00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الفتح 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة الفتح

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله عليه السلام قال: حصنوا اموالكم ونسائكم وماملكت ايمانكم من التلف بقراء‌ة " انا فتحنالك " فانه اذاكان ممن يدمن قراء‌تها نادى مناد يوم القيامة حتى تسمع الخلايق: انه من عبادى

[47]

المخلصين، الحقوه بالصالحين من عبادى، وادخلوه جنات النعيم، واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور.

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرأ هافكانما شهد مع رسول الله صلى الله عليه واله.

3 - وفي رواية فكانه كان مع من بايع محمد تحت الشجرة.

عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله في سفر فقال: نزلت على البارحة سورة هى أحب إلى من الدنيا ومافيها " انا فتحنا لك " إلى قوله " وما تأخر " أورده البخارى في الصحيح.

4 - قتادة عن أنس قال: لما رجعنا من غزاة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكابة أنزل الله عزوجل: " انا فتحنا لك فتحا مبينا " فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لفد نزلت على آية هى أحب إلى من الدنيا وما فيها.

5 - عبدالله بن مسعود قال أقبل رسول الله صلى الله عليه واله من الحديبية فجعلت ناقته تثقل، فتقدمنا فانزل الله عليه: " انا فتحنا لك فتحا مبينا " فأدركنا رسول الله صلى الله عليه واله وبه من السرور ماشاء الله، فأخبرانها نزلت عليه.

6 - في تفسير العياشى عن منصور بن حازم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه واله " انى اخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم " حتى نزلت سورة الفتح، فلم يعدالى ذلك الكلام.

7 - في تفسير على بن ابراهيم قال: وكان اساف ونايله رجلا وامراة عجوز شمطاء(1) تخمش وجهها تدعو بالويل فقال رسول الله صلى الله عليه واله تلك نايلة يبست(2) ان تعيد ببلاد كم هذه في مجمع البيان اختلف في هذا الفتح على وجوه احدهاان المراد به فتح مكة وعده الله ذلك عام الحديبية عند انكفائه منها عن انس وقتادة وجماعة من المفسرين.

___________________________________

(1) الشمطاء: التى خالط بياض رأسها سواد.

(2) كذا

[48]

8 - قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ستقف انشاء الله عند قوله تعالى: " ليغفر لك الله " الاية على حديث عن الرضا عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: فلما فتح الله تعالى على نبيه مكة قال له: يامحمد انا فتحنالك فتحامبينا ليغفرلك الله ما تقدم من ذنبك وماتأخر.

رجعنا إلى كلام مجمع البيان إلى قوله: وثالثها ان المراد بالفتح هنا فتح خيبر عن مجاهد والعوفى وروى عن مجمع بن حارثة الانصارى كان احدالقراء قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه واله: فلما انصرفنا عنها اذ الناس يهزون الاباعر(1) فقال بعض الناس لبعض: مابال الناس؟ قالوا: اوحى إلى رسول الله صلى الله عليه واله فخرجنا نوجف فوجدنا النبى صلى الله عليه واله واقفا على راحلته عند كراع الغميم(2) فلما اجتمع الناس اليه قرء انا فتحنا لك فتحا السورة فقال عمر: افتح هو يا رسول الله؟ قال نعم والذى نفسى بيده، انه لفتح فقسمت خيبر على اهل الحديبية لم يدخل فيها احدالامن شهدها.

9 - في جوامع الجامع وقيل: هوفتح الحديبية، فروى ان رسول الله صلى الله عليه واله لما رجع من الحديبية قال رجل من أصحابه: ما هذاالفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا، فقال عليه السلام: بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح، قدرضى المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح ويسئلوكم القضية ورغبوا اليكم في الامان و قد رأوا منكم ماكرهوا.

وعن الزهرى: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك ان المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الاسلام في قلوبهم وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، كثر بهم سواد الاسلام، والحديبية بئر نفدماؤها حتى لم يبق فيها قطرة فأتاها النبى صلى الله عليه واله فجلس على شفيرها(3) ثم دعاباناء من ماء فتوضى ثم

___________________________________

(1) هزه: حركه.

والاباعر جمع بعير.

(2) كراع الغميم: واد بينه وبين المدينة نحو من مأة وسبعين ميلا، وبينه وبين مكة نحو ثلاثين ميلا.

(3) الشفير: ناحية كل شئ

[49]

تمضمض ومجه(1) فيها ففارت بالماء حتى أصدرت جميع من معه وركابهم.

وعن سالم بن أبى الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم تحت الشجرة؟ قال كنا ألفا وخمسمأة وذكر عطشا أصابهم قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه واله بماء في تور(2) فوضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، قال فشربنا ووسعنا وكفانا ولوكنا مأة ألف كفانا.

10 - في اصول الكافى محمدبن أحمد عن عمه عبدالله بن الصلت عن الحسن بن على بن بنت الياس عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: ان على بن الحسين عليه السلام لما حضرته الوفاة اغمى عليه ثم فتح عينيه وقرأ: " اذا وقعت الواقعة " " وانا فتحنا لك فتحا " وقال: " الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين " ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

11 - في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى جابر الجعفى عن محمد الباقر عليه السلام قال: كنت عند على بن الحسين عليهما السلام اذ أتاه رجل من بنى أمية من شيعتنا، فقال له: يابن رسول الله ماقدرت أن أمشى اليك من وجع رجلى، قال: أين أنت من عوذة الحسين بن على عليه السلام؟ قال: يابن رسول الله وماذاك؟ قال آية " انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفرلك الله ما تقدم من ذنبك وماتأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * وينصرك الله نصرا عزيزا * هوالذى أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السماوات والارض وكان الله عليما حكيما * ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيآتهم وكان ذلك عندالله فوزا عظيما * ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم جهنم وساء‌ت

___________________________________

(1) مج الماء من فيه: رمى به.

(2) التور: اناء صغير.

[50]

مصيرا * ولله جنود السماوات والارض وكان الله عزيزا حكيما " قال: ففعلت ماأمرنى به، فما حسست بعد ذلك بشئ منها بعون الله تعالى.

12 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم ان الله عزوجل أمر رسوله صلى الله عليه وآله في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر اصحابه وامرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذاالحليفة احرموا بالعمرة وساقوا البدن، وساق رسول الله صلى الله عليه وآله ستة وستين بدنة وأشعرها عند احرامه وأحرموامن ذى الحليفة ملبين بالعمرة وقدساق من ساق منهم الهدى معرات(1) مجللات، فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن وليد في مأتى فارس كمينا يستقبل رسول الله صلى الله عليه واله فكان يعارضه على الجبال، فلما كان في بعض الطريق حضرت صلوة الظهر فاذن بلال فصلى رسول الله صلى الله عليه واله بالناس فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلوة لاصبناهم فانهم لايقطعون صلوتهم ولكن تجئ الآن لهم صلوة اخرى أحب اليهم من ضياء أبصارهم، فاذا دخلوا في الصلوة أغرنا عليهم فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله بصلوة الخوف في قوله عزوجل: " واذاكنت فيهم فاقمت لهم الصلوة " الآية وهذه الآية في سورة النساء وقد كتبنا خبر صلوة الخوف فيها، فلما كان في اليوم الثانى نزل رسول الله صلى الله عليه واله الحديبية وهى على طرف الحرم، وكان رسول الله صلى الله عليه واله يستنفر الاعراب في طريقه، فلم يتبعه أحد و يقولون: أيطمع محمد صلى الله عليه واله وأصحابه أن يدخل الحرم اوقد غزتهم قريش في عقر ديارهم(2) فقتلوهم، أنه لايرجع محمد صلى الله عليه واله وأصحابه إلى المدينة أبدا، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه واله الحديبية خرجت قريش يحلفون باللات والعزى لايدعون رسول الله صلى الله عليه واله يدخل مكة وفيهم عين تطرف فبعث اليهم رسول الله صلى الله عليه واله انى لم آت لحرب وانما جئت لاقضى مناسكى وانحربدنى وأخلى بينكم وبين لحمانها(3)، فبعثو عروة بن

___________________________________

(1) اى كانت بعضها عرات وبعضها مجللات.

(2) عقرالدار: اصلها ووسطها.

(3) اللحمان جمع اللحم.

[51]

مسعود الثقفى وكان عاقلا لبيبا وهوالذى أنزل الله فيه: " وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " فلما اقبل إلى رسول الله صلى الله عليه واله عظم ذلك وقال: يا محمد تركت قومك وقد ضربوا الابنية وأخرجوا العوذ المطافيل(1) يحلفون باللات و العزى لايدعوك تدخل مكة، فان مكة حرمهم وفيهم عين تطرف أفتريدأن تبيد أهلك(2) وقومك يامحمد، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ماجئت لحرب وانماجئت لاقضى مناسكى وانحربدنى وأخلى بينهم وبين لحمانها فقال عروة: والله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت، فرجع إلى قريش فأخبرهم فقالت قريش: والله لئن دخل محمد صلى الله عليه واله مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترين علينا العرب، فبعثوا حفص بن الاحنف و سهيل بن عمرو، فلما نظراليهما رسول الله صلى الله عليه واله: قال ويح قريش قد نهكتهم الحرب(3) الاخلوا بينى وبين العرب، فان أك صادقا فانما آخذ الملك لهم مع النبوة، وان أك كاذبا كفتهم ذؤبان العرب(4) لايسئلنى اليوم امرء من قريش خطة ليس لله فيها سخط الا أجببتم اليه، فلما وافوا رسول الله صلى الله عليه واله قالوا: يا محمدلم لاترجع عنا عامك هذا إلى أن تنتظر إلى ما يصير أمرك وأمر العرب [ على ان ترجع من عامك ] فان العرب قد تسامعت بمسيرك فاذادخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترت علينا ونخلى لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضى نسكك وتنصرف عنا، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه واله إلى ذلك وقالوا له: تردالينا من جاء كم من رجالنا، ونرد اليك كل من جاء‌نا من رجالك، فقال رسول الله صلى الله عليه واله من جاء كم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه، ولكن على أن المسلمين بمكة لايؤذون في اظهارهم الاسلام، ولا

___________________________________

(1) قال الجزرى: يريد النساء والصبيان.

والعوذ في الاصل جمع عائذ وهى الناقة اذا وضعت وبعد ما تضع اياما حتى يقوى ولدها، والمطافيل: الابل مع اولادها، يريد انهم جاؤا بأجمعهم كبارهم وصغارهم.

(2) اى تهلكهم.

(3) اى اضرت بهم وأثرت فيهم.

(4) الذؤبان: الصعاليك واللصوص.

[52]

يكرهون ولاينكر عليهم شئ يفعلونه من شرايع الاسلام، فتقبلوا ذلك، فلما أجابهم رسول الله صلى الله عليه واله إلى الصلح انكر عامة أصحابه وأشدما كان انكارا عمر فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ فقال: نعم، قال: فنعطى الذلة في ديننا؟ فقال: ان الله عزوجل قد وعدنى ولن يخلفنى، فقال: لوأن معى أربعين رجلا لخالفته، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الاحنف إلى قريش فأخبراهم بالصلح، فقال عمر: يارسول الله ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق من المحلقين؟ فقال: أمن عامنا هذا وعدتك؟ وقلت لك ان الله عزوجل وعدنى ان أفتح مكة واطوف وأسعى وأحلق مع المحلقين، فلما اكثروا عليه قال: ان لم تقبلوا الصلح فحاربوهم، فمروانحو قريش وهم مستعدون للحرب، وحملوا عليهم، فانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله هزيمة قبيحة ومروا برسول الله صلى الله عليه واله فتبسم رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال: ياعلى خذالسيف وأستقبل قريشا، فأخذ أميرالمؤمنين صلوات الله عليه سيفه وحمل على قريش، فلما نظروا إلى اميرالمؤمنين صلوات الله عليه تراجعوا ثم قالوا: ياعلى بدالمحمد فيما اعطانا فقال عليه السلام: لاوتراجع اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه واله، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: الستم أصحابى يوم بدر اذاانزل الله عزوجل فيكم: " اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملاكة مردفين " ألستم أصحابى يوم أحد " اذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في اخريكم " الستم أصحابى يوم كذا؟ الستم أصحابى يوم كذا؟ فاعتذروا إلى رسول الله صلى الله عليه واله وندمواعلى ماكان منهم، وقالوا: الله اعلم ورسوله فاصنع مابدالك ورجع حفص بن الاحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالا: يا محمد قد اجابت قريش إلى ما اشترطت، من اظهار الاسلام وان لايكره احد على دينه فدعا رسول الله صلى الله عليه واله بالمكتب ودعا إلى اميرالمؤمنين عليه السلام وقال له أكتب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل بن عمرو: لانعرف الرحمن اكتب كما كان يكتب آباؤك: باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اكتب باسمك اللهم، فانه اسم من أسماء‌الله، ثم كتب: هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله والملاء من قريش فقال

[53]

سهيل بن عمرو: لو نعلم انك رسول الله صلى الله عليه واله ما حاربناك ; اكتب: هذا ما تقاضى عليه محمدبن عبدالله أتانف من نسبك يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا رسول الله وان لم تقروا، ثم قال: أمح يا على واكتب محمدبن عبدالله فقال أميرالمؤمنين: ماأمحو اسمك من النبوة أبدا، فمحاه رسول الله صلى الله عليه واله بيده ثم كتب: هذا ما اصطلح به محمدبن عبدالله والملاء من قريش وسهيل بن عمرو، اصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشرسنين على أن يكف بعضنا عن بعض، وعلى أنه لااسلال ولا اغلال(1) وان بيننا وبينهم عيبة مكفوفة(2) وان من أحب أن يدخل في عهد محمد و عقده فعل، ومن أحب ان يدخل في عهد قريش وعقدها فعل، وأنه من أتى محمدا بغير اذن وليه يرد اليه وانه من اتى قريشا من اصحاب محمد لم ترده اليه، وان يكون الاسلام ظاهرا ولم يكره احدا على دينه ولايؤذى ولايعير، وان محمدا يرجع عنهم عامة هذا واصحابه ; ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة ايام لايدخل عليها بسلاح الاسلاح المسافر السيوف في القرب(3) وكتبه على بن ابى طالب وشهد على الكتاب المهاجرون والانصارثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: ياعلى انك ابيت ان تمحواسمى من النبوة ; فوالذى بعثنى بالحق نبيا لتجيبن ابناء‌هم إلى مثلها وانت مضيض مضطهد(4) فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب: هذا ما اصطلح عليه اميرالمؤمنين على بن

___________________________________

(1) الاسلال: السرقة الخفية، يقال: سل البعيرا وغيره في جوف الليل: اذا انتزعه من بين الابل.

والاغلال: الخيانة.

(2) قال الجزرى: اى بينهم صدر نقى من الغل والخداع مطوى على الوفاء بالصلح، والمكفوفة: المشرجة المشدودة.

وقيل: ارادان بينهم موادعة ومكافة عن الحرب تجريان مجرى المودة التى تكون بين المتصافين الذين يثق بعضهم إلى بعض(3) قرب - بضمتين - جمع قراب - بالكسر -: الغمدوقيل: هووعاء يكون فيه السيف بغمده وحمالته.

(4) مض الرجل من الشئ مضيضا: الم من وجع المصيبة.

والمضطهد: المقهور والمؤذى.

[54]

ابى طالب عليه السلام ومعاوية بن ابى سفيان فقال عمرو بن العاص: لو علمناانك اميرالمؤ منين ما حاربناك، ولكن اكتب: هذاما اصطلح عليه على بن ابى طالب ومعاوية بن ابى سفيان، فقال اميرالمؤ منين صلوات الله عليه: صدق الله وصدق رسوله اخبرنى رسول الله صلى الله عليه واله بذلك ثم كتب الكتاب قال: فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت: نحن في عهد محمد رسول الله وعقده وقامت بنوبكر فقالت: نحن في عهد قريش وعقدها، وكتبوا نسختين نسخة عند رسول الله صلى الله عليه واله، ونسخة عند سهيل بن عمرو، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الاحنف إلى قريش فأخبراهم وقال رسول الله صلى الله عليه واله لاصحابه: انحروا بدنكم واحلقوا رؤسكم فامتنعوا وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة؟ فاغتم لذلك رسول الله صلى الله عليه واله، وشكا ذلك إلى ام سلمة، فقالت: يا رسول الله أنحرأنت وأحلق فنحر رسول الله صلى الله عليه واله فحلق، فنحرالقوم على حيث يقين وشك وارتياب، فقال رسول الله تعظيما للبدن: رحم الله المحلقين وقال قوم: أنسوق البدن يارسول الله والمقصرين لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق، فقال رسول الله صلى الله عليه واله ثانيا: رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدى، فقالو: يا رسول الله والمقصرين؟ فقال: رحم الله المقصرين، ثم رحل رسول الله صلى الله عليه واله نحو المدينة، فرجع إلى التنعيم(1) ونزلت تحت الشجرة، فجاء اصحابه الذين انكروا عليه الصلح، واعتذروا و اظهروا الندامة على ماكان منهم، وسألوا رسول الله صلى الله عليه واله ان يستغفرلهم، فنزلت آية الرضوان " بسم الله الرحمن الرحيم * انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".

13 - حدثنامحمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن احمد عن محمد بن الحسين عن على بن نعمان عن على بن ايوب عن عمر بن يزيد بياع السابرى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: قول الله في كتابه: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وماتأخر قال: ما كان له ذنب ولاهم بذنب، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفر لها، ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما و

___________________________________

(1) التنعيم: موضع قريب مكة.

[55]

ينصرك الله نصرا عزيزا.

14 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلى عليه السلام فان آدم عليه السلام تاب الله عليه من خطيئة؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله نزل فيه ماهو أكبر من هذا من غيرذنب اتى، قال الله عزوجل " ليغفرلك الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر " ان محمدا غير مواف يوم القيمة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب، وقال عليه السلام: ولقد كان صلى الله عليه واله يبكى حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله اليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: بلى افلااكون عبدا شكورا؟ والحديث طويل اخذنامنه موضع الحاجة.

15 - في مجمع البيان روى المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام قال: سأله رجل عن هذه الآية، فقال: والله ماكان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن ان يغفر ذنوب شيعة على عليه السلام ماتقدم من ذنبهم وما تأخر.

16 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب واتت فاطمة بنت على بن أبى طالب عليه السلام إلى جابربن عبدالله فقالت له: يا صاحب رسول الله ان لنا عليكم حقوقا، عليكم ان اذارايتم احدنا يهلك نفسه اجتهادا ان تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا(1) على نفسه وهذا على بن الحسين بقية ابيه الحسين قدانخرم انفه ونقبت جبهته(2) وركبتاه وراحتاه أذاب نفسه في العبادة، فاتى جابراليه فاستأذن فلما دخل عليه وجده في محرابه قد انصبته العبادة(3) فنهض على فسئله عن حاله سؤالا خفيا، ثم اجلسه بجنبه، ثم اقبل جابريقول: يابن رسول الله اماعلمت ان الله انما خلق الجنة لكم ولمن احبكم؟ وخلق النار لمن ابغضكم وعاداكم؟ فما هذا الجهد الذى كلفته نفسك؟ قال له على بن الحسين:

___________________________________

(1) البقيا: الاثم من أبقيت عليه ابقاء‌ا: اذا رحمته وأشفقت عليه.

(2) الانخرام: انشقاق وترة الانف وفى الكلام كناية عن شدة المشقة.

ونقبت جبهته: اى انخرقت.

(3) اى أتعبه وأعيته.

[56]

ياصاحب رسول الله اماعلمت ان جدى رسول الله صلى الله عليه واله قد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وماتأخر، فلم يدع الاجتهاد وتعبد هو بأبى وامى حتى انتفخ الساق وورم القدم؟ و قيل له: أتفعل هذاوقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: افلا اكون عبدا شكورا؟.

17 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله أقول: وأما لفظ " ما تقدم من ذنبك وما تأخر " فالذى نقلناه من طريق اهل بيت النبوة صلوات الله عليهم ان المراد منه ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر عند اهل مكة وقريش، يعنى ما تقدم قبل الهجرة وبعدها، فانك اذا فتحت مكة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا أخذهم بما قدموه من العداوة والقتال، غفر واما كان يعتقدونه ذنبالك عندهم متقدما او متأخرا، وما كان يظهر من عداوته في مقابلة عداوتهم له، فلما راوه قد تحكم وتمكن ومااستقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب.

18 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال المأمون: يابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فمامعنى قول الله عزوجل إلى أن قال: فأخبرنى عن قول الله تعالى: " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قال الرضا عليه السلام: لم يكن أحد عند مشركى مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه واله لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمأة وستين صنما فلما جاء‌هم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم " وقالوا أجعل الآلهة الها واحدا ان هذالشيئ عجاب * و انطلق الملاء منهم ان امشوا واصبروا على آلهتكم ان هذا لشيئ يراد * ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق " فلما فتح الله تعالى على نبيه صلى الله عليه واله مكة، قال له: يا محمد " انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " عند مشركى اهل مكة بدعاء‌ك توحيد الله فيما تقدم وما تأخر، لان مشركى مكة أسلم بعضهم أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقى منهم لم يقدر على انكار التوحيد اذا

[57]

دعا الناس اليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم، فقال المأمون: لله درك يا أباالحسن.

19 - في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذا شرايع الدين إلى ان قال عليه السلام: والانبياء واوصياؤهم لاذنوب لهم، لانهم معصومون مطهرون.

20 - عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من عمر أربعين سنة إلى أن قال: صلى الله عليه واله: ومن عمر ثلاثين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

21 - عن أبى عبدالله عليه السلام قال: فاذابلغ التسعين غفر الله له ماتقدم من ذنبه وماتأخر.

22 - عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ما من عمر يعمرالى أن قال صلى الله عليه واله: فاذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وماتأخرو سمى اسير الله في أرضه، ويشفع في اهل بيته.

23 - عن أبى عبدالله عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال في حديث طويل يذكر فيه حروب على عليه السلام وكانت السيرة فيهم لاميرالمؤمنين عليه السلام ماكان من رسول الله صلى الله عليه واله في أهل مكة يوم فتح مكة، وانه لم يسب لهم ذرية، وقال: من اغلق بابه والقى سلاحه اودخل دار ابى سفيان فهو آمن، وكذلك قال أميرالمؤمنين عليه السلام فيهم يوم البصرة: لاتسبوا لهم ذرية، ولاتجهزوا على جريح(1) ولاتتبعوا مدبرا ومن اغلق بابه والقى سلاحه فهو آمن.

24 - عن جابر الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام وقد ساله راس اليهود كم يمتحن الله الاوصياء في حيوة الانبياء وبعد وفاتهم، وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام واما السادسة ياأخا اليهود فتحكيمهم الحكمين ومحاربة ابن آكلة الاكباد، وهو طليق بن طليق معاند لله عزوجل ولرسوله وللمؤمنين منذ

___________________________________

(1) أجهز على الجريح: شد عليه وأسرع وأتم قتله.

[58]

بعث الله محمدا صلى الله عليه واله إلى ان فتح الله عليه مكة عنوة فأخذت بيعته وبيعة أبيه لى معه في ذلك اليوم وفى ثلاثة مواطن بعد، وابوه بالامس اول من سلم على بامرة المؤمنين، وجعل يحثنى على النهوض في اخذ حقى من الماضين قبلى، يجدد لى بيعته كلما اتانى.

25 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: لاى علة يكبر المصلى بعد التسليم ثلاثا يرفع بها يديه؟ فقال: لان النبى صلى الله عليه واله لما فتح مكة صلى بأصحابه الظهر عند الحجر الاسود، فلما سلم رفع يده وكبر ثلاثا وقال: لااله الاالله وحده وحده وحده أنجز وعده ونصرعبده وأعز جنده وغلب الاحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، ثم أقبل على اصحابه فقال: لاتدعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلوة مكتوبة، فان من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول: كان قد أدى ما يجب عليه من شكر الله تعالى ذكره على تقوية الاسلام وجنده.

26 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: هوالذى انزل السكينة في قلوب المؤمنين قال: هوالايمان.

27 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: السكينة الايمان.

28 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حفص البخترى وهشام بن سالم وغير هما عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " هو الذى انزل السكينة في قلوب المؤمنين " قال: هو الايمان.

29 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت ابا - عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " هو الذى انزل السكينة في قلوب المؤمنين " قال: الايمان قال عز من قائل: ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم

[59]

30 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا ابوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ايها العالم أخبرنى اى الاعمال أفضل عندالله؟ قال: مالا يقبل الله شيئاالابه، قلت: وما هو؟ قال: الايمان بالله الذى لااله الاهو أعلى الاعمال درجة، و اشرفها منزلة وأسناها حظاقال: قلت: الاتخبرنى عن الايمان أقول هو وعمل أم قول بلاعمل؟ فقال: الايمان عمل كله، والقول بعض ذلك العمل، بفرض من الله بين في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد له به الكتاب ويدعوه اليه(1) قال قلت: صفه لى جعلت فداك حتى افهمه قال: الايمان حالات درجات وطبقات و منازل، فمنه التام المنتهى تمامه، ومنه الناقص المبين نقصانه، ومنه الراجح الزايد رجحانه، قلت: ان الايمان ليتم وينقص ويزيد؟ قال: نعم، قلت: كيف ذلك؟ قال: لان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة الاوقد وكلت من الايمان بغيرما وكلت به أختها، فمن لقى الله عزوجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عزوجل عليها لقى الله عزوجل مستكملا لايمانه وهومن أهل الجنة، ومن خان في شئ منها اوتعدى ماأمرالله عزوجل فيها لقى الله عزوجل ناقص الايمان، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه، فمن اين جاء‌ت زيادته؟ فقال: قول الله عزوجل: " واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا فأماالذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون * واماالذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساالى رجسهم " وقال: " نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى " ولو كان كله واحدا لازيادة فيه ولانقصان لم يكن لاحد منهم فضل على الاخرو لاستوت النعم فيه، ولاستوى الناس وبطل التفضيل

___________________________________

(1) قوله (ع) " واضح نوره " صفة للفرض وكذا " ثابتة حجته " وقوله " يشهدله " اى لكونه عملا أو للعامل " به " اى بذلك الفرض " ويد عواليه " اى يدعو العامل إلى ذلك الفرض قاله في الوافى.

[60]

ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عندالله، وبالنقصان دخل المفرطون النار.

31 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى عبدالسلام بن صالح الهروى قال: قلت لعلى بن موسى الرضا عليه السلام: يا بن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ماتقول في الحديث الذى يرويه أهل الحديث ان المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟ فقال عليه السلام: يا أباالصلت ان الله تعالى فضل نبيه محمدا على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدينا والاخرة زيارته فقال عزوجل: " من يطع الرسول فقد اطاع الله " وقال ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يدالله فوق ايديهم وقال النبى صلى الله عليه واله: من زارنى في حيوتى أو بعد موتى فقد زارالله، و درجة النبى صلى الله عليه واله في الجنة أرفع الدرجات ; ومن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زارالله تبارك وتعالى.

32 - وباسناده إلى الريان بن شبيب خالد المعتصم أخى ماردة أن المأمون لما أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بامرة المؤمنين ولابى الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام بولاية العهد ولفضل بن سهل بالوزارة أمر بثلاثة كراسى فنصب لهم، فلما قعدوا عليها وأذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة من أعلى الابهام إلى الخنصر، ويخرجون حتى بايع في آخرالناس فتى من الانصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصرالى أعلى الابهام فتبسم أبوالحسن عليه السلام ثم قال: كل من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذاالفتى، فانه بايعنا بعقدها فقال المأمون: وما فسخ البيعة وما عقدها؟ قال أبوالحسن عليه السلام: عقدالبيعة هو من أعلى الخنصرالى أعلى الابهام، وفسخها من أعلى الابهام إلى اعلى الخنصر، قال: فماج الناس في ذلك، وامر المأمون باعادة الناس إلى البيعة على ما وصف ابوالحسن عليه السلام فقال: الناس: كيف يستحق الامامة من لايعرف عقد البيعة، ان من علم أولى ها ممن لايعلم، قال: فحمله ذلك على ما فعله من سمه.

[61]

33 - في ارشاد المفيد رحمه الله كلام طويل في بيعة الناس للرضا عليه السلام عند المأمون وفيه: وجلس المأمون ووضع للرضا عليه السلام وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلس وفرشه، وأجلس الرضا عليه السلام عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف، ثم امر ابنه العباس بن المأمون ان تبايع له في اول الناس فرفع الرضا عليه السلام يده فتلقى بها وجهه وببطنها وجوههم فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة، فقال الرضا عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه واله هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق ايديهم.

34 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن النبى صلى الله عليه واله حديث يقول فيه عليه السلام في خطبة الغدير: ومن بايع فانما يبايع الله.

يدالله فوق ايديهم معاشر الناس فاتقوا الله وبايعوا عليا اميرالمؤمنين والحسن والحسين، والائمة كلمة طيبة باقية يهلك الله بها من غدر ويرحم بها من وفى، ومن نكث فانما ينكث الاية.

35 - في اصول الكافى باسناده إلى هاشم بن أبى عمار الجينى قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: اناعين الله وانا يدالله وأناجنب الله واناباب الله.

36 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن أبى العلا الرازى عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد سئل عن قوله عزوجل: " ن والقلم وما يسطرون " وأما " ن " فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج، واحلى من العسل، قال الله عزوجل له كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة، وليس حيث تذهب المشبهة.

37 - في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفى قال: سمعت أبا جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام يقول: ليس على النساء اذان إلى ان قال عليه السلام: ولاتبايع الا من وراء الثياب.

38 - في تفسير على بن ابراهيم ونزلت في بيعة الرضوان: " لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة " واشترط عليهم أن لاينكروا بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه واله شيئا يفعله، ولايخالفوه في شيئ يأمرهم به فقال الله عزوجل بعد نزول آية الرضوان " ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يدالله فوق ايديهم فمن

[62]

نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " وانما رضى الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهدالله وميثاقه ولا ينقضوا عهده وعقده فبهذا العقد رضى عنهم فقد موافى التأليف آية الشرط على بيعة الرضوان، وانما نزلت اولابيعة الرضوان ثم آية الشرط عليهم فيها.

وفيه وقال أميرالمؤمنين عليه السلام في كتابه الذى كتب إلى شيعته ويذكر فيه خروج عايشة إلى البصرة وعظم خطاء طلحة والزبير، فقال: وأى خطيئة أعظم مما أتيا اخرجا زوجة رسول الله صلى الله عليه واله من بيتها، وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها، وصانا حلائلهما في بيوتهما، ما انضفالا لله ولا لرسوله من انفسهما ثلاث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله البغى والمكر والنكث، قال الله: " ياايها الناس انما بغيكم على انفسكم " وقال: " ومن نكث فانما ينكث على نفسه " وقال: " ولا يحيق المكرالسئ الابأهله " وقد بغياعلينا ونكثا بيعتى ومكرابى.

39 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عنهم عليهم السلام قال: فيما وعظ الله عزوجل به عيسى عليه السلام ثم ذكر حديثا قدسيا طويلاوفيه وصف محمد صلى الله عليه واله وفيه: وعلى أمته تقوم الساعة ويدى فوق أيديهم، فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله أوفيت له بالجنة.

40 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى ابن عباس عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه قال صلى الله عليه واله: وانى مفارقكم عن قريب، وخارج من بين اظهركم، ولقد عهدت إلى امتى في عهد على بن أبى طالب، وانها لراكبة سنن من قبلها من الامم في مخالفة وصيى وعصيانه، ألا وانى مجدد عليكم عهدى في على، فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما.

41 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام في خطبة الغدير: معاشر الناس قد ببنت لكم وأفهمتكم و هذا على يفهمكم بعدى الاوان عند انقضاء خطبتى ادعوكم إلى مصافقتى(1) على

___________________________________

(1) المصافقة: المبايعة.

[63]

بيعته والاقرار به ; ثم مصافقته بعدى، الاوانى قد بايعت الله وعلى قد بايعنى، وأنا اخذكم بالبيعة له عن الله عزوجل، " فمن نكث فانما ينكث على نفسه " الآية.

42 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام ان عليا عليه السلام قال: ان في النار لمدينة يقال له الحصينة أفلا تسئلونى ما فيها؟ فقيل له.

و مافيها يا اميرالمؤمنين؟ قال: فيها ايدى الناكثين.

43 - في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر الاعراب الذين تخلفوا عن رسول - الله صلى الله عليه واله فقال جل ذكره: سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا أموالنا و اهلونا فاستغفر لنا يقولون بالسنتهم ماليس في قلوبهم إلى قوله: وكنتم قوما بورااى قوم سوء وهم الذين استنفرهم في الحديبية، ولما رجع رسول الله صلى الله عليه واله إلى المدينة من الحديبية غزا خيبر، فاستأذنه المخلفون أن يخرجوا معه فقال عزوجل: " سيقول لك المخلفون " إلى قوله " الاقليلا".

وفيه: قال الظن في كتاب الله على وجهين، فمنه ظن يقين ومنه ظن الشك، و اما الشك فقوله: " ان نظن الاظنا وما نحن بمستيقنين " وقوله: " ظننتم ظن السوء.

44 - في روضة الكافى سهل بن عبدالله عن احمد بن عمر قال: دخلت على ابى الحسن الرضا عليه السلام فقال: أحسنوا الظن بالله، فان أبا عبدالله عليه السلام كان يقول: من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل: سيقول المخلفون اذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها الآية.

45 - في كتاب الخصال عن ابى امامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: فضلت بأربع جعلت لى الارض مسجدا وطهورا، إلى قوله عليه السلام: واحلت لامتى الغنايم.

46 - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أعطيت خمسالم يعطهااحد قبلى، جعلت لى الارض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، و أحل لى المغنم، الحديث.

47 - عن جابربن عبدالله عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا عن الله عزوجل مخاطبا له صلى الله عليه واله: وأحللت لك الغنيمة، ولم تحل لاحد قبلك.

[64]

48 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله روى عن موسى بن جعفرعن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديامن يهود الشام وأحبارهم قال لاميرالمؤمنين عليه السلام: فان موسى عليه السلام قد أعطى المن والسلوى فهل فعل بمحمد صلى الله عليه واله نظير هذا؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذالك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو افضل من هذا، ان الله عزوجل أحل له الغنايم ولامته ولم تحل الغنايم لاحد قبله، فهذا افضل من المن والسلوى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

49 - عن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: فان الله عزوجل جعل لكل نبى عدوا من المشركين كماقال في كتابه، وبحسب جلالة منزلة نبينا صلى الله عليه واله عند ربه كذلك عظم محنته لعدوه الذى عاذ منه في حال شقاقه ونفاقه، و كل أذى ومشقة لدفع، نبوته وتكذيبه اياه، وسعيه في مكارهه، وقصده لنقض كلما أبرمه واجتهاده ومن مالاه على كفره وعناده ونفاقه والحاده.

في ابطال دعواه و تغيير ملته ومخالفة سنته، ولم ير شيئا ابلغ في تمام كيده في تنفير هم عن موالاة وصيه وايحاشهم منه، وصدهم عنه واغرائهم بعداوته، والقصد لتغيير الكتاب الذى جاء به، واسقاط ما فيه من فضل ذوى الفضل وكفر ذوى الكفر منه.

وممن وافقه على ظلمه وبغيه وشركه، ولقد علم الله ذلك منهم فقال: " ان الذين يلحدون في آياتنا لايخفون علينا " وقال: يريدون أن يبدلوا كلام الله وهنا كلام طويل يطلب عند قوله تعالى: " ان الذين يلحدون في آياتنا " الآية.

50 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى الحسين بن عبدالله السكينى عن ابى سعيد الجبلى عن عبدالملك بن هارون عن ابى عبدالله عليه السلام قال كتب على عليه السلام إلى معاوية: انا اول من بايع رسول الله صلى الله عليه واله تحت الشجرة في قوله: لقد رضى الله عن المؤمنين اذيبا يعونك تحت الشجرة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة اقول: وقد اسلفنا لعلى بن ابراهيم عند قوله تعالى: " ان الذين يبايعونك " الآية انها مؤخرة عن قوله: " لقد رضى الله عن المؤمنين " في النزول فخالفوا في التأليف.

وفيه ثم قال جل ذكره: وهوالذى كف ايديكم عنكم وايديكم عنهم

[65]

ببطن مكة من بعد ان اظفركم عليهم اى من بعد ان اممتم من المدينة إلى الحرم وطلبوا منكم الصلح من بعد ان كانوا يغزونكم بالمدينة، صاروا يطلبون الصلح بعد اذكنتم تطلبون الصلح منهم.

ثم اخبرالله عزوجل بعلة الصلح وما اجازه الله عزوجل لنبيه فقال: هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا ان يبلغ محله ولو لارجال مؤمنون ونساء مؤمنات يعنى بمكة لم تعلموهم ان تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغيرعلم فاخبرالله عزوجل نبيه ان علة الصلح انما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة ولو لم يكن صلح وكانت الحرب لقتلوا فلما كان الصلح آمنوا واظهروا الاسلام، ويقال: ان ذلك الصلح كان اعظم فتحا على المسلمين من غلبهم.

51 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير وغيره عن معاوية بن عمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله في غزوة الحديبية خرج في ذى القعدة، فلما انتهى إلى الموضع الذى احرم فيه احرموا ولبسوا السلاح.

فلما بلغه ان المشركين قد ارسلوا اليه خالد بن الوليد ليرده قال: ابغونى(1) رجلا يأخذنى على غيرهذا الطريق، فأتى برجل آخر اما من مزينة واما من جهينة(2) " فسأله فلم يوافقه، فقال: ابغونى رجلا غيره فأتى برجل آخر امامن مزينة وامامن جهينة قال: "(3) فذكر له فأخذه معه حتى انتهى إلى العقبة، فقال: من يصعدها حط الله عنه كما حط الله عن بنى اسرائيل " فقال لهم ادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطاياكم " قال: فابتدرها خيل الانصار: الاوس والخزوج، قال: وكانوا الفا وثمانماة فلما هبطوا إلى الحديبية اذا امرأة معها ابنها على القليب(4) فسعى ابنها هاربا فلما أثبتت

___________________________________

(1) اى اطلبوا لى.

(2) مزينة: قبيلة من مضر، وكذا جهينة: اسم قبيلة، والترديد من الراوى.

(3) بين المعقفتين انما هو في المصدر دون النسخ الموجودة عندى.

(4) القليب: البئر مطوية كانت أم غيرمطوية، سميت به لانها قلبت الارض بالحفر.

[66]

أنه رسول الله صلى الله عليه واله صرخت به: هؤلاء الصابئون(1) ليس عليك منهم بأس، فأتاها رسول الله صلى الله عليه واله فأمرها فاستقت دلوا من ماء‌فأخذه رسول الله صلى الله عليه واله فشرب وغسل وجهه فأخذت فضلته فأعارته في البئر فلم تبرح حتى الساعة وخرج رسول الله صلى الله عليه واله فارسل اليه المشركون أبان بن سعيد في الخيل فكان بازائه، ثم أرسلوا الحليس(2) فرأى البدن وهى يأكل بعضها اوبار بعض(3) فرجع ولم يأت رسول الله صلى الله عليه واله وقال لابى سفيان: ياباسفيان أما والله ما على هذا حالفناكم على ان تردوا الهدى عن محله، فقال: اسكت فانماأنت اعرابى، فقال: أماوالله لتخلين عن محمد وما أراد، أولانفردن في الاحابيش، فقال: أسكت حتى نأخذ من محمد ولثا(4) فارسلوا اليه عروة بن مسعود، فقد كان جاء إلى قريش في القوم الذين أصابهم المغيرة بن شعبة كان خرج معهم من الطائف وكانوا تجارا فقتلهم وجاء باموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه واله فابى رسول الله صلى الله عليه واله أن يقبلها وقال: هذاغدر و لاحاجة لنا فيه فارسلوا الى رسول الله صلى الله عليه اله فقالوا يا رسول الله هذا عروة بن مسعود فقد أتاكم وهو يعظم البدن؟ قال: فاقيموها فاقاموها، فقال: يامحمد مجئ من جئت؟ قال: جئت اطوف بالبيت وأسعى بين الصفا والمروة وأنحر هذه الابل واخلى عنكم وعن لحمانها، قال: لاواللات والعزى فما رأيت مثلك ترد عما جئت له ان قومك يذكرونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغيراذنهم، وان تقطع ارحامهم

___________________________________

(1) صبا فلان اذا خرج من دين إلى دين غيره.

(2) اسم رجل وهو حليس بن علقمة اوابن زيان وهوأحد بنى الحارث بن عبدالمناة بن كنانة كما ذكره المؤرخون.

(3) قال المجلسى (ره): كناية عن كثرتها وازدحامها واجتماعها وانما قدم صلى الله عليه وآله البدن ليعلموا انه لايريد القتال بل يريد النسك.

(4) قال في القاموس: حبشى - بالضم -: جبل بأسفل مكة ومنه أحابيش قريش لانهم تحالفوا بالله انهم ليد على غيرهم.

والولث: العهد بين القوم يقع من غيرقصد أويكون غير مؤكد، وفي بعض النسخ " وليا ".

[67]

وان تجرى عليهم عدوهم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما أنا بفاعل حتى ادخلها قال: وكان عروة بن مسعود حين كلم رسول الله صلى الله عليه واله تناول لحيته(1) والمغيرة قائم على رأسه فضرب بيده، فقال: من هذا يامحمد! فقال هذاابن أخيك المغيرة فقال ياغدر والله ما جئت الافى غسل سلحتك(2) قال: فرجع اليهم فقال لابى سفيان وأصحابه: لاوالله ما رأيت مثل محمد رد عماجاء‌له، فأرسلوا اليه سهيل ابن عمرو وحويطب بن عبدالعزى، فامر رسول الله صلى الله عليه واله فأثيرت في وجوههم البدن فقال: محبئ من جئت؟ قال: جئت لاطوف بالبيت، وأسعى بين الصفا و المروة وأنحر البدن وأخلى بينكم وبين لحمانها، فقالا: ان قومك يناشدونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير اذنهم وتقطع أرحامهم وتجرى عليهم عدوهم، قال: فأبى عليهما رسول الله صلى الله عليه واله الا أن يدخلها، وكان رسول الله صلى الله عليه واله أراد أن يبعث عمر، فقال: يارسول الله ان عشيرتى قليل وانى فيهم على ما تعلم، ولكنى ادلك على عثمان بن عفان، فأرسل اليه رسول الله صلى الله عليه واله فقال: انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشرهم بما وعدنى ربى من فتح مكة، فلماانطلق عثمان لقى أبان بن سعيد فتأحر عن السرح(3) فحمل عثمان بين يديه ودخل عثمان فاعلمهم و كانت المناوشة(4) فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله صلى الله عليه واله وجلس عثمان في عسكر المشركين وبايع رسول الله صلى الله عليه واله المسلمين ; وضرب باحدى يديه على الاخرى لعثمان وقال المسلمون: طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا

___________________________________

(1) قال في مرآة العقول: اى لحية الرسول صلى الله عليه وآله وكانت عادتهم ذلك فيما بينهم عند مكالمتهم ولجهله بشأنه صلى الله عليه وآله وعدم ايمانه لم يعرف ان ذلك لايليق بجنابه.

(2) قال الجزرى: في حديث الحديبية، قال عروة بن مسعود للمغيرة: يا غدر هل غسلت غدرتك الا بالامس، غدرمعدول غادر للمبالغة يقال للذكر غدر، وللانثى غدار، وهما مختصان بالنداء في الغالب ; والسلح: التغوط.

(3) السرح: الماشية.

(4) المناوشة: المناولة في القتال، اى كان المشركون في تهيئة القتال

[68]

والمروة وأحل، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان قال له رسول الله صلى الله عليه واله: أطفت بالبيت؟ فقال: ماكنت لاطوف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه واله لم يطف به ; ثم ذكر القصة وماكان فيها، فقال لعلى عليه السلام: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: ماادرى ماالرحمن الرحيم الاأنى اظن هذاالذى باليمامة، ولكن اكتب كما نكتب باسمك اللهم ; قال: واكتب هذاماقاضى رسول الله سهيل بن عمرو، فقال سهيل: فعلى مانقاتلك يا محمد؟ فقال: انا رسول الله وانامحمد بن عبدالله، فقال الناس: انت رسول الله، قال: اكتب فكتب هذا ماقاضى عليه محمدبن عبدالله، فقال الناس: انت رسول الله وكان في القضية، ان من كانن منااتى اليكم رددتموه الينا ورسول الله غيرمستكره عن دينه، ومن جاء الينا منكم لم نرده اليكم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لاحاجة لنا فيهم وعلى ان يعبدالله فيكم علانية غير سر، وان كانوا ليتهادون السيور(1) في المدينة إلى مكة وماكانت قضية أعظم بركة منها لقد كاد أن يستولى على اهل مكة الاسلام، فضرب سهيل بن عمرو على أبى جندل ابنه فقال: أول ماقاضينا عليه قال رسول الله صلى الله عليه واله: وهل قاضيت على شيئ؟ فقال: يامحمد ما كنت بغدار، قال: فذهب بأبى جندل فقال: يارسول الله تدفعنى اليه، قال: ولم أشترط لك، قال: وقال: اللهم اجعل لابى جندل مخرجا.

52 - في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن أبى بصيرعن داود بن سرحان عن عبدالله بن فرقد عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله حين صد بالحديبية قصر واحل ثم انصرف منها، ولم يجب عليه الحلق حتى يقضى المناسك فاما المحصور فانما يكون عليه التقصير.

53 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمدبن يحيى عن احمدبن محمد جميعا عن احمدبن محمدبن أبى نصر قال: سألت أباالحسن عليه السلام عن محرم انكسرت ساقة أى شئ يكون حاله وأى شئ عليه؟ قال: هوحلال من كل شئ، قلت: من النساء والثياب والطيب؟ فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم، و

___________________________________

(1) السيور جمع السير: الذى يقد من الجلد مستطيلة.

[69]

قال: أما بلغك قول أبى عبدالله عليه السلام: حلنى حيث حبستنى لقدرك الذى قدرت على قلت: أصلحك الله ما تقول في الحج؟ قال: لابدأن يحج من قابل، قلت: أخبرنى عن المحصور والمصدود هما سواء؟ فقال: لا، قلت: فاخبرنى عن النبى صلى الله عليه وآله حين صده المشركون فقضى عمرته؟ قال: لا ولكنه اعتمر بعد ذلك.

54 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن اسماعيل عن المفضل بن شاذان عن ابن أبى عمير وصفوان عن معاوية بن ابى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول المحصور غير المصدود، والمحصور المريض، والمصدود الذى يصده المشركون كما ردوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه ليس من مرض، والمصدود تحل له النساء والمحصور لا تحل له النساء، وفى آخر هذا الحديث قلت: فما قال رسول الله صلى الله عليه وآله حين رجع من الحديبية حلت له النساء ولم يطف بالبيت، قال: ليسا سواء كان النبى صلى الله عليه وآله مصدودا والحسين عليه السلام محصورا.

55 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الفضل بن يونس عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل عرض له سلطان فأخذه ظالما يوم عرفة قبل أن يعرف فبعث به إلى مكة فحبسه، فلما كان يوم النحر خلى سبيله كيف يصنع؟ قال: يلحق فيقف بجمع(1) ثم ينصرف إلى منى فيرمى ويذبح ويحلق ولا شيئ عليه، قلت: فان خلى عنه يوم النفر فكيف يصنع؟ قال: هذا مصدود عن الحج، ان كان دخل مكة متمتعا بالعمرة إلى الحج فليطف بالبيت اسبوعا ثم يسعى أسبوعا ويحلق رأسه ويذبح شاة فان كان مفردا للحج فليس عليه ذبح ولا شيئ عليه.

56 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن المثنى عن أبان عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال.

المصدود يذبح حيث صد ويرجع صاحبه فيأتى النساء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

57 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن الحسن بن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه لمعاوية: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله أبا سفيان في ستة مواطن إلى

___________________________________

(1) قال الجزرى: الجمع علم للمزدلفة.

[70]

قوله: والخامسة قول الله عزوجل: " والهدى معكوفا ان يبلغ محله " وصددت انت وأبوك ومشركوا قريش رسول الله صلى الله عليه وآله، فلعنه لعنة شملة وذريته إلى يوم القيامة.

58 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما بال امير المؤمنين عليه السلام لم يقاتل فلانا وفلانا وفلانا؟ قال: لاية في كتاب الله عزوجل: لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما قال: قلت: ما يعنى بتزايلهم؟ قال: ودايع المؤمنين في أصلاب قوم كافرين، وكذلك القائم عليه السلام لن يظهر أبدا حتى تظهروا ودايع الله عزوجل فاذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عزوجل فقتلهم.

59 - وباسناده إلى ابراهيم الكرخى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام.

- او قال له رجل -: اصلحك الله ألم يكن على عليه السلام قويا في دين الله؟ قال: بلى قال: وكيف ظهر على القوم وكيف لم يدفعهم؟ ما يمنعه من ذلك؟ قال: آية في كتاب الله عزوجل قلت: وأى آية هى؟ قال: قوله عزوجل: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " انه كان لله عزوجل ودايع مؤمنون في اصلاب قوم كافرين ومنافقين ولم يكن على عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودايع فلما خرج الودايع ظهر على من ظهر فقاتله، وكذلك قائمنا اهل البيت لن يظهر أبدا حتى تظهر ودايع الله عزوجل، فاذا ظهرت ظهر على من ظهر فيقتلهم.

60 - وباسناده إلى منصور بن حازم عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله الله عزوجل: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما " قال: لو أخرج الله ما في اصلاب المؤمنين من الكافرين، وما في اصلاب الكافرين من المؤمنين " لعذبنا الذين كفروا ".

61 - في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " حدثنا احمد بن على قال: حدثنا الحسين بن عبدالله قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن عبدالله بن الحسين عن بعض اصحابه عن فلان الكرخى قال: قال رجل لابى عبدالله عليه السلام: الم يكن على عليه السلام قويا في بدنه قويا

[71]

في امر الله؟ فقال له ابوعبدالله عليه السلام: بلى، قال: فما منعه ان يدفع او يمنع؟ قال: قد سألت فافهم الجواب منع عليا صلوات الله عليه من ذلك آية من كتاب الله عزوجل، فقال: واى آية؟ فقرأ: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما " انه كان لله عزوجل ودايع مؤمنين في اصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن على عليه السلام ليقتل الاباء حتى تخرج ودايع، فلما خرجت ظهر على من ظهر وقتله، وكذلك قائمنا أهل البيت عليه السلام لن يظهر أبدا حتى تخرج ودايع الله، فاذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله.

قال على بن ابراهيم: ثم قال جل ذكره: اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية يعنى قريشا وسهيل بن عمرو حين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: لا نعرف الرحمان الرحيم، وقولهم: لو علمنا انك رسول الله صلى الله عليه وآله ما حاربناك فاكتب محمد بن عبدالله.

62 - في كتاب الخصال عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام وعنده جماعة من مواليه، فجرى ذكر العقل والجهل، فقال أبوعبدالله عليه السلام: اعرفوا العقل والجهل، إلى ان قال عليه السلام: والانصاف وضده الحمية.

63 - عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ في كل يوم من ست خصال: من الشك والشرك والحمية والغضب والبغى والحسد.

64 - في روضة الكافى سهل بن زياد عن ابراهيم بن عقبة عن سيابة بن أبى أيوب ومحمد بن الوليد وعلى بن أسباط يرفعونه إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: ان الله يعذب الستة بالستة: العرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، واهل الرساتيق بالجهل.

65 - في اصول الكافى على عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية، بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية.

66 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم

[72]

عن داود بن نعمان عن منصور بن حازم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من تعصب او تعصب له فقد خلع ربق الايمان(1) من عنقه.

67 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم ودرست بن أبى منصور عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تعصب او تعصب له فقد خلع ربق الايمان من عنقه.

68 - أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن خضر عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من تعصب عصبه الله بعصابة من نار.

69 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن صفوان بن مهران عن عامر بن السمط عن حبيب بن أبى ثابت عن على بن الحسين عليهما السلام قال: لم تدخل الجنة حمية(2) غير حمية حمزة بن عبدالمطلب وذلك حين أسلم غضبا للنبى صلى الله عليه وآله في حديث السلا الذى القى على النبى صلى الله عليه وآله(3).

70 - على بن ابراهيم عن ابيه وعلى بن محمد القاسانى عن القاسم بن محمد

___________________________________

(1) الريق: الحبل.

(2) الحمية: الغيرة.

(3) السلا - مقصورا -: الجلد الرقيقة التى يكون فيها الولد من المواشى، وقصة السلا على ما ذكره الكلينى (ره) في باب مولد النبى صلى الله عليه وآله وغيره كالطبرسى في اعلام الورى هى: ان القريش كانوا يجدون في اذى رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان أشد الناس عليه عمه أبولهب، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا في الحجر، فبعثوا إلى سلا شاة فألقوه على رسول الله صلى الله عليه وآله فاغتم رسول الله من ذلك فجاء إلى أبى طالب فقال: يا عم كيف حسبى فيكم؟ قال: وما ذاك يابن اخ ! قال: ان قريشا القوا على السلا، فقال لحمزة: خذ السيف وكانت قريش جالسة في المسجد، فجاء أبوطالب ومعه السيف وحمزة ومعه السيف، فقال: أمر السلا على سبالهم، فمن أبى فاضرب عنقه، فما تحرك أحد حتى أمر السلا على سبالهم ثم التفت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يابن اخ هذا حسبك فينا.

[73]

عن المنقرى عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهرى قال: سأل على بن الحسين عليه السلام عن العصبية فقال: العصبية التى يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا عن خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية ان يعين قومه على الظلم.

71 - في نهج البلاغة فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية واعتقاد الجاهلية، وانما تلك الحمية يكون في ص 410 المسلم من خطوات الشيطان ونخواته ونزغاته ونفثاته(1).

وفيه فالله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية، فانه ملاقح الشنآن ومنافخ الشيطان(2) اللاتى خدع بها الامم الماضية والقرون الخالية.

72 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله: والزمهم كلمة التقوى قال: هو الايمان.

73 - في تفسير على بن ابراهيم خطبة له صلى الله عليه وآله وفيها: وأولى القول كلمة التقوى.

74 - في امالى الصدوق رحمه الله باسناده إلى النبى صلى الله عليه وآله قال: ان الله عزوجل عهد إلى في على بن ابى طالب عليه السلام عهدا قلت: يا رب بينه لى قال: اسمع قلت: قد سمعت، قال: ان عليا راية الهدى وامام أوليائى ونور من اطاعنى، وهو الكلمة التى الزمتها المتقين، من أحبه أحبنى ومن اطاعه اطاعنى.

وفى كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سلام الجعفى عن ابى جعفر الباقر عليه السلام عن ابى ذر عن النبى صلى الله عليه وآله مثله.

75 - في كتاب الخصال عن عبدالله بن العباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله

___________________________________

(1) نزغات الشيطان: وساوسه التى يفسد بها، ونفثاته مثله.

(2) الملاقح: الفحول التى تلقح.

والشنآن: البغض والمنافخ جمع منفخ مصدر نفخ الشيطان، ونفخه ونفثه: وسوسته وتسويله.

[74]

فينا خطيبا فقال: في آخر خطبته: نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى.

76 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال امير المؤمنين في خطبته: انا عروة الله الوثقى وكلمته التقوى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

77 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى.

78 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله: وقوله لا اله الا الله يعنى وحدانيته، لا يقبل الله الاعمال الا بها، وهى كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة.

79 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سليمان بن مهران قال: قلت لجعفر بن محمد عليه السلام كيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حج؟ قال لان الصرورة قاض فرض فدعوا إلى حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذى دعى اليه ليكرم، قلت: فكيف صار الحلق عليه واجبا دون من قد حج؟ فقال: ليصير بذلك موسما بسمة الامنين، الا تسمع الله عزوجل يقول: لتدخلن المسجد الحرام انشاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 80 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبى نصر عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام الفرق(1) من السنة؟ قال: لا، قلت: فهل فرق رسول الله صلى الله عليه وآله قال: نعم، قلت: كيف فرق رسول الله صلى الله عليه وآله وليس من السنة؟ قال: من أصابه ما أصاب رسول الله يفرق كما فرق رسول الله صلى الله عليه وآله [ فقد أصاب سنة رسول الله صلى الله عليه وآله والا فلا ] قلت: كيف؟ قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما صد عن البيت وقد كان ساق الهدى وأحرم، أراه الله الرؤيا التى

___________________________________

(1) الفرق: الطريق في شعر الرأس.

وفرق الشعر: سرحه.

[75]

أخبره الله بها في كتابه اذ يقول: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون " فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله سيفى له بما أراه، فمن ثم وفر ذلك الشعر الذى كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله عزوجل، فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر، ولا كان ذلك من قبله صلى الله عليه وآله.

81 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن النضر بن سويد عن درست بن أبى منصور عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجها من موضع واحد؟ قال: صدقت أما الكاذبة المختلفة فان الرجل يراها في اول ليلة في سلطان المردة الفسقة، وانما هى شئ يخيل إلى الرجل وهى كاذبة مخالفة لا خير فيها، وأما الصادقة اذا أراها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة، وذلك قبل السحر وهى صادقة لا تخلف انشاء الله الا ان يكون جنبا أو ينام على غير طهور ولم يذكر الله عزوجل حقيقة ذكره، فانها تخلف(1) وتبطى على صاحبها.

82 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهما السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: هذا يوسف قاسى مرارة الغربة وحبس في السجن توقيا للمعصية، وألقى في الجب وحيدا؟ قال له على عليه السلام: لقد كان ذلك ومحمد صلى الله عليه وآله قاسى مرارة الغربة وفراق الاهل والاولاد، مهاجرا من حرم الله تعالى وآمنه، فلما رأى عزوجل كآبته(2) واستشعاره الحزن أراه تبارك وتعالى اسمه رؤيا توازى رؤيا يوسف في تأويلها وأبان للعالمين صدق تحديثها(3) فقال له: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون ".

___________________________________

(1) وفى المصدر " تختلف " بدل " تخلف ".

(2) الكآبة: الغم والحزن وسوء الحال.

(3) وفى المصدر " تحقيقها " بدل " تحديثها ".

[76]

83 - في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفى قال: سمعت أبا جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام يقول: ليس على النساء أذان، إلى ان قال عليه السلام: ولا الحلق، انما يقصرون من شعورهن.

84 - في تفسير على بن ابراهيم: فجعل من دون ذلك فتحا قريبا يعنى فتح خيبر لان رسول الله صلى الله عليه وآله لما رجع من حديبية غزا خيبر، وقوله عزوجل: هو الذى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وهو الامام الذى يظهره الله عزوجل على الدين كله فيملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وهذا مما ذكرنا ان تأويله بعد تنزيله.

85 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا املك، وذكر حدينا طويلا يقول فيه جل شانه وقد ذكر محمد صلى الله عليه وآله: فتمت كلماتى لاظهرن دينه على الاديان كلها ولاعبدن بكل مكان.

86 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام ثم وصف اتباع نبيه صلى الله عليه وآله من المؤمنين فقال عزوجل: محمد رسول الله صلى الله عليه وآله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الانجيل وقال: " يوم لا يخزى الله النبى والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم و بايمانهم " يعنى اولئك المؤمنين.

87 - في كتاب الخصال باسناده إلى جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مكتوب على باب الجنة لا اله الا الله محمد رسول الله على اخو الرسول، قبل أن تخلق الله السموات بألفى عام.

88 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن حماد عن

[77]

حريز عن أبى عبدالله عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله تعالى: " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناء‌هم " يعنى رسول الله تعالى صلى الله عليه وآله لان الله عزوجل قد انزل عليهم في التورية والانجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله وصفة اصحابه ومبعثه ومهاجره، وهو قوله: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في الانجيل " فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله في التورية والانجيل وصفة اصحابه، فلما بعثه عزوجل عرفه اهل الكتاب كما قال جل جلاله.

89 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى اوصيك وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر، فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها، وانه راكع ساجد راغب راهب اخوانه المساكين، وانصاره قوم آخرون، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

90 - في محاسن البرقى عنه عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: المؤمن اخو المؤمن لابيه وامه و الله خلق طينتها من سبع سموات وهى من طينة الجنان، ثم تلا رحماء بينهم فهل يكون الرحم الا برا وصولا.

91 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن ابى المعزا عن ابى عبدالله عليه السلام قال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخوفه.

ويحق على المسلم الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لاهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما امركم الله عزوجل: " رحماء بينكم " متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم على ما مضى عليه معشر الانصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله.

[78]

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ونقل قدس سره هذا الحديث في باب آخر وفيه: بدل بينكم " بينهم ".

92 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن كليب الصيداوى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: تواصلوا وتباروا وتراحموا وكونوا اخوة بررة كما امركم الله عزوجل.

93 - عنه عن على بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لاهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما امركم الله " رحمآء بينهم " متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم على ما مضى عليه معشر الانصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله.

94 - أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن عبدالله بن سنان قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: جعلت فداك انى لارى بعض أصحابنا يعتريه النزق والحدة والطيش(1) فأعتم لذلك غما شديدا، وأرى من خالفنا فأراه حسن السمت قال: لا تقل حسن السمت، فان السمت الطريق، ولكن قل حسن السيماء فان الله عزوجل يقول " سيماهم في وجوههم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

95 - في من لا يحضره الفقيه وسأله عبدالله بن سنان عن قوله الله عزوجل " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " قال هو السهر في الصلوة.

96 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وسأل الصادق عليه السلام عبدالله بن سنان عن قول الله عزوجل: " سيماهم في وجوههم من اثر السجود " قال: هو السهر في الصلوة.

97 - في تفسير على بن ابراهيم ثم ضرب لهم مثلا في مثل ذلك كزرع أخرج شطأه يعنى فلانا فآزره يعنى فلانا فاستغلظ فاستوى على سوقه.

98 - في كتاب الخصال عن عبدالله بن يزيد رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه

___________________________________

(1) النزق: خفة في كل امر وعجلة في جهل وحمق.

والطيش بمعنى النزق ايضا.

[79]

قال: درهم في الخضاب أفضل من نفقة ألف درهم في سبيل الله، إلى قوله: ويغيظ به الكافر.

99 - في أمالى الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس أنه سئل عن قول الله عزوجل: وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما قال: سئل النبى صلى الله عليه وآله فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية يا نبى الله؟ قال: اذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أنور، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا، وقد بعث الله محمدا فيقوم على بن أبى طالب عليه السلام فيعطى الله اللواء من النور الابيض بيده تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه، رجلا رجلا، فيعطى اجره ونوره، فاذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، ان ربكم يقول: لكم عندى لكم مغفرة وأجر عظيم، يعنى الجنة، فيقوم على بن ابى طالب عليه السلام والقوم تحت لوائهم معهم حتى يدخل الجنة ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

100 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: عنه عن عمار بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبيجعفر عليه السلام وابراهيم بن عمر عن أبان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالى قال سليم: شهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وذكر الوصية بتمامها وفيها: والله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا، ولم يأدوا محدثا فان رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤدى للمحدث.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338376

  • التاريخ : 29/03/2024 - 10:33

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net