00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الجاثية 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

* (سورة الجاثية) *

 [ مكية إلا آية 13 فمدنية وآياتها ست أو سبع وثلاثون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * الله أعلم بمراده به. (2) * (تنزيل الكتاب) * القرآن مبتدأ * (من الله) * خبره * (العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (3) * (إن في السماوات والارض) * أي في خلقهما * (لآيات) * دالة على قدرة الله ووحدانيته تعالى * (للمؤمنين) *. (4) * (وفي خلقكم) * أي في خلق كل منكم من نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى أن صار إنسانا * (و) * خلق * (ما يبث) * يفرق في الارض * (من دابة) * هي ما يدب على الارض من الناس وغيرهم * (آيات لقوم يوقنون) * بالبعث.

______________________________

(سورة سبأ) أسباب نزول الآية 15 أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح قال: حدثني فلان أن فروة بن مسيك الغطفاني قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إن سبأ قوم كان لهم في الجاهلية عز وإني أخشى أن يرتدوا عن الاسلام أفأقاتلهم ؟ فقال: ما أمرت فيهم = (*)

 

[ 661 ]

(5) * (و) * في * (اختلاف الليل والنهار) * ذهابهما ومجيئهما * (وما أنزل الله من السماء من رزق) * مطر لانه سبب الرزق * (فأحيا به الارض بعد موتها وتصريف الرياح) * تقليبها مرة جنوبا ومرة شمالا وباردة وحارة * (آيات لقوم يعقلون) * الدليل فيؤمنون. (6) * (تلك) * الآيات المذكورة * (آيات الله) * حججه الدالة على وحدانيته * (نتلوها) * نقصها * (عليك بالحق) * متعلق بنتلو * (فبأي حديث بعد الله) * أي حديثه وهو القرآن * (وآياته) * حججه * (يؤمنون) * أي كفار مكة، أي لا يؤمنون، وفي قراءة بالتاء. (7) * (ويل) * كلمة عذاب * (لكل أفاك) * كذاب * (أثيم) * كثير الاثم. (8) * (يسمع آيات الله) * القرآن * (تتلى عليه ثم يصر) * على كفره * (مستكبرا) * متكبرا عن الايمان * (كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم) * مؤلم. (9) * (وإذا علم من آياتنا) * أي القرآن * (شيئا اتخذها هزؤا) * أي مهزوءا بها * (أولئك) * أي الافاكون * (لهم عذاب مهين) * ذو إهانة. (10) * (من ورائهم) * أي أمامهم لانهم في الدنيا * (جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا) * من المال والفعال * (شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله) * أي الاصنام * (أولياء ولهم عذاب عظيم) *. (11) * (هذا) * أي القرآن * (هدى) * من الضلالة * (والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب) * حظ * (من رجز) * أي عذاب * (أليم) * موجع. (12) * (الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك) * السفن * (فيه بأمره) * بإذنه * (ولتبتغوا) * تطلبوا بالتجارة * (من فضله ولعلكم تشكرون) *. (13) * (وسخر لكم ما في السماوات) * من شمس وقمر ونجوم وماء وغيره * (وما في الارض) * من دابة وشجر ونبات وأنهار وغيرها أي خلق ذلك لمنافعكم * (جميعا) *

______________________________

= بشئ بعد فأنزلت هذه الآية (لقد كان لسبأ في مسكنهم) الآيات. أسباب نزول الآية 34 وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سفيان عن عاصم عن ابن رزين قال: كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الشام وبقي الآخر فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى صاحبه يسأله ما عمل ؟ فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة = (*)

 

[ 662 ]

تأكيد * (منه) * حال، أي سخرها كائنة منه تعالى * (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) * فيها فيؤمنون. (14) * (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون) * يخافون * (أيام الله) * وقائعه، أي اغفروا للكفار ما وقع منهم من الاذى لكم وهذا قبل الامر بجهادهم * (ليجزي) * أي الله وفي قراءة بالنون * (قوما بما كانوا يكسبون) * من الغفر للكفار أذاهم. (15) * (من عمل صالحا فلنفسه) * عمل * (ومن أساء فعليها) * أساء * (ثم إلى ربكم ترجعون) * تصيرون فيجازي المصلح والمسئ. (16) * (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب) * التوراة * (والحكم) * به بين الناس * (والنبوة) * لموسى وهارون منهم * (ورزقناهم من الطيبات) * الحلالات كالمن والسلوى * (وفضلناهم على العالمين) * عالمي زمانهم العقلاء. (17) * (وآتيناهم بينات من الامر) * أمر الدين من الحلال والحرام وبعثة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام * (فما اختلفوا) * في بعثته * (إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) * أي لبغي حدث بينهم حسدا له * (إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) *. (18) * (ثم جعلناك) * يا محمد * (على الشريعة) * طريقة * (من الامر) * أمر الدين * (فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) * في عبادة ؟ ؟ غير الله. (19) * (إنهم لن يغنوا) * يدفعوا * (عنك من الله) * من عذابه * (شيئا وإن الظالمين) * الكافرين * (بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) *. (20) * (هذا) * القرآن * (بصائر للناس) * معالم يتبصرون بها في الاحكام والحدود * (وهدى ورحمة لقوم يوقنون) * بالبعث.

______________________________

= الناس ومساكينهم فترك تجارته ثم أتى صاحبه فقال: دلني عليه وكان يقرأ بعض الكتب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إلام تدعوا ؟ فقال: إلى كذا وكذا فقال: أشهد أنك رسول الله فقال: وما علمك بذلك ؟ قال: إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم فنزلت هذه الآية (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون) فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أنزل تصديق ما قلت. (*)

 

[ 663 ]

(21) * (أم) * بمعنى همزة الانكار * (حسب الذين اجترحوا) * اكتسبوا * (السيئات) * الكفر والمعاصي * (أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء) * خبر * (محياهم ومماتهم) * مبتدأ ومعطوف والجملة بدل من الكاف والضميران للكفار، المعنى: أحسبوا أن نجعلهم في الآخرة في خير كالمؤمنين في رغد من العيش مساو لعيشهم في الدنيا حيث قالوا للمؤمنين: لئن بعثنا لنعطي من الخير مثل ما تعطون قال تعالى على وفق إنكاره بالهمزة: * (ساء ما يحكمون) * أي ليس الامر كذلك فهم في الآخرة في العذاب على خلاف عيشهم في الدنيا والمؤمنون في الآخرة في الثواب بعملهم الصالحات في الدنيا من الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك وما مصدرية، أي بئس حكما حكمهم هذا. (22) * (وخلق الله السماوات و) * خلق * (الارض بالحق) * متعلق بخلق ليدل على قدرته ووحدانيته * (ولتجزى كل نفس بما كسبت) * من المعاصي والطاعات فلا يساوي الكافر المؤمن * (وهم لا يظلمون) *. (23) * (أفرأيت) * أخبرني * (من اتخذ إلهه هواه) * ما يهواه من حجر بعد حجر يراه أحسن * (وأضله الله على علم) * منه تعالى: أي عالما بأنه من أهل الضلالة قبل خلقه * (وختم على سمعه وقلبه) * فلم يسمع الهدى ولم يعقله * (وجعل على بصره غشاوة) * ظلمة فلم يبصر الهدى ويقدر هنا المفعول الثاني لرأيت أيهتدي * (فمن يهديه من بعد الله) * أي بعد إضلاله، إياه، أي لا يهتدي * (أفلا تذكرون) * تتعظون، فيه إدغام إحدى التاءين في الذال. (24) * (وقالوا) * أي منكرو البعث * (ما هي) * أي الحياة * (إلا حياتنا) * التي في * (الدنيا نموت ونحيا) * أي يموت بعض ويحيا بعض بأن يولدوا * (وما يهلكنا إلا الدهر) * أي مرور الزمان، قال تعالى: * (وما لهم بذلك) * المقول * (من علم إن) * ما * (هم إلا يظنون) *. (25) * (وإذا تتلى عليهم آياتنا) * من القرآن الدالة على قدرتنا على البعث * (بينات) *

______________________________

(سورة فاطر أو الملائكة) أسباب نزول الآية 8 أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: أنزلت هذه الآية (أفمن زين له سوء عمله) الآية حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم أعز دينك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام) فهدى الله عمر وأضل أبا جهل ففيهما أنزلت. أسباب نزول الآية 29 وأخرج عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس: أن حصين بن الحارث بن عبد المطلب = (*)

 

[ 664 ]

واضحات حال * (ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآياتنا) * أحياء * (إن كنتم صادقين) * أنا نبعث. (26) * (قل الله يحييكم) * حين كنتم نطفا * (ثم يميتكم ثم يجمعكم) * أحياء * (إلى يوم القيامة لا ريب) * شك * (فيه ولكن أكثر الناس) * وهم القائلون ما ذكر * (لا يعلمون) *. (27) * (ولله ملك السماوات والارض ويوم تقوم الساعة) * يبدل منه * (يومئذ يخسر المبطلون) * الكافرون، أي يظهر خسرانهم بأن يصيروا إلى النار. (28) * (وترى كل أمة) * أي أهل دين * (جاثية) * على الركب أو مجتمعة * (كل أمة تدعى إلى كتابها) * كتاب أعمالها ويقال لهم: * (اليوم تجزون ما كنتم تعملون) * أي جزاءه. (29) * (هذا كتابنا) * ديوان الحفظة * (ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ) * نثبت ونحفظ * (ما كنتم تعملون) *. (30) * (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته) * جنته * (ذلك هو الفوز المبين) * البين الظاهر. (31) * (وأما الذين كفروا) * فيقال لهم: * (أفلم تكن آياتي) * القرآن * (تتلى عليكم فاستكبرتم) * تكبرتم * (وكنتم قوما مجرمين) * كافرين. (32) * (وإذا قيل) * لكم أيها الكفار * (إن وعد الله) * بالبعث * (حق والساعة) * بالرفع والنصب * (لا ريب) * شك * (فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن) * ما * (نظن إلا ظنا) * قال المبرد: أصله إن نحن إلا نظن ظنا * (وما نحن بمستيقنين) * أنها آتية. (33) * (وبدا) * ظهر * (لهم) * في الآخرة * (سيئات ما عملوا) * في الدنيا، أي جزاؤها * (وحاق) * نزل * (بهم ما كانوا به يستهزءون) * أي العذاب.

______________________________

= ابن عبد مناف القرشي نزل فيه (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة) الآية. أسباب نزول الآية 35 وأخرج البيهقي في البعث وابن أبي حاتم من طريق نفيع بن الحارث عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا فهل في الجنة من نوم ؟ قال: لا إن النوم شريك الموت وليس في الجنة موت قال: فما راحتهم ؟ فأعظم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ليس فيها لغوب كل أمرهم راحة فنزلت (لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب). (*)

 

[ 665 ]

(34) * (وقيل اليوم ننساكم) * نترككم في النار * (كما نسيتم لقاء يومكم هذا) * أي تركتم العمل للقائه * (ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) * مانعين منه (35) * (ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله) * القرآن * (هزؤا وغرتكم الحياة الدنيا) * حتى قلتم لا بعث ولا حساب * (فاليوم لا يخرجون) * بالبناء للفاعل وللمفعول * (منها) * من النار * (ولا هم يستعتبون) * لا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالتوبة والطاعة لانها لا تنفع يومئذ. (36) * (فلله الحمد) * الوصف بالجميل على وفاء وعده في المكذبين * (رب السماوات ورب الارض رب العالمين) * خالق ما ذكر، والعالم ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه، ورب بدل. (37) * (وله الكبرياء) * العظمة * (في السماوات والارض) * حال، أي كائنة فيهما * (وهو العزيز الحكيم) * تقدم.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21399871

  • التاريخ : 18/04/2024 - 17:59

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net