00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النساء 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الأول )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة النساء

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن اميرالمؤمنين عليه السلام قال: من قرأ سورة النساء في كل جمعة أمن من ضغطة القبر.

2 - في مصباح الكفعمى عنه عليه السلام: من قرأ فكانما تصدق على كل من ورث ميراثا، واعطى من الاجر كمن اشترى محررا وبرئ من الشرك، وكان في مشية الله من الذين يتجاوز عنهم.

3 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوحمزة عن ابى جعفر عليه السلام في قوله تعالى: يا ايها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة الآية قال: قرابة الرسول صلى الله عليه وآله وسيدهم أميرالمؤمنين، أمروا بمودتهم فخالفوا ما أمروا به.

4 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليهم السلام قال: سميت حوا حوا لانها خلقت من حى، قال الله عزوجل: (خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها).

5 - وباسناده إلى أبى بصير عن أبيعبدالله عليهم السلام قال: سميت المرأة مرأة لانها خلقت من المرء يعنى خلقت حوا من آدم.

6 - في تفسير العياشى عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال: سألت ابا جعفر عليه السلام من أى شئ خلق الله حوا؟ فقال، اى شئ يقولون هذا الخلق؟ قلت، يقولون ان الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال: كذبوا، كان يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك يابن رسول الله من أى شئ خلقها، فقال.

اخبرنى أبى عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين،

[430]

فخلطها بيمينه - وكلتا يديه يمين -(1) فخلق منها آدم، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء.

7 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى - عبدالله عليه السلام في حديث طويل قال: سمى النساء نساء‌ا لانه لم يكن لآدم عليه السلام انس غير حواء.

8 - وباسناده إلى ابن نوبة(2) رواه عن زرارة قال: سئل ابوعبدالله عليه السلام كيف بدو النسل من ذرية آدم عليه السلام فان عندنا اناسا يقولون، ان الله تبارك وتعالى اوحى إلى آدم ان يزوج بناته من بنيه، وان هذا الخلق اصله كله من الاخوة والاخوات؟ قال ابوعبدالله عليه السلام، سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا، ان الله عزوجل جعل اصل صفوة خلقه واحبائه وانبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال، وقد اخذ ميثاقهم على الحلال والطهر الطاهر الطيب؟ والله لقد نبئت(3) ان بعض البهائم تنكرت له أخته، فلما نزا عليها(4) ونزل كشف له عنها وعلم انها اخته اخرج غرموله(5) ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا، قال زرارة: ثم سئل عليه السلام عن خلق حواء وقيل له: ان اناسا عندنا يقولون: ان الله عزوجل خلق حواء من ضلع آدم الايسر الاقصى، قال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا: ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه، وجعل لمتكلم من اهل التشنيع سبيلا إلى الكلام يقول: ان آدم كان ينكح بعضه بعضا اذا

___________________________________

(1) ذكر المجلسى (ره) في معناه كلاما طويلا راجع ج 5: 28 ط كمپانى وج 11 106 ط طهران.

(2) كذا في الاصل وفى نسخة (ابن داود) وفى المصدر ونسخة البحار (ابن نويه).

(3) وفى بعض النسخ (تبينت) مكان (نبئت)، وكذا في الحديث الاتى.

(4) اى وقع عليها وجامعها.

5 - الغرمول: الذكر.

[431]

كانت من ضلعه، مالهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم، ثم قال: ان الله تبارك وتعالى لما خلق آدم من طين أمر الملئكة فسجدوا له والقى عليه السبات، ثم ابتدع له خلقا ثم جعلها في موضع النقرة التى بين ركبتيه(1) وذلك لكى تكون المرأة تبعا للرجل، فأقبلت تتحرك فانتبه لتحركها فلما انتبه نوديت ان تنحى عنى، فلما نظر اليها نظر إلى خلق حسن يشبه صورته غير انها انثى، فكلمها فكلمته بلغته، فقال لها: من انت؟ فقالت خلق خلقنى الله كما ترى، فقال آدم عند ذلك يارب: من هذا الخلق الحسن الذى قد آنسنى قربه والنظر اليه؟ فقال الله هذه امتى حواء أفتحب ان تكون معك فتونسك وتحدثك وتأتمر لامرك؟ قال: نعم يارب ولك على بذلك الشكر والحمد مابقيت، فقال الله تبارك وتعالى فاخطبها إلى فانها امتى وقد تصلح ايضا للشهوة والقى الله عليه الشهوة، وقد علم قبل ذلك المعرفة فقال: يارب فانى أخطبها اليك فما رضاك لذلك؟ قال رضائى أن تعلمها معالم دينى، فقال: ذلك لك يارب ان شئت ذلك، قال قد شئت ذلك وقد زوجتكها فضمها اليك فقال: أقبلى فقالت: بل أنت فأقبل إلى، فأمرالله عزوجل آدم ان يقوم اليها فقام ولولا ذلك لكن النساء‌هن يذهبن إلى الرجال حتى خطبن على أنفسهن، فهذه قصة حوا صلوات الله عليها.

9 - وباسناده إلى الحسن بن مقاتل عمن سمع زرارة يقول سئل أبوعبدالله عليه السلام عن بدو النسل من آدم كيف كان؟ وعن بدو النسل من ذرية آدم فان اناسا عندنا يقولون ان الله تبارك وتعالى اوحى إلى آدم ان يزوج بناته بنيه، وان هذا الخلق كله اصله من الاخوة والاخوات، فقال ابوعبدالله عليه السلام: تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، يقول من قال هذا: ان الله عزوجل خلق صفوة خلقه وأحبائه وانبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام، ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال، وقد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب، فوالله لقد نبئت ان بعض البهايم تنكرت له اخته، فلما نزاعليها ونزل كشف له عنها، فلما علم انها اخته اخرج غرموله ثم قبض عليه بأسنانه حتى قطعه فخر ميتا وآخر تنكرت له امه ففعل هذا بعينه، فكيف الانسان

___________________________________

(1) النقرة: ثقب في وسط الورك وهو مافوق الفخذ.

[432]

في انسانيته وفضله وعلمه؟ غيران جيلا من هذا الخلق الذى ترون رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم واخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه، فصاروا إلى ماقد ترون من الضلال والجهل بالعلم كيف كانت الاشياء الماضية من بدء ان خلق الله ما خلق وما هو كائن أبدا ثم قال: ويح هؤلاء أين هم عمالا يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولافقهاء أهل العراق؟ ان الله عزوجل أمر القلم فجرى على اللوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق آدم بألفى عام، وان كتب الله كلها فيما جرى فيه القلم في كلها تحريم الاخوات على الاخوة مع ماحرم، وهذا نحن قدنرى منها هذه الكتب الاربعة المشهورة في هذا العالم: التوراة والانجيل والزبور والفرقان، أنزلها الله من اللوح المحفوظ على رسله صلوات الله عليهم اجمعين، منها التوراة على موسى والزبور على داود والانجيل على عيسى والفرقان على محمد صلى الله عليه وآله وعلى النبيين عليهم السلام ليس فيها تحليل شئ من ذلك، حقا اقول ما اراد من يقول هذا وشبهه الاتقوية حجج المجوس، فمالهم قاتلهم الله ثم انشأ يحدثنا كيف كان بدو النسل من آدم وكيف كان بدو النسل من ذريته فقال ان آدم صلوات الله عليه ولد له سبعون بطنا في كل بطن غلام وجارية إلى ان قتل هابيل فلما قتل قابيل هابيل جزع آدم على هابيل جزعا قطعه عن اتيان النساء فبقى لايستطيع ان يغشى حواء خمسمأة عام، ثم تجلى مابه من الجزع عليه فغشى حواء، فوهب الله له شيئا وحده ليس مع ثان، واسم شيث هبة الله وهو اول وصى اوصى اليه من الآدميين في الارض، ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثان فلما أدركا وأراد الله عزوجل أن يبلغ بالنسل ماترون وأن يكون ماقد جرى به القلم من تحريم ماحرم الله عزوجل من الاخوات على الاخوة، انزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنة اسمها نزلة، فأمرالله عزوجل آدم ان يزوجها من شيث فزوجها منه، ثم نزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها المنزلة، فأمرالله عزوجل آدم ان يزوجها من يافث فزوجها منه، فولد لشيث غلام وولد ليافث جارية، فأمرالله عزوجل آدم حين ادركا أن يزوج بنت يافث من ابن شيث، ففعل ذلك فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما، ومعاذالله أن يكون ذلك على ماقالوا من الاخوة والاخوات.

[433]

10 - في قرب الاسناد للحميرى احمد بن محمد بن ابى نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن الناس كيف تناسلوا من آدم صلى الله عليه فقال: حملت حواء هابيل واختا له في بطن، ثم حملت في البطن الثانى قابيل واختا له في بطن، تزوج هابيل التى مع قابيل وتزوج قابيل التى مع هابيل ثم حدث التحريم بعد ذلك.

11 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى القاسم بن عروة عن بريد بن معاوية عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل انزل حوراء من الجنة إلى آدم عليه السلام فزوجها أحدابنيه، وتزوج الاخر إلى الجن فولدتا جميعا فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان، وانكر ان يكون زوج بنيه من بناته.

12 - في تفسير العياشى عن ابى بكر الحضرمى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان آدم ولد أربعة ذكور فأهبط الله اليهم أربعة من الحور العين، فزوج كل واحد منهم واحدة فتوالدوا ثم ان الله رفعهن وزوج هؤلاء الاربعة من الجن فصار النسل فيهم فما كان من حلم فمن آدم وما كان من جمال فمن قبل الحور العين، وما كان من قبح او سوء خلق فمن الجن.

13 - عن أبى بكر الحضرمى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال لى فما يقول الناس في تزويج آدم ولده؟ قلت: يقولون ان حوا كانت تلد لادم في كل بطن غلاما وجارية، فتزوج الغلام الجارية التى من البطن الاخر الثانى، وتزوج الجارية الغلام الذى من البطن الاخر حتى توالدوا، فقال أبوجعفر عليه السلام: ليس هذا كذاك أيحجنكم المجوس، ولكنه لما ولد آدم هبة الله وكبر سأل الله أن يزوجه فأنزل الله له حوراء من الجنة، فزوجها اياه فولدت له أربعة بنين، ثم ولد لادم ابن آخر فلما كبر أمره فتزوج إلى الجان فولد له أربع بنات، فتزوج بنو هذا بنات هذا، فما كان من جمال فمن قبل الحوراء، وما كان من حلم فمن قبل آدم، وما كان من حقد فمن قبل الجان، فلما توالدوا صعد الحوراء إلى السماء.

14 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سأل

[434]

رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اخبرنى عن آدم خلق من حوا أم خلقت حوا من آدم؟ قال: بل حوا خلقت من آدم، ولو كان آدم خلق من حوا لكان الطلاق بيد النساء ولم يكن بيد الرجال، قال: فمن كله خلقت أومن بعضه؟ قال: بل من بعضه، ولو خلقت من كله لجاز القصاص في النساء كما يجوز في الرجال، قال: فمن ظاهره أو باطنه؟ قال: بلى من باطنه ولو خلقت من ظاهره لانكشفن النساء كما ينكشف الرجال، فلذلك صار النساء مستترات، قال: فمن يمينه أو من شماله؟ قال: بل من شماله ولو خلقت من يمينه لكان حظ الانثى مثل حظ الذكر من الميراث، فلذلك صار للانثى سهم وللذكر سهمان، وشهادة امرأتين مثل شهادة رجل واحد، قال: فمن أين خلقت؟ قال من الطينة التى فضلت من ضلعه الايسر، قال صدقت يا محمد، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

15 - وباسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن ابى طالب عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه عليه السلام: خلق الله عزوجل آدم من طين، ومن فضله وبقيته خلقت حواء.

16 - في الكافى ابان عن الواسطى عن ابى عبدالله عليه السلام قال ان الله خلق آدم من الماء والطين فهمة ابن آدم في الماء والطين، وخلق حوا من آدم فهمة النساء في الرجال فحصنوهن في البيوت.

17 - عدة من اصحابنا عن احمد بن ابى عبدالله عن ابيه عن وهب عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال اميرالمؤمنين عليه السلام خلق الرجال من الارض وانماهمهم في الارض وخلقت المراة من الرجال، وانما همها في الرجال، احبسوا نساء‌كم يا معاشر الرجال.

18 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن خالد بن اسمعيل عن رجل من اصحابنا من اهل الجبل عن ابى جعفر عليه السلام قال ذكرت له المجوس وانهم يقولون نكاح كنكاح ولد آدم فانهم يحاجونا بذلك، فقال اما انتم فلا يحاجونكم به لما ادرك هبة الله قال آدم يارب زوج هبة الله، فأهبط الله عزوجل حوراء فولدت له اربعة غلمة، ثم رفعها الله فلما ادرك ولد هبة الله قال يارب زوج ولد هبة الله، فاوحى الله عزوجل اليه ان يخطب إلى رجل من الجن وكان مسلما اربع بنات

[435]

له على ولد هبة فزوجهن، فما كان من جمال وحلم فمن قبل الحوراء والنبوة، وما كان من سفه اوحدة فمن الجن.

19 - في تفسير العياشى عن سليمان بن خالد عن ابى عبدالله (ع) حديث طويل وفيه فقلت: جعلت فداك فممن تناسل ولد آدم هل كانت انثى غير حوراء وهل كان ذكر غير آدم؟ فقال: يا سليمان ان الله تبارك وتعالى رزق آدم من حواء قابيل، وكان ذكر ولده من بعده هابيل، فلما أدرك قابيل ما يدرك الرجال اظهرالله له جنية، واوحى إلى آدم ان تزوجها قابيل ففعل ذلك آدم ورضى بها قابيل وقنع، فلما ادرك هابيل ما يدرك اظهر الله له حوراء واوحى إلى آدم ان يزوجها من هابيل ففعل ذلك فقتل هابيل و الحوراء حامل فولدت الحوراء غلاما سماه آدم هبة الله، فاوحى الله إلى آدم ان ادفع اليه الوصية واسم الله الاعظم، وولدت حواء غلام فسماه آدم شيث بن آدم، فلما ادرك ما يدرك الرجال أهبط الله له حوراء وأوحى إلى آدم ان يزوجها من شيث بن آدم ففعل ذلك، فولدت الحوراء جارية فسماها آدم حورة فلما ادركت الجارية زوج آدم حورة بنت شيث من هبة الله بن هابيل فنسل آدم منهما.

20 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن ابى حمزة الثمالى قال، سمعت على بن الحسين عليهما السلام يحدث رجلا من قريش قال، لما تاب الله على آدم واقع حواء ولم يكن غشيها منذ خلق وخلقت الا في الارض، وذلك بعد ما تاب الله عليه قال، و كان آدم يعظم البيت وما حوله من حرمة البيت، وكان اذا اراد أن يغشى حوا خرج من الحرم واخرجها معه، فاذا جاز الحرم غشيها في الحل ثم يغتسلان اعظاما منه للحرم، ثم يرجع إلى فناء البيت فولد لادم من حوا عشرون ذكرا وعشرون انثى فولد له في كل بطن ذكر وانثى.

فأول بطن ولدت حوا هابيل ومعه جارية يقال لها اقليما قال.

وولدت في البطن الثانى قابيل ومعه جارية يقال لها لوزا وكانت لوزا أجمل بنات آدم.

قال: فلما أدركوا خاف عليهم آدم من الفتنة فدعاهم اليه، فقال، اريد ان انكحك يا هابيل لوزا وانكحك يا قابيل اقليما، قال قابيل، ما أرضى بهذا أتنكحنى اخت هابيل القبيحة وتنكح هابيل اختى الجميلة؟ قال، فانا اقرع بينكما، فان خرج سهمك

[436]

يا قابيل على لوزا وخرج سهمك يا هابيل على اقليما زوجت كل واحد منكما التى يخرج سهمه عليها، قال: فرضيا بذلك فاقترعا، قال، فخرج سهم هابيل على لوزا أخت قابيل وخرج سهم قابيل على اقليما اخت هابيل، قال فزوجهما على ما خرج لهما من عندالله، قال، ثم حرم الله نكاح الاخوات بعد ذلك، قال.

فقال له القرشى.

فاولداهما قال.

نعم فقال له القرشى فهذا فعل المجوس اليوم.

قال.

فقال على بن الحسين.

ان المجوس انما فعلوا ذلك بعد التحريم من الله، لاتنكر هذا انما هى شرايع جرت، اليس الله قد خلق زوجة آدم منه ثم احلها له؟ فكان ذلك شريعة من شرايعهم ثم انزل الله التحريم بعد ذلك.

21 - في مجمع البيان قالوا: ان امرأة آدم كانت تلد في كل بطن غلاما وجارية فولدت في اول بطن قابيل وقيل: قابين وتوأمته اقليما بنت آدم، ولبطن الثانى هابيل وتوأمته ليودا(1) فلما ادركوا جميعا امرالله تعالى ان ينكح قابيل اخت هابيل، وهابيل اخت قابيل فرضى هابيل وابى قابيل، لان اخته كانت احسنهما، وقال ما امرالله بهذا ولكن هذا من رايك فأمراهما الله ان يقربا قربانا فرضيا بذلك إلى قوله روى ذلك عن ابيجعفر الباقر عليه السلام وغيره من المفسرين.

22 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن المفضل عن ابيحمزة الثمالى عن ابيجعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام انه قال: لما أكل آدم من الشجرة اهبط إلى الارض فولد له هابيل واخته توأم وولد له قابيل واخته توام، ثم ان آدم امر قابيل وهابيل ان يقربا قربانا وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع، فقرب هابيل كبشا وقرب قابيل مزرعة مالم ينق، وكان كبش هابيل من فضل غنمه، وكان زرع قابيل غير منقى، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وهو قول الله عزوجل: (واتل عليهم) الاية.

23 - في تفسير العياشى عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: ان أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار، فايما رجل منكم غضب على

___________________________________

(1) وفى المصدر (لبوذا).

[437]

ذى رحمه فليدن منه فان الرحم اذا مستها الرحم استقرت، وانها متعلقة بالعرش ينتقضه انتقاض الحديد فتنادى اللهم صل من وصلنى واقطع من قطعنى، وذلك قول الله في كتابه واتقوا الله الذى تساء‌لون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا.

24 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود: الرقيب الحفيظ.

25 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن جميل ابن دراج قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (واتقوا الله الذى تساء‌لون والارحام ان الله كان عليكم رقيبا قال هى ارحام الناس، ان الله عزوجل امر بصلتها وعظمها الاترى انه جعلها منه.

26 - وباسناده إلى ابيعبدالله عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: صلوا ارحامكم ولو بالتسليم، يقول الله تبارك وتعالى: (واتقوا الله الذى تساء‌لون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا).

27 - وباسناده إلى الرضا عليه السلام قال: ان رحم آل محمد الائمة عليهم السلام المعلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلنى واقطع من قطعنى، ثم هى جارية بعدها في ارحام المؤمنين، ثم تلا هذه الاية: (واتقوا الله الذى تساء‌لون به والارحام).

28 - في مجمع البيان (والارحام) معناه واتقوا الارحام ان تقطعوها عن ابن عباس وقتادة ومجاهد والضحاك والزجاج وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

29 - في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: ان الله أمر بثلثة مقرون بها ثلثة، إلى قوله: وامر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق - الله عزوجل.

30 - وباسناده إلى الرضا عن أبيه عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بى إلى السماء رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكورحما إلى ربها، فقلت لها: كم بينك وبينها من أب فقالت نلتقى في أربعين ابا.

31 - في مجمع البيان وآتوا اليتامى اموالهم الاية روى انه لما نزلت هذه الاية كرهوا مخالطة اليتامى فشق ذلك عليهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله

[438]

سبحانه: (ويسئلونك من اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم) الاية وهو المروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام.

32 - في تفسير العياشى عن سماعة بن مهران عن أبى عبدالله او ابى الحسن عليهما السلام انه قال: حوبا كبيرا هو مما يخرج الارض من اثقالها.

33 - عن يونس بن عبدالرحمان عمن اخبره عن ابى عبدالله عليه السلام قال: في كل شئ اسراف الا في النساء؟ قال الله: انكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع.

34 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام لبعض الزنادقة: واما ظهورك على تناكر قوله: (وان خفتم الاتقسطوا في اليتامى فانكحوا ماطاب لكم من النساء) ليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء ولاكل النساء يتامى فهو ما قدمت ذكره من اسقاط المنافقين من القرآن وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص اكثر من ثلث القرآن، وهذا وما اشبهه مما ظهرت حوادث المنافقين فيه لاهل النظر والتأمل، ووجد المعطلون واهل الملل المخالفة للاسلام مساغا إلى القدح في القرآن، ولو شرحت لك كلما اسقط وحرف وبدل ما يجرى هذا المجرى لطال وظهر ما يخطر التقية اظهاره من مناقب الاولياء ومثالب الاعداء.

35 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: (وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) قال: نزلت مع قوله: (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتى لاتؤتونهن ماكتب لهن وترغبون ان تنكحوهن فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) فنصف الاية في اول السورة ونصفها على رأس المأة وعشرين آية وذلك انهم كانوا لايستحلون ان يتزوجوا يتيمة قدربوها، فسألوا رسول الله عن ذلك: فأنزل الله عزوجل: (يستفتونك في النساء) إلى قوله: (مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم) قوله: ذلك ادنى الاتعولوا اى لايتزوج مالا يقدر أن تعول.

[439]

36 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن نوح بن شعيب ومحمد بن الحسن قال: سأل ابن أبى العوجاء هشام بن الحكم فقال له: اليس الله حكيما؟ قال: بلى هو أحكم الحاكمين، قال فأخبرنى عن قول الله عزوجل: (فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة) أليس هذا فرض؟ قال بلى، قال فأخبرنى عن قوله عزوجل (ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل) اى حكيم يتكلم بهذا؟ فلم يكن عنده جواب فرحل إلى المدينة إلى أبى عبدالله عليه السلام، فقال له يا هشام في غير وقت حج ولاعمرة، قال نعم جعلت فداك لامر أهمنى، ان ابن ابى العوجاء سألنى عن مسألة لم يكن عندى فيها شئ قال وما هى؟ قال فاخبره بالقصة، فقال له أبوعبدالله عليه السلام اما قوله عزوجل.

(فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الاتعدلوا فواحدة) يعنى في النفقة، واما قوله.

(ولكن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) يعنى في المودة، فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب قال.والله ماهذا من عندك.

37 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ليس الغيرة الا للرجال، فاما النساء فانما ذلك منهن حسد والغيرة للرجال ولذلك حرم على النساء الازوجها وأحل للرجال أربعا، فان الله أكرم من أن يبتليهن بالغيرة ويحل للرجل معها ثلاثا.

38 - عنه عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن سعد الجلاب عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل لم يجعل الغيرة للنساء، وانما تغار المنكرات منهن، فاما المؤمنات فلا، انما جعل الله الغيرة للرجال لانه اهل للرجال أربعا وما ملكت يمينه ولم يجعل للمراة الا زوجها فاذا ارادت معه غيره كانت عندالله زانية قال.

ورواه القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبى بكر الحضرمى عن أبى عبدالله عليه السلام، الا انه قال فان بغت معه.

39 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين واحمد بن محمد عن على بن الحكم

[440]

وصفوان عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن العبد يتزوج أربع حراير؟ قال: لاولكن يتزوج حرتين وان شاء أربع اماء.

40 - في عيون الاخبار في باب ماكتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة تزويج الرجل اربع نسوة وتحريم أن تزوج المراة اكثر من واحد، لان الرجل اذا تزوج أربع نسوة كان الولد منسوبا اليه، والمرأة لوكان لها زوجان أو اكثر من ذلك لم يعرف الولد لمن هو، اذهمم مشتركون في نكاحها وفى ذلك فساد الانساب والمواريث والمعارف، وعلة تزويج العبد اثنتين لا أكثر منه لانه نصف رجل حرفى الطلاق والنكاح لايملك له نفسه ولا له مال، انما ينفق عليه مولاه وليكون ذلك فرقا بينه وبين الحر، وليكون اقل لاشتغاله عن خدمة مواليه.

41 - في مجمع البيان وآتوا النساء صدقاتهن نحلة اختلف فيمن خوطب بقوله (وآتوا النساء) فقيل هم الاولياء، لان الرجل منهم كان اذا زوج امة أخذ صداقها دونها فنهاهم الله عن ذلك وهو المروى عن الباقر عليه السلام رواه أبوالجارود عنه.

42 - في عيون الاخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله وعلة المهر ووجوبه على الرجل ولايجب على النساء ان يعطين أزواجهن، لان على الرجل مؤنة المرأة لان المرأة بايعة نفسها والرجل مشترى، ولايكون البيع الابثمن ولاالشراء بغير اعطاء الثمن مع ان النساء محظورات عن التعامل والمتجر(1) مع علل كثيرة.

43 - في كتاب علل الشرايع وروى في خبر اخران الصادق عليه السلام قال انما صار الصداق على الرجل دون المرأة وان كان فعلهما واحدا، فان الرجل اذا قضى حاجته منها قام عنها ولم ينتظر فراغها فصار الصداق عليه دونها لذلك.

44 - في الكافى عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سعيد بن يسار قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام: جعلت فداك امرأة

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ورواية علل الشرايع لكن في الاصل (والمجئ) مكان (والمتجر).

[441]

رفعت إلى زوجها مالا من مالها ليعمل به وقالت له حين دفعت اليه: انفق منه فان حدث بك حدث فما أنفقت منه حلالا طيبا فأن حدث بى حدث فما أنفقت منه فهو حلال طيب، فقال: اعد على يا - سعيد المسألة، فلما ذهبت اعيد المسألة اعترض فيها صاحبها وكان معى حاضرا فأعاد عليه مثل ذلك، فلما فرغ أشار باصبعه إلى صاحب المسألة فقال: يا هذا ان كنت تعلم انها قد أفضت بذلك اليك فيما بينك وبينها وبين الله فحلال طيب - ثلاث مرات - ثم قال: يقول الله عزوجل في كتابه فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا.

45 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد واحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن زراة عن ابيعبدالله عليه السلام قال: لايرجع الرجل فيما يهب لامراته ولا المراة فيما تهب لزوجها حيزا ولم يحزا ليس الله تباك وتعالى يقول: (ولا تأخذ ومما آتيتموهن شيئا) وقال: (فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا) وهذا يدخل في الصداق والهبة.

46 - في تفسير العياشى عن سماعة بن مهران عن ابيعبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيا مريئا قال: يعنى بذلك اموالهن التى في ايديهن مما ملكن.

47 - في مجمع البيان وفى كتاب العياشى مرفوعا إلى اميرالمؤمنين عليه السلام انه جاء رجل فقال: يا اميرالمؤمنين انى يوجع بطنى فقال: الك زوجة؟ قال نعم قال: استوهب منها شيئا طيبة به نفسها من مالها، ثم اشتربه عسلا ثم اسكب(1) عليه من السماء ثم اشربه فانى سمعت الله سبحانه يقول في كتابه: (وانزلنا من السماء ماء‌ا مباركا) وقال (يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس) وقال: (فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا) فاذا اجتمعت البركة والشفا والهنئ والمرئ شفيت انشاء الله تعالى، قال: ففعل ذلك فشفى.

48 - في تفسير العياشى عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام في

___________________________________

(1) سكب الماء ونحوه: صبه.

[442]

قول الله ولاتؤتوا السفهاء اموالكم قال من لاتثق به.

49 - عن ابراهيم بن عبدالحميد قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن هذه الاية (ولاتؤتوا السفهاء اموالكم) قال: كل من يشرب المسكر فهو سفيه.

50 - عن على بن ابى حمزة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ولا تؤتوا السفهاء اموالكم) قال: هم اليتامى ولاتعطوهم اموالهم حتى تعرفوا منهم الرشد، قلت: فكيف يكون اموالهم اموالنا؟ فقال: اذا كنت انت الوارث لهم.

51 - في قرب الاسناد للحميرى هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة بن زياد قال سمعت أبالحسن عليه السلام يقول لابيه يا ابه ان فلانا يريد اليمن افلا ازوده بضاعة يشترى بها عصب اليمن؟(1) فقال له يابنى لاتفعل قال ولم قال فانها اذا ذهبت لم توجر عليها ولم يخلف عليك لان الله تبارك وتعالى يقول: (ولاتؤتوا السفهاء اموالكم التى جعل الله لكم قياما) فاى سفيه اسفه بعد النساء من شارب الخمر.

52 - في من لايحضره الفقيه روى السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (ع) قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: المرأة لايوصى اليها، لان الله عزوجل يقول: (ولاتؤتوا السفهاء أموالكم).

53 - وفى خبر آخر سئل أبوجعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ولاتؤتوا السفهاء أموالكم) قال: لاتؤتوها شراب الخمر ولا النساء، ثم قال: واى سفيه اسفه من شارب الخمر.

54 - في مجمع البيان اختلف في المعنى بالسفهاء على اقوال - احدها - انهم النساء والصبيان رواه ابوالجارود عن ابى جعفر عليه السلام - وثالثها - انه عام في كل سفيه من صبى او مجنون او محجور عليه للتبذير وقريب منه ماروى عن ابى عبدالله (ع) انه قال: ان السفيه شارب الخمر، ومن جرى مجراه.

وقيل: عنى بقوله اموالكم اموالهم.

وقد روى انه سئل الصادق (ع) عن هذا فقيل: كيف يكون اموالهم اموالنا؟ فقال: اذا كنت انت الوارث له.

55 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد

___________________________________

(1) العصب: ضرب من البرود.

[443]

عن عبدالله بن سنان عن ابى الجارود قال: قال: ابوجعفر (ع): اذ حدثتكم بشئ فسألونى من كتاب الله، ثم قال في بعض حديثه: ان الله نهى عن القيل والقال، وفساد المال، وكثرة السؤال فقيل له: يابن رسول الله اين هذا من كتاب الله؟ قال: ان الله عزوجل يقول: (لاخير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس) وقال: (ولاتؤتوا السفهاء اموالكم التى جعل الله لكم قياما) وقال: (لاتسألوا غن اشياء ان تبدلكم تسؤكم).

في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن محمد بن عيسى عن يونس، وعدة من أصحابنا عن احمد بن ابى عبدالله عن ابيه جميعا عن يونس عن عبدالله بن سنان وابن مسكان عن ابى الجارود قال: قال ابوجعفر عليه السلام اذا حدثتكم بشئ فاسئلونى عن كتاب الله وذكركما في اصول الكافى سواء.

56 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد بن عيسى عن حريز عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام ولاتأتمن شارب الخمر، فان الله عزوجل يقول في كتابه (ولاتؤتوا السفهاء اموالكم) فاى سفيه اسفه من شارب الخمر؟.

57 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى بصير عن ابيعبدالله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله شارب الخمر لاتصدقوه اذا حدث.

ولاتزوجوه اذا خطب، ولاتعودوه اذا مرض، ولاتحضروه اذا مات، ولاتأتمنوه على امانة، فمن ائتمنه على امانة فاستهلكوها فليس له على الله ان يخلف عليه ولا ان ياجره عليها لان الله تعالى يقول (ولاتؤتوا السفهاء اموالكم) واى سفيه اسفه من شارب الخمر؟.

58 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن ابان بن عثمان عن حماد بن بشير عن ابيعبدالله (ع) قال انى اردت ان استبضع بضاعة إلى اليمن فأتيت اباجعفر (ع) فقلت له انى اريد ان استبضع فلانا فقال: اما علمت انه يشرب؟ إلى ان قال (ع) انك ان استبضعته فهلكت او ضاعت فليس لك على الله عزوجل ان يأجرك ولايخلف عليك فاستبضعته فضيعها فدعوت الله عزوجل ان يأجرنى، فقال: يا بنى مه ليس لك على الله ان يأجرك ولايخلف عليك، قال: قلت له ولم؟ فقال لى ان الله عزوجل يقول (ولاتؤتوا

[444]

السفهاء اموالكم التى جعل الله لكم قياما) فهل تعرف سفيها اسفه من شارب الخمر؟ والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة(1).

59 - وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله (ولاتؤتوا السفهاء اموالكم) فالسفهاء النساء والولد، اذا علم الرجل ان امرأته سفيهة مفسدة وولده سفيه مفسد لم ينبغ له ان يسلط واحدا منهما علل ماله الذى جعل الله له (قياما) يقول معاشا، قال: وارزقوهم منه واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا والمعروف العدة.

قوله: وابتلوا اليتامى الاية قال من كان في يده مال بعض اليتامى فلا يجوز له ان يعطيه حتى يبلغ النكاح ويحتلم، فاذا احتلم وجب عليه الحدود واقامة الفرايض ولايكون مضيعا ولاشارب خمر ولازانيا، فاذا آنس منه الرشد دفع اليه المال.

واشهد عليه، وان كانوا لايعلمون انه قد بلغ فانه يمتحن بريح ابطه ونبت عانته فاذا كان ذلك فقد بلغ فيدفع اليه ماله اذا كان رشيدا، ولايجوز له أن يحبس عنه ماله ويعتل عليه انه لم يكبر بعد.

60 - في من لايحضره الفقيه وقد روى عن الصادق عليه السلام انه سئل عن قول الله: فان آنستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم قال ايناس الرشد حفظ المال.

61 - وفى رواية احمد بن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبدالله بن المغيرة عمن ذكره عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال في تفسير هذه الاية اذا رأيتموهم يحبون آل محمد فارفعوهم درجة.

62 - في مجمع البيان واختلف في معنى قوله (رشدا) إلى قوله والاقوى ان يحمل على ان المراد به العقل واصلاح المال وهو المروى عن الباقر عليه السلام ولاتأكلوها اسرافا ان بغير ماء اباحه الله لكم وقيل: معناه لاتاكلوا من مال اليتيم فوق ما تحتاجون اليه فان لولى اليتيم ان يتناول من ماله قدر القوت اذا كان محتاجا على وجه الاجرة على عمله في مال اليتيم، وقيل: ان كل شئ أكل من مال اليتيم فهو الاكل على وجه الاسراف والاول اليق بمذهبنا، فقد روى محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: سألته

___________________________________

(1) وهو من أحاديث الكافى (ج 6 صفحه 397 ط طهران الحديثة) ولم أظفر عليه في تفسير ععلى بن ابراهيم وكأنه سقط لناسخ لفظ (الكافى) من اول حديث.

[445]

رجل بيده ماشية لابن أخ له يتيم في حجره أيخلط امرها بأمر ماشيته؟ قال ان كان يليط حياضها ويقوم على مهنتها ويردنادتها فليشرب من ألبانها غير منهك للحلاب(1) ولامضر بالولد، ومن كان فقيرا فلياكل بالمعروف معناه من كال فقيرا فليأخذ من مال اليتيم قدر الحاجة والكفاية على جهة القرض، ثم يرد عليه ما أخذ اذا وجد، عن سعيد ابن جبير وهو المروى عن الباقر عليه السلام.

63 - في تفسير العياشى عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله (ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) قال: ذلك اذا حبس نفسه من أموالهم فلا يحترث لنفسه(2) فليأكل بالمعروف من مالهم.

64 - عن اسحق بن عمار عن أبى بصير عن أبيعبدالله عليه السلام في قول الله: (ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) فقال: هذا رجل يحبس نفسه لليتيم على حرث اوماشية ويشغل فيها نفسه فليأكل منه بالمعروف، وليس ذلك له في الدناير والدراهم التى عنده موضوعة.

65 - عن رفاعة عن أبى عبدالله في قوله: (فليأكل بالمعروف) قال: كان أبى يقول انها منسوخة.

66 - في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبيعبدالله عليه السلام في قوله الله عزوجل: (ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) قال، من كان يلى شيئا لليتامى وهو محتاج ليس له ما يقيمه فهو يتقاضى أموالهم(3) ويقوم في ضيعتهم فليأكل بقدر ولايسرف فان كان ضيعتهم لاتشغله عما يعالج نفسه فلا يرز أن(4)

___________________________________

(1) قوله يليط حياضها اى يطينها ويصلحها واصلها من الالصاق.

والمهنة: الخدمة.

والنادة: النافرة الشاردة.وغير منهك للحلاب اى غير مبالغ فيها.

(2) احترث المال: كسبه.

(3) التقاضى بالدين مطالبته، والمردان القيم يطالب بديونهم التى في ذمة الناس من أموالهم.

(4) رز أماله: نقصه.

[446]

من أموالهم شيئا.

67 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد واحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (فليأكل بالمعروف) قال: المعروف هو القوت، وانما عنى الوصى او القيم في اموالهم ومايصلحهم.

68 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن حنان بن سدير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام، سألنى عيسى بن موسى عن القيم للايتام في الابل، وما يحل له منها؟ فقلت، اذ الاط حوضها وطلب ضالتها وهنأ جرباها(1) فله ان يصيب من لبنها في غير نهك لضرع ولافساد لنسل.

69 - أحمد بن محمد عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل، (ومن كان فقيرا فلياكل بالمعروف) فقال ذلك رجل يحبس نفسه عن المعيشة فلا باس أن ياكل بالمعروف اذا كان يصلح لهم اموالهم، فان كان المال قليلا فلا يأكل منه شيئا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

70 - في مجمع الببان واذا حضر القسمة او لوا القربى اختلف الناس في هذه الاية على قولين، احدهما انها محكمة غير منسوخة وهو المروى عن الباقر عليه السلام.

71 - في تفسير العياشى عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام عن قول الله، (واذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) قال نسختها آية الفرايض.

72 - في عيون الاخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم اكل مال اليتيم ظلما لعلل كثيرة من وجوه الفساد، اول ذلك انه اذا اكل الانسان مال اليتيم ظلما فقد اعان على قتله، اذ اليتيم غير مستغن ولامحتمل لنفسه ولاعليم لشأنه، ولاله من يقوم عليه ويكفيه كقيام والديه، فاذا اكل ماله فكانه قد قتله وصيره إلى الفقر والفاقة، مع ما خوف الله تعالى وجعل من العقوبة في قوله تعالى وليخش الذين لوتركوا من خلفهم ذرية ضعا فاخافوا عليهم فليتقوا الله

___________________________________

(1) اى طلاها بالهناء وهو القطر ان وقد مر معنى لوط الحوض والنهك قريبا.

[447]

ولقول ابى جعفر عليه السلام: ان الله تعالى وعد في اكل مال اليتيم عقوبتين: عقوبة في الدنيا، وعقوبة في الاخرة ففى تحريم مال اليتيم استغناء اليتيم(1) واستقلا له بنفسه، السلامة للعقب ان يصيبه من أصابه، لما وعدالله تعالى فيه من العقوبة، مع مافى ذلك من طلب اليتيم بثاره اذا ادرك، ووقوع الشحناء(2) والعداوة والبغضاء حتى يتفانوا.

73 - في كتاب ثواب الاعمال أبى (ره) قال: حدثنى سعد بن عبدالله عن احمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن اخيه الحسن عن زرعة بن محمد الحضرمى عن سماعة ابن مهران قال: سمعته يقول ان الله عزوجل وعد في اكل مال اليتيم عقوبتين اما احدهما فعقوبة الآخرة بالنار، واما عقوبة الدنيا فهو قوله عزوجل (وليخش الذين لوتركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) يعنى بذلك ليخش ان اخلفه في ذريته كما صنع هو بهؤلاء اليتامى.

74 - حدثنى محمد بن الحسن قال: حدثنى محمد بن الحسن الصفار عن احمد ابن محمد بن عيسى عن عبدالرحمن بن ابى نجران عن عاصم بن حكيم عن المعلى بن خنيس عن ابى عبدالله عليه السلام قال دخلنا عليه فابتدأ فقال من اكل مال اليتيم سلط الله عليه من يظلمه اوعلى عقبه، فان الله عزوجل يقول (وليخش الذين لوتركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا.).

75 في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن ابى نجران عن عمار بن حكيم عن عبدالاعلى مولى آل سام قال قال ابوعبدالله عليه السلام مبتدء‌ا من ظلم يتيما سلط الله عليه من يظلمه أوعلى عقبه أوعلى عقب عقبه، قال قلت هو يظلم فيسلط الله على عقبه او على عقب عقبه؟ فقال: ان الله عزوجل يقول (وليخش الذين لوتركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا).

76 - في كتاب ثواب الاعمال ابى (ره) قال حدثنى عبدالله بن جعفر الحميرى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن الحلبى عن أبى عبدالله

___________________________________

(1) وفى المصدر (استبقاء اليتيم).

(2) الشحناء: عداوة امتلات منها النفس

[448]

عليه السلام قال: ان في كتاب على عليه السلام ان آكل مال اليتيم سيدركه وبال ذلك في؟؟ من بعده في الدنيا، ويلحقه وبال ذلك في الاخرة اما في الدنيا فان الله عزوجل يقول (وليخش الذين لوتركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) واما في الآخرة فان الله عزوجل يقول ان الذين ياكلون اموال اليتامى ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.

77 - فيمن لايحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام ان آكل مال اليتيم سيلحقه وبال ذلك في الدنيا والاخرة، اما في الدنيا فان الله عزوجل يقول: (وليخش الذين لوتركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله) واما في الاخرة فان الله عزوجل يقول: (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.

78 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن صفوان عن عبدالله بن مسكان عن أبى عبدالله عليه السلام انه لما نزلت: (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) اخرج كل من كان عنده يتيم، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله في اخراجهم فأنزل الله تبارك وتعالى (ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح).

79 - حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بى إلى السماء رأيت قوما تقذف في اجوافهم النار وتخرج من ادبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما.

80 - في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال قلت في كم يجب لآكل مال اليتيم النار؟ قال في درهمين.

81 - عن سماعة عن ابى عبدالله او ابى الحسن عليهما السلام قال سألته عن رجل أكل مال اليتيم هل له توبة؟ قال، يرد به إلى اهله، قال: ذلك بان الله يقول: ان الذين يأكلون اموال اليتامى) الاية.

[449]

84 - عن عبيد بن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام قال سالته عن الكبائر، فقال منها اكل مال اليتيم ظلما، وليس في هذا بين اصحابنا اختلاف والحمدلله.

83 - عن ابى بصير قال قلت لابى جعفر عليه السلام أصلحك الله ما أيسر ما يدخل به العبد النار قال من أكل من مال اليتيم درهما ونحن اليتيم.

84 - عن أبى ابراهيم قال سألته عن الرجل يكون للرجل عنده المال اما ببيع أو بقرض فيموت ولم يقضه اياه(1) فيترك ايتاما صغارا فيبقى لهم عليه فلا يقضيهم أيكون ممن يأكل مال اليتيم ظلما قال اذا كان ينوى أن يؤدى اليهم فلا.

85 - في مجمع البيان وسئل الرضا عليه السلام كم أدنى ما يدخل به آل مال اليتيم تحت الوعيد في هذه الآية؟ فقال: قليله وكثيره واحد، اذا كان من نيته ان لايرده اليهم.

86 - وروى عن الباقر عليه السلام انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيبعث ناس من قبورهم يوم القيامة تاجج أفواههم نارا، فقيل له: يا رسول الله من هؤلاء فقر أهذه الآية.

87 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض اصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وانزل في مال اليتيم من أكله ظلما (ان الذين ياكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) وذلك ان آكل مال اليتيم يجئ يوم القيامة والنار تلتهب في بطنه حتى يخرج لهب النار من فيه، يعرفه اهل الجمع انه آل مال اليتيم.

88 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن ابى حمزة عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: من اكل مال اخيه ظلما ولم يرده اليه اكل جذوة(2) من النار يوم القيامة.

89 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ: (ولم يقضياه).

(2) الجذوة: الجمرة الملتهبة.

[450]

سالم عن عجلان بن صالح قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن أكل مال اليتيم فقال: هو كما قال الله عزوجل: (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) ثم قال من غيران أساله، من عال يتيما حتى ينقطع يتمه او يستغنى بنفسه أوجب الله عزوجل له الجنة كما أوجب النار لمن اكل مال اليتيم.

90 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: سألت ابا الحسن عليه السلام عن الرجل يكون في يده مال لايتام فيحتاج اليه، فيمديده فيأخذه وينوى ان يرده؟ فقال: لاينبغى له أن ياكل الا القصد، لايسرف وان كان من نيته ان لايرده عليهم فهو بالمنزل الذى قال الله عزوجل: (ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما).

91 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ذبيان بن الحكم الاودى عن على بن المغيرة قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ان لى ابنة أخ يتيمة فربما أهدى لها الشئ فآكل منه ثم اطعمها بعد ذلك الشئ من مالى فأقول يارب هذا بذا ففال: لابأس.

92 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) باسناده إلى الامام محمد بن على الباقر عليهما السلام عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها قال صلى الله عليه وآله بعد ان ذكرعليا واولاده عليهم السلام: الا ان اعداء‌هم الذين يصلون سعيرا.

93 - وروى عبدالله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام انه لما أجمع ابوبكر على منع فاطمة فدك وبلغها ذلك جاء‌ت اليه وقالت له: يابن ابى قحافة افى كتاب الله ان ترث اباك ولاارث ابى؟ لقد جئت شيئا فريا نكرا وافتراء على الله ورسوله، افعلى عمد تركتم كتاب الله نبذتموه وراء ظهوركم اذ يقول يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

94 - في تفسير العياشى عن ابى جميلة عن المفضل بن صالح عن بعض اصحابه عن احدهما عليهما السلام قال: ان فاطمة صلوات الله عليها انطلقت فطلبت ميراثها من نبى الله صلى الله عليه وآله قال: ان نبى الله لايورث، فقال: اكفرت بالله وكذبت بكتابه قال الله: (يوصيكم -

[451]

الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين).

95 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن اسمعيل بن مرار عن يونس بن عبدالرحمن عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك كيف صار الرجل اذا مات وولده من القرابة سواء ترث النساء نصف ميراث الرجال وهن اضعف من الرجال و اقل حيلة؟ فقال: لان الله تبارك وتعالى فضل الرجال على النساء بدرجة، ولان النساء يرجعن عيالا على الرجال.

96 - على بن محمد ومحمد بن ابى عبدالله عن اسحق بن محمد النخعى قال: سأل الفهفكى ابا محمد عليه السلام: ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تاخذ سهما واحدا و ياخذ الرجل سهمين؟ فقال ابومحمد عليه السلام: ان المراة ليس عليها جهاد ولانفقة و لاعليها معقلة، انما ذلك على الرجال، فقلت في نفسى: قد كان قيل لى ان ابن ابى العوجاء سال ابا عبدالله عليه السلام عن هذه المسألة فاجابه بهذا الجواب، فاقبل على ابو - محمد عليه السلام فقال: نعم هذه المسألة مسألة ابن ابى العوجاء والجواب منا واحد، اذا كان معنى المسألة واحد اجرى لاخرنا ما اجرى لاولنا، واولنا وآخرنا في العلم سواء.

ولرسول الله صلى الله عليه وآله ولاميرالمؤمنين عليه السلام فضلهما.

97 - في من لايحضره الفقيه وروى ابن ابى عمير عن هشام ان ابن ابى العوجاء قال لمحمد ابن النعمان الاحول: ما بال المرأة الضعيفة لها سهم واحد وللرجل القوى الموسر سهمان؟ قال: فذكرت ذلك لابى عبدالله عليه السلام، فقال، ان المراة ليس لها عاقلة وليس عليها نفقة ولاجهاد، وعدد اشياء غير هذا، وهذا على الرجل، فجعل له سهمان ولها سهم.

98 - وروى محمد بن ابى عبدالله الكوفى عن موسى بن عمران النخعى عن عمه الحسين ابن يزيد عن على بن سالم عن ابيه قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام فقلت له كيف صار الميراث للذكر مثل حظ الانثيين؟ قال لان الحبات التى اكلها آدم وحوا في الجنة كانت ثمانى عشرة حبة اكل آدم منها اثنتى عشرة حبة، واكلت حواستا فلذلك صار الميراث للذكر مثل حظ الانثيين.

 

[452]

99 - وفى رواية أحمد بن الحسين عن الحسين بن الوليد عن ابن بكير عن عبدالله بن سنان قال قلت لابى عبدالله عليه السلام لاى علة صار الميراث للذكر مثل حظ الانثيين؟ فقال لما جعل الله لها من الصداق.

100 - في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامى وما سأل عنه اميرالمؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله: لم صار الميراث للذكر مثل حظ الانثيين؟ فقال: من قبل السنبلة كان عليها ثلث حبات، فبادرت اليها حوا فأكلت منها حبة، وأطعمت آدم حبتين.

101 - في كتاب علل الشرايع قال المفضل: وروى عبدالله بن الوليد العبدى صاحب سفيان قال: حدثنى أبوالقاسم الكوفى صاحب أبى يوسف عن ابى يوسف قال: حدثنا ليث بن أبى سليم عن أبى عمر العبدى عن على بن ابيطالب عليه السلام انه كان يقول الفرايض من ستة أسهم: الثلثان اربعة اسهم والنصف ثلثة اسهم والثلث سهمان والربع سهم ونصف، والثمن ثلثة ارباع سهم، ولايرث مع الولد الا الابوان والزوج والمرأة، ولا يحجب الام من الثلث الا الولد والاخوة، ولايزاد الزوج على النصف ولاينقص من الربع، ولاتزاد المرأة على الربع ولاتنقص من الثمن، فان كن اربعا اودون ذلك فهو فيه سواء، ولاتزاد الاخوة من الام على الثلث ولاينقصون من السدس وهم فيه سواء الذكر والانثى، ولايحجبهم عن الثلث الا الولد والوالد، والدية تقسم على من احرز الميراث.

102 - في عيون الاخبار في باب ماكتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين والفرايض على ما انزل الله تعالى في كتابه ولاعول فيها، ولا يرث مع الولد والوالدين احد الا الزوج والمراة وذو السهم احق ممن لاسهم له وليست العصبة من دين الله.

103 - في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عبدالله بحر بن عن حريز عن زرارة قال: قال لى ابوعبدالله عليه السلام: يا زرارة ماتقول في رجل ترك ابويه من امه واخويه؟ قال: قلت السدس لامه ومابقى فللاب

[453]

فقال: من اين هذا؟ قلت سمعت الله عزوجل يقول في كتابه: فان كان له اخوة فلامه السدس فقال: لى ويحك يازرارة اولئك الاخوة من الاب، فاذا كان اخوة من الام لم يحجبوا الام عن الثلث.

104 - ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن ابى ايوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن ابيعبدالله عليه السلام قال لايحجب الام عن الثلث اذا لم يكن ولد الاخوان او اربع اخوات.

105 - في تفسير العياشى عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله (فان كان له اخوة فلامه السدس) يعنى اخوة لاب وام واخوة لاب.

106 - عن ابى العباس قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول لايحجب عن الثلث الاخ والاخت حتى يكونا اخوين او اخ او اختين، فان الله تعالى يقول (فان كان له اخوة فلامه السدس).

107 - في من لايحضره الفقيه وروى محمد بن ابى عمير عن ابن اذينة عن محمد بن مسلم قال اقرأنى ابوجعفر عليه السلام صحيفة الفرائض التى هى املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط على بن ابيطالب (ع) بيده، فقرأت فيها: امراة ماتت وتركت زوجها وابويها فللزوج النصف ثلثة اسهم، وللام الثلث سهمان، وللاب السدس سهم.

108 - في مجمع البيان من بعد وصية يوصى بها او دين وقد روى عن امير - المؤمنين (ع) انه قال انكم تقرأون في هذه الاية الوصية قبل الدين، وان رسول الله صلى الله عليه وآله قضى بالدين قبل الوصية.

109 - في كتاب الخصال عن ابيعبدالله (ع) قال: جرت في البراء بن معرور الانصارى ثلثة من السنن إلى قوله(ع) فأمر ان يحول وجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله واوصى بالثلث من ماله فنزل الكتاب بالقبلة وجرت السنة بالثلث.

110 - في تفسير العياشى عن محمد بن قيس قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول في الدين والوصية فقال ان الدين قبل الوصية ثم الوصية على اثر الدين ثم الميراث ولاوصية لوارث.

[454]

111 - في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن اسمعيل ابن بزيع عن ابراهيم بن مهزم عن ابراهيم الكرخى عن ثقة حدثه من اصحابنا قال: تزوجت بالمدينة فقال ابوعبدالله (ع): كيف رايت؟ فقلت ماراى رجل من خير في امراة الا وقد رايته فيها، ولكن خانتنى فقال وما هو؟ قلت ولدت جارية ! فقال لعلك كرهتها ان الله جل ثناؤه يقول آباؤكم وابناؤكم لاتدرون ايهم اقرب لكم نفعا.

قال عز من قائل: فلهن الربع مما تركتم الاية.

112 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه قال: قال امير - المؤمنين (ع): تحل الفروج بثلثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث، ونكاح بملك اليمين.

113 - في عيون الاخبار في باب ماكتب به الرضا (ع) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة المرأة انها لاترث من العقار شيئا الاقيمة الطوب والنقض لان العقار لايمكن تغييره وقلبه والمرأة يجوز ان ينقطع ما بينها وبينه من العصمة ويجوز تغييرها وتبديلها، وليس الولد والوالد كذلك لانه لايمكن النقض منهما والمراة يمكن الاستبدال بها فما يجوز ان يجئ ويذهب كان ميراثه فيما يجوز تبديله وتغييره اذا شبهه وكان الثابت المقيم حاله كمن كان مثله في الثبات والقيام.

114 - فيمن لايحضره الفقيه روى الحسن بن محبوب عن ابى ولاد الحناط قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجل تزوج في مرضه فقال: اذا دخل بها فمات في مرضه ورثته، وان لم يدخل بها لم ترثه ونكاحه باطل.

115 - وروى ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن أبى العباس عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا طلق الرجل امرأته في مرضه ورثته مادام في مرضه ذلك، وان انقضت عدتها الا ان يصح منه قلت: فان طال به المرض؟ فقال: ترثه مابينه وبين سنة.

116 - وروى حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال سئل عن رجل يحضره الموت فيطلق امراته هل يجوز طلاقه؟ قال نعم وهى ترثه، وان ماتت لم يرثها.

117 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا ابى (ره) قال حدثنا سعد بن عبدالله عن

[455]

يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابى عمير عن بعض اصحابه عن ابى عبدالله عليه السلام قال الكلالة مالم يكن والد ولاولد.

118 - في الكافى حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن على بن رباط عن حمزة بن حمران قال سألت ابا عبدالله عليه السلام عن الكلالة؟ فقال مالم يكن ولد ولا والد.

119 - على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابى عمير عن عبدالرحمن بن الحجاج عن ابى عبدالله عليه السلام قال الكلالة مالم يكن ولد ولا والد.

120 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن عيسى عن يونس جميعا عن عمر بن اذينة عن بكير بن اعين قال قلت لابى عبدالله (ع) امرأة تركت زوجها واخوتها لامها واخوتها لابيها؟ فقال للزوج النصف ثلثة اسهم، وللاخوة والاخوات من الام الثلث الذكر والانثى فيه سواء، وبقى سهم فهو للاخوة والاخوات من الاب للذكر مثل حظ الانثيين، لان السهام لاتعول ولاينقص الزوج من النصف ولا الاخوة من الام من ثلثهم، لان الله عزوجل يقول (فان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث فان كانت واحدة فلها السدس) والذى عنى الله في قوله وان كان رجل يورث كلالة او امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث انما عنى بذلك الاخوة والاخوات من الام خاصة.

عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن العلا بن رزين وابى أيوب وعبدالله بن بكير عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام مثله من غير تغير مغير للمعنى والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة.

قال مؤلف هذا الكتاب: للفرايض فروع كثيرة ولآياتها تخصيصات وتقييدات بحسب اختلاف الانظار والاخبار، وقد بينها الاصحاب رضوان الله عليهم مفصلة بأدلتها وبين كل ما هو الحق عنده فلتطلب من هناك.

121 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق ابن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام حديث

[456]

طويل يقول فيه (ع): وسورة النور انزلت بعد سورة النساء، وتصديق ذلك ان الله عزوجل انزل عليه في سورة النساء: واللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن اربعة منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا والسبيل الذى قال الله عزوجل: (سورة انزلناها وفرضناها وانزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون * الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولاتأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين).

122 - في عوالى اللئالى وقال صلى الله عليه وآله: خذوا عنى: قد جعل الله لهن السبيل البكر بالبكر جلد مأة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مأة والرجم.

123 - في مجمع البيان وحكم هذه الاية منسوخ عند جمهور المفسرين وهو المروى عن ابى جعفر وابيعبد الله عليهما السلام.

124 - في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال: سألته عن هذه الاية: (واللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم) إلى (سبيلا) قال: هذه منسوخة، قال: قلت: كيف كانت قال: كانت المرأة اذا فجرت فقام عليها اربعة شهود ادخلت بيتا ولم تحدث ولم تكلم ولم تجالس، واو تيت فيه بطعامها وشرابها حتى تموت، قلت فقوله: (او يجعل الله لهن سبيلا) قال جعل السبيل الجلد والرجم والامساك في البيوت قال قوله: واللذان ياتيانها منكم قال: يعنى البكر اذا اتت الفاحشة التى اتتها هذه الثيب فآذوهما قال: تحبس فان تابا واصلحا فأعرضوا عنهما ان الله كان توابا رحيما.

125 - عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام (ع) قال: اذا بلغت النفس هذه - واهوى بيده إلى حنجرته لم يكن للعالم توبة وكانت للجاهل توبة.

126 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابى عمير عن جميل بن دراج قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول اذا بلغت النفس ههنا - واشار بيده إلى حلقه - لم يكن للعالم توبة.ثم قرأ انما

[457]

التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة.

127 في نهج البلاغة قال عليه السلام من اعطى التوبة لم يحرم القبول قال (انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما.

128 - في مجمع البيان واختلف في معنى قوله (بجهالة) على وجوه احدها ان كل معصية يفعلها العبد جهالة وان كانت على سبيل العمد، لانه يدعو اليها الجهل ويزينها للعبد وهو المروى عن أبى عبدالله عليه السلام، فانه قال: كل ذنب عمله العبد وان كان عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه.

فقد حكى الله سبحانه وتعالى قول يوسف لاخوته: (هل علمتم مافعلتم بيوسف وأخيه اذ انتم جاهلون) فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله.

129 - وروى عن اميرالمؤمنين عليه السلام انه قيل فان عاد وتاب مرارا؟ قال: يغفرالله له قيل إلى متى؟ قال حتى يكون الشيطان هو المحسور.

130 - فيمن لايحضره الفقيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر خطبة خطبها: من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثم قال وان السنة لكثيرة من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه، ثم قال: وان الشهر لكثير من تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه، ثم قال: ان يوما لكثير من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه ثم قال وان الساعة لكثيرة من تاب وقد بلغت نفسه هذه - واهوى بيده إلى حلقه - تاب الله عليه.

وروى الثعلبى باسناده إلى عبادة بن الصامت عن النبى صلى الله عليه وآله هذا الخبر بعينه الا انه قال في آخره وان الساعة لكثيرة من تاب قبل ان يغرغربها(1) تاب الله عليه.

131 - وروى ايضا باسناده عن الحسن قال وعزتك وعظمتك لاافارق ابن آدم حتى تفارق روحه جسده، فقال الله سبحانه: وعزتى وعظمتى لااحجب التوبة عن عبدى حتى يغرغربها.

132 - في تفسير العياشى عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله وليست

___________________________________

(1) غرغر زيد: جاد بنفسه عند الموت.

[458]

التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال انى تبت الان قال هو الفرار تاب حين لم ينفعه التوبة ولم يقبل منه.

133 - في تفسير على بن ابراهيم قوله (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال انى تبت الان) فانه حدثنى ابى عن ابن فضال عن على بن عقبة عن أبيعبدالله عليه السلام قال: نزلت في القرآن ان زعلون(1) تاب حيث لم تنفعه التوبة ولم تقبل منه.

134 - فيمن لايحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الان) قال ذلك اذا عاين أمر الاخرة.

135 - في نهج البلاغة قال عليه السلام فاعملوا وأنتم في نفس البقاء(2) والصحف منشورة، والتوبة مبسوطة والمدبر يدعى، والمسئ يرجى، قبل أن يجمد العمل(3) وينقطع المهل وتنقضى المدة ويسد باب التوبة ويصعد الملئكة.

136 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: يا ايها الذين آمنوا لايحل لكم ان ترثوا النساء كرها ولاتعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن قال: لايحل للرجل اذا نكح امرأة ولم يردها وكرهها أن لايطلقها اذا لم تجز عليه، ويعضلها اى يحبسها ويقول لها حتى تردى ما أخذت منى، فنهى الله عن ذلك الا ان يأتين بفاحشة مبينة.

137 - وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (يا ايها الذين آمنوا لايحل لكم ان ترثوا النساء كرها) فانه كان في الجاهلية في اول ما أسلموا في قبايل العرب اذا مات حميم الرجل وله امرأة القى الرجل ثوبه عليها فورث نكاحها صداق

___________________________________

(1) الظاهر انه كناية عن أحد الثلاثة ووجه التعبير غير بين.

(2) في نفس البقاء اى في سعته يقال فلان في نفس امره اى في سعة.

(3) قال ابن ابى الحديد: هذا استعارة لطيفة لان الميت يحمد عمله ويقف ويروى (يخمد) بالخاء من خمدت النار والاول احسن.

[459]

حميمه الذى كان اصدقها يرث نكاحها كما يرث ماله، فلما مات ابوقيس بن الاسلت القى محصن بن ابى قبيس ثوبه على امرأة أبيه وهى كبيشة بنت معمر بن معبد فورث نكاحها ثم تركها لايدخل بها ولاينفق عليها، فاتت رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت: يا رسول الله مات ابو - قبيس بن الاسلت فورث ابنه محصن نكاحى، فلا يدخل على ولاينفق على ولايخلى سبيلى فألحق بأهلى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ارجعى إلى بيتك فان يحدث الله في شأنك شيئا اعلمتكه، فنزل: ولتنكحوا مانكح آباؤكم من النساء الاماقد سلف انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا فلحقت بأهلها وكان نسوة في المدينة قد ورث نكاحهن كما ورث نكاح كبيشة غير انه ورثهن عن الابناء، فأنزل الله: (يا ايها الذين آمنوا لايحل لكم أن ترثوا النساء كرها).

138 - في تفسير العياشى عن ابراهيم بن ميمون عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (لايحل لكم ان ترثوا النساء كرها ولاتعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن، قال: الرجل يكون في حجره اليتيمة فيمنعها من التزويج يضربها تكون قريبة له، قلت: (ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن) قال: الرجل يكون له المرأة فيضربها حتى تفتدى منه فنهى الله عن ذلك.

139 - في مجمع البيان وقيل: نزلت في الرجل يحبس المرأة عنده لاحاجة له اليها وينتظر موتها حتى يرثها وروى ذلك عن أبى جعفر عليه السلام، واختلف في المعنى بهذا النهى على اربعة اقوال: احدها: انه الزوج امره الله سبحانه بتخلية سبيلها اذا لم يكن له فيها حاجة، ان لايمسكها اضرارا بها حتى تفتدى ببعض مالها وهو المروى عن ابى عبدالله عليه السلام (الا ان يأتين بفاحشة مبينة) اى ظاهرة وقيل فيه قولان: احدهما انه يعنى الا ان يزنين، والاخر: ان الفاحشة النشوز، والاولى حمل الاية على كل معصية وهو المروى عن ابى جعفر عليه السلام، واختلف في مقدار القنطار قيل: هو ملاء مسك ثور ذهبا وهو المروى عن ابى جعر وابى عبدالله عليهما السلام.

140 - في عوالى اللئالى وروى المفضل بن عمر قال، دخلت على ابى عبدالله عليه السلام فقلت: اخبرنى عن مهر المراة الذى لايجوز للمؤمن ان يجوزه؟ فقال: مهر

[460]

السنة لمحمدية خمسمائة درهم، فمازاد على ذلك رد إلى السنة، ولاشئ عليه اكثر من الخمسمائة ورواه الصدوق ايضا في من لايحضره الفقيه.

141 - في مجمع البيان واخذن منكم ميثاقا غليظا قيل فيه اقوال: احدها: ان الميثاق الغليظ هو العهد المأخوذ على الزوج حالة العقد من امساك بمعروف او تسريح باحسان وهو المروى عن ابى جعفر عليه السلام.

142 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابى ايوب عن بريد قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: (واخذن منكم ميثاقا غليظا) فقال، الميثاق هى الكلمة التى عقد بها النكاح، واما قوله: (غليظا) فهوماء الرجل يفضيه اليها.

143 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام انه قال، لو لم يحرم على الناس ازواج النبى صلى الله عليه وآله لقول الله عزوجل: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا) حرمن على الحسن والحسين بقول الله عزوجل، (ولا - تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) ولايصلح للرجال أن ينكح امرأة جده.

144 - في تفسير العياشى عن الحسين بن سدير قال، سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول، ان الله حرم علينا نساء النبى صلى الله عليه وآله بقول الله، (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء).

145 - في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا عليه السلام في قول النبى صلى الله عليه وآله انا ابن الذبيحين حديث طويل يقول فيه (ع)، وكانت لعبد المطلب خمس من السنن اجراها الله تعالى في الاسلام، حرم نساء الاباء على الابناء.

146 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب عليهم السلام انه قال في وصية له: يا على ان عبدالمطلب سن في الجاهلية خمس سنن اجراها الله له في الاسلام، حرم نساء الاباء على الابناء فأنزل الله تعالى، (ولاتنكحوا

[461]

ما نكح آباؤكم من النساء) والحديث طويل وستسمع له تماما عند قوله تعالى، (وليطوفوا بالبيت العتيق).

قال مؤلف هذا الكتاب، وقد سبق قريبا عند قوله تعالى، (يا ايها الذين آمنوا لايحل لكم ان ترثوا النساء كرها) سبب نزول هذه الاية(1).

147 - في روضة الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن ظريف عن عبدالصمد بن بشير عن ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال، قال لى ابوجعفر عليه السلام، يا ابا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين عليهما السلام؟ قلت ينكرون علينا انهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال، فقال ابوجعفر عليه السلام، يا ابا الجارود لاعطينكها من كتاب الله انهما من صلب رسول الله صلى الله عليه وآله لايردها الا كافر، قلت واين ذلك جعلت فداك؟ قال من حيث قال الله عزوجل، حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم الاية إلى ان انتهى إلى قوله تبارك وتعالى، وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم فسلهم يا ابا الجارود هل كان يحل لرسول الله صلى الله عليه وآله نكاح حليلتهما؟ فان قالوا، نعم كذبوا وفجروا وان قالوا، لا، فهما ابناه لصلبه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

148 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء.

فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام.

فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا.

فاول ذلك قوله عزوجل إلى ان قال واما العاشرة فقول الله عزوجل في آية التحريم.

(حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم) فاخبرونى هل تصلح ابنتى وابنة ابنى وما تناسل من صلبى لرسول الله صلى الله عليه وآله ان يتزوجها لو كان حيا؟ قالوا، لاقال فأخبرونى هل كان ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها؟ قالوا نعم، قال ففى هذا بيان لانى أنا من آله ولستم من آله ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتى، لانى من آله وأنتم من امته، فهذا فرق بين الال والامة، لان الآن منه والامة اذا لم تكن من الآل

___________________________________

(1) تحت رقم 137.

[462]

فليست منه، فهذه العاشرة.

149 - في كتاب الخصال عن موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عليهم السلام قال: سئل ابى عليه السلام: عما حرم الله تعالى من الفروج في القرآن، وعما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله في سنته؟ فقال: الذى حرم الله من ذلك اربعة وثلثين وجها، سبعة عشر في القرآن و سبعة عشر في السنة فاما التى في القرآن فالزنا قال الله تعالى (ولاتقربوا الزنا) ونكاح امرأة الاب قال الله تعالى (ولاتنكحوا مانكح آبائكم من النساء) (وامهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الاخ وبنات الاخت وامهاتكم اللاتى أرضعنكم و اخوانكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وان تجمعوا بين الاختين الا ماقد سلف) والحايض حتى تطهر قال الله عزوجل (ولاتقربوهن حتى يطهرن) والنكاح في الاعتكاف قال الله عزوجل (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) واما النى في السنة فالمواقعة في شهر رمضان نهارا، وتزويج الملاعنة بعد اللعان، والتزويج في العدة، والمواقعة في الاحرام، والمحرم يتزوج أو يزوج، والمظاهر قبل أن يكفر، وتزويج المشركة، وتزويج الرجل امرأة قد طلقها للعدة تسع تطليقات، وتزويج الامة على الحرة، وتزويج الذمية على المسلمة، وتزويج المرأة على عمتها وخالتها، وتزويج الامة من غير اذن مولاها، وتزويج الامة على من يقدر على تزويج الاحرة، والجارية من السبى قبل القسمة، والجارية المشركة، والجارية المشتراة قبل أن تستبرئها، والمكاتبة التى قدادت بعض المكاتبة.

150 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى مروان بن دينار قال قلت لابى ابراهيم عليه السلام لاى علة لايجوز للرجل ان يجمع بين الاختين في عقد واحد؟ فقال لتحصين الاسلام وفى ساير الاديان ترى ذلك.

151 - في الكافى ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فأتاه رجل فسأله عن رجل تزوج امرأة فماتت قبل أن يدخل بها أيتزوج بأمها؟

[463]

فقال ابوعبدالله عليه السلام: قد فعله رجل منا فلم نربه بأسا، فقلت: جعلت فداك ما تفتخر الشيعة الابقضاء على عليه السلام في هذه في الشمخية(1) التى أفتاها ابن مسعود انه لابأس بذلك، ثم أتى عليا فسأله فقال له على عليه السلام: من اين اخذتها؟ قال: من قول الله عزوجل وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم) فقال على عليه السلام: ان هذه مستثناة وهذه مرسلة وأمهات نسائكم فقال ابوعبدالله عليه السلام: اما تسمع ما يروى هذا عن على عليه السلام؟ فلما قمت ندمت وقلت: أى شئ صنعت يقول هو قد فعله رجل منا فلم نربه بأسا وأقول انا: قضى على عليه السلام فيها، فلقيته بعد ذلك فقلت: جعلت فداك مسألة الرجل انما كان الذى قلت يقول كان زلة منى فما تقول فيها؟ فقال: يا شيخ تخبرنى ان عليا (ع) قضى بها وتسألنى ما تقول فيها؟

152 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج وحماد بن عثمان عن ابيعبدالله عليه السلام قال: الام والابنة سواء اذا لم يدخل بها، يعنى اذا تزوج المرأة ثم طلقها قبل ان يدخل بها فانه ان شاء تزوج امها وان شاء تزوج ابنتها.

153 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر قال: سألت ابا الحسن عليه السلام عن الرجل يتزوج المرأة متعة ايحل له ان يتزوج ابنتها؟ قال: لا.

154 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن العلا بن رزين عن محمد ابن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: سألته عن رجل تزوج امرأة

___________________________________

(1) الشمخ: العلو والرفعة وقال المجلسى (ره): قوله: في الشمخية: يحتمل أن يكون تسميتها بها لانها صارت سببا لافتخار الشيعة على العامة.

وقال الوالد العلامة: انما وسمت المسألة بالخشمية بالنسبة إلى ابن مسعود فانه عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ.

او لتكبر ابن مسعود فيها عن متابعة أمير المؤمنين عليه السلام، يقال: شمخ بأنفه والتقية ظاهرة من الخبر (انتهى) ثم نقل أقوال العلماء في المسألة فراجع مرآة العقول ان شئت وذكر في هامش الكافى ايضا كلاما طويلا في شرح الحديث ج 5: 422.

وفى التهذيب (السمجية) بدل (المشخية).

[464]

فنظر إلى بعض جسدها(1) أيتزوج ابنتها؟ قال: لا اذا راى منها مايحرم على غيره فليس له ان يتزوج ابنتها.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: رد شيخ الطائفة قدس سره في التهذيب الاحاديث المتضمنة لعدم تحريم الام بدون الدخول بالبنت للشذوذ لمخالفة ظاهر كتاب الله عزوجل وقال: وكل حديث ورد هذا المورد فانه لايجوز العمل عليه لانه روى عن النبى صلى الله عليه وآله وعن الائمة عليهم السلام انهم قالوا اذا جاء‌كم عنا حديث قاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فاطرحوه أوردوه علينا واعتمد قدس سره في الكتاب المذكور على ظاهر القرآن العزيز وجعل مؤيدا له.

155 - ما رواه احمد بن محمد بن يحيى عن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن اسحق بن عمار عن جعفر عن أبيه عليهما السلام ان عليا عليه السلام كان يقول: الربائب عليكم حرام مع الامهات اللاتى قد دخلتم بهن(2) هن في الحجور وغير الحجور سواء.

والامهات مبهمات دخل بالبنات اولم يدخل بهن، فحرموا وأبهموا ما أبهم الله.

156 - وما رواه أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن غياث بن ابراهيم عن جعفر عن أبيه عليهما السلام ان عليا عليه السلام قال: اذا تزوج الرجل المرأة حرمت عليه ابنتها اذا دخل بالام فاذا لم يدخل بالام فلابأس أن يتزوج بالابنة، واذا تزوج الابنة فدخل بها اولم يدخل بها فقد حرمت عليه الام وقال: الربائب عليكم حرام، كن في الحجر أولم يكن.

157 - وما رواه الصفار عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب عن وهب بن حفص عن ابى بصير قال: سألته عن رجل تزوج امراة ثم طلقها قبل ان يدخل بها؟ فقال تحل له ابنتها ولاتحل له امها.

158 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن خالد

___________________________________

(1) في المصدر (فنظر إلى رأسها والى بعض جسدها).

(2) وفى بعض النسخ (قد دخل بهن).

[465]

ابن جرير عن ابى الربيع قال سئل ابوعبدالله عليه السلام عن رجل تزوج امراة فمكث اماما لايستطيعها غير انه قدر؟؟ منها مايحرم على غيره ثم يطلقها ايصلح ان يتزوج ابنتها؟ فقال: لايصلح له وقدر اى من امها ماراى.

159 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن رجل كانت له جارية فعتقت فتزوجت فولدت ايصلح لمولاها الاول ان يتزوج ابنتها؟ قال: هى حرام عليه وهى ابنته والحرة والمملوكة في هذا سواء، ثم قرأ هذه الآية: (وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم) محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام مئله.

160 - احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن عبيد ابن زرارة عن ابيعبدالله عليه السلام في الرجل يكون له الجارية يصيب منها أله ان ينكح ابنتها؟ قال: لاهى مثل قول الله عزوجل: (وربائبكم اللاتى في حجوركم).

161 - ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن ابى بصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قلت له: رجل طلق امرأته فبانت منه ولها ابنة مملوكة فاشتراها ايحل له ان يطأها؟ قال: لاوعن الرجل يكون عنده المملوكة وابنتها فيطأ احديهما فتموت وتبقى الاخرى ايصلح له ان يطأها؟ قال: لا.

162 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: (وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم) فان الخوارج زعمت ان الرجل اذا كانت لاهله بنت ولم يربها ولم تكن في حجره حلت له لقول الله: (اللاتى في حجوركم) ثم قال الصادق عليه السلام لاتحل له.

163 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابى ايوب عن محمد بن مسلم قال سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل والمحصنات من النساء الا ماملكت ايمانكم قال: هو ان يأمر الرجل عبده وتحته امة، فتقول له: اعتزل امرأتك ولاتقربها، ثم يحبسها عنه حتى تحيض ثم يمسها فاذا حاضت بعد مسه

[466]

اياها ردها عليه بغير نكاح.

164 - في من لايحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: (والمحصنات من النساء قال هن ذوات الازواج.

165 - في مجمع البيان (والمحصنات من النساء) الاية اختلف في معناه على أقوال: أحدها: ان المراد به ذوات الازواج (الا ما ملكت ايمانكم) من سبى من كان لها زوج عن على عليه السلام واستدل بعضهم على ذلك بخبر أبى سعيد الخدرى ان الاية نزلت في سبى أوطاس(1) وان المسلمين أصابوا نساء المشركين وكان لهن أزواج في دار الحرب، فلما نزلت نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وآله الا لاتؤطى الحبالى حتى يضعن ولاغير الحبالى حتى يستبرئن بحيضة، ومن خالف فيه ضعف هذا الخبر بان سبى أو طاس كانوا عبدة الاوثان ولم يدخلوا في الاسلام ولايحل نكاح الوثنية وأجيب عن ذلك بان الخبر محمول على ما بعد الاسلام وثانيها ان المراد به ذوات الازواج الا ما ملكت أيمانكم ممن كان لها زوج لان بيعها طلاقها، وهو الظاهر من روايات أصحابنا.

166 - في عوالى اللئالى وروى على بن جعفر قال سألت أخى موسى عليه السلام عن الرجل يتزوج المرأة على عمتها وخالتها؟ قال: لابأس لان الله عزوجل قال: واحل لكم ماوراء ذلكم.

167 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن ابن بكير عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: لاتزوج ابنة الاخ ولاابنة الاخت على العمة ولا على الخالة الا باذنهما، وتزوج العمة والخالة على ابنة الاخ وابنة الاخت بغير اذنهما.

168 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن ابيعبيدة الحذاء قال، سمعت ابا جعفر عليه السلام قال: لاتنكح المرأة على عمتها ولاعلى خالتها الاباذن العمة والخالة.

___________________________________

(1) أوطاس: وادبديار هوازن جنوبى مكة بنحو ثلاث مراحل وهى من الموارد التى جاء‌ت بلفظ الجمع للواحد، وفيه كانت وقعة حنين للنبى صلى الله عليه وآله ببنى هوازن.

[467]

169 - في تهذيب الاحكام محمد بن يحيى عن بنان بن محمد عن موسى بن القاسم عن على بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال، سالته عن امرأة تزوج على عمتها وخالتها؟ قال، لاباس، وقال، تزوج العمة والخالة على ابنة الاخ وابنة الاخت.

ولاتزوج بنت الاخ والاخت على العمة والخالة الابرضاء منها، فمن فعل فنكاحه باطل.

170 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن على بن الحسن ابن رباط عن حريز عن عبدالرحمن بن ابيعبدالله قال: سمعت ابا حنيفة يسأل أبا عبدالله عليه السلام عن المتعة فقال: عن أى المتعتين تسأل؟ فقال: سألتك عن متعة الحج فأنبئنى عن متعة النساء أحق هى؟ فقال: سبحان الله اما تقرأ كتاب الله عزوجل فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة فقال أبوحنيفة، والله لكأنها آية لم أقرأ هاقط.

171 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن أبى بصير قال، سألت ابا جعفر عليه السلام عن المتعة فقال، نزلت في القرآن، (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة).

172 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن ابيعبدالله عليه السلام قال، انما نزلت (فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة).

173 عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن مسلم قال: سالت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل، ولاجناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة فقال، ما تراضوا به من بعد النكاح فهو جايز.

وما كان قبل النكاح فلا يجوز الا برضالها، وبشئ يعطيها فترضى به.

174 - في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال جابر بن عبدالله عن رسول الله صلى الله عليه وآله انهم غزوا معه فاحل لهم المتعة ولم يحرمها، وكان عليه السلام يقول: لولا ما سبقنى به ابن الخطاب يعنى عمر ما زنى الاشقى، وكان ابن عباس يقول: (فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى اذ آتيتموهن أجورهن) وهؤلاء يكفرون بها و رسول الله صلى الله عليه وآله أحلها ولم يحرمها.

[468]

175 - عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في المتعة قال: نزلت هذه الاية (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولاجناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) قال: لابأس بان تزيدها وتزيدك اذا انقطع لاجل فيما بينكما، يقول استحلك(1) بأجل آخر برضا منها، ولاتحل لغيرك حتى تنقضى عدتها، وعدتها حيضتان.

176 - عن ابى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال، (كان يقرأ فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن اجورهن فريضة ولاجناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) فقال: هو أن يتزوجها إلى أجل ثم يحدث شيئا بعد الاجل.

177 - عن عبدالسلام عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له، ما تقول في المتعة؟ قال قول الله: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة إلى أجل مسمى ولاجناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) قال: قلت، جعلت فداك أهى من الاربع؟ قال ليست من الاربع انما هى اجارة.

178 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال، لاينبغى أن يتزوج الرجل الحر المملوكة اليوم، انما كان ذلك حيث قال الله عزوجل: ومن لم يستطع منكم طولا والطول المهر، ومهر الحرة اليوم مهر الامة أو أقل.

179 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال تزوج الحرة على الامة ولاتزوج الامة على الحرة، ومن تزوج امة على حرة فنكاحه باطل.

180 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن نكاح الامة قال: تتزوج الحرة على الامة ولاتتزوج الامة على الحرة ونكاح الامة على الحرة باطل، وان اجتمعت عندك حرة وامة فللحرة يومان وللامة يوم، ولايصلح نكاح الامة الا بأذن مواليها.

___________________________________

(1) وفى المصدر (استحللتك).

[469]

181 - ابان عن زرارة بن اعين عن ابى جعفر عليه السلام قال: سألته عن الرجل يتزوج الامة؟ قال لا، الا أن يضطر إلى ذلك.

182 - على بن ابراهيم عن ابيه عن اسمعيل بن مرار عن يونس عن ابن مسكان عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: لاينبغى للحران يتزوج الامة وهو يقدر على الحرة، ولا ينبغى له ان يتزوج الامة على الحرة، ولا باس أن يتزوج الحرة على الامة، فان تزوج الحرة على الامة فللحرة يومان وللامة يوم.

183 - في مجمع البيان (ومن لم يستطع منكم طولا) اى من لم يجد منكم غنى وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

184 - في تفسير على بن براهيم قوله: ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات قال: من لم يستطع ان ينكح الحرة فالاماء باذن اصحابهن والله اعلم بايمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن باذن اهلهن وآتوهن اجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات قال: غير خديعة ولافسق ولافجور.

185 - في من لايحضره الفقيه وروى داود بن الحصين عن ابى العباس البقباق قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام: يتزوج الرجل بالامة بغير علم أهلها؟ قال، هوزنا ان الله عزوجل يقول: (فانكحوهن باذن اهلهن.

186 - في الاستبصار أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبى - نصر قال، سألت الرضا عليه السلام ايتمتع بالامة باذن أهلها؟ قال: نععم ان الله تعالى يقول: (فانكحوهن باذن أهلهن).

187 - في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يتزوج بامة بغير اذن مواليها؟ فقال: ان كانت لامراة فنعم وان كانت لرجل فلا.

188 - محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابيعبدالله عليه السلام قال: لاباس بأن يتمتع الرجل بأمة المرأة: فاما

[470]

الرجل فلا يتمتع بها الا بأمره.

189 - في تفسير على بن ابراهيم (ولا متخذات أخذان) اى لايتخذها صديقة، قوله: فاذا احصن فان اتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب يعنى به العبيد والاماء اذا زنيا ضربا نصف الحد، فان عادا فمثل ذلك وان عادا فمثل ذلك حتى يفعلوا ذلك ثمانى مرات ففى الثامنة يقتلون، قال الصادق عليه السلام وانما صار يقتل في الثامنة لان الله رحمه أن يجمع عليه ربق الرق وحد الحر.

190 - في تفسير العياشى عن القاسم بن سليمان قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله (فاذا احصن فان أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) قال يعنى نكاحهن اذا أتين بفاحشة.

191 - عن عبدالله بن سنان عن أبيعبدالله عليه السلام عن قول الله في الاماء: اذا احصن) قال: احصانهن أن يدخل بهن قلت: فان لم يدخل بهن فأحدثن حدثا هل عليهن حد؟ قال نعم نصف الحر، فان زنت وهى محصنة فالرجم.

192 - عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: سألته عن قول الله في الاماء (اذا احصن) ما احصانهن؟ قال: يدخل بهن قلت: فان لم يدخل بهن ماعليهن حد؟ قال: بلى.

193 - عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله عليه السلام قال سألته عن المحصنات من الاماء؟ قال هن المسلمات.

194 - عن حريز قال سألته عن المحصن؟ فقال: الذى عنده ما يغتنيه(1).

195 - عن عباد بن صهيب عن ابيعبدالله عليه السلام قال لاينبغى للرجل المسلم أن يتزوج من الاماء الامن خشى العنت، ولايحل له من الاماء الا واحدة.

قال عز من قائل: يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم.

196 - في اصول الكافى محمد عن أحمد عن على بن النعمان رفعه عن أبى -

___________________________________

(1) وفى المصدر (ما يغنيه).

[471]

جعفر قال قال أبوجعفر عليه السلام يمصون الثماد(1) ويدعون النهر العظيم، قيل له وما النهر العظيم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله والعلم الذى أعطاه الله ان الله عزوجل جمع لمحمد صلى الله عليه وآله سنن النبيين من آدم وهلم جرا إلى محمد صلى الله عليه وآله، قيل له وما تلك السنن؟ قال علم النبيين بأسره، وان رسول الله صلى الله عليه وآله صير ذلك كله عند اميرالمؤمنين عليه السلام، فقال له رجل يابن رسول الله فأميرالمؤمنين أعلم أم بعض النبيين؟ فقال ابوجعفر عليه السلام: اسمعوا ما يقولون !(2) ان الله يفتح مسامع من يشاء، انى حدثته ان الله جمع لمحمد علم النبيين وانه جمع ذلك كله عند امير المؤمنين وهو يسألنى أهو اعلم ام بعض النبيين؟.

197 - في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبى أيوب عن سماعة قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: الرجل منا يكون عنده الشئ يتبلغ به وعليه دين أيطعمه عياله حتى يأتى الله عزوجل بميسرة فيقضى دينه، أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسب أو يقبل الصدقة؟ قال: يقضى بما عنده دينه ولايأكل أموال الناس الا وعنده ما يؤدى اليهم حقوقهم: ان الله عزوجل يقول: ولاتاكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم ولاتستقرض على ظهره الا وعنده وفاء، ولو طاف على أبواب الناس فردوه باللقمة واللقمتين والتمرة والتمرتين الا أن يكون له ولى يقضى دينه من بعده، ليس منا من ميت الاجعل الله له وليا يقوم في عدته(3) ودينه فيقضى عدته ودينه.

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر (ج 1: 222 ط طهران) وكذا في المرآة والوافى لكن في الاصل (يمضون إلى الثمار) قال الطريحى وفى الحديث: من لم يأخذ العلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله: يمصون الثماد ويدعون النهر العظيم، الثماد: هو الماء القليل الذى لامادة له والكلام استعارة.

وقال الفيض (ره): الثمد الماء القليل كأنه (ع) اراد ان يبين ان العلم الذى اعطاه الله نبيه صلى الله عليه وآله ثم اميرالمؤمنين (ع) هو اليوم عنده وهو نهر عظيم يجرى اليوم من بين ايديهم فيدعونه، ويمصون كناية عن الاجتهادات والاهواء وتقليد الابالسة والاراء (انتهى) والمص: الشرب بالجذب.

(2) وفى المصدر (اسمعوا مايقول.

(3) العدة: الوعد.

[472]

198 - في مجمع البيان وفى قوله: (بالباطل) قولان احدهما: انه الربا والقمار والبخس والظلم عن السدى وهو المروى عن الباقر عليه السلام.

199 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولا تقتلوا انفسكم قال: كان الرجل اذا خرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الغز ويحمل على العدو وحده من غير أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وآله، فنهى الله أن يقتل نفسه من غير أمر رسول الله صلى الله عليه وآله.

200 - في مجمع البيان (ولاتقتلوا أنفسكم) فيه أربعة أقوال، إلى قوله: ورابعها ماروى عن أبى عبدالله عليه السلام ان معناه: لاتخاطروا بنفوسكم في القتال فتقاتلوا من لاتطيقونه.

201 - في تفسير العياشى عن على بن ابيطالب عليه السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن الجباير تكون على الكسر كيف يتوضأ صاحبها وكيف يغتسل اذا أجنب؟ قال: يجزيه المسح(1) بالماء عليها في الجنابة والوضوء، قلت: فان كان في برد يخاف على نفسه اذا أفرغ الماء على جسده(2) فقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله: (ولاتقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما).

202 - عن محمد بن على عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: (ولاتقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما) قال: كان المسلمون يدخلون على عدوهم في المغارات فيتمكن منهم عدوهم فقتلهم كيف شاء، فنهاهم الله، أن يدخلوا عليهم في المغارات.

203 - عن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام قال: كنت أنا وعلقمة الحضرمى وأبوحسان العجلى وعبدالله بن عجلان ننظر أبا جعفر عليه السلام، فخرج علينا فقال: مرحبا وأهلا والله انى لاحب ريحكم وأرواحكم وانكم لعلى دين الله، فقال علقمة: فمن كان على دين الله تشهد أنه من أهل الجنة؟ قال: فمكث هنيئة، قال: ونوروا أنفسكم فان لم تكونوا اقترفتم الكبائر فانا اشهد، قلنا: وما الكبائر؟ قال: هى في كتاب الله على سبع قلنا: فعدها علينا جعلنا فداك، قال الشرك بالله العظيم، وأكل مال اليتيم، واكل الربوا بعد البينة، وعقوق الوالدين،

___________________________________

(1) وفى المصدر (المس) بدل (المسح).

(2) أفرغ الماء: صبه.

[473]

والفرار من الزحف، وقتل المؤمن، وقذف المحصنة، قلنا ما بنا احد اصاب من هذا شيئا؟ قال: فانتم اذا.

204 - في ثواب الاعمال ابى (ره) قال حدثنى سعد بن عبدالله عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادى عن الحسن بن على الوشاء عن احمد بن عمر الحلبى قال سالت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيآتكم قال من اجتنب ما اوعد عليه النار اذا كان مؤمنا كفرالله عنه سيئاته ويدخله مدخلا كريما، والكبائر السبع الموجبات: قتل النفس الحرام، وعقوق الوالدين، واكل الربا: والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، واكل مال اليتيم، والفرار من الزحف.

205 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) قال: من اجتنب ما اوعدالله عليه النار اذا كان مؤمنا كفر عنه سيآته.

206 - في كتاب التوحيد حدثنا احمد بن زياد بن حفص الهمدانى رضى الله عنه قال حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن محمد بن ابى عمير قال سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول لايخلد الله في النار الا اهل الكفر والجحود واهل الضلال والشرك، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر، قال الله تبارك وتعالى (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيآتكم وندخلكم مدخلا كريما) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

207 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابى جميلة عن الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيآتكم وندخلكم مدخلا كريما) قال الكبائر التى اوجب الله عزوجل عليها النار.

208 - في نهج البلاغة قال عليه السلام ومباين بين محارمه من كبير اوعد عليه نيرانه، او صغير أرصد له غفرانه.

[474]

209 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن ابن عبدالرحمن عن منصور عن حريز عن عبدالله عن الفضيل عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: اما والله يا فضيل مالله عزوجل حاج غيركم، ولايغفر الذنوب الا لكم، ولايقبل الا منكم، وانكم لاهل هذه الآية: (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيآتكم وندخلكم مدخلا كريما) والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

210 - في من لايحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: من اجتنب الكبائر كفر الله عنه جميع ذنوبه وفى ذلك قول الله عزوجل: (ان تجتبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما).

211 - في مجمع البيان ولاتتمنوا مما فضل الله به بعضكم على بعض اى لايقل أحدكم: ليت ما أعطى فلان من المال والنعمة او المرأة الحسناء كان لى، فان ذلك يكون حسدا ولكن يجوز أن يقول: اللهم، اعطنى مثله عن ابن عباس وهو المروى عن ابيعبدالله عليه السلام.

212 - وجاء في الحديث عن ابن مسعود عن النبى عليه السلام قال: سلوا الله من فصله فانه يحب ان يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج.

213 - في كتاب الخصال فيما علم أميرالمؤمنين عليه السلام أصحابه في كل امرء واحدة من الثلث: الكبر والطيرة والتمنى - فاذا تطير أحدكم فليمض على طيرته وليذكر الله عزوجل واذاخشى الكبر فليأكل مع عبده وخادمه، وليحلب الشاة: واذا تمنى فليسأل الله عزوجل وليبتهل اليه ولاتنازعه نفسه إلى الاثم.

214 - عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تمنى شيئا وهو لله تعالى رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه.

215 - في اصول الكافى حميد بن زياد عن الخشاب عن ابن بقاح عن معاذ عن عمرو بن جميع عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من لم يسأل الله عزوجل من فضله افتقر.

216 - ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن ميسر بن عبدالعزيز عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال لى: يا ميسر ادع ولاتقل ان الامر قد فرغ

 

[475]

منه ان عندالله عزوجل منزلة لاتنال الا بمسألة، ولو ان عبدا سد فاه ولم يسأل لم يعط شيا فسل تعط، يا ميسر انه ليس من باب يقرع الا يوشك ان يفتح لصاحبه.

217 - في الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن ابراهيم بن ابى البلاد عن ابيه عن ابى جعفر عليه السلام قال: ليس من نفس الا وقد فرض الله عزوجل لها رزقا حلالا يأتيها في عافية، وعرض لها بالحرام من وجه آخر، فان هى تناولت شيئا من الحرام قاصها به من الحلال الذى فرض لها، وعندالله سواهما فشل كثير وهو قوله عزوجل: واسئلوا الله من فضله.

218 - في من لايحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك وتعالى احب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه، ابغض عزوجل لخلقه المسألة، واحب لنفسه ان يسأل وليس شئ احب اليه من ان يسأل، فلا يستحيى احدكم ان يسأل الله عزوجل من فضله ولو شسع نعل(1).

219 - في تفسير العياشى عن اسمعيل بن كثير رفع الحديث إلى النبى صلى الله عليه وآله قال: لما نزلت هذه الآية: (واسئلوا الله من فضله) قال اصحاب النبى ما هذا الفضل، أيكم يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك؟ قال: فقال على بن ابيطالب عليه السلام: انا اسأله عنه فسأله عن ذلك الفضل ما هو؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله خلق خلقه وقسم لهم ارزاقهم من حلها، وعرض لهم بالحرام فمن انتهك حراما نقص له من الحلال بقدر ما انتهك من الحرام وحوسب به.

220 - عن ابى الهذيل عن ابيعبدالله عليه السلام قال: ان الله قسم الارزاق بين عباده وافضل فضلا كثيرا لم يقسمه بين احد قال الله، (واسئلوا الله من فضله).

221 - عن الحسين بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له جعلت فداك انهم يقولون ان النوم بعد الفجر مكروه لان الارزاق تقسم في ذلك الوقت؟ فقال: الارزاق موظوفة مقسومة ولله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وذلك قوله:

___________________________________

(1) الشسع: قبال النعل وهو زمام بين الاصبع، الوسطى والتى تليها.

[476]

(واسئلوا الله من فضله) ثم قال، وذكر الله بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الارض.

222 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب قال، سألت ابا الحسن عليه السلام عن قوله عزوجل: ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والاقربون والذين عقدت ايمانكم قال: انما عنى بذلك الائمة عليهم السلام، عقدالله عزوجل ايمانكم.

223 - في الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب قال: أخبرنى ابن بكير عن زرارة قال، سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول، (ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والاقربون) قال: انما عنى بذلك ألوا الارحام في المواريث، ولم يعن أولياء النعمة فأولاهم بالميت أقربهم اليه من الرحم التى يجره اليها.

224 - في تفسير على بن ابراهيم (وأولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله) قال نسخت هذه قوله، والذين عقدت ايمانكم فآتوهم نصيبهم.

225 - في مجمع البيان (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم) قال مجاهد معناه فاعطوهم نصيبهم من النصر والعقد والرفد ولاميراث، فعلى هذا يكون الآية غير منسوخة، ويؤيده قوله تعالى، (أوفوا بالعقود) وقول النبى صلى الله عليه وآله في خطبته يوم فتح مكة ماكان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به، فانه لم يزد الاسلام الاشدة، ولا - تحدثوا حلفا في الاسلام.

226 - وروى عبدالرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال، شهدت حلف المطيبين وانا غلام مع عمومتى، فما أحب ان لى حمر النعم وانى أنكثه.(1).

227 - في عيون الاخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن

___________________________________

(1) اجتمع بنو هاشم وبنو زهرة وتيم في دار ابن جدعان في الجاهلية وجعلوا طيبا في جفنة وغمسوا أيديهم فيه، وتحالفوا على التناصر والاخذ للمظلوم من الظالم فسموا المطيبين، وحمر النعم: الابل الحمر وهى أنفس ألاموال من النعم وأقواها وأجلدها، فجعلت كناية عن خير الدنيا كله.

[477]

سنان في جواب مسائله في العلل، وعلة اعطاء النساء نصف ما يعطى الرجل من الميراث لان المرأة اذا تزوجت أخذت والرجل يعطى، فلذلك وفر على الرجال، وعلة اخرى في اعطاء الذكر مثلى ما يعطى الانثى لان الانثى في عيال الذكران احتاجت وعليه أن يعولها وعليه نفقتها، وليس على المرأة ان تعول الرجل ولايؤخذ بنفقته اذا احتاج، فوفرالله على الرجل لذلك وذلك قول الله عزوجل الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم.

228 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن على ماجيلويه عن عمه عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبى الحسن البرقى عن عبدالله بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبيطالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له: ما فضل الرجال على النساء فقال النبى صلى الله عليه وآله: كفضل السماء على الارض، وكفضل الماء على الارض، فالماء يحيى الارض، وبالرجال يحيى النساء، ولولا الرجال ما خلقوا النساء يقول الله عزوجل، (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من اموالهم) قال اليهودى: لاى شئ كان هكذا؟ فقال النبى صلى الله عليه وآله: خلق الله عزوجل آدم من طين، ومن فضلته وبقيته خلقت حواء، وأول من أطاع النساء آدم، فأنزله الله عزوجل من الجنة، وقدبين فضل الرجال على النساء في الدنيا، ألا ترى إلى النساء كيف يحضن ولايمكنهن العبادة من القذارة، والرجال لايصيبهم شئ من الطمث، فقال اليهودى: صدقت يا محمد.

229 - في تفسير على بن ابراهيم في رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: قانتات يقول: مطيعات.

قال عزمن قائل حافظات للغيب.

230 - في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعرى عن عبدالله بن ميمون القداح عن أبى عبدالله عن آبائه عليهم السلام، قال، قال النبى صلى الله عليه وآله، ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الاسلام

[478]

أفضل من زوجة مسلمة تسره اذا نظر اليها وتطيعه اذا أمرها، وتحفظه اذا غاب عنها في نفسها وماله.

231 - في مجمع البيان واهجروهن في المضاجع روى عن ابى جعفر عليه السلام قال: يحول ظهره اليها واضربوهن وروى عن ابيجعفر عليه السلام بانه الضرب بالسواك.

232 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن ابى حمزة قال: سألت العبد الصالح عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى، وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من أهلها.

فقال: يشترط الحكمان ان شاء‌ا فرقا وان شاء‌ا جمعا ففرقا أو جمعا جاز.

233 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابيعمير عن حماد عن الحلبى عن أبيعبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل، (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) قال: ليس للحكمين ان يفرقا حتى يستأمرا الرجل والمرأة ويشترطا عليهما ان شئنا جمعنا وان شئنا فرقنا، فان جمعا فجايز وان فرقا فجايز.

234 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن عبدالله بن جبلة عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن ابيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل.

(فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها) قال الحكمان يشترطا ان شاء‌ا فرقا وان شاء‌ا جمعا، فان جمعا فجايز وان فرقا فجايز.

235 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابى ايوب عن سماعة قال، سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل، (فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها) ارأيت ان استأذن الحكمان فقالا للرجل والمراة أليس قد جعلتما امركما الينا في الاصلاح والتفريق؟ فقال الرجل والمرأة نعم فاشهدا بذلك شهودا عليهما ايجوز تفريقهما عليهما؟ قال، نعم، ولكن لاتكون الاعلى طهر من المراة من غير جماع من الزوج، قيل له ارايت ان قال احد الحكمين قد فرقت بينهما وقال الاخر، لم افرق بينهما؟ فقال، لايكون تفريق حتى يجتمعا جميعا على التفريق، فاذا اجتمعا على التفريق جاز تفريقهما.

[479]

236 - وعنه عن عبدالله بن جبلة وغيره عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) قال ليس للحكمين أن يفرقا حتى يستأمرا.

237 - في مجمع البيان واختلف في المخاطب بانفاذ الحكمين من هو؟ فقيل: هو السلطان الذى يترافع الزوجان اليه، وهو الظاهر في الاخبار عن الصادق عليه السلام.

238 - في تفسير على بن ابراهيم قال: وأتى على بن ابيطالب عليه السلام رجل وامراته على هذه الحال فبعث حكما من أهله وحكما من أهلها، وقال للحكمين: هل تدريان ما تحكمان احكما ان شئتما فرقتما وان شئتما جمعتما فقال الزوج لا أرضى بحكم فرقة ولا اطلقها فأوجب عليه نفقتها ومنعه أن يدخل عليها.

239 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) وروى ان نافع بن الازرق جاء إلى محمد بن على بن الحسين رضى الله عنه فجلس بين يديه يسأله عن مسائل في الحلال والحرام، فقال له أبوجعفر عليه السلام في عرض كلامه: قل لهذه المارقة مما استحللتم فراق أميرالمؤمنين عليه السلام وقد سفكتم دماء‌كم بين يديه في طاعته والقربة إلى الله تعالى بنصرته؟ فسيقولون لك انه حكم في دين الله، فقل لهم: حكم الله تعالى في شريعة نبيه بين رجلين من خلقه، فقال جل اسمه:) فابعثوا حكما من اهله وحكما من أهلها ان يريدا اصلاحا يوفق - الله بينهما) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

240 - في تفسير على ابراهيم عن أبى بصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم احد الابوين، وعلى الاخر، فقلت: أين موضع ذلك في كتاب الله؟ قال اقرأ واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا.

241 - عن ابى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (وبالوالدين احسانا) قال: قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أحد الوالدين وعلى الاخر وذكر انها الآية التى في النساء.

242 - في من لايحضره الفقيه في الحقوق المروية عن على بن الحسين عليهما السلام واما حق جارك فحفظه غايبا واكرامه شاهدا ونصرته اذا كان مظلوما ولاتتبع له عورة فان، علمت عليه سوء‌ا سترته عليه، وان علمت انه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه،

[480]

ولاتسلمه عند شديدة وتقيل عثرته، وتغفر ذنوبه، وتعاشره معاشرة كريمة ولاقوة الا بالله، واما حق الصاحب فان تصحبه بالمودة والانصاف، وتكرمه كما يكرمك، ولاتدعه يسبقك إلى مكرمة، فان سبق كافيته وتؤده كما يؤدك وتزجره عمايهم به من معصية، وكن عليه رحمة ولاتكن عليه عذابا ولاقوة الا بالله.

243 - في كتاب معانى الاخبار أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن احمد ابن محمد بن أبيعبدالله عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبيعبدالله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما حد الجار؟ قال: اربعون ذراعا من كل جانب.

244 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن معاوية ابن عمار عن عمرو بن عكرمة عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله كل أربعين دارا جيران من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله.

245 - وعنه عن أبيه عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن ابى جعفر عليه السلام قال: حد الجوار أربعون دارا من كل جانب من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله.

246 - على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن ابيعبدالله عن آبائه عليهم السلام ان أميرالمؤمنين صاحب ذميا فقال له الذمى: أين نريد يا عبدالله؟ قال اريد الكوفة، فلما عدل الطريق بالذمى عدل معه أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال له الذمى الست زعمت انك تريد الكوفة؟ قال له: بلى، فقال له الذمى: فقد تركت الطريق؟ فقال له: قد علمت قال فلم عدلت معى وقد علمت ذلك فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام هذا: من تمام حسن الصحبة ان يشيع الرجل صاحبه هنيئة اذا فارقه وكذلك امرنا نبينا صلى الله عليه وآله فقال له الذمى هكذا قال: قال: نعم، قال الذمى.

لاجرم انما تبعه من تبعه لافعاله الكريمة، فأنا اشهدك انى على دينك ورجع الذمى مع أميرالمؤمنين عليه السلام، فلما عرفه أسلم.

قال عزمن قائل: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل (الاية).

247 في كتاب الخصال عن ابيعبدالله عليه السلام قال: ما كان في شيعتنا فلا يكون فيهم ثلثة أشياء: لايكون فيهم من يسأل بكفه ولايكون فيهم بخيل (الحديث).

248 - عن احمد بن سليمان قال: سأل رجل ابا الحسن عليه السلام وهو في الطواف فقال له:

[481]

أخبرنى عن الجواد؟ فقال: ان لكلامك وجهين فان كنت تسأل عن المخلوق فان الجواد الذى يؤدى ما افترض الله تعالى عليه، والبخيل من بخل بما افترض الله عليه، وان كنت تعنى الخالق فهو الجواد ان أعطى، وهو الجواد ان منع، لانه ان اعطى عبدا اعطاه ما ليس له وان منع منع ماليس له.

249 - عن عبدالله بن غالب عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله خصلتان لايجتمعان في مسلم: البخل وسوء الخلق.

250 - فيمن لايحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس البخيل من ادى الزكوة المفروضة من ماله، واعطى النائبة(1) في قومه، انما البخيل حق البخيل من لم يؤد الزكوة المفروضة من ماله، ولم يعط النائبة في قومه وهو يبدر في ماسوى ذلك.

251 - وروى عن المفضل بن ابى قرة السمندى انه قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: أتدرى من الشحيح؟ فقلت: هو البخيل فقال الشح اشد من البخل ان البخيل يبخل بما في يده والشحيح يشح بما في أيدى الناس وعلى ما في يديه حتى لايرى في أيدى الناس شيئا الاتمنى أن يكون له بالحل والحرام ولايقنع بمارزقه الله عزوجل.

252 - وقال أميرالمؤمنين عليه السلام اذا لم يكن لله عزوجل في العبد حاجة ابتدأ بالبخل.

253 - في تفسير على بن ابراهيم قال: وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما قال انفقوا في طاعة الله.

254 - في كتاب التوحيد عن أميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام وقد ذكر اهل المحشر ثم يجتمعون في مواطن اخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض فذلك قوله عزوجل: (يوم يفر المرء من أخيه وامه وأبيه وصاحبته وبنيه) فيستنطقون فلا يتكلمون الامن اذن له الرحمن وقال صوابا: فيقوم الرسل عليهم السلام فيشهدون في هذه المواطن فذلك قوله: فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنابك على هؤلاء شهيدا.

255 - في اصول الكافى على بن محمد عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن

___________________________________

(1) النائبة: ماينوب الانسان ان تنزل به من المهمات.

[482]

زياد القندى عن سماعة قال قال أبوعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل (فكيف اذا جئنا من كل امه بشهيد وجئنابك على هؤلاء شهيدا) قال نزلت في امة محمد صلى الله عليه وآله خاصة، في كل قرن منهم امام منا شاهد عليهم ومحمد صلى الله عليه وآله شاهد علينا.

256 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه احوال اهل الموقف وفيه فيقام الرسل فيسألون عن تادية الرسالات التى حملوها إلى اممهم فأخبروا انهم قد ادوا ذلك إلى أممهم، وتسأل الامم فجحدوا كما قال الله: (فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسئلن المرسلين) فيقولون: (ماجاء نامن بشير ولانذير) فيستشهد الرسل رسول الله صلى الله عليه وآله فيشهد بصدق الرسل وبكذب من جحدها من الامم، فيقول لكل امة منهم (بلى قدجاء‌كم بشير ونذير والله على كل شئ قدير) اى مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل اليكم رسالاتهم وكذلك قال الله لنبيه (فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنابك على هؤلاء شهيدا) فلا يستطيعون رد شهادته خوفا من أن يختم الله على افواههم وان تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون، ويشهد على منافقى قومه وامته وكفارهم بالحادهم وعنادهم ونقضهم عهوده، وتغييرهم سنته، واعتدائهم على اهل بيته وانقلابهم على أعقابهم، وارتدادهم على أدبارهم، واحتذائهم في ذلك سنة من يقدمهم من الامم الظالمة الخائنة لانبيائها فيقولون بأجمعهم (ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قولما ضالين).

257 - في مجمع البيان وروى ان عبدالله بن مسعود قرأ هذه الآية على النبى صلى الله عليه وآله ففاضت عيناه.

258 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولايكتمون الله حديثا قال يتمنى الذين عصوا(1) اميرالمؤمنين عليه السلام ان تكون الارض ابتلعتهم في اليوم الذى اجتمعوا فيه على غصبه وان لم يكتموا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله فيه.

259 - في تفسير العياشى عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن جده قال: قال اميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة يصف هول يوم القيامة، ختم على الافواه

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ (غصبوا).

[483]

فلا تكلم، وكلمت الايدى وشهدت الارجل، ونطقت الجلود بما عملوا، فلا يكتمون الله حديثا.

260 - عن الحلبى قال، سألته عن قول الله يا ايها الذين آمنوا لاتقربوا الصلوة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون قال لاتقربوا الصلوة وانتم سكارى يعنى سكر النوم يقول، وبكم نعاس يمنعكم ان تعلموا ما تقولون في ركوعكم وسجودكم وتكبيركم، وليس كما يصف كثير من الناس يزعمون ان المؤمنين يسكرون من الشراب، والمؤمن لايشرب مسكرا ولايسكر.

261 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن على ما جيلويه قال حدثنا على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام، لاتقم إلى الصلوة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا، فانها من خلال النفاق، وقد نهى الله عزوجل المؤمنين أن يقوموا إلى الصلوة وهم سكارى يعنى من النوم وفى الكافى مثله.

262 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن ابى اسامة زيد الشحام قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: قول الله عزوجل: (لاتقربوا الصلوة وانتم سكارى) قال: سكر النوم.

263 - فيمن لايحضره الفقيه وروى زكريا النقاص عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (لاتقربوا الصلوة وانتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون) قال: منه سكر النوم.

264 - في مجمع البيان وقوله: (وانتم سكارى) اختلف فيه على قولين: احدهما: ان المراد به سكر الشراب عن ابن عباس ومجاهد وقتادة: قالوا: ثم نسخها تحريم الخمر، وروى ذلك عن موسى بن جعفر عليهما السلام، والثانى ان المراد بقوله: (وانتم سكارى) سكر النوم خاصة عن الضحاك وروى ذلك عن أبى جعفر عليه السلام.

265 - في كتاب الخصال فيما علم أميرالمؤمنين عليه السلام اصحابه: السكر اربع سكرات سكر الشراب، وسكر المال، وسكر النوم وسكر الملك.

[484]

266 - في كتاب علل الشرايع ابى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قالا: قلنا له: الحايض والجنب يدخلان المسجد أم لا؟ قال: الحايض والجنب لايدخلان المسجد الامجتازين، ان الله تبارك وتعالى يقول: ولاجنبا الاعابرى سبيل حتى تغتسلوا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

267 - في تفسير على بن ابراهيم سئل الصادق عليه السلام عن الحايض والجنب يدخلان المسجد أم لا؟ فقال: الحايض والجنب لايدخلان المسجد الامتجازين، فان الله يقول: (ولاجنبا الاعابرى سبيل حتى تغتسلوا) ويضعان فيه الشئ ولايأخذ ان منه فقلت فما بالهما يضعان فيه الشئ ولايأخذ ان منه؟ فقال لانهما يقدران على وضع الشئ من غير دخول، ولايقدران على أخذ ما فيه حتى يدخلا.

268 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام ان الجنابة بمنزلة الحيض، وذلك ان النطفة لم يستحكم ولايكون الجماع الابحركة شديدة وشهوة غالبة، واذا فرغ الرجل تنفس البدن ووجد الرجل من نفسه رايحة كريهة، فوجب الغسل لذلك، وغسل الجنابة مع ذلك امانة ائتمن الله عليها عبيدة ليختبرهم بها.

269 - في مجمع البيان وان كنتم مرضى قيل نزلت في رجل من الانصار كان مريضا فلم يستطع ان يقوم فيتوضى، فالمرض الذى يجوز فيه التيمم مرض الجراح والكسرة والقروح اذا خاف اصحابها من مس الماء عن ابن عباس وابن مسعود والسدى والضحاك و مجاهد ووقتادة، وقيل هو المرض الذى لايستطيع معه تناول الماء اولا يكون هناك من يناوله عن الحسن وابن زيد، وكان الحسن لايرخص للجريح التيمم، والمروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام جواز التيمم في جميع ذلك اولا مستم النساء المراد به الجماع.

270 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال سألته عن قول الله عزوجل (اولا مستم النساء) قال هو الجماع،

[485]

ولكن الله ستير يحب الستر فلم يسم كما تسمون.

271 - في تفسير العياشى عن ابى مريم قال قلت لابى جعفر عليه السلام ما تقول في الرجل يتوضأ ثم يدعو بجارية فتأخذ بيده حتى ينتهى إلى المسجد، فان من عندنا يزعمون انها الملامسة؟ فقال لاوالله ما بذلك بأس، وربما فعلته وما يعنى بهذا الا المواقعة دون الفرج.

272 - عن منصور بن حازم عن ابيعبدالله عليه السلام قال اللمس الجماع.

273 - عن الحلبى عن ابيعبدالله عليه السلام قال: سأله قيس بن رمانة قال أتوضأ ثم ادعوا لجارية فتمسك بيدى فأقوم فأصلى أعلى وضوء؟ فقال لا، قال فانهم يزعمون انه اللمس؟ قال لاوالله ما اللمس الا الوقاع يعنى الجماع، ثم قال قد كان أبوجعفر عليه السلام بعد ما كبر يتوضأ ثم يدعوا لجارية فتأخذ بيده فيقوم فيصلى.

274 - عن ابى ايوب عن ابيعبدالله عليه السلام قال التيمم بالصعيد لمن لم يجد الماء كمن توضأ من غدير من ماء أليس الله يقول فتيمموا صعيدا طيبا قال قلت فان أصاب الماء وهو في آخر الوقت؟ قال فقال قد مضت صلوته، قال قلت له فيصلى بالتيمم صلوة اخرى؟ قال اذا راى الماء وكان يقدر عليه انتقض التيمم.

275 - في كتاب معانى الاخبار وقد روى عن الصادق عليه السلام انه قال الصعيد الموضع المرتفع والطيب الموضع الذى ينحدر عنه الماء.

276 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: الم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة يعنى ضلوا في اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ويريدون ان تضلوا السبيل يعنى اخرجوا الناس من ولاية أميرالمؤمنين وهو الصراط المستقيم، قوله والله اعلم باعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غيره مسمع قال نزلت في اليهود.

277 - في تفسير العياشى عن جابر العفى قال، قال لى أبوجعفر عليه السلام في حديث له طويل: يا جابر اول الارض المغرب تخرب ارض الشام يختلفون عند ذلك

[486]

على رايات ثلث، راية الاصهب، وراية الابقع، وراية السفيانى، فيلقى السفيانى الابقع فيقتله ومن معه وراية الاصهب، ثم لايكون لهم هم الا الا قبال نحو العراق ومن حبس بقرقيسا(1) فيقتلون بها مائة الف من الجبارين ويبعث السفيانى جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون الفا فيصيبون من اهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبيناهم كذلك اذ اقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طيا حثيثا(2) ومعهم نفر من اصحاب القائم عليه السلام يخرج رجل من موالى اهل الكوفة في ضعفاء(3) فيقتله امير جيش السفيانى بين الحرة والكوفة، ويبعث السفيانى بعثا إلى المدينة فيفر المهدى منها إلى مكة، فيبلغ امير جيش السفيانى ان المهدى قد خرج من المدينة فيبعث جيشا على اثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران، قال، وينزل جيش امير السفيانى البيداء فينادى مناد من السماء يا بيد ابيدى بالقوم، فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم الاثلثة نفر، يحول الله وجوههم في اقفيتهم وهم من كلب، وفيهم انزلت يا ايها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما انزلنا على عبدنا يعنى القائم (ع) من قبل أن نطمس وجوها فنردها على ادبارها.

278 - وروى عمرو بن شمر عن جابر قال، قال ابوجعفر عليه السلام، نزلت هذه الاية على محمد هكذا يا ايها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما انزلت في على مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم) إلى قوله (مفعولا) فاما قوله: (مصدقا لما معكم) يعنى مصدقا لرسول الله صلى الله عليه وآله.

279 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أحمد بن محمد بن محمد البرقى عن أبيه عن محمد ابن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن ابى عبدالله عليه السلام قال نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الاية هكذا (يا ايها الذين اوتوا الكتاب آمنوا

___________________________________

(1) قرقيسا: بلد على الفرات سمى بقرقيسا بن طهمورث.

(2) الحثيث: السريع.

(3) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ونسخة البحار لكن في الاصل (صنعاء) ولعله صحف.

[487]

بما نزلنا في على عليه السلام نورا مبينا).

280 - في مجمع البيان (من قبل ان نطمس وجوها فنردها على ادبارها) اختلف في معناه على اقوال إلى قوله: وثانيها ان المعنى نطمسها عن الهدى فنردها على ادبارها في ضلالتها ذما لها بانها لاتفلح ابدا ورواه ابوالجارود عن ابى جعفر عليه السلام.

281 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ثوير عن ابيه ان عليا عليه السلام قال، مافى القرآن آية احب إلى من قوله عزوجل: ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء.

282 - وباسناده إلى ابى ذر (ره) قال خرجت ليلة من الليالى فاذا رسول الله صلى الله عليه وآله يمشى وحده ليس معه انسان، فظننت انه يكره ان يمشى معه احد قال: فجعلت امشى في ظل القمر فالتفت فرآنى فقال لى: من هذا؟ فقلت: ابوذر جعلنى الله فداك، فقال: ياباذر تعال، قال فمشيت معه ساعة فقال ان المكثرين هم الاقلون يوم القيامة الامن اعطاه الله خيرا فنفخ منه بيمينه وشماله وبين يديه وورائه وعمل فيه خيرا قال فمشيت معه ساعة فقال لى: اجلس ههنا وأجلسنى في قاع(1) حوله حجارة فقال لى اجلس حتى ارجع اليك قال فانطلق في الحرة حتى لم اره وتوارى عنه فأطال اللبث، ثم انى سمعته عليه السلام وهو مقبل وهو يقول: وان زنى وان سرق؟ قال فلما جاء لم اصبر حتى قلت: يا نبى الله جعلنى فداك من تكلم من جانب الحرة فانى ماسمعت احدا يرد عليك شيئا؟ قال ذاك جبرئيل عرض لى في جانب الحرة فقال بشرامتك ان من مات لايشرك بالله عزوجل شيئا دخل الجنة، قال فقلت يا جبرئيل وان زنى وان سرق؟ قال: نعم، قلت وان زنى وسرق؟ قال نعم وان شرب الخمر.

283 - في اصول الكافى يونس عن ابن بكير عن سليمان بن خالد عن ابى عبدالله عليه السلام قال (ان الله لايغفران يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) الكبائر فما سواها قال قلت، دخلت الكبائر ففى الاستثناء؟ قال، نعم.

284 - يونس عن اسحق بن عمار قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام الكبائر فيها استثناء

___________________________________

(1) القاع: المستوى من الارض.

[488]

ان يغفر لمن يشاء؟ قال نعم.

285 - في تفسير على بن ابراهيم قوله (ان الله لايغفران يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن هشام عن ابى عبدالله عليه السلام قال قلت له دخلت الكبائر في الاستثناء قال: نعم.

286 - في تفسير العياشى عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: اما قوله، (ان الله لايغفر أن يشرك به) يعنى انه لا يغفر لمن يكفر بولاية على واما قوله (ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) يعنى لمن والى عليا عليه السلام.

287 - عن ابى العباس قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن أدنى مايكون به الانسان مشركا؟ قال: من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض.

288 - عن قتيبة الاعشى قال: سألت الصادق عليه السلام في قوله: (ان الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) قال: دخل في الاستناء كل شئ.

289 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: فاما الظلم الذى لايغفر فالشرك بالله، قال الله سبحانه: (ان الله لايغفر أن يشرك به).

290 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ان الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) هل تدخلها الكبائر في مشية الله قال: نعم ذلك اليه عزوجل ان شاء عذب عليها وان شاء عفا عنها.

291 - وباسناده إلى اميرالمؤمنين عليه السلام قال: ولقد سمعت جبيبى رسول الله صلى الله عليه وآله يقول.

لوان المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب اهل الارض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب، ثم قال عليه السلام: من قال لا اله الا الله باخلاص فهو برئ من الشرك، ومن خرج من الدنيا لايشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذه الاية: (ان الله لايغفران يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) من شيعتك ومحبيك يا على، قال اميرالمؤمنين عليه السلام: فقلت يا رسول الله هذا لشيعتى؟ قال: اى وربى انه لشيعتك والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

292 - في كتاب ثواب الاعمال ابى (ره) قال: حدثنى سعد بن عبدالله عن احمد

[489]

ابن محمد عن الحسن بن على عن عبدالعزيز العبدى عن عبيد بن زرارة قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام: اخبرنى عن الكبائر قال: هى خمس وهن مما اوجب الله عزوجل عليهن النار، قال الله عزوجل: (ان الله لايغفران يشرك به) الحديث.

293 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام وباسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله يحاسب كل خلق الامن اشرك بالله فانه لايحاسب ويؤمربه إلى النار.

294 - في مجمع البيان في قوله عزوجل.

(ان الله لايغفر ان يشرك به) الاية وقف الله سبحانه للمؤمنين الموحدين بهذه الاية بين الخوف والرجاء وبين العدل والفضل، وذلك صفة المؤمنين ولذلك قال الصادق عليه السلام: لووزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا.

295 - في مجمع البيان قوله عزوجل: الم تر إلى الذين يزكون انفسهم إلى قوله (مبينا) قيل نزلت في اليهود والنصارى حين قالوا.

نحن ابناء‌الله واحباؤه، وقالوالن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى، وهو المروى عن ابى جعفر عليه السلام.

296 - في نهج البلاغة من كلام له عليه السلام يصف فيه المتقين لايرضون من اعمالهم القليل ولا يستكثرون الكثير فهم لانفسهم متهمون ومن اعمالهم مشفقون، اذا زكى احد منهم خاف مما يقال له فيقول.

انا اعلم بنفسى من غيرى، وربى أعلم بى من نفسى، اللهم لاتؤاخذنى بما يقولون واجعلنى أفضل مما يظنون واغفر لى مالا يعلمون.

297 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: (إلم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء) قال: هم الذين سموا أنفسهم بالصديق والفاروق وذى النورين، وقوله.

(ولايظلمون فتيلا) قال: القشرة التى تكون على النواة، ثم كنى عنهم فقال انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به اثما مبينا وهم هؤلاء الثلثة قوله: الم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلا قال: نزلت في اليهود حين سألهم مشركوا العرب فقالوا أديننا افضل ام دين محمد؟ قالوا بل دينكم افضل وقد روى فيه ايضا انها نزلت في الذين غصبوا آل محمد حقهم، وحسدوا منزلتهم، فقال الله: اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجدله نصير اليهم نصيب من الملك فاذا

[490]

لايؤتون الناس نقيرا يعنى النقطة التى في ظهر النواة ثم قال: ام يحسدون الناس يعنى بالناس ههنا اميرالمؤمنين والائمة عليهم السلام على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما وهى الخلافة بعد النبوة وهم الائمة عليهم السلام.

298 - حدثنا على بن الحسين عن احمد بن ابيعبدالله عن ابيه عن يونس عن ابى جعفر الاحول عن حنان عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قلت له قوله.

(فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب) قال: النبوة، فقلت.

(والحكمة) قال الفهم والقضا (وآتيناهم ملكا عظيما) قال الطاعة المفروضة.

299 - في اصول الكافى الحسين بن محمد بن عامر الاشعرى عن معلى بن محمد قال حدثنى الحسن بن على الوشاء عن احمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلى قال سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل.

(اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) فكان جوابه.

(الم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلا) يقولون لائمة الضلالة والدعاة إلى النار.

هؤلاء اهدى من آل محمد سبيلا (اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ام لهم نصيب من الملك) يعنى الامامة والخلافة (فاذا لايؤتون الناس نقيرا) نحن الناس الذين عنى الله والنقير النقطة التى في وسط النواة (ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الامامة دون خلق الله أجمعين (فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) يقول: جعلنا منهم الرسل والانبياء والائمة فكيف يقرون به في آل ابراهيم و ينكرونه في آل محمد صلى الله عليه وآله؟ فمنهم من آمن به ومنهم من صدعنه وكفى بجهنم سعير ان الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزا حكيما.

300 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (وآتيناهم

[491]

ملكا عظيما) قال: الطاعة المفروضة.

301 - أحمد بن محمد عن محمد بن أبى عمير عن سيف بن عميرة عن أبى الصباح الكنانى قال قال أبوعبدالله عليه السلام: نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الانفال ولنا صفوالمال، ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله).

302 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله) قال: نحن المحسودون.

303 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن محمد الاحول عن حمران بن أعين قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام: قول الله عزوجل: (فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب) فقال: النبوة، قلت: (الحكمة قال: الفهم و القضا، قلت: (وآتيناهم ملكا عظيما) قال: الطاعة.

304 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن حماد بن عثمان عن أبى الصباح قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) فقال يا أبا الصباح نحن والله الناس المحسودون.

305 - على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن بريد العجلى عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل (فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) جعل منهم الرسل والانبياء والائمة فكيف يقرون في آل ابراهيم وينكرونه في آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال قلت: (وآتيناهم ملكا عظيما) قال: الملك العظيم ان جعل فيهم ائمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم.

306 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبيعمير ومحمد بن يحيى عن الحسين بن اسحق عن على بن مهزيار عن على بن فضال عن ابن أيوب جميعا عن معاوية بن عمار عن عمرو بن عكرمة قال: دخلت على أبى عبدالله عليه السلام فقلت: لى جار يؤذينى؟ فقال: ارحمه فقلت: لارحمه الله فصرف وجهه عنى فكرهت ان ادعه فقلت يفعل بى كذا وكذا ويفعل بى

[492]

ويؤذينى؟ فقال ارايت ان كاشفته انتصفت منه؟(1) فقلت بلى اربى عليه، فقال ان ذا ممن يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، فاذا راى نعمة على احد فكان له اهل جعل بلاؤه عليهم، وان لم يكن اهل جعله على خادمه، فان لم يكن له خادم اسهر ليله واغاظ نهاره(2) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

307 - في مجمع البيان واختلف في معنى الناس هنا إلى قوله وثانيها ان المراد بالناس النبى صلى الله عليه وآله عن ابى جعفر عليه السلام، والمراد بالفضل فيه النبوة وفى آله الامامة.

308 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) في خطبة لاميرالمؤمنين عليه السلام ان اهل الكتاب والحكمة والايمان آل ابراهيم بينه الله لهم فحسدوا، فأنزل الله جل ذكره (ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا فنحن آل ابراهيم فقد حسدنا كما حسد آباؤنا.

309 - فيى عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا عليه السلام في وصف الامامة و الامام قال عليه السلام: ان الانبياء والائمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه مالايؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم، في قوله عزوجل: (افمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع ام من لايهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون) وقال عزوجل لنبيه: (وكان فضل الله عليك عظيما) وقال عزوجل في الائمة من اهل بيته وعترته وذريته: (ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا).

310 - وفى باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه فقال المأمون: هل فضل الله العترة على سائر الناس؟ فقال ابوالحسن عليه السلام ان الله تعالى؟ ابان فضل العترة على ساير الناس في محكم كتابه، فقال له المأمون

___________________________________

(1) اى ان ظهرت لعداوة له استوفيت منه حقك وعدلت في اخذه.

(2) أغاظه: حمله على الغيظ.

[493]

اين ذلك من كتاب الله تعالى؟ فقال له الرضا عليه السلام في قوله تعالى (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) وقال عزوجل في موضع آخر: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) ثم رد المخاطبة في اثر هذا إلى ساير المؤمنين فقال عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) يعنى الذين قرنهم بالكتاب والحكمة، وحسدوا عليهما فقوله عزوجل: (ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) يعنى الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك ههنا هو الطاعة.

311 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان الله تبارك و تعالى لم يجعل العلم جهلا(1) ولم يكل أمره إلى ملك مقرب ولا نبى مرسل ولكنه أرسل رسلا من الملائكة إلى نبيه فقال له كذا وكذا، وأمره بما يحبه ونهاه عما يكره فقص عليه ما قبله وما خلفه بعلم، فعلم ذلك العلم أنبياء‌ه واولياء‌ه واصفياء‌ه ومن الاباء والاخوان بالذرية التى بعضها من بعض، فذلك قوله عزوجل: (ولقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) فاما الكتاب فالنبوة واما الحكمة فهم الحكماء من الانبياء والاصفياء،(2) وقال عليه السلام فيه ايضا، انما الحجة في آل ابراهيم لقول الله عزوجل، (ولقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) والحجة الانبياء وأهل بيوتات الانبياء عليهم السلام حتى تقوم الساعة.

312 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام مثل ما في كتاب كمال الدين و تمام النعمة سواء.

___________________________________

(1) اى لم يجعل العلم مبنيا على الجهل أو لم يجعل العلم مخلوطا بالجهل، قاله المجلسى (ره).

(2) ومثله في روضة الكافى (ص: 117 ط طهران) بأدنى تغيير واختلاف.

[494]

313 - في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما سبق عند قوله قال: الطاعة المفروضة.

قال على بن ابراهيم في قوله.

(فمنهم من آمن به) يعنى اميرالمؤمنين و سلمان وأبوذر والمقداد وعمار (ومنهم من صد عنه) قال فيهم نزلت (وكفى بجهنم سعيرا) ثم ذكر عزوجل ماقد أعده لهؤلاء الذين قد تقدم ذكرهم وغصبهم فقال: ان الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا قال، الايات أميرالمؤمنين والائمة عليهم السلام، وقوله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزأ حكيما فقيل لابى عبدالله عليه السلام، كيف تبدل جلودهم غيرها؟ قال: ارأيت لو اخذت لبنة فكسرتها وصيرتها ترابا ثم ضربتها في القالب أهى التى كانت انما هى ذلك وحدث تغيير آخر والاصل واحد.

314 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) وعن حفص بن غياث قال.

شهدت المسجد الحرام وابن ابى العوجاء يسأل ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) ما ذنب الغير؟ قال، ويحك هى هى وهى غيرها، قال، فمثل لى في ذلك شيئا من امر الدنيا.

قال: نعم ارايت لوان رجلا اخذ لبنة فكسرها ثم ردها في ملبنها فهى هى وهى غيرها.

315 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن على قال اخبرنى سماعة بن مهران قال، اخبرنى الكلبى النسابة قال، قلت لجعفر بن محمد عليه السلام، ما تقول في المسح على الخفين؟ فتبسم ثم قال، اذا كان يوم القيامة ورد الله كل شئ إلى شيئه ورد الجلد إلى الغنم فترى اصحابه المسح اين يذهب وضوء‌هم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

316 - في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزى قال الرضا عليه السلام في اثناء كلام بينه عليه السلام وبين سليمان، يا سليمان هل يعلم الله جميع ما في الجنة والنار؟ قال سليمان، نعم، قال.

فيكون ما علم الله عزوجل انه يكون من ذلك؟ قال، نعم، قال.

فاذا كان حتى لايبقى منه شئ الا كان ايزيدهم او يطويه عنهم؟ قال.

سليمان، بل يزيدهم قال.

فأراه في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه

[495]

انه يكون قال.جعلت فداك فالمريد لاغاية له، قال.

فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما اذا لم يعرف غاية ذلك واذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم م‍؟ يكون فيهما قبل ان يكون، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

قال سليمان انما قلت لايعلمه لانه لاغاية لهذا لان الله عزوجل وصفهما بالخلود وكرهنا ان نجعل لهما انقطاعا.

قال الرضا عليه السلام.

ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لانه قد يعلم ذلك ثم يزيدهم ثم لايقطعه عنهم وكذلك قال الله عزوجل لانقطاعه في كتابه، (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) وقال لاهل الجنة، (عطاء‌ا غير مجذوذ) وقال عزوجل، (وفاكهة كثيرة لامقطوعة ولاممنوعة) فهو عزوجل وعز يعلم ذلك و لايقطع عنهم الزيادة.

317 - وفى باب آخر عنه عليه السلام باسناده قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ان قاتل الحسين بن على عليه السلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا وقد شديداه و رجلاه بسلاسل من نار منكس في النار حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الاليم مع جميع من شايع على قتله، كلما نضجت جلودهم بدل الله عزوجل عليهم الجلود حتى يذوقوا العذاب الاليم، لايفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم.فالويل لهم من عذاب النار.

318 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا على بن احمد بن عبدالله بن احمد ابن ابيعبدالله البرقى قال، حدثنى ابى عن جده أحمد بن ابيعبد الله عن ابيه عن محمد بن خالد عن يونس بن عبدالرحمن قال: سألت موسى بن جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى اهلها فقال: هذه مخاطبة لنا خاصة امرالله تبارك وتعالى كل امام منا ان يؤدى الامام الذى بعده يوصى اليه، ثم هى جارية في ساير الامانات، ولقد حدثنى ابى عن أبيه ان على بن الحسين عليهما السلام قال لاصحابه: عليكم باداء الامانة فلو ان قاتل الحسين بن على عليه السلام ائتمننى على السيف الذى قتله به لاديته اليه.

319 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أحمد بن عمر قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ان

[496]

الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى اهلها) قال: هم الائمة من آل محمد صلى الله عليه وآله ان يؤدى الامام الامانة إلى من بعده ولايخص بها غيره ولايزويها عنه(1).

320 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد ابن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قوله عزوجل: (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى اهلها) قال، هم الائمة يؤدى الامام إلى الامام من بعده ولايخص بها غيره ولايزويها عنه.

321 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن اسحق بن عمار عن ابن ابى يعفور عن المعلى بن خنيس قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى اهلها) قال: أمرالله الامام الاول ان يدفع إلى الامام الذى بعده كل شئ عنده.

322 محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبى كهمس قال، قلت لابى عبدالله عليه السلام: عبدالله بن أبى يعفور يقرئك السلام قال: وعليك وعليه السلام اذا أتيت عبدالله فاقرأه السلام وقل له ان جعفر بن محمد يقول لك انظر ما بلغ به على عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالزمه فان عليا عليه السلام انما بلغ مابلغ به عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصدق الحديث وأداء الامانة.

323 - محمد بن يحيى عن ابيطالب رفعه قال قال أبوعبدالله عليه السلام لاتنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فان ذلك شئ اعتاده فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه واداء امانته.

324 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن سنان عن عمار بن مروان قال قال أبوعبدالله في وصيته له اعلم ان ضارب على بالسيف وقاتله لو ائتمننى واستنصحنى واستشارنى ثم قبلت ذلك منه لاديت اليه الامانة.

325 - في مجمع البيان قيل في المعنى بهذه الآية أقوال، أحدها انها في كل من اؤتمن امانة من الامانات، أمانات الله تعالى أوامره ونواهيه، وأمانات عباده فيما

___________________________________

(1) زوى المال عن وارثه اى اخفاه.

 

[497]

يأتمن بعضهم بعضا من المال وغيره، وهو المروى عن ابى جعفر وابيعبدالله عليهما السلام.

326 - وفيه قال ابوجعفر عليه السلام ان أداء الصلوة والزكوة والصوم والحج من الامانة.

327 - وروى عنهم عليهم السلام انهم قالوا آيتان أحدهما لنا والاخرى لكم، قال الله سبحانه (ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى اهلها) الآية ثم قال: يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم الآية.

328 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشا عن احمد بن عائذ عن ابن اذينة عن بريد العجلى قال سألت اباجعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل (ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى اهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) قال ايانا عنى ان يؤدى الاول إلى الامام الذى بعده الكتب والعلم والسلاح (واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) الذى في أيديكم، ثم قال للناس (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) ايانا عنى خاصة امر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا.

329 - في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قال فلم جعل اولى الامر وامر بطاعتهم؟ قيل: لعلل كثيرة منها ان الخلق لما وقفوا على حد محدود وأمروا الايتعدوا ذلك الحد لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك، ولايقوم الا بأن يجعل عليهم فيه أمينا يمنعهم من التعدى والدخول فيما حظر عليهم لانه لو لم يكن ذلك كذلك لكان احد لايترك لذته ومنفعته لفساد غيره، فجعل عليهم فيما يمنعهم من الفساد، ويقيم فيهم الحدود والاحكام ومنها انا لانجد فرقة من الفرق ولاملة من الملل بقوا وعاشوا الابقيم ورئيس لما لابدلهم منه في امر الدين، فلم يجز في حكم الحكيم ان يترك الخلق مما يعلم انه لابدلهم منه ولاقوام الابه، فيقاتلون فيه عدوهم ويقسمون به فيئهم، ويقيم لهم جمعتهم وجماعتهم، ويمنع ظالمهم من مظلومهم.

ومنها انه لو لم يجعل لهم اماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملة وذهب الدين وغيرت السنة والاحكام، ولزاد فيه المبتدعون ونقص منه الملحدون، وشبهوا

[498]

على المسلمين لانا قد وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير كاملين، مع اخلافهم و اختلاف أهوائهم وتشتت انحائهم، فلو لم يجعل لهم قيما حافظا لما جاء به الرسول لفسدوا على نحو ما بينا وغيرت الشرايع والسنن والاحكام والايمان وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين.

فان قيل: فلم لايجوز أن يكون في الارض امامان في وقت واحد أو اكثر من ذلك؟ قيل لعلل: منها ان الواحد لايختلف فعله وتدبيره، والاثنين لايتفق فعلمها وتدبيرهما، وذلك انا لم نجد اثنين الامختلفى الهمم والارادة، فاذا كان اثنين ثم اختلف هممهما و ارادتهما وتدبيرهما وكانا كلاهما مفترضى الطاعة لم يكن أحدهما اولى بالطاعة من صاحبه، فكان يكون في ذلك اختلاف الخلق والتشاجر والفساد ثم لايكون أحدهما مطيعا لاحدهما الا وهو عاص للاخر، فتعم المعصية أهل الارض ثم لايكون لهم مع ذلك السبيل إلى الطاعة والايمان، ويكونوا انما اتوا في ذلك من قبل الصانع الذى وضع لهم باب الاختلاف والتشاجر، اذ امرهم باتباع المختلفين ومنها انه لو كانا امامين كان لكل من الخصمين أن يدعوالى غير ما يدعوا اليه صاحبه في الحكومة، ثم لايكون أحدهما أولى بأن يتبع من صاحبه فتبطل الحقوق والاحكام والحدود ومنها انه لايكون واحد من الحجتين أولى بالنطق والحكم والامر والنهى من الاخر، واذا كان هذا كذلك وجب عليهما أن يبتدئا بالكلام، وليس لاحدهما أن يسبق له صاحبه بشئ اذا كانا في الامامة شرعا واحدا فان جاز لاحدهما السكوت جاز السكوت للاخر مثل ذلك، واذا جاز لهما السكوت بطلت الحقوق والاحكام وعطلت الحدود وصار الناس كأنهم لا امام لهم.

فان قال: فلم لايجوز أن يكون الامام من غير جنس الرسول عليه السلام: قيل: لعلل: منها انه لما كان الامام مفترض الطاعة لم يكن بد من دلالة تدل عليه ويتميز بها من غيره وهى القرابة المشهورة والوصية الظاهرة، ليعرف من غيره ويهتدى اليه بغيره ومنها انه لوجاز في غير جنس الرسول لكان قد فضل من ليس برسول على الرسول، اذ جعل أولاد الرسول اتباعا لاولاد أعدائه كأبى جهل وابن أبى معيط لانه قد يحوز بزعمه أن ينتقل ذلك في أولادهم اذا كانوا مؤمنين فيصيروا اولاد الرسول تابعين واولاد أعداء‌الله وأعداء رسوله

[499]

متبوعين فكان الرسول أولى بهذه الفضيلة من غيره وأحق ومنها ان الخلق اذا اقروا للرسول بالرسالة وأذعنوا له بالطاعة لم يتكبر احد منهم ان يتبع ولده ويطيع ذريته، ولم يتعاظم ذلك في انفس الناس واذا كان ذلك في غير جنس الرسول فكان كل واحد منهم في نفسه انه اولى به من غيره، ودخلهم من ذلك الكبر ولم تسخ انفسهم بالطاعة لمن هو عندهم [ دونهم ] فكان يكون ذلك داعية لهم إلى الفناء(1) والنفاق والاختلاف.

330 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا ابى (ره) عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر قال حدثنا محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن عبدالله بن محمد الحجال عن حماد بن عثمان عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) قال: الائمة من ولد على وفاطمة عليهما السلام إلى ان يقوم الساعة.

331 - وباسناده إلى جابر بن عبدالله الانصارى قال: لما انزل الله عزوجل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) قلت يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن اولوا الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام هم خلفائى يا جابر وائمة المسلمين من بعدى، اولهم على بن ابى طالب ثم الحسن، ثم الحسين، ثم على بن الحسين ثم محمد بن على المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه منى السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر، ثم على بن موسى، ثم محمد بن على، ثم على بن محمد، ثم الحسن بن على، ثم سميى وكنيى حجة الله في ارضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن على، ذاك الذى يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الارض ومغاربها، ذاك الذى يغيب عن شيعته واوليائه غيبة لايثبت فيها على القول بامامته الا من امتحن الله قلبه للايمان، قال جابر فقلت له يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في غيبته فقال عليه السلام اى والذى بعثنى بالنبوة انهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان تجلاها السحاب، يا جابر هذا من مكنون سرالله ومخزون علمه فاكتمه الاعن اهله.

___________________________________

(1) وفى نسخة (النفار) وفى اخرى كالمصدر (الفساد).

[500]

332 - في تفسير العياشى عن ابان انه دخل على بن الحسن الرضا عليه السلام فسألته عن قول الله (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) فقال ذلك على بن ابى طالب ثم سكت، قال فلما طال سكوته قلت ثم من؟ قال ثم الحسن ثم سكت فلما طال سكوته، قلت: ثم من قال: الحسين، قلت: ثم من؟ قال: على بن الحسين وسكت فلم يزل يسكت عند كل واحد حتى اعيد المسألة فيقول، حتى سماهم إلى آخرهم صلى الله عليهم.

333 - عن عمران الحلبى قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول انكم اخذتم هذا الامر من جذوه يعنى من أصله عن قول الله: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و اولى الامر منكم) ومن قول رسول الله: ما ان تمسكتم به لن تضلوا، لامن قول فلان ولامن قول فلان.

334 - عن عبدالله بن عجلان عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) قال هى في على عليه السلام وفى الائمة جعلهم الله مواضع الانبياء غير أنهم لايحلون شيئا ولا يحترمونه.

335 - عن سليم قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام: جعلت فداك أخبرنى من أولى الامر الذين أمرالله بطاعتهم؟ فقال لى: اولئك على بن أبيطالب والحسن والحسين وعلى ابن الحسين ومحمد بن على وجعفر عليهم السلام فاحمدوا الله الذى عرفكم ائمتكم وقادتكم حين جحدهم الناس.

336 - في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام حديث طويل يذكر فيه شرايع الدين وفيه قال عليه السلام: ولايفرض الله تعالى على عباده طاعة من يعلم انه يغويهم ويضلهم ولايختار لرسالته ولايصطفى من عباده من يعلم انه يكفر ويعبد الشيطان دونه، ولايتخذ على خلقه حجة الا معصوما، والانبياء والاوصياء لاذنوب لهم لانهم معصومون مطهرون.

337 - عن سليم بن قيس الهلالى قال: سمعت اميرالمؤمنين عليه السلام يقول: احذروا على دينكم، إلى قوله، ولاطاعة لمن عصى الله، انما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الامر،

[501]

وانما امرالله تعالى بطاعة الرسول لانه معصوم مطهر لايأمر بمعصية، وانما امر بطاعة اولى الامر لانهم معصومون مطهرون لايأمرون بمعصية.

338 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الفضل بن السكر عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قال اميرالمؤمنين عليه السلام: اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة واولى الامر بالمعروف والعدل والاحسان.

339 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفى قال: قلت لابيجعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام: لاى شئ يحتاج إلى النبى و الامام؟ فقال: لبقاء العالم على صلاحه وذلك ان الله عزوجل يرفع العذاب عن اهل الارض اذا كان فيها نبى أو امام: قال الله عزوجل: (وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم) وقال النبى صلى الله عليه وآله النجوم امان لاهل السماء واهل بيتى امان لاهل الارض، فاذا ذهبت النجوم أتى اهل السماء مايكرهون.

واذا ذهبت اهل بيتى أتى اهل الارض مايكرهون، يعنى بأهلبيته الائمة الذين قرن الله عزوجل طاعتهم بطاعته فقال: (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) وهم المعصومون المطهرون الذين لايذنبون ولايعصون وهم المؤيدون الموفقون المسددون، بهم يرزق الله عباده، وبهم يعمر بلاده، وبهم ينزل القطر من السماء وبهم تخرج بركات الارض، وبهم يمهل أهل المعاصى ولا يعجل عليهم العقوبة والعذاب لايفارقهم روح المقدس (القدس - ظ) ولا يفارقونه، ولايفارقون القرآن ولايفارقهم صلوات الله عليهم اجمعين.

340 - في كتاب معانى الاخبار عن سليم بن قيس الهلالى عن اميرالمؤمنين عليه السلام قال: قلت ما أدنى ما يكون به الرجل ضالا؟ فقال: أن لايعرف من امرالله بطاعته وفرض ولايته وجعل حجته في أرضه وشاهده على خلقه قلت: فمن هم يا أميرالمؤمنين قال الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال: (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) قال: فقبلت رأسه وقلت اوضحت وفرجت عنى واذهبت كل شك كان في قلبى.

341 - في اصول الكافى احمد بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن ابى -

[502]

العلا قال، ذكرت لابيعبدالله عليه السلام قولنا في الاوصياء ان طاعتهم مفترضة؟ فقال، نعم هم الذين قال الله عزوجل، (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) وهم الذين قال الله عزوجل، (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا).

343 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقى عن القاسم بن محمد الجوهرى عن الحسين بن ابى العلا قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: الاوصياء طاعتهم مفترضة قال: نعم، هم الذين قال الله: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) وهم الذين قال الله تعالى، (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون).

343 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلى بن محمد عن سهل بن زياد أبى سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبى بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) فقال نزلت في على ابن أبى طالب والحسن والحسين عليهم السلام، فقلت له: ان الناس يقولون: فماله لم يسم عليا واهلبيته عليهم السلام في كتابه عزوجل؟ قال: فقال قولوا لهم.

ان رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلوة ولم يسم الله لهم ثلثا ولا اربعا حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذى فسر ذلك لهم ونزل عليه الزكوة ولم يسم لهم من أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذى فسر ذلك لهم، ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا اسبوعا حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذى فسر ذلك لهم، ونزلت (اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) ونزلت في على والحسن والحسين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله في على من كنت مولاه فعلى مولاه وقال صلى الله عليه وآله: اوصيكم بكتاب الله عزوجل وأهلبيتى، فانى سألت الله عزوجل ان لايفرق بينهما حتى يوردهما على الحوض فأعطانى ذلك، وقال: لاتعلموهم فانهم أعلم منكم، وقال: انهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة فلو سكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يبين من أهلبيته لادعاها آل فلان وفلان، ولكن الله عزوجل انزل في كتابه تصديقا لنبيه عليه السلام: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فكان على والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فأدخلهم رسول الله

[503]

صلى الله عليه وآله تحت الكساء في بيت ام سلمة ثم قال: اللهم ان لكل نبى أهلا وثقلا وهؤلاء أهلبيتى وثقلى، فقالت ام سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: انك إلى خير ولكن هؤلاء أهلى وثقلى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

محمد بن يحيى عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبى عن أيوب بن الحر وعمران بن على الحلبى عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام مثل ذلك.

344 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن صفوان بن يحيى عن عيسى بن السرى أبى اليسع قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام، أخبرنى بدعائم الاسلام التى لايسع أحدا التقصير عن معرفة شئ منها، الذى من قصر عن معرفة شئ منها فسد عليه دينه ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله ولم يضق به مما هو فيه(1) لجهل شئ من الامور جهله؟ فقال: شهادة أن لا اله الا الله، والايمان بان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله والاقرار بما جاء به من عندالله، وحق في الاموال الزكوة و الولاية التى أمرالله عزوجل بها ولاية آل محمد صلى الله عليه وآله، قال: فقلت له، هل في الولاية شئ دون شئ فضل(2) يعرف لمن اخذبه؟ قال: نعم قال الله عزوجل (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله، من مات لايعرف امامه مات ميتة جاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وكان عليا عليه السلام وقال الاخرون كان معاوية ثم كان الحسن ثم كان الحسين وقال الاخرون يزيد بن معاوية وحسين بن على ولاسواء ولاسواء(3) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

345 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد بن عثمان عن عيسى بن السرى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام، حدثنى عما بنيت عليه دعائم الاسلام اذا أنا اخذت بهازكى عملى ولم يضرنى جهل ما جهلت بعده فقال شهادة أن لا اله الا الله

___________________________________

(1) اى لم يضق عليه شئ مما هو فيه.

(2) وفى بعض النسخ (فصل) بالصاد.

(3) يعنى لاسواء على ومعاوية ولا الحسين (ع) ويزيد.

[504]

وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله والاقرار بما جاء به من عندالله، وحق في الاموال من الزكوة، والولاية التى امرالله بها ولاية آل محمد فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال، من مات ولايعرف امامه مات ميتة جاهلية، قال الله عزوجل، (اطيعوا الله واطيعوا الرسول و اولى الامر منكم) فكان على عليه السلام ثم صار من بعده الحسن عليه السلام ثم من بعده الحسين عليه السلام.

ثم من بعده على بن الحسين عليه السلام.

ثم من بعده محمد بن على عليه السلام ثم هكذا يكون الامر، ان الارض لاتصلح الا بالامام ومن مات لايعرف امامه مات ميتة جاهلية، و أحوج ما يكون احدكم إلى معرفته اذا بلغت نفسه ههنا - قال.

وأهوى بيده إلى صدره - يقول حينئذ لقد كنت على أمر حسن.

346 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالى قال: سمعت عليا عليه السلام يقول، قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد اخبرنى ربى جل جلاله انه قد استجاب لى فيك وفى شركائك الذين يكونون من بعدك، فقلت، يا رسول الله ومن شركائى من بعدى؟ قال، الذين قرنهم الله عزوجل بنفسه وبى فقال، (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) الاية فقلت، يا رسول الله ومن هم؟ قال: الاوصياء من آلى يردون على الحوض كلهم هادين مهديين، لايضرهم من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم لايفارقهم، ولا يفارقونه، بهم تنصرا متى وبهم يمطرون وبهم يدفع عنهم البلاء وبهم يستجاب دعاؤهم، قلت: يا رسول الله سمهم لى، قال: ابنى هذا - ووضع يده على راس الحسن - ثم ابنى هذا - ووضع يده على راس الحسين - ثم ابن له يقال له على سيولد في حيوتك فاقرأ منى السلام، ثم تكمله اثنا عشر اماما، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله سمهم لى رجلا رجلا، فقال: فيهم والله يا اخابنى هلال مهدى امة محمد، الذى يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والله انى لاعرف من ببايعه بين الركن والمقام، وأعرف اسماء آبائهم وقبايلهم.

347 - وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالى عن اميرالمؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان فأنشدكم الله عزوجل اتعلمون حيث نزلت (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول

[505]

واولى الامر منكم) وحيث نزلت (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوالذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) وحيث نزلت: (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) قال الناس: يا رسول الله هذه خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمرالله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله أن يعلمهم ولاة امرهم وان يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلوتهم وزكوتهم وصومهم وحجهم: فنصبنى للناس بغدير خم، ثم خطب والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة الاهم في المقام وفى آخره قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك كله وشهدنا كما قلت سواء وقال بعضهم: قد حفظنا جل ماقلت ولم يحفظه كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.

348 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقال عزوجل في موضع آخر: (ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) ثم رد المخاطبة في اثر هذا إلى ساير المؤمنين فقال: (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) يعنى الذين قرنهم بالكتاب والحكمة و حسدوا عليهما، وفى هذا المجلس كلام طويل له عليه السلام يقول فيه في شأن ذوى القربى: فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم، وكذلك الفئ مارضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذى القربى كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم، وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله وكذلك في الطاعة قال الله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهلبيته.

349 - وفى باب ماكتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين باسناده إلى الرضا عن جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على عليهم السلام قال: أوصى النبى صلى الله عليه وآله إلى على والحسن والحسين عليهم السلام ثم قال: في قول الله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) قال: الائمة من ولد على وفاطمة إلى أن يقوم الساعة.

350 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة

[506]

عن بريد ابن معاوية العجلى قال: تلا ابوجعفر عليه السلام (أطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) فان خفتم تنازعا في الامر فارجعوه إلى الله والى الرسول وأولى الامر منكم، ثم قال: كيف يأمر بطاعتهم ويرخص في منازعتهم؟ انما قال ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: (اطيعوا الله وأطيعوا الرسول).

351 - في تفسير العياشى عن بريد بن معاوية عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ثم قال للناس: (يا ايها الذين آمنوا) فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) ايانا عنى خاصة.

352 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشا عن احمد بن عائذ عن ابن اذينة عن بريد العجلى عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال عليه السلام: فان خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله والى الرسول والى اولى الامر منكم كذا نزلت وكيف يأمرهم الله عزوجل بطاعة ولاة الامر ويرخص في منازعتهم، انما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: (أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم).

353 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن حماد عن حريز عن ابى عبدالله عليه السلام قال نزل: (فان تنازعتم في شئ فارجعوه إلى الله والى الرسول والى أولى الامر منكم).

354 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ولما دعانا القوم إلى أن يحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولى عن كتاب الله وقال الله سبحانه: (فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) فرده إلى الله ان نحكم بكتابه ورده إلى الرسول أن نأخذ بسنته فاذا حكم بالصدق في كتاب الله فنحن احق الناس [ به ] وان حكم بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله فنحن أولاهم بها.

355 - وفيه قال عليه السلام: واردد إلى الله ورسوله مايضلعك من الخطوب(1) ويشتبه عليك من الامور، فقد قال الله سبحانه لقوم احب ارشادهم: (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) فالرد إلى الله الاخذ بمحكم كتابه.

والرد إلى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة.

___________________________________

(1) أضلعه الخطوب: أثقلته.

[507]

356 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) قال على عليه السلام في خطبة له: ان الله ذوالجلال والاكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده وارسل رسولا منهم وانزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرايضه، فكانت الجملة قول الله جل ذكره حيث أمر فقال: (اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) فهو لنا أهل البيت خاصة دون غيرنا، فانقلبتم على أعقابكم وارتددتم ونقضتم الامر منكم، ونكثتم العهد ولم يضر الله شيئا وقد أمركم أن تردوا الامر إلى الله والى رسوله والى اولى الامر المستنبطين للعلم فأقررتم ثم جحدتم.

357 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال: قلت لابيجعفر عليه السلام: انى ترك مواليك مختلفين يبرء بعضهم من بعض؟ قال: فقال: وما أنت وذاك؟ انما كلف الناس ثلثة أمور: معرفة الائمة، والتسليم لهم فيما ورد عليهم، والرد اليهم فيما اختلفوا فيه.

358 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) وعن أميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله: (اطيعووا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) وبقوله: (ولوردوه إلى الله والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم).

359 - وفيه وقد ذكر عليه السلام الحجج قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم الرسول الله ومن حل محله من اصفياء الله وهم ولاة الامر الذين قال الله فيهم: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) وقال فيهم: (ولوردوه إلى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) قال السائل، ماذاك الامر؟ قال على عليه السلام، الذى به تنزل الملئكة في الليلة التى يفرق فيها كل امر حكيم من خلق أورزق وأجل وعمل و حيوة وموت، وعلم غيب السموات والارض، والمعجزات التى لاينبغى الا لله له واصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه.

360 - وعن الحسين بن على عليهما السلام له خطبة طويل وفيها: وأطيعونا فان طاعتنا مفروضة اذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله عزوجل: (اطيعوا الله واطيعوا

[508]

الرسول واولى الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) وقال: (ولوردوه إلى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم و رحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا).

361 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبدالله بن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال، قال، يابا محمد انه لو كان لك على رجل حق فدعوته إلى حكام أهل العدل فأبى عليك الا أن يرافعك إلى حكام أهل الجور ليقضوا له لكان ممن حاكم إلى الطاغوت وهو قول الله عزوجل: الم تر إلى الذين يزعمون انهم آمنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

362 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبدالله بن يحيى الكاهلى عن محمد بن مالك عن عبدالاعلى مولى آل سام قال: حدثنى أبوعبدالله عليه السلام بحديث فقلت له: جعلت فداك أليس زعمت لى الساعة كذا وكذا؟ قال: لا، فعظم ذلك على فقلت: بلى والله زعمت، قال: لا والله مازعمته، قال: فعظم ذلك على فقلت: بلى والله قد قلته، قال، نعم قد قلته أما علمت ان كل زعم في القرآن كذب؟(1).

363 - في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن صفوان عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا تكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان اوالى القضاة أيحل ذلك؟ فقال، من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فانما يأخذ سحتا وان كان حقه ثابتا، لانه أخذه بحكم الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

364 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد بن اسحق عن هارون ابن حمزة الغنوى عن حريز عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ايما رجل كان بينه

___________________________________

(1) اى كل زعم جاء في القران جاء في الكذب بخلاف القول:

[509]

وبين أخ له مماراة في حق فدعاه إلى رجل من اخوانه ليحكم بينه وبينه فأبى الا ان يرافعه إلى هؤلاء كان بمنزلة الذين قال الله عزوجل (الم تر إلى الذين يزعمون انهم آمنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا أن يكفروابه) الاية.

365 - في روضة الكافى حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندى عن غير واحد من أصحابه عن أبان بن عثمان عن أبى جعفر ألاحول والفضيل بن يسار عن زكريا النقاض عن أبى جعفر عليه السلام قال: من رفع راية ضلالة فصاحبها طاغوت، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

366 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ألم ترالى الذين يزعمون انهم آمنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به) فانها نزلت في الزبير بن العوام فانه نازع رجلا من اليهود في حديقة فقال الزبير، ترضى بابن شيبة اليهودى وقال اليهودى ترضى بمحمد؟ فانزل الله (ألم ترالى الذين يزعمون انهم آمنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا * واذا قيل لهم تعالوا إلى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) وهم أعداء آل محمد كلهم جرت فيهم هذه الاية.

367 - حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن منصور عن أبى عبدالله عليه السلام وعن أبى جعفر عليه السلام قال، الخسف والله بالفاسقين عند الحوض قول الله: فكيف اذا اصابتهم مصيبة الاية.

368 - في روضة الكافى على عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبى جنادة الحصين بن المخارق بن عبدالرحمن بن ورقا بن حبشى بن جنادة السلولى صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله عن أبى الحسن الاول عليه السلام في قول الله عزوجل: اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم فقد سبقت عليهم كلمة الشقاق وسبق لهم العذاب وقل لهم في انفسهم قولا بليغا.

[510]

369 - على بن ابراهيم عن ابيه عن محمد بن اسمعيل وغيره عن منصور بن يونس عن ابن اذينة عن عبدالله النجاشى قال، سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: في قول الله عزوجل، (اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا) يعنى والله فلانا وفلانا وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما يعنى والله النبى صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام مما صنعوا، يعنى لوجاؤك بها ياعلى فاستغفروا الله مما صنعوا واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فللا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فقال ابوعبدالله عليه السلام: هو والله على بعينه ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت على لسانك يا رسول الله يعنى به من ولاية على ويسلموا تسليما لعلى.

370 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ولوانهم اذ ظلموا انفسهم جاؤك يا على فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) هكذا نزلت.

371 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبيعبدالله عليه السلام قال: اذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها او حين تدخلها، ثم تأتى قبر النبى صلى الله عليه وآله إلى أن قال عليه السلام: اللهم انك قلت: (ولو انهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وانى اتيت نبيك مستغفرا تائبا عن ذنوبى وانى أتوجه بك إلى الله ربى وربك ليغفر ذنوبى.

372 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب اسمعيل بن يزيد باسناده عن محمد ابن على عليهما السلام انه قال: أذنب رجل ذنبا في حيوة رسول الله صلى الله عليه وآله فتغيب حتى وجد الحسن والحسين عليهما السلام في طريق خال، فأخذهما فاحتملهما على عاتقه وأتى بهما النبى صلى الله عليه وآله فقال: يارسول الله صلى الله عليه وآله انى مستجير بالله وبهما، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى رديده إلى فيه ثم قال للرجل: اذهب فأنت طليق(1) وقال للحسن والحسين قد شفعتكما فيه

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل (طلبتى) بدل (طليق) ويحتمل التصحيف ايضا.

[511]

اى فتبان فانزل الله تعالى: (ولو أنهم اذ ظلموا انفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما).

373 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابن أذينة عن زرارة أو بريد عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال: لقد خاطب الله أميرالمؤمنين عليه السلام في كتابه، قال قلت.

في اى موضع؟ قال في قوله: (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما * فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) فيما تعاقدوا عليه: لئن امات الله محمدا لايردوا هذا الامر في بنى هاشم (ثم لايجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت) عليهم من القتل والعفو (ويسلموا تسليما).

374 - على بن ابراهيم عن أبيه عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن عبدالله ابن يحيى الكاهلى قال: قال ابوعبدالله عليه السلام لو ان قوما عبدوا الله وحده لاشريك له واقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشى صنعه الله او صنعه النبى صلى الله عليه وآله وسلم ألا صنع خلاف الذى صنع، أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين، ثم تلا هذه الاية (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) ثم قال ابوعبدالله عليه السلام: فعليكم بالتسليم.

عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقى عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن حماد بن عثمان عن عبدالله الكاهلى قال: قال ابوعبدالله عليه السلام وذكر مثله سواء.

375 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن قيس عن ثابت الثمالى عن على بن الحسين بن على بن أبيطالب عليهم السلام انه قال في آخر حديث له: ان للقائم عليه السلام منا غيبتين أحدهما أطول من الاخرى، اما الاولى فستة ايام أوستة أشهر اوست سنين، واما الاخرى فيطول امدها حتى يرجع عن هذا الامر اكثر من يقول به، فلا يثبت عليه الامن قوى يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا وسلم لنا أهل البيت.

376 - وبهذا الاسناد قال: قال على بن الحسين عليهما السلام: ان دين الله عزوجل

[512]

لايصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة، ولايصاب الا بالتسليم، فمن سلم لنا سلم ومن اقتدى بنا هدى، ومن دان بالقياس والرأى هلك، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله او نقضى به حرجا كفر بالذى انزل السبع المثانى والقرآن العظيم وهو لايعلم.

377 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه.

وليس كل من أقرايضا من اهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا، ان المنافقين كانوا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، ويدفعون عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بما عهد به من دين الله وعزايمه وبراهين نبوته إلى وصيه، ويضمرون من الكراهية لذلك والنقض لما ابرمه منه عند امكان الامر لهم فيما قد بينه الله لنبيه بقوله: (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما.

378 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفى عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه.

(ولايسئل عما يفعل وهم يسئلون) قال جابر: فقلت له يابن رسول الله وكيف لايسأل عما يفعل؟ قال: لانه لايفعل الا ماكان حكمة وصوابا، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار، فمن وجد في نفسه حرجا في شئ مما قضى كفر، ومن انكر شيئا من افعاله جحد.

379 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قلت له ان عندنا رجلا يقال له كليب فلا يجئ عنكم شئ الاقال انا اسلم فسميناه كليب تسليم، قال: فترحم عليه ثم قال اتدرون ما التسليم؟ فسكتنا فقال هو والله الاخبات(1) قول الله عزوجل (الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم).

380 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن على بن اسباط عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير عن أبيعبدالله عليه السلام: (ولوانا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم) وسلموا للامام تسليما (او اخرجوا من دياركم) رضاله (ما فعلوه الا قليلا منهم ولو)

___________________________________

(1) الاخبات: الخشوع.

[513]

ان أهل الخلاف (فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا) وفى هذه الآية: ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت في أمر الوالى ويسلموا لله الطاعة تسليما).

381 - في اصول الكافى احمد بن مهران عن عبدالعظيم عن بكار عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: هكذا نزلت هذه الآية: (ولو انهم فعلوا ما يوعظون به في على عليه السلام لكان خيرا لهم).

382 - على بن محمد عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبى طالب عن يونس بن بكار عن أبيه عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام: (ولو انهم فعلوا ما يوعظون به في على عليه السلام لكان خيرا لهم).

383 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسين بن علوان الكلبى عن على بن الخرور الغنوى عن الاصبغ بن نباتة الحنظلى قال: رأيت أميرالمؤمنين عليه السلام يوم افتتح البصرة وركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: ايها الناس الا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم الله: فقام اليه أبوأيوب الانصارى فقال: بلى يا أميرالمؤمنين حدثنا فانك كنت تشهد ونغيب، فقال: ان خير الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من ولد عبدالمطلب لاينكر فضلهم الا كافر، ولايجحد به الا جاحد، فقام عمار بن ياسر (ره) فقال يا أميرالمؤمنين سمهم لنا فلنعرفهم فقال: ان خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وان أفضل الرسل محمد صلى الله عليه وآله، وان أفضل كل امة بعد نبيها وصيى نبيها حتى يدركه نبى الاوان أفضل الاوصياء وصى محمد صلى الله عليه وآله، الا وان أفضل الخلق بعد الاوصياء الشهداء الاوان أفضل الشهداء حمزة بن عبدالمطلب وجعفر بن أبى طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة لم ينحل أحد من هذه الامة جناحان غيره شئ كرم الله به محمدا صلى الله عليه وآله وشرفه والسبطان والحسن والحسين والمهدى عليهم السلام يجعله الله من شاء منا أهل البيت ثم تلا هذه الآية ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.

384 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى الصباح الكنانى عن أبى جعفر عليه السلام قال: اعينونا بالورع فانه من لقى الله

[514]

منكم بالورع كان له عندالله فرجا، ان الله عزوجل يقول: (من يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا فمنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم ومنا الصديق والشهداء والصالحون.

385 - أبوعلى الاشعرى عن محمد بن سالم عن أحمد بن النصر الخزاز عن جده الربيع بن سعد قال قال لى أبوجعفر عليه السلام: يا ربيع ان الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صديقا.

386 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن عبدالله عن خالد القمى عن خضر بن عمرو عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن مؤمنان مؤمن وفى لله بشروطه التى اشترطها عليه، فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين و حسن اولئك رفيقا، وذلك ممن يشفع ولايشفع له، وذلك ممن لايصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الاخرة، ومؤمن زلت به قدم فذلك كخامة الزرع(1) كيف ما كفئته الريح انكفى، وذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا واهوال الاخرة ويشفع له وهو على خير.

387 - في روضة الكافى باسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام الم تسمعوا ما ذكرالله من فضل اتباع الائمة الهداة وهم المؤمنون؟ قال (اولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا) فهذا وجه من وجوه فضل اتباع الائمة فكيف بهم وفضلهم.

388 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال لابى بصير: يا بامحمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: (اولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا) فرسول الله صلى الله عليه وآله في الآية النبيين، ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء، وانتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله عزوجل والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

389 - في تفسير العياشى عن عبدالله بن جندب عن الرضا عليه السلام قال: حق

___________________________________

(1) الخامة من الزرع ما ينبت على ساق أو اللطافة الغضة منه أو الشجرة الغضة منه.

[515]

على الله ان يجعل ولينا رفيقا للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.

390 - في كتاب الخصال عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله اوصى إلى على بن ابيطالب عليه السلام وكان فيما أوصى به ان قال له: يا على من حفظ من امتى أربعين حديثا يطلب بذلك وجه الله تعالى والدار الاخرة حشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، فقال على عليه السلام: يا رسول الله ما هذه الاحاديث؟ فقال: ان تؤمن بالله وحده لاشريك له وتعبده ولاتعبد غيره إلى أن قال بعد تعدادها صلوات الله عليه وآله: فهذه أربعون حديثا من استقام عليها وحفظها عنى من امتى دخل الجنة برحمة الله، وكان من افضل الناس واحبهم إلى الله تعالى بعد النبيين والوصيين وحشره الله تعالى يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.

391 - عن محمد بن ابى ليلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصديقون ثلثة على ابن ابى طالب وحبيب النجار ومؤمن آل فرعون !.

392 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن اميرالمؤمنين على بن ابيطالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، لكل امة صديق وفاروق وصديق هذه الامة وفاروقها على بن أبيطالب عليه السلام.

393 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادى المفسر قال: حدثنى يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن ابن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على ابن أبيطالب عليهم السلام في قول الله عزوجل: (صراط الذين أنعمت عليهم) اى قولوا اهدنا الصراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك، وهم الذين قال الله عزوجل: (ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين وحسن اولئك رفيقا) وحكى هذا بعينه عن أميرالمؤمنين.

394 - في بصائر الدرجات الحسن بن أحمد عن احمد بن محمد عن الحسن

[516]

بن العباس بن الحريش عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان لنا في ليالى الجمعة لشأنا وذكر حديثا طويلا وفى آخره قلت: والله ما عندى كثير صلاح قال: لاتكذب على الله فان الله قد سماك صالحا حيث يقول: (اولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين وحسن اولئك رفيقا) يعنى الذين آمنوا بنا وبأمير المؤمنين عليه السلام.

395 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: (ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا) قال: النبيين رسول الله والصديقين على، والشهداء الحسن والحسين والصالحين الائمة، وحسن اولئك رفيقا القائم من آل محمد صلوات الله عليهم.

396 - في مجمع البيان قوله: خذواحذركم قيل فيه قولان إلى قوله والثانى ان معناه خذوا أسلحتكم سمى الاسلحة حذرا لانها الالة التى بها يتقى الحذر وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

397 - وروى عن أبى جعفر عليه السلام ان المراد بالثبات السرايا وبالجميع العسكر.

398 - وفيه عند قوله: وقد انعم الله على اذلم اكن معهم شهيدا وقال الصادق عليه السلام: لو ان أهل السماء والارض قالوا قد أنعم الله علينا اذ لم نكن مع رسول الله لكانوا بذلك مشركين.

399 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: يا ايها الذين آمنوا خذواحذركم فانفروا ثبات او انفروا جميعا وان منكم لمن ليبطئن فان اصابتكم مصيبة قال قد انعم الله على اذ لم اكن معهم شهيدا قال الصادق عليه السلام: والله لو قال هذه الكلمة أهل المشرق والمغرب لكانوا بها خارجين من الايمان، ولكن الله قد سماهم مؤمنين باقرارهم.

400 - في تفسير العياشى عن سليمان بن خالد عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفى آخره واذا اصابهم فضل من الله قال يا ليتنى كنت معهم فأقاتل في سبيل الله.

قال عزمن قائل: ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل او يغلب فسوف نؤتيه اجرا عظيما.

[517]

401 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن ابيه عليه السلام ان النبى صلى الله عليه وآله قال فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله، فاذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر.

402 - عن ابى جعفر عليه السلام قال كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله الا الدين [ فانه ] لاكفارة له الا اداؤه او يقضى صاحبه، او يعفو الذى له الحق.

403 - في روضة الكافى ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبى حمزة عن سعيد بن المسيب عن على بن الحسين عليهما السلام قال في حديث طويل وقد كانت خديجة عليها السلام ماتت قبل الهجرة بسنة، ومات أبوطالب عليه السلام بعد موت خديجة بسنة، فلما فقدهما رسول الله صلى الله عليه وآله سئم المقام بمكة ودخله حزن شديد وأشفق على نفسه من كفار قريش فشكى إلى جبرئيل ذلك، فأوحى الله عزوجل اليه: اخرج من القرية الظالم أهلها وهاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر، وانصب للمشركين حربا فعند ذلك توجه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة.

404 - في تفسير العياشى عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: (المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها) إلى (نصيرا) قال نحن اولئك.

405 - عن سماعة عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفى آخره: فاما قوله، (والمستضعفين الذين يقولون ربنا اخرجنا) إلى (نصيرا) فاولئك نحن.

406 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عمن ذكره عن محمد بن عبدالرحمن بن ابى ليلى عن ابيه قال، سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول، اذا سمعتم العلم فاستعملوه ولتتسع قلوبكم، فان العلم اذا كثر في قلب رجل لايحتمله، قدر الشيطان عليه فاذا خاصمكم الشيطان فاقبلوا عليه بما تعرفون فان كيد الشيطان كان ضعيفا، فقلت، وما الذى نعرفه قال خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله عزوجل.

407 - على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابى عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن عبيدالله بن على الحلبى عن

[518]

ابيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل، (الم تر إلى الذين قيل لهم كفوا ايديكم) قال، يعنى كفوا السنتكم.

408 - في روضة الكافى يحيى الحلبى عن ابن مسكان عن مالك الجهنى قال، قال لى ابوعبدالله عليه السلام: يا مالك اما ترضون ان تقيموا الصلوة وتؤتوا الزكوة وتكفوا وتدخلوا الجنة.

409 - على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبدالرحمن عن منصور عن حريز بن عبدالله عن الفضيل عن أبى جعفر عليه السلام قال: يا فضيل اما ترضون ان تقيموا الصلوة وتؤتوا الزكوة وتكفوا السنتكم وتدخلوا الجنة؟ ثم قرء الم تر إلى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة انتم والله اهل هذه الاية.

410 - في مجمع البيان قوله: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم) الاية وروى عن ائمتنا (ع): ان هذه الاية ناسخة لقوله: (كفوا ايديكم).

411 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابى الصباح بن عبدالحميد عن حمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: والله للذى صنعه الحسن بن على عليهما السلام كان خيرا لهذه الامة مما طلعت عليه الشمس والله لقد نزلت هذه الاية: (الم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة) انما هى طاعة الامام وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين عليه السلام قالوا ربنا لم كتبت علينا القتقال لولا أخرتنا إلى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) ارادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السلام.

412 - في تفسير العياشى الحلبى عنه: (كفوا أيديكم وأقيموا الصلوة) قال:(1) نزلت في الحسن بن على، امره الله بالكف، (فلما كتب عليهم القتال) نزلت

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: (الحلبى عنه: كفوا أيديكم قال: يعنى ألسنتكم، وفى رواية الحسن بن زياد العطار عن أبى عبدالله (ع) في قوله: كفوا أيديكم واقيموا الصلوة، قال: نزلت في الحسن بن على..) والضمير في عنه يرجع إلى أبى جعفر (ع).

[519]

في الحسين بن على كتب الله عليه وعلى أهل الارض أن يقاتلوا معه.

413 - على بن اسباط رفعه عن أبى جعفر عليه السلام قال: لوقاتل معه أهل الارض لقتلوا كلهم.

414 - عن ادريس مولى لعبدالله بن جعفر عن أبى عبدالله عليه السلام في تفسير هذه الاية (الم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) مع الحسن (واقيموا الصلوة فلما كتب عليهم القتال) مع الحسين (قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب) إلى خروج القائم عليه السلام فان معه النصر والظفر، قال الله: (قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى) الاية.

415 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن ابى نصر قال: قال ابوالحسن الرضا عليه السلام قال الله: يابن آدم بمشيتى كنت انت الذى تشاء لنفسك ماتشاء، وبقوتى اديت فرايضى.

وبنعمتى قويت على معصيتى جعلتك سميعا بصيرا قويا ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك، وذاك انى اولى بحسناتك منك وانت اولى بسيآتك منى، وذاك انى لا اسال عما افعل وهم يسألون.

416 - في تفسير على بن ابراهيم عن الصادقين عليهما السلام انهم قالوا، الحسنات في كتاب الله على وجهين، والسيئات على وجهين، فمن الحسنات التى ذكرها الله منها الصحة والسلامة والامن والسعة في الرزق، وقد سماها الله حسنات (وان تصبهم سيئة) يعنى بالسيئة ههنا المرض والخوف والجوع والشدرة (يطيروا بموسى ومن معه) اى يتشأموا به، والوجه الثانى من الحسنات يعنى به افعال العباد وهو قوله: (من جاء بالحسنة فله عشر امثالها) ومثله كثير، وكذا السيئات على وجهين فمن السيئات الخوف والجوع والشدة وهو ما ذكرناه في قوله، (وان تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه) وعقوبات الذنوب قد سماها الله سيئات والوجه الثانى من السيئات يعنى بها افعال العباد الذين يعاقبون عليها وهو قوله: (ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار).

417 - في كتاب التوحيد باسناده إلى زرارة قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام

 

[520]

يقول: كما ان بادى النعم من الله عزوجل وقد نحلكموه، فكذلك الشر من انفسكم وان جرى به قدره.

418 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ربعى بن عبدالله بن الجارود عمن ذكره عن على بن الحسين صلوات الله عليه وآبائه قال: ان الله عزوجل خلق النبيين من طينة عليين وابدانهم، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة، وخلق أبدانهم من دون ذلك وخلق الكافرين من طينة سجيل وقلوبهم وابدانهم، فخلط بين الطينتين، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن هيهنا يصيب المؤمن السيئة ويصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه، وقلوب الكافرين تحن إلى ماخلقوا منه.

419 في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن ابى زاهر عن على بن اسمعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن ابى اسحق النحوى قال دخلت على ابيعبدالله عليه فسمعته يقول ان الله عزوجل ادب نبيه على محبته فقال (وانك لعلى خلق عظيم) ثم فوض اليه فقال عزوجل (وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا) وقال عزوجل من يطع الرسول فقد اطاع الله ثم قال وان نبى الله فوض إلى على وائتمنه فسلمتم وجحد الناس فوالله لنحبكم ان تقولوا اذا قلنا، وان تصمتوا اذا صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين الله عزوجل ما جعل الله لاحد خيرا في خلاف امرنا.

عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن ابى اسحق قال سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول ثم ذكر نحوه.

420 - على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: ذروة الامر وسنامه(1) ومفتاحه وباب الاشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للامام بعد معرفته.

ثم قال: ان الله تبارك وتعالى يقول: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا).

421 - على بن ابراهيم عن ابيه وعبدالله بن الصلت جميعا عن حماد بن عيسى عن

___________________________________

(1) الذروة: المكان العالى، وكذا السنام.

[521]

حريز بن عبدالله عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام مثله وزاد في آخره: اما لو ان رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولى الله فيو اليه ويكون جميع اعماله بدلالته اليه، ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من اهل الايمان.

422 - في روضة الكافى خطبة لاميرالمؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام ولامصيبة عظمت ولارزية جلت كالمصيبة برسول الله صلى الله عليه وآله، لان الله حسم(1) به الانذار والاعذار وقطع به الاحتجاج والعذر بينه وبين خلقه، وجعله بابه الذى بينه وبين عباده ومهيمنه(2) الذى لايقبل الابه ولاقربة اليه الابطاعته، وقال في محكم كتابه: (من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا) فقرن طاعته بطاعته و معصيته بمعصيته، وكان ذلك دليلا على مافوض اليه وشاهدا على من اتبعه وعصاه، وبين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم.

423 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه واجرى فعل بعض الاشياء على أيدى من اصطفى من أمنائه فكان فعلهم فعله، وأمرهم أمره كما قال: (من يطع الرسول فقد أطاع الله).

424 - في عيون الاخبار باسناده إلى عبدالسلام بن صالح الهروى قال: قلت لعلى بن موسى الرضا عليه السلام.

يابن رسول الله ماتقول في الحديث الذى يرويه أهل الحديث ان المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة فقال عليه السلام يا ابا الصلت ان الله تعالى فضل نبيه محمدا صلى الله عليه وآله على جميع خلقه من النبيين والملئكة، وجعل طاعته طاعته، و ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدنيا والاخرة زيارته، فقال عزوجل: ومن يطع الرسول فقد اطاع الله) وقال (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يدالله فوق ايديهم) وقال النبى صلى الله عليه وآله: من زارنى في حيوتى أو بعد موتى فقد زار الله، ودرجة النبى

___________________________________

(1) حسم الشئ: قطعه، وفى المصدر (ختم) مكان (حسم).

(2) المهيمن: القائم الحافظ والمشاهد والمؤتمن.

[522]

صلى الله عليه وآله في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى.

425 - في نهج البلاغة: قال عليه السلام: وذكران الكتاب يصدق بعضه بعضا وانه لااختلاف فيه فقال سبحانه ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.

426 - في اصول الكافى باسناده إلى عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابيعبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقال عزوجل (اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) وقال عزوجل: (ولوردوه إلى الله والى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) فرد الامر امر الناس إلى اولى الامر منهم الذين أمر بطاعتهم وبالرد اليهم.

427 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول ان الله عزوجل عير أقواما بالاذاعة في قوله عزوجل: واذا جاء‌هم امرمن الامن او الخوف اذا عوابه فاياكم والاذاعة.

428 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليهم السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومن وضع ولاية الله واهل استنباط علم الله في غير أهل الصفوة من بيوتات الانبياء فقد خالف امرالله عزوجل وجعل الجهال ولاة امرالله هو المتكلفين بغير هدى، وزعموا انهم أهل استنباط علم الله، فقد كذبوا على الله وأزاغوا عن(1) وصية الله وطاعته فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك وتعالى فضلوا وأضلوا اتباعهم فلا يكون لهم يوم القيامة حجة وقال ايضا بعد ان قرأ (فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين فان يكفر بها امتك فقد وكلنا أهل بيتك بالايمان الذى ارسلتك به فلا يكفرون بها أبدا، ولاأضيع الايمان الذى أرسلتك به وجعلت أهل بيتك بعدك علما على امتك وولاة من بعدك، واستنباط علمى الذى ليس فيه كذب ولا اثم ولازور ولابطر ولارياء.

429 - في تفسير العياشى عن عبدالله بن جندب انه كتب اليه أبوالحسن الرضا

___________________________________

(1) وفى نسخة (وراغوا).

[523]

عليه السلام كتابا يذكر فيه: اقرأ ماسنح لهم الشيطان(2) اغترهم بالشبهة ولبس عليهم أمر دينهم وفيه: بل كان الفرض عليهم والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير، ورد ماجهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه لان الله يقول في محكم كتابه: ولوردوه إلى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يتنبطونه منهم يعنى آل محمد وهم الذين يستنبطون منهم القرآن ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجة لله على خلقه.

430 - عن عبدالله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (ولوردوه إلى الرسول والى اولى الامر منهم) قال: هم الائمة.

431 - عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام وحمران عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله: لولا فضل الله عليكم ورحمته قالا: فضل الله رسوله، ورحمته ولاية الائمة عليهم السلام.

432 - عن محمد بن الفضيل عن العبد الصالح عليه السلام قال: الرحمن رسول الله عليه وآله السلام والفضل على بن ابيطالب.

433 - عن ابن مسكان عمن رواه عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا) فقال ابوعبدالله عليه السلام انك لتسأل عن كلام القدر وما هو من دينى ولادين آبائى، ولاوجدت احدا من اهلبيتى يقول به.

434 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن احمد بن محمد بن أبى نصر وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابراهيم بن محمد الثقفى عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى اعطى محمدا صلى الله عليه وآله، - وعدد اشياء كثيرة وفى آخر الحديث قال عليه السلام ثم كلف مالم يكلف أحدا من الانبياء، انزل عليه سيف من السماء في غير غمد وقيل له: قاتل في سبيل الله لاتكلف الانفسك.

435 - في اصول الكافى باسناده إلى مرازم عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الله كلف رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكلف هذا احدا من خلقه قبله ولابعده، ثم تلا هذه الاية: (فقاتل في سبيل الله لايكلف الانفسك).

___________________________________

(1) وفى بعض سنخ كالمصدر (سنخ لهم الشيطان.

[524]

436 - في تفسير العياشى عن سليمان بن خالد قال، قلت لابيعبدالله عليه السلام قول الناس لعلى: ان كان له حق فما منعه ان يقوم به؟ قال، فقال: ان الله لم يكلف هذا الا انسانا واحدا رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (فقاتل في سبيل الله لاتكلف الانفسك وحرض المؤمنين) فليس هذا الا للرسول، وقال لغيره، (الا متحرفا لقتال او متحيزا إلى فئة) فلم يكن يومئذ فئة يعينونه على امره.

437 - عن الثمالى عن عيص عن ابيعبدالله عليه السلام قال، رسول الله صلى الله عليه وآله كلف مالم يكلف احد ان يقاتل في سبيل الله وحده، وقال: (حرض المؤمنين على القتال) وقال انما كلفتم اليسير من الامران تذكروا الله.

438 - عن ابراهيم بن مهزم عن ابيه عن رجل عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان لكل كلبا يبغى الشر فاجتنبوه يكفيكم الله بغيركم ان الله يقول: والله اشد باسا واشد تنكيلا لاتعلموا بالشر.

439 - في تفسير على بن ابراهيم قوله، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها قال: يكون كفيل ذلك الظلم الذى يظلم صاحب الشفاعة.

440 - في كتاب الخصال عن أبيعبدالله عن آبائه عن على عليهم السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أودل على خير أو اشار به فهو شريك، ومن امر بسوء او دل عليه أو اشار به فهو شريك.

441 في تفسير على بن ابراهيم قوله: واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها اوردوها ان الله كان على كل شئ حسيبا قال: السلام وغيره من البر.

442 - في مجمع البيان وذكر على بن ابراهيم في تفسيره عن الصادقين عليهم السلام: ان المراد بالتحية في قوله تعالى: (واذا حييتم بتحية) السلام وغيره من البر.

443 - في عوالى اللئالى وروى على بن ابراهيم في تفسيره عن الصادق عليه السلام ان المراد بالتحية في قوله تعالى: (واذا حييتم بتحية) السلام وغيره من البر والاحسان.

444 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال أنس: جاء‌ت جارية للحسن عليه السلام بطاقى ريحان فقال لها: أنت حرة لوجه الله، فقلت له في ذلك فقال: ادبنا الله تعالى فقال:

[525]

(واذا حييتم بتحية) الاية وقال: أحسن منها اعتاقها.

445 - في كتاب الخصال فيما علم أميرالمؤمنين عليه السلام أصحابه: اذا عطس أحدكم فسمتوه قولوا يرحمكم الله، وهو يقول يغفر الله لكم ويرحمكم، قال الله تعالى (واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها).

446 - في عيون الاخبار باسناده إلى فضل بن كثير عن على بن موسى الرضا عليه السلام قال من لقى فقيرا مسلما فسلم عليه خلاف سلامه على الغنى لقى الله عزوجل يوم القيامة وهو عليه غضبان.

447 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن على بن الحكم عن أبان عن الحسن بن المنذر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من قال: السلام عليكم فهى عشر حسنات، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله فهى عشرون حسنة، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهى ثلثون حسنة.

448 - احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل عن أبى عبيدة الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام قال: مر اميرالمؤمنين عليه السلام بقوم فسلم عليهم فقالوا: عليك السلام ورحمة الله و بركاته ومغفرته ورضوانه، فقال لهم أميرالمؤمنين عليه السلام: لايتجاوزوا بنا مثل ماقالت الملئكة لابينا ابراهيم: انما قالوا رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.

449 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان من تمام التحية للمقيم المصافحة وتمام التسليم على المسافر المعانقة.

450 - على بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلى عن السكونى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: السلام تطوع والرد فريضة.

451 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن غياث بن ابراهيم عن ابى عبدالله عليه السلام قال: اذا سلم من القوم واحد اجزأ عنهم، واذا رد واحد اجزأ عنهم.

452 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد

[526]

عن القاسم بن سليمان عن جراح المداينى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير.

453 - على بن ابراهيم عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير عن عنبسة بن مصعب عن ابى عبدالله عليه السلام قال: القليل يبدؤن الكثير بالسلام، والراكب يبدأ الماشى واصحاب البغال يبدؤن اصحاب الحمير، واصحاب الخيل يبدؤن اصحاب البغال.

454 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: البادى بالسلام اولى بالله وبرسوله.

455 - على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ربعى بن عبدالله عن ابى عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وآله يسلم على النساء ويرددن عليه السلام وكان أميرالمؤمنين عليه السلام يسلم على النساء وكان يكره ان يسلم على الشابة منهن، ويقول: أتخوف ان يعجبنى صوتها فيدخل على اكثر مما اطلب من الاجر.

456 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن غياث بن ابراهيم عن ابى عبدالله عليه السلام قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام لاتبدؤا اهل الكتاب بالتسليم واذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم.

457 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سألت ابا عبدالله عليه السلام عن اليهودى والنصرانى والمشرك اذا سلموا على الرجل وهو جالس كيف ينبغى ان يرد عليهم؟ فقال يقول عليكم.

458 - محمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد عن على بن الحكم عن ابان بن عثمان عن زرارة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: تقول في الرد على اليهود والنصرانى سلام.

459 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن ابيه عليهما السلام قال لاتسلموا على اليهود ولاعلى النصارى ولاعلى المجوس، ولاعلى عبدة الاوثان، ولاعلى موائد شراب الخمر، ولاعلى صاحب الشطرنج والنرد، ولاعلى المخنث، ولاعلى الشاعر الذى يقذف المحصنات، ولاعلى المصلى وذلك لان المصلى لايستطيع ان يرد السلام لان التسليم من المسلم تطوع والرد فريضة ولاعلى آكل الربا، ولاعلى رجل جالس على غائط، ولاعلى الذى في الحمام

[527]

ولاعلى الفاسق المعلن بفسقه.

460 - وفيه في حديث آخر: ولاعلى المتفكهين بالامهات(1).

461 - وفى حديث آخر النهى عن السلام على من يلعب بأربعة عشر وعلى من يعمل التماثيل.

462 - عن الصادق عليه السلام قال: ثلثة لايسلمون الماشى مع جنازة والماشى إلى الجمعة، وفى بيت حمام.

463 - في مجمع البيان فما لكم في المنافقين فئتين الاية قيل نزلت في قوم قدموا إلى المدينة من مكة فأظهر والمسلمين الاسلام، ثم رجعوا إلى مكة لانهم استوخموا المدينة(2) فاظهروا الشرك ثم سافروا ببضايع المشركين إلى اليمامة، فأراد المسلمون ان يغزوهم فاختلفوا فقال بعضهم: لانفعل فانهم مؤمنون، وقال آخرون انهم مشركون فانزل الله فيهم الاية وهو المروى عن ابيجعفر عليه السلام.

464 - في روضة الكافى باسناده إلى أبيعبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وان لشياطين الانس حيلة ومكرا وخدايع ووسوسة بعضهم إلى بعض يريدون ان استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما اكرمهم الله به من النظر في دين الله الذى لم يجعل الله شياطين الانس من أهله ارادة أن يستوى أعداء‌الله وأهل الحق في الشك والانكار والتكذيب فيكونون سواء‌كما وصف الله تعالى في كتابه من قوله: ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء.

465 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ولاتتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولاتتخذوا منهم وليا ولانصيرا) فانها نزلت في اشجع وبنى ضمرة وكان من خبرهم انه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى غزاة الحديبية مر قريبا من بلادهم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله هادن بنى ضمرة وادعهم(3) قبل ذلك، فقال أصحاب رسول الله

___________________________________

(1) المتفكهون بالامهات: الذين يشتمونهن ممازحين.

(2) استوخم المدينة: استثقلها ولم يوافق هوائها بدنه.

(3) هادنه: صالحه ووادعه.

[528]

صلى الله عليه وآله يا رسول الله هذه بنو ضمرة قريبا منا، ونخاف أن يخالفونا إلى المدينة أو يعينوا علينا قريشا فلو بدأنا فقال رسول الله كلا انهم ابر العرب بالوالدين وأوصلهم للرحم وأوفاهم بالعهد، وكان أشجع بلادهم قريبا من بلاد بنى ضمرة، وهم بطن من كنانة، وكانت اشجع بينهم وبين بنى ضمرة حلف بالمراعاة والامان.

وأجدبت بلاد اشجع واخصبت بلاد بنى ضمرة، فصارت أشجع إلى بلاد ضمرة،، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسير هم إلى بنى ضمرة تهيأ للمسير إلى أشجع فيغزوهم للموادعة التى كانت بينه وبين بنى ضمرة، فأنزل الله: (ودوا لو تكفرون كما كفروا) الاية ثم استثنى بأشجع فقال: (الاالذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أوجاؤكم حصرت صدورهم ان يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) وكانت اشجع محالها البيضاء والحل والمستباح، وقد كانوا قربوا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهابوا تقربهم من رسول الله أن يبعث اليهم من يغزوهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد خافهم أن يصيبوا من أطرافه شيئا فهم بالمسير اليهم، فبينما هو على ذلك اذ جائت اشجع ورئيسها مسعود بن رحيلة وهم سبعمائة، فنزلوا شعب سلع وذلك في شهر ربيع الاخر سنة ست فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله أسيد بن حصين فقال له: اذهب في نفر من اصحابك حتى تنظر ما اقدم اشجع فخرج اسيد ومعه ثلثة نفر من أصحابه فوقف عليهم فقال: ما اقدمكم؟ فقام اليه مسعود ابن رحيلة وهو رئيس اشجع فسلم على اسيد واصحابه وقالوا جئنا لنوادع محمدا، فرجع اسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: خاف القوم ان اغزوهم فارادوا الصلح بينى وبينهم، ثم بعث اليهم بعشرة احمال تمر فقدمها امامه، ثم قال نعم الشئ الهدية امام الحاجة، ثم اتاهم فقال: يا معشر اشجع ما اقد مكم؟ قالوا: قربت دارنا منك وليس في قومنا اقل عددا منا، فضقنا بحربك لقرب دارنا منك وضقنا بحرب قومنا لقلتنا فيهم، فجئنا لنوادعك فقبل النبى صلى الله عليه وآله ذلك منهم ووادعهم فأقاموا يومهم ثم رجعوا إلى بلادهم.

وفيهم هذه الاية: (الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) الاية.

[529]

466 - حدثنى أبى عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبى عبدالله عليهم السلام قال كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله قبل نزول سورة براء‌ة الا يقاتل الا من قاتله، ولايحارب الا من حاربه وأراده، وقد كان نزل عليه في ذلك من الله عزوجل فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا فكان رسول الله صلى الله عليه وآله لايقاتل أحدا قد تنحى عنه واعتزله حتى نزلت عليه سورة براء‌ة، وأمر بقتل المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله الا الذين قد كان عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة إلى مدة، منهم صفوان بن امية وسهيل بن عمرو والحديث طويل وهو مذكور بتمامه في أول براء‌ة.

467 - في مجمع البيان (الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) واختلف في هؤلاء فالمروى عن أبى جعفر عليه السلام انه قال.

المراد بقوله (قوم بينكم وبينهم ميثاق) هو هلال بن عويم الاسلمى واثق عن قومه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال في موادعته على ان لانحيف يامحمد من أتانا ولاتحيف من أتاك(1) فنهى الله سبحانه ان يعرض لاحد عهد اليهم.

468 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن احمد بن محمد بن ابى - نصر عن أبان عن الفضل أبى العباس عن أبيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل (أو جاؤكم حصرت صدوركم ان يقاتلوكم او يقاتلوا قومهم) فقال: نزلت في بنى مدلج لانهم جاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا انا.

قد حصرت صدورنا ان نشهد انك رسول الله فلسنا معك ولامع قومنا عليك، قال: قلت كيف صنع بهم رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال واعدهم إلى ان يفرغ من العرب ثم يدعوهم فان اجابوا والاقاتلهم.

469 - في تفسير العياشى عن أبيعبدالله عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال: و (حصرت صدورهم) هو الضيق.

470 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ستجدون آخرين يريدون ان يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة اركسوا فيها نزلت

___________________________________

(1) الحيف: الظلم والجور.

[530]

في عيينة بن حصين الفزارى اجدبت بلادهم فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووادعه على أن يقيم ببطن نخل ولايتعرض له.

وكان منافقا ملعونا وهو الذى سماه رسول الله صلى الله عليه وآله الاحمق المطاع في قومه.

471 - في مجمع البيان (ستجدون آخرين) الاية قيل: نزلت في عيينة بن حصين الفزارى وذكر كما ذكر على بن ابراهيم وزاد في آخره وهو المروى عن الصادق عليه السلام.

472 - وفيه: وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الاخطئا نزلت في عياش بن ابى - ربيعة المخزومى اخى أبى جهل لامه، لانه كان اسلم وقتل بعد اسلامه رجلا مسلما وهو لايعلم باسلامه والمقتول الحراث بن يزيد بن أبى نبيشة العامرى عن مجاهد وعكرمة والسدى، قال: قتله بالحرة وكان أحد من رده عن الهجرة وكان يعذب عياشا مع أبى - جهل وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

473 - في تفسير العياشى عن مسعدة بن صدقة قال: سئل جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الاخطئا ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله) قال: اما تحرير رقبة مؤمنة ففيما بينه وبين الله، واما الدية المسلمة إلى اولياء المقتول (وان كان من قوم عدولكم) قال وان كان من أهل الشرك الذين ليس لهم في الصلح، وهو مؤمن فتحرير رقبة فيما بينه وبين الله وليس عليه الدية، وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة فيما بينه وبين الله أودية مسلمة إلى أهله.

474 - عن حفص بن البخترى عمن ذكره عن أبيعبدالله عليه السلام في قوله: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الاخطئا) إلى قوله: (فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن) قال: اذا كان من اهل الشرك فتحرير رقبة مؤمنة فيما بينه وبين الله، وليس عليه دية، وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى اهله وتحرير رقبة مؤمنة، قال: تحرير رقبة مؤمنة فيما بينه وبين الله ودية مسلمة إلى اوليائه.

475 - عن ابن ابى عمير عن بعض اصحابه عن احدهما عليهما السلام قال: كلما اريد به ففيه

[531]

القود، وانما الخطأ ان يريد الشئ فيصيب غيره.

476 - عن زرارة عن ابيعبدالله عليه السلام قال: الخطأ ان تعمده ولاتريد قتله بما لايقتل مثله، والخطأ الذى ليس فيه شك ان يعمد شيئا آخر فيصيبه.

477 - عن عبدالرحمن بن الحجاج عن ابيعبدالله عليه السلام قال: انما الخطأ ان يريد شيئا فيصيب غيره، فاما كل شئ قصدت اليه فأصبته فهو العمد.

478 عن الفضل بن عبدالملك عن ابيعبدالله عليه السلام قال: سألته عن الخطاء الذى فيه الدية والكفارة وهو الرجل يضرب الرجل ولايتعمد قتله، قال: نعم فاذا رمى شيئا فأصاب رجلا قال: ذلك الخطأ الذى لاشك فيه وعليه الكفارة.

479 - عن كردويه الهمدانى عن ابى الحسن عليه السلام في قول الله: فتحرير رقبة مؤمنة) كيف تعرف المؤمنة؟ قال: على الفطرة.

480 - عن السكونى عن جعفر عن ابيه عن على عليه السلام قال: الرقبة المؤمنة التى ذكرالله اذا عقلت والنسمة التى لاتعلم الا ماقلته وهى صغيرة.

481 - في من لايحضره الفقيه عن الزهرى عن على بن الحسين عليهما السلام حديث طويل يذكر فيه وجوه الصوم وفيه: وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب لقول الله عزوجل: ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى اهله إلى قوله عزوجل: فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.

482 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن رجل قتل رجلا خطئا في الشهر الحرام؟ قال تغلظ عليه الدية وعليه عتق رقبة أوصيام شهرين متتابعين من أشهر الحرم، قلت: فانه يدخل في هذا شئ؟ فقال: ما هو؟ قلت: يوم العيد وأيام التشريق، قال: يصومه فانه حق يلزمه.

483 - على بن ابراهيم عن أبيه عن احمد بن محمد بن ابى نصر وابن أبى عمير جميعا عن معمر بن يحيى عن أبيعبدالله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يظاهر من امرأته يجوز عتق المولود في الكفارة؟ فقال: كل العتق يجوز فيه المولود الا في

[532]

كفارة القتل، فان الله عزوجل يقول: (فتحرير رقبة مؤمنة) يعنى بذلك مقره قد بلغت الحنث(1).

484 - ابن محبوب عن ابن رئاب عن حماد بن أبى الاحوص قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن السائبة؟ فقال: انظر في القرآن فما كان فيه (فتحرير رقبة) فتلك يا عمار السائبة التى لاولاء لاحد عليها الا الله، فما كان ولاؤه لله فهو لرسول الله صلى الله عليه وآله وما كان ولاؤه لرسول الله صلى الله عليه وآله فان ولاء‌ه للامام وجنايته على الامام وميراثه له.

485 - فيمن لايحضره الفقيه روى ابن ابى عمير عن بعض اصحابه عن ابى - عبدالله عليه السلام في رجل مسلم كان في ارض الشرك فقتله المسلمون ثم علم به الامام بعد؟ فقال: يعتق مكانه رقبة مؤمنة، وذلك قول الله عزوجل وان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة.

486 - في مجمع البيان وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فديه مسلمة إلى اهله وتحرير رقبة مؤمنة يلزم قاتله كفارة لقتله وهو المروى عن الصادق عليه السلام، واختلف في صفة هذا القتيل أهو مؤمن أم كافر؟ قيل: بل هو مؤمن تلزم قاتله الدية يؤديها إلى قومه المشركين لانهم اهل ذمة ورواه اصحابنا ايضا، الا انهم قالوا: يعطى ديته ورثة المسلمين دون الكفار.

487 - في الكافى على بن محمد عن بعض اصحابه عن محمد بن سليمان عن أبيه قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ماتقول في الرجل يصوم شعبان وشهر رمضان؟ قال: هما الشهران اللذان قال الله تبارك وتعالى: شهرين متتابعين توبة من الله قلت: فلا يفصل بينهما؟ قال: اذا أفطر من الليل فهو فصل، وانما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاوصال في صيام، يعنى لايصوم الرجل يومين متواليين من غير افطار.

488 - في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه السلام فان قال، فلم وجب في الكفارة على من لم يجد تحرير رقبة الصيام دون الحج والصلوة وغيرهما؟ قيل: لان الصلوة والحج وساير الفرايض مانعة للانسان من

___________________________________

(1) قال في النهاية: غلام لم يدرك الحنث اى لم يجر عليه القلم،

[533]

التقلب في امر دنياه، فان قال: فلم وجب عليه صوم شهرين متتابعين دون أن يجب عليه شهر واحد وثلثة اشهر؟ قيل: لان الفرض الذى فرضه الله عزوجل على الخلق هو شهر واحد فضوعف في هذا الشهر في الكفارة توكيدا وتغليظا عليه فان قال: فلم جعلت متتابعين؟ قيل لئلا يهون عليه الاول فيستخف به لانه اذا قضاه متفرقا كان عليه القضاء.

489 - في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن على بن أبى حمزة عن ابى بصير قال، سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قطع صوم كفارة اليمين وكفارة الظهار وكفارة القتل؟ فقال، ان كان على رجل صيام شهرين متتابعين فأفطر او مرض في الشهر الاول فان عليه أن يعيد الصيام، وان صام الشهر الاول وصام من الشهر الثانى شيئا ثم عرض له ماله فيه عذر فان عليه أن يقضى.

490 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محببوب عن عبدالله بن سنان وابن بكير عن أبيعبدالله عليه السلام قال: سئل عن المؤمن يقتل المؤمن متعمدا أله توبة؟ فقال، ان كان قتله لايمانه فلا توبة له، وان كان قتله لغضب أو بسبب شئ من أمر الدنيا فان توبته أن يقاد منه، وان لم يكن علم به انطلق إلى اولياء المقتول فاقر عندهم بقتل صاحبهم فان عفوا عنه فلم يقتلوه اعطاهم الدية واعتق نسمة وصام شهرين متتابعين وأطعم ستين مسكينا توبة إلى الله عزوجل.

491 - محمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد عن ابن ابيعمير عن هشام بن سالم عن ابيعبدالله عليه السلام قال، لايزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما وقال، لايوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة.

492 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما قال: ومن قتل مؤمنا على دينه لم يقبل توبته ومن قتل نبيا أووصى نبى فلا توبة له لانه لايكون مثله فيقاد به.

493 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق

[534]

عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام، فلما اذن الله لمحمد صلى الله عليه وآله في الخروج من مكة إلى المدينة بنى الاسلام على خمس، شهادة ان لا اله الا الله، وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، واقام الصلوة، وايتاء الزكوة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، و انزل عليه الحدود وقسمة الفرائض، واخبره بالمعاصى التى اوجب الله عليها وبها النار لمن عمل بها، وانزل عليه في بيان القاتل (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما) ولايلعن الله مؤمنا قال الله عزوجل، (ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا لايجدون وليا ولانصيرا) وكيف تكون في المشية وقد الحق به حين جزاه جهنم الغضب واللعنة وقد بين ذلك من الملعونين في كتابه.

494 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن موسى قال، حدثنا على بن الحسين السعد آبادى عن احمد بن محمد بن ابيعبدالله عن عبدالعظيم بن عبدالله، حدثنى محمد بن على عن ابيه عن جده قال، سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول، قتل النفس من الكبائر لان الله عزوجل يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما).

495 - في كتاب معانى الاخبار عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سألته عن قول الله عزوجل: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) قال: من قتل مؤمنا على دينه فذلك المتعمد الذى قال الله عزوجل في كتابه (وأعد له عذابا عظيما) قلت، فالرجل يقع بين الرجل وبينه شئ فيضربه بالسيف فيقتله؟ قال: ليس ذلك المتعمد الذى قال الله عزوجل.

في الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبيعبدالله عليه السلام قال، سألته عن قول الله عزوجل، ونقل مثل مافى معانى الاخبار سواء.

496 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن الحسن قال، حدثنا الحسين بن الحسن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن أبى السفاتج عن

[535]

أبيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل، (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) قال: ان جازاه.

497 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: يا ايها الذين آمنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولاتقولوا لمن القى اليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحيوة الدينا فانها نزلت لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من غزوة خيبر وبعث اسامة بن زيد في خيل إلى بعض قرى اليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلى الاسلام، وكان رجل من اليهود يقال له مرداس بن نهيك الفدكى في بعض القرى، فلما أحس بخيل رسول الله صلى الله عليه وآله جمع أهله وماله وصار في ناحية الجبل، فأقبل يقول، اشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، فمربه اسامة بن زيد فطعنه فقتله فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أخبر بذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله، قتلت رجلا شهد أن لا اله الا الله وانى رسول الله؟ فقال، يا رسول الله انما قالها تعوذا من القتل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، افلا شققت الغطا عن قلبه، لاما قال بلسانه قبلت، ولا مان كان في نفسه علمت، فحلف اسامة بعد ذلك ان لايقاتل احدا شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول - الله صلى الله عليه وآله، فنخلف عن امير المؤمنين (ع) في حروبه، وانزل الله في ذلك، (ولاتقولوا لمن القى اليكم السلم) الاية.

498 - في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابيعبدالله (ع)، (ولاتقولوا لمن القى اليكم السلم لست مؤمنا.

499 - في عوالى اللئالى روى زيد بن ثابت انه لم يكن في آية نفى المساوات بين المجاهدين والقاعدين استثنى غير اولى الضرر، فجاء ابن ام مكتوم وكان اعمى وهو يبكى فقال: يا رسول الله كيف لمن لايستطيع الجهاد؟ فغشيته ثانية ثم أسرى عنه فقال: اقرأ غير اولى الضرر فألحقتها والذى نفسى بيده لكأنى أنظر إلى ملحقها عند صدع في الكنف.

500 - في مجمع البيان (لايستوى القاعدون) الاية نزلت الآية في كعب بن مالك من بنى سلمة ومرارة بن ربيع من بنى عمرو بن عوف وهلال بن امية من بنى واقف، تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم تبوك وعذرالله أولى الضرر وهو عبدالله بن

[536]

مكتوم رواه أبوحمزة الثمالى في تفسيره.

وجاء في الحديث ان الله سبحانه فضل المجاهدين على القاعدين سبعين درجة بين كل درجتين مسيرة سبعين خريفا للفرس الجواد المضمر.

501 - ان الذين توفاهم الملئكة ظالمى انفسهم قيل: انهم قيس ابن الفاكه بن المغيرة والحارث بن زمعة بن الاسود، وقيس بن الوليد بن المغيرة) وأبوالعاص بن منبه بن الحجاج وعلى بن امية بن خلف عن عكرمة، ورواه ابوالجارود عن ابى جعفر عليه السلام.

502 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ان الذين توفاهم الملئكة ظالمى أنفسهم) قال: نزلت فيمن اعتزل أميرالمؤمنين عليه السلام ولم يقاتل معه، فقالت الملئكة لهم عند الموت: فيم كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض اى لم نعلم مع من الحق؟ فقال ألله: ألم تكن ارض الله واسعه فتهاجروا فيها اى دين الله وكتاب الله واسع فتنظروا فيه فاولئك مأواهم جهنم وساء‌ت مصيرا.

503 - حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن عبدالله بن يسار عن معروف بن خربوذ عن الحكم بن المستنير عن على بن الحسين عليهما السلام قال: قال اميرالمؤمنين عليه السلام الارض مسيرة خمسمائة عام، الخراب منها مسيرة أربعمائة، والعمران منها مسيرة مائة عام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

504 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام بعد ان أمر بالكلام بما ينفع ولا يضر: فان لم تجد السبيل اليه فالانقلاب والسفر من بلد إلى بلد وطرح النفس في بوادى التلف بسير صاف وقلب خاشع، وبدن صابر قال الله تعالى (ان الذين توفاهم الملئكة ظالمى انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها).

505 - في نهج البلاغة قال عليه السلام، ولايقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجة فسمعتها اذنه ووعاها قلبه.

506 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد

[537]

قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد وفضالة بن أيوب جميعا عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: الا المستضعفين من الرجال والنساء والوالدان فقال: هو الذى لايستطيع الكفر فيكفر، ولايهتدى سبيل الايمان فيؤمن، والصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم.

507 - وباسناده إلى سالم بن مكرم الجمال عن ابيعبدالله عليه السلام عن قوله عزوجل (الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لايستطيعون حيلة ولايهتدون سبيلا) فقال لايستطيعون حيلة إلى النصب فينصبون ولايهتدون سبيلا إلى الحق فيدخلون فيه، و هؤلاء يدخلون الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التى نهى الله عزوجل عنها، ولاينالون منازل الابرار.

508 - حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (ره) قال حدثنا الحسين بن الحسن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن صفوان يحيى عن حجر بن زائدة عن حمران قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل (الا المستضعفين) قال هم أهل الولاية، قلت واى ولاية؟ فقال اما انها ليست بولاية في الدين لكنها الولاية في المناكخة والموارثة و المخالطة، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار وهم المرجون لامرالله.

509 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوى قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن على بن محمد عن احمد بن محمد عن الحسن بن على عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمى عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل (الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان) الاية قال: يا سليمان في هؤلاء المستضعفين من هو أثخن رقبة(1) منك المستضعفون قوم يصومون ويصلون تعف بطونهم وفروجهم، لايرون ان الحق في غيرنا آخذين بأغصان الشجرة فاولئك عسى الله ان يعفو منهم اذا كانوا آخذين بالاغصان وان لم يعرفوا اولئك فان عفى عنهم فبرحمته وان عذبهم فبضلالتهم عما عرفهم.

___________________________________

(1) ثخن بمعنى غلظ.

[538]

510 - حدثنا أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمدبن عيسى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى الصباح عن أبيجعفر عليه السلام انه قال: في المستضعفين الذين لايجدون حيلة ولايهتدون سبيلا، لايستطيعون حيلة فيدخلوا في الكفر، ولم يهتدوا فيدخلوا في الايمان، فليس هم من الكفر والايمان في شئ.

511 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن اسباط عن سليم مولى طربال قال: حدثنا هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: الناس على ستة أصناف، قال: قلت: تأذن لى ان أكتبها؟ قال: نعم، قلت: ما أكتب؟ قال: اكتب: الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لايستطيعون حيلة إلى الكفر ولايهتدون سبيلا إلى الايمان فاولئك عسى الله أن يعفو عنهم.

512 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن زرارة قال: دخلت أنا وحمران أو أنا وبكير على أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: انا نمد المطمار، قال: وما المطمار؟ قلت: التر(1) فمن وافقنا من علوى أو غيره توليناه ومن خالفنا من علوى أوغيره برئنا منه، فقال لى: يا زرارة قول الله أصدق من قولك، فأين الذين قال الله عزوجل: (الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لايستطيعون حيلة ولايهتدون سبيلا) اين المرجون لامرالله؟ والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

513 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن جميل عن زرارة عن أبيجعفر عليه السلام قال: (المستضعفون الذين لايستطيعون حيلة ولايهتدون سبيلا) قال لايستطيعون حيلة إلى الايمان، ولايكفرون، الصبيان وأشباه عقول الصبيان من الرجال والنساء.

514 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة قال سألت ابا جعفر عليه السلام عن المستضعف؟ فقال هو الذى لايستطيع حيلة يدفع بها عنه الكفر، ولايهتدى بها إلى سبيل الايمان، لايستطيع ان يؤمن ولايكفر، قال والصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان.

515 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم بن عبدالله

___________________________________

(1) المطمار.

خيط للبناء يقدربه وكذا التر.

[539]

ابن جندب عن سفيان بن السمط البجلى قال قلت لابيعبدالله عليه السلام ماتقول في المستضعفين؟ فقال لى شبيها بالفزع فتركتم احدا يكون مستضعفا: واين المستضعفون؟ فوالله لقد مشى بأمركم هذا العواتق إلى العواتق في خدورهن وتحدث به السقايات في طريق المدينة(1).

516 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن اسمعيل الجعفى قال لابيجعفر عليه السلام في حديث طويل فهل سلم احد لايعرف هذا الامر؟ فقال: لا الا المستضعفين، قلت من هم؟ قال: نساؤكم واولادكم، ثم قال: ارايت ام ايمن فانى اشهد انها من اهل الجنة وما كانت تعرف ما انتم عليه.

517 - وباسناده إلى ايوب بن الحر قال: قال رجل لابيعبدالله عليه السلام ونحن عنده: جعلت فداك انا نخاف ان ننزل بذنوبنا منازل المستضعفين، قال: فقال لاوالله لايفعل الله ذلك بكم ابدا.

518 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن اسمعيل بن مهران عن محمد ابن منصور الخزاعى عن على بن سويد عن ابى الحسن موسى عليه السلام قال: سألته عن الضعفاء؟ فكتب إلى: الضعيف من لم يرفع اليه حجة ولم يعرف الاختلاف، فاذا عرف الاختلاف فليس بضعيف.

519 - في الكافى ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن عبدالله بن مسكان عن يحيى الحلبى عن عبدالحميد الطائى عن زرارة بن اعين قال قلت لابيعبدالله عليه السلام اتزوج بمرجية او حرورية؟ قال لاعليك بالبله من النساء، قال زرارة فقلت والله ماهى

___________________________________

(1) العوتق جمع العاتقة: الجارية الشابة أول ما ادركت فخدرت في بيت أهلها ولم تبن إلى زوج قيل: لعل فزعه (ع) باعتبار ان سفيان كان من أهل الاذاعة لهذا الامر فلذلك قال على سبيل الانكار: (فتركتم أحدا يكون مستضعفا) يعنى ان المستضعف من لايكون عالما بالحق والباطل، وما تركتم أحدا على هذا الوصف لافشائكم أمرنا حتى تحدث النساء والجوارى في خدورهن والسقايات في طريق المدينة.

[540]

الا مؤمنة أو كافرة؟ فقال ابوعبدالله عليه السلام: واين اهل ثنوى الله عزوجل(1) قول الله اصدق من قولك: (الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لايستطيعون حيلة ولايهتدون سبيلا).

520 - في تفسير العياشى عن سليمان بن خالد عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن المستضعفين فقال: البلهاء في خدرها والخادم تقول لها: صلى فتصلى لاتدرى الا ما قلت لها والجليب(2) الذى لايدرى الا ماقلت له، والكبير الفان والصبى والصغير هؤلاء المستضعفين.

521 - عن ابى الصباح قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام: ما تقول في رجل دعى إلى هذا الامر فعرفه وهو في ارض منقطعة اذجاء‌ه موت الامام، فبينا هو ينتظر اذجاء‌ه الموت فقال: هو والله بمنزلة من هاجر إلى الله ورسوله فمات فقد وقع اجره على الله.

522 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمن قال: حدثنا حماد عن عبدالاعلى قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول العامة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية؟ قال الحق والله قلت: فان اماما هلك ورجل بخراسان لايعلم من وصيه لم يسعه ذلك؟ قال لايسعه ان الامام اذا هلك وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد وحق النفر على من ليس بحضرته اذا بلغهم، ان الله عزوجل يقول (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) قلت فنفر قوم فهلك بعضهم قبل ان يصل فيعلم؟ قال، ان الله عزوجل يقول: ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

523 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال قلت لابيعبدالله

___________________________________

(1) الثنوى - بفتح الثاء، والثنيا بالضم - اسم من الاستثناء والمراد أين من استثناء الله عزوجل بقوله: (الا المستضعفين...).

(2) الجليب: الذى يجلب من بلد إلى آخر !

[541]

عليه السلام اصلحك الله بلغنا شكواك واشفقنا فلو اعلمتنا او علمتنا من؟ فقال: ان عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث، فلا يهلك عالم الابقى من بعده من يعلم مثل علمه أوماشاء الله، قلت أفيسع الناس اذا مات العالم ان لايعرفوا الذى بعده؟ فقال اما اهل هذه البلدة فلا - يعنى المدينة - واما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ان الله يقول (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) قال قلت أرأيت من مات في ذلك؟ فقال هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله.

524 - في الكافى على بن محمد بن بندار عن ابراهيم بن اسحق عن محمد بن سليمان الديلمى عن ابى حجر الاسلمى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من اتى مكة حاجا ولم يزرنى إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن أتانى زائرا وجبت له شفاعتى، ومن وجبت له شفاعتى وجبت له الجنة ومن مات في أحد الحرمين مكة والمدينة لم يعرض ولم يحاسب، ومن مات مهاجرا إلى الله تعالى حشره الله تعالى يوم القيامة مع اصحاب بدر.

525 - في مجمع البيان (ومن يهاجر في سبيل الله) إلى قوله (غفورا رحيما) ومما جاء في معنى الاية من الحديث مارواه الحسن عن النبى صلى الله عليه وآله قال من فر بدينه من ارض إلى ارض وان كان شبرا من الارض استوجب الجنة وكان رفيق محمد وابراهيم عليهما السلام.

526 - وروى العياشى باسناده عن محمد بن ابى عمير قال: وجه زرارة بن اعين ابنه عبيدا إلى المدينة ليختبر له خبر ابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام فمات قبل ان يرجع اليه عبيد ابنه، قال محمد بن ابى عمير.

حدثنى محمد بن حكيم قال: ذكرت لابى الحسن عليه السلام زرارة وتوجيهه عبيدا إلى المدينة فقال: انى لارجوان يكون زرارة ممن قال الله: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) الآية.

527 - فيمن لايحضره الفقيه روى عن زرارة ومحمد بن مسلم انهما قالا: قلنا

[542]

لابى جعفر عليه السلام: ما تقول في الصلوة في السفر كيف هى وكم هى؟ فقال: ان الله عزوجل يقول واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلوة فصار التقصير في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر قالا: قلنا انما قال الله عزوجل فليس عليكم جناح (ولم يقل افعلوا فكيف اوجب ذلك كما اوجب التمام في الحضر فقال عليه السلام أو ليس قد قال الله عزوجل في الصفا والمروة: (فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) الا ترون ان الطواف بهما واجب مفروض؟ لان الله عزوجل ذكره في كتابه وصنعه نبيه عليه السلام، وكذلك التقصير في السفر شئ صنعه النبى صلى الله عليه وآله وذكره الله تعالى ذكره في كتابه.

528 في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه السلام فان قال: فلم قصرت الصلوة في السفر؟ قيل: لان الصلوة المفروضة اولا انما هى عشر ركعات، والسبع انما زيدت فيما بعد فخفف الله عنه تلك الزيادة لموضع سفره وتعبه ونصبه واشتغاله بأمر نفسه وظعنه واقامته، لئلا يشتغل عما لابد له من معيشته رحمة من الله تعالى، وتعطفا عليه الاصلوة المغرب فانها لم تقصر لانها صلوة مقصرة في الاصل، فان قال: فلم وجب التقصير في ثمانية فراسخ لا أقل من ذلك ولاأكثر؟ قيل لان ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامة والقوافل والاثقال فوجب التقصير في مسيرة يوم، فان قال: فلم وجب التقصير في مسيرة يوم؟ قيل: لانه لو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة سنة، وذلك ان كل يوم يكون بعد هذا اليوم فانما هو نظير هذا اليوم فلو لم يجب في هذا اليوم لما وجب في نظيره اذا كان نظيره مثله لافرق بينهما.

529 - في الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن على بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلى عن عبدالله بن سليمان العامرى عن ابى جعفر عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه وآله نزل بالصلوة عشر ركعات ركعتين ركعتين، فلما ولد الحسن و الحسين زاد رسول الله صلى الله عليه وآله سبع ركعات شكرا لله، فأجاز الله له ذلك وترك الفجر لم يزد فيها شيئا لضيق وقتها لانه يحضرها ملئكة الليل وملئكة النهار، فلما أمره الله بالتقصير في السفر وضع عن امته ست ركعات، وترك المغرب لم ينقص منها شيئا.

 

[543]

530 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى محمد العلوى الدينورى باسناده رفع الحديث إلى الصادق عليه السلام قال: قلت لم صارت المغرب ثلث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولاسفر؟ فقال: ان الله عزوجل أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله لكل صلوة ركعتين في الحضر، فاضاف اليها رسول الله صلى الله عليه وآله لكل صلوة ركعتين في الحضر وقصر فيها في السفر الا المغرب، فلما صلى المغرب بلغه مولد فاطمة عليها السلام، فأضاف اليها ركعة شكرا لله عزوجل، فلما أن ولد الحسن عليه السلام أضاف اليها ركعتين شكرا لله عزوجل فلما ان ولد الحسين اضاف اليها ركعتين شكرا لله عزوجل فقال: (للذكر مثل حظ الانثيين) فتركها على حالها في الحضر والسفر.

531 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن المختار عن ابى ابراهيم عليه السلام قال: قلت له انا اذا دخلنا مكة والمدينة نتم أو نقصر؟ قال ان قصرت فذاك وان أتممت فهو خير تزداد.

532 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبدالملك القمى عن اسمعيل بن جابر عن عبدالحميد خادم اسمعيل بن جعفر عن ابيعبدالله عليه السلام قال: تتم الصلوة في أربعة مواطن: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله، ومسجد الكوفة، وحرم الحسين عليه السلام.

533 قال مؤلف هذا الكتاب: والاخبار في معناها كثيرة وفى بعضها قال ابو - ابرهيم عليه السلام وقد ذكر الحرمين كان ابى يقول ان الاتمام فيهما من الامر المذخور.

534 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه وأحمد بن ادريس ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلوة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا قال في الركعتين تنقص منها واحدة.

535 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلوة فلتقم طائفة منهم معك الاية فانها نزلت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الحديبية ويريد مكة.

فلما وقع الخبر إلى قريش بعثوا خالد بن الوليد في مائتى فارس ليستقبل رسول - الله صلى الله عليه وآله، فكان يعارض رسول الله صلى الله عليه وآله على الجبال، فلما كان في بعض الطريق

[544]

وحضرت صلوة الظهر اذن بلال وصلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس، فقال خالد بن الوليد لوكنا حملنا عليهم وهم في الصلوة لاصبناهم فانهم لايقطعون الصلوة ولكن يجئ لهم الان صلوة اخرى هى احب اليهم من ضياء ابصارهم فاذا دخلوا فيها حملنا عليهم، فنزل جبرئيل عليه السلام بصلوة الخوف بهذه الاية) واذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلوة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا اسلحتهم فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة اخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم واسلحتهم ودالذين كفروا لوتغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة) ففرق رسول الله فرقتين فوقف بعضهم تجاه العدو وقد اخذوا سلاحهم وفرقة صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله قائما ومروا فوقفوا موقف اصحابهم، وجاء اولئك الذين لم يصلوا فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وآله الركعة الثانية ولهم الاولى وقعد وتشهد رسول الله صلى الله عليه وآله وقاموا اصحابه وصلوا هم الركعة الثانية وسلم عليهم.

536 - في الكافى محمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن ابان عن عبدالرحمن بن ابى عبدالله عن ابيعبدالله عليه السلام قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله بأصحابه في غزوة ذات الرقاع صلوة الخوف، ففرق اصحابه فرقتين اقام فرقة بازاء العدو، وفرقة خلفه فكبر وكبروا فقرأ وانصتوا وركع فركعوا وسجد فسجدوا، ثم استتم رسول الله صلى الله عليه وآله قائما وصلوا لانفسهم ركعة ثم سلم بعضهم على بعض، ثم خرجوا إلى اصحابهم فقاموا بازاء العدو وجاء اصحابهم فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فصلى بهم ركعة ثم تشهد وسلم عليهم فقاموا فصلوا لانفسهم ركعة ثم سلم بعضهم على بعض.

537 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن صلوة الخوف؟ قال: يقوم الامام وتجئ طائفة من اصحابه فيقومون خلفه، وطائفة بازاء العدو فيصلى بهم الامام ركعة، ثم يقوم ويقومون معه، فيمثل قائما ويصلون هم الركعة الثانية: ثم يسلم بعضهم على بعض، ثم ينصرفون فيقومون في مقام أصحابهم، ويجئ الاخرون فيقومون خلف الامام فيصلى بهم الركعة الثانية

[545]

ثم يجلس الامام فيقومون هم فيصلون هم ركعة اخرى.

ثم يسلم عليهم فينصرفون بتسليمه، قال: وفى المغرب مثل ذلك يقوم الامام وتجئ طائفة فيقومون خلفه ثم يصلى بهم ركعة ثم يقوم ويقومون فيمثل الامام قائما ويصلون الركعتين فيتشهدون و يسلم بعضهم على بعض، ثم ينصرفون فيقومون في موقف أصحابهم ويجئ الاخرون فيقومون خلف الامام فيصلى بهم ركعة يقرأ فيها، ثم يجلس فيتشهد ثم يقوم و يقومون معه، ويصلى بهم ركعة اخرى ثم يجلس ويقومون هم فيتمون ركعة اخرى ثم يسلم عليهم.

538 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: فاذا قضيتم الصلوة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم قال: الصحيح يصلى قائما والعليل يصلى قاعدا، فمن لم يقدر فمضطجعا يؤمى ايماء‌ا !.

539 - فيمن لايحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: المريض يصلى قائما، فان لم يستطع صلى جالسا، فان لم يستطع صلى على جنبه الا يمن، فان لم يستطع صلى على جنبه الايسر فان لم يستطع استلقى واومى ايماء‌ا، وجعل وجهه نحو القبلة و جعل سجوده اخفض من ركوعه.

540 - قال الصادق عليه السلام: المريض يصلى قائما فان لم يقدر على ذلك صلى جالسا، فان لم يقدر ان يصلى جالسا صلى مستلقيا يكبر ثم يقرأ، فاذا أراد الركوع غمض عينيه ثم سبح، فاذا سبح فتح عينيه فيكون فتح عينيه رفع رأسه من الركوع، فاذا أراد ان يسجد غمض عينيه ثم سبح، فاذا سبح فتح عينيه فيكون فتح عينيه رفع رأسه من السجود ثم يتشهد وينصرف.

541 - وقال الصادق عليه السلام: في قول الله عزوجل: ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال: مفروضا.

542 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (ان الصلوة كانت على المؤمنين

[546]

كتابا موقوتا) قال: موجبا انما يعنى بذلك وجوبها على المؤمنين، ولو كانت كما يقولون لهلك سليمان بن داود حين اخر الصلوة حتى توارت بالحجاب، لانه لو صلاها قبل ان تغيب كان وقتا وليس صلوة اطول وقتا من العصر.

543 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن داود بن فرقد قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام: قوله تعالى: ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) قال كتابا ثابتا وليس ان عجلت قليلا او اخرت قليلا بالذى يضرك ما لم تضيع تلك الاضاعة، فان الله عزوجل يقول لقوم اضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا.

544 - حماد عن حريز عن زرارة عن أبيجعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) اى موجوبا.

545 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن حريز عن زرارة والفضيل عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) قال: يعنى مفروضا وليس يعنى وقت فوتها اذا جاز ذلك الوقت ثم صلاها لم يكن صلوته هذه مؤداة، ولو كان ذلك كذلك لهلك سليمان بن داود عليه السلام حين صلاها لغير وقتها ولكن متى ماذكرها صلاها، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

546 - في تفسير على بن ابراهيم ان النبى صلى الله عليه وآله لما رجع من وقعة احد ودخل المدينة نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله يأمرك ان تخرج في اثر القوم ولايخرج معك الامن به جراحة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله مناديا ينادى: يا معشر المهاجرين والانصار من كانت به جراحة فليخرج.

ومن لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها، وأنزل الله على نبيه: ولاتهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تالمون فانهم يالمون كما تالمون وترجون من الله مالايرجون فقال عزوجل: (ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء) فخرجوا على مابهم من الالم والجراح.

547 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن قال وجدت في

[547]

نوادر محمد بن سنان عن محمد بن سنان قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: لاوالله ما فوض الله إلى احد من خلقه الا إلى رسول الله والى الائمة عليهم السلام، قال الله عزوجل: انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله وهى جارية في الاوصياء عليهم السلام.

548 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لابى حنيفة: وتزعم انك صاحب رأى وكان الرأى من رسول الله صلى الله عليه وآله صوابا ومن دونه خطاء‌ا لان الله تعالى قال: (فاحكم بينهم بما أراك الله) ولم يقل ذلك لغيره.

549 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: من بالغ في الخصومة اثم، ومن قصر فيها ظلم ولايستطيع أن يتقى الله من خاصم.

550 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: (انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولاتكن للخائنين خصيما) فانه كان سبب نزولها ان قوما من الانصار من بنى أبيرق اخوة ثلث كانوا منافقين، بشير ومبشر وبشر، فنقبوا على عم قتادة بن النعمان، وكان قتادة بدريا وأخرجوا طعاما كان أعده لعياله وسيفا ودرعا، فشكى قتادة ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ان قوما نقبوا على عمى وأخذوا طعاما كان أعده لعياله ودرعا وسيفا وهم أهل بيت سوء وكان معهم في الرأى رجل مؤمن يقال له لبيد بن سهل، فقال بنو أبيرق لقتادة: هذا عمل لبيد بن سهل، فبلغ ذلك لبيدا فأخذ سيفه وخرج عليهم فقال: يابنى ابيرق اترموننى بالسرق وانتم اولى به منى وأنتم المنافقون تهجون رسول الله وتنسبونه إلى قريش لتبينن ذلك او لاملان سيفى منكم، فداروه وقالوا له: ارجع يرحمك الله فانك برئ من ذلك، فمشى بنو أبيرق إلى رجل من رهطهم يقال له اسيد بن عروة وكان منطيقا بليغا، فمشى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ان قتادة: بن النعمان عمد إلى أهل بيت منا اهل شرف وحسب ونسب فرماهم بالسرق واتهمهم بماليس فيهم، فاغتم رسول الله صلى الله عليه وآله لذلك، وجاء اليه قتادة فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له: عمدت إلى أهل بيت شرف وحسب ونسب فرميتهم بالسرقة وعاتبه عتابا شديدا، فاغتم قتادة من ذلك ورجع إلى عمه وقال: ياليتنى مت ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وآله، فقد كلمنى بما

[548]

كرهته، فقال عمه: الله المستعان، فأنزل الله في ذلك على نبيه: (انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولاتكن المخائنين خصيما واستغفر الله ان الله كان غفورا رحيما، ولاتجادل عن الذين يختانون أنفسهم ان الله لايحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولايستخفون من الله وهو معهم اذيبيتون مالايرضى من القول) يعنى الفعل فوقع القول مقام الفعل ثم قال (ها انتم هؤلاء) إلى قوله (ومن يكسب خطيئة او اثما ثم يرم به بريئا) لبيد بن سهل (فقد احتمل بهتانا واثما مبينا).

551 - وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال ان اناسا من رهط بشير الادنين انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا نكلمه في صاحبنا ونعذره فان صاحبنا لبرئ، فلما انزل الله (يستخفون من الناس ولايستخفون من الله) إلى قوله (وكيلا) فاقبلت رهط بشير فقالوا يا بشير استغفر الله وتب اليه من الذنوب، فقال والذى احلف به ما سرقها الا لبيد، فنزلت: ومن يكسب خطيئة اواثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا واثما مبينا ثم ان بشيرا كفر ولحق بمكة وأنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا واتوا النبى صلى الله عليه وآله ليعذروه: ولو لافضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك وما يضلون الا انفسهم وما يضرونك من شئ وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ونزلت في بشير وهو بمكة ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساء‌ت مصيرا.

552 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن سليمان الجعفرى قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى: (اذ يبيتون ما لايرضى من القول) قال: يعنى فلانا وفلانا وابا عبيدة من الجراح.

553 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) حديث طويل عن اميرالمؤمنين عليه السلام وفيه يقول عليه السلام وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله (اذ يبيتون مالايرضى من القول) بعد فقد الرسول مما يقيمون به اود(1) باطلهم حسب مافعلته اليهود والنصارى

___________________________________

(1) الاود الاعوجاج.

[549]

بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة والانجيل، وتحريف الكلم عن مواضعه.

554 - في تفسير العياشى عن عامر بن كثير السراج وكان داعية الحسين بن على عليه السلام(1) عن عطاء الهمدانى عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (اذ يبيتون مالايرصى من القول) قال فلان وفلان وابوعبيدة بن جراح.

55 - وفى رواية عمر بن ابوسعيد(2) عن ابى الحسن عليه السلام قال هما وابوعبيدة بن الجراح وفى رواية عمر بن صالح قال: الاول والثانى وابوعبيدة بن الجراح.

556 - عن عبدالله بن حماد الانصارى عن عبدالله بن سنان قال: قال لى ابوعبدالله عليه السلام الغيبة ان تقول في اخيك ما هو فيه مما قد ستره الله عليه، فاما اذا قلت ما ليس فيه فذلك قول الله فقد احتمل بهتانا واثما مبينا.

557 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: من اعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة، قال في الاستغفار ومن يعمل سوء‌ا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدالله غفورا رحيما.

558 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل.

لاخير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف قال: يعنى بالمعروف القرض.

559 - على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس وعدة من اصحابنا عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبيه جميعا عن يونس عن عبدالله بن سنان وابن مسكان عن أبى - الجارود قال، قال ابوجعفر عليه السلام اذا حدثتكم بشئ فاسئلونى عن كتاب الله، ثم قال في حديثه: ان الله نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال، فقالوا: يابن رسول - الله واين هذا من كتاب الله؟ قال: ان الله عزوجل يقول في كتابه: (لاخير فيى كثير من نجواهم) الاية وقال: (ولاتؤتوا السفهاء اموالكم التى جعل الله لكم قياما) وقال: (ولاتسئلوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم).

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر هكذا: (عن عامر بن كثير السراج وكان داعية الحسين صاحب الفخ بن على...) ولعله الصحيح راجع تنقيح المقال.

(2) وفى المصدر (عمر بن سعيد).

[550]

560 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن حماد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله فرض التمحل في القرآن، قلت: وما التمحل جعلت فداك؟ قال: ان يكون وجهك أعرض من وجه أخيك فتتمحل له، وهو قوله: (لاخير في كثير من نجويهم).

561 - وحدثنى أبى عن بعض رجاله رفعه إلى اميرالمؤمنين صلوات الله عليه قال: ان الله فرض عليكم زكوة جاهكم كما فرض عليكم زكوة ماملكت أيديكم.

652 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبى يحيى الواسطى عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: الكلام ثلثة صدق وكذب واصلاح بين الناس.

قال.

قلت له جعلت فداك، ما الاصلاح بين الناس؟ قال تسمع من الرجل كلاما يبلغه فتخبث نفسه [ فتلقاه ] فتقول، سمعت من فلان قال فيك من الخير كذا وكذا خلاف ماسمعت منه.

563 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ثلثة يحسن فيهن الكذب: المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك والاصلاح بين الناس.

564 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعى ان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه كان اذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات فيقول: تعاهدوا الصلوة إلى أن قال عليه السلام: ويقول الله عزوجل ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى من الامانة(1) فقد خسر من ليس من أهلها وضل عمله عرضت على السموات المبنية والارض المهاد والجبال المنصوبة فلا أطول ولااعرض ولااعلى ولااعظم لو امتنعن من طول او عرض او عظم او قوة او عزة امتنعن ولكن اشفقن من العقوبة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

565 - قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قوله: (ومن يشاقق الرسول) الاية

___________________________________

(1) كذا في النسخ ويوافقه نسخة الكافى ايضا وفى نهج البلاغة.

(ثم أداء الامانة فقد خاب من ليس من أهلها...).

[551]

نقلنا عن على بن ابراهيم عند قوله: (انا انزلنا اليك الكتاب بالحق) سبب نزولها وفيمن نزلت(1).

566 - في نهج البلاغة قال عليه السلام انه بايعنى القوم الذين بايعوا أبابكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولاللغايب ان يرد انما الشورى للمهاجرين والانصار فان اجتمعوا على رجل وسموه اماما كان ذلك لله رضا، فان خرج من امرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ماتولى.

567 - في تفسير العياشى عن حريز عن بعض أصحابنا عن احدهما عليهما السلام قال: لما كان أميرالمؤمنين في الكوفة اتاه الناس فقالوا: اجعل لنا اماما يؤمنا في رمضان، فقال: لا، ونهاهم أن يجتمعوا فيه، فلما أمسوا جعلوا يقولون: ابكوا في رمضان وارمضناه فأتاه الحارث الاعور في اناس فقال: يا اميرالمؤمنين ضجوا الناس وكرهوا قولك فقال عند ذلك: دعهم وما يريدون ليصلى بهم من شاؤا ثم قال فمن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساء‌ت مصيرا.

568 - عن عمرو بن ابى المقدام عن ابيه عن رجل من الانصار قال: خرجت انا والاشعث الكندى وجرير البجلى حتى اذا كنا بظهر الكوفة بالفرس مربنا ضب فقال الاشعث وجرير السلام عليك يا اميرالمؤمنين خلافا على على بن ابيطالب فلما خرج الانصارى قال لعلى عليه السلام، فقال على: دعهما فهو امامهما يوم القيامة اما تسمع إلى الله وهو يقول: (نوله ماتولى).

569 - عن محمد بن اسمعيل الرازى عن رجل سماه عن ابى عبدالله عليه السلام قال دخل رجل على ابى عبدالله عليه السلام فقال: السلام عليك يا اميرالمؤمنين، فقام على قدميه فقال: مه، هذا اسم لايصلح الا لاميرالمؤمنين صلى الله سماه(2) ولم يسم به احد غيره

___________________________________

(1) وقد مر تحت رقم 550 و 551 من هذه السورة.

(2) كذا في النسخ وفى المصدر (الله سماه به،.).

[552]

فرضى به الا كان منكوحا، وان لم يكن به ابتلى به، وهو قول الله في كتابه: ان يدعون من دونه الا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا قال: قلت: فما ذا يدعى به قائمكم؟ فقال يقال له: السلام عليك يا بقية الله.

السلام عليك يابن رسول الله.

570 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ان يدعون من دونه الا اناثا) قال: قال قريش: الملئكة هم بنات الله (وان يدعون من دونه الا شيطانا مريدا) قال: كانوا يعبدون الجن.

571 - في مجمع البيان روى في شواذ عن النبى صلى الله عليه وآله (الا اثانا) بثاء قبل النون والا انثا النون قبل الثاء روتهما عنه عايشة، وقال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا - وروى ان النبى صلى الله عليه وآله قال في هذه الآية، من بنى آدم تسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة.

572 - وفى رواية اخرى من كل ألف واحدلله وسايرهم للنار ولابليس.

أوردهما ابوحمزة الثمالى في تفسيره.

573 - ولامرنهم فليبتكن آذان الانعام قيل: ليقطعن الآذان من أصلها وهو المروى عن ابى عبدالله عليه السلام.

574 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما نزلت هذه الآية: (والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) صعد ابليس جبلا بمكة يقال له ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا اليه فقالوا: يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال: نزلت هذه فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: انا لها بكذا وكذا، قال: لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك فقال: لست لها فقال الوسواس الخناس.

انا لها قال.

بماذا؟ قال أعدهم وامنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فاذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال: انت لها، فوكله بها إلى يوم القيامة.

575 - في تفسير العياشى عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه ما أكرم الله به آدم عليه السلام وفى آخره فقال ابليس: رب هذا الذى كرمت على وفضلته وان لم تفضلنى عليه لم أقو عليه؟ قال: لايولد ولد الا ولد لك ولدان، قال: رب زدنى، قال تجرى

[553]

منه مجرى الدم في العروق قال رب زدنى، قال: تتخذ أنت وذريتك في صدورهم مساكن، قال: رب زدنى قال: تعدهم وتمنيهم (وما يعدهم الشيطان الاغرورا).

576 - عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الاية، ومن يعمل سوء‌ا يجزبه قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ما اشدها من آية، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله اما تبتلون في اموالكم وأنفسكم وذراريكم؟ قالوا بلى، قال هذا مما يكتب الله لكم به الحسنات ويمحوبه السيئات.

577 - في عيون الاخبار في باب قول الرضا لاخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه باسناده إلى أبى الصلت الهروى قال سمعت الرضا عليه السلام يحدث عن أبيه ان اسمعيل قال للصادق عليه السلام يا ابتاه ماتقول في المذنب منا ومن غيرنا؟ فقال عليه السلام ليس بامانيكم ولا امانى أهل الكتاب من يعمل سوء‌ا يجزبه.

578 - في مجمع البيان (ومن يعمل سوء‌ا يجزبه) وروى عن ابى هريرة انه قال لما نزلت هذه الآية بكينا وحزنا وقلنا يا رسول الله ما أبقت هذه الآية من شئ فقال اما والذى نفسى بيده انها لكما انزلت ولكن ابشروا وقاربوا وسددوا انه لايصيب أحدا منكم مصيبة الاكفرالله بها خطيئة حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه، رواه الواحدى في تفسيره مرفوعا.

579 - ممن اسلم وجهه لله وهو محسن وروى ان النبى صلى الله عليه وآله سئل عن الاحسان؟ فقال: ان تعبدالله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك.

580 - في تفسير على بن ابراهيم قوله واتبع ملة ابراهيم حنيفا قال: هى الحنيفية العشرة التى جاء بها ابراهيم التى لم تنسخ إلى يوم القيامة.

581 - في اصول الكافى ابان بن عثمان عن محمد بن مروان عمن رواه عن ابى جعفر عليه السلام قال: لما اتخذالله عزوجل ابراهيم خليلا أتاه بشراه بالخلة، فجاء ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان ابيضان يقطر رأسه ماء‌ا ودهنا، فدخل ابراهيم عليه السلام الدار فاستقبله خارجا من الدار وكان ابراهيم رجلا غيورا، وكان اذا خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه معه، ثم رجع ففتح فاذا هو برجل قائم احسن

[554]

مايكون من الرجال فأخذ بيده وقال: يا عبدالله من أدخلك دارى؟ فقال: ربها أدخلنيها فقال: ربها أحق بها منى فمن أنت؟ قال انا ملك الموت، ففزع ابراهيم صلى الله عليه وقال.

جئتنى لتسلبنى روحى؟ قال: لاولكن اتخذالله عبدا خليلا فجئت لبشارته، قال فمن هو لعلى ها أخدمه حتى أموت؟ فقال: أنت هو، فدخل على سارة عليها السلام فقال لها ان الله تبارك وتعالى اتخذنى خليلا.

582 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) حديث طويل عن النبى صلى الله عليه وآله يقول فيه.

قولنا ان ابراهيم خليل الله فانما هو مشتق من الخلة أو الخلة(1) فاما الخلة فانما معناها الفقر والفاقة وقد كان خليلا إلى ربه فقيرا واليه منقطعا وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا، وذلك لما أريد قذفه في النار فرمى المنجنيق فبعث الله إلى جبرئيل عليه السلام فقال له: أدرك عبدى، فجاء‌ه فلقيه في الهواء فقال: كلفنى ما بدا لك قد بعثنى الله لنصرتك؟ فقال: بل حسبى الله ونعم الوكيل انى لاأسئل غيره ولاحاجة الا اليه، فسماه خليله اى فقيره ومحتاجه والمنقطع اليه عمن سواه، واذا جعل معنى ذلك من الخلة [ العالم ](2) وهو انه قد تخلل معانيه ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره، كان معناه العالم به وبأموره، ولايوجب ذلك تشبيه الله بخلقه، الاترون انه اذا لم ينقطع اليه لم يكن خليله، واذا لم يعلم بأسراره لم يكن خليله؟.

583 - في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا عليه السلام من العلل باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعت أبى يحدث عن أبيه عليه السلام انه قال: انما اتخذالله عزوجل ابراهيم خليلا لانه لم يرد أحدا أولم يسأل احدا قط غيرالله تعالى.

584 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن ابى عمير عمن ذكره قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: لم اتخذالله عزوجل ابراهيم خليلا؟ قال: لكثرة سجوده على الارض.

585 - وباسناده إلى سهل بن زياد الادمى عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى

___________________________________

(1) بفتح الخاء وضمها.

(2) مابين المعقفتين غير موجود في المصدر.

[555]

قال: سمعت على ابن محمد العسكرى عليهما السلام يقول: انما اتخذالله ابراهيم خليلا لكثرة صلوته على محمد واهلبيته صلوات الله عليهم.

586 - وباسناده إلى جابر بن عبدالله الانصارى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ما اتخذالله ابراهيم خليلا الا لاطعامعه الطعام وصلوته بالليل والناس نيام.

587 - وباسناده إلى عبدالله بن الهلال عن ابى عبدالله عليه السلام قال: لما جاء المرسلون إلى ابراهيم عليه السلام جاء‌هم بالعجل فقال كلوا، فقالوا لانأكل حتى تخبرنا ما ثمنه؟ فقال اذا أكلتم فقولوا بسم الله.

واذا فرغتم فقولوا: الحمدلله قال.

فالتفت جبرئيل إلى أصحابه وكانوا أربعة وجبرئيل رئيسهم، فقال حق لله أن يتخذ هذا خليلا.

588 - في الكافى على بن محمد بن عبدالله عن احمد بن محمد عن بعض اصحابنا عن أبان عن معاوية بن عمار عن زيد الشحام عن أبيعبدالله عليه السلام قال.

ان ابراهيم عليه السلام كان أبا اضياف، فكان اذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم وأغلق بابه وأخذ المفاتيح يطلب الاضياف، وانه رجع إلى داره فاذا هو برجل أو شبه رجل في الدار فقال يا عبدالله باذن من دخلت هذه الدار؟ قال دخلتها باذن ربها يردد ذلك ثلث مرات، فعرف ابراهيم عليه السلام انه جبرئيل - فحمد ربه ثم قال: ارسلنى ربك إلى عبد من عبيده يتخذه خليلا، قال ابراهيم عليه السلام فاعلمنى من هو اخدمه حتى اموت؟ قال فأنت هو، قال ومم ذلك؟ قال لانك لم تسأل احدا شيئا قط ولم تسئل شيئا قط فقلت: لا.

589 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر ابن محمد عليهما السلام ان ابراهيم صلى الله عليه هو اول من حول له الرمل دقيقا وذلك انه قصد صديقا له بمصرفى قرض طعام، فلم يجده في منزله، فكره ان يرجع بالحمار خاليا فملاء جرابه(1) رملا فلما دخل منزله خلى بين الحمار وبين سارة استحياء‌ا منها ودخل البيت ونام، ففتحت سارة عن دقيق اجود ما يكون فخبزت وقدمت اليه طعاما طيبا، فقال ابراهيم: من اين لك هذا؟ فقالت: من الدقيق الذى حملته من عند خليلك المصرى: فقال ابراهيم: اما انه خليلى وليس بمصرى.

فلذلك اعطى الخلة

___________________________________

(1) الجراب: وعاء من جلد.

[556]

فشكرالله وحمده واكل.

590 - في اصول الكافى محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال.

سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول.

ان الله تبارك وتعالى اتخذ ابراهيم عبدا قبل ان يتخذه نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا وان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل ان يجعله اماما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن اسحق بن عبدالعزيز أبى السفاتج عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام مثله.

591 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه قالوا: ابراهيم خير منك، قال: ولم ذاك؟ قالوا: لان الله تعالى اتخذه خليلا قال النبى صلى الله عليه وآله: ان كان ابراهيم عليه السلام خليلا فانا حبيبه محمدا.

592 - في مجمع البيان وقد روى ان النبى صلى الله عليه وآله قال: قد اتخذالله سبحانه صاحبكم خليلا يعنى نفسه.

593 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: (وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء) قال: نزلت مع قوله: ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتى لاتؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) فنصف الاية في أول السورة ونصفها على رأس المائة و عشرين آية، وذلك انهم كانوا لايستحلون أن يتزوجوا بيتيمة قد ربوها، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانزل الله عزوجل: (يستفتونك في النساء) إلى قوله: (مثنى وثلاث ورباع).

594 - وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (يستفتونك في النساء، فان نبى الله صلى الله عليه وآله سئل عن النساء مالهن من الميراث؟ فأنزل الله الربع والثمن.

595 - في مجمع البيان وقوله: (اللاتى لاتؤتونهن) اى لاتعطونهن

[557]

ماكتب لهن واختلف في تأويله على أقوال، اولها: ان المعنى وما يتلى عليكم في توريث صغار النساء وهو آيات الفرائض التى في أول السورة، وهو معنى قوله: (لاتؤتونهن ماكتب لهن) اى من الميراث وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

596 - في تفسير على بن ابراهيم قوله وان امرأة خافت من يعلها نشوزا او اعراضا نزلت في ابنة محمد بن مسلمة كانت امرأة رافع بن خديج، وكانت امرأة قد دخلت في السن فتزوج عليها امرأة شابة كانت أعجب اليه من ابنة محمد بن مسلمة، فقالت له بنت محمد بن مسلمة: الا أراك معرضا عنى مؤثرا على؟ فقال رافع: هى امرأة شابة وهى أعجب إلى، فان شئت أفررت على ان لها يومين او ثلثة منى ولك يوم واحد فأبت ابنة محمد بن مسلمة ان ترضيها، فطلقها تطليقة واحدة، ثم طلقها اخرى، فقالت: لا والله لا ارضى او تسوى بينى وبينها، يقول الله: واحضرت الا نفس الشح وابنة محمد لم تطب نفسها بنصيبها وشحت عليه، فأعرض عليها رافع اما ان ترضى واما ان يطلقها الثالثة فشحت على زوجها ورضيت، فصالحته على ماذكرت، فقال الله: ولاجناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير فلما رضيت واستقرت لم يستطع ان يعدل بينهما فنزلت: ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ان تأتى واحدة وتذر الاخرى لا ايم(1) ولاذات بعل.

597 - في تفسير العياشى عن احمد بن محمد عن ابى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله (وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا) قال: النشوز الرجل يهم بطلاق امرأته فتقول له: ادع ما على ظهرك واعطيك كذا وكذا: واحللك من يومى وليلتى على ما اصطلحا عليه فهو جايز.

598 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن ابى حمزة قال: سألت ابا الحسن عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا) فقال: اذا كان كذلك فهم بطلاقها فقالت

___________________________________

(1) الايم: المرأة التى فقدت زوجها.

[558]

له: امسكنى وادع لك بعض ما عليك واحللك من يومى وليلتى، حل له ذلك ولاجناح عليهما.

559 - على بن ابراهيم عن ابى عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابيعبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى: (وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا) فقال، هى المرأة تكون عند الرجل فيكرهها فيقول لها: انى أريد أن اطلقك فتقول له: لاتفعل انى اكره أن تشمت بى، ولكن انظر في ليلتى فاصنع بها ماشئت وما كان سوى ذلك من شئ فهو لك، ودعنى على حالتى وهو قوله تبارك وتعالى، (فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا) وهو هذا الصلح.

600 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن الحسين بن هاشم عن أبى بصير عن أبيعبدالله عليه السلام قال، سألته عن قول الله جل اسمه، (وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا) قال: هذا يكون عنده المرأة لاتعجبه فيريد طلاقها فتقول له: امسكنى ولاتطلقنى وادع لك ما على ظهرك وأعطيك من مالى واحللك من يومى وليلتى، فقد طاب ذلك كله.

601 - على بن ابراهيم عن أبيه عن نوح بن شعيب ومحمد بن الحسن قال: سأل ابن أبى العوجاء هشام بن الحكم فقال له، أليس الله حكيما؟ قال، بلى هو أحكم الحاكمين، قال: فأخبرنى عن قوله عزوجل، (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان فتم الا تعدلوا فواحدة) اليس هذا فرض؟ قال، بلى، قال، فاخبرنى عن قوله عزوجل، (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل) أى حكيم يتكلم بهذا؟ فلم يكن عنده جواب، فرحل إلى المدينة إلى أبى عبدالله عليه السلام فقال: يا هشام في غير وقت حج ولاعمرة؟ قال، نعم جعلت فداك لامر أهمنى ان ابن أبى العوجاء سألنى عن مسألة لم يكن عندى فيها شئ، قال: وما هى؟ قال: فاخبره بالقصة، فقال له أبوعبدالله عليه السلام، اما قوله عزوجل: (فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ان لاتعدلوا فواحدة) يعنى في النفقة، واما قوله: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل

[559]

فتذروها كالمعلقة) يعنى في المودة فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب وأخبره قال، والله ما هذا من عندك.

602 - في تفسير العياشى عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: (ولكن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) قال: في المودة.

603 - في مجمع البيان وقيل: معناه لن تقدروا أن تعدلوا بالتسوية بين النساء في كل الامور من جميع الوجوه، من النفقة والكسوة والعطية والمسكن و الصحبة والبر والبشر وغير ذلك، والمراد به ان ذلك لايخف عليكم بل يثقل ويشق لميلكم إلى بعضهن، (فلا تميلوا كل الميل) اى فلا تعدلوا بأهوائكم عمن لم تملكوا محبته منهن كل العدول حتى يحملكم ذلك على أن تجوروا على صواحبها في ترك أداء الواجب لهن عليكم من حق القسمة والنفقة والكسوة والعشرة بالمعروف (فتذروها كالمعلقة) اى تذروا التى لاتميلون اليها كالتى هى لاذات زوج ولاايم عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وغيرهم وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهم السلام.

604 - وعن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السلام ان النبى صلى الله عليه وآله كان يقسم بين نسائه في مرضه فيطاف بينهن.

605 - وروى ان عليا عليه السلام كان له امرأتان فكان اذا كان يوم واحدة لايتوضى في بيت الاخرى.

606 - في الكافى باسناده إلى ابن أبى ليلى قال: حدثنى عاصم بن حميد قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فأتاه رجل فشكى اليه الحاجة فأمره بالتزويج قال: فاشتدت به الحاجة فأتى أبا عبدالله عليه السلام فسأله عن حاله؟ فقال له، اشتدت بى الحاجة قال: ففارق، ثم أتاه فسأله عن حاله فقال اثريت(1) وحسن حالى، فقال أبوعبدالله عليه السلام: انى امرتك بامرين امرالله بهما قال الله عزوجل: (وانكحوا الايامى منكم) إلى قوله: (والله واسع عليم) وقال: ان يتفرقا يغن الله كلا من سعته.

607 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام وقد جمع الله ما يتواصى به

___________________________________

(1) اثرى الرجل: كثر ماله.

[560]

المتواصون من الاولين والاخرين في خصلة واحدة وهى التقوى قال الله عزوجل: ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وفيه جماع كل عبادة صالحة، وبه وصل من وصل إلى الدرجات العلى.

608 - في مجمع البيان ان يشأ يذهبكم ايها الناس ويأت بآخرين الآية ويروى انه لما نزلت هذه الآية ضرب النبى صلى الله عليه وآله يده على ظهر سلمان وقال، هم قوم هذا يعنى عجم الفرس.

قال عزمن قائل: من كان يريد ثواب الدنيا فعندالله ثواب الدنيا و الاخرة الآية.

609 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن على بن محمد باسناده رفعه قال، قال اميرالمؤمنين لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل وانما سميت الدنيا دنيا لانها أدنى من كل شئ وسميت الاخرة آخرة لان فيها الجزاء والثواب.

610 - باسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سأله رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: أخبرنى عن الدنيا لم سميت الدنيا؟ قال لان الدنيا دنية خلقت من دون الاخرة ولو خلقت مع الاخرة لم يفن أهلها كما لايفنى أهل الاخرة، قال: فأخبرنى لم سميت الاخرة آخرة، قال لانها متأخرة تجئ من بعد الدنيا، لاتوصف سنينها ولاتحصى ايامها ولايموت سكانها قال صدقت يا محمد، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

611 - في كتاب الخصال جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن اميرالمؤمنين عليهم السلام قال: كانت الفقهاء والحكماء اذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا ثلثا ليس معهن رابعة من كانت الاخرة همته كفاه الله همته من الدنيا، ومن اصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس.

612 - عن ابن ابى يعفور قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: من تعلق قلبه بالدنيا تعلق منها بثلث خصال: هم لايفنى، وامل لايدرك ورجاء لاينال.

613 - في نوادر من لايحضره الفقيه وروى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم

[561]

عن الصادق جعفر بن محمد قال: الدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه منها، ومن طلب الاخرة طلبته الدنيا حتى توفيه رزقه.

614 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن اسمعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعى عن على بن سويد السائبى عن أبى الحسن عليه السلام قال، كتب إلى في رسالته إلى - وسألته عن الشهادة لهم -، فأقم الشهادة لله ولو على نفسك او الوالدين والاقربين فيما بينك وبينهم، فان خفت على اخيك ضيما(1) فلا.

615 - في تفسير على بن ابراهيم قال أبوعبدالله عليه السلام: ان للمؤمن على المؤمن سبع حقوق فأوجبها أن يقول الرجل حقا وان كان على نفسه أو على والديه فلا يميل لهم عن الحق.

616 - في كتاب الخصال عن أبيعبدالله عليه السلام قال: ثلثة هم أقرب الخلق إلى الله تعالى يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الاخر بشعرة ورجل قال الحق فيما له وعليه.

617 - عن محمد بن قيس عن أبى جعفر عليه السلام، ان لله تعالى جنة لايدخلها الاثلثة: رجل حكم في نفسه بالحق (الحديث).

618 - في مجمع البيان (وان تلوو وقيل معناه ان تلووا اى تبدلوا الشهادة أو تعرضوا اى تكتموها عن أبن زيد والضحاك وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

619 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن اسباط عن على بن ابى حمزة عن ابى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: (ان تلووا او تعرضوا) فقال: ان تلووا الامر او تعرضوا عما امرتم به، فان الله كان بما تعملون خبيرا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

620 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة وعلى بن عبدالله عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل:

___________________________________

(1) الضيم: الظلم.

[562]

ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم قال: نزلت في فلان وفلان وفلان، آمنوا بالنبى صلى الله عليه وآله في اول الامر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبى صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلى مولاه ثم آمنوا بالولاية لاميرالمؤمنين عليه السلام ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقروا بالبيعة ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الايمان شئ.

621 - في تفسير العياشى عن جابر قال: قلت لمحمد بن على عليهما السلام: قول الله في كتابه: (الذين آمنوا ثم كفروا) قال: هما والثالث والرابع وعبدالرحمن وطلحة، وكانوا سبعة عشر رجلا قال: لما وجه النبى صلى الله عليه وآله على بن ابى طالب وعمار بن ياسر (ره) إلى أهل مكة قالوا: بعث هذا الصبى ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكة وفى مكة صناديدها وكانوا في مكة يسمون عليا الصبى لانه كان اسمه في كتاب الله الصبى، لقول الله عزوجل : (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وهو صبى وقال اننى من المسلمين) والله الكفر بنا اولى مما نحن فيه فساروا فقالوا لهما وخوفوهما باهل مكة فعرضوا لهما وخوفوهما وغلظوا عليهما الامر، فقال على عليه السلام: حسبنا الله ونعم الوكيل ومضى، فلما دخلا مكة أخبرالله نبيه بقولهم لعلى وبقول على لهم فانزل الله باسمائهم في كتابه وذلك قول الله؟ (الم تر إلى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) إلى قوله: (والله ذوفضل عظيم) وانما نزلت ألم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا ان أبا سفيان وعبدالله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، وهما اللذان قال الله: (ان الذين آمنوا ثم كفروا) إلى آخر الآية، فهذا أول كفرهم والكفر الثانى قول النبى صلى الله عليه وآله يطلع عليكم من هذاالشعب رجل فيطلع عليكم بوجهه، فمثله عندالله كمثل عيسى لم يبق منهم أحد الاتمنى ان يكون بعض أهله فاذا بعلى قد خرج وطلع بوجهه، قال: هو هذا فخرجوا غضبانا وقالوا: مابقى الا ان يجعله نبيا والله الرجوع إلى آلهتنا خير مما نسمع منه في ابن عمه وليصدنا على انه دام هذا، فانزل الله.

(ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون) إلى آخر الاية، فهذا الكفر الثانى وزادوا الكفر حين قال الله (ان الذين

[563]

آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية) فقال النبى صلى الله عليه وآله يا على أصبحت وأمسيت خير البرية فقال له اناس.هو خير من آدم ونوح ومن ابراهيم ومن الانبياء؟ فانزل.

(ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم) إلى (سميع عليم) قالوا فهو خير منك يا محمد قال الله (قل انى رسول الله اليكم جميعا) ولكنه خير منكم وذريته خير من ذريتكم، ومن اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضبانا وقالوا زيادة.

الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما يقول في ابن عمه، وذلك قول الله.

(ثم ازدادوا كفرا).

622 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهم السلام في قول الله (ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم ازدادوا كفرا) قال نزلت في عبدالله بن أبى - سرح الذى بعثه عثمان إلى مصر، قال.

(وازدادوا كفرا) حين لم يبق فيه من الايمان شئ.

623 - عن ابى بصير قال.سمعته يقول، (الذين آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) من زعم ان الخمر حرام ثم شربها، ومن زعم ان الزنا حرام ثم زنى، ومن زعم ان الزكوة حق ولم يؤدها.

624 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله، (ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) قال، نزلت في الذين آمنوا برسول الله اقرارا لاتصديقا، ثم كفروا لما كتبوا الكتاب فيما بينهم أن لايردوا الامر في اهلبيته أبدا، فلما نزلت الولاية واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الميثاق عليهم لاميرالمؤمنين عليه السلام آمنوا اقرارا لاتصديقا، فلما مضى رسول الله صلى الله عليه وآله كفروا وازدادوا كفروا (لم يكن الله ليغفر لهم ولاليهديهم سبيلا) يعنى طريقا الا طريق جهنم وقوله، (الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة) يعنى القوة.

625 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال، حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن أبيعبدالله عليه السلام انه قال في حديث طويل، ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها و فرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وأن يعرض عما لايحل له مما نهى الله عزوجل عنه، والاصغاء إلى ما اسخط الله عزوجل، فقال في ذلك:

[564]

وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ثم استثنى الله عزوجل موضع النسيان فقال، (واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين).

626 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن شعيب العقرقوفى قال، سألت ابا عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل، (وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها) إلى آخر الاية فقال، انما عنى بهذا الرجل يجحد الحق و يكذب به ويقع في الائمة فقم من عنده، ولاتقاعده كائنا من كان.

627 - في تفسير العياشى عن محمد بن الفضل عن ابى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله، (وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم آيات الله) إلى قوله، (انكم اذا مثلهم) قال، اذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في اهله فقم من عنده ولاتقاعده.

628 - فيمن لايحضره الفقيه قال اميرالمؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية، ففرض على السمع ان لاتصغى به إلى المعاصى، فقال عزوجل، (و قد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم آيات الله يكفربها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

629 - في مجمع البيان (وقد نزل عليكم في الكتاب الآية) وروى ايضا العياشى باسناده عن على بن موسى الرضا في تفسير هذه الاية قال، اذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في اهله فقم من عنده ولاتقاعده.

630 - في عيون الاخبار حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشى رضى الله عنه قال، حدثنى [ ابى عن ] احمد بن على الانصارى عن ابى الصلت الهروى قال.

قلت للرضا عليه السلام يابن رسول الله ان في سواد الكوفة قوما يزعمون ان النبى صلى الله عليه وآله لم يقع عليه السهو في صلوته؟ فقال، كذبوا لعنهم الله ان الذى لايسهو هو الله لا اله هو قال، قلت للرضا عليه السلام.

يابن رسول الله وفيهم قوم يزعمون ان الحسين بن على عليهما السلام

 

[565]

لم يقتل وانه ألقى شبهه على حنظلة بن أسعد الشامى، وانع رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم عليه السلام ويحتجون بهذه الآية.

ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فقال: كذبوا عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذيبهم لنبى الله صلى الله عليه وآله في اخباره بان الحسين عليه السلام سيقتل، والله لقد قتل الحسين وقتل من كان خيرا من الحسين اميرالمؤمنين والحسن بن على عليهم السلام، وما منا الا مقتول، وانى والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالنى أعرف ذلك بعهد معهود إلى من رسول الله صلى الله عليه وآله أخبره به جبرئيل عليه السلام عن رب العالمين عزوجل، واما قوله عزوجل: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) فانه يقول: لن يجعل الله لهم على أنبيائه عليهم السلام سبيلا من طريق الحجة.

631 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن الحسين بن اسحق عن على بن مهزيار عن محمد ابن عبدالحميد والحسين بن سعيد جميعا عن محمد بن الفضيل قال كتبت إلى ابى الحسن عليه السلام اسأله عن مسألة فكتب عليه السلام إلى: (ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا إلى الصلوة قاموا كسالى يراؤن الناس ولايذكرون الله الا قليلا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) ليسوا من الكافرين وليسوا من المؤمنين وليسوا من المسلمين يظهرون الايمان ويصيرون إلى الكفر والتكذيب لعنهم الله.

632 - في عيون الاخبار حدثنا محمد بن أحمد بن ابراهيم المعاذى قال: حدثنا احمد بن محمد بن سعيد الكوفى الهمدانى قال: حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام إلى أن قال، وسألته عن قول الله عزوجل: (سخرالله منهم) وعن قوله، (يستهزئ بهم) وقوله تعالى، (ومكروا ومكرالله) وعن قوله عزوجل: (يخادعون الله وهو خادعهم) فقال: ان الله عزوجل لايسخر ولا يستهزئ ولايمكر ولايخادع، ولكنه عزوجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

633 - في كتاب الخصال عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: يا بنى لكل

[566]

شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى قوله: وللمنافق ثلث علامات يخالف لسانه قلبه، وفعله قوله، وعلانيته سريرته، وللكسلان ثلث علامات يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم، وللمرائى ثلث علامات يكسل اذا كان وحده، وينشط اذا كان الناس عنده، ويتعرض في كل امر للمحمدة.

634 - عن ابى الحسن الاول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر، استماع اللهو والبذاء، واتيان باب السلطان، ووطلب الصيد.

635 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى زرارة عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ولاتقم إلى الصلوة متكاسلا ولامتناعسا ولامتثاقلا، فانها من خلال النفاق، وقد نهى الله عزوجل المؤمنين أن يقوموا إلى الصلوة وهم سكارى يعنى من النوم، وقال للمنافقين: واذا قاموا إلى الصلوة قاموا كسالى يراؤن الناس ولايذكرون الله الا قليلا.

636 - في معانى الاخبار حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبى عمير عن عبدالله بن سنان قال: كنا جلوسا عند أبى - عبدالله عليه السلام اذقال له رجل من الجلساء: جعلت فداك يابن رسول الله أخاف على ان اكون منافقا فقال له: اذا خلوت في بيتك نهارا او ليلا اليس تصلى؟ فقال: بلى، فقال: فلمن تصلى؟ فقال: لله عزوجل، فقال فكيف تكون منافقا وانت تصلى لله عزوجل لالغيره.

637 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمر عن ابى المعزا الخصاف رفعه قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من ذكرالله عزوجل في السر فقد ذكرالله كثيرا، ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولايذكرونه في السر، فقال الله عزوجل (يراؤن الناس ولايذكرون الله الا قليلا).

638 - الحسين بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم عن الهيثم بن واقد عن محمد بن مسلم عن ابن مسكان عن أبى حمزة عن على بن الحسين عليهما السلام قال

[567]

ان المنافق ينهى ولاينتهى، ويأمر بما لايأتى واذا قام إلى الصلوة اعترض، قلت يابن رسول الله وما الاعتراض؟ قال الالتفات، فاذا ركع ربض،(1) يمسى وهمه العشاء وهو مفطر ويصبح وهمه النوم ولم يسهر وان حدثك كذبك وان ائتمنته خانك، وان غبت اغتابك، وان وعدك أخلفك.

639 - أبوعلى الاشعرى عن الحسين بن على الكوفى عن عثمان بن عيسى عن سعيد بن يسار عن أبيعبدالله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله مثل المنافق مثل جذع [ النخل ] اراد صاحبه أن ينتفع به في بعض بنيانه، فلم يستقم له في الموضع الذى أراد، فحوله في موضع آخر فلم يستقم، فكان آخر ذلك ان احرقه بالنار.

640 - في الكافى سهل عن ابن محبوب عن سعد بن أبى خلف عن أبى الحسن موسى عليه السلام قال: قال أبى لبعض ولده اياك والكسل والضجر فانهما يمنعانك من حظك من الدنيا والاخرة.

641 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة عن أبى - عبدالله عليه السلام قال من كسل عن طهوره وصلوته فليس فيه خير لامر آخرته، ومن كسل عما يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير لامر دنياه.

642 - على بن محمد رفعه قال قال اميرالمؤمنين على صلوات الله عليه ان الاشياء (لما ازدوجت ازدوج الكسل والعجز، فنتجا بينهما الفقر.

643 - في روضة الكافى باسناده إلى ابيعبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه (ع) واعلموا ان المنكرين هم المكذبون، وان المكذبين هم المنافقون، وان الله قال للمنافقين - وقوله الحق -.

ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجدلهم نصيرا.

644 - في كتاب الاحتجاج على عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول عليه السلام معاشر الناس سيكون من بعدى ائمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لاينصرون معاشر الناس ان الله وانا بريئان منهم، معاشر الناس انهم وانصارهم واشياعهم واتباعهم في الدرك

___________________________________

(1) الريض: مأوى الغنم وكل ما يؤوى ويستراح اليه.

[568]

الاسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين.

645 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: لايحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم: اى لايحب أن يجهر الرجل بالظلم والسوء ويظلم الامن ظلم فقد أطلق له أن يعارضه بالظلم.

646 - وفى حديث آخر في تفسير هذا قال، ان جاء‌ك رجل وقال فيك ما ليس فيك من الخير والثناء والعمل الصالح فلا تقبله منه وكذبه فقد ظلمك.

647 - في مجمع البيان (لايحب الله الجهر بالسوء) الاية قيل في معناه أقوال أحدها، لايحب الله الشتم في الانتصار الامن ظلم فلا بأس له ان ينتصر ممن ظلمه بما يجوز الانتصار به في الدين وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

648 - وروى عن ابيعبدالله عليه السلام انه الضيف ينزل بالرجل فلا يحسن ضيافته فلا جناح عليه في ان يذكره بسوء مافعله.

649 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض قال: هم الذين أقروا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانكروا أميرالمؤمنين عليه السلام، ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلااى ينالوا خيرا، قوله: (فبما نقضهم ميثاقهم) يعنى فبنقضهم ميثاقهم (وكفرهم بآيات الله وقتلهم الانبياء بغير حق) قال: هؤلاء لم يقتلوا الانبياء وانما قتلهم أجدادهم واجداد اجدادهم فرضى هؤلاء بذلك، فالزمهم الله القتل بفعل اجدادهم، فكذلك من رضى بفعل فقد لزمه وان لم يفعله.

650 - في عيون الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن ابى محمود قال سألت ابالحسن الرضا عليه السلام إلى ان قال: وسألته عن قول الله عزوجل: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم) قال: الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما قال عزوجل (بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا).

قال عزمن قائل: وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما.

651 في امالى صدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه

[569]

لعلقمة يا علقمة ان رضا الناس لايملك والسنتهم لاتضبط، ألم ينسبوا مريم ابنة عمران عليها السلام انها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف.

652 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفى عن ابيعبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه واما غيبة عيسى عليه السلام فان اليهود والنصارى اتفقت على انه قتل فكذبهم الله جل ذكره بقوله عزوجل: وماقتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم.

653 - في الكافى على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن جميل بن صالح عن حمران بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله اليه فاجتمعوا اليه عند المساء وهم اثنى عشر رجلا فأدخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء فقال: ان الله اوحى إلى انه رافعى اليه الساعة و مطهرى من اليهود، فأيكم يلقى عليه شبحى فيقتل ويصلب ويكون معى في درجتى، فقال شاب منهم: أنا ياروح الله، فقال: فانت هوذا، فقال لهم عيسى، اما ان منكم لمن يكفربى قبل أن يصبح اثنى عشرة كفرة، فقال له رجل منهم: انا هو يا نبى الله؟ فقال عيسى: أتحس بذلك في نفسك؟ فلتكن هو.

ثم قال لهم عيسى: اما انكم ستفترقون بعدى على ثلث فرق فرقتين مفتريتين على الله في النار، وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة، ثم رفع الله عيسى من زاوية البيت وهم ينظرون اليه، ثم قال أبوجعفر عليه السلام ان اليهود جائت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا الرجل الذى قال له عيسى: ان منكم لمن يكفر بى قبل أن يصبح اثنتى عشرة كفرة، واخذوا الشاب الذى القى عليه شبح عيسى عليه السلام فقتل وصلب.

وكفر الذى قال له عيسى، تكفر قبل أن تصبح اثنتى عشرة كفرة.

654 - فيمن لايحضره الفقيه عن زيد بن على عن ابيه سيد العابدين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سمواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به اليه، لاتسمع الله عزوجل يقول (تعرج الملئكة والروح اليه)؟ ويقول عزوجل في قضية عيسى بن مريم عليهما السلام (بل رفعه الله اليه).

655 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبان بن تغلب عن

[570]

أبيعبدالله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه السلام وفيه فاذا نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله انجط عليه ثلثة عشر الف ملك وثلثة عشر ملكا كلهم ينظرون القائم عليه السلام وهم الذين كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة، والذين كانوا مع ابراهيم الخليل عليه السلام حيث القى في النار، وكانوا مع عيسى عليه السلام حين رفع.

656 - وباسناده إلى محمد بن اسمعيل القرشى عمن حدثه عن اسمعيل بن ابى رافع عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان جبرئيل عليه السلام نزل على بكتاب فيه خبر الملوك ملوك الارض قبلى وخبر من بعث قبلى من الانبياء والرسل وهو حديث طويل قال فيه عليه السلام ان عيسى بن مريم اتى بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغبهم فيما عندالله ثلثا وثلثين سنة، حتى طلبته اليهود وادعت انها عذبته ودفنته في الارض حيا، و ادعى بعضهم انهم قتلوه وصلبوه وما كان الله ليجعل لهم عليه سلطانا، وانما شبه لهم وما قدروا على عذابه ودفنه، ولاعلى قتله وصلبه، قوله عزوجل: انى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا فلم يقدرا على قتله وصلبه، لانهم لو قدروا على ذلك لكان تكذيبا لقوله تعالى ولكن رفعه الله اليه بعد ان توفاه عليه السلام.

657 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال، لما قبض أميرالمؤمنين عليه السلام قام الحسن بن على في مسجد الكوفة فحمدالله وأثنى عليه وصلى على النبى صلى الله عليه وآله ثم قال.

ايها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الاولون ولايدركه الآخرون، والله لقد قبض في الليلة التى قبض فيها وصى موسى يوشع ابن نون، والليلة التى عرج فيها عيسى بن مريم، والليلة التى نزل فيها القرآن والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

658 - في تفسير على بن ابراهيم ثم قال وصور ابن مريم في الرحم دون الصلب وان كان مخلوقا في أصلاب الانبياء، ورفع وعليه مدرعة(1) من صوف.

659 - وعن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل ستسمعه في بنى اسرائيل وفيه قال:

___________________________________

(1) المدرعة: جبة مشقوقة المقدم.

[571]

ثم صعدنا إلى السماء الثانية فاذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرئيل؟ قال ابنا الخالة يحيى وعيسى عليهما السلام فسلمت عليهما وسلما على واستغفرت لهما واستغفر إلى وقالا: مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح.

660 - حدثنى الحسين بن عبدالله السكينى عن أبى سعيد البجلى عن عبدالملك ابن هارون عن أبى عبدالله عن الحسن بن على عليهما السلام وذكر حديثا طيولا وفيه قال عليه السلام وقد ذكر عيسى بن مريم عليهما السلام: وكان عمره ثلث وثلثون سنة ثم رفعه الله إلى السماء ويهبط إلى الارض بدمشق وهو الذى يقتل الدجال.

661 - وقوله: وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا فانه روى ان رسول الله صلى الله عليه وآله اذا رجع آمن به الناس كلهم.

662 - قال، وحدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن ابى حمزة عن شهر بن حوشب قال، قال لى الحجاج يا شهر ! آية في كتاب الله قد أعيتنى فقلت، ايها الامير أية آية هى؟ فقال قوله (وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته) والله انى لامر باليهودى والنصرانى فتضرب عنقه ثم أرمقه بعينى(1) فلما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد، فقلت أصلح الله الامير ليس على ما تأولت، قال، كيف هو؟ قلت، ان عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا، فلايبقى أهل ملة يهودى ولاغيره الا آمن به قبل موته، ويصلى خلف المهدى قال، ويحك انى لك هذا ومن أين جئت به؟ فقلت، حدثنى به محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام فقال، جئت والله بهامن عين صافية.

663 - في مجمع البيان (ليؤمنن به قبل موته) اختلف فيه على أقوال إلى قوله، وثالثها أن يكون المعنى ليؤمنن بمحمد صلى الله عليه وآله قبل موت الكتابى عن عكرمة ورواه ايضا اصحابنا، وفى هذه الاية دلالة على ان كل كافر يؤمن عند المعاينة وعلى ان ايمانه ذلك غير مقبول كما لم يقبل ايمان فرعون في حال البأس عند زوال التكليف، ويقرب من هذا مارواه الامامية فان المحتضرين من جميع الاديان يرون

___________________________________

(1) رمقه رمقا: أطال النظر اليه.

[572]

رسول الله صلى الله عليه وآله وخلفائه عند الوفاة ويروون في ذلك عن على عليه السلام انه قال للحارث الهمدانى.

يا حار همدان من يمت يرنى *** من مؤمن اومنافق قبلا

يعرفنى طرفه واعرفه *** بعينه واسمه وما فعلا.

664 - في تفسير العياشى عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال ليس من احد من جميع الاديان يموت الا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله واميرالمؤمنين عليهما السلام حقا من الاولين والاخرين.

665 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد او غيره عن ابن محبوب عن عبدالعزيز العبدى عن عبدالله بن ابى يعفور قال، سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول من زرع حنطة في ارض ولم يزك زرعه او خرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الارض او بظلم لمزارعيه واكرته لان الله عزوجل يقول: فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم يعنى لحوم الابل والبقر والغنم.

666 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن محبوب عن عبدالله بن ابى يعفور قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول من زرع حنطة في أرض فلم يزك في أرضه وخرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الارض أو بظلم لمزارعه وأكرته لان الله يقول (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا) يعنى لحوم الابل والبقر والغنم هكذا انزلها الله فأقرؤها هكذا، ما كان الله ليحل شيئا في كتابه يحرمه من بعد ما أحله، ولايحرم شيئا ثم يحله بعد ما حرمه، قلت: وكذلك ايضا (ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما) قال: نعم قلت فقوله: (الا ما حرم اسرائيل على نفسه) قال، ان اسرائيل كان اذا أكل من لحم الابل يهيج عليه وجع الخاصرة.فحرم على نفسه لحم الابل وذلك من قبل ان تنزل التوراة.فلما نزلت التوراة لم يحرمه ولم يأكله.

قال عزمن قائل: انا اوحينا اليك كما اوحينا إلى نوح الاية.

667 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن احمد بن النضر عن عمرو ابن شمر عن جابر عن أبى عبدالله عليه السلام قال.بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا وعنده

[573]

جبرئيل اذ حانت جبرئيل نظرة قبل السماء إلى أن قال.

قال جبرئيل.ان هذا حاجب الرب واقرب خلق الله منه.

واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء.

فاذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحى ضرب اللوح جبينه فينظر فيه ثم القاه الينا تسعى به من في السموات والارض.

668 - وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (حتى اذا فزع عن قلوبهم) الآية وذلك ان اهل السموات لم يسمعوا وحيا فيما بين ان بعث عيسى بن مريم إلى أن بعث محمدا صلى الله عليه وآله فلما بعث الله جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله يسمع اهل السموات صوت وحى القرآن كوقع الحديد على الصفا، فصعق أهل السموات فلما فرغ من الوحى انحدر جبرئيل والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

669 - في اصول الكافى عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما استجاب لكل نبى من استجاب له من قومه من المؤمنين، جعل لكل منهم شرعة ومنهاجا، والشرعة والمنهاج سبيل وسنة وقال لمحمد صلى الله عليه وآله: (انا اوحينا اليك كما أوحينا إلى نوح النبيين من بعده) وأمر كل نبى بالاخذ بالسبيل والسنة وكان من السبيل والسنة التى امرالله عزوجل بها موسى عليه السلام أن جعل عليهم السبت.

670 - في تفسير العياشى عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وأبيعبدالله عليهما السلام قال: انى اوحيت اليك كما اوحيت إلى نوح والنبيين من بعده فجمع له كل وحى.

671 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير عن سعد الاسكاف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اعطيت السور الطوال مكان التوراة، واعطيت المئين مكان الانجيل، واعطيت المثانى مكان الزبور.

672 - على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود بن جعفر عن غياث عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قال النبى صلى الله عليه وآله: وانزل الزبور لثمان عشر خلون من شهر رمضان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

673 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام:

[574]

وكان مابين آدم ونوح من الانبياء مستخفين ومستعلنين، وكذلك خفى ذكرهم في القرآن، فلم يسموا كما يسمى من استعلن من الانبياء وهو قول الله عزوجل: ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل من رسلا لم نقصصهم عليك يعنى من لم نسمهم من المستخفين كما سمى المستعلنين من الانبياء في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام مثله.

674 - في مجمع البيان وكلم الله موسى تكليما) روى ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قرأ الآية التى قبل هذه على الناس قالت اليهود فيما بينهم ذكر محمد النبيين ولم يبين لنا أمر موسى عليه السلام، فلما نزلت هذه الآية وقرأها عليهم قالوا: ان محمدا قد ذكره وفضله بالكلام عليهم.

675 - في كتاب الخصال باسناده إلى الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله ناجى موسى بن عمران عليه السلام بمائة ألف كلمة وأربعة وعشرين ألف كلمة في ثلثة ايام وليالهن: ماطعم فيها موسى ولاشرب فيها، فلما انصرف إلى بنى اسرائيل وسمع كلامهم مقتهم لما كان وقع في مسامعه من حلاوة كلام الله عزوجل.

676 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن الجهم عن أبى الحسن عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام حاكيا عن موسى عليه السلام في قومه: يخرج بهم إلى طور سيناء فاقامهم في سفح الجبل(1) وصعد موسى عليه السلام إلى الطور وسأل الله تبارك وتعالى أن يكلمه ويسمعهم كلامه، فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء واما، لان الله عزوجل أحدثه في الشجرة ثم جعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه.

677 - وعن على عليه السلام كلام طويل وفيه: كلم موسى تكليما بلا جوارح وأدوات ولاشفة ولاهوات، سبحانه وتعالى عن الصفات.

678 - وعن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات وكلام الله ليس بنحو واحد: منه ما كلم الله به الرسل، ومنه ماقذفه في قلوبهم،

___________________________________

(1) السفح: اسفل الجبل.

[575]

ومنه رؤيا يريها الرسل، ومنه وحى وتنزيل يتلى ويقرأ فهو كلام الله، فاكتف بما وصفت لك من كلام الله، فان معنى كلام الله، فان معنى كلام الله ليس بنحو واحد فان منه ما تبلغ رسل السماء رسل الارض.

679 - في تفسير على بن ابراهيم عن النبى صلى الله عليه وآله حديث في قصة الاسراء وفيه يقول صلى الله عليه وآله: ثم ركبت ومضينا ماشاء‌الله ثم قال لى: انزل فصل، فنزلت وصليت فقال لى: أتدرى أين صليت؟ فقلت: لا، فقال: صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى تكليما.

680 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه: قالت اليهود: موسى خير منك، قال النبى صلى الله عليه وآله: ولم؟ قالوا: لان الله عزوجل كلمه بأربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشئ، فقال النبى صلى الله عليه وآله: لقد اعطيت انا أفضل من ذلك، قالوا.

وماذاك؟ قال: قوله عزوجل: (سبحان الذى أسرى) الحديث.

681 - وروى عن صفوان بن يحيى قال سألنى أبوقرة المحدث صاحب شبرمة ان أدخله إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام، فاستأذنته فاذن له فدخل فقال له: أخبرنى جعلنى الله فداك عن كلام الله لموسى عليه السلام؟ فقال: الله أعلم ورسوله بأى لسان كلمه.

بالسريانية ام بالعبرانية، فاخذ أبوقرة بلسانه فقال: انما اسئلك عن هذا اللسان، فقال أبوالحسن عليه السلام: سبحان الله مما تقول ومعاذالله أن يشبه خلقه أويتكلم بمثل ما هم به متكلمون، ولكنه تبارك وتعالى ليس كمثله شئ ولاكمثله قائل فاعل، قال: كيف ذلك؟ قال: كلام الخالق للمخلوق ليس ككلام المخلوق لمخلوق، ولايلفظ بشق فم ولسان، ولكن يقول له كن فكان بمشيته ما خاطب به موسى من الامر والنهى من غير تردد في نفس.

682 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن خالد الطيالسى عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: لم يزل الله متكلما؟ قال: فقال، ان الكلام صفة محدثة ليس بأزلية، كان الله عزوجل ولامتكلم.

قال عزمن قائل: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.

[576]

683 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: فبعث فيهم رسله وواتر اليهم أنبيائه ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسى نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول، ويروهم آيات القدرة من سقف فوقهم مرفوع، ومهاد تحتهم موضوع، ومعايش تحييهم، وآجال تفنيهم وأوصاب تهرمهم.

واحداث تتابع عليهم، ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبى مرسل أو كتاب منزل، او حجة لازمة أو محجة قائمة، رسل لاتقصربهم قلة عددهم ولاكثرة المكذبين لهم، من سابق سمى له من بعده، او غابر عرفه من قبله، على ذلك نسلت القرون ومضت الدهور.وسلفت الآباء وخلفت الابناء إلى أن بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وآله(1).

684 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال: انما نزلت: (لكن الله يشهد بما انزل اليك في على انزله بعلمه والملئكة يشهدون وكفى بالله شهيدا) وقرأ ابوعبدالله عليه السلام: (ان الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولاليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا).

685 - في اصول الكافى أحمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الاية هكذا: (ان الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم، ولاليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا) ثم قال: (يا ايها الناس قدجاء‌كم الرسول بالحق من ربكم في ولاية على عليه السلام فآمنوا خيرا لكم وان تفكروا بولاية على فان لله ما في السموات وما في الارض).

___________________________________

(1) قوله (ع): (واتر) من المواترة وهى المتابعة وأثار الغبار: هيجه.

والمقدرة مصدر من قدر عليه ذاقوى والاوصاب جمع الوصب: المرض والوجع.

وأهرمه بمعنى أضعفه.

والمحجة: الطريق.

والغابر بمعنى الماضى وقد يطلق على الباقى وهو من الاضداد ونسلت القرون اى ولدت أو بمعنى أسرعت من نسل الماشى: أسرع، ومعنى الباقى واضح.

[577]

قال عزمن قائل: انما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته القاها إلى مريم وروح منه.

686 - في مجمع البيان وعيسى عليه السلام ممسوح البدن من الادناس والاثام كما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك.

687 - في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: وصور ابن مريم في الرحم دون الصلب، وان كان مخلوقا في أصلاب الانبياء.

688 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن ثعلبة عن حمران قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: (وروح منه) قال هى روح مخلوقة خلقها الله في آدم وعيسى.

689 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى جعفر الاصم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الروح التى في آدم والتى في عيسى ماهما؟ قال: روحان مخلوقان اختارهما واصطفاهما روح آدم وروح عيسى صلوات الله عليهما.

690 - في مجمع البيان لن يستنكف المسيح الاية روى ان وقد نجران قالوا لنبينا صلى الله عليه وآله يا محمد لم تعيب صاحبنا؟ قال: ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى.

قال: وأى شئ اقول فيه؟ قالوا: تقول انه عبدالله ورسوله فنزلت الاية.

691 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول - الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بى إلى السماء أوحى إلى ربى جل جلاله فقال: يا محمد انى اطلعت إلى الارض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا وشققت لك من اسمى اسما فانا المحمود وانت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وابا ذريتك.

وشققت له اسما من اسمائى، فانا العلى الاعلى وهو على وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ثم عرضت ولايتهم على الملئكة فمن قبلها كان عندى من المقربين، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

692 - في امالى الصدوق باسناده إلى النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يذكر فيه

[578]

فاطمة عليها السلام وفيه: فانها تقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملئكة المقربين وينادونها بما نادت به الملئكة مريم.

693 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سلمان الفارسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام تختم باليمين تكن من المقربين، قال: يا رسول الله ومن المقربون؟ قال: جبرئيل وميكائيل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

694 - في تفسير على بن ابراهيم عن النبى صلى الله عليه وآله حاكيا عن جبرئيل عليه السلام ان بين الله وبين خلقه سبعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا واسرافيل، وبيننا وبينه أربع حجاب: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام وحجاب من الماء.

695 - حدثنى ابى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابيعبدالله عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا وعنده جبرئيل اذ حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء إلى أن قال: قال جبرئيل: هذا اسرافيل حاجب الرب، انه لادنى خلق الرحمن منه وبينه وبينه سبعون حجابا من نور يقطع دونها الابصار مالايعد ولايوصف، وانا لاقرب الخلق منه، بينى وبينه مسيرة ألف عام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

696 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: لما عرج بى إلى السماء الرابعة اذن جبرئيل واقام ميكائيل، ثم قيل لى: ادن يامحمد، فقلت أتقدم وأنت بحضرتى يا جبرئيل؟ قال: نعم، ان الله عزوجل فضل أنبياء المرسلين على ملئكته المقربين، وفضلك أنت حاضر فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة.

697 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن على هو أفضل أم ملئكة الله المقربون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وهل شرفت الملئكة الا بحبها لمحمد وعلى وقبولها لولايتهما، انه لا أحد من محبى على عليه السلام نظف قلبه من قذر الغش والدغل والغل ونجاسات الذنوب الا كان أطهر وأفضل من الملئكة.

[579]

698 - في مجمع البيان نورا مبينا وقيل: النور ولاية على بن أبيطالب عن ابى عبدالله عليه السلام.

699 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: يا ايها الناس قدجاء‌كم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا فالنور امامة أميرالمؤمنين عليه السلام، ثم قال: فاما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل وهم الذين تمسكوا بولاية أميرالمؤمنين والائمة عليهم السلام.

700 - في تفسير العياشى عن عبدالله بن سليمان قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام قوله (قد جاء‌كم برهان من ربكم وأنزلنا اليكم نورا مبينا) قال: البرهان محمد صلى الله عليه وآله والنور على عليه السلام قال: قلت له: صراطا مستقيما قال: الصراط المستقيم على عليه السلام.

701 - في مجمع البيان يستفتونك إلى آخر الاية روى عن جابر بن عبدالله انه قال اشتكيت وعندى تسع أخوات لى أوسبع فدخلت على النبى صلى الله عليه وآله فنفخ في وجهى فافقت فقلت يا رسول الله الا اوصى لاخواتى بالثلثين؟ قال احسن قلت الشطر قال احسن ثم خرج وتركنى ورجع إلى فقال ياجابر انى لااراك ميتا من وجعك هذا.

فان الله قد انزل في الذى لاخواتك فجعل لهن الثلثين، قال وكان جابر يقول انزلت هذه الاية في.

702 - في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابى نصر ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى وعلى بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن جميل بن دراج عن زرارة قال: اذا ترك الرجل امه أو أباه او ابنه او ابنته فاذا ترك واحدا من الاربعة فليس بالذى عنى الله في كتابه قل الله يفتيكم في الكلالة.

703 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابى ايوب وعبدالله بن بكير عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: اذا ترك الرجل اباه او امه او ابنه او ابنته اذا ترك واحدا من هؤلاء الاربعة فليس هم الذين عنى الله (قل الله يفتيكم في الكلالة).

[580]

704 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن بكير عن ابى جعفر عليه السلام قال اذا مات الرجل وله اخت تاخذ نصف الميراث بالآية كما يأخذ الابنة لو كانت والنصف الباقى يرد عليها بالرحم، اذا لم يكن للميت وارث اقرب منها، فان كان موضع الاخت اخ اخذ الميراث كله بالاية، لقول الله وهو يرثهاان لم يكن لها ولد فان كانتا اختين اخذتا الثلثين بالآية والثلث الباقى بالرحم وان كانوا اخوة رجالا ونساء‌ا فللذكر مثل حظ الانثيين وذلك كله اذا لم يكن للميت ولد او ابوان او زوجة.

705 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن عيسى عن يونس عن عمر بن اذينة عن بكير قال جاء رجل إلى ابيجعفر عليه السلام فسأله عن امراة تركت زوجها واخوتها لامها واختها لابيها، فقال.

للزوج النصف ثلثة اسهم، وللاخوة من الام الثلث سهمان وللاخت من الاب السدس سهم، فقال له الرجل: فان فرائض زيد وفرائض العامة والقضاة على غير ذلك ياباجعفر يقولون للاخت من الاب ثلثة اسهم تصير من ستة تعول إلى ثمانية، فقال ابوجعفر عليه السلام: ولم قالوا ذلك؟ قال: لان الله عزوجل يقول: (وله اخت فلها نصف ماترك) فقال ابوجعفر عليه السلام فان كانت الاخت اخا؟ قال فليس له الا السدس، فقال له ابوجعفر عليه السلام: فما لكم نقصتم الاخ ان كنتم تحتجون للاخت النصف بان لله سمى لها النصف فان الله قد سمى للاخ الكل والكل اكثر من النصف لانه قال عزوجل: (فلها النصف) وقال للاخ: (وهو يرثها) يعنى جميع مالها (ان لم يكن لها ولد فلا تعطون الذى جعل الله له الجميع في بعض فرائضكم شيئا وتعطون الذى جعل الله له النصف تاما فقال له الرجل اصلحك الله فكيف يعطى الاخت النصف ولايعطى الذكر لوكانت هى ذكرا شيئا فقال يقولون في ام وزوج واخوة لام واخت لاب فتعطون الزوج النصف والام السدس والاخوة من الام الثلث والاخت من الاب النصف ثلثة فيجعلونها من تسعة وهى من ستة فترتفع إلى تسعة قال وكذلك يقولون فان كانت الاخت ذكرا اخالاب قال: ليس له شئ، فقال الرجل لابى جعفر عليه السلام فما تقول انت جعلت فداك؟ فقال: ليس للاخوة من الاب والام ولا الاخوة من الام ولا الاخوة من الاب مع الام شئ، قال عمر بن اذينة: وسمعته من محمد بن مسلم يرويه مثل ماذكره ابن بكير

[581]

المعنى سواء ولست أحفظه بحروفه وتفصيله الامعناه، قال: فذكرت ذلك لزرارة فقال: صدقا هو والله الحق.

706 - محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن بكير عن ابيجعفر عليه السلام قال: سأله رجل عن اختين وزوج؟ فقال: النصف والنصف فقال الرجل: اصلحك الله قد سمى الله لها اكثر من هذا لهما الثلثان، فقال: ما تقول في اخ وزوج فقال: النصف والنصف، فقال: اليس قد سمى الله له المال فقال: (وهو يرثها ان لم يكن لها ولد)؟.

707 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن على عن عبدالله بن المغيرة عن موسى ابن بكر قال: قلت لزرارة ان بكيرا حدثنى عن أبى جعفر عليه السلام ان الاخوة للاب والاخوات للاب والام يزادون وينقصون لانهن لايكن اكثر نصيبا من الاخوة والاخوات للاب والام لوكانوا مكانهن، لان الله عزوجل يقول: (ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت فلها نصف ماترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد (يقول: يرث جميع مالها ان لم يكن لها ولد، فاعطوا من سمى الله له النصف كملا وعمدوا فاعطوا الذى سمى الله له المال كله اقل من النصف، والمراة لاتكون أبدا اكثر نصيبا من الرجل ولو كان مكانها؟ قال: فقال زرارة: وهذا قائم عند اصحابنا لايختلفون فيه.

708 - على ابن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن عيسى عن يونس جميعا عن عمر بن اذينة عن بكير بن اعين عن ابى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول عليه السلام في آخره وقال في آخر سورة النساء: يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت يعنى اخت لام واب او اخت لاب (فلها نصف ماترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين) فهم الذين يزادون وينقصون.

[582]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21393927

  • التاريخ : 16/04/2024 - 06:29

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net