00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة العنكبوت 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

* (سورة العنكبوت) *

 [ مكية إلا من آية 1 لغاية 11 فمدنية ] [ وآياتها ست وتسعون نزلت بعد الروم ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ا لم) * الله أعلم بمراده بذلك (2) * (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا) * أي: بقولهم * (آمنا وهم لا يفتنون) * يختبرون بما يتبين به حقيقة إيمانهم، نزل في جماعة آمنوا فأذاهم المشركون (3) * (ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا) * في إيمانهم علم مشاهدة * (وليعلمن الكاذبين) * فيه أسباب نزول الآية 73 قوله تعالى (وإن كادوا ليفتنونك) الآيات أخرج ابن مردويه وابن ابي حاتم من طريق اسحق عن محمد بن ابي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج أمية بن خلف وأبو جهل بن هشام ورجال من قريش فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد تعال تمسح بآلهتنا وندخل معك في دينك وكان يحب إسلام قومه فرق لهم فأنزل الله (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا اليك) إلى (نصيرا) قلت هذا أصح ما ورد في سبب نزولها وهو إسناد جيد وله شاهد. وأخرج أبو الشيخ عن سعيد ابن جبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر فقالوا: لا ندعك تستسلم حتى تلم بآلهتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما علي لو فعلت والله يعلم مني خلافة فنزلت. وأخرج نحوه عن ابن شهاب. وأخرج عن جبير بن نفير أن قريشا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن كنت أرسلت الينا فاطرد الذين اتبعوك من سقاط الناس ومواليهم فنكون نحن أصحابك فركن إليهم فنزلت. وأخرج عن محمد بن كعب القرظي أنه صلى الله عليه وسلم قرأ (والنجم) إلى (أفرأيتم اللات والعزى) فالقى عليه الشيطان: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجي فنزلت فما زال مهموما حتى =

 

[ 521 ]

(4) * (أم حسب الذين يعملون السيئات) * الشرك والمعاصي * (أن يسبقونا) * يفوتونا فلا ننتقم منهم * (ساء) * بئس * (ما) * الذي * (يحكمون) * - ه حكمهم هذا (5) * (من كان يرجو) * يخاف * (لقاء الله فإن أجل الله) * به * (لآت) * فليستعد له * (وهو السميع) * لاقوال العباد * (العليم) * بأفعالهم (6) * (ومن جاهد) * جهاد حرب أو نفس * (فإنما يجاهد لنفسه) * فإن منفعة جهاده له لا لله * (إن الله لغني عن العالمين) * الانس والجن والملائكة وعن عبادتهم (7) * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم) * بعمل الصالحات * (ولنجزينهم أحسن) * بمعنى: حسن ونصبه بنزع الخافض الباء * (الذي كانوا يعملون) * وهو الصالحات (8) * (ووصينا الانسان بوالديه حسنا) * أي إيصاء ذا حسن بأن يبرهما * (وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به) * بإشراكه * (علم) * موافقة للواقع فلا مفهوم له * (فلا تطعهما) * في الاشراك * (إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) * فأجازيكم به (9) * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين) * الانبياء والاولياء بأن نحشرهم معهم (10) * (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس) * أي أذاهم له * (كعذاب الله) * في الخوف منه فيطيعهم فينافق * (ولئن) * لام قسم * (جاء نصر) * للمؤمنين * (من ربك) * فغنموا * (ليقولن) * حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين * (إنا كنا معكم) * في الايمان فأشركونا في الغنيمة قال تعالى * (أو ليس الله بأعلم) * أي بعالم * (بما في صدور العالمين) * بقلوبهم من الايمان والنفاق ؟ بلى

______________________________

= أنزل الله (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله) الآية. وفي هذا دليل على أن هذه الآيات مكية ومن جعلها مدنية استدل بما أخرجه ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس أن شعبا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أجلنا سنة حتى يهدي الي آلهتنا فإن قبضنا الذي يهدي للآلهة أحرزناه ثم أسلمنا فهم أن يؤجلهم وإسناده ضعيف. أسباب نزول الآية 76 قوله تعالى: (وإن كادوا ليستفزونك) الآية. أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من حديث شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن كنت نبيا فالحق بالشام فإن الشام أرض المحشر وأرض الانبياء فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالوا فغزا غزوة تبوك يريد الشام فلما بلغ تبوك أنزل الله آيات من سورة بني إسرائيل بعدما ختمت السورة (وإن كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها) وأمره بالرجوع إلى المدينة وقال له جبريل: سل ربك فإن لكل نبي =

 

[ 522 ]

(11) * (وليعلمن الله الذين آمنوا) * بقلوبهم * (وليعلمن المنافقين) * فيجازي الفريقين واللام في الفعلين لام قسم (12) * (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا) * ديننا * (ولنحمل خطاياكم) * في اتباعنا إن كانت والامر بمعنى الخبر، قال تعالى * (وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون) * في ذلك (13) * (وليحملن أثقالهم) * أوزارهم * (وأثقالا مع أثقالهم) * بقولهم للمؤمنين " اتبعوا سبيلنا " وإضلالهم مقلديهم * (وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون) * يكذبون على الله سؤال توبيخ واللام في الفعلين لام قسم، وحذف فاعلهما الواو ونون الرفع (14) * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) * وعمره أربعون سنة أو أكثر * (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) * يدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه * (فأخذهم الطوفان) * أي الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا * (وهم ظالمون) * مشركون (15) * (فأنجيناه) * أي نوحا * (وأصحاب السفينة) * الذين كانوا معه فيها * (وجعلناها آية) * عبرة * (للعالمين) * لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر الناس (16) * (و) * اذكر * (إبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه) * خافوا عقابه * (ذلكم خير لكم) * مما أنتم عليه من عبادة الاصنام * (إن كنتم تعلمون) * الخير من غيره (17) * (إنما تعبدون من دون الله) * أي غيره * (أوثانا وتخلقون إفكا) * تقولون كذبا إن الاوثان شركاء لله * (إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا) * لا يقدرون أن يرزقوكم * (فابتغوا عند الله الرزق) * اطلبوه منه * (واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون) * (18) * (وإن تكذبوا) * أي تكذبوني يا أهل مكة

______________________________

= مسألة فقال: ما تأمرني أن أسأل ؟ قال: " وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا فهؤلاء نزلن في رجعته من تبوك هذا مرسل ضعيف الاسناد وله شاهد من مرسل سعيد بن جبير عند ابن ابي حاتم ولفظه: قالت المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم كانت الانبياء تسكن الشام فمالك والمدينة فهم أن يشخص فنزلت وله طريق أخرى مرسلة عند ابن جرير أن بعض اليهود قاله له =.

 

[ 523 ]

* (فقد كذب أمم من قبلكم) * من قبلي * (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) * إلا البلاغ البين، في هاتين القصتين تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وقال تعالى في قومه (19) * (أو لم يروا) * بالياء والتاء ينظروا * (كيف يبدئ الله الخلق) * هو بضم أوله، وقرئ بفتحه من بدأ وأبدأ بمعنى أي يخلقهم ابتداء * (ثم) * هو * (يعيده) * أي الخلق كما بدأهم * (إن ذلك) * المذكور من الخلق الاول والثاني * (على الله يسير) * فكيف ينكرون الثاني (20) * (قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق) * لمن كان قبلكم وأماتهم * (ثم الله ينشئ النشآءة الآخرة) * مدا وقصرا مع سكون الشين * (إن الله على كل شئ قدير) * ومنه البدء والاعادة (21) * (يعذب من يشاء) * تعذيبه * (ويرحم من يشاء) * رحمته * (وإليه تقلبون) * تردون (22) * (وما أنتم بمعجزين) * ربكم عن إدراككم * (في الارض ولا في السماء) * لو كنتم فيها: أي لا تفوتونه * (وما لكم من دون الله) * أي غيره * (من ولي) * يمنعكم منه * (ولا نصير) * ينصركم من عذابه (23) * (والذين كفروا بآيات الله ولقائه) * أي القرآن والبعث * (أولئك يئسوا من رحمتي) * أي جنتي * (وأولئك لهم عذاب إليم) * مؤلم (24) قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام * (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار) * التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردا وسلاما * (إن في ذلك) * أي إنجائه منها * (لآيات) * هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير * (لقوم يؤمنون) * يصدقون بتوحيد الله وقدرته لانهم المنتفعون بها (25) * (وقال) * إبراهيم * (إنما اتخذتم من دون الله أوثانا) * تعبدونها وما مصدرية * (مودة بينكم) * خبر إن، وعلى قراءة النصب مفعول له

______________________________

أسباب نزول الآية 80 قوله تعالى: (وقل رب أدخلني) الآية. أخرج الترمذي عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة فنزلت عليه (قل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) وهذا صريح في أن الآية مكية وأخرجه ابن مردويه بلفظ أصرح منه.

 

[ 524 ]

وما كافة المعنى: تواددتم على عبادتها * (في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض) * يتبرأ القادة من الاتباع * (ويلعن بعضكم بعضا) * يلعن الاتباع القادة * (ومأواكم) * مصيركم جميعا * (النار وما لكم من ناصرين) * مانعين منها (26) * (فآمن له) * صدق بإبراهيم * (لوط) * وهو ابن أخيه هاران * (وقال) * إبراهيم * (إني مهاجر) * من قومي * (إلى ربي) * إلى حيث أمرني ربي، وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام * (إنه هو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه (27) * (ووهبنا له) * بعد إسماعيل * (إسحاق يعقوب) * بعد إسحاق * (وجعلنا في ذريته النبوة) * فكل الانبياء بعد إبراهيم من ذريته * (والكتاب) * بمعنى الكتب: أي التوراة والانجيل، والزبور والفرقان * (وآتيناه أجره في الدنيا) * وهو الثناء الحسن في كل أهل الاديان، * (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) * الذين لهم الدرجات العلى (28) * (و) * اذكر * (لوطا إذ قال لقومه أئنكم) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين * (لتأتون الفاحشة) * أي: أدبار الرجال * (ما سبقكم بها من أحد من العالمين) * الانس والجن. (29) * (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل) * طريق المارة بفعلكم الفاحشة بمن يمر بكم فترك الناس الممر بكم * (وتأتون في ناديكم) * أي متحدثكم * (المنكر) * فعل الفاحشة بعضكم ببعض * (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين) * في استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه. (30) * (قال رب انصرني) * بتحقيق قولي في إنزال العذاب * (على القوم المفسدين) * العاصين بإتيان الرجال فاستجاب الله دعاءه.

______________________________

أسباب نزول الآية 85 قوله تعالى: (ويسألونك عن الروح) أخرج البخاري عن ابن مسعود قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو متكئ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لو سألتموه فقالوا حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال " الروح من أمر ربي وما أوتيمتم من العلم إلا قليلا وأخرج الترمذي عن ابن عباس قال: قالت قريش = (*)

 

[ 525 ]

(31) * (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) * بإسحاق ويعقوب بعده * (قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية) * أي قرية لوط * (إن أهلها كانوا ظالمين) * كافرين. (32) * (قال) * إبراهيم * (إن فيها لوطا قالوا) * أي الرسل * (نحن أعلم بمن فيها لننجينه) * بالتخفيف والتشديد * (وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) * الباقين في العذاب. (33) * (ولما أن جاءت رسلنا لوطا سئ بهم) * حزن بسببهم * (وضاق بهم ذرعا) * صدرا لانهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه فأعلموه أنهم رسل ربه * (وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك) * بالتشديد والتخفيف * (وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين) * ونصب أهلك عطف على محل الكاف (34) * (إنا منزلون) * بالتخفيف والتشديد * (على أهل هذه القرية رجزا) * عذابا * (من السماء بما) * بالفعل الذي * (كانوا يفسقون) * به أي بسبب فسقهم. (35) * (ولقد تركنا منها آية بينة) * ظاهرة هي آثار خرابها * (لقوم يعقلون) * يتدبرون. (36) * (و) * أرسلنا * (إلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر) * اخشوه هو يوم القيامة * (ولا تعثوا في الارض مفسدين) * حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد. (37) * (فكذبوه فأخذتهم الرجفة) * الزلزلة الشديدة * (فأصبحوا في دارهم جاثمين) * باركين على الركب ميتين. (38) * (و) * أهلكنا * (عادا وثمودا) * بالصرف وتركه بمعنى الحي والقبيلة * (وقد تبين لكم) * إهلاكهم * (من مساكنهم) * بالحجر واليمن * (وزين لهم الشيطان أعمالهم) * من الكفر والمعاصي * (فصدهم عن السبيل) * سبيل الحق * (وكانوا مستبصرين) * ذوي بصائر.

______________________________

= لليهود علمونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فأنزل الله (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) قال ابن كثير يجمع بين الحديثين بتعدد النزول وكذا قال الحافظ ابن حجر أو يحمل سكوته حين سؤال اليهود على توقع مزيد بيان في ذلك وإلا فما في الصحيح أصح قلت ويرجح ما في الصحيح بأن راويه حاضر القصة بخلاف ابن عباس. (*)

 

[ 526 ]

(39) * (و) * أهلكنا * (قارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم) * من قبل * (موسى بالبينات) * الحجج الظاهرات * (فاستكبروا في الارض وما كانوا سابقين) * فائتين عذابنا. (40) * (فكلا) * من المذكورين * (أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا) * ريحا عاصفة فيها حصباء كقوم لوط * (ومنهم من أخذته الصيحة) * كثمود * (ومنهم من خسفنا به الارض) * كقارون * (ومنهم من أغرقنا) * كقوم نوح وفرعون وقومه * (وما كان الله ليظلمهم) * فيعذبهم بغير ذنب * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * بارتكاب الذنب (41) * (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء) * أي أصناما يرجون نفعها * (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) * لنفسها تأوي إليه * (وإن أوهن) * أضعف * (البيوت لبيت العنكبوت) * لا يدفع عنها حرا ولا بردا كذلك الاصنام لا تنفع عابديها * (لو كانوا يعلمون) * ذلك ما عبدوها. (42) * (إن الله يعلم ما) * بمعنى الذي * (يدعون) * يعبدون بالياء والتاء * (من دونه) * غيره * (من شئ وهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (43) * (وتلك الامثال) * في القرآن * (نضربها) * نجعلها * (للناس وما يعقلها) * أي يفهمها * (إلا العالمون) * المتدبرون (44) * (خلق الله السماوات والارض بالحق) * أي محقا * (إن في ذلك لآية) * دالة على قدرته تعالى * (للمؤمنين) * خصوا بالذكر لانهم المنتفعون بها في الايمان بخلاف الكافرين. (45) * (اتل ما أوحي إليك من الكتاب) * القرآن * (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) * شرعا: أي من شأنها ذلك ما دام المرء فيها * (ولذكر الله أكبر) * من غيره من الطاعات * (والله يعلم ما تصنعون) * فيجازيكم به.

______________________________

أسباب نزول الآية 88 قوله تعالى (قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا) الآية، أخرج ابن اسحاق وابن جرير من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم في عامة من يهود سماهم فقالوا كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا وإن هذا الذي جئت به لا نراه متناسقا كما تناسق التوراة فأنزل علينا كتابا نعرفه وإلا جئناك بمثل ما تأتي به فأنزل الله (قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله) الآية. أسباب نزول الآية 90 قوله تعالى (وقالوا لن نؤمن لك) الآية أخرج ابن جرير من طريق ابن اسحاق عن شيخ من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلا من بني عبد الدار وأبا البحتري والاسود بن المطلب وربيعة بن الاسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل وعبد الله بن أمية وأمية بن خلف والعاصي بن وائل ونبيها ومنبها ابني الحجاج = (*)

 

[ 527 ]

(46) * (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي) * أي: المجادلة التي * (هي أحسن) * كالدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه * (إلا الذين ظلموا منهم) * بأن حاربوا وأبوا أن يقروا بالجزية فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية * (وقولوا) * لمن قبل الاقرار بالجزية إذا أخبروكم بشئ مما في كتبهم * (آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم) * ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم في ذلك * (إلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) * مطيعون (47) * (وكذلك أنزلنا إليك الكتاب) * القرآن كما أنزلنا إليهم التوراة وغيرها * (فالذين آتيناهم الكتاب) * التوراة كعبد الله بن سلام وغيره * (يؤمنون به) * بالقرآن * (ومن هؤلاء) * أهل مكة * (من يؤمن به وما يجحد بآياتنا) * بعد ظهورها * (إلا الكافرون) * أي اليهود وظهر لهم أن القرآن حق والجائي به محق وجحدوا ذلك (48) * (وما كنت تتلو من قبله) * أي القرآن * (من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا) * أي: لو كنت قارئا كاتبا * (لا رتاب) * شك * (المبطلون) * اليهود فيك وقالوا: الذي في التوراة أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب (49) * (بل هو) * أي القرآن الذي جئت به * (آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) * أي المؤمنون يحفظونه * (وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) * أي اليهود وجحدوها بعد ظهورها لهم (50) * (وقالوا) * أي كفار مكة * (لولا) * هلا * (أنزل عليه) * أي محمد * (آية من ربه) * وفي قراءة: آيات كناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى * (قل) * لهم * (إنما الآيات عند الله) * ينزلها كيف يشاء * (وإنما أنا نذير مبين) * مظهر إنذاري بالنار أهل المعصية

______________________________

= اجتمعوا فقالوا يا محمد ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك لقد سببت الآباء وعبت الدين وسفهت الاحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة فما من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تريد مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثر مالا وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك ربما يأتيك رئيا تراه قد غلب بذلنا = (*)

 

[ 528 ]

(51) * (أولم يكفهم) * فيما طلبوا * (أنا أنزلنا عليك الكتاب) * القرآن * (يتلى عليهم) * فهي آية مستمرة لا انقضاء لها بخلاف ما ذكر من الآيات * (إن في ذلك) * الكتاب * (لرحمة وذكرى) * عظة * (لقوم يؤمنون) * (52) * (قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا) * بصدقي * (يعلم ما في السماوات والارض) * ومنه حالي وحالكم * (والذين آمنوا بالباطل) * وهو ما يعبد من دون الله * (وكفروا بالله) * منكم * (أولئك هم الخاسرون) * في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالايمان (53) * (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى) * له * (لجاءهم العذاب) * عاجلا * (وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون) * بوقت إتيانه (54) * (يستعجلونك بالعذاب) * في الدنيا * (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) * (55) * (يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ونقول) * فيه بالنون أي: نأمر بالقول، وبالياء يقول: أي: الموكل بالعذاب * (ذوقوا ما كنتم تعملون) * أي: جزاءه فلا تفوتوننا (56) * (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) * في أي أرض تيسرت فيها العبادة، بأن تهاجروا إليها من أرض لم تتيسر فيها نزل في ضعفاء مسلمي مكة كانوا في ضيق من إظهار الاسلام بها (57) * (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) * بالتاء والياء بعد البعث (58) * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم) * ننزلنهم، وفي قراءة بالمثلثة بعد النون من الثواء: الاقامة وتعديته إلى غرفا بحذف في * (من الجنة غرفا تجري من تحتها الانهار خالدين) * مقدرين الخلود * (فيها نعم أجر العاملين) * هذا الاجر

______________________________

= أموالنا في طلب العلم حتى نبرئك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ما تقولون ولكن الله بعثني اليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم مبشرا ونذيرا قالوا فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلادا ولا أقل مالا ولا أشد عيشا منا فلتسأل لنا ربك الذي بعثك فليسير عنا هذه الجبال التي ضيقت علينا وليبسط لنا بلادنا وليجر فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق وليبعث لنا من قد مضى من آبائنا فإن لم تفعل فسل ربك ملكا يصدقك بما تقول وأن يجعل لنا جنانا وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة نعينك بها على ما نراك تبتغي فإنك تقوم بالاسواق وتلتمس المعاش فإن لم تفعل فأسقط السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل فإنا لن نؤمن لك إلا أن تفعل فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية فقال يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لانفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل ذلك ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به من العذاب فوالله لا أؤمن بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتي ومعك نسخة منشورة ومعك أربعة من الملائكة = (*)

 

[ 529 ]

(59) هم * (الذين صبروا) * أي على أذى المشركين والهجرة لاظهار الدين * (وعلى ربهم يتوكلون) * فيرزقهم من حيث لا يحتسبون (60) * (وكأين) * كم * (من دابة لا تحمل رزقها) * لضعفها * (الله يرزقها وإياكم) * أيها المهاجرون وإن لم يكن معكم زاد ولا نفقة * (وهو السميع) * لاقوالكم * (العليم) * بضمائركم (61) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم) * أي الكفار * (من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون) * يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك (62) * (الله يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء من عباده) * امتحانا * (ويقدر) * يضيق * (له) * بعد البسط أي لمن يشاء ابتلاءه * (إن الله بكل شئ عليم) * ومنه محل البسط والتضييق (63) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الارض بعد موتها ليقولن الله) * فكيف يشركون به * (قل) * لهم * (الحمد لله) * على ثبوت الحجة عليكم * (بل أكثرهم لا يعقلون) * تناقضهم في ذلك (64) * (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب) * وأما القرب فمن أمور الآخرة لظهور ثمرتها فيها * (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) * بمعنى الحياة * (لو كانوا يعلمون) * ذلك ما آثروا الدنيا عليها (65) * (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) * أي الدعاء، أي: لا يدعون معه غيره لانهم في شدة لا يكشفها إلا هو * (فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) * به

______________________________

= فيشهدوا لك أنك كما تقول فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا فأنزل عليه ما قاله عبد الله بن أبي أمية (وقالوا لن نؤمن لك) إلى قوله (بشرا رسولا) وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير في قوله (وقالوا لن نؤمن لك) قال نزلت في أخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية مرسل صحيح شاهد لما قبله يجبر المبهم في إسناده. أسباب نزول الآية 110 قوله تعالى (قل ادعوا الله) الآية أخرج ابن مردويه وغيره عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات يوم فدعا فقال في دعائه يا الله يا رحمن فقال المشركون انظروا إلى هذا الصابئ ينهانا أن ندعو إلهين وهو يدعو إلهين فأنزل الله (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى) قوله تعالى (ولا تجهر) الآية، أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس في قوله (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها). قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فكان المشركون إذا سمعوا القرآن سبوه ومن أنزله ومن جاء به فنزلت وأخرج البخاري أيضا عن عائشة أنها نزلت في الدعاء وأخرج ابن = (*)

 

[ 530 ]

(66) * (ليكفروا بما آتيناهم) * من النعمة * (وليتمتعوا) * باجتماعهم على عبادة الاصنام، وفي قراءة بسكون اللام أمر تهديد * (فسوف يعلمون) * عاقبة ذلك (67) * (أولم يروا) * يعلموا * (أنا جعلنا) * بلدهم مكة * (حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم) * قتلا وسبيا دونهم * (أفبالباطل) * الصنم * (يؤمنون وبنعمة الله يكفرون) * بإشراكهم (68) * (ومن) * أي لا أحد * (أظلم ممن افترى على الله كذبا) * بأن أشرك به * (أو كذب بالحق) * النبي أو الكتاب * (لما جاءه أليس في جهنم مثوى) * مأوى * (للكافرين) * أي فيها ذلك وهو منهم (69) * (والذين جاهدوا فينا) * في حقنا * (لنهدينهم سبلنا) * أي طريق السير إلينا * (وإن الله لمع المحسنين) * المؤمنين بالنصر والعون




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21401192

  • التاريخ : 19/04/2024 - 05:23

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net