00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الدخان 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الرابع )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة الدخان

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى حمزة قال: قال ابوجعفر عليه السلام: من أدمن قراء سورة الدخان في فرائضه ونوافله بعثه الله عزوجل من الآمنين يوم القيمة وظلله تحت عرشه وحاسبه حسابا يسيرا، وأعطاه كتابه بيمينه.

2 - في مجمع البيان وروى ابوحمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة الدخان في فرائضه ونقل مثل ما نقلنا عن ثواب الاعمال سواء، أبى بن كعب

[620]

عن النبى صلى الله عليه واله قال: ومن قرء سورة الدخان في ليلة الجمعة غفر له.

3 - أبوهريرة عن النبى صلى الله عليه واله قال: ومن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك.

4 - وعنه عن النبى صلى الله عليه واله قال: ومن قرأها في ليلة جمعة أصبح مغفورا له.

5 - أبوامامة عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة.

6 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: يا بن رسول الله كيف أعرف ان ليلة القدر يكون في كل سنة قال: اذا أتى شهر رمضان فاقرء سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فاذا أتت ليلة ثلاث عشرين فانك ناظر إلى تصديق الذى سألت عنه.

7 - في مجمع البيان: انا انزلناه في ليلة مباركة اى أنزلنا القرآن، و الليلة المباركة هى ليلة القدر، وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام.

8 - في تفسير على بن ابراهيم (انا أنزلناه) يعنى القرآن (في ليلة مباركة انا كنا منذرين) وهى ليلة القدر أنزل الله عزوجل القرآن فيها إلى البيت المعمور جملة واحدة ثم نزل من البيت المعمور على رسول الله صلى الله عليه واله في طول عشرين سنة، فيها يفرق يعنى في ليلة القدر كل امر حكيم اى يقدر الله عزوجل كل أمر من الحق والباطل وما يكون في تلك السنة، وله فيه البداء والمشية، يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والارزاق والبلايا والاعراض والامراض، ويزيد فيه ما يشاء وينقص ما يشاء، ويلقيه رسول الله صلى الله عليه واله إلى أمير المؤمنين عليه السلام، ويلقيه أمير المؤمنين إلى الائمة عليهم السلام، حتى ينتهى ذلك إلى صاحب الزمان عليه السلام، ويشترط له فيه البداء والمشية والتقديم والتأخير، قال: حدثنى بذلك أبى عن ابن ابى عمير عن عبدالله بن مسكان عن أبى جعقر وأبى عبدالله وأبى الحسن عليهم السلام.

9 - قال: وحدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن يونس عن داود بن فرقد عن أبى المهاجر عن ابى جعفر عليه السلام قال: يا ابا لمهاجر لا تخفى علينا ليلة القدر ان الملائكة

[621]

يطوفون بنا فيها.

10 - في اصول الكافى باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه فان قالوا: فمن هو ذاك؟ فقل: كان رسول الله صلى الله عليه واله صاحب ذلك فهل بلغ أو لا؟ فان قالوا: قد بلغ، فقل: فهل مات صلى الله عليه واله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف فان قالوا: لا، فقل: ان خليفة رسول الله مؤيد ولا يستخلف رسول الله صلى الله عليه واله الا من يحكم بحكمه والا من يكون مثله الا النبوة، وان كان رسول الله صلى الله عليه واله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده، فان قالوا: فان علم رسول الله صلى الله عليه واله كان من القرآن(1) فقل: (حم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة مباركة) إلى قوله (انا كنا مرسلين) فان قالوا لك: لا يرسل الله عزوجل الا إلى نبى(2) فقل: أهذا الامر الحكيم الذى يفرق فيه هومن الملائكة والروح التى تنزل من سماء إلى سماء او من سماء إلى الارض، فان قالوا: من سماء إلى سماء، فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فان قالوا: من سماء إلى أرض واهل الارض أحوج الخلق إلى ذلك، فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون اليه؟ فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم فقل:(3) (ألله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى

___________________________________

(1) قال المحدث الكاشانى (ره): هذا ايراد سؤال على الحجة، تقريره: ان علم رسول الله صلى الله عليه واله لعله كان من القرآن فحسب ليس ما يتجدد في شئ؟ فأجاب بان الله سبحانه يقول: (فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا انا كنا مرسلين) فهذه الاية تدل على تجدد الفرق والارسال في تلك الليلة المباركة بانزال الملائكة والروح فيها من السماء إلى الارض دائما، فلابد من وجود من يرسل اليه الامر دائما.

(2) قال المجلسى (ره) هذا سؤال آخر تقريره انه يلزم مما ذكرتم جواز ارسال الملك إلى غير النبى مع انه لا يجوز ذلك فأجاب عنه بمدلول الاية التى لا مرد لها.

(3) يعنى فقل: اذا لم يكن الخليفة مؤيدا محفوظا من الخطاء فكيف يخرجه الله و يخرج به عباده من الظلمات إلى النور وقد قال الله سبحانه: (الله ولى الذين آمنوا...اه).

[ * ]

[622]

النور) إلى قوله (خالدون) ولعمرى ما في الارض ولا في السماء ولى لله عز ذكره الا وهو مؤيد ومن أيد لم يخط، وما في الارض عدو لله عز ذكره الا وهو مخذول، ومن خذل لم يصب كما أن الامر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الارض، كذلك لابد من وال فان قالوا: لا نعرف هذا، فقل لهم قالوا: ما أحببتم أبى الله عزوجل بعد محمد صلى الله عليه واله أن يترك العباد ولا حجة عليهم.

11 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال قال الله عزوجل في ليلة القدر: (فيها يفرق كل أمر حكيم) يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين انما هو شئ واحد، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزوجل، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت، انه لينزل في ليلة القدر إلى ولى الله(1) تفسير الامور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا.

و في أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لولى الامر سوى ذلك كل يوم علم الله عزوجل الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر ثم قرأ: (ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم).

12 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلحوا فوالله انها لحجة تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه واله وانها لسيدة دينكم وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا (بحم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين) فانها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه واله يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى: (وان من أمة الا خلا فيها نذير) قيل: يا ابا جعفر نذيرها محمد صلى الله عليه واله؟ قال: صدقت فهل كان نذير وهو حى من البعثة في أقطار الارض؟ فقال السائل: لا، قال أبوجعفر عليه السلام: أرأيت بعيثه أليس نذيره كما ان رسول الله صلى الله عليه واله في بعثته من الله عزوجل نذير؟ فقال: بلى قال: فكذلك لم يمت محمد الا وله بعيث نذير، قال: فان قلت: لا، فقد ضيع رسول الله صلى الله عليه واله من في أصلاب

___________________________________

(1) وفى المصدر (ولى الامر) مكان (ولى الله).

[ * ]

[623]

الرجال من أمته، قال: وما يكفيهم القرآن؟ قال: بلى ان وجدوا له مفسرا، قال: وما فسره رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال: بلى قد فسره لرجل واحد، وفسر للامة شأن ذلك الرجل وهو على بن أبى طالب عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

13 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما قبض أمير المؤمنين عليه السلام قام الحسن بن على في مسجد الكوفة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبى صلى الله عليه واله، ثم قال: ايها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الاولون ولا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في الليلة التى قبض فيها وصى موسى يوشع بن نون، والليلة التى عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التى نزل فيهاالقرآن، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

14 - أحمد بن مهران وعلى بن ابراهيم جميعا عن محمد بن على عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن ابراهيم قال: كنت عند ابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام اذ أتاه رجل نصرانى فقال: انى اسئلك اصلحك الله فقال: سل، فقال: اخبرنى عن كتاب الله الذى انزل على محمد صلى الله عليه واله ونطق به ثم وصفه بما وصفه فقال: (حم والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منزلين) ما تفسيرها في الباطن؟ فقال: أما حم فهومحمد صلى الله عليه واله، وهو في كتاب هود الذى أنزل عليه، وهو منقوص الحروف وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين على عليه السلام، واما الليلة ففاطمة صلوات الله عليها واما قوله: (فيها يفرق كل امر حكيم) يقول: يخرج منها خير كثير، فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم، فقال الرجل: صف لى الاول والاخر من هؤلاء الرجال فقال: ان الصفات تشتبه ولكن الثالث من القوم اصف لك ما يخرج من نسله وانه عندكم لفى الكتب التى نزلت عليكم، ان لم تغيروا وتحرفوا وتكفروا وقديما ما فعلتم، قال له النصرانى: لا استر عنك ما علمت ولا اكذبك وانت تعلم ما اقول في صدق ما اقول وكذبه، والله لقد اعطاك الله من فضله وقسم عليك من نعمه ما لا يخطره الخاطرون ولا يستره الساترون، ولا يكذب فيه من كذب، فقولى لك في ذلك الحق كلما ذكرت فهو كما ذكرت، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

[624]

15 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن أذينه عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: (انا أنزلناه في ليلة مباركة) قال: نعم ليلة القدر وهى في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر، فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر قال الله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) قال: يقدر في ليلة القدر كل شيئ يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل خير وشر، وطاعة ومعصية، ومولود وأجل ورزق، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله تعالى فيه المشية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف عليه بتمامه في سورة القدر ان شاء الله تعالى.

16 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبى عبدالله المؤمن عن اسحاق بن عمار قال: سمعته يقول وناس يسئلونه يقولون: الارزاق تقسم ليلة النصف من شعبان؟ قال: فقال: لا والله ما ذلك الا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان واحدى وعشرين وثلاث وعشرين فان في تسعة عشر يلتقى الجمعان، وفى ليلة احدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم، وفى ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله تعالى من ذلك، وهى ليلة القدر التى قال الله تعالى: (خيرمن ألف شهر) قال: قلت: ما معنى قوله: يلتقى الجمعان؟ قال: يجمع الله فيها ما اراد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث عشرين؟ قال: انه يفرقه في ليلة احدى وعشرين امضاه ويكون له فيه البداء فاذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذى لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.

17 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن الحسين بن على عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: اذا كان أول ليلة من شهر رمضان فقل: اللهم إلى أن قال: واجعل فيما تقضى وتقدر من الامر المحتوم فيما يفرق من الامر الحكيم في ليلة القدر من القضاء الذى لا يرد ولا يبدل ان تكتبنى من حجاج بيتك.

18 - في روضة الكافى حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندى عن أحمد بن عديس عن ابان عن يعقوب بن شعيب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يفرق في كل ليلة القدر

[625]

ما كان من شدة او رخاء أو مطر يقدر ما يشاء عزوجل ان يقدر إلى مثلها من قابل.

18 - في تهذيب الاحكام باسناده إلى زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال: في ليلة تسع عشرة يكتب وفد الحاج، وفيها يفرق كل أمر حكيم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

19 - أبوالصباج الكنانى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم نادى مناد في تلك الليلة من بطنان العرش: إن الله تعالى قد غفر لمن أتى قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة.

20 - في بصائر الدرجات احمد بن محمد عن عمر بن عبدالعزيز عن يونس عن الحارث بن المغيرة البصرى [ عن عمرو ] عن ابن أبى عمير عمن رواه عن هشام قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: قول الله تبارك وتعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم)؟ قال: تلك ليلة القدر يكتب فيها وفد الحاج، وما يكون فيها من طاعة أو معصية أو حيوة أو ممات، ويحدث الله في الليل والنهار ما يشاء ثم يلقاه إلى صاحب الارض قال ابن الحارث: فقلت: ومن صاحب الارض؟ قال: صاحبكم.

21 - العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن عبدالله بن سنان قال: سئلته عن النصف من شعبان؟ فقال: ما عندى فيه شئ، ولكن اذا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قسم فيها الارزاق وكتب فيها الاجال وخرج فيها صكاك الحاج(1) واطلع الله إلى عباده فغفر الله لهم الا شارب الخمر مسكر، فاذا كانت ليلة ثلاث وعشرين فيها يفرق كل أمر حكيم، ثم ينهى ذلك ويمضى ذلك، قلت: إلى من؟ قال: إلى صاحبكم ولولا ذلك لم يعلم.

22 - في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها أنه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور؟ قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذى أنزل الله تعالى فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وفيه نبئ محمد صلى الله عليه واله، وفيه

___________________________________

(1) الصكاك جمع الصك: الكتاب.

والصكاك بمعنى الارزاق ايضا.

[ * ]

[626]

ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وفيه رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل، ولذلك سميت بليلة القدر.

23 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلى عن على بن عن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من نام في الليلة التى يفرق كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة وهى ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، لان فيها يكتب وفد الحاج وفيها تكتب الارزاق والآجال وما يكون من السنة إلى السنة.

24 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل وفيه بعد ان ذكر عليه السلام الحجج قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله صلى الله عليه واله ومن حل محله من اصفياء الله الذين قرنهم الله بنفسه ورسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذى فرض عليهم ميثاقا لنفسه، وهم ولاة الامر الذين قال الله فيهم: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وقال فيهم: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) قال السائل: ما ذاك الامر؟ قال عليه السلام: الذى تنزل به الملائكة في الليلة التى يفرق كل أمر حكيم من رزق و أجل وعمل وحيوة وموت وعلم غيب السماوات والارض، والمعجزات التى لا تنبغى الا لله وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه وهم وجه الله الذى قال: (فأينما تولوا فثم وجه الله) هم بقية الله يعنى المهدى عليه السلام الذى يأتى عند انقضاء هذه لنظرة فيملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ومن آياته الغيبة والاكتتام عند عموم الطغيان وحلول الانتقام، ولو كان هذا الامر الذى عرفتك بيانه للنبى صلى الله عليه واله دون غيره لكان الخطاب يدل على فعل ماض غير دائم ولا مسقبل ولقال نزلت الملائكة وفرق كل أمر حكيم، ولم يقل: (تنزل الملائكة ويفرق كل أمر حكيم).

25 - في جوامع الجامع فارتقب يوم تأتى السمآء بدخان مبين واختلف في الدخان فقيل انه دخان يأتى من السمآء قبل قيام الساعة يدخل في اسماع الكفرة حتى

[627]

يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ(1) ويعترى المؤمن منه كهيئة الزكام، و تكون الارض كلها كبيت اوقد فيه ليس فيه خصاص(2) يمد ذلك أربعين يوما وروى ذلك عن على وابن عباس والحسن.

26 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (فارتقب) اى اصبر (يوم تأتى السمآء بدخان مبين) قال: ذلك اذا خرجوا في الرجعة من القبر يغشى الناس كلهم الظلمة، فيقولون: هذا عذاب اليم ربنا اكشف عنا العذاب انا موقنون فقال الله ردا عليهم: انى لهم الذكرى في ذلك اليوم وقد جاء‌هم رسول مبين اى رسول قد بين لهم ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون قال: قالوا ذلك لما نزل الوحى على رسول الله صلى الله عليه واله فأخذه الغشى، فقالوا هو مجنون ثم قال عزوجل: انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون يعنى إلى يوم القيامة، ولو كان قوله عزوجل: (يوم تأتى السمآء بدخان مبين) في القيامة لم يقل: (انكم عائدون) لانه ليس بعد الآخرة والقيامة حالة يعودون اليها وقوله عزوجل: ومقام كريم اى حسن ونعمة كانوا فيها فاكهين قال: النعمة في الابدان، وقوله فاكهين اى فاكهين للنساء كذلك واورثناها قوما آخرين يعنى بنى اسرائيل فما بكت عليهم السمآء والارض وما كانوا منظرين.

27 - قال حدثنى أبى عن حنان بن سدير عن عبدالله بن الفضل الهمدانى عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: مر عليه رجل عدو لله ولرسوله فقال: (فما بكت عليهم السمآء والارض وما كانوا منظرين) ثم مر عليه الحسين بن على عليه السلام فقال: لكن هذا لتبكين عليه السماء والارض، وما بكت السماء والارض الا على يحيى بن زكريا، وعلى الحسين بن على عليهما السلام.

28 - قال: وحدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: كان على بن الحسين عليهما السلام يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل

___________________________________

(1) الحنيذ (كما في اكثر النسخ وكذا في المصدر ومجمع البيان والمنقول عنه في البحار) المشوى من قولهم: حنذ اللحم اذا شواه وانضجه بين حجرين.

(2) الخصاص - بفتح الخاء -: الفرجة والخلة.

[ * ]

[628]

الحسين بن على عليه السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنه احقابا(1) وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى يسيل على خديه لاذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله عزوجل مبوء صدق في الجنة، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة(2) ما أوذى فينا صرف الله عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.

29 - وحدثنى أبى عن بكر بن محمد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة عفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

30 - في مجمع البيان وروى زرارة بن أعين عن أبى عبدالله عليه السلام أنه قال: بكت السماء على يحيى بن زكريا وعلى الحسين بن على عليهما السلام أربعين صباحا قلت: فما بكاء‌ها؟ قال: كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء.

31 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب - الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (فما بكت عليهم السماء والارض) يعنى على بن أبى طالب عليه السلام وذلك ان عليا عليه السلام خرج قبل الفجر متوكئا على عنزة(3) والحسين خلقه يتلوه حتى أتى حلقة رسول الله صلى الله عليه واله [ فرمى بالعنزة ](4) ثم قال: ان الله تعالى ذكر أقواما فقال: (فما بكت عليهم السماء والارض) والله ليقتلنه ولتبكين السماء عليه.

32 - وقال الصادق عليه السلام: بكت السماء على الحسين عليه السلام أربعين يوما بالدم.

33 - عن اسحاق الاحمر عن الحجة عليه السلام حديث طويل وفى أواخره وذبح يحيى عليه السلام كما ذبح الحسين ولم تبك السماء والارض الا عليهما.

___________________________________

(1) الاحقاب جمع حقب وهو ثمانون سنة من سنين الاخرة وقيل: الاحقاب ثلثة و أربعون حقبا كل حقب سبعون خريفا، كل خريف سبعمأة سنة كل سنة ثلثمأة وستون يوما كل يوم الف سنة قاله الطريحى (ره) في مجمع البحرين.

(2) المضاضة: وجع المصيبة.

(3) العنزة - محركة -: شبيه العكازة أطول من العصا واقصر من الرمح.

(4) ما بين العلامتين غير موجود في المصدر.

[ * ]

[629]

34 - في مجمع البيان وروى عن أنس عن النبى صلى الله عليه واله قال: ما مؤمن الا وله باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه، فاذا مات بكيا عليه.

35 - فيمن لا يحضره الفقيه بعد ان نقل حديثا عن الصادق عليه السلام قال (ع): اذا مات المؤمن بكت عليه بقاع الارض التى كان يعبد الله عزوجل فيها، والباب الذى كان يصعد منه عمله وموضع سجوده.

قال عز من قائل: ولقد اخترناهم على علم على العالمين.

26 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت قال الامام الحسن بن على عليهما السلام: حدثنى أبى عن أبيه عن جده عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله عزوجل اختارنا معاشر آل محمد واختار النبيين واختار الملائكة المقربين، وما اختارهم الا على علم منه بهم أنهم لا يواقعون ما يخرجون به عن ولايته، وينقطعون به عن عصمته، وينقمون به إلى المستخفين بعذابه ونعمته.

37 - في مجمع البيان: أهم خير أم قوم تبع وروى سهل بن سعد عن النبى صلى الله عليه واله أنه قال: لا تسبوا تبعا، فانه كان قد أسلم.

38 - وروى الوليد بن صبيح عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان تبعا قال للاوس والخزرج: كونوا هيهنا حتى يخرج هذا النبى صلى الله عليه واله أما أنا فلو أدركته لخدمته وخرجت معه.

39 - في أصول الكافى احمد بن مهران رحمه الله عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن على بن اسباط عن ابراهيم بن عبدالحميد عن زيد الشحام قال: قال لى أبو عبدالله عليه السلام ونحن في الطريق في ليلة الجمعة: اقرأ فانها ليلة الجمعة قرآنا فقرأت: ان يوم الفصل ميقاتهم أجمعين يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون الا من رحم الله فقال أبوعبدالله عليه السلام: نحن والله الذى استثنى الله فكنا نغنى عنهم.

40 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام أنه قال لابى بصير: يا أبا محمد والله ما استثنى الله عز ذكره بأحد من أوصياء الانبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين وشيعته فقال في كتابه وقوله

[630]

الحق (يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون الا من رحم الله) يعنى بذلك عليا عليه السلام وشيعته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

41 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا) قال: من وإلى غير أولياء الله لا يغنى بعضهم عن بعض، ثم استثنى من والى آل محمد فقال: (الا من رحم الله انه هو العزيز الرحيم) ثم قال: ان شجرة الزقوم طعام الاثيم نزلت في أبى جهل بن هشام وقوله عزوجل: كالمهل قال: المهل الصفر المذاب يغلى في البطون كغلى الحميم وهو الذى قد حمى وبلغ المنتهى.

42 - في مجمع البيان وروى ان أبا جهل اتى بتمر وزبد فجمع بينهما وأكل و قال: هذا هو الزقوم الذى يخوفنا محمد به.

43 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبى - يحيى الواسطى عن بعض اصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من أشبع مؤمنا وجبت له الجنة، ومن اشبع كافرا كان حقا على الله أن يملاء جوفه من الزقوم، مؤمنا كان أو كافرا.

44 - في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: خذوه فاعتلوه اى فأضغطوه من كل جانب ثم انزلوا به إلى سواء الجحيم ثم يصب عليه ذلك الحميم ثم يقال له: ذق انك انت العزيز الكريم فلفظه خبر ومعناه حكاية عمن يقول له ذلك، وذلك أن أبا جهل كان يقول أنا العزيز الكريم فيعير بذلك في النار.

45 - في جوامع الجامع روى ان أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه واله: ما بين جبليها أعز ولا اكرم منى.

46 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال ايما عبد أقبل قبل ما يحب الله عزوجل اقبل الله قبل ما يحب، ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الارض أو كانت نازلة نزلت على أهل الارض فشملتهم بلية، كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية(1) أليس الله عزوجل يقول: ان المتقين

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره) بعد ذكر الخبر في كتاب بحار الانوار ما لفظه: بيان في القاموس واذا قبل قبلك بالضم اقصد قصدك وقبالته بالضم: تجاهه، والقبل - محركة -: المحجة الواضحة، ولى قبله بكسر القاف اى عنده انتهى والمراد اقبال العبد نحو ما يحبه الله وكون ذلك مقصوده دائما، واقبال الله نحو ما يحبه العبد توجيه اسباب ما يحبه العبد من مطلوبات الدنيا والاخرة.

والاعتصام بالله: الاعتماد والتوكل عليه.

(ومن اقبل الله الخ) هذه الجمل تحتمل وجهين (الاول) ان يكون (لم يبال) خبرا للموصول وقوله: (لو سقطت) جملة اخرى استينافية، او قوله (كان في حزب الله) جزاء الشرط (الثانى) ان يكون (لم يبال) جزاء الشرط ومجموع الشرط والجزاء خبر الموصول، وقوله (كان في حزب الله) استينافا.

(فشملتهم بلية) بالنصب على التمييز او بالرفع ان شملتهم بلية بسبب النازلة أو يكون من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر.

(بالتقوى) اى بسببه كما هو ظاهر الاية، فقوله: (من كل بلية) متعلق بمحذوف اى محفوظا من كل بلية او الباء للملابسة و (من كل) متعلق بالتقوى اى بقية من كل بلية والاول اظهر.

[ * ]

[631]

في مقام امين.

قال عز من قائل: وزوجناهم بحور عين.

47 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل ابن زياد عن محمد بن سنان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال: اذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بعث رب العزة عليا عليه السلام، فأنزلهم منازلهم من الجنة فزوجهم، فعلى والله الذى يزوج أهل الجنة في الجنة، وما ذاك إلى أحد غيره كرامة من الله عز ذكره، وفضلا فضله الله ومن به عليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

48 - أحمد بن محمد عن على بن الحسن التيمى عن محمد بن عبدالله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمنة حوراء عيناء، وكل مؤمن صديق، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

[632]

49 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى نصر عن الحسين بن خالد وعلى بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان الخزاز عن رجل عن الحسين بن خالد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن مهر السنة كيف صار خمسمأة؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى أوجب على نفسه ان لا يكبره مؤمن مأة تكبيرة، ويسبحه مأة تسبيحة، ويحمده مأة تحميدة، ويهلله مأة تهليلة، ويصلى على محمد وآل محمد مأة مرة، ثم يقول: أللهم زوجنى من الحور العين، الا زوجه الله حورا، وجعل ذلك مهرها، ثم أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه واله أن سن مهور المؤمنات خمسمأة درهم ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه واله، وأيما مؤمن خطب إلى أخيه حرمته فقال خمسمأة درهم فلم يزوجه، فقد عقه واستحق من الله عزوجل ألا يزوجه حورا.

50 - في صحيفة الرضا وباسناده قال رسول الله صلى الله عليه واله: الذى يسقط من المائدة مهور الحور العين.

51 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أربعة أوتوا سمع الخلايق(1) النبى صلى الله عليه واله، والحور العين، والجنة، والنار، فما من عبد يصلى على النبى صلى الله عليه واله أو يسلم عليه الا بلغه ذلك وسمعه، وما من أحد قال: اللهم زوجنى من الحور العين الا سمعته وقلن: يا رب ان فلانا خطبنا اليك فزوجنا منه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

52 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن أبى بصير عن ابيعبد الله عليه السلام أنه قال: المؤمن يزوج ثمانمأة عذراء، وألف ثيب، وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذراء؟ قال: نعم، ما يفترش منهن شيئا الا وجدها كذلك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

53 - في مجمع البيان عن زيد بن أرقم قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا أبا القاسم تزعم أن اهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال: والذى نفسى بيده ان الرجل ليؤتى قوة مأة رجل في الاكل والشرب والجماع، و

___________________________________

(1) اى اوتوا سمعا يسمعون بها كلام الخلائق كلهم.

[ * ]

[633]

الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

54 - في روضة الكافى باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الاوصياء وشيعتهم، على حافتى ذاك النهر جوارى نابتات، كلما قلعت واحدة نبتت أخرى.

55 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء؟ قال: خلقت من الطيب لا تعتريها عاهة، ولا يخالط جسمها آفة، ولا يجرى في ثقبها شئ، ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة اذ ليس فيه لسوى الاحليل مجرى قال: فهى تلبس سبعين حلة ويرى زوجها مخ ساقها من وراء حللها وبدنها؟ قال: نعم كما يرى أحدكم الدرهم اذا ألقى في ماء صاف قدره قيد رمح(1).

56 - في تفسير على بن ابراهيم ثم وصف ما أعده للمتقين من شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: (ان المتقين في مقام أمين) إلى قوله تعالى: (الا الموتة الاولى) يعنى في الجنة غير الموتة التى في الدنيا ووقيهم عذاب الجحيم إلى قوله تعالى: فارتقب انهم مرتقبون اى انتظر انهم منتظرون.

57 - في اصول الكافى على بن ابراهيم على بن محمد عن على بن العباس عن الحسين بن عبدالرحمن عن سفيان الحريرى عن أبيه عن سعد الخفاف عن أبى جعفر عليه السلام انه قال حاكيا عن القرآن: يأتى الرجل من شيعتنا الذى كان يعرفه ويجادل به أهل الخلاف فيقوم بين يديه فيقول: ما تعرفنى؟ فينظر اليه الرجل فيقول: ما أعرفك يا عبدالله، قال: فيرجع في صورته التى كانت في الخلق الاول، فيقول: ما تعرفنى؟ فيقول: نعم، فيقول القرآن: انا الذى أسهرت ليلك وأنصبت عيشك، وفى سمعت الاذى، و رجمت بالقول في، الا وان كل تاجر قد استوفى تجارته وانا وراء‌ك اليوم، قال: فينطلق به إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقول: يا رب عبدك وأنت أعلم به قد كان نصبا

___________________________________

(1) القيد - بالفتح والكسر: القدر.

[ * ]

[634]

في(1) مواظبا على يعادى لسببى، ويحب في ويبغض، فيقول الله عزوجل: أدخلوا عبدى جنتى واكسوه حلة من حلل الجنة، وتوجوه بتاج، فاذا فعل به ذلك عرض على القرآن، فيقال له: هل رضيت بما صنع بوليك؟ فيقول: يا رب انى أستقل هذا له فزده مزيد الخير كله، فيقول عزوجل: وعزتى وجلالى وعلوى وارتفاع مكانى.

لانحلن له اليوم خمسة أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته، ألا انهم شباب لا يهرمون، وأصحاء لا يسقمون، وأغنياء لا يفتقرون، وفرحون لا يحزنون، وأحياء لا يموتون، ثم تلا هذه الآية: (لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

___________________________________

(1) نصب الرجل نصبا - بالكسر -: تعب

[635]

قد تم الجزء الرابع حسب تجزئتنا ويتلوه الجزء الخامس انشاء الله تعالى وقد فرغت من تصحيحه والتعليق عليه في اليوم الرابع والعشرين من شهر شعبان المعظم سنة 1384 من الهجرة النبوية والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا وباطنا وانا العبد الفاني: السيد هاشم الرسولي المحلاتي

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402982

  • التاريخ : 19/04/2024 - 18:46

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net