00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة يوسف 

القسم : أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية   ||   الكتاب : مراجعات قرآنية ( اسئلة شبهات وردود)   ||   تأليف : السيد رياض الحكيم

سورة يوسف

 

((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))(2).  

س 411 ـ كيف يميّز العرب بهذا الخطاب، والقرآن كتاب هداية لكلّ الشعوب والاُمم؟

ج ـ الخطاب لخصوص المشركين المعاصرين للرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) المعادين له، وقد كانوا عرباً، وقد تأكدّت الحجة في حقهم، وهو لا يتنافى مع اُممية الإسلام والقرآن، إذ لا محذور في قيام الحجة على الجميع وتأكّدها في حق البعض، كما تقوم على الناس جميعاً وتتأكد في حق العلماء.

 

((إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ))(4).  

س 412 ـ لماذا قال: ((رَأَيْتُهُمْ)) مع أنّ ضمير الجماعة للعقلاء، والكواكب غير العاقلة؟

ج ـ باعتبار أن السجود والخضوع من شؤون العقلاء، فارجع عليها ضمير العقلاء.

 

 ((إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ))(8).  

س 413 ـ كيف فضّل يعقوب يوسف وأخاه على باقي أبنائه مع أن المفروض أن يعاملهم بالسوية؟

ج ـ لم يكن تفضيله لهما اعتباطياً، وإنما باعتبار ما رآه وتوسّمه فيهما من الفضائل. ولعلّه لم يكن تفضيلاً، وإنما شفقة خاصة عليهما باعتبار صغرهما ووفاة والدتهما.

 

س414 ـ كيف نسبوا أباهم إلى الضلال مع علمهم بأنّه نبي من الأنبياء وليس كافراً؟

ج ـ ليس المقصود الضلال في الدين، بل الخطأ في التعامل مع يوسف بزعمهم، لأنّ الضلال ينطبق على الخطأ وعدم الصواب، ولا يختص بالضلال في الدين.

 

((وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)) (24).

س 415 ـ كيف همّ يوسف (عليه السلام) بالفحشاء، ولماذا صرفه الله عن ذلك مع أنه تعالى لا يحابي بين عباده؟

ج ـ اختلف المفسرون في ذلك على آراء، فبينما ذهب بعض المفسّرين من الجمهور إلى أنه عزم على الفحشاء كما همّت زليخا بذلك، ذهب آخرون إلى أنه لم يعزم على الفحشاء بالفعل بقرينة قولـه تعالى: ((لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ)).

وهناك رأي آخر لبعض المفسّرين بأنّ يوسف همّ بعقابها لا بالفاحشة، ولعلّ مما يشهد لذلك امتناعه من مطاوعتها كما يشهد بذلك قولـه تعالى: ـ في الآية السابقة ـ ((... وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)) (يوسف:23) وكذلك قولـه تعالى: ((لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ))(يوسف: 24) باعتبار أن السوء هو العقاب الشديد الذي كان ينتظره لو أنه ضرب امرأة العزيز وعاقبها على فعلها معه. خاصة أنه تعرض للسجن مع علمهم ببراءته بشهادة الشاهد من أهلها والقميص الذي قّدَّ من دُبُر، فكيف يكون حاله لو كان قد اعتدى عليها. والله العالم.

 

((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ))(33).  

س 416 ـ كيف نسبَ الدعوة للفحشاء إلى جمع النساء والكيد لهّن، مع أنه كان من امرأة العزيز فقط، وقد لُمنها على ذلك؟

ج ـ تضمنّت بعض الروايـات أنّهن شـاركنها في ذلك بعد أن رأين يوسف (عليه السلام) وانبهرنَ بجماله، فـ((في حديث أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين (عليه السلام) أن النسوة لمّا خرجن من عندها أرسلت كلّ واحدةٍ منهنّ سرّاً من صاحبته تسأله الزيارة..)) (1).

ولعلّ ذلك وما يصاحبه عادةً من لغط اجتماعي هو الذي دعاهم إلى سجنه رغم علمهم ببراءته، كما أشار إليه قولـه تعالى: ((ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ))(2). ولذلك طلب يوسف (عليه السلام) إيضاح الحقيقة على الملأ عندما راموا إخراجه من السجن بعد أن فسّر لهم رؤيا الملك، كما تحدث عنه قولـه تعالى: ((وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ))(3).

  

((قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ))(37).

س 417 ـ لماذا ذكر فاصلاً طويلاً بين ما طلبه الرجلان منه واستجابته لهما بتفسير الحُلُمين بقولـه: ((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ))؟

ج ـ إنّه تعبير عن الشعور بالمسؤولية والموقف الرسالي،حيث استثمر فرصة حوار الرجلين وانفتاحهما عليه ليدعوهما إلى نبذ الأصنام، وعبادة الرحمن بدلاً من ذلك، خاصة بعد أن توسّما فيه الصلاح، وانجذبا إليه كما أشار إليه قولـه تعالى: ـ حكاية عنهما ـ ((إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)).

 

((قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ...))(77).  

س 418 ـ كيف اتهموا يوسف بالسرقة مع براءته منها؟

ج ـ روي عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال: ((كانت لإسحاق النبي منطقة يتوارثها (4) الأنبياء والأكابر، فكانت عند عمة يوسف، وكان يوسف عندها، وكانت تحبّه، فبعث إليها أبوه أن ابعثيه إليّ واردّه إليكِ. فبعثت إليه أن دعه عندي الليلة لأشمّه ثم أرسله إليك غدوة. فلما أصبحت أخذت المنطقة فربطتها في حقوه وألبسته قميصاً وبعثت به إليه، وقالت: سُرقت المنطقة فوُجِدت عليه ـ وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمان دُفع إلى صاحب السرقة ـ فأخذَته فكان عندها))(5).

 

 ((قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ))(83).  

س 419 ـ لماذا اتهمهم بذلك مع كونهم صادقين في عدم التفريط بأخيهم بنيامين؟

ج ـ لم يصرّح باتهامهم بخصوص قضية بنيامين، بل في مجمل موقفهم الذي بدأ مع يوسف، وكان من نتائجه غياب بنيامين، ويشهد لذلك قولـه: ((يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ)).

 

س 420 ـ لماذا اسـتخدم ضمير الجمع في قولـه: ((أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا))مع أن المناسب هو ضمير التثنية ليعود إلى يوسف وبنيامين؟

ج ـ كلاً، لأنّ كبيرهم لم يرجع إلى يعقوب أيضاً، فأراد (عليه السلام) رجوعهم جميعاًً.

 

((وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ))(84).  

س 421 ـ لماذا تأسف على يوسف فقط دون بنيامين؟

ج ـ لطول غيبته وجهالة مكانه أو مصيره، بخلاف بنيامين، فان أولاد يعقوب أخبروا أباهم بسلامته وأنه وديعة عند عزيز مصر، فكانت حادثة بنيامين مذكِّرة بقضية غياب يوسف (عليه السلام) ومهيجّة لأحزان يعقوب (عليه السلام).

 

س 422 ـ ما معنى بياض عينيه من الحزن؟

ج ـ هذا من تأثير وافرازات العامل النفسي على الجسم، المعروف طبياً بـ (سايكوساماثيك) ـ كما أكده اخصائي في طب العيون ـ فان الحزن الشديد الذي اصاب يعقوب (عليه السلام) وحرص على كظم حزنه أوجبا فقدان بصره خلال تلك الفترة وزال بعد ارتفاع سبب الحزن بعد أن جاؤوا بقميص يوسف (عليه السلام) ((فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً..)) (6).

 

((وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا...))(100).  

س 423 ـ كيف سجدوا ليوسف مع أن السجود لشخص عبادة له؟

ج ـ كلاّ، فانّ السجود إنمّا يكون مظهراً لعبادة المسجود له اذا جيء به بنيّة الخضوع العبادي لا مطلقاًً كالتحية والتعظيم المجردّين، وقد يكون ذلك جائزاً في بعض الشرائع السابقة.

وفي الحديث الوارد عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) حينما قال له يحيى بن أكثم: أخبرني أسَجَد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء؟ فأجاب أبو الحسن (عليه السلام): ((أما سجود يعقوب وولده فانه لم يكن ليوسف، وإنما كان ذلك منهم طاعةً لله وتحية ليوسف، كما أن السجود من الملائكة لآدم كان منهم طاعة لله وتحيّة لآدم..)) (7).

 

((وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ))(106).  

س 424 ـ كيف يجتمع الإيمان بالله مع الشرك؟

ج ـ قد يكون إشارة إلى بعض العرب، وبعض أهل الكتاب حيث يخلطون إيمانهم بالله بالشرك، فزعم أولئك أنّ الأصنام تقربّهم إلى الله زلفى فعبدوها، كما التزم النصارى بالتثليث الذي هو نوع من الشرك.

وفي بعض النصوص أنه أشارة إلى الشرك الذي لا يبلغ حدّ الكفر، وهو ما يسمّى بشرك الطاعة، فينطبق على العصاة الذين يطيعون الشيطان في سلوكهم، رغم أنهم موحّدون لله تعالى في عقيدتهم وعبادتهم(8).

 

((حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ))(110).  

س 425 ـ كيف يظنّ الرسل أن الله تعالى يُكذبهم؟

ج ـ ذكر بعض المفسّرين أنّّ الضمير في قولـه: ((ظَنُّواْ)) يعود إلى الناس لا إلى الرُسل أنفسهم.

ويمكن أن يرجع الضمير إلى الرسل، ويكون المقصود أنّهم حيث استبطأوا النصر رغم شدة المحنة المحيطة بهم وبالمؤمنين ظنوا أنّ ذلك ليس من القضاء المحتوم، وأنه أُرجىء أو رفع لبعض المصالح الخفيّة عنهم، فيكون إطلاق لفظ الكذب هنا باعتبار عدم تحقق الموعود به، كما أُطلق الكذب على الخطأ المجرّد في كلام العرب، قال الأخطل كذَبتك عينك أم رأيت بواسط(9).

وقرأ عدد من القرّاء (كُذّبوا) بالتشديد، فيكون المعنى أن الرُسل قد حسبوا أو علموا أنّّهم قد كُذِّبوا من قِبَل اُممهم.

   

ــــــــــــــــــ

(1) مجمع البيان: 5/353.

(2) سورة يوسف:35.

(3)سورة يوسف:50.

(4) المنطقة: ما يشدّ بها الوسط.

(5) تفسير العياشي: 2/197.

(6)يوسف:96.

(7) مجمع البيان: 5/ 406.

(8) يراجع تفسير العياشي: 2/211.

(9) لسان العرب: 1/709.

 

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338083

  • التاريخ : 29/03/2024 - 08:45

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net