وقت * (يبعثون) * أي الخلق فكيف يعبدون، إذ لا يكون إلها إلا الخالق الحي العالم بالغيب. (22) * (إلهكم) * المستحق للعبادة منكم * (إله واحد) * لا نظير له في ذاته ولا في صفاته وهو الله تعالى * (فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة) * جاحدة للوحدانية * (وهم مستكبرون) * متكبرون عن الايمان بها. (23) * (لا جرم) * حقا * (أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون) * فيجازيهم بذلك * (إنه لا يحب المستكبرين) * بمعنى أنه يعاقبهم. (24) ونزل في النضر بن الحارث: * (وإذا قيل لهم ما) * إستفهامية * (ذا) * موصولة * (أنزل ربكم) * على محمد * (قالوا) * هو * (أساطير) * أكاذيب * (الاولين) * إضلالا للناس. (25) * (ليحملوا) * في عاقبة الامر * (أوزارهم) * ذنوبهم * (كاملة) * لم يكفر منها شئ * (يوم القيامة ومن) * بعض * (أوزار الذين يضلونهم بغير علم) * لانهم دعوهم إلى الضلال فاتبعوهم فاشتركوا في الاثم * (ألا ساء) * بئس * (ما يزرون) * يحملونه حملهم هذا. (26) * (قد مكر الذين من قبلهم) * وهو نمروذ بنى صرحا طويلا ليصعد منه إلى السماء ليقاتل أهلها * (فأتى الله) * قصد * (بنيانهم من القواعد) * الاساس فأرسل عليه الريح والزلزلة فهدمته * (فخر عليهم السقف من فوقهم) * أي هم تحته

______________________________

= مشكم ومالك بن الصيف فقالوا يا محمد: ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا قال بلى ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها وكتمتم ما أمرتم أن تبينوه للناس قالوا فإنا نأخذ بما في أيدينا فإنا على الهدى والحق فأنزل الله (قل يا أهل الكتاب لستم على شئ) الآية أسباب نزول الآية 82 قوله تعالى: (ولتجدن أقربهم مودة) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب وأبي بكر بن = (*)

 

[ 349 ]

* (وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) * من جهة لا تخطر ببالهم وقيل هذا تمثيل لافساد ما أبرموه من المكر بالرسل. (27) * (ثم يوم القيامة يخزيهم) * يذلهم * (ويقول) * الله لهم على لسان الملائكة توبيخا * (أين شركائي) * بزعمكم * (الذين كنتم تشاقلون) * تخالفون المؤمنين * (فيهم) * في شأنهم * (قال) * أي يقول * (الذين أوتوا العلم) * من الانبياء والمؤمنين * (إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين) * يقولونه شماتة بهم. (28) * (الذين تتوفاهم) * بالتاء والياء * (الملائكة ظالمي أنفسهم) * بالكفر * (فألقوا السلم) * انقادوا واستسلموا عند الموت قائلين * (ما كنا نعمل من سوء) * شرك فتقول الملائكة * (بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون) * فيجازيكم به. (29) ويقال لهم * (فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى) * مأوى * (المتكبرين) *. (30) * (وقيل للذين اتقوا) * الشرك * (ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا) * بالايمان * (في هذه الدنيا حسنة) * حياة طيبة * (ولدار الآخرة) * أي الجنة * (خير) * من الدنيا وما فيها قال تعالى فيها * (ولنعم دار المتقين) * هي. (31) * (جنات عدن) * إقامة مبتدأ خبره * (يدخلونها تجري من تحتها الانهار لهم فيها ما يشاءون كذلك) * الجزاء * (يجزي الله المتقين) *. (32) * (الذين) * نعت * (تتوفاهم الملائكة طيبين) * طاهرين من الكفر * (يقولون) * لهم عند الموت * (سلام عليكم) * ويقال لهم في الآخرة * (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) *. (33) * (هل) * ما * (ينظرون) * ينتظر الكفار * (إلا أن تأتيهم) * بالتاء والياء * (الملائكة) * لقبض أرواحهم * (أو يأتي أمر ربك) * العذاب أو القيامة المشتملة عليه * (كذلك) * كما فعل هؤلاء * (فعل الذين من قبلهم) *

______________________________

= عبد الرحمن وعروة بن الزبير قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري وكتب معه كتابا إلى النجاشي فقدم على النجاشي فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه وأرسل إلى الرهبان والقسيسين ثم أمر جعفر بن أبي طالب فقرأ عليهم سورة مريم فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع فهم الذين أنزل الله فيهم: (ولتجدن أقربهم مودة) إلى قوله (فاكتبنا مع = (*)

 

[ 350 ]

من الامم كذبوا رسلهم فأهلكوا * (وما ظلمهم الله) * بإهلاكهم بغير ذنب * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * بالكفر. (34) * (فأصابهم سيئات ما عملوا) * أي جزاؤها * (وحاق) * نزل * (بهم ما كانوا به يستهزءون) * أي العذاب. (35) * (وقال الذين أشركوا) * من أهل مكة * (لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ) * من البحائر والسوائب فإشراكنا وتحريمنا بمشيئته فهو راض به قال تعالى: * (كذلك فعل الذين من قبلهم) * أي كذبوا رسلهم فيما جاؤوا به * (فهل) * فما * (على الرسل إلا البلاغ المبين) * إلا البلاغ البين وليس عليهم الهداية. (36) * (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا) * كما بعثناك في هؤلاء * (أن) * أي بأن * (اعبدوا الله) * وحدوه * (واجتنبوا الطاغوت) * الاوثان أن تعبدوها * (فمنهم من هدى الله) * فآمن * (ومنهم من حقت) * وجبت * (عليه الضلالة) * في علم الله فلم يؤمن * (فسيروا) * يا كفار مكة * (في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) * رسلهم من الهلاك. (37) * (إن تحرص) * يا محمد * (على هداهم) * وقد أضلهم الله لا تقدر على ذلك * (فإن الله لا يهدى) * بالبناء للمفعول وللفاعل * (من يضل) * من يريد إضلاله * (وما لهم من ناصرين) * مانعين من عذاب الله. (38) * (وأقسموا بالله جهد إيمانهم) * أي غاية اجتهادهم فيها * (لا يبعث الله من يموت) * قال تعالى * (بلى) * يبعثهم * (وعدا عليه حقا) * مصدران مؤكدان منصوبان بفعلهما المقدر أي وعد ذلك وحقه حقا * (ولكن أكثر الناس) * أي أهل مكة * (لا يعلمون) * ذلك. (39) * (ليبين) * متعلق بيبعثهم المقدر * (لهم الذي يختلفون) * مع المؤمنين * (فيه) * من أمر الدين بتعذيبهم وإثابة المؤمنين * (وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين) * في إنكار البعث.

______________________________

= الشاهدين). وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: بعث النجاشي ثلاثين رجلا من خيار أصحابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم سورة يس فبكوا فنزلت فيهم الآية. وأخرج النسائي عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع). وروى الطبراني عن ابن عباس نحوه أبسط منه. (*)

 

[ 351 ]

(40) * (إنما قولنا لشئ إذا أردناه) * أي أردنا إيجاده وقولنا مبتدأ خبره * (أن نقول له كن فيكون) * أي فهو يكون وفي قراءة بالنصب عطفا على نقول، والآية لتقرير القدرة على البعث. (41) * (والذين هاجروا في الله) * لاقامة دينه * (من بعد ما ظلموا) * بالاذى من أهل مكة وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه * (لنبوئنهم) * ننزلهم * (في الدنيا) * دارا * (حسنة) * هي المدينة * (ولاجر الآخرة) * أي الجنة * (أكبر) * أعظم * (لو كانوا يعلمون) * أي الكفار أو المتخلفون عن الهجرة ما للمهاجرين من الكرامة لوافقوهم. (42) هم * (الذين صبروا) * على أذى المشركين والهجرة لاظهار الدين * (وعلى ربهم يتوكلون) * فيرزقهم من حيث لا يحتسبون. (43) * (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) * لا ملائكة * (فاسألوا أهل الذكر) * العلماء بالتوراة والانجيل * (إلا كنتم لا تعلمون) * ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم. (44) * (بالبينات) * متعلق بمحذوف أي أرسلناهم بالحجج الواضحة * (والزبر) * الكتب * (وأنزلنا اليك الذكر) * القرآن * (لتبين للناس ما نزل إليهم) * فيه من الحلال والحرام * (ولعلهم يتفكرون) * في ذلك فيعتبرون. (45) * (أفأمن الذين مكروا) * المكرات * (السيئات) * بالنبي صلى الله عليه وسلم في دار الندوة من تقييده أو قتله أو إخراجه كما ذكر في الانفال * (أن يخسف الله بهم الارض) * كقارون * (أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون) * أي من جهة لا تخطر ببالهم وقد أهلكوا ببدر ولم يكونوا يقدرون ذلك. (46) * (أو يأخذهم في تقلبهم) * في أسفارهم للتجارة * (فما هم بمعجزين) * بفائتي العذاب. (47) * (أو يأخذهم على تخوف) * تنقص شيئا فشيئا حتى يهلك الجميع حال من الفاعل أو المفعول * (فإن ربكم لرءوف رحيم) * حيث لم يعاجلهم بالعقوبة.

______________________________

أسباب نزول الآية 87 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا) الآية روى الترمذي وغيره عن ابن عباس: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي فحرمت علي اللحم فأنزل الله. (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم). الآية وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس إن رجالا من الصحابة = (*)

 

[ 352 ]

(48) * (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ) * له ظل كشجرة وجبل * (تتفيؤ) * تتميل * (ظلاله عن المين والشمائل) * جمع شمال أي عن جانبيهما أول النهار وآخره * (سجدا لله) * حال أي خاضعين له بما يراد منهم * (وهم) * أي الظلال * (داخرون) * صاغرون نزلوا منزلة العقلاء (49) * (ولله يسجد ما في السماوات ومال في الارض من دابة) * أي نسمة تدب عليها أي تخضع له بما يراد منها، وغلب في الاتيان بما لا يعقل لكثرته * (والملائكة) * خصهم بالذكر تفضيلا * (وهم لا يستكبرون) * يتكبرون عن عبادته. (50) * (يخافون) * أي الملائكة حال من ضمير يستكبرون * (ربهم من فوقهم) * حال من هم أي عاليا عليهم بالقهر * (ويفعلون ما يؤمرون) * به. (51) * (وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين) * تأكيد * (إنما هو إله واحد) * أتى به لاثبات الالهية والوحدانية * (فإياي فارهبون) * خافون دون غيري وفيه التفات عن الغيبة. (52) * (وله ما في السماوات والارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (وله الدين) * الطاعة * (واصبا) * دائما حال من الدين والعامل فيه معنى الظرف * (أفغير الله تتقون) * وهو الاله الحق ولا إله غيره والاستفهام للانكار والتوبيخ (53) * (وما بكم من نعمة فمن الله) * لا يأتي بها غيره وما شرطية أو موصولة * (ثم إذا مسكم) * أصابكم * (الضر) * الفقر والمرض * (فإليه تجأرون) * ترفعون أصواتكم بالاستغاثة والدعاء ولا تدعون غيره. (54) * (ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) *. (55) * (ليكفروا بما آتيناهم) * من النعمة * (فتمتعوا) * باجتماعكم على عبادة الاصنام أمر تهديد * (فسوف تعلمون) * عاقبة ذلك.

______________________________

= منهم: عثمان بن مظعون حرموا النساء واللحم على أنفسهم وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم لكي تنقطع الشهوة عنهم ويتفرغوا للعبادة فنزلت وأخرج نحو ذلك من مرسل عكرمة وأبي قلابة ومجاهد وأبي مالك والنخعي والسدي وغيرهم وفي رواية السدي أنهم كانوا عشرة منهم: ابن مظعون وعلي بن أبي طالب وفي رواية عكرمة منهم: ابن مظعون وعلي وابن مسعود والمقداد بن الاسود وسالم = (*)

 

[ 353 ]

(56) * (ويجعلون) * أي المشركون * (لما لا يعلمون) * أنها تضر ولا تنفع وهي الاصنام * (نصيبا مما رزقناهم) * من الحرث والانعام بقولهم هذا لله وهذا لشركائنا * (تالله لتسألن) * سؤال توبيخ وفيه التفات عن الغيبة * (عما كنتم تفترون) * على الله من أنه أمركم بذلك. (57) * (ويجعلون لله البنات) * بقولهم الملائكة بنات الله * (سبحانه) * تنزيها له عما زعموا * (ولهم ما يشتهون‍) * - ه أي البنون والجملة في محل رفع أو نصب بيجعل المعنى يجعلون له البنات التي يكرهونها وهو منزه عن الولد ويجعلون لهم الابناء الذين يختارونهم فيختصون بالاسنى كقوله " فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون ". (58) * (وإذا بشر أحدهم بالانثى) * تولد له * (ظل) * صار * (وجهه مسودا) * متغيرا تغير مغتم * (وهو كظيم) * ممتلئ غما فكيف تنسب البنات إليه تعالى. (59) * (يتوارى) * يختفي * (من القوم) * أي قومه * (من سوء ما بشر به) * خوفا من التعيير مترددا فيما يفعل به * (أيمسكه) * يتركه بلا قتل * (على هون) * هوان وذل * (أم يدسه في التراب) * بأن يئده * (الا ساء) * بئس * (ما يحكمون) * حكمهم هذا حيث نسبوا لخالقهم البنات اللاتي هن عندهم بهذا المحل (60) * (للذين لا يؤمنون بالآخرة) * أي الكفار * (مثل السوء) * أي الصفة السوأى بمعنى القبيحة وهي وأدهم البنات مع احتياجهم إليهن للنكاح * (ولله المثل الاعلى) * الصفة العليا وهو أنه لا إله إلا هو * (وهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في خلقه. (61) * (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم) * بالمعاصي * (ما ترك عليها) * أي الارض * (من دابة) * نسمة تدب عليها * (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون) * عنه * (ساعة ولا يستقدمون) * عليه.

______________________________

= مولى أبي حذيفة وفي رواية مجاهد: منهم ابن مظعون وعبد الله بن عمر. وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في رهط من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود وعثمان بن مظعون والمقداد بن الاسود وسالم مولى أبي حذيفة توافقوا أن يجبوا أنفسهم ويعتزلوا النساء ولا يأكلوا لحما ولا دسما ويالبسوا المسوح ولا =

 

[ 354 ]

(62) * (ويجعلون لله ما يكرهون) * لانفسهم من البنات والشريك في الرياسة وإهانة الرسل * (وتصف) * تقول * (ألسنتهم) * مع ذلك * (الكذب) * وهو * (أن لهم الحسنى) * عند الله أي الجنة لقوله: " ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى " قال تعالى * (لا جرم) * حقا * (أن لهم النار وأنهم مفرطون) * متروكون فيها أو مقدمون إليها وفي قراءة بكسر الراء أي متجاوزون الحد. (63) * (تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك) * رسلا * (فزين لهم الشيطان أعمالهم) * السيئة فرأوها حسنة فكذبوا الرسل * (فهو وليهم) * متولي أمورهم * (اليوم) * أي في الدنيا * (ولهم عذاب أليم) * مؤلم في الآخرة وقيل المراد باليوم يوم القيامة على حكاية الحال الآتية أي لا ولي لهم غيره وهو عاجز عن نصر نفسه فكيف ينصرهم !. (64) * (وما أنزلنا عليك) * يا محمد. * (الكتاب) * القرآن * (إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه) * من أمر الدين * (وهدى) * عطف على لتبين * (ورحمة لقوم يؤمنون) * به. (65) * (والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الارض) * بالنبات * (بعد موتها) * يبسها * (إن في ذلك) * المذكور * (لآية) * دالة على البعث * (لقوم يسمعون) * سماع تدبر. (66) * (وإن لكم في الانعام لعبرة) * اعتبار * (نسقيكم) * بيان للعبرة * (مما في بطونه) * أي الانعام * (من) * للابتداء متعلقة بنسقيكم * (بين فرث) * ثفل الكرش * (ودم لبنا خالصا) * لا يشوبه شئ من الفرث والدم من طعم أو ريح أو لون أو بينهما * (سائغا للشاربين) * سهل المرور في حلقهم لا يغص به. (67) * (ومن ثمرات النخيل والاعناب) * ثمر * (تتخذون منه سكرا) * خمرا يسكر سميت بالمصدر وهذا قبل تحريمها * (ورزقا حسنا) * كالتمر والزبيب والخل والدبس * (إن في ذلك) * المذكور * (لآية) * دالة على قدرته تعالى * (لقوم يعقلون) * يتدبرون.

______________________________

= يأكلوا من الطعام إلا قوتا وأن يسيحوا في الارض كهيئة الرهبان فنزلت وروى ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن رواحة أضافه ضيف من أهله وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فوجدهم لم يطعموا ضيفه انتظارا له فقال لامرأته: حبست ضيفي من أجلي هو حرام علي فقالت امرأته هو علي حرام فقال الضيف هو علي حرام فلما رأى ذلك وضع يده وقال كلوا بسم الله ثم ذهب إلى = (*)

 

[ 355 ]

(68) * (وأوحى ربك إلى النحل) * وحي إلهام * (أن) * مفسرة أو مصدرية * (اتخذي من الجبال بيوتا) * تأوين إليها * (ومن الشجر) * بيوتا * (ومما يعرشون) * أي الناس يبنون لك من الاماكن وإلا لم تأو إليها. (69) * (ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي) * ادخلي * (سبل ربك) * طرقه في طلب المرعى * (ذللا) * جمع ذلول حال من السبل أي مسخرة لك فلا تعسر عليك وإن توعرت ولا تضلي على العود منها وإن بعدت، وقيل من الضمير في اسلكي أي منقادة لما يراد منك * (يخرج من بطونها شراب) * هو العسل * (مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) * من الاوجاع قيل لبعضها كما دل عليه تنكير شفاء أو لكلها بضميمته إلى غيره وبدونها بنيته وقد أمر به صلى الله عليه وسلم من استطلق عليه بطنه رواه الشيخان * (إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) * في صنعه تعالى. (70) * (والله خلقكم) * ولم تكونوا شيئا * (ثم يتوفاكم) * عند انقضاء آجالكم * (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر) * أي أخسه من الهرم والخرف * (لكي لا يعلم بعد علم شيئا) * قال عكرمة: من قرأ القرآن لم يصر بهذه الحالة * (إن الله عليم) * بتدبير خلقه * (قدير) * على ما يريده. (71) * (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق) * فمنكم غني وفقير ومالك ومملوك * (فما الذين فضلوا) * أي الموالي * (برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم) * أي بجاعلي ما رزقناهم من الاموال وغيرها شركة بينهم وبين مماليكهم * (فهم) * أي المماليك والموالي * (فيه سواء) * شركاء، المعنى ليس لهم شركاء من مماليكهم في أموالهم فكيف يجعلون بعض مماليك الله شركاء له * (أفبنعمة الله يجحدون) * يكفرون حيث يجعلون له شركاء.

______________________________

= النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الذي كان منهم ثم أنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم). أسباب نزول الآية 90 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر) الآية روى أحمد عن أبي هريرة قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فأنزل الله (يسألونك عن الخمر والميسر) الآية فقال =

 

[ 356 ]

(72) * (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا) * فخلق حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء * (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) * أولاد الاولاد * (ورزقكم من الطيبات) * من أنواع الثمار والحبوب والحيوان * (أفبالباطل) * الصنم * (يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون) * بإشراكهم. (73) * (ويعبدون من دون الله) * أي غيره * (ما لا يملك لهم رزقا من السماوات) * بالمطر * (والارض) * بالنبات * (شيئا) * بدل من رزقا * (ولا يستطيعون) * يقدرون على شئ وهو الاصنام. (74) * (فلا تضربوا لله الامثال) * لا تجعلوا لله أشباها تشركونهم به * (إن الله يعلم) * أن لا مثل له * (وأنتم لا تعلمون) * ذلك. (75) * (ضرب الله مثلا) * ويبدل منه * (عبدا مملوكا) * صفة تميزه من الحر فإنه عبد الله * (لا يقدر على شئ) * لعدم ملكه * (ومن) * نكرة موصوفة أي حرا * (رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا) * أي يتصرف فيه كيف يشاء والاول مثل الاصنام والثاني مثله تعالى * (هل يستوون) * أي العبيد العجزة والحر المتصرف ؟ لا * (الحمد لله) * وحده * (بل أكثرهم) * أي أهل مكة * (لا يعلمون) * ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون. (76) * (وضرب الله مثلا) * ويبدل منه * (رجلين أحدهما أبكم) * ولد أخرس * (لا يقدر على شئ) * لانه لا يفهم ولا يفهم * (وهو كل) * ثقيل * (على مولاه) * ولي أمره * (أينما يوجهه) * يصرفه * (لا يأت) * منه * (بخير) * لا ينجح وهذا مثل الكافر * (هل يستوي هو) * أي الابكم المذكور * (ومن يأمر بالعدل) * أي ومن هو ناطق نافع للناس حيث يأمر به ويحث عليه * (وهو على صراط) * طريق * (مستقيم) * وهو الثاني المؤمن ؟ لا، وقيل هذا مثل الله، والابكم للاصنام والذي قبله مثل الكافر والمؤمن. (77) * (ولله غيب السماوات والارض) * أي

______________________________

= الناس ما حرم علينا إنما قال إثم كبير وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الايام صلى رجل من المهاجرين أم أصحابه في المغرب فخلط في قراءته فأنزل الله آية أشد منها (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) ثم نزلت آية أشد من ذلك (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) إلى قوله تعالى (فهل أنتم منتهون) قالوا: انتهينا ربنا فقال الناس: يا رسول =

 

[ 357 ]

علم ما غاب فيهما * (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب) * لانه بلفظ كن فيكون * (إن الله على كل شئ قدير) *. (78) * (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) * الجملة حال * (وجعل لكم السمع) * بمعنى الاسماع * (والابصار والافئدة) * القلوب * (لعلكم تشكرون‍) * - ه على ذلك فتؤمنون. (79) * (ألم يروا إلى الطير مسخرات) * مذللات للطيران * (في جو السماء) * أي الهواء بين السماء والارض * (ما يمسكهن) * عند قبض أجنحتهن أو بسطها أن يقعن * (إلا الله) * بقدرته * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) * هي خلقها بحيث يمكنها الطيران وخلق الجو بحيث يمكن الطيران فيه وإمساكها. (80) * (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا) * موضعا تسكنون فيه * (وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا) * كالخيام والقباب * (تستخفونها) * للحمل * (يوم ظعنكم) * سفركم * (ويوم إقامتكم ومن أصوافها) * أي الغنم * (وأوبارها) * أي الابل * (وأشعارها) * أي المعز * (أثاثا) * متاعا لبيوتكم كبسط وأكسية * (ومتاعا) * تتمتعون به * (إلى حين) * يبلى فيه (81) * (والله جعل لكم مما خلق) * من البيوت والشجر والغمام * (ظلالا) * جمع ظل، تقيكم حر الشمس * (وجعل لكم من الجبال أكنانا) * جمع كن، وهو ما يستكن فيه كالغار والسرب * (وجعل لكم سرابيل) * قمصا * (تقيكم الحر) * أي والبرد * (وسرابيل تقيكم بأسكم) * حربكم، أي الطعن والضرب فيها كالدروع والجواشن * (كذلك) * كما خلق هذه الاشياء * (يتم نعمته) * في الدنيا * (عليكم) * بخلق ما تحتاجون إليه * (لعلكم) * يا أهل مكة * (تسلمون) * توحدونه (82) * (فإن تولوا) * أعرضوا عن الاسلام * (فإنما عليك) * يا محمد * (البلاغ المبين) * الابلاغ البين وهذا قبل الامر بالقتال (83) * (يعرفون نعمة الله) * أي يقرون بأنها من عنده * (ثم ينكرونها) * بإشراكهم * (وأكثرهم الكافرون) *

______________________________

= الله ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على سرفهم وكانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فأنزل الله (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) إلى آخر الآية. وروى النسائي والبيهقي عن ابن عباس قال: إنما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الانصار شربوا فلما أن ثمل القوم عبث بعضهم ببعض فلما صحوا جعل الرجل يرى الاثر في وجهه =

 

[ 358 ]

(84) * (و) * اذكر * (يوم نبعث من كل أمة شهيدا) * هو نبيها يشهد لها وعليها وهو يوم القيامة * (ثم لا يؤذن للذين كفروا) * في الاعتذار * (ولا هم يستعتبون) * لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله (85) * (وإذا رأى الذين ظلموا) * كفروا * (العذاب) * النار * (فلا يخفف عنهم) * العذاب * (ولا هم ينظرون) * يمهلون عنه إذا رأوه (86) * (وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم) * من الشياطين وغيرها * (قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا) * نعبدهم * (من دونك فألقوا إليهم القول) * أي قالوا لهم * (إنكم لكاذبون) * في قولكم إنكم عبدتمونا كما في آية أخرى " ما كانوا إيانا يعبدون "، سيكفرون بعبادتهم (87) * (وألقوا إلى الله يومئذ السلم) * أي استسلموا لحكمه * (وضل) * غاب * (عنهم ما كانوا يفترون) * من أن آلهتهم تشفع لهم (88) * (الذين كفروا وصدوا) * الناس * (عن سبيل الله) * دينه * (زدناهم عذابا فوق العذاب) * الذي استحقوه بكفرهم قال ابن مسعود: عقارب أنيابها كالنخل الطوال * (بما كانوا يفسدون) * بصدهم الناس عن الايمان (89) * (و) * اذكر * (يوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم) * وهو نبيهم * (وجئنا بك) * يا محمد * (شهيدا على هؤلاء) * أي قومك * (ونزلنا عليك الكتاب) * القرآن * (تبيانا) * بيانا * (لكل شئ) * يحتاج إليه الناس من أمر الشريعة * (وهدى) * من الضلالة * (ورحمة وبشرى) * بالجنة * (للمسلمين) * الموحدين (90) * (إن الله يأمر بالعدل) * التوحيد أو الانصاف * (والاحسان) * أداء الفرائض أو أن تعبد الله كأنك تراه كما في الحديث * (وإيتاء) * إعطاء * (ذي القربى) * القرابة خصه بالذكر اهتماما به * (وينهى عن الفحشاء) * الزنا * (والمنكر) * شرعا من الكفر والمعاصي

______________________________

= ورأسه ولحيته فيقول: صنع بي هذا أخي فلان وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن فيقول: والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما صنع بي هذا حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) الآية. فقال ناس من المتكلفين: هي رجس وهي في بطن فلان: وقد قتل يوم أحد فأنزل الله (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الآية.

 

[ 359 ]

* (والبغي) * الظلم للناس خصه بالذكر اهتماما كما بدأ بالفحشاء كذلك * (يعظكم) * بالامر والنهي * (لعلكم تذكرون) * تتعظون وفيه إدغام التاء في الاصل في الذال، وفي المستدرك عن ابن مسعود وهذه أجمع آية في القرآن للخير والشر (91) * (وأوفوا بعهد الله) * من البيع والايمان وغيرها * (إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها) * توثيقها * (وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) * بالوفاء حيث حلفتم به والجملة حال * (إن الله يعلم ما تفعلون) * تهديد لهم (92) * (ولا تكونوا كالتي نقضت) * أفسدت * (غزلها) * ما غزلته * (من بعد قوة) * إحكام له وبرم * (إنكاثا) * حال جمع نكث وهو ما ينكث أي يحل إحكامه وهي امرأة حمقاء من مكة كانت تغزل طول يومها ثم تنقضه * (تتخذون) * حال من ضمير تكونوا: أي لا تكونوا مثلها في اتخاذكم * (أيمانكم دخلا) * هو ما يدخل في الشئ وليس منه أي فسادا أو خديعة * (بينكم) * بأن تنقضوها * (أن) * أي لان * (تكون أمة) * جماعة * (هي أربى) * أكثر * (من أمة) * وكانوا يحالفون الحلفاء فإذا وجد أكثر منهم وأعز نقضوا حلف أولئك وحالفوهم * (إنما يبلوكم) * يختبركم * (الله به) * أي بما أمر به من الوفاء بالعهد لينظر المطيع منكم والعاصي أو يكون أمة أربى لينظر أتفون أم لا * (وليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون) * في الدنيا من أمر العهد وغيره بأن يعذب الناكث ويثيب الوافي (93) * (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) * أهل دين واحد * (ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن) * يوم القيامة سؤال تبكيت * (عما كنتم تعملون) * لتجازوا عليه (94) * (ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم) * كرره تأكيدا * (فتزل قدم) * أي أقدامكم عن محجة الاسلام * (بعد ثبوتها) * استقامتها عليها * (وتذوقوا السوء) * أي العذاب

______________________________

أسباب نزول الآية 100 قوله تعالى: (قل لا يستوي) الآية. أخرج الواحدي والاصبهاني في الترغيب عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر تحريم الخمر فقام أعرابي فقال: إني كنت رجلا كانت هذه تجارتي فاعتقبت منها مالا فهل ينفع ذلك المال إن عملت بطاعة الله تعالى ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبل إلا الطيب فأنزل الله تعالى تصديقا لرسوله صلى الله عليه وسلم (قل لا يستوي الخبيث والطيب) الآية.

 

[ 360 ]

* (بما صددتم عن سبيل الله) * أي بصدكم عن الوفاء بالعهد أو بصدكم غيركم عنه لانه يستن بكم * (ولكم عذاب عظيم) * في الآخرة (95) * (ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا) * من الدنيا بأن تنقضوه لاجله * (إنما عند الله) * من الثواب * (هو خير لكم) * مما في الدنيا * (إن كنتم تعلمون) * ذلك فلا تنقضوا (96) * (ما عندكم) * من الدنيا * (ينفذ) * يفنى * (وما عند الله باق) * دائم * (وليجزين) * بالياء والنون * (الذين صبروا) * من الوفاء بالعهود * (أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) * أحسن بمعنى حسن (97) * (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) * قيل هي حياة الجنة وقيل في الدنيا بالقناعة أو الرزق الحلال * (ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) * (98) * (فإذا قرأت القرآن) * أي أردت قراءته * (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) * أي قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (99) * (إنه ليس له سلطان) * تسلط * (على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) * (100) * (إنما سلطانه على الذين يتولونه) * بطاعته * (والذين هم به) * أي الله * (مشركون) * (101) * (وإذا بدلنا آية مكان آية) * بنسخها وإنزال غيرها لمصلحة العباد * (والله أعلم بما ينزل قالوا) * أي الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم * (إنما أنت مفتر) * كذاب تقوله من عندك * (بل أكثرهم لا يعلمون) * حقيقة القرآن وفائدة النسخ (102) * (قل) * لهم * (نزله روح القدس) * جبريل * (من ربك بالحق) * متعلق بنزل * (ليثبت الذين آمنوا) * بإيمانهم به * (وهدى وبشرى للمسلمين) * (103) * (ولقد) * للتحقيق * (نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه) * القرآن * (بشر) * وهو قين نصراني كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليه قال تعالى * (لسان) * لغة * (الذي يلحدون) * يميلون * (إليه) * أنه يعلمه

______________________________

أسباب نزول الآية 101 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا) الآية. روى البخاري عن أنس بن مالك قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة فقال رجل: من أبي ؟ قال: فلان فنزلت هذه الآية (لا تسألوا عن اشياء) الآية. وروى أيضا عن ابن عباس قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل من أبي ؟ ويقول الرجل تضل ناقته أين ناقتي ؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية (يا =

 

[ 361 ]

* (أعجمي وهذا) * القرآن * (لسان عربي مبين) * ذو بيان وفصاحة فكيف يعلمه أعجمي (104) * (إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم) * مؤلم (105) * (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله) * القرآن بقولهم هذا من قول البشر * (وأولئك هم الكاذبون) * والتأكيد بالتكرار، وإن وغيرهما رد لقولهم " إنما أنت مفتر " (106) * (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره) * على التلفظ بالكفر فتلفظ به * (وقلبه مطمئن بالايمان) * ومن مبتدأ أو شرطية والخبر أو الجواب لهم وعيد شديد دل على هذا * (ولكن من شرح بالكفر صدرا) * له أي فتحه ووسعه بمعنى طابت به نفسه * (فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم) * (107) * (ذلك) * الوعيد لهم * (بأنهم استحبوا الحياة الدنيا) * اختاروها * (على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين) * (108) * (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون) * عما يراد بهم (109) * (لا جرم) * حقا * (أنهم في الآخرة هم الخاسرون) * لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم (110) * (ثم إن ربك للذين هاجروا) * إلى المدينة * (من بعد ما فتنوا) * عذبوا وتلفظوا بالكفر وفي قراءة بالبناء للفاعل أي كفروا أو فتنوا الناس عن الايمان * (ثم جاهدوا وصبروا) * على الطاعة * (إن ربك من بعدها) * أي الفتنة * (لغفور) * لهم * (رحيم) * بهم وخبر إن الاولى دل عليه خبر الثانية (111) اذكر * (يوم تأتي كل نفس تجادل) * تحاج * (عن نفسها) * لا يهمها غيرها وهو يوم القيامة * (وتوفى كل نفس) * جزاء * (ما عملت وهم لا يظلمون) * شيئا

______________________________

= أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء) حتى فرغ من الآية كلها. وأخرج ابن جرير مثله من حديث أبي هريرة وروى أحمد والترمذي والحاكم عن علي قال: لما نزلت (ولله على الناس حج البيت) قالوا يا رسول الله في كل عام ؟ فسكت قالوا يا رسول الله في كل عام ؟ قال لا ولو قلت نعم لو جبت فأنزل الله (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم). وأخرج ابن جرير مثله من حديث أبي هريرة وأبي = (*)

 

[ 362 ]

(112) * (وضرب الله مثلا) * ويبدل منه * (قرية) * هي مكة والمراد أهلها * (كانت آمنة) * من الغارات لا تهاج * (مطمئنة) * لا يحتاج إلى الانتقال عنها لضيق أو خوف * (يأتيها رزقها رغدا) * واسعا * (من كل مكان فكفرت بأنعم الله) * بتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم * (فأذاقها الله لباس الجوع) * فقحطوا سبع سنين * (والخوف) * بسرايا النبي صلى الله عليه وسلم * (بما كانوا يصنعون) * (113) * (ولقد جاءهم رسول منهم) * محمد صلى الله عليه وسلم * (فكذبوه فأخذهم العذاب) * الجوع والخوف * (وهم ظالمون) * (114) * (فكلوا) * أيها المؤمنون * (مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون) * (115) * (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم) * (116) * (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم) * أي لوصف ألسنتكم * (الكذب هذا حلال وهذا حرام) * لما لم يحله الله ولم يحرمه * (لتفتروا على الله الكذب) * بنسبة ذلك إليه * (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) * (117) لهم * (متاع قليل) * في الدنيا * (ولهم) * في الآخرة * (عذاب أليم) * مؤلم (118) * (وعلى الذين هادوا) * أي اليهود * (حرمنا ما قصصنا عليك من قبل) * في آية " وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر " إلى آخرها * (وما ظلمناهم) * بتحريم ذلك * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * بارتكاب المعاصي الموجبة لذلك (119) * (ثم إن ربك للذين عملوا السوء) * الشرك * (بجهالة ثم تابوا) * رجعوا * (من بعد ذلك وأصلحوا) * عملهم * (إن ربك من بعدها) * أي الجهالة أو التوبة * (لغفور) * لهم * (رحيم) * بهم (120) * (إن إبراهيم كان أمة) * إماما قدوة جامعا لخصال الخير * (قانتا) * مطيعا * (لله حنيفا) * مائلا إلى الدين القيم * (ولم يك من المشركين) *.

______________________________

= أمامة وابن عباس قال الحافظ ابن حجر: لا مانع أن تكون نزلت في الامرين وحديث ابن عباس في ذلك أصح إسنادا أسباب نزول الآية 106 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) الآية روى الترمذي وضعفه وغيره عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) قال: برئ الناس منها غيري وغير عدي بن = (*)

 

[ 363 ]

(121) * (شاكرا لانعمه اجتباه) * اصطفاه * (وهداه إلى صراط مستقيم) *. (122) * (وآتيناه) * فيه التفات عن الغيبة * (في الدنيا حسنة) * هي الثناء الحسن في كل أهل الاديان * (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) * الذين لهم الدرجات العلى. (123) * (ثم أوحينا اليك) * يا محمد * (أن اتبع ملة) * دين * (إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) * كرر ردا على زعم اليهود والنصارى أنهم على دينه. (124) * (إنما جعل السبت) * فرض تعظيمه * (على الذين اختلفوا فيه) * على نبيهم، وهم اليهود أمروا أن يتفرغوا للعبادة يوم الجمعة فقالوا: لا نريده واختاروا السبت فشدد عليهم فيه * (وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) * من أمره بأن يثيب الطائع ويعذب العاصي بانتهاك حرمته. (125) * (ادع) * الناس يا محمد * (إلى سبيل ربك) * دينه * (بالحكمة) * بالقرآن * (والموعظة الحسنة) * مواعظه أو القول الرقيق * (وجادلهم بالتي) * أي بالمجادلة التي * (هي أحسن) * كالدعاء إلى الله بآياته والدعاء إلى حججه * (إن ربك هو أعلم) * أي عالم * (بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) * فيجازيهم وهذا قبل الامر بالقتال ونزل لما قتل حمزة ومثل به فقال صلى الله عليه وسلم وقد رآه: لامثلن بسبعين منهم مكانك: (126) * (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم) * عن الانتقام * (لهو) * أي الصبر * (خير للصابرين) * فكف صلى الله عليه وسلم وكفر عن يمينه رواه البزاز. (127) * (واصبر وما صبرك إلا بالله) * بتوفيقه * (ولا تحزن عليهم) * أي الكفار إن لم يؤمنوا لحرصك على إيمانهم * (ولا تك في ضيق مما يمكرون) * أي لا تهتم بمكرهم فأنا ناصرك عليهم. (128) * (إن الله مع الذين اتقوا) * الكفر والمعاصي * (والذين هم محسنون) * بالطاعة والصبر، بالعون والنصر.

______________________________

= بداء وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة فمرض فأوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله. قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم ثم اقتسمناه إنا وعدي بن بداء فلما قدمنا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقدوا الجام فسألونا عنه فقلنا: ما ترك غير هذا وما دفع إلينا = (*)

 

[ 364 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336774

  • التاريخ : 29/03/2024 - 00:33

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net