00989338131045
 
 
 
 
 
 

 1 ـ آية الرجم 2 ـ آية الشيخ والشيخة 

القسم : علوم القرآن   ||   الكتاب : تدوين القرآن   ||   تأليف : الشيخ علي الكوراني

آيات حذفت من القرآن برأي الخليفة

1 ـ آية الرجم

2 ـ آية الشيخ والشيخة

روى البخاري في صحيحه ج 8 ص 25 ( ... عن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله . ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن إذا قامت البينة أوكان الحبل أو الإعتراف .

... وعن ابن عباس قال : كنت أقرئ رجالاً من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف ، فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها ، إذ رجع اليَّ عبد الرحمن فقال : لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين اليوم فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول : لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً ! فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت ! فغضب عمر ثم قال : إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذي يريدون أن يغصبوهم أمورهم !

قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيِّرها عنك كل مطيِّر ، وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمَهِلْ حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة ، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكناً ، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها . فقال عمر أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة .

قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالساً الى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ، فلما رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف ، فأنكر عليَّ وقال : ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله ؟! فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال :

أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب عليَّ . إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها، فلذا رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ( والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الإعتراف).

ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن ( لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم . أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) .

... ثم إنه بلغني أن قائلاً منكم يقول والله لو مات عمر بايعت فلاناً ، فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر . من بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تَغِرَّةَ أن يقتلا ) انتهى . ومعنى قوله تغرة أن يقتلا : مخافة أن يقتلا بهذا الأمر الذي أصدره في هذه الخطبة .

ورواه مختصراً في ج 8 ص 113 ( ... قال عمر لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي) وروى نحوه مسلم في صحيحه ج5 ص116 وابن ماجة في سننه ج1 ص625 وج2 ص853 وأبوداود في سننه ج2 ص343 وفيه (وأيم الله لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عزوجل لكتبتها) .

وفي سنن الترمذي ج 2 ص 442 وقال ( هذا حديث صحيح ... وفي الباب عن علي . حديث عمر حديث حسن صحيح . وروي من غير وجه عن عمر ) .

ورواه الدارمي في سننه ج 2 ص 179 وأحمد في مسنده ج 1 ص 23 وص 34 وص 40 وص 45 وص49 وروى في ج 5 ص 183 ( ... فقال عمر لما أنزلت هذه أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أَكْتِبْنِيهَا . قال شعبة فكأنه كره ذلك ، فقال عمر ألا ترى أن الشيخ إذا لم يحصن جلد ، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم ) .

ورواه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 359 والبيهقي في سننه ج 8 ص 213 بعدة روايات وقال ( قال مالك : يريد عمر بن الخطاب بالشيخ والشيخة الثيب من الرجال والثيبة من النساء ) ونحوه في ج 8 ص 236 ورواه الشافعي في اختلاف الحديث ص61 والسيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 179 بعدة روايات ، منها ( وأخرج عبدالرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب منادياً فنادى أن الصلاة جامعة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس لا تجزعن من آية الرجم فإنها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد ... وأخرج ابن الضريس عن عمر قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية الرجم : أُكْتُبْهَا يا رسول الله . قال : لا أستطيع ذلك .

وأخرج ابن الضريس عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب خطب الناس فقال : لا تشكوا في الرجم فإنه حق قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر ورجمت ، ولقد هممت أن أكتب في المصحف ، فسأل أبيَّ بن كعب عن آية الرجم فقال أبيٌّ : ألست أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري وقلت : أتستقرؤه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحُمُر ! ) وهو كلام غريب من ابن كعب يدل على أن الخليفة كان مخالفاً لآية الرجم أو لتطبيق حكمها ، لكثرة من يستحق الرجم من الناس ! فإن صح ذلك فإن تأكيده الشديد على ( آية ) الرجم وتطبيق الرجم قد يكون ندماً على مخالفته لحكمه في زمن النبي(ص) !

وقال ابن قدامة في المغني ج 10 ص 121 ( ... قد ثبت الرجم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله في أخبار تشبه المتواتر ، وأجمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما سنذكره في أثناء الباب في مواضعه إن شاء الله تعالى، وقد أنزله الله تعالى في كتابه ! وإنما نسخ رسمه دون حكمه ، فروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : إن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله تعالى ( فالرجم حق على من زنا أذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الإعتراف ) وقد قرأ بها ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم) متفق عليه ... وقولهم إن هذا نسخ ـ يعني لآية الجلد ـ ليس بصحيح وإنما هو تخصيص، ثم لو كان نسخاً لكان نسخاً بالآية التي ذكرها عمر رضي الله عنه ) !

وقال النووي في المجموع ج 20 ص 7 ( فصل : إذا وطأ رجل من أهل دار الإسلام امرأة محرمة عليه من غير عقد ولا شبهة عقد وغير ملك ولا شبهة ملك ، وهو عاقل بالغ مختار عالم بالتحريم ، وجب عليه الحد ، فإن كان محصناً وجب عليه الرجم لما روى ابن عباس رضي الله عنه قال ، قال عمر : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائلهم ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلون ويتركون فريضة أنزلها الله ، ألا إن الرجم إذا أحصن الرجل وقامت البينة أو كان الحمل أو الإعتراف ، وقد قرأتها : الشيخ والشيخه إذا زنيا فارجموهما البتة ، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا ) ورواه ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 4 ص 77 وقال ( وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه .. وفيه : لولا أن أزيد في كتاب الله ما ليس فيه لكتبت ، إنه حق ) . ورواه الدميري في حياة الحيوان ج 2 ص 127 ... إلخ .

وينبغي أن نسجل هنا ملاحظة أساسية تنفع في هذا الباب وغيره ، وهي أن آية الرجم العمرية كانت تملك من القوة من تأكيدات الخليفة عمر وشهادات الصحابة ما لم تملكه بعض آيات القرآن .. وهي تملك الآن في مصادر إخواننا السنة أحاديث صحيحة على أنها من القرآن أكثر وأقوى مما تملكه سورتا المعوذتين مثلاً .. ولكن لماذا لم يكتبها الخليفة عمر أو غيره في القرآن ؟!!

لقد صرح الخليفة بالجواب ، وهو أنه يخاف من الناس .. فأي ناس هؤلاء وقد شهد بها هو وشهد معه الصحابة .. وهو الحاكم المطلق الجرئ ؟!!

هنا تأتي معجزة قوله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون معجزة القوة الذاتية للقرآن ، والتي يعرفها الحس القرآني عند جماهير المسلمين .. فالقرآن فيه خصوصية أنه ينفي غيره عنه ، تماماً كما ينفي الجوهر الفحم الذي تضعه معه على أنه منه ويفضحه.. وإذا أصريت على أنه منه .. فضحت نفسك معه !

إن المسلمين يتحملون الكلام النظري للخليفة بأن هذه الآية كانت من القرآن أو لم تكن منه .. كما يقول الإنسان هذا الحجر كان معدناً كريماً ، وكان جزءاً من طبق الجواهر .. لكن إذا وصل الأمر الى أن يضعه بالفعل في طبق الجواهر على أنه منه .. فإن للناس معه حساباً آخر .. !

لقد كان الخليفة مدركاً لهذه الحقيقة ويخاف منها .. ومن حقه أن يخاف .. وفي نفس الوقت كان مصراً على اجتهاداته وآرائه ويعمل لها !!




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21333352

  • التاريخ : 28/03/2024 - 11:27

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net