00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الشورى 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الرابع )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة الشورى

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبدالله قال، من قرء حم عسق بعثه الله يوم القيمة ووجهه كالثلج أو كالشمس حتى يقف بين يدى الله عزوجل، فيقول: عبدى أدمنت قراء‌ة حم عسق ولم تدر ما ثوابها، أما لو دريت ماهى وما ثوابها لما مللت قراء‌تها ولكن سأجزيك جزاك، أدخلوه الجنة وله فيها قصر من ياقوتة حمراء أبوابها وشرفها ودرجها منها، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، وألف غلام من الغلمان المخلدين الذين وصفهم الله عزوجل.

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله من قرء سورة حم عسق كان ممن تصلى عليه الملائكة ويستغفرون له ويسترحمون.

3 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما حم عسق فمعناه الحكيم المثبت

[557]

العالم السميع القادر القوى.

4 - في تفسير على بن ابراهيم (حم عسق) هو حروف من اسماء الله الاعظم المقطوع يؤلفه الرسول صلى الله عليه واله والامام صلوات الله عليه فيكون الاسم الاعظم الذى دعى الله به أجاب.

حدثنا أحمد بن على وأحمد بن ادريس قالا: حدثنا محمد بن أحمد العلوى عن العمركى عن محمد بن جمهور قال.

حدثنا سليمان بن سماعة عن عبدالله ابن القاسم عن يحيى بن ميسرة الخثعمى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: حم عسق عدد سنى القائم صلوات الله عليه، وقاف جبل محيط بالدنيا من زمردة خضراء فخضرة السماء من ذلك الجبل، وعلم كل شئ في عسق(1).

5 - وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل.

تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض قال: للمؤمنين من الشيعة التوابين خاصة، ولفظ الاية عام ومعناه خاص.

6 - في جوامع الجامع (ويستغفرون لمن في الارض) قال الصادق عليه السلام: لمن في الارض من المؤمنين.

7 - في مجمع البيان وروى عن أبى عبدالله عليه السلام: والملائكة ومن حول العرش يسبحون بحمد ربهم لا يفترون ويستغفرون لمن في الارض من المؤمنين.

8 - في تفسيرعلى بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (يتفطرن من فوقهن) اى يتصدعن.

9 - وقوله عزوجل: لتنذر ام القرى مكة ومن حولها ساير الارض وفيه وقوله: (وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها) قال: أم القرى مكة سميت أم القرى لانها أول بقعة خلقها الله عزوجل من الارض، لقوله عزوجل (ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا).

10 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد الصوفى عن محمد ابن على الرضا عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه وانما سمى يعنى النبى صلى الله عليه واله

___________________________________

(1) في بعض النسخ: (وعلم على عليه السلام كله في عسق) منه (ره).

[ * ]

[558]

الامى لانه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى، وذلك قول الله عزوجل: (لتنذر أم القرى ومن حولها).

11 - وباسناده إلى على بن حسان وعلى بن أسباط وغيره رفعه عن أبى جعفرعليه السلام قال: قلت: فلم سمى النبى صلى الله عليه واله الامى؟ قال: نسب إلى مكة، وذلك قول الله عزوجل: (لتنذر أم القرى ومن حولها) فأم القرى مكة فقيل أمى لذلك.

12 - في تفسيرعلى بن ابراهيم حدثنى الحسين بن عبدالله السكينى عن أبى سعيد البجلى عن عبدالملك بن هارون عن أبى عبدالله عن آبائه صلوات الله عليهم حديث طويل يذكرفيه مضى الامام الحسن بن على عليهما السلام إلى ملك الروم وجوابات الامام عليه السلام للملك عما سئل عنه وفى أواخر الحديث: ثم سئله عن أرواح المؤمنين اين تكون اذا ماتوا؟ قال: تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة وهو عرش الله الادنى، منهايبسط الله عزوجل الارض، واليهايطويها، ومنها المحشر ومنها استوى ربنا إلى السمآء اى استوى على السمآء والملائكة، ثم سئل عن ارواح الكفار اين تجتمع فقال: تجتمع في وادى حضرموت وراء مدينة اليمن.

ثم يبعث الله عزوجل نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعها بريحين شديدين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشرأهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المعتبر، وتصيرجهنم عن يسارالصخرة في تخوم الارضين السابعة وفيها الفلق والسجين، فتتفرق الخلايق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها، وذلك قوله: فريق في الجنة وفريق في السعير.

13 - في امالى الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: سئل رجل يقال له بشربن غالب اباعبدالله الحسين (ع) فقال: يابن رسول الله أخبرنى عن قول الله عزوجل: (يوم ندعو كل اناس بامامهم) قال: امام دعاإلى هدى فأجابوه اليه وامام دعا إلى ضلالة فأجابوه اليها، هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، وهو قوله عزوجل: (فريق في الجنة وفريق في السعير) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

14 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه

[559]

عمن ذكره عن ابى عبدالله عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه واله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال: أتدرون ايها الناس ما في كفى؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسمآء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: ايها الناس اتدرون ما في كفى؟ قالوا: الله ورسوله اعلم فقال: اسماء اهل النار واسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل (فريق في الجنة وفريق في السعير).

15 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد ابن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبيجعفر عليه السلام قال: حدثنى أبى عمن ذكره قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه واله وفى يده اليمنى كتاب، وفى يده اليسرى كتاب فنشر الكتاب الذى في يده اليمنى فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم كتاب لاهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد، قال: ثم نشر الذى بيده اليسرى فقرأ: كتاب من الله الرحمن الرحيم لاهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد.

16 - في تفسير على بن ابراهيم وأما قوله: ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة قال: لو شاء ان يجعلهم كلهم معصومين مثل الملائكة بلا طباع لقدر عليه، (ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون لآل محمد صلوات الله عليهم مالهم من ولى ولا نصير) وقوله عزوجل وما اختلفتم فيه من شئ من المذاهب واخترتم لانفسكم من الاديان فحكم ذلك كله إلى الله يوم القيامة.

17 - في اصول الكافى سهل عن ابراهيم بن محمد الهمدانى قال: كتبت إلى الرجل عليه السلام: ان من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد، فمنهم يقول جسم و منهم من يقول صورة، فكتب بخطه: سبحان من لا يحد ولا يوصف ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.

18 - سهل عن على بن محمد القاسانى قال: كتبت اليه ان من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد، قال: فكتب.

سبحان من لا يحد ولا يوصف ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.

[560]

19 - سهل عن بشر بن بشار النيشابورى قال: كتبت إلى الرجل عليه السلام ان من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد فمنهم من يقول: جسم، ومنهم من يقول: صورة، فكتب الي: سبحان من لا يحد ولا يوصف ولا يشبهه شئ، وليس كمثله شئ وهوالسميع البصير.

20 - محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام أسأله عن الجسم والصورة، فكتب: سبحان من ليس كمثله شئ لا جسم ولا صورة.

21 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة مروية عن أمير المؤمنين و فيها: ليس كمثله شئ اذ كان الشئ من مشيته، فكان لا يشبه مكونه.

22 - في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها أنه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قال: فلم وجب عليهم الاقرار بأنه ليس كمثله شئ؟ قيل: لعلل منها ان لا يكونوا قاصدين(1) نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره، غير مشتبه عليهم أمر ربهم وصانعهم ورازقهم، ومنها أنهم لو لم يعلموا أنه ليس كمثله شئ لم يدروا لعل ربهم وصانعهم هذه الاصنام التى نصبها لهم آبائهم والشمس والقمر والنيران اذا كان جايزا أن يكون عليهم مشتبه، وكان يكون في ذلك الفساد وترك طاعاته كلها وارتكاب معاصيه كلها على قدر ما يتناهى من أخبار هذه الارباب وأمرها ونهيها، ومنها أنه لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أنه ليس كمثله شئ لجاز عندهم ان يجرى عليه ما يجرى على المخلوقين من العجز والجهل والتغير والزوال والفناء والكذب والاعتداء، ومن جازت عليه هذه الاشياء لم يؤمن فناؤه و لم يوثق بعدله، ولم يحقق قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه.

وفى ذلك فساد الخلق وابطال الربوبية.

23 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: ولا له مثل فيعرف بمثله.

___________________________________

(1) كذا فيما حضرنى من النسخ التى لا يخلو بعضها من الصحة والاعتماد والظاهر ان لا زائدة (منه ره).

[ * ]

[561]

24 - وخطبة أخرى يقول عليه السلام، فيها: حد الاشياء كلها عند خلقه إياها ابانة لها من شبهه وابانة له من شبهها.

25 - وخطبة أخرى يقول عليه السلام فيها: ولا يخطر ببال أولى الروايات خاطرة من تقدير جلال عزته لبعده من أن يكون في قوى المحدودين لانه خلاف خلقه.

فلا شبه له في المخلوقين، وانما يشبه الشئ في بعديله، فاما لا عديل له فكيف يشبه بغير مثاله.

26 - وباسناده إلى طاهر بن حاتم بن ماهويه قال: كتبت إلى الطيب يعنى ابا الحسن عليه السلام: ما الذى لا يجتزى في معرفة الخالق بدونه؟ فكيف ليس كمثله شئ لم يزل سميعا وعليما وبصيرا وهو الفعال لما يريد.

27 - وباسناده إلى ابى عبدالرحمن بن أبى نجران قال: سألت أبا جعفر الثانى عليه السلام عن التوحيد، فقلت: أتوهم شيئا؟ فقال: نعم غير معقول ولا محدود، فما وقع وهمك عليه من شئ فهو خلافه لا يشبهه شئ ولا تدركه الاوهام، كيف تدركه الاوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصور في الاوهام، انما يتوهم شئ غير معقول و لا محدود.

28 - وباسناده إلى محمد بن عيسى بن عبيد أنه قال: قال الرضا عليه السلام: للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفى وتشبيه واثبات بغير تشبيه، فمذهب النفى لا يجوز، و مذهب التشبيه لا يجوز، لان الله تعالى لا يشبهه شئ، والسبيل في الطريق الثالثة اثبات بلا تشبيه.

29 - وباسناده إلى الحسين بن سعيد قال: سئل أبوجعفر عليه السلام: يجوز أن يقال لله انه شئ؟ فقال: نعم تخرجه عن الحدين حد التشبيه وحد التعطيل.

30 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقلنا إنه سميع لايخفى عليه أصوات خلقه مابين العرش إلى الثرى من الذرة إلى أكبر منها في برها وبحرها ولا يشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند

[562]

ذلك سميع لا بأذن، وقلنا انه بصيرلا ببصر، لانه يرى أثرالذرة السحماء(1) في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجنة(2) ويرى مضارها ومنافعها وأثر سفادها(3) وفراخها ونسلها فقلنا عند ذلك: انه بصير لا كبصرخلقه.

قال عز من قائل: انه بكل شئ عليم.

31 - في روضة الكافى خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة قال عليه السلام فيها: فارق الاشياء لا على اختلاف الاماكن، ويكون فيها لا على وجه الممازجة وعلمها لا باداة لا يكون العلم الا بها، وليس بينه وبين معلومه علم غيره به كان عالما بمعلومه.

32 - في بصائر الدرجات عبدالله بن عامر (مهران خ ل) عن عبدالرحمن بن أبى - نجران قال: كتب أبوالحسن الرضا عليه السلام وسأله أقرء‌نيها قال: على بن الحسين عليهما - السلام ان محمدا صلى الله عليه واله كان أمين الله في أرضه، فلما قبض محمد صلى الله عليه واله كنا أهل البيت ورثته، فنحن أمناء الله في أرضه إلى قوله: ونحن الذين شرع الله لنا دينه، فقال في كتابه: شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا قد وصينا بما وصى به نوحا والذى أوحينا اليك يا محمد وما وصينا به ابراهيم واسمعيل واسحاق ويعقوب و موسى وعيسى فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ونحن ورثة الانبياء ونحن ورثة أولى العزم من الرسل ان أقيموا الدين يا آل محمد ولا تتفرقوا فيه وكونوا على جماعة كبر على المشركين من أشرك بولاية على عليه السلام ما تدعوهم اليه من ولاية على ان الله يا محمد يهدى اليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية على عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

___________________________________

(1) الذرة: صغار النمل.

والسحماء: السوداء.

(2) الدبيب: المشى كالحية.

او على اليدين والرجلين كالطفل والدجنة: الظلمة.

وفى بعض النسخ (الدجية) بالياء وهو بمعنى الدجنة ايضا.

(3) السفاد: الجماع.

[ * ]

[563]

33 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبدالله بن ادريس عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام في قول الله عزوجل: (كبرعلى المشركين ما تدعوهم اليه يا محمد من ولاية على) هكذا في الكتاب محفوظة (مخطوطة خ ل).

34 - على بن محمد عن بعض اصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل بعث نوحا إلى قومه أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون، ثم دعاهم إلى الله وحده وأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ثم بعث الانبياء عليهم السلام إلى أن بلغوا محمد صلى الله عليه واله فدعاهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وقال: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبى اليه من يشاء ويهدى اليه من ينيب) فبعث الانبياء عليهم السلام إلى قومهم بشهادة أن لا اله الا الله والاقرار بما جاء من عند الله عزوجل، فمن آمن مخلصا ومات على ذلك أدخله الله الجنة بذلك، وذلك ان الله عزوجل ليس بظلام للعبيد، وذلك ان الله عزوجل لم يكن يعذب عبدا حتى يغلظ عليه في القتل والمعاصى التى أوجب الله جل وعزعليه بها النار لمن عمل بها، فلما استجاب لكل نبى من استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل نبى منهم شرعة ومنهاجا، والشرعة والمنهاج سبيل وسنة.

35 - على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابراهيم بن محمد الثقفى عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى الله عليه واله شرايع نوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام التوحيد والاخلاص وخلع الانداد والفطرة الحنفية السمحة لا رهبانية ولا سياحة، أحل فيها الطيبات وحرم فيها الخبائث، ووضع عنهم اصرهم والاغلال التى كانت عليهم، ثم افترض عليه الصلوة والزكوة والصيام والحج والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال والحرام والمواريث والحدود والفرائض والجهاد في سبيل الله، وزاده الوضوء وفضله بفاتحة الكتاب وخواتيم سورة

[564]

البقرة والمفصل، وأحل له المغنم والفئ ونصره بالرعب، وجعل له الارض مسجدا و طهورا، وأرسله كافة إلى الابيض والاسود والجن والانس.

وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم، ثم كلف ما لم يكلف أحدا من الانبياء، أنزل عليه سيف من السماء في غير غمد وقيل له: قاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك.

36 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح عليه السلام أن يعبدوا الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد، وهو الفطرة التى فطر الناس عليها وأخذ الله ميثاقه على نوح وعلى النبيين صلوات الله عليهم أجمعين أن يعبدوا الله تعالى، ولا يشركوا به شيئا، وأمره بالصلوة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال و الحرام، ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فرائض مواريث فهذه شريعته.

37 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى قال: دخلت على سيدى على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين ابن على بن ابى طالب عليهم السلام فلما بصربى قال لى: مرحبا بك يا ابا القاسم انت ولينا حقا، قال: فقلت له: يابن رسول الله انى أريد ان أعرض عليك دينى فان كان مرضيا ثبت عليه حتى القى الله عزوجل، فقال: هاتها يا ابا القاسم فقلت: انى اقول: ان الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شئ، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه وانه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الاجسام ومصور الصور، وخالق الاعراض والجواهر، ورب كل شئ ومالكه وجاعله ومحدثه، وان محمدا عبده ورسوله وخاتم النبيين فلا نبى بعده إلى يوم القيمة وأقول ان الامام والخليفة وولى الامر بعده أمير المؤمنين على بن ابيطالب عليه السلام، ثم الحسن ثم الحسين ثم على بن الحسين ثم محمد بن على ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم على بن موسى ثم محمد بن على ثم انت يا مولاى، فقال عليه السلام: ومن بعدى الحسن ابنى، فكيف الناس بالخلف من بعده قال: فقلت: و كيف ذاك يا مولاى؟ قال: لانه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج، فيملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، قال: فقلت: أقررت وأقول ان وليهم ولى

[565]

الله وعدوهم عدو الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، وأقول إن المعراج حق والمسألة في القبر حق، وان الجنة حق والنار حق، والصراط حق والميزان حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأقول: ان الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلوة والزكوة والصوم والحج والجهاد والامر بالمعروف و النهى عن المنكر، فقال على بن محمد عليهما السلام: يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذى ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفى الآخرة.

38 - وباسناده إلى الريان بن الصلت عن على بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: قال الله جل جلاله: ما آمن بى من فسر برأيه كلامى، وما عرفنى من شبهنى بخلقى، وما على دينى من استعمل القياس في دينى.

39 - وباسناده إلى داود بن سليمان الفراء عن على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: التوحيد نصف الدين.

40 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أفضل دينكم الورع.

41 - عن إبن عمر عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع.

42 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن بعض أصحابنا عن عبيد بن زرارة قال: حدثنى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الاستطاعة فلم يجبنى، فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت: أصلحك الله انه قد وقع في قلبى منها شئ لا يخرجه الا شئ اسمعه منك، قال: فانه لا يضرك ما كان في قلبك، قلت: أصلحك الله إنى أقول ان الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد ما لا يستطيعون، ولم يكلفهم الا ما يطيقون، وانهم لا يصنعون شيئا من ذلك الا بارادة الله و مشيته وقضائه وقدره؟ قال: فقال: هذا دين الله الذى أنا عليه وآبائى أو كما قال.

[566]

43 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور إلى قوله عنه عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان عن اسمعيل الجعفى قال: دخل رجل على أبى - جعفر عليه السلام ومعه الصحيفة فقال أبوجعفر عليه السلام: هذه صحيفة مخاصم سأل عن الدين الذى يقبل فيه العمل، فقال: رحمك الله هذا الذى أريد، فقال أبوجعفر عليه السلام شهادة أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله وتقر بما جاء به من عند الله، والولاية لنا أهل البيت والبراء‌ة من عدونا والتسليم لامرنا، والورع و التواضع وانتظار قائمنا فان لنا دولة اذا شاء الله جاء بها.

44 - على بن ابراهيم عن أبيه وأبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار جميعا عن صفوان بن يحيى عن عمرو بن حريث قال: دخلت على أبى عبدالله عليه السلام و هو في منزل أخيه عبدالله بن محمد فقلت له: جعلت فداك ما حولك إلى هذا المنزل؟ قال: طلب النزهة(1)، فقلت: جعلت فداك الا أقص عليك دينى؟ فقال: بلى.

قلت: أدين الله بشهادة أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله و أن الساعة آتية لا ريب فبها، وأن الله يبعث من في القبور، واقام الصلوة وايتاء الزكوة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لعلى أمير المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه واله و الولاية للحسن والحسين، والولاية لعلى بن الحسين والولاية لمحمد بن على ولك من بعده صلوات الله عليهم اجمعين وانكم أئمتى، عليه أحيى وعليه أموت وأدين الله به فقال: يا عمرو هذا دين الله ودين آبائى الذى أدين الله به في السر والعلانية، فاتق الله وكف لسانك الا من خير، ولا تقل انى هديت نفسى بل الله هداك فأد شكر ما أنعم الله عزوجل به عليك، ولا تكن ممن اذا أقبل طعن في عينه، واذا أدبر طعن في قفاه(2) ولا تحمل الناس على كاهلك فانك اوشك ان حملت الناس على كاهلك ان

___________________________________

(1) النزهة: البعد عن الناس.

(2) قال المجلسى (ره): اى كن من الاخبار ليمدحك الناس في وجهك وقفاك ولا تكن من الاشرار الذين يذمهم الناس في حضورهم وغيبتهم، أو أمر بالتقية من المخالفين أو حسن المعاشرة مطلقا.

[ * ]

[567]

يصدعوا شعب كاهلك(1).

45 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن على بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: (أن أقيموا الدين) قال: الامام (ولا تتفرقوا فيه) كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: (كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) من أمر ولاية على (الله يجتبى اليه من يشاء) كناية عن على عليه السلام (ويهدى اليه من ينيب).

46 - وفيه قوله عزوجل: (شرع لكم من الدين) مخاطبة لرسول الله صلى الله عليه واله (ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك) يا محمد (وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين) اى تعلموا الدين يعنى التوحيد، واقام الصلوة وايتاء الزكوة وصوم شهر رمضان وحج البيت والسنن والاحكام التى في الكتب والاقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام (ولا تتفرقوا فيه) اى لا تختلفوا فيه (كبر على المشركين ما تدعوهم اليه) من ذكر هذه الشرايع ثم قال: (الله يجتبى اليه من يشاء) اى يختار (ويهدى اليه من ينيب) وهم الائمة صلوات الله عليهم أجمعين الذين اختارهم واجتباهم قال جل ذكره: وما تفرقوا الا من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم قال: لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لما جائهم العلم وعرفوه فحسد بعضهم بعضا، وبغى بعضهم على بعض لما رأوا من تفاضل أمير - المؤمنين بأمر الله فتفرقوا في المذاهب وأخذوا بالاراء والاهواء، ثم قال عزوجل: ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم قال: لولا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الاول لقضى بينهم اذا اختلفوا واهلكهم ولم ينظرهم ولكن أخرهم إلى اجل مسمى المقدر وان الذين اورثوا الكتاب من بعدهم لفى شك منه مريب كناية عن الذين نقضوا(2) أمر رسول الله صلى الله عليه واله، ثم قال جل ذكره: فلذلك فادع واستقم

___________________________________

(1) الكاهل، مقدم أعلى الظهر مما يلى العنق أو موصل العنق في الصلب والشعب: بعد ما بين المنكبين، قال في مرآة العقول اى لا تسلط الناس على نفسك بترك التقية او لا تحملهم على نفسك بكثرة المداهنة والمداراة معهم بحيث تتضرر بذلك كأن يضمن لهم ويحمل عنهم ما لا يطيق أو يطمعهم في ان يحكم بخلاف الحق أو يوافقهم فيما لا يحل وهذا أفيد وان كان الاول أظهر.

(2) وفى المصدر (عنى عن الذين نقضوا...اه).

[ * ]

[568]

يعنى هذه الامور والدين الذى تقدم ذكره، وموالاة أمير المؤمنين عليه السلام فادع واستقم كما امرت.

47 - وفيه متصل بآخر الحديث الذى نقلناه عنه اولا أعنى قوله: (ويهدى اليه من ينيب) ثم قال جل ذكره: (فلذلك فادع واستقم كما أمرت) يعنى إلى ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

قال عزمن قائل: وقل آمنت بما انزل الله من كتاب.

48 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى مسلم بن خالد المكى عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية، فكان يقع في مسامع الانبياء عليهم السلام بألسنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه واله بالعربية، فاذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم وكان أحد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه واله بأى لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية.

كل ذلك يترجم جبرئيل عليه السلام عنه تشريفا من الله عزوجل له صلى الله عليه واله.

49 - في مجمع البيان: لا عدل بينكم وفى الحديث: ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فالمنجيات العدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وخشية الله في السر والعلانية، والمهلكات شح مطاع(1) وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه.

50 - في تفسيرعلى بن ابراهيم ثم قال عزوجل: الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان قال: الميزان أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

والدليل على ذلك قوله عزوجل في سورة الرحمن: (والسمآء رفعها ووضع الميزان) قال: يعنى الامام عليه السلام.

51 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبدالرحمن عن على بن أبى حمزة عن أبيبصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قلت: الله لطيف

___________________________________

(1) الشح: البخل مع حرص.

قال بعض العارفين: الشح في نفس الانسان ليس بمذموم لانه طبيعة خلقها الله تعالى في النفوس كالشهوة والحرص للابتلاء ولمصلحة عمارة العالم وانما المذموم ان يستولى سلطانه على القلب فيطاع (انتهى) وكأن هذا هو المراد من هذا الحديث [ * ]

[569]

بعباده يرزق من يشاء قال: ولاية أمير المؤمنين، فقلت: من كان يريد حرث الاخرة قال: معرفة أمير المؤمنين عليه السلام والائمة نزد له في حرثه قال: نزيده منها قال: يستوفى نصيبه من دولتهم ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب قال: ليس له في دولة الحق مع الامام نصيب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

52 - الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبى خديجة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الاخرة نصيب، ومن أراد به خير الاخرة اعطاه الله خير الدنيا والاخرة.

53 - على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.

54 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبدالرحمان بن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن يحيى بن عقيل عن حسن قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحمد الله وأثنى عليه وقال: اما بعد إلى أن قال عليه السلام: ان المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الاخرة، وقد يجمعهما الله لاقوام فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه، واخشوه خشية ليست بتعذير، واعملوا في غير رياء ولا سمعة.

55 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن بكر بن محمد الازدى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الاخرة، وقد يجمعهما الله لاقوام.

56 - في مجمع البيان وروى عن النبى صلى الله عليه واله قال: من كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل الفقر بين عينيه، ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له، ومن كانت نيته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهى راغمة.

57 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبدالرحمن

[570]

عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه) قال: اختلفوا كما اختلفت هذه الامة في الكتاب وستختلفون في الكتاب الذى مع القائم الذى يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب اعناقهم، واما قوله: ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم وان الظالمين لهم عذاب اليم قال: لولا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم منهم أحدا.

58 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم) قال: الكلمة الامام، والدليل على ذلك قوله عزوجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) يعنى الامامة ثم قال عزوجل: (وان الظالمين) يعنى الذين ظلموا هذه الكلمة (لهم عذاب اليم) ثم قال عزوجل: ترى الظالمين يعنى الذين ظلموا آل محمد صلوات الله عليه وعليهم حقهم مشفقين مما كسبوا اى خائفين مما ارتكبوا و عملوا وهو واقع بهم مما يخافونه، ثم ذكر الله عزوجل الذين آمنوا بالكلمة واتبعوها فقال: والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذى يبشر الله عباده الذين آمنوا بهذه الكلمة وعملوا الصالحات مما أمروا به.

59 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى أبى عبدالله عن آبائه عليهم السلام أنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه واله: قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى قام رسول الله فقال: أيها الناس ان الله تبارك وتعالى قد فرض لى عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ قال: فلم يجبه أحد منهم، فانصرف فلما كان من الغد قام فيهم فقال مثل ذلك، ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحدا، فقال: أيها الناس انه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب، قالوا: فألقه اذا، قال: ان الله تبارك وتعالى انزل على (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فقالوا: أما هذه فنعم فقال أبوعبدالله عليه السلام: فوالله ما وفى بها الا سبعة نفر: سلمان وأبوذر وعمار والمقداد ابن الاسود الكندى وجابر بن عبدالله الانصارى ومولى لرسول الله يقال له

[571]

الثبت(1) وزيد بن أرقم.

60 - في جوامع الجامع وروى ان المشركين قالوا فيما بينهم: أترون أن محمدا يسأل على ما يتعاطاه اجرا؟ فنزلت: (قل لا اسئلكم) الآية.

61 - في محاسن البرقى عنه عن ابيه عمن حدثه عن اسحاق بن عمار عن محمد ابن مسلم قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ان الرجل يحب الرجل ويبغض ولده فأبى الله عزوجل الا ان يجعل حبنا مفترضا اخذه من اخذه، وتركه من تركه واجبا فقال: (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى).

62 - عنه عن ابن محبوب عن ابى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير قال: سئلت ابا جعفر عن قوله تعالى: (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) فقال: هم والله من نصيبه من الله على العباد لمحمد صلى الله عليه واله في اهل بيته.

63 - عنه عن الهيثم بن عبدالله النهدى عن العباس بن عامر القصير عن حجاج الخشاب قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول لابى جعفر الاحول: ما يقول من عندكم في قول الله تبارك وتعالى: (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى)؟ فقال: كان الحسن البصرى يقول: في القربى من العرب، فقال ابوعبدالله عليه السلام لكنى اقول لقريش الذين عندنا هيهنا خاصة، فيقولون: هى لنا ولكم عامة، فأقول: خبرونى عن النبى صلى الله عليه واله اذا نزلت به شديدة من خص بها؟ اليس ايانا خص بها حين اراد ان يلاعن أهل نجران أخذ بيد على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ويوم بدر قال لعلى وحمزة وعبيدة بن الحارث قال: فأبوا يقرؤن لى، أفلكم الحلو ولنا المر؟.

64 - عنه عن الحسن بن على الخزاز عن مثنى الحناط عن عبدالله بن عجلان قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) قال: هم الائمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم.

65 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن اسماعيل بن عبدالخالق قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما يقول أهل البصرة في هذه

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ (الثبيت) بزيادة الياء بين الموحدة التحتانية والمثناة الفوقانية.

[ * ]

[572]

الآية (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى)؟ قلت: جعلت فداك انهم تقولون انها لاقارب رسول الله صلى الله عليه واله، قال: كذبوا انما نزلت فينا خاصة أهل البيت في على وفاطمة والحسن والحسين واصحاب الكساء عليهم السلام.

66 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن على بن الحسين عليهما - السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: اما قرأت هذه الآية: (قل لا اسئلكم عليه اجرا ألا المودة في القربى)؟ قال: بلى، قال على عليه السلام: فنحن اولئك.

67 - في مجمع البيان قل لا أسئلكم عليه أجرا الآية اختلف في معناه على أقوال إلى قوله وثالثها ان معناه الا ان تودوا قرابتى وعترتى وتحفظونى فيهم.

عن على بن الحسين عليه السلام وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام.

68 - وباسناده إلى ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسئلكم عليه اجرا) الاية قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: على وفاطمة وولدها.

69 - وباسناده إلى أبى القاسم الحسكانى مرفوعا إلى أبى امامة الباهلى قال: قال رسول الله صلى الله عيله واله: ان الله تعالى خلق الانبياء من اشجار شت وخلقت أنا وعلى من شجرة واحدة فأنا أصلها وعلى فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى، ولو أن عبدا عبدالله بين الصفا والمروة ألف عام ثم الف عام حتى يصير كالشن البالى ثم لم يدرك محبتنا كبه الله على منخريه في النار، ثم تلى: (قل لا اسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى).

70 - وروى زاذان عن على عليه السلام قال: فينا في آل حم آية لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن، ثم قرء هذه الاية والى هذا أشار الكميت في قوله:

وجدنا لكم في آل حم آية *** تأولها منا تقى ومعرب(1).

71 - وصح عن الحسن بن على عليه السلام أنه خطب الناس فقال في خطبته: انا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم، فقال: (قل لا أسئلكم عليه أجرا

___________________________________

(1) التقى: صاحب التقية والمعرب: المظهر لمذهبه علانية.

[ * ]

[573]

الا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) فاقتراف الحسنة مودتنا اهل البيت.

72 - في اصول الكافى الحسين بن محمد الاشعرى عن معلى بن محمد عن الوشا عن مثنى عن زرارة عن عبدالله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) قال: هم الائمة عليهم السلام.

73 - الحسين بن محمد وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى بن يحيى و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال في حديث طويل: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه واله من حجة الوداع وقدم المدينة أتته الانصار فقالوا: يا رسول الله ان الله جل ذكره قد أحسن الينا وشرفنا بك وبنزولك بين ظهرانينا، فقد فرح الله صديقنا وكبت عدونا(1) وقد تأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو، فنحب ان تأخذ ثلث أموالنا حتى اذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه واله عليهم شيئا وكان ينتظر ما يأتيه من ربه، فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) ولم يقبل أموالهم، فقال المنافقون: ما أنزل الله هذا على محمد وما يريد الا أن يرفع بضبع ابن عمه(2) ويحمل علينا أهل بيته، يقول امس: من كنت مولاه فعلى مولاه، واليوم: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى).

74 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسحاق بن اسمعيل النيشابورى أن العالم كتب اليه يعنى الحسن بن على عليهما السلام ان الله عزوجل فرض عليكم لاوليائه حقوقا أمركم بادائها اليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم و مأكلكم ومشربكم: ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة، وليعلم من يعطيه منكم بالغيب، وقال تبارك وتعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى)

___________________________________

(1) كبته الله: أذله وأخزاه.

(2) الضبع: العضد وقيل: الابط.

[ * ]

[574]

فاعلموا ان من بخل فانما يبخل على نفسه، ان الله هو الغنى وأنتم الفقراء اليه لا اله الا هو، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.

75 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبى صلى الله عليه واله اذ هبط عليه الامين جبرئيل عليه السلام ومعه جام من البلور مملو مسكا و عنبرا، وكان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه واله على بن أبيطالب وولداه الحسن والحسين، إلى أن قال: فلما صارت الجام في كف الحسين عليه السلام قالت: بسم الله الرحمن الرحيم قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى.

76 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا وموطنا، فاول ذلك قوله عزوجل إلى قوله عليه السلام والآية السادسة: قول الله: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) وهذه خصوصية للنبى صلى الله عليه واله إلى يوم القيامة، وخصوصية للال دون غيرهم، وذلك ان الله تعالى حكى ذكر نوح عليه السلام في كتابه: (يا قوم لا أسئلكم عليه مالا ان أجرى الا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكنى أريكم قوما تجهلون) وحكى عزوجل عن هود عليه السلام انه قال: (لا أسألكم عليه أجرا ان أجرى الا على الذى فطرنى أفلا تعقلون) وقال عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه واله: (قل يا محمد لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) ولم يفترض الله تعالى مودتهم الا وقد علم انهم لا يرتدون عن الدين ابدا، ولا يرجعون إلى ضلال أبدا وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض ولده وأهل بيته عدوا له، فلا يسلم له قلب الرجل، فأحب الله عزوجل أن لا يكون في قلب رسول الله صلى الله عليه واله على المؤمنين شيئ ففرض عليهم مودة ذى القربى، فمن أخذ بها وأحب رسول الله صلى الله عليه واله وأحب اهل بيته لم يستطع رسول الله صلى الله عليه واله أن يبغضه، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله ان يبغضه، لانه قد ترك فريضة من فرائض الله عزوجل، فأى فضل

[575]

واى شرف يتقدم هذا أو يدانيه، فانزل الله عزوجل هذه الاية على نبيه: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فقام رسول الله صلى الله عليه واله في أصحابه فحمد الله واثنى عليه وقال: يا ايها الناس ان الله قد فرض لى عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد (فقال: ايها الناس ليس بذهب ولا فضة ولا مأكول ولا مشروب، فقالوا: هات اذا، فتلى عليهم هذه الاية فقالوا: اما هذه فنعم، فما وفى بها اكثرهم، وما بعث الله نبيا الا و أوحى اليه: ان لا يسأل قومه اجرا لان الله عزوجل يوفيه أجر الانبياء ومحمد صلى الله عليه واله فرض الله عزوجل طاعته ومودة قرابته على أمته وأمره أن يجعل أمرهم(1) فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذى اوجب الله عزوجل لهم، فان المودة انما تكون على قدر معرفة الفضل، فلما أوجب الله ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة، فتمسك بها قوم قد أخذ الله تعالى ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاوة والنفاق، وألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذى حده الله عزوجل.

فقالوا: القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته فعلى أى الحالتين كان فقد علمنا ان المودة هى للقرابة، فاقربهم من النبى صلى الله عليه واله اولاهم بالمودة، فكلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها، وما أنصفوا نبى الله صلى الله عليه واله في حيطته ورأفته، وما من الله به على أمته مما تعجز الالسن عن وصف الشكر عليه أن لا يودوه في ذريته وأهل بيته، وأن يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله صلى الله عليه واله فيهم وحبا لهم فكيف والقرآن ينطق به ويدعو اليه والاخبار ثابتة بأنهم أهل المودة والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها، فما وفى احد بها فهذه المودة لا يأتى بها أحد مؤمنا مخلصا الا استوجب الجنة، لقول الله تعالى في هذه الاية: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاء‌ون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك الذى يبشر الله عباده الذين آمنوا و عملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) مفسرا ومبينا.

77 - وفيه ووجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحبا والشرط من الرضا عليه السلام إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ولم أرو ذلك عن أحد: أما بعد فالحمد لله البدئ

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر (أجره فيهم) مكان (امرهم فيهم).

[ * ]

[576]

البديع إلى أن قال: الحمد لله الذى أورث أهلبيته مواريث النبوة، واستودعهم العلم والحكمة وجعلهم معدن الامامة والخلافة، وأوجب ولايتهم وشرف منزلتهم، فأمر رسوله بمسألة أمته مودتهم اذ يقول: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) و ما وصفهم به من اذهابه الرجس عنهم وتطهيره اياهم في قوله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

78 - في كتاب الخصال عن عبدالله بن العباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله فينا خطيبا فقال في آخر خطبته: ونحن الذين أمر الله لنا بالمودة فماذا بعد الحق الا الضلال فانى تصرفون.

79 - عن أبى رافع عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من لم يحب عترتى فهو لاحدى ثلاث: اما منافق، واما لزنية، واما امرء حملت به أمه في غير طهر.

80 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال: الاقتراف التسليم لنا والصدق علينا وألا يكذب علينا.

81 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (ومن يقترف حسنة نزد فيها حسنا) قال: من تولى الاوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الاولين حتى يصل ولايتهم إلى آدم عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق في مجمع البيان في خطبته عليه السلام بيان لاختلاف الحسنة(1).

82 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله عزوجل: (قل

___________________________________

(1) راجع رقم 71.

[ * ]

[577]

لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) يعنى في أهل بيته، قال: جاء‌ت الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: انا قد آوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن بها على ما نابك(1) فأنزل الله عزوجل: (قل لا أسئلكم عليه أجرا) يعنى على النبوة (الا المودة في القربى) اى في أهلبيته، ثم قال: ألا ترى ان الرجل يكون له صديق وفى نفس ذلك الرجل شئ على أهل بيته فلا يسلم صدره، فأراد الله عزوجل أن لا يكون في نفس رسول الله صلى الله عليه واله شيئ على أمته، ففرض الله عليهم المودة في القربى، فان أخذوا أخذوا مفروضا وان تركوا تركوا مفروضا، قال: فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول: عرضنا عليه أموالنا فقال: [ لا ] قاتلوا عن أهل بيتى من بعدى وقالت طائفة: ما قال هذا رسول الله وجحدوه وقالوا كما حكى الله عزوجل: ام يقولون افترى على الله كذبا فقال عزوجل: فان يشأ الله يختم على قلبك قال: لو افتريت ويمح الله الباطل يعنى يبطله ويحق الحق بكلماته يعنى بالائمة والقائم من آل محمد صلى الله عليه واله انه عليم بذات الصدور.

83 - في عيون الاخبار متصل بقوله عليه السلام سابقا مفسرا ومبينا ثم قال ابوالحسن عليه السلام: حدثنى ابى عن جدى عن آبائه عن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم السلام قال اجتمع المهاجرون والانصار إلى رسول الله فقالوا: ان لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفى من يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم [ فيها ] بارا مأجورا، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج، قال: فأنزل الله عزوجل عليه الروح الامين فقال: (قل يا محمد لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) يعنى أن تودوا قرابتى من بعدى، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله صلى الله عليه واله على ترك ما عرضنا عليه الا ليحثنا على قرابته من بعده ان هو الا شئ افتراه محمد في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله تعالى هذه الآية (أم يقولون افتراه قل ان افتريته فلا تملكون لى من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم) فبعث اليهم النبى صلى الله عليه واله فقال هل من حدث؟ فقالوا: اى والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما عظيما كرهناه، فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه واله الآية فبكوا واشتد

___________________________________

(1) نابه الامر: أصابه.

[ * ]

[578]

بكاؤهم فأنزل الله عزوجل: وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون.

84 - في مجمع البيان وذكر أبوحمزة الثمالى في تفسيره حدثنى عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن عبدالله بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه واله حين قدم المدينة و استحكم الاسلام قالت الانصار فيما بينها: نأتى رسول الله صلى الله عليه واله فنقول له ان تعرك(1) أمور فهذه أموالنا تحكم فيها غير حرج ولا محظور عليك فأتوه في ذلك، فنزلت (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فقرأها عليهم وقال: تودون قرابتى من بعدى.

فخرجوا من عنده مسلمين لقوله فقال المنافقون: ان هذا شئ افتراه في مجلسه أراد ان يذللنا لقرابته من بعده.

فنزلت: (أم يقولون افترى على الله كذبا) فأرسل اليهم فتلاها فبكوا واشتد عليهم فأنزل الله: (وهو الذى يقبل التوبة عن عباده) الآية فأرسل في أثرهم فبشرهم وقال: ويستجيب الذين آمنوا وهم الذين سلموا لقوله.

85 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: وقال لاعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار: (قل ما اسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) يقول متكلفا أن أسئلكم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: أما يكفى محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا؟ ! فقالوا: ما أنزل الله هذا وماهو الا شيئ يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا، ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا، وأراد الله عز ذكره ان يعلم نبيه صلى الله عليه واله الذى أخفوا في صدورهم واسروا به، فقال في كتابه عزوجل: (ام يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك) يقول: لو شئت حبست عنك الوحى فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم، وقد قال الله عزوجل.

(ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته) يقول الحق لاهل بيتك الولاية (إنه عليم بذات الصدور) يقول بما ألقوه في صدروهم من العداوة لاهل بيتك، والظلم بعدك، والحديث

___________________________________

(1) عرا فلانا امر: أصابه وعرض له.

[ * ]

 

[579]

طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

86 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تبارك و تعالى: ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله قال: هو المؤمن يدعو لاخيه بظهر الغيب، فيقول له الملك: آمين، ويقول العزيز الجبار ولك مثلا ما سألت بحبك اياه.

87 - في مجمع البيان وروى [ عن أبى ] عبدالله [ عليه السلام ] قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: (ويزيدهم من فضله) الشفاعة لمن وجبت له النار ممن أحسن اليهم في الدنيا.

88 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض قال الصادق عليه السلام: لو فعل لفعلوا ولكن جعلهم محتاجين بعضهم إلى بعض، واستعبدهم بذلك، ولو جعلهم اغنياء لبغوا ولكن ينزل بقدر ما يشاء مما يعلم أنه يصلحهم في دينهم ودنياهم انه بعباده خبير بصير.

89 - حدثنى الحسين بن عبدالله السكينى عن أبى سعيد البجلى عن عبدالملك ابن هارون عن أبى عبدالله عليه السلام عن آبائه صلوات الله عليهم عن الامام الحسن بن على عليهما السلام أنه قال في حديث طويل بعد مضيه إلى ملك الروم وأجوبة الامام عليه السلام عما سأله عنه الملك ثم سأله عن أرزاق الخلائق؟ فقال الحسن عليه السلام: أرزاق الخلائق في السمآء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر.

90 - في مجمع البيان روى أنس عن النبى صلى الله عليه واله عن جبرئيل عن الله جل ذكره ان من عبادى من لا يصلحه الا السقم ولو صححته لافسده، وان من عبادى من لا يصلحه الا الصحة ولو أسقمته لافسده، وان من عبادى من لا يصلحه الا الغنى ولو أفقرته لافسده، وان من عبادى من لا يصلحه الا الفقر ولو أغنيته لافسده، وذلك انى أدبر عبادى لعلمى بقلوبهم.

91 - في جوامع الجامع بقدر اى بتقدير وفى الحديث أخوف ما أخاف على أمتى زهرة الدنيا وكثرتها.

[580]

92 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وهو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا اى ايسوا وينشر رحمته وهو الولى الحميد قال: حدثنى أبى عن العزرمى عن أبيه عن ابى اسحاق عن الحارث الاعور عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سئل عن السحاب أين يكون؟ قال على شجر كثيف على ساحل البحر فاذا اراد الله أن يرسله أرسل ريحا فأثاره ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع.

93 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة(1).

94 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن منصور بن يونس عن أبى حمزة عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: انى سمعته يقول: انى أحدثكم بحديث ينبغى لكل مسلم أن يعيه(2) ثم اقبل علينا فقال: ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا الا كان الله أحلم وأجود وأمجد من ان يعود في عقابه يوم القيامة.

ثم قال: وقد يبتلى الله عزوجل المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله او ولده او أهله ثم تلا هذه الاية: وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير وحثا بيده ثلاث مرات.

95 - قال الصادق عليه السلام: لما دخل على بن الحسين عليهما السلام على يزيد نظر اليه ثم قال له: يا على (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقال على بن الحسين صلوات الله عليهما: كلا، ما هذه فينا نزلت انما نزل فينا: (ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) فنحن لا نأسا على ما فاتنا من أمر الدنيا ولا نفرح بما أوتينا.

___________________________________

(1) وفى نسخة (وينشر رحمته).

(2) وعى الحديث: حفظه.

[ * ]

[581]

96 - في اصول الكافى عنه(1) عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن ابيعبد الله عليه السلام قال، اما انه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض الا بذنب وذلك قول الله عزوجل في كتابه: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير) قال: ثم قال: وما يعفو الله اكثر مما يؤاخذ به.

97 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله ابن عبدالرحمان عن مسمع بن عبدالملك عن أبى عبدالله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: في قول الله عزوجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) ليس من التواء عرق ولا نكبة حجر، ولا عثرة قدم، ولا خدش عود، الا بذنب ولما يعفو الله أكثر، فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فان الله أجل واكرم وأعظم من أن يعود في عقوبته في الآخرة.

98 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته عليهم السلام من بعده أهو بما كسبت ايديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟ فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يتوب إلى الله ويستغفر في كل يوم وليلة مأة مرة من غير ذنب، ان الله يخص أولياء‌ه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب.

99 - في قرب الاسناد للحميرى محمد بن الوليد عن عبدالله بن بكير قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقال: هو (ويعفو عن كثير) قال: قلت: ما أصاب عليا وأشياعه من أهل بيته من ذلك؟ فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يتوب إلى الله تعالى عزوجل كل يوم سبعين مرة من غير ذنب.

100 - في مجمع البيان روى عن على عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خير آية في كتاب الله هذه الآية، يا على ما من خدش عود ولا نكبة قدم الا بذنب وما عفى الله

___________________________________

(1) لم يتقدم الا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى (منه ره).

[ * ]

[582]

عنه في الدنيا فهو اكرم من أن يعود فيه وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثنى على عبده.

101 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: توقوا الذنوب، فما من نكبة ولا نقص رزق الا بذنب حتى الخدش والكبوة(1) والمصيبة، قال الله تعالى: (فما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وأوفوا بالعهد اذا عاهدتم، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش الا بذنوب اجترحوها(2) ان الله ليس بظلام للعبيد، ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والانابة لما نزلت، ولو أنهم اذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى الله عزوجل بصدق من نياتهم ولم ينهوا ولم يسرفوا لاصلح لهم كل فاسد ولرد عليهم كل صالح.

102 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على كرامة المؤمن على الله أنه لم يجعل لاجله وقتا حتى يهم ببائقة(3) فاذا هم ببائقة قبضه اليه.

103 - قال: وقال جعفر بن محمد عليهما السلام تجنبوا البوائق يمد لكم في الاعمار.

104 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن الفضيل ابن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: ما من نكبة تصيب العبد الا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر.

105 - عنه عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد عن أبى أسامة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: تعوذوا بالله من سطوات الله بالليل والنهار، قال: قلت: وما سطوات الله؟ قال: الاخذ على المعاصى.

106 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن ابان عن الفضيل بن

___________________________________

(1) كبا كبوا: انكب على وجهه والكبوة: المرة.

(2) نضارة العيش: حسنه ورونقه.

واجترح الذنب: اكتسبه.

(3) البائقة: الشر.

[ * ]

[583]

يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان العبد ليذنب الذنب فيزوى(1) عنه الرزق.

107 - أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن ابن فضال عن ثعلبة عن سليمان بن ظريف عن ابن محبوب محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الذنب يحرم العبد الرزق.

108 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبى أيوب عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضائها إلى أجل قريب او إلى وقت بطئ فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته واحرمه اياها فانه تعرض لسخطى واستوجب الحرمان منى.

109 - الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدى عن عمرو بن عثمان عن رجل عن أبى الحسن عليه السلام قال: حق على الله أن لا يعصى في دار الا أضحاها للشمس حتى تطهرها.

قال عز من قائل: وما عند الله خير وابقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

110 - في محاسن البرقى عنه عن الحسين بن يزيد النوفلى عن اسماعيل بن أبى زياد السكونى عن أبى عبدالله عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أحب ان يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده.

111 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: واذا ما غضبوا هم يغفرون قال أبوجعفرعليه السلام: من كظم غيظا وهويقدرعلى امضائه حشاالله قلبه أمنا وايمانا يوم القيامة، قال: ومن ملك نفسه اذا رغب واذا رهب واذا غضب حرم الله جسده على النار.

112 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عبدالله ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في خطبة: ألا أخبركم بخير خلايق(2) الدنيا والآخرة: العفو عمن ظلمك وتصل من قطعك، والاحسان إلى من أساء اليك، واعطاء من حرمك.

___________________________________

(1) اى يمنع.

(2) جمع الخليقة: الطبيعة والسجية.

[ * ]

[584]

113 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبى خالد القماط عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: الندامة على العفو افضل و أيسر من الندامة على العقوبة.

114 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة قال: حدثنى من سمع ابا عبدالله عليه السلام يقول: من كظم غيظا ولو شاء ان يمضيه امضاه ملاء الله قلبه يوم القيمة رضاه.

115 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حفص بياع السابرى عن أبى حمزة عن على بن الحسين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أحب السبيل إلى الله عزوجل جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم، وجرعة مصيبة تردها بصبر.

116 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان على بن الحسين عليهما السلام يقول: انه ليعجبنى الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه.

117 - في تفسير على بن ابراهيم: والذين استجابوا لربهم قال: في اقامة الامام.

118 - في مجمع البيان: وامرهم شورى بينهم وفى هذه الآية دلالة على فضل المشاورة في الامور.

وقد روى عن النبى صلى الله عليه واله أنه قال: ما من رجل شاور أحدا الا هدى إلى الرشد.

119 - في من لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقرى عن حماد بن عيسى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: اذا سافرت مع قوم فاكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم إلى قوله: واجهد رأيك لهم اذا استشاروك، ثم لا تعزم حتى تثبت و تنظر ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلى وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورتك، فان من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله رأيه ونزع عنه الامانة.

120 - في تفسيرعلى بن ابراهيم (وأمرهم شورى بينهم) اى يقبلون ما أمروا به

[585]

ويشاورون الامام فيما يحتاجون اليه من أمر دينهم.

121 - في مجمع البيان: فمن عفى واصلح فأجره على الله روى عن النبى صلى الله عليه واله قال: اذا كان يوم القيمة نادى مناد: من كان أمره على الله فليدخل الجنة فيقال: من ذا الذى أجره على الله؟ فيقال: العافون عن الناس فيدخلون الجنة بغير حساب.

122 - في اصول الكافى باسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين عليهما السلام قال: سمعته يقول: اذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الاولين والآخرين في صعيد واحد ثم ينادى مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا ونعطى من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا، فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنة.

123 - عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن جهم بن الحكم المداينى عن إسمعيل بن أبى زياد السكونى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: عليكم بالعفو، فان العفو لا يزيد العبد الا عزا فتعافوا يعزكم الله.

124 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ثلاث من كن فيه فقد إستكمل خصال الايمان، من صبر على الظلم وكظم غيظه واحتسب وعفى وغفر، كان ممن يدخله الله الجنة بغير حساب، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر.

125 - وفيه في الحقوق المروية عن على بن الحسين عليهما السلام: وحق من أساء‌ك ان تعفو عنه، وان علمت أن العفو يضر انتصرت، قال الله تبارك وتعالى: ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل.

126 - عن أبى عبدالله عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ثلاثة ان لم تظلمهم ظلموك: السفلة والزوجة والمملوك.

127 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا عبد - الكريم عن عبدالرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: (ولمن انتصر بعد ظلمه) يعنى القائم صلوات الله عليه و اصحابه (فاولئك ما عليهم من سبيل) والقائم اذا قام انتصر من بنى أمية والمكذبين والنصاب

[586]

هو وأصحابه، وهو قول الله تبارك وتعالى: انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق إلى قوله: وترى الظالمين لال محمد صلى الله عليه وآله حقهم لما رأوا العذاب وعلى صلوات الله هو العذاب في هذه الرجعة يقولون هل إلى مرد من سبيل فنوالى عليا صلوات الله عليه وتريهم يعرضون عليها خاشعين من الذل لعلى ينظرون إلى على من طرف خفى وقال الذين آمنوا يعنى آل محمد صلوات الله عليه وعليهم وشيعتهم ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم واهليهم يوم القيامة الا ان الظالمين لال محمد حقهم في عذاب مقيم قال: والله يعنى النصاب الذين نصبوا العداوة لامير المؤمنين و ذريته صلوات الله عليه وعليهم والمكذبين وما كان لهم من اولياء ينصرونهم من دون الله ومن يظلل الله فما له من سبيل.

128 - وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: يهب لمن يشاء اناثا يعنى ليس معهن ذكور ويهب لمن يشاء الذكور يعنى ليس معهم أنثى او يزوجهم ذكرانا واناثا اى يهب لمن يشاء ذكرانا واناثا جميعا يجمع له البنين والبنات اى يهبهم جميعا لواحد.

129 - حدثنى أبى عن المحمودى ومحمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن اسماعيل الرازى عن محمد بن سعيد، ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد عن مسائل وفيها: أخبرنا عن قول الله عزوجل (أو يزوجهم ذكرانا واناثا) فهل يزوج الله عباده الذكران وقد عاقب قوما فعلوا ذلك؟ فسأل موسى أخاه أبا الحسن العسكرى صلوات الله عليه، وكان من جواب أبى الحسن عليه السلام أما قوله عزوجل: (أو يزوجهم ذكرانا و اناثا) فان الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين أناثا من الحور العين، وأناث المطيعات من الانس من ذكران المطيعين، ومعاذ الله ان يكون الجليل عنى ما لبست على نفسك تطلب الرخصة لارتكاب المآثم، (فمن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) ان لم يتب.

130 - في عيون الاخبار في باب ذكرما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة تحليل مال الولد لوالده بغير إذنه وليس ذلك للولد

[587]

لان الولد موهوب للوالد في قول الله تعالى يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن شياء الذكور مع انه المأخوذ بمؤنته صغيرا أو كبيرا والمنسوب إليه والمدعو له لقوله عزوجل: (ادعوهم لابائهم هو أقسط عند الله) وقول النبى صلى الله عليه واله: أنت ومالك لابيك، وليس الوالدة كذلك، لاتأخذ من ماله الا باذنه أو باذن الاب لانه مأخوذ بنفقة الولد ولا تؤخذ المرأة بنفقة ولدها.

131 - في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد بن عيسى إلى أن قال: وعنه عن محمد ابن الحسين عن أبى الجوزاء عن الحسين بن علوان عن زيد بن على عن آبائه عن على عليهم السلام قال: أتى النبى صلى الله عليه واله رجل فقال: يا رسول ان أبى عمد إلى مملوك لى فاعتقه كهيئة المضرة لى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أنت ومالك من هبة الله لابيك، أنت سهم من كنانته (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيما) جازت عتاقة ابيك يتناول والدك من مالك وبدنك.

وليس لك أن تتناول من ماله ولا من بدنه شيئا الا باذنه.

قال عز من قائل: ويجعل من يشاء عقيما.

132 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله قال أبومحمد الحسن العسكرى عليه السلام: سئل عبدالله بن صوريا رسول الله فقال: أخبرنى عمن لا يولد له ومن يولد له؟ فقال صلى الله عليه واله: اذا اصفرت النطفة لم يولد له اى اذا احمرت وكدرت، واذا كانت صافية ولد له، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

133 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء قال: وحى مشافهة ووحى الهام، وهو الذى يقع في القلب أو من وراء حجاب، كما كلم الله نبيه صلى الله عليه وآله وكما كلم الله عزوجل موسى عليه السلام من الناس، أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء، قال: وحى مشافهة يعنى إلى الناس.

134 - في كتاب توحيد المفضل بن عمر المنقول عن أبى عبدالله الصادق عليه السلام في الرد على الدهرية قال عليه السلام بعد أن ذكر الله عزوجل والعجز عن أن يدرك: فان قالوا ولم استتر؟ قيل لهم ما يستتر بحيلة يخلص اليها كمن يحتجب عن الناس بالابواب و

[588]

الستور، وانما معنى قولنا استتر أنه لطف على مدى ما تبلغه الاوهام، كما لطف النفس وهى خلق من خلقه، وارتفعت عن ادراكها بالنظر.

135 - في كتاب التوحيد عن الرضا عليه السلام كلام طويل في التوحيد وفيه لا تشمله المشاعر ولا يحجبه الحجاب فالحجاب بينه وبين خلقه لامتناعه مما يمكن في ذواتهم ولامكان ذواتهم مما يمتنع منه ذاته، ولافتراق الصانع والمصنوع والرب والمربوب والحاد والمحدود.

136 - وفيه عن الرضا عليه السلام ايضا كلام وفيه قال الرجل: فلم احتجب؟ فقال أبوالحسن عليه السلام: ان الحجاب على الخلق لكثرة ذنوبها، فاما هو فلا تخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار.

137 - وفيه حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: فأما قوله: (وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب) ما ينبغى لبشر ان يكلمه الله الا وحيا، وليس بكائن الا من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء كذلك قال الله تبارك وتعالى علوا كبيرا قد كان الرسول يوحى اليه من رسل السماء فتبلغ رسل السماء رسل الارض وقد كان الكلام بين رسل أهل الارض وبينه من غير أن يرسل الكلام مع رسل أهل السمآء وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل هل رأيت ربك؟ فقال جبرئيل: ان ربى لا يرى فقال رسول الله صلى الله عليه واله: من اين تأخذ الوحى فقال: آخذه من اسرافيل فقال: ومن أين يأخذه اسرافيل؟ قال يأخذه من ملك فوقه من الروحانيين قال: فمن أين يأخذه ذلك الملك؟ قال يقذف في قلبه قذفا فهذا وحى وهو كلام الله عزوجل وكلام الله ليس بنحو واحد، منه ما كلم الله به الرسل ومنه ما قذفه في قلوبهم ومنه رؤيا يراها الرسل ومنه وحى وتنزيل يتلى ويقرأ فهو كلام الله فاكتف بما وصفت لك من كلام الله فان معنى كلام الله ليس بنحو واحد فان منه ما تبلغ به رسل السمآء رسل الارض.

138 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لبعض الزنادقة وقد جاء اليه مستدلا بآى من القرآن متوهما

[589]

فيها التناقض والاختلاف وأما قوله تعالى: ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا و ليس بكاين الا من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء كذلك قال الله تعالى قد كان الرسول يوحى اليه وذكر نحو ما نقلنا من كتاب التوحيد الا أنه ليس هنا (فاكتف إلى آخره).

139 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن أبى الصباح الكنانى عن أبيبصير قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: وكذلك أوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان قال: خلق من خلق الله عزوجل أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه واله يخبره ويسدده وهو مع الائمة من بعده.

140 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن أسباط عن اسباط بن سالم قال: سئله رجل من اهل هيت(1) وأنا حاضر عن قول الله عزوجل: (وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا) فقال: منذ أنزل الله عزوجل ذلك الروح على محمد ما صعد إلى السمآء وانه لفينا.

141 - محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن على بن اسباط عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن العلم أهو شئ يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرؤنه فتعلمون منه؟ قال: الامر أعظم من ذلك وأوجب أما سمعت قول الله عزوجل: (وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان) ثم قال: أى شئ يقول أصحابكم في هذه الآية أيقولون:(2) انه كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان؟ فقلت: لا أدرى جعلت فداك ما يقولون؟ فقال: بلى قد كان في حال لا يدرى ما الكتاب و لا الايمان حتى بعث الله عزوجل الروح التى ذكر في الكتاب، فلما أوحاها اليه علم بها

___________________________________

(1) هيت: بلد بالعراق.

(2) وفى المصدر (أيقرؤن) بدل (أيقولون).

[ * ]

[590]

العلم والفهم وهى الروح التى يعطيها الله عزوجل من شاء، فاذا أعطاها عبدا علمه الفهم.

142 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن على بن الحكم عن معاوية بن وهب عن زكريا بن ابراهيم قال: كنت نصرانيا فاسلمت وحججت فدخلت على أبى عبدالله عليه السلام فقلت: انى كنت على النصرانية وانى أسلمت، فقال: وأى شئ رايت في الاسلام؟ قلت: قول الله عزوجل: (ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان و لكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء) فقال: لقد هداك الله، ثم قال: اللهم اهده ثلاثا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

143 - في مجمع البيان: (روحا من امرنا) يعنى الوحى بأمرنا إلى قوله: و قيل: هو ملك اعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه واله عن ابى جعفر وابى عبدالله عليهما السلام، قالا: ولم يصعد إلى السمآء وانه لفينا.

144 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابى عمرو الزبيرى عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقال في نبيه صلى الله عليه واله: وانك لتهدى إلى صراط مستقيم يقول تدعو.

145 - في بصائر الدرجات عبدالله بن عامر عن ابى عبدالله البرقى عن الحسين ابن عثمان عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين) قال: تفسيرها في بطن القرآن (من يكفر بولاية على) وعلى هو الايمان، إلى قوله: واما قوله: (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) يعنى إنك لتأمر بولاية على وتدعو اليها وهو الصراط المستقيم.

146 - في تفسير على بن ابراهيم ثم كنى عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: (ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا) والدليل على أن النور امير المؤمنين صلوات الله عليه قوله عزوجل: (واتبعوا النور الذى أنزل معه) الاية حدثنا جعفر ابن أحمد قال حدثنا عبدالكريم بن الرحيم قال: حدثنا محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: (ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا) يعنى عليا، وعلى صلوات الله عليه هو النور

[591]

فقال: (نهدى به من نشاء من عبادنا) يعنى عليا هدى به من هدى من خلقه، قال: وقال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) يعنى انك لتأمر بولاية على وتدعو اليها، وعلى هو الصراط المستقيم صراط الله الذى له ما في السماوات و ما في الارض يعنى عليا انه جعل خازنه على ما في السماوات وما في الارض من شئ وائتمنه عليه الا إلى الله تصير الامور.

147 - في اصول الكافى عنه عن الحسين عن النضر عن القاسم بن سليمان عن ابى مريم الانصارى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه الا هذه الآية (الا إلى الله تصير الامور).




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21403575

  • التاريخ : 19/04/2024 - 23:48

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net