00989338131045
 
 
 
 
 
 

  سورة المنافقون وسورة التغابن 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

 [ سورة المنافقون ]

[ مدنية وآياتها إحدى عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إذا جاءك المنافقون قالوا) * بألسنتهم على خلاف ما في قلوبهم * (نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد) * يعلم * (إن المنافقين لكاذبون) * فيما أضمروه مخالفا لما قالوه.

______________________________

= الوادي يحمي لهم وفيه عسل ففعل وهو واد معجب فسمعوا الناس يقولون إن في الجنة كذا وكذا قالوا يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي فأنزل الله (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود) الآيات. أسباب نزول الآية 29 وأخرج البيهقي من وجه آخر عن مجاهد قال كانوا يعجبون بوج - واد في الطائف - وظلاله وطلحه وسدره فأنزل الله (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود). (*)

 

[ 743 ]

(2) * (اتخذوا أيمانهم جنة) * سترة على أموالهم ودمائهم * (فصدوا) * بها * (عن سبيل الله) * أي عن الجهاد فيهم * (إنهم ساء ما كانوا يعملون) *. (3) * (ذلك) * أي سوء عملهم * (بأنهم آمنوا) * باللسان * (ثم كفروا) * بالقلب، أي استمروا على كفرهم به * (فطبع) * ختم * (على قلوبهم) * بالكفر * (فهم لا يفقهون) * الايمان. (4) * (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) * لجمالها * (وإن يقولوا تسمع لقولهم) * لفصاحته * (كأنهم) * من عظم أجسامهم في ترك التفهم * (خشب) * بسكون الشين وضمها * (مسندة) * ممالة إلى الجدار * (يحسبون كل صيحة) * تصاح كنداء في العسكر وإنشاد ضالة * (عليهم) * لما في قلوبهم من الرعب أن ينزل فيهم ما يبيح دماءهم * (هم العدو فاحذرهم) * فإنهم يفشون سرك للكفار * (قاتلهم الله) * أهلكهم * (أنى يؤفكون) * كيف يصرفون عن الايمان بعد قيام البرهان. (5) * (وإذا قيل لهم تعالوا) * معتذرين * (يستغفر لكم رسول الله لووا) * بالتشديد والتخفيف عطفوا * (رؤوسهم ورأيتهم يصدون) * يعرضون عن ذلك * (وهم مستكبرون) * (6) * (سواء عليهم أستغفرت لهم) * استغني بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل * (أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) * (7) * (هم الذين يقولون) * لاصحابهم من الانصار * (لا تنفقوا على من عند رسول الله) * من المهاجرين * (حتى ينفضوا) * يتفرقوا عنه

______________________________

أسباب نزول الآية 75 وأخرج مسلم عن ابن عباس قال مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا هذه رحمة وضعها الله، وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآيات (فلا أقسم بمواقع النجوم) حتى بلغ (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حزرة قال نزلت هذه الآيات في رجل من الانصار في غزوة تبوك نزلوا الحجر فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحملوا من مائها شيئا، ثم ارتحل ونزل منزلا آخر وليس معهم ماء = (*)

 

[ 744 ]

* (ولله خزائن السماوات والارض) * بالرزق فهو الرازق للمهاجرين وغيرهم * (ولكن المنافقين لا يفقهون) * (8) * (يقولون لئن رجعنا) * أي من غزوة بني المصطلق * (إلى المدينة ليخرجن الاعز) * عنوا به أنفسهم * (منها الاذل) * عنوا به المؤمنين * (ولله العزة) * الغلبة * (ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) * ذلك (9) * (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم) * تشغلكم * (أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله) * الصلوات الخمس * (ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) * (10) * (وأنفقوا) * في الزكاة * (مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا) * بمعنى هلا، أو لا زائدة ولو للتمني * (أخرتني إلى أجل قريب فأصدق) * بإدغام التاء في الاصل في الصاد أتصدق بالزكاة * (وأكن من الصالحين) * بأن أحج، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما قصر أحد في الزكاة والحج إلا سأل الرجعة عند الموت (11) * (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون) * بالتاء والياء

______________________________

= فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام فصلى ركعتين ثم دعا فأرسل الله سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها فقال رجل من الانصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق ويحك أما ترى ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم فأمطر الله علينا السماء فقال إنما مطرنا بنوء كذا وكذا. (سورة الحديد) أسباب نزول الآية 16 أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد العزيز بن أبي رواد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ظهر فيهم المزاح والضحك فنزلت (ألم يأن للذين آمنوا) الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذوا في شئ من المزاح فأنزل الله (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) الآية. وأخرج عن السدي عن القاسم قال مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله (نحن نقص عليك أحسن القصص) ثم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) الآية. وأخرج ابن المبارك في الزهد أنبأنا سفيان عن الاعمش قال لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأصابوا من العيش ما أصابوا بعدما كان بهم من الجهد فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه فنزلت (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم) الآية. (*)

 

[ 745 ]

* (سورة التغابن) *

 (مكية أو مدنية وآياتها ثماني عشرة آية) بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يسبح لله ما في السماوات وما في الارض) * ينزهه فاللام زائدة، وأتى بما دون من تغليبا للاكثر * (له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير) * (2) * (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) * في أصل الخلقة ثم يميتكم ويعيدكم على ذلك * (والله بما تعملون بصير) * (3) * (خلق السماوات والارض بالحق وصوركم فأحسن صوركم) * إذ جعل شكل الآدمي أحسن الاشكال * (وإليه المصير) * (4) * (يعلم ما في السماوات والارض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور) * بما فيها من الاسرار والمعتقدات (5) * (ألم يأتكم) * يا كفار مكة * (نبأ) * خبر * (الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم) * عقوبة الكفر في الدنيا * (ولهم) * في الآخرة * (عذاب أليم) * مؤلم.

______________________________

أسباب نزول الآية 28 وأخرج الطبراني في الاوسط بسند فيه من لا يعرف عن ابن عباس أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا فكانت فيهم جراحات ولم يقتل منهم أحدا فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا يا رسول الله إنا أهل ميسرة فأذن لنا نجئ بأموالنا نواسي بها المسلمين فأنزل الله فيهم (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون) الآيات فلما نزلت قالوا يا معشر المسلمين أما من آمن منا بكتابكم فله أجران ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم، فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال لما نزلت (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) الآية. فخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لنا أجران ولكم أجر فاشتد ذلك على الصحابة فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) الآية فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب. (*)

 

[ 746 ]

(6) * (ذلك) * أي عذاب الدنيا * (بأنه) * ضمير الشأن * (كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) * الحجج الظاهرات على الايمان * (فقالوا أبشر) * أريد به الجنس * (يهدوننا فكفروا وتولوا) * عن الايمان * (واستغنى الله) * عن إيمانهم * (والله غني) * عن خلقه * (حميد) * محمود في أفعاله (7) * (زعم الذين كفروا أن) * مخففة واسمها محذوف، أي أنهم * (لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) * (8) * (فآمنوا بالله ورسوله والنور) * القرآن * (الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير) * (9) اذكر * (يوم يجمعكم ليوم الجمع) * يوم القيامة * (ذلك يوم التغابن) * يغبن المؤمنون الكافرين بأخذ منازلهم وأهليهم في الجنة لو آمنوا * (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله) * وفي قراءة بالنون في الفعلين * (جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) *. (10) * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا) * القرآن * (أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير) * هي (11) * (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله) * بقضائه * (ومن يؤمن بالله) * في قوله إن المصيبة بقضائه * (يهد قلبه) * للصبر عليها * (والله بكل شئ عليم) *

______________________________

أسباب نزول الآية 29 وأخرج ابن جرير عن قتادة قال بلغنا أنه لما نزلت (يؤتكم كفلين من رحمته) حسد أهل الكتاب المسلمين عليها فأنزل الله (لئلا يعلم أهل الكتاب) الآية وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال قالت اليهود يوشك أن يخرج منا نبي فيقطع الايدي والارجل فلما خرج من العرب كفروا فأنزل الله (لئلا يعلم أهل الكتاب) الآية يعني بالفضل النبوة. (سورة المجادلة) أسباب نزول الآية 1 أخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت تبارك الذي وسع سمعه كل شئ إني لاسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) وهو أوس بن الصامت. (*)

 

[ 747 ]

(12) * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) * البين (13) * (الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * (14) * (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) * أن تطيعوهم في التخلف عن الخير كالجهاد والهجرة فإن سبب نزول الآية الاطاعة في ذلك * (وإن تعفوا) * عنهم في تثبيطهم إياكم عن ذلك الخير معتلين بمشقة فراقكم عليهم * (وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم) * (15) * (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) * لكم شاغلة عن أمور الآخرة * (والله عنده أجر عظيم) * فلا تفوتوه باشتغالكم بالاموال والاولاد (16) * (فاتقوا الله ما استطعتم) * ناسخة لقوله (اتقوا الله حق تقاته) * (واسمعوا) * ما أمرتم به سماع قبول * (وأطيعوا الله وأنفقوا) * في الطاعة * (خيرا لانفسكم) * خبر يكن مقدرة جواب الامر * (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) * الفائزون (17) * (إن تقرضوا الله قرضا حسنا) * بأن تتصدقوا عن طيب قلب * (يضاعفه لكم) * وفي قراءة يضعفه بالتشديد بالواحدة عشرا إلى سبعمائة وأكثر * (ويغفر لكم) * ما يشاء * (والله شكور) * مجاز على الطاعة * (حليم) * في العقاب على المعصية (18) * (عالم الغيب) * السر * (والشهادة) * العلانية * (العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه

______________________________

أسباب نزول الآية 8 وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين اليهود موادعة فكانوا إذا مر بهم رجل من الصحابة جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكرهه فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى فلم ينتهوا فأنزل الله (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى) الآية وأخرج أحمد والبزار والطبراني بسند جيد عن عبد الله بن عمرو أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم سام عليكم ثم يقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول فنزلت هذه الآية (وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحييك به الله) وفي الباب عن أنس وعائشة. (*)

 

[ 748 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21401565

  • التاريخ : 19/04/2024 - 08:31

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net