00989338131045
 
 
 
 
 
 

 الدرس العشرون 

القسم : علوم القرآن   ||   الكتاب : دروس منهجية في علوم القرآن ( الجزء الأول)   ||   تأليف : السيد رياض الحكيم

"الدرس العشرون"

 

7 ـ شبهات حول وحي القرآن

تضمنت بعض المصادر التاريخيّة انّ النّبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يكن متيقّناً من الوحي في بداية أمره، وكان متردّداً في ذلك، وانّ الذي أقنعه زوجته خديجة بدعم من ورقة بن نوفل، فقد روى البخاري عن عائشة أُم المؤمنين أنّها قالت: أول ما بُدئَ به رسول الله(ص) من الوحي الرؤيا الصالحة فى النوم، فكان لا يرى رُؤيا إلاّ جاءَت مثل فلقِ الصبح. ثمّ حُبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغارِ حراء فيتحنّث فيه ـ وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهلهِ ويتزوّد لذلك، ثمّ يرجعُ الى خديجة فيتزودُ لمثلِها، حتّى جاءهُ الحقّ وهو في غار حراء، فجاءه الملكُ فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطّني حتّى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. قلتُ: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطّني الثانية حتّى بلغ مني الجهد، ثمّ أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذنى فغطّني الثالثة، ثمّ أرسلني فقال: (اقرأ باسم ربِّك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربّك الأكرم) فرجعَ بها رسولُ الله(ص) يرجُف فؤادهُ، فدخل على خديجة بنت خويلد رضى الله عنها فقال: زَمّلُوني زمّلوني. فزمّلوه حتى ذهب عنه الروعُ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيتُ على نفسي. فقالت خديجة: كلاّ والله ما يُخزيك الله أبداً، إنّك لتصلُ الرحم، وتحملُ الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقرئ الضيف، وتعينُ على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقةَ بن نوفلِ بن أسد بن عبد العزى ـ ابن عم خديجة ـ وكان امرءاً تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتبُ من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتبَ، وكان شيخاً كبيراً قد عميَ، فقالت له خديجة: يا ابن عمّ اسمع من ابن أخيكَ. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله(ص) خبر مارأى. فقال له ورقة: هذا الناموسُ الذى نزَّل الله على موسى، ياليتني فيها جذعاً، ليتنى أكون حيّاً إذ يخرجُكَ قومك، فقال رسول الله(ص) أوَ مُخرجي همْ؟ قال نعم، لم يأتِ رجل قطّ بمثلِ ما جئت به إلاّ عُودى، وان يدركني يومك أنصرُك نصراً مؤزراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفّى، وفتر الوحي(26).

وفي رواية انّ أبا بكر دخل على خديجة، فقالت: انطلق بمحمّد الى ورقة، فانطلقا فقصّا عليه...(27).

لاحظ المضمون غير المعقول لهذه الرواية، إذ كيف يلتبس الأمر على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) حتّى يشك في نفسه، بحيث تطمئنه خديجة وتزيل روعه، ثمّ لا يطمئن هو بنبوّته إلاّ بالرجوع للنصراني ورقة بن نوفل!

ومما يؤيّد الطعن في هذه القصة، أن المؤرخين لم يذكروا أن ورقة قد آمن كما آمن الإمام علي(عليه السلام) وخديجة رغم ما روي من امتداد عمره الى ما بعد البعثة وأنّه مرّ على بلال وهو يُعذب(28)، قال ابن حجر: وهذا.. يدلّ على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) الى الإسلام حتّى أسلم بلال(29).

وربّما كانت هذه الرواية من الإسرائيليات التي ترمي الى الحط من مقام الرسول والطعن في رسالته، وتأكيد رجوعه لأهل الكتاب.

بينما أكّدت النصوص المتقدمة الواردة عن أهل البيت(عليهم السلام) الوضوح والطمأنينة التي يعيشها الأنبياء عند الايحاء إليهم نافية ما تضمنته تلك الرواية المزعومة(30).

 

ــــــــــــــــــــ

(26) الجامع الصحيح: 1 / ص 14 ـ 15.

(27) الاتقان: 1 / 24.

(28) الإصابة: 6 / 476.

(29) المصدر.

(30) تراجع النصوص في ص 84.

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338577

  • التاريخ : 29/03/2024 - 11:12

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net