00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النجم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

 [ سورة النجم ]

 [ مكية وآياتها اثنان وستون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والنجم) * الثريا * (إذا هوى) * غاب. (2) * (ما ضل صاحبكم) * محمد عليه الصلاة والسلام عن طريق الهداية * (وما غوى) * ما لابس الغي وهو جهل من اعتقاد فاسد. (3) * (وما ينطق) * بما يأتيكم به * (عن الهوى) * هوى نفسه (4) * (إن) * ما * (هو إلا وحي يوحى) * إليه. (5) * (علمه) * إياه ملك * (شديد القوى) *. (6) * (ذو مرة) * قوة وشدة أو منظر حسن، أي جبريل عليه السلام * (فاستوى) * استقر. (7) * (وهو بالافق الاعلى) * أفق الشمس، أي عند مطلعها على صورته التي خلق عليها فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وكان بحراء قد سد الافق إلى المغرب فخر مغشيا عليه وكان قد سأله أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها

______________________________

= فأنزل الله (قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به) الآية وأخرج الشيخان عن سعد بن ابي وقاص قال: في عبد الله بن سلام نزلت (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن سلام قال: في نزلت أسباب نزول الآية 11 وأخرج ايضا عن قتادة قال: قال ناس من المشركين: نحن أعز ونحن ونحن فلو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان فنزل (وقال الذين كفروا) وأخرج ابن المنذر عن عون بن ابي شداد قال: كانت لعمر بن الخطاب أمة أسلمت قبله يقال =

 

[ 701 ]

فواعده بحراء فنزل جبريل له في صورة الآدميين. (8) * (ثم دنا) * قرب منه * (فتدلى) * زاد في القرب (9) * (فكان) * منه * (قاب) * قدر * (قوسين أو أدنى) * من ذلك حتى أفاق وسكن روعه. (10) * (فأوحى) * تعالى * (إلى عبده) * جبريل * (ما أوحى) * جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الموحي تفخيما لشأنه. (11) * (ما كذب) * بالتخفيف والتشديد أنكر * (الفؤاد) * فؤاد النبي * (ما رأى) * ببصره من صورة جبريل. (12) * (أفتمارونه) * تجادلونه وتغلبونه * (على ما يرى) * خطاب للمشركين المنكرين رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل. (13) * (ولقد رآه) * على صورته * (نزلة) * مرة * (أخرى) *. (14) * (عند سدرة المنتهى) * لما أسري به في السماوات، وهي شجرة نبق عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد من الملائكة وغيرهم. (15) * (عندها جنة المأوى) * تأوي إليها الملائكة وأرواح الشهداء المتقين. (16) * (إذ) * حين، * (يغشى السدرة ما يغشى) * من طير وغيره، وإذ معمولة لرآه. (17) * (ما زاغ البصر) * من النبي صلى الله عليه وسلم * (وما طغى) * أي ما مال بصره عن مرئيه المقصود له ولا جاوزه تلك الليلة. (18) * (لقد رأى) * فيها * (من آيات ربه الكبرى) * العظام، أي بعضها فرأى من عجائب الملكوت رفرفا أخضر سد أفق السماء وجبريل له ستمائة جناح. (19) * (أفرأيتم اللات والعزى) *. (20) * (ومناة الثالثة) * للتين قبلها * (الاخرى) * صفة ذم للثالثة وهي أصنام من حجارة كان المشركون يعبدونها ويزعمون أنها تشفع لهم عند الله، ومفعول أفرأيتم الاول اللات وما عطف عليه والثاني محذوف والمعنى أخبروني ألهذه الاصنام قدرة على شئ ما فتعبدونها دون الله القادر على ما تقدم ذكره، ولما زعموا أيضا أن الملائكة بنات الله مع كراهتهم البنات نزلت: (21) * (ألكم الذكر وله الانثى) *. (22) * (تلك إذا قسمة ضيزى) * جائرة من ضازه يضيزه إذا ظلمه وجار عليه. (23) * (إن هي) * أي ما المذكورات * (إلا أسماء سميتموها) * أي سميتم بها * (أنتم وآباؤكم) * أصناما تعبدونها * (ما أنزل الله بها) * أي بعبادتها * (من سلطان) * حجة وبرهان * (إن) * ما * (يتبعون) *

______________________________

= لها - زنين - فكان عمر يضربها على إسلامها حتى يفتر وكان كفار قريش يقولون: لو كان خيرا ما سبقتنا إليه زنين فأنزل الله في شأنها (وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا) الآية. وأخرج ابن سعد نحوه عن الضحاك والحسن. أسباب نزول الآية 17 وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: نزلت هذه الآية (والذي قال لوالديه أف لكما) في = (*)

 

[ 702 ]

في عبادتها * (إلا الظن وما تهوى الانفس) * مما زين لهم الشيطان من أنها تشفع لهم عند الله تعالى * (ولقد جاءهم من ربهم الهدى) * على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بالبرهان القاطع فلم يرجعوا عما هم عليه. (24) * (أم للانسان) * أي لكل إنسان منهم * (ما تمنى) * من أن الاصنام تشفع لهم ؟ ليس الامر كذلك. (25) * (فلله الآخرة والاولى) * أي الدنيا فلا يقع فيهما إلا ما يريده تعالى (26) * (وكم من ملك) * أي وكثير من الملائكة * (في السماوات) * وما أكرمهم عند الله * (لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله) * لهم فيها * (لمن يشاء) * من عباده * (ويرضى) * عنه لقوله (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) ومعلوم أنها لا توجد منهم إلا بعد الاذن فيها (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه). (27) * (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الانثى) * حيث قالوا هم بنات الله. (28) * (وما لهم به) * بهذا القول * (من علم إن) * ما * (يتبعون) * فيه * (إلا الظن) * الذي تخيلوه * (وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) * أي عن العلم فيما المطلوب فيه العلم. (29) * (فأعرض عن من تولى عن ذكرنا) * أي القرآن * (ولم يرد إلا الحياة الدنيا) * وهذا قبل الامر بالجهاد. (30) * (ذلك) * أي طلب الدنيا * (مبلغهم من العلم) * أي نهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة * (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى) * عالم بهما فيجازيهما (31) * (ولله ما في السماوات وما في الارض) * هو مالك لذلك، ومنه الضال والمهتدي يضل من يشاء ويهدي من يشاء * (ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا) * من الشرك وغيره * (ويجزي الذين أحسنوا) * بالتوحيد وغيره من الطاعات * (بالحسنى) * الجنة وبين المحسنين بقوله: (32) * (الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم) * هو صغار الذنوب كالنظرة والقبلة واللمسة فهو استثناء منقطع والمعنى لكن اللمم يغفر باجتناب الكبائر * (إن ربك واسع المغفرة) * بذلك وبقبول التوبة، ونزل فيمن كان يقول: صلاتنا صيامنا حجنا: * (هو أعلم) * أي عالم * (بكم إذ أنشأكم من الارض) * أي خلق أباكم آدم من التراب * (وإذ أنتم أجنة) * جمع جنين

______________________________

= عبد الرحمن ابن ابي بكر قال لابويه وكانا قد أسلما وابي هو أن يسلم فكانا يأمرانه بالاسلام فيرد عليهما ويكذبهما ويقول: فأين فلان وأين فلان يعني مشايخ قريش ممن قد مات ثم أسلم بعد فحسن إسلامه فنزلت توبته في هذه الآية (ولكل درجات مما عملوا) الآية. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس مثله. لكن أخرج البخاري من طريق يوسف بن ماهان قال: قال مروان في = (*)

 

[ 703 ]

* (في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم) * لا تمدحوها على سبيل الاعجاب أما على سبيل الاعتراف بالنعمة فحسن * (هو أعلم) * أي عالم * (بمن اتقى) *. (33) * (أفرأيت الذي تولى) * عن الايمان ارتد لما عير به وقال إني خشيت عقاب الله فضمن له المعير له أن يحمل عنه عذاب الله إن رجع إلى شركه وأعطاه من ماله كذا فرجع. (34) * (وأعطى قليلا) * من المال المسمى * (وأكدى) * منع الباقي مأخوذ من الكدية وهي أرض صلبة كالصخرة تمنع حافر البئر إذا وصل إليها من الحفر. (35) * (أعنده علم الغيب فهو يرى) * يعلم من جملته أن غيره يتحمل عنه عذاب الآخرة ؟ لا، وهو الوليد بن المغيرة أو غيره، وجملة أعنده المفعول الثاني لرأيت بمعنى أخبرني. (36) * (أم) * بل * (لم ينبأ بما في صحف موسى) * أسفار التوراة أو صحف قبلها. (37) * (و) * صحف * (إبراهيم الذي وفى) * تمم ما أمر به نحو (وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن) وبيان ما: (38) * (أ) * ن * (لاتزر وازرة وزر أخرى) * الخ وأن مخففة من الثقيلة أي لا تحمل نفس ذنب غيرها (39) * (وأن) * أي أنه * (ليس للانسان إلا ما سعى) * من خير فليس له من سعي غيره الخير شئ. (40) * (وأن سعيه سوف يرى) * يبصر في الآخرة (41) * (ثم يجزاه الجزاء الاوفى) * الاكمل يقال: جزيته سعيه وبسعيه. (42) * (وأن) * بالفتح عطفا وقرئ بالكسر استئنافا وكذا ما بعدها فلا يكون مضمون الجمل في الصحف على الثاني * (إلى ربك المنتهى) * المرجع والمصير بعد الموت فيجازيهم. (43) * (وأنه هو أضحك) * من شاء أفرحه * (وأبكى) * من شاء أحزنه. (44) * (وأنه هو أمات) * في الدنيا * (وأحيا) * للبعث. (45) * (وأنه خلق الزوجين) * الصنفين * (الذكر والانثى) *. (46) * (من نطفة) * مني * (إذا تمنى) * تصب في الرحم. (47) * (وأن عليه النشآءة) * بالمد والقصر * (الاخرى) * الخلقة الاخرى للبعث بعد الخلقة الاولى (48) * (وأنه هو أغنى) * الناس بالكفاية بالاموال * (وأقنى) * أعطى المال المتخذ قنية. (49) * (وأنه هو رب الشعرى) * هو كوكب خلف الجوزاء كانت تعبد في الجاهلية

______________________________

= عبد الرحمن بن أبي بكر: أن هذا الذي أنزل الله فيه (والذي قال لوالديه أف لكما) فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري. وأخرج عبد الرزاق من طريق مكي أنه سمع عائشة تنكر أن تكون الآية نزلت في عبد الرحمن ابن أبي بكر وقالت: إنما نزلت في فلان وسمت رجلا قال الحافظ ابن حجر: ونفي عائشة أصح اسنادا وأولى بالقبول. (*)

 

[ 704 ]

(50) * (وأنه أهلك عادا الاولى) * وفي قراءة بإدغام التنوين في اللام وضمها بلا همزة وهي قوم عاد والاخرى قوم صالح. (51) * (وثمودا) * بالصرف اسم للاب وبلا صرف للقبيلة وهو معطوف على عادا * (فما أبقى) * منهم أحدا. (52) * (وقوم نوح من قبل) * أي قبل عاد وثمود أهلكناهم * (إنهم كانوا هم أظلم وأطغى) * من عاد وثمود لطول لبث نوح فيهم (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) وهم مع عدم إيمانهم به يؤذونه ويضربونه. (53) * (والمؤتفكة) * وهي قرى قوم لوط * (أهوى) * أسقطها بعد رفعها إلى السماء مقلوبة إلى الارض بأمره جبريل بذلك (54) * (فغشاها) * من الحجارة بعد ذلك * (ما غشى) * أبهم تهويلا، وفي هود: (جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل). (55) * (فبأي آلاء ربك) * أنعمه الدالة على وحدانيته وقدرته * (تتمارى) * تتشكك أيها الانسان أو تكذب. (56) * (هذا) * محمد * (نذير من النذر الاولى) * من جنسهم، أي رسول كالرسل قبله أرسل إليكم كما أرسلوا إلى أقوامهم. (57) * (أزفت الآزفة) * قربت القيامة. (58) * (ليس لها من دون الله) * نفس * (كاشفة) * أي لا يكشفها ويظهرها إلا هو كقوله (لا يجليها لوقتها إلا هو). (59) * (أفمن هذا الحديث) * أي القرآن * (تعجبون) * تكذيبا. (60) * (وتضحكون) * استهزاء * (ولا تبكون) * لسماع وعده ووعيده. (61) * (وأنتم سامدون) * لاهون غافلون عما يطلب منكم (62) * (فاسجدوا لله) * الذي خلقكم * (واعبدوا) * ولا تسجدوا للاصنام ولا تعبدوها.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338935

  • التاريخ : 29/03/2024 - 12:40

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net