00989338131045
 
 
 
 
 
 

 5 ـ آية : حق جهاده في آخر الزمان ! 

القسم : علوم القرآن   ||   الكتاب : تدوين القرآن   ||   تأليف : الشيخ علي الكوراني

5 ـ آية : حق جهاده في آخر الزمان !

قال السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 371 ( قوله تعالى : وجاهدوا في الله حق جهاده . أخرج ابن مردويه عن عبدالرحمن بن عوف قال قال لي عمر : ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ : وجاهدوا في الله حق جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله ؟ قلت بلى، فمتى هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو المغيرة الوزراء !! وأخرجه البيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة ) .

وقال في ج 5 ص 197 ( وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله فقال : أرأيت قول الله تعالى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، هل كانت الجاهلية غير واحدة ؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما سمعت بأولى إلا ولها آخرة ، فقال له عمر رضي الله عنه : فأنبئني من كتاب الله ما يصدق ذلك ؟ قال : إن الله يقول وجاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة . فقال عمر رضي الله عنه : مَنْ أمرنا أن نجاهد ؟ قال : بني مخزوم وعبد شمس ! ) .

ورواه في كنز العمال ج 2 ص 480 وقال في مصادره ( أبو عبيد في فضائله ، وابن جرير وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ) وفي ج 2 ص 567 ( من مسند عمر رضي الله عنه ، عن المسور بن مخرمة قال : قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم نجد فيما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ؟ فإنا لم نجدها ! قال : أسقط فيما أسقط من القرآن ـ أبو عبيد ) انتهى .

ولو كانت هذه الروايات تفسيراً للآية بدون ادعاء أن الزيادة الواردة فيها من القرآن، لكانت مقبولة عندنا .. فإنها تتناسب مع اعتقادنا بأن الله تعالى أوجب الجهاد على تأويل القرآن كما أوجبه على تنزيله ، وأن النبي(ص) أخبر أمته بأن علياً(ع) هو الذي يقاتل من بعده على تأويله ، وكان ذلك معروفاً عند الصحابة ، ونقلت نصوصه مصادر إخواننا السنة ومن أشهرها حديث ( خاصف النعل) الذي رواه الترمذي في سننه ج 5 ص 298 ( ... عن ربعي بن حراش قال أخبرنا علي بن أبي طالب بالرحبة فقال : لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين فقالوا يا رسول الله : خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس لهم فقه في الدين ، وإنما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا، فارددهم إلينا ، فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين ، قد امتحن الله قلوبهم على الايمان ، قالوا من هو يا رسول الله ؟ فقال له أبو بكر من هو يا رسول الله ؟ وقال عمر من هو يا رسول الله ؟ قال : هو خاصف النعل ، وكان أعطى علياً نعله يخصفها ، قال ثم التفت إلينا علي فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ معقده من النار . هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي ) . ورواه الحاكم في المستدرك ج 2 ص138 وج 4 ص 298 وقال في الموردين ( هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ) ورواه أحمد في مسنده ج 3 ص 33 عن أبي سعيد ، وكذا في ص 82 وفيه ( إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله فاستشرفنا وفينا أبوبكر وعمر فقال : لا ولكنه خاصف النعل . قال فجئنا نبشره ، قال وكأنه قد سمعه ) ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 186 عن أبي سعيد وقال ( رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح) ورواه في ج 9 ص 133 وقال ( رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة ).

وروى في كنز العمال ج 7 ص 326 ( والله يا معشر قريش لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلاً فيضرب أعناقكم على الدين ، أنا أو خاصف النعل ـ ك ، عن علي ) وروى نحو حديث أبي سعيد في ج 11 ص 613 ... الخ ) انتهى .

ولا يبعد أن تكون هذه الحادثة بعد فتح مكة وإعلان قريش إسلامها .. وبقائها على كبريائها في مقابل النبي !!

أما قبيلة بني مخزوم الواردة في تفسير الجهاد الأول فكانت الرئاسة فيها لبني المغيرة ورئيسهم أبو جهل . كما كانت الرئاسة في بني عبد شمس لبني أمية ورئيسهم أبو سفيان .. فالقبيلتان إذن من أشد قبائل قريش كفراً بالنبي (ص) ، ومن أول المأمور بجهادهم في الآية .. وقد روى الحاكم في المستدرك ج 4 ص 487 عن أبي سعيد الخدري ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً ، وإن أشد قومنا لنا بغضاً بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ورواه في كنز العمال ج 11 ص 169 وقال ( نعيم بن حماد في الفتن ، ك ، عن أبي سعيد ) .

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7 ص 44 عن علي(ع) في تفسير قوله تعالى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلو أقومهم دار البوار .. الآية ، قال : نزلت في الأفجرين من بني مخزوم وبني أمية فقطع الله دابرهم يوم بدر ، وأما بنو أمية فمتعوا الى حين . رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو ذومر ولم يرو عنه غير أبي إسحق السبعي ، وبقية رجاله ثقات ) ورواه في كنز العمال أيضاً ج 2 ص 445 عن ابن مردويه الخ .

لكن تفاسير الشيعة تروي أن المقصود بالآية قريش قاطبة ، كالذي رواه العياشي في تفسيره ج 2 ص 229 عن الإمام الصادق(ع) ( قال فقال : ما تقولون في ذلك؟ فقال : نقول هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة ، فقال : بل هي قريش قاطبة ، إن الله خاطب نبيه فقال : إني قد فضلت قريشاً على العرب ، وأتممت عليهم نعمتي ، وبعثت إليهم رسولاً فبدلوا نعمتي ، وكذبوا رسولي ) انتهى .

وعلى هذا فمقولة الجهاد أول مرة وثاني مرة ، أو الجهاد على تنزيل القرآن وعلى تأويله ، مقولة إسلامية ثابتة عن النبي(ص) ، وهي منسجمة مع اعتقاد أهل البيت وبني هاشم بعد النبي(ص) ، لكن لماذا يطرح الخليفة عمر موضوع الجهاد الأول والثاني مع ابن عباس الهاشمي ..؟

تدل الروايات المتعددة من مصادر إخواننا السنة على أن الخليفة كان معنياً بمستقبل الأمة من عهد النبي(ص) وبعده ، فقد كان يسأل النبي عن ذلك ، بل كان يسأل الأحبار والرهبان وأهل الفراسة .. كما روى التاريخ روايات له ومناظرات مع ابن عباس في مسألة الخلافة ، وحق بني هاشم فيها وظلم قريش لهم .. وقد روت مصادر السنة كما في كنز العمال ج 13 ص 455 أن ابن عباس سأل يوماً الخليفة عمر عن سبب نزول آية في أنساب بعض المخالفين لبني هاشم فقال له الخليفة ( يابن عباس من ظن أن يرد بحوركم فيغوص فيها معكم حتى يبلغ قعرها ، فقد ظن عجزاً ! ) .

وعلى هذا الأساس فعندما يخاطب الخليفة ابن عباس فهو يعرف من يخاطب ، ولا بد أن ننظر الى كلامه معه في هذا الموضوع بعمق خاص ! وهو في هذه الروايات يقول لابن عباس : إن صراع بني هاشم الذي أخبر به النبي(ص) مع بني أمية أمر لابد منه ، ودليله تفسير هذه الآية ، فلا تلوموني إذا أشركت بني أمية في الحكم !

لكن تبقى دعوى الخليفة أو ابن عباس إضافة فقرات الى الآية ، دعوى بدون دليل ، وقولاً بنقص القرآن !!




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21401889

  • التاريخ : 19/04/2024 - 10:50

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net