00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المؤمنون 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

* (سورة المؤمنون) *

 [ مكية وآياتها 118 أو 119 نزلت بعد الانبياء ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (قد) * للتحقيق * (أفلح) * فاز * (المؤمنون) * (2) * (الذين هم في صلاتهم خاشعون) * متواضعون. (3) * (والذين هم عن اللغو) * من الكلام وغيره * (معرضون) *. (4) * (والذين هم للزكاة فاعلون) * مؤدون

______________________________

أسباب نزول الآية 41 قوله تعالى (انفروا خفافا وثقالا) الآية أخرج ابن جرير عن حضرمي أنه ذكر له أن أناسا كانوا عسى أن يكون أحدهم عليلا أو كبيرا فيقول إني آثم فأنزل الله (انفروا خفافا وثقالا). أسباب نزول الآية 43 قوله تعالى (عفا الله عنك) الآية أخرج ابن جرير عن عمرو بن ميمون الازدي قال إثنتان فعلهما = (*)

 

[ 446 ]

(5) * (والذين هم لفروجهم حافظون) * عن الحرام. (6) * (إلا على أزواجهم) * أي من زوجاتهم * (أو ما ملكت أيمانهم) * أي السراري * (فإنهم غير ملومين) * في إتيانهن (7) * (فمن ابتغى وراء ذلك) * من الزوجات والسراري كالاستمناء باليد في إتيانهن * (فأولئك هم العادون) * المتجاوزون إلى ما لا يحل لهم (8) * (والذين هم لاماناتهم) * جمعا ومفردا * (وعهدهم) * فيما بينهم أو فيما بينهم وبين الله من صلاة وغيرها * (راعون) * حافظون. (9) * (والذين هم على صلواتهم) * جمعا ومفردا * (يحافظون) * يقيمونها في أوقاتها. (10) * (أولئك هم الوارثون) * لا غيرهم. (11) * (الذين يرثون الفردوس) * هو جنة أعلى الجنان * (هم فيها خالدون) * في ذلك إشارة إلى المعاد ويناسبه ذكر المبدأ بعده (12) * (و) * الله * (لقد خلقنا الانسان) * آدم * (من سلالة) * هي من سللت الشئ من الشئ أي استخرجته منه وهو خلاصته * (من طين) * متعلق بسلالة. (13) * (ثم جعلناه) * أي الانسان نسل آدم * (نطفة) * منيا * (في قرار مكين) * هو الرحم. (14) * (ثم خلقنا النطفة علقة) * دما جامدا * (فخلقنا العلقة مضغة) * لحمة قدر ما يمضغ * (فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما) * وفي قراءة عظما في الموضعين، وخلقنا في المواضع الثلاث بمعنى صيرنا * (ثم أنشأناه خلقا آخر) * بنفخ الروح فيه * (فتبارك الله أحسن الخالقين) * أي المقدرين ومميز أحسن محذوف للعلم به: أي خلقا. (15) * (ثم إنكم بعد ذلك لميتون) *. (16) * (ثم إنكم يوم القيامة تبعثون) * للحساب والجزاء. (17) * (ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق) * أي سماوات: جمع طريقة لانها طرق الملائكة * (وما كنا عن الخلق) * التي تحتها * (غافلين) *

______________________________

= رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤمر فيهما بشئ إذنه للمنافقين وأخذه الفداء من الاسارى فأنزل الله (عفا الله عنك لم أذنت لهم). أسباب نزول الآية 49 قوله تعالى (ومنهم من يقول ائذن لي) الآية. أخرج الطبراني وأبو نعيم وابن مردويه عن ابن عباس قال لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج إلى غزوة تبوك قال للجد بن قيس: يا جد بن قيس ما تقول في مجاهدة بني الاصفر فقال: = (*)

 

[ 447 ]

أن تسقط عليهم فتهلكهم بل نمسكها كآية (ويمسك السماء أن تقع على الارض). (18) * (وأنزلنا من السماء ماء بقدر) * من كفايتهم * (فأسكناه في الارض وإنا على ذهاب به لقادرون) * فيموتون مع دوابهم عطشا (19) * (فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب) * هما أكثر فواكه العرب * (لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون) * صيفا وشتاء. (20) * (و) * أنشأنا * (شجرة تخرج من طور سيناء) * جبل بكسر السين وفتحها ومنع الصرف للعلمية والتأنيث للبقعة * (تنبت) * من الرباعي والثلاثي * (بالدهن) * الباء زائدة على الاول ومعدية على الثاني وهى شجرة الزيتون * (وصبغ للآكلين) * عطف على الدهن أي إدام يصبغ اللقمة بغمسها فيه وهو الزيت. (21) * (وإن لكم في الانعام) * الابل والبقر والغنم * (لعبرة) * عظة تعتبرون بها * (نسقيكم) * بفتح النون وضمها * (مما في بطونها) * اللبن * (ولكم فيها منافع كثيرة) * من الاصواف والاوبار والاشعار وغير ذلك * (ومنها تأكلون) *. (22) * (وعليها) * الابل * (وعلى الفلك) * السفن * (تحملون) *. (23) * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله) * أطيعوا الله ووحدوه * (مالكم من إله غيره) * وهو اسم ما، وما قبله الخبر ومن زائدة * (أفلا تتقون) * تخافون عقوبته بعبادتكم غيره. (24) * (فقال الملا الذين كفروا من قومه) * لاتباعهم * (ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل) * يتشرف * (عليكم) * بأن يكون متبوعا وأنتم أتباعه * (ولو شاء الله) * أن لا يعبد غيره * (لانزل ملائكة) * بذلك لا بشرا * (ما سمعنا بهذا) * الذي دعا إليه نوح من التوحيد * (في آبائنا الاولين) * الامم الماضية.

______________________________

= يا رسول الله إني امرؤ صاحب نساء ومتى أرى نساء بني الاصفر أفتتن فأذن لي ولا تفتني، فأنزل الله (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) الآية، وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من حديث جابر بن عبد الله مثله وأخرج الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اغزوا تغنموا بنات بني الاصفر فقال ناس من المنافقين إنه ليفتنكم بالنساء فأنزل الله (ومنهم من يقول ائذن لي = (*)

 

[ 448 ]

(25) * (إن هو) * ما نوح * (إلا رجل به جنة) * حالة جنون * (فتربصوا به) * انتظروه * (حتى حين) * إلى زمن موته. (26) * (قال) * نوح * (رب انصرني) * عليهم * (بما كذبون) * بسبب تكذيبهم إياي بأن تهلكهم قال تعالى مجيبا دعاءه (27) * (فأوحينا إليه أن اصنع الفلك) * السفينة * (بأعيننا) * بمرأى منا وحفظنا * (ووحينا) * أمرنا * (فإذا جاء أمرنا) * بإهلاكهم * (وفار التنور) * للخباز بالماء وكان ذلك علامة لنوح * (فاسلك فيها) * أي أدخل في السفينة * (من كل زوجين) * ذكر وأنثى، أي من كل أنواعهما * (اثنين) * ذكرا وأنثى وهو مفعول ومن متعلقة باسلك، وفي القصة أن الله تعالى حشر لنوح السباع والطير وغيرهما، فجعل يضرب بيديه في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الانثى فيحملهما في السفينة، وفي قراءة كل بالتنوين فزوجين مفعول واثنين تأكيد له * (وأهلك) * زوجته وأولاده * (إلا من سبق عليه القول منهم) * بالاهلاك وهو زوجته وولده كنعان بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم ثلاثة، وفي سورة هود (ومن آمن وما آمن معه إلا قليل) قيل كانوا ستة رجال ونساؤهم وقيل جميع من كان في السفينة ثمانية وسبعون نصفهم رجال ونصفهم نساء * (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) * كفروا بترك إهلاكهم * (إنهم مغرقون) *. (28) * (فإذا استويت) * اعتدلت * (أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين) * الكافرين وإهلاكهم. (29) * (وقل) * عند نزولك من الفلك * (رب أنزلني منزلا) * بضم الميم وفتح الزاي مصدرا واسم مكان وبفتح الميم وكسر الزاي مكان النزول * (مباركا) * ذلك الانزال أو المكان * (وأنت خير المنزلين) * ما ذكر.

______________________________

= ولا تفتني). أسباب نزول الآية 50 قوله تعالى (إن تصبك حسنة) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال جعل المنافقون الذين تخلفوا بالمدينة يخبرون عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبار السوء يقولون إن محمدا وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا فبلغهم تكذيب = (*)

 

[ 449 ]

(30) * (إن في ذلك) * المذكور من أمر نوح والسفينة وإهلاك الكفار * (لآيات) * دلالات على قدرة الله تعالى * (وإن) * مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن * (كنا لمبتلين) * مختبرين قوم نوح بإرساله إليهم ووعظه. (31) * (ثم أنشأنا من بعدهم قرنا) * قوما * (آخرين) * هم عاد (32) * (فأرسلنا فيهم رسولا منهم) * هودا * (أن) * بأن * (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون) * عقابه فتؤمنون. (33) * (وقال الملا من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة) * بالمصير إليها * (وأترفناهم) * نعمناهم * (في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون) *. (34) * (و) * الله * (لئن أطعتم بشرا مثلكم) * فيه قسم وشرط والجواب لاولهما وهو مغن عن جواب الثاني * (إنكم إذا) * أي إذا أطعتموه * (لخاسرون) * أي مغبونون. (35) * (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون) * هو خبر أنكم الاولى وأنكم الثانية تأكيد لها لما طال الفصل. (36) * (هيهات هيهات) * اسم فعل ماض بمعنى مصدر: أي بعد بعد * (لما توعدون) * من الاخراج من القبور واللام زائدة للبيان. (37) * (إن هي) * أي ما الحياة * (إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا) * بحياة أبنائنا * (وما نحن بمبعوثين) *. (38) * (إن هو) * ما الرسول * (إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين) * مصدقين بالبعث بعد الموت. (39) * (قال رب انصرني بما كذبون) *. (40) * (قال عما قليل) * من الزمان وما زائدة * (ليصبحن) * ليصيرن * (نادمين) * على كفرهم وتكذيبهم

______________________________

= حديثهم وعافية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فساءهم ذلك فأنزل الله (إن تصبك حسنة تسؤهم) الآية. أسباب نزول الآية 53 قوله تعالى (قل أنفقوا) الآية أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: قال الجد بن قيس إني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن ولكن أعينك بمالي قال ففيه نزلت (أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم) قال لقوله أعينك بمالي. (*)

 

[ 450 ]

(41) * (فأخذتهم الصيحة) * صيحة العذاب والهلاك كائنة * (بالحق) * فماتوا * (فجعلناهم غثاء) * وهو نبت يبس أي صيرناهم مثله في اليبس * (فبعدا) * من الرحمة * (للقوم الظالمين) * المكذبين (42) * (ثم أنشأنا من بعدهم قرونا) * أقواما * (آخرين) *. (43) * (ما تسبق من أمة أجلها) * بأن تموت قبله * (وما يستأخرون) * عنه ذكر الضمير بعد تأنيثه رعاية للمعنى. (44) * (ثم أرسلنا رسلنا تترا) * بالتنوين وعدمه متتابعين بين كل اثنين زمان طويل * (كلما جاء أمة) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الواو * (رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا) * في الهلاك * (وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون) *. (45) * (ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين) * حجة بينة وهي اليد والعصا وغيرهما من الآيات. (46) * (إلى فرعون وملئه فاستكبروا) * عن الايمان بها وبالله * (وكانوا قوما عالين) * قاهرين بني إسرائيل بالظلم. (47) * (فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون) * مطيعون خاضعون. (48) * (فكذبوهما فكانوا من المهلكين) *. (49) * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * التوراة * (لعلهم) * قومه بني إسرائيل * (يهتدون) * به من الضلالة، وأوتيها بعد هلاك فرعون وقومه جملة واحدة. (50) * (وجعلنا ابن مريم) * عيسى * (وأمه آية) * لم يقل آيتين لان الآية فيهما واحدة: ولادته من غير فحل * (وآويناهما إلى ربوة) * مكان مرتفع وهو بيت المقدس أو دمشق أو فلسطين، أقوال * (ذات قرار) * أي مستوية يستقر عليها ساكنوها * (ومعين) * وماء جار ظاهر تراه العيون. (51) * (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات) * الحلالات * (واعملوا صالحا) * من فرض ونفل * (إني بما تعملون عليم) * فأجازيكم عليه

______________________________

أسباب نزول الآية 58 قوله تعالى (ومنهم من يلمزك) الآية روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه ذو الخويصرة فقال اعدل فقال ويلك من يعدل إذا لم أعدل ؟ فنزلت (ومنهم من يلمزك في الصدقات) الآية، وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر نحوه. (*)

 

[ 451 ]

(52) * (و) * اعلموا * (إن هذه) * أي ملة الاسلام * (أمتكم) * دينكم أيها المخاطبون أي يجب أن تكونوا عليها * (أمة واحدة) * حال لازمة وفي قراءة بتخفيف النون وفي أخرى بكسرها مشددة استئنافا * (وأنا ربكم فاتقون) * فاحذرون (53) * (فتقطعوا) * أي الاتباع * (أمرهم) * دينهم * (بينهم زبرا) * حال من فاعل تقطعوا أي أحزابا متخالفين كاليهود والنصارى وغيرهم * (كل حزب بما لديهم) * أي عندهم من الدين * (فرحون) * مسرورون (54) * (فذرهم) * اترك كفار مكة * (في غمرتهم) * ضلالتهم * (حتى حين) * إلى حين موتهم (55) * (أيحسبون أنما نمدهم به) * نعطيهم * (من مال وبنين) * في الدنيا (56) * (نسارع) * نعجل * (لهم في الخيرات) * لا * (بل لا يشعرون) * أن ذلك استدراج لهم (57) * (إن الذين هم من خشية ربهم) * خوفهم منه * (مشفقون) * خائفون من عذابه. (58) * (والذين هم بآيات ربهم) * القرآن * (يؤمنون) * يصدقون. (59) * (والذين هم بربهم لا يشركون) * معه غيره. (60) * (والذين يؤتون) * يعطون * (ما آتوا) * أعطوا من الصدقة والاعمال الصالحة * (وقلوبهم وجلة) * خائفة أن لا تقبل منهم * (أنهم) * يقدر قبله لام الجر * (إلى ربهم راجعون) *. (61) * (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) * في علم الله. (62) * (ولا نكلف نفسا إلا وسعها) * طاقتها فمن لم يستطع أن يصلي قائما فليصل جالسا، ومن لم يستطع أن يصوم فليأكل * (ولدينا) * عندنا * (كتاب ينطق بالحق) * بما عملته وهو اللوح المحفوظ تسطر فيه الاعمال * (وهم) * أي النفوس العاملة * (لا يظلمون) * شيئا منها فلا ينقص من ثواب أعمال الخيرات ولا يزاد في السيئات. (63) * (بل قلوبهم) * أي الكفار * (في غمرة) * جهالة * (من هذا) * القرآن * (ولهم أعمال من دون ذلك) * المذكور للمؤمنين * (هم لها عاملون) * فيعذبون عليها. (64) * (حتى) * ابتدائية * (إذا أخذنا مترفيهم) * أغنياءهم ورؤساءهم * (بالعذاب) * أي السيف يوم بدر * (إذا هم يجأرون) * يضجون يقال لهم:

______________________________

أسباب نزول الآية 61 قوله تعالى (ومنهم الذين يؤذون النبي) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان نبتل ابن الحارث يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجلس إليه فيسمع منه وينقل حديثه إلى المنافقين فأنزل الله (ومنهم الذين يؤذون النبي) الآية. أسباب نزول الآية 65 قوله تعالى (ولئن سألتهم) الآيات. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك = (*)

 

[ 452 ]

(65) * (لا تجأرون اليوم إنكم منا لا تنصرون) * لا تمنعون (66) * (قد كانت آياتي) * من القرآن * (تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون) * ترجعون القهقرى. (67) * (مستكبرين) * عن الايمان * (به) * أي بالبيت أو الحرم بأنهم أهله في أمن بخلاف سائر الناس في مواطنهم * (سامرا) * حال أي جماعة يتحدثون بالليل حول البيت * (تهجرون) * من الثلاثي تتركون القرآن ومن الرباعي أي تقولون غير الحق في النبي والقرآن قال تعالى: (68) * (أفلم يدبروا) * أصله يتدبروا فأدغمت التاء في الدال * (القول) * أي القرآن الدال على صدق النبي * (أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الاولين) *. (69) * (أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون) *. (70) * (أم يقولون به جنة) * الاستفهام للتقرير بالحق من صدق النبي ومجئ الرسل للامم الماضية ومعرفة رسولهم بالصدق والامانة وأن لا جنون به * (بل) * للانتقال * (جاءهم بالحق) * أي القرآن المشتمل على التوحيد وشرائع الاسلام * (وأكثرهم للحق كارهون) *. (71) * (ولو اتبع الحق) * أي القرآن * (أهواءهم) * بأن جاء بما يهوونه من الشريك والولد لله، تعالى الله عن ذلك: * (لفسدت السماوات والارض ومن فيهن) * خرجت عن نظامها المشاهد لوجود التمانع في الشئ عادة عند تعدد الحاكم * (بل أتيناهم بذكرهم) * أي القرآن الذي فيه ذكرهم وشرفهم * (فهم عن ذكرهم معرضون) *. (72) * (أم تسألهم خرجا) * أجرا على ما جئتهم به من الايمان * (فخراج ربك) * أجره وثوابه ورزقه * (خير) * وفي قراءة خرجا في الموضعين وفي قراءة أخرى خراجا فيهما * (وهو خير الرازقين) * أفضل من أعطى وآجر. (73) * (وإنك لتدعوهم إلى صراط) * طريق * (مستقيم) * أي دين الاسلام. (74) * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة) * بالبعث والثواب والعقاب * (عن الصراط) * أي الطريق * (لناكبون) * عادلون.

______________________________

= في مجلس يوما ما رأينا مثل قرآن هؤلاء ولا أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء منهم فقال له رجل كذبت ولكنك منافق لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، قال ابن عمر فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكيه وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون). ثم = (*)

 

[ 453 ]

(75) * (ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر) * أي جوع أصابهم بمكة سبع سنين * (للجوا) * تمادوا * (في طغيانهم) * ضلالتهم * (يعمهون) * يترددون. (76) * (ولقد أخذناهم بالعذاب) * الجوع * (فما استكانوا) * تواضعوا * (لربهم وما يتضرعون) * يرغبون إلى الله بالدعاء. (77) * (حتى) * ابتدائية * (إذا فتحنا عليهم بابا ذا) * صاحب * (عذاب شديد) * هو يوم بدر بالقتل * (إذا هم فيه مبلسون) * آيسون من كل خير. (78) * (وهو الذي أنشأ) * خلق * (لكم السمع) * بمعنى الاسماع * (والابصار والافئدة) * القلوب * (قليلا ما) * تأكيد للقلة * (تشكرون) *. (79) * (وهو الذي ذرأكم) * خلقكم * (في الارض وإليه تحشرون) * تبعثون. (80) * (وهو الذي يحيي) * بنفخ الروح في المضغة * (ويميت وله اختلاف الليل والنهار) * بالسواد والبياض والزيادة والنقصان * (أفلا تعقلون) * صنعه تعالى فتعتبرون. (81) * (بل قالوا مثل ما قال الاولون) *. (82) * (قالوا) * أي الاولون * (أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون) * لا وفي الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين. (83) * (لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا) * أي البعث بعد الموت * (من قبل إن) * ما * (هذا إلا أساطير) * أكاذيب * (الاولين) * كالاضاحيك والاعاجيب جمع أسطورة بالضم. (84) * (قل) * لهم * (لمن الارض ومن فيها) * من الخلق * (أن كنتم تعلمون) * خالقها ومالكها. (85) * (سيقولون لله قل) * لهم * (أفلا تذكرون) * بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون فتعلمون أن القادر على الخلق ابتداء قادر على الاحياء بعد الموت. (86) * (قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم) * الكرسي. (87) * (سيقولون الله قل أفلا تتقون) * تحذرون عبادة غيره. (88) * (قل بيده ملكوت) * ملك * (كل شئ) * والتاء للمبالغة * (وهو يجير ولا يجار عليه) * يحمي ولا يحمى عليه * (إن كنتم تعلمون) *.

______________________________

= أخرج من وجه آخر عن ابن عمر نحوه وسمى الرجل عبد الله بن أبي وأخرج عن كعب بن مالك قال مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم مائة على أن ننجو من أن ينزل فينا قرآن فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فجاءوا يعتذرون فأنزل الله (لا تعتذروا) الآية فكان الذي عفا الله عنه مخشي بن حمير فتسمى عبد الرحمن وسأل الله أن يقتل شهيدا لا يعلم بمقتله فقتل يوم اليمامة = (*)

 

[ 454 ]

(89) * (سيقولون الله) * وفي قراءة لله بلام الجر في الموضعين نظرا إلى أن المعنى من له ما ذكر * (قل فأنى تسحرون) * تخدعون وتصرفون عن الحق عبادة الله وحده أي كيف تخيل لكم أنه باطل. (90) * (بل أتيناهم بالحق) * بالصدق * (وإنهم لكاذبون) * في نفيه وهو: (91) * (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا) * أي لو كان معه إله * (لذهب كل إله بما خلق) * انفرد به ومنع الآخر من الاستيلاء عليه * (ولعلا بعضهم على بعض) * مغالبة كفعل ملوك الدنيا * (سبحان الله) * تنزيها له * (عما يصفون) * - ه به مما ذكر. (92) * (عالم الغيب والشهادة) * ما غاب وما شوهد بالجر صفة والرفع خبر هو مقدرا * (فتعالى) * تعظم * (عما يشركون) * - ه معه. (93) * (قل رب إما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة * (تريني ما يوعدون) * - ه من العذاب هو صادق بالقتل ببدر. (94) * (رب فلا تجعلني في القوم الظالمين) * فأهلك بإهلاكهم. (95) * (وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون) * (96) * (ادفع بالتي هي أحسن) * أي الخصلة من الصفح والاعراض عنهم * (السيئة) * أذاهم إياك وهذا قبل الامر بالقتال * (نحن أعلم بما يصفون) * يكذبون ويقولون فنجازيهم عليه. (97) * (وقل رب أعوذ) * أعتصم * (بك من همزات الشياطين) * نزعاتهم بما يوسوسون به. (98) * (وأعوذ بك رب أن يحضرون) * في اموري لانهم إنما يحضرون بسوء. (99) * (حتى) * ابتدائية * (إذا جاء أحدهم الموت) * ورأى مقعده من النار ومقعده من الجنة لو آمن * (قال رب ارجعون) * الجمع للتعظيم. (100) * (لعلي أعمل صالحا) * بأن أشهد أن لا إله إلا الله يكون * (فيما تركت) * ضعيت من عمري أي في مقابلته قال تعالى: * (كلا) * أي لا رجوع * (إنها) * أي رب ارجعون * (كلمة هو قائلها) * ولا فائدة له فيها * (ومن ورائهم) * أمامهم * (برزخ) * حاجز يصدهم عن الرجوع * (إلى يوم يبعثون) * ولا رجوع بعده. (101) * (فإذا نفخ في الصور) * القرن النفخة الاولى أو الثانية * (فلا أنساب بينهم يومئذ) *

______________________________

= لا يعلم مقتله إلا من قتله وأخرج ابن جرير عن قتادة أن ناسا من المنافقين قالوا في غزوة تبوك يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فأتاهم فقال قلتم كذا وكذا قالوا إنما كنا نخوض ونلعب فنزلت. أسباب نزول الآية 74 قوله تعالى (يحلفون بالله ما قالوا) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان الجلاس بن = (*)

 

[ 455 ]

يتفاخرون بها * (ولا يتساءلون) * عنها خلاف حالهم في الدنيا لما يشغلهم من عظم الامر عن ذلك في بعض مواطن القيامة، وفي بعضها يفيقون وفي آية (فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) (102) * (فمن ثقلت موازينه) * بالحسنات * (فأولئك هم المفلحون) * الفائزون (103) * (ومن خفت موازينه) * بالسيئات * (فأولئك الذين خسروا أنفسهم) * فهم * (في جهنم خالدون) *. (104) * (تلفح وجوههم النار) * تحرقها * (وهم فيها كالحون) * شمرت شفاههم العليا والسفلى عن أسنانهم ويقال لهم (105) * (ألم تكن آياتي) * من القرآن * (تتلى عليكم) * تخوفون بها * (فكنتم بها تكذبون) * (106) * (قالوا ربنا غلبت علينا شقوقنا) * وفي قراءة شقاوتنا بفتح أوله وألف وهما مصدران بمعنى * (وكنا قوما ضالين) * عن الهداية. (107) * (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا) * إلى المخالفة * (فإنا ظالمون) *. (108) * (قال) * لهم بلسان مالك بعد قدر الدنيا مرتين * (اخسؤوا فيها) * ابعدوا في النار أذلاء * (ولا تكلمون) * في رفع العذاب عنكم لينقطع رجاؤهم. (109) * (إنه كان فريق من عبادي) * هم المهاجرون * (يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين) *. (110) * (فاتخذتموهم سخريا) * بضم السين وكسرها مصدر بمعنى الهزء، منهم: بلال وصهيب وعمار وسلمان * (حتى أنسوكم ذكري) * فتركتموه لاشتغالكم بالاستهزاء بهم فهم سبب الانساء فنسب إليهم * (وكنتم منهم تضحكون) *. (111) * (إني جزيتهم اليوم) * النعيم المقيم * (بما صبروا) * على استهزائكم بهم وأذاكم إياهم * (إنهم) * بكسر الهمزة * (هم الفائزون) * بمطلوبهم استئناف وبفتحها مفعول ثان لجزيتهم. (112) * (قال) * تعالى لهم بلسان مالك وفي قراءة قل * (كم لبثتم في الارض) * في الدنيا وفي قبوركم * (عدد سنين) * تمييز. (113) * (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) * شكوا في ذلك واستقصروه لعظم ما هم فيه من العذاب * (فاسأل العادين) * أي الملائكة المحصين أعمال الخلق.

______________________________

= سويد بن الصامت ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وقال لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمير فرفع عمير بن سعيد ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلف بالله ما قلت فأنزل الله (يحلفون بالله ما قالوا) الآية، فزعموا أنه تاب وحسنت توبته ثم أخرج عن كعب بن مالك نحوه، وأخرج ابن سعد في الطبقات نحوه عن عروة وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال سمع زيد بن = (*)

 

[ 456 ]

(114) * (قال) * تعالى بلسان مالك وفي قراءة قل * (إن) * أي: ما * (لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون) * مقدار لبثكم من الطول كان قليلا بالنسبة إلى لبثكم في النار. (115) * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) * لا لحكمة * (وأنكم إلينا لا ترجعون) * بالبناء للفاعل وللمفعول ؟ لا بل لنتعبدكم بالامر والنهي ترجعوا إلينا ونجازي على ذلك (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون). (116) * (فتعالى الله) * عن العبث وغيره مما لا يليق به * (الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم) * الكرسي: وهو السرير الحسن. (117) * (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به) * صفة كاشفة لا مفهوم لها * (فإنما حسابه) * جزاؤه * (عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) * لا يسعدون. (118) * (وقل رب اغفر وارحم) * المؤمنين في الرحمة زيادة عن المغفرة * (وأنت خير الراحمين) * أفضل راحم.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21337677

  • التاريخ : 29/03/2024 - 05:15

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net