00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الحشر  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

 [ سورة الحشر ]

[ مكية وآياتها أربع وعشرون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (سبح لله ما في السماوات وما في الارض) * أي نزهه فاللام مزيدة وفي الاتيان بما تغليب للاكثر * (وهو العزيز الحكيم) * في ملكه وصنعه (2) * (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب) * هم بنو النضير من اليهود * (من ديارهم) * مساكنهم بالمدينة * (لاول الحشر) * هو حشرهم إلى الشام وآخره أن أجلاهم عمر في خلافته إلى خيبر * (ما ظننتم) * أيها المؤمنون * (أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم) * خبر أن * (حصونهم) * فاعله تم به الخبر * (من الله) * من عذابه * (فأتاهم الله) * أمره وعذابه

______________________________

= قالوا يا رسول الله، أسلمنا ولم نقاتلك وقاتلك بنو فلان فأنزل الله (يمنون عليك أن أسلموا) الآية، وأخرج البزار من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله. وأخرج ابن أبي حاتم مثله عن الحسن وأن ذلك لما فتحت مكة وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال قدم عشرة نفر من بني أسد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع وفيهم طلحة بن خويلد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد مع أصحابه فسلموا وقال متكلمهم يا رسول الله إنا شهدنا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله وجئناك يا رسول الله ولم تبعث إلينا بعثا ونحن لمن وراءنا سلم فأنزل الله (يمنون عليك أن أسلموا) الآية. وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير قال أتى قوم من الاعراب من بني أسد النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: جئناك ولم نقاتلك فأنزل الله (يمنون عليك أن أسلموا) الآية. (*)

 

[ 730 ]

* (من حيث لم يحتسبوا) * لم يخطر ببالهم من جهة المؤمنين * (وقذف) * ألقى * (في قلوبهم الرعب) * بسكون العين وضمها، الخوف بقتل سيدهم كعب بن الاشرف * (يخربون) * بالتشديد والتخفيف من أخرب * (بيوتهم) * لينقلوا ما استحسنوه منها من خشب وغيره * (بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الابصار) * (3) * (ولولا أن كتب الله) * قضى * (عليهم الجلاء) * الخروج من الوطن * (لعذبهم في الدنيا) * بالقتل والسبي كما فعل بقريظة من اليهود * (ولهم في الآخرة عذاب النار) * (4) * (ذلك بأنهم شاقوا) * خالفوا * (الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب) * له (5) * (ما قطعتم) * يا مسلمون * (من لينة) * نخلة * (أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله) * أي خيركم في ذلك * (وليخزي) * بالاذن في القطع * (الفاسقين) * اليهود في اعتراضهم أن قطع الشجر المثمر فساد (6) * (وما أفاء) * رد * (الله على رسوله منهم فما أوجفتم) * أسرعتم يا مسلمون * (عليه من) * زائدة * (خيل ولا ركاب) * إبل، أي لم تقاسوا فيه مشقة * (ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير) * فلا حق لكم فيه ويختص به النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذكر معه في الآية الثانية من الاصناف الاربعة على ما كان يقسمه من أن لكل منهم خمس الخمس وله صلى الله عليه وسلم الباقي يفعل فيه ما يشاء فأعطى منه المهاجرين وثلاثة من الانصار لفقرهم (7) * (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) * كالصفراء ووادي القرى وينبع * (فلله) * يأمر فيه بما يشاء * (وللرسول ولذي) *

______________________________

(سورة ق) أسباب نزول الآية 38 أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن اليهود أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والارض فقال خلق الله الارض يوم الاحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع وخلق يوم الاربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين منه فخلق في أول ساعة الآجال حتى يموت من مات وفي الثانية ألقى الآفة = (*)

 

[ 731 ]

صاحب * (القربى) * قرابة النبي من بني هاشم وبني المطلب * (واليتامى) * أطفال المسلمين الذين هلكت آباؤهم وهم فقراء * (والمساكين) * ذوي الحاجة من المسلمين * (وابن السبيل) * المنقطع في سفره من المسلمين، أي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم والاصناف الاربعة على ما كان يقسمه من أن لكل من الاربعة خمس الخمس وله الباقي * (كي لا) * كي بمعنى اللام وأن مقدرة بعدها * (يكون) * الفئ علة لقسمه كذلك * (دولة) * متداولا * (بين الاغنياء منكم وما آتاكم) * أعطاكم * (الرسول) * من الفئ وغيره * (فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب) * (8) * (للفقراء) * متعلق بمحذوف، أي اعجبوا * (المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) * في إيمانهم (9) * (والذين تبوؤا الدار) * أي المدينة * (والايمان) * أي ألفوه وهم الانصار * (من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة) * حسدا * (مما أوتوا) * أي آتى النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين من أموال بني النضير المختصة بهم * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) * حاجة إلى ما يؤثرون به * (يوق شح نفسه) * حرصها على المال * (فأولئك المفلحون) * (10) * (والذين جاءوا من بعدهم) * من بعد المهاجرين والانصار إلى يوم القيامة * (يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا) * حقدا * (للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) *

______________________________

= على كل شئ مما ينتفع به الناس وفي الثالثة خلق آدم وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة قالت اليهود ثم ماذا يا محمد ؟ قال ثم استوى على العرش قالوا قد أصبت لو أتممت، قالوا ثم استراح فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فنزل (ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون). وأخرج ابن جرير من طريق عمرو بن قيس الملائي عن ابن عباس قال قالوا يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت = (*)

 

[ 732 ]

(11) * (ألم تر) * تنظر * (إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب) * وهم بنو النضير وإخوانهم في الكفر * (لئن) * لام قسم في الاربعة * (أخرجتم) * من المدينة * (لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم) * في خذلانكم * (أحدا أبدا وإن قوتلتم) * حذفت منه اللام الموطئة * (لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون) * (12) * (لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم) * أي جاؤوا لنصرهم * (ليولن الادبار) * واستغني بجواب القسم المقدر عن جواب الشرط في المواضع الخمسة * (ثم لا ينصرون) * أي اليهود (13) * (لانتم أشد رهبة) * خوفا * (في صدورهم) * أي المنافقين * (من الله) * لتأخير عذابه * (ذلك بأنهم قوم لا يفقهون) * (14) * (لا يقاتلونكم) * أي اليهود * (جميعا) * مجتمعين * (إلا في قرى محصنة أو من وراء جدار) * سور، وفي قراءة جدر * (بأسهم) * حربهم * (بينهم شديد تحسبهم جميعا) * مجتمعين * (وقلوبهم شتى) * متفرقة خلاف الحسبان * (ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) * (15) مثلهم في ترك الايمان * (كمثل الذين من قبلهم قريبا) * بزمن قريب وهم أهل بدر من المشركين * (ذاقوا وبال أمرهم) * عقوبته في الدنيا من القتل وغيره * (ولهم عذاب أليم) * مؤلم في الآخرة (16) مثلهم أيضا في سماعهم من المنافقين وتخلفهم عنهم * (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين) * كذبا منه ورياء.

______________________________

= (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) ثم أخرج عن عمر مرسلا مثله. (سورة الذاريات) أسباب نزول الآية 19 أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن بن محمد بن الحنفية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فأصابوا وغنموا فجاء قوم بعدما فرغوا فنزلت (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم). أسباب نزول الآية 54 و 55 وأخرج أيضا ابن منيع وابن راهويه والهيثم بن كليب في مسانيدهم من طريق مجاهد عن علي قال = (*)

 

[ 733 ]

(17) * (فكان عاقبتهما) * أي الغاوي والمغوي وقرئ بالرفع اسم كان * (أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين) * أي الكافرين. (18) * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) * ليوم القيامة * (واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) *. (19) * (ولا تكونوا كالذين نسوا الله) * تركوا طاعته * (فأنساهم أنفسهم) * أن يقدموا لها خيرا * (أولئك هم الفاسقون) *. (20) * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) *. (21) * (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) * وجعل فيه تمييز كالانسان * (لرأيته خاشعا متصدعا) * متشققا * (من خشية الله وتلك الامثال) * المذكورة * (نضربها للناس لعلهم يتفكرون) * فيؤمنون. (22) * (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة) * السر والعلانية * (هو الرحمن الرحيم) * (23) * (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) * الطاهر عما لا يليق به * (السلام) * ذو السلامة من النقائص * (المؤمن) * المصدق رسله بخلق المعجزة لهم * (المهيمن) * من هيمن يهيمن إذا كان رقيبا على الشئ أي الشهيد على عباده بأعمالهم * (العزيز) * القوي * (الجبار) * جبر خلقه على ما أراد * (المتكبر) * عما لا يليق به * (سبحان الله) * نزه نفسه * (عما يشركون) * به.

______________________________

= لما نزلت (فتول عنهم فما أنت بملوم) لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولى عنا فنزلت (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فطابت أنفسنا وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا أنه لما نزلت (فتول عنهم) الآية اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأوا أن الوحي قد انقطع وأن العذاب قد حضر فأنزل الله (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). (سورة الطور) أسباب نزول الآية 30 أخرج ابن جرير عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة فإنما هو كأحدهم فأنزل الله في ذلك = (*)

 

[ 734 ]

(24) * (هو الله الخالق البارئ) * المنشئ من العدم * (المصور له الاسماء الحسنى) * التسعة والتسعون الوارد بها الحديث، والحسنى مؤنث الاحسن * (يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم) * تقدم أولها




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21337966

  • التاريخ : 29/03/2024 - 07:37

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net