00989338131045
 
 
 
 
 
 

 من سورة الدهر 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير فرات الكوفي   ||   تأليف : فرات الكوفي

من سورة الدهر

يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا 7 - 8 .

676 - 1 - قال: حدثنا أبوالقاسم العلوي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي

___________________________________

676.والاحاديث في هذا الباب كثيرة تنتهي أسانيدها إلى علي وابن عباس وزيد بن أرقم وابي رافع والاصبغ والباقر والصادق ومجاهد وطاووس.

فالمنتهية إلى علي كلها عن طريق الصادق عن أبيه عن جده، وعن الصادق ابنه الكاظم ومسلمة أو سلمة بن جابر وروح بن عبدالله ومعاوية بن عمار، وعن مسلمة جماعة.

كما في الشواهد وأمالي الصدوق وفرات.

وأما المنتهية إلى ابن عباس فقد رواه عنه مجاهد وأبوصالح والضحاك وأبوكثير الزبيري وعطاء وسعيد بن جبير.

ورواه عن مجاهد ليث ويعقوب بن القعقاع وسالم الافطس، وعن ليث جماعة منهم القاسم بن بهرام والقعقاع بن عبدالله وجرير بن عبدالحميد، ورواه عن القاسم جماعة منهم شعيب بن واقد ومحبوب بن حميد ومحمد بن حمدويه ابورجاء.

ورواه عن أبي صالح الكلبي وعنه حبان بن علي ومحمد عبدالله بن عبيد الله بن أبي رافع.

ورواه عن عطاء ابن جريج واسحاق بن نجيح.

هذا وقد أخرج الحسكاني حديث فرات في الشواهد مكتفيا بالسند وشطر من المتن وقال: وساق الحديث بطوله إلى قوله: فقال جبرئيل يا محمد إقرأ (إن الابرار يشربون) إلى آخر الآيات.

وذلك أنه قدم قبلها بسنده رواية أخرى مشابهة لرواية فرات فلم يتحمل عناء التكرار.

ثم إن الابيات المذكورة في رواية فرات وغيره ركيكة مما دفع ابن الجوزي إلى تخريجها في الموضوعات قائلا - بعد درجة الرواية بسنده إلى الاصبغ -: قد نزه الله ذينك الفصيحين عن هذا الشعر الركيك ونزههما عن منع الطفلين عن أكل الطعام وفي إسناده إصبغ وهو متروك الحديث.

وأجاب عنه سبطه: فهذا (الشعر الركيك) على عادة العرب في الرجز والجذب كقول القائل: والله لو لا الله ما اهتدينا.

ونحو ذلك وقد تمثل به النبي صلى الله عليه وآله، وأما قوله عن الاصبغ فنحن ما رويناه عن الاصبغ ولا له ذكر في إسناد حديثنا، وإنما أخذوا على الاصبغ زيادة زادوها في الحديث وهي ان رسول الله قال في آخره: اللهم انزل على آل محمد كما أنزلت على مريم...والعجب من قول جدي وإنكاره وقد (أقربه) في كتاب المنتخب.

انتهى كلام ابن الجوزي وسبطه بتصرف وتلخيص.

وأخرج أبوجعفر الكوفي الزيدي القاضي المعاصر لفرات هذا الحديث في أوائل ج 2 من المناقب بأسانيد عن ابن عباس مع ذكر أبيات أحسن من أبيات فرات ثم قال: الشعر في قوافيه لحن ولم يكن أمير المؤمنين صلوات الله عليه يلحن وكان أفصح العرب بعد النبي صلى الله عليه وآله فلا يخلو أن يكون أفسده الرواة أو قاله شعرا مقيدا ! لم ينظر إلى قوافيه خفضا أو نصبا كما روى عن النابغة مثله.

انتهى بتصرف وتلخيص.

أقول: ان الزيادة التى وردت في رواية الاصبغ وردت من طرق أخرى وركاكة الابيات أو وضعها لا يوجب صرف النظر عن أصل القصة لما قاله سبط ابن الجوزي والكوفي من جهة ومن جهة أخرى فان هناك روايات وردت في الباب وليست فيها هذه الابيات أو ان ابياتها غير ركيكة على أن القول الفصل للحكم على هذه الابيات وأمثالها للادباء المتضلعين في فهم السير الادبي وتطوراته التاريخية.

قال الحسكاني الحنيفي: اعترض بعض النواصب على هذه القصة بأن قال: اتفق أهل التفسير على أن هذه السورة مكية وهذه القصة بالمدينة.

قلت: كيف يسوى له دعوى الاجماع مع قول الاكثر أنها مدنية.

ثم ذكر ذلك بأسانيد متعددة.

وليراجع تفسير الثعلبي وشواهد التنزيل وتاريخ دمشق وفرائد السمطين وأمالي الصدوق ح 11 من المجلس 44.

اختلاف النسخ: ر: مرض أميري المؤمنين الحسن والحسين.

أقول: وهذا التعبير غريب عن الوسط الشيعي الامامي فربما يكون مأخوذا من الوسط الشيعي الزيدي.

ر: فقال عمر لامير المؤمنين علي بن أبي طالب.

ر: وقالت الزهراء مثل ما قال زوجه ! وكانت لها.

أ (خ ل)، ر: جارية يهودي.

ر: منزل الزهراء.

ر: وأصبحوا مبياتا إ.

ب: وأعجنته.

ر: للزهراء.

ر: وقرص لفضة وإن عليا صلى مع النبي عليهما الصلاة والسلام.

ر: وقال.

ر: وأنشأ أمير المؤمنين علي..، ب: طالب (ع) يقول:.

[520]

[ قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن زكريا الغطفاني قال: حدثني أبوالحسن هاشم بن أحمد بن معاوية بمصر عن محمد بن بحر عن روح بن عبدالله.ش ]: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده [ عليهم السلام.ب، ر ] قال: مرض الحسن والحسين عليهما السلام مرضا شديدا فعادهما سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله

[521]

وعادهما أبوبكر وعمر فقال عمر لعلي: يا أبا الحسن إن نذرت لله نذرا واجبا فان كل نذر لا يكون لله فليس منه [أ(خل)، ر: فيه ] وفاء.فقال علي بن أبي طالب [ عليه السلام.أ ]: إن عافا الله ولدي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام متواليات، وقالت فاطمة مثل مقالة علي وكانت لهم جارية نوبية تدعى فضة قالت: إن عافا الله سيدي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام.

فلما عافا الله الغلامين مما بهما انطلق علي إلى جار يهودي يقال له: شمعون بن حارا فقال له: يا شمعون اعطني ثلاثة أصيع من شعير وجزة من صوف تغزله لك إبنة محمد [ صلى الله عليه وآله.أ ] فأعطاه اليهودي الشعير والصوف فانطلق إلى منزل فاطمة [ عليها السلام.أ، ب ] فقال لها: يا بنت رسول الله كلي هذا واغزلي هذا.

فباتوا وأصبحوا صياما فلما أمسوا قامت الجارية إلى صاع من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص: قرص لعلي وقرص لفاطمة وقرص للحسن وقرص للحسين وقرص للجارية، وإن عليا صلى مع النبي [ أ: رسول الله ] صلى الله عليه وآله ثم أقبل إلى منزله [ أ: منزل فاطمة ] ليفطر فلما أن وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله فاذا سائل قد قام بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة.

فألقى علي وألقى القوم من أيديهم الطعام وأنشأ علي بن أبي طالب هذه الابيات:

فاطم ذات الود واليقين *** يا بنت خير الناس أجمعين

أما ترين البائس المسكين *** قد جاء بالباب له حنين

يشكو إلى الله ويستكين *** يشكو إلينا جائع حزين

كل امرئ بكسبه رهين *** من يفعل الخير يقف سمين

ويدخل الجنة آمنين *** حرمت الجنة على الضنين

يهوى من النار إلى سجين *** ويخرج منها إن خرج بعد حين 1

قال: فأنشأت فاطمة عليها السلام وهي تقول:

أمرك يا ابن العم سمع طاعة *** مابي من لؤم ولا ضراعة

___________________________________

1.السؤدد اليقين.

ر: السؤدد واليقين وفي الشواهد: الرشد واليقين.

ب: قد قام بالباب.

ومثله في الشواهد.

أ، ر: يطلب إلى الله ويستكين.

ب: يطلب لله.

والمثبت من الشواهد والفرائد وفي رواية الصدوق: من يفعل الخير غدا يدين.

ب: يخرج منها..طين.

[522]

امط عني اللؤم والرقاعة *** غديت بالبر له صناعة

إني سأعطيه ولا انهيه ساعة *** أرجو إن اطعمت من مجاعة

أن ألحق الاخيار والجماعة *** وأدخل الجنة لي شفاعة 1

فأعطوه طعامهم وباتوا على صومهم لم يذوقوا إلا الماء، فلما أمسوا قامت الجارية إلى الصاع الثاني فعجنته وخبزت [ منه.أ، ب ] أقراص وإن عليا صلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أقبل إلى منزله ليفطر فلما وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله إذا يتيم قد قام بالباب فقال [ ر: وقال ]: السلام عليكم يا أهل بيت محمد [ اني.ر.أ: أنا ] يتيم من يتامى المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة.

قال: فألقى علي وألقى القوم من بين أيديهم الطعام وأنشأ علي بن أبي طالب عليه السلام [ وهو يقول.أ، ب ]:

فاطم بنت السيد الكريم *** بنت نبي ليس بالزنيم

قد جاء‌نا الله بذي اليتيم *** ومن يسلم فهو السليم

حرمت الجنة على اللئيم *** لا يجوز [ على.ر ] الصراط المستقيم

طعامه الضريع في الجحيم *** فصاحب البخل يقف ذميم 2

___________________________________

1.في أ، ر: يابن عم.

ن: وطاعة.

وفي أ، ر: مالي من لؤم ولارضاعة.

ب: وضاعة.

وفي ر: هديت بالبر.

وفي ش: اعطيه ولا ندعه ساعة.

ر: بساعة.

ب: لاعطيه.

ب: إن طمعت.

ر: من مخافة.

ر: بالاخيار.

وفي الثعلبي:

أمرك يا ابن العم سمع طاعة *** مابي من لؤم ولا ضراعة

عذب من الخير له صناعة *** أطعمه ولا أبالي الساعة

أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة *** ان الحق الاخيار والجماعة

وأدخل الجنة ولي شفاعة وفي ش:

أمرك عندي يا ابن عم طاعة *** مابي من لؤم ولا ضراعة

أعطيه ولا ندعه ساعة *** نرجو له الغياث في المجاعة

ونلحق الاخيار والجماعة *** وندخل الجنة بالشفاعة

2.وفي الامالي بعد المقاطع الثلاثة:

من يرحم اليوم فهو رحيم ***** موعده في الجنة النعيم

حرمها الله على اللئيم *** وصاحب البخل يقف ذميم

تهوى به النار إلى الجيم *** شرابه الصديد والحميم

ولم يورد الحسكاني في الشواهد هذه الابيات وما بعدها اختصارا كما نبه عليه والظاهر ان المشرف على الطبعة الاولى من تفسير فرات استبدل أبيات فرات بأبيات الامالي لكنه ومع الاسف لم يشر إلى هذا التصرف.

وفي أ، ر: الفوز وحسن الحال ان يقبل الله مني يسمى مال.

وفي المناقب: على الكبال وفي الامالي:

فسوف أعطيه ولا أبالي *** وأوثر الله على عيالي

أمسوا جياعا وهم أشبالي *** أصغر هما يقتل في القتال

في كربلا يقتل باغتيال *** للقاتل الويل مع الوبال

تهوى به النار إلى سفال *** كبولة زادت على اكبالي

[523]

قال: فأنشأت فاطمة عليها السلام وهي تقول هذه الابيات:

إني سأعطيه ولا أبالي *** وأوثر الله على عيالي

واقض هذا الغزل في الاغزال *** أرجو بذاك الفوز في المال

ان يقبل الله وينمي مالي *** ويكفني همي في أطفال

أمسوا جياعا وهم أشبال *** أكرمهم علي في العيال

بكربلا يقتل اقتتال *** ولمن قتله الويل والوبال

كبوله فارت على الاكبال 1 قال: فأعطوا طعامهم وباتوا على صومهم [ و.أ، ر ] لم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما فلما أمسوا قامت الجارية إلى الصاع الثالث فعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وإن عليا صلى مع النبي صلى الله عليه وآله ثم أقبل إلى منزله يريد أن يفطر فلما وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله فاذا أسير كافر قد قام بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد والله ما أنصفتمونا من أنفسكم تأسرونا وتقيدونا [ أ: وتعبدونا ] ولا تطعمونا أطعموني فاني أسير محمد.

فألقى علي وألقى القوم من [ أ، ر: بين ] أيديهم الطعام فأنشأ علي بن أبي طالب عليه السلام [ هذه الابيات.ر ] وهو يقول:

يا فاطمة حبيبتي وبنت أحمد *** يا بنت من سماه الله فهو محمد

قد زانه الله بخلق أغيد *** قد جاء‌نا الله بذي المقيد

بالقيد مأسور فليس يهتدي *** من يطعم اليوم يجده في غد

عند الاله الواحد الموحد *** وما زرعه الزارعون يحصد

أعطيه ولا تجعليه أنكد *** ثم اطلبي خزائن التي لم تنفد 2

[524]

قال: فأنشأت فاطمة عليها السلام وهي تقول:

يا ابن عم لم يبق إلا صاع *** قد دبرت الكف مع الذراع

ابني والله ما جياع *** يا رب لا تتركهما ضياع

أبوهما للخير صناع *** قد يصنع الخير بابتداع

عبل الذراعين شديد الباع *** وما على رأسي من قناع

إلا قناع نسجه نساع 1 قال: فأعطوه طعامهم وباتوا على صومهم [ و.ر ] لم يذوقوا إلا الماء فأصبحوا وقد قضى الله عليهم نذرهم وإن عليا [ عليه السلام.أ، ر ] أخذ بيد الغلامين وهما كالفرخين لا ريش لهما يترججان من الجوع فانطلق بهما إلى منزل النبي صلى الله عليه وآله فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله اغر ورقت عيناه بالدموع وأخذ بيد الغلامين فانطلق بها إلى منزل فاطمة عليها السلام فلما نظر إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وقد تغير لونها وأذا بطنها لاصق بظهرها انكب عليها يقبل بين عينيها، ونادته باكية: واغوثاه بالله ثم بك يا رسول الله من الجوع.

قال: فرفع رأسه إلى السماء وهو يقول: اللهم أشبع آل محمد.

فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إقرء.

قال: وما أقرء؟ قال: إقرء: (إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب) إلى آخر ثلاث آيات.

___________________________________

2.في ر: قد جان الله.

ر، أ: من يطعمه اليوم.

ب: ما زرعت.

أ: الخزائن.

ب: خزائن لم تنفد وفي رواية الصدوق وقريب منها في الفرائد:

فاطمة يا بنت النبي أحمد *** بنت نبي سيد مسدد

قد جاء‌ك الاسير ليس يهتدي *** مكبلا في غله مقيد

يشكو إلينا الجوع قد تمدد *** من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحد *** ما يزرع الزارع سوف يحصد

فأطعمي من غير من أنكد 1.

في ب: نصاع.

ر: نسباع، وفي رواية الصدوق:

لم يبق مما كان غير صاع *** قد دبرت كفي مع الذراع

شبلاي والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع

أبوهما للخير ذو اصطناع *** عبل الذراعين شديد الباع

وما على رأسى من قناع *** إلا عباء نسجها بصاع

[525]

ثم إن عليا [ عليه السلام.أ، ر ] مضى من فور ذلك حتى أتى أبا جبلة الانصاري [ رضي الله عنه.ر ] فقال له: يا أبا جبلة هل من قرض دينار؟ قال: نعم يا أبا الحسن أشهد الله وملائكته ان اكثر [ أ، ر: اشترط ] مالي لك حلال من الله ومن رسوله، قال: لا حاجة لي في شئ من ذلك إن يك قرضا قبلته.

قال: فرفع [ ب: فدفع ] إليه دينارا.ومر علي بن أبي طالب [ عليه السلام.ر ] يتخرق أزقة المدينة ليبتاع بالدينار طعاما فاذا هو بمقداد بن الاسود الكندي قاعد على الطريق فدنا منه وسلم عليه وقال:، يا مقداد مالي أراك في هذا الموضع كئيبا حزينا؟ ! فقال: أقول كما قال العبد الصالح موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام: (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير).

قال: ومنذكم يا مقداد؟ قال: هذا أربع فرجع علي مليا ثم قال: الله أكبر الله أكبر آل محمد [ صلى الله عليه وآله وسلم.

أ، ر ] منذ ثلاث وأنت يا مقداد مذ أربع ! ! ! أنت أحق بالدينار مني.قال: فدفع إليه الدينار.ومضى حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله (في مسجده.ب) [ أ، ر: مسجد ] فلما انفتل رسول الله صلى الله عليه وآله ضرب بيده إلى كتفه ثم قال: يا علي انهض بنا إلى منزلك لعلنا نصيب به طعاما فعد بلغنا أخذك الدينار من أبي جبلة.

قال: فمضى وعلي يستحي [ أ: مستحي ] من رسول الله صلى الله عليه وآله رابط على بطنه حجرا من الجوع [ ب: حجر المجاعة ] حتى قرعا على فاطمة الباب فلما نظرت فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أثر الجوع في وجهه ولت هاربة قالت: واسوأتاه من الله ومن رسوله كأن أبا الحسن ماعلم أن [ ليس.ب ] عندنا مذ ثلاث.

ثم دخل مخدعا لها فصلت ركعيتن ثم نادت: يا إله محمد هذا محمد نبيك وفاطمة بنت نبيك وعلي ختن نبيك وابن عمه وهذان الحسن والحسين سبطي نبيك، اللهم فان بني إسرائيل سألوك أن تنزل عليهم مائدة من السماء فأنزلتها عليهم وكفروا بها، اللهم فان آل محمد لا يكفروا بها.

ثم التفتت مسلمة [ أ: ملمة ] فاذا هي بصحفة مملوة ثريد ومرق 1 فاحتملتها و وضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فأهوي بيده إلى الصحفة فسبحت الصحفة والثريد والمرق فتلا النبي صلى الله عليه وآله: (وإن من شئ إلا يسبح

___________________________________

1.ر: زيد وعرق.

ب: مراق.

أ: عراق.

وفي المورد الثاني في أ، ر: العراق.

ب: المراق، والمثبت من خ.

[526]

بحمده)[44 / الاسراء ] ثم قال: كلوا 1 من جوانب القصعة ولاتهدموا صومعتها فان فيها البركة.

فأكل النبي صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام والنبي يأكل وينظر إلى علي متبسما وعلي يأكل وينظر إلى فاطمة متعجبا فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كل يا علي ولا تسأل فاطمة عن شئ، الحمد لله الذي جعل مثلك ومثلها مثل مريم بنت عمران وزكريا (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال: يا مريم أني لك هذا؟ ! قالت: هو من عندلله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) 2 يا علي هذا بالدينار الذي أقرضته لقد أعطاك الله الليلة خمسة وعشرين جزء‌ا من المعروف فأما جزء واحد فجعل لك في دنياك أن أطعمك من جنته و [ أما.ر ] أربعة وعشرون جزء‌ا قد ذخرها لك لآخرتك.

677 - 2 - قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الفزاري [ قال: حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال: حدثنا حماد بن الجهني قال: حدثنا النهاس بن فهم عن القاسم بن عوف الشيباني.ش ]: عن زيد بن أرقم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يشد على بطنه الحجر من الغرث - يعني الجوع - فظل يوما صائما ليس عنده شئ فأتى بيت فاطمة والحسن والحسين [ يبكيان.أ، ب ] (فلما [ نظرا.أ، ب ] إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسلقا على منكبيه وهما يقولان: يا أبانا قل لامنا تطعمنا) 3 فقال رسول الله صلى الله

___________________________________

1.ن: يا علي كل.

خ: يا علي كلوا، والمثبت على سبيل الاستظهار.

2.الآية 37 / آل عمران وقد تقدم في هذا الكتاب في ذيل الآية ما يرتبط بالقصة فلاحظ.

في ب: بدل الدينار.

أ، ر: فذحرها.

ر: لك آخرتك.

677.أخرجه الحاكم الحسكاني في الشواهد قائلا - بعد درجه عدة روايات في هذا المضمار -: وفي الباب عن زيد بن أرقم رواه فرات عن الكديمي فساويته، أخبرناه أبوالقاسم القرشي والحاكم قالا: أخبرنا أبوالقاسم الماسرجسي قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن يونس الكديمي..ثم قال بعد درج الحديث: اختصرته في مواضع.

ثم انه في النسخة الكرمانية للشواهد والمعتمد عليها في ط 1 عن سفيان الكديمي.

وفي اليمنية: رواه فرات سفيان عن الكديمي تفسير فساويته.

لكن شطب على كلمة سفيان.

وأخرجه أبوجعفر الكوفي القاضي في المناقب بتمامه في ج 1 ح 89 مع مغايرات طفيفة عن محمد بن سليمان البستي عن عبدالله بن حمدويه البغلاني عن الكديمي.

3.كذا في المناقب، وفي ن: يا باباه قل لما ماه تطعمناناه.

ولم ترد هذه الجملة في الشواهد لان المصنف قد لخص الحديث.

[527]

عليه وآله وسلم لفاطمة: أطعمي ابني.

قالت: ما في بيتي شئ إلا بركة رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم.أ ] قال: فالتقاهما 1 رسول الله صلى الله عليه وآله بريقه؟؟ حتى شبعا و ناما فاقترضنا لرسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة أقراض من شعير فلما أفطر رسول الله صلى الله عليه وآله وضعناها 2 بين يديه فجاء سائل فقال [ ر: وقال ]: (يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة أطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة فاني مسكين.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة بنت محمد قد جاء‌ك المسكين وله حنين قم يا علي فاعطه.

قال 3: فأخذت قرصا فقمت فأعطيته فرجعت وقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله يده.

ثم جاء ثان فقال: يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني يتيم فأطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة بنت محمد قد جاء اليتيم وله حنين قم يا علي فاعطه.

قال: فأخذت قرصا وأعطيته ثم رجعت وقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله يده.

قال: فجاء ثالث وقال يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني أسير فأطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة.

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة [ بنت محمد.ر ] قد جاء‌ك اليسير وله حنين قم يا علي فاعطه.

قال: فأخذت قرصا وأعطيته وبات رسول الله صلى الله عليه وآله طاويا وبتنا طاوين [ فلما أصبحنا أصبحنا.ش ] مجهودين فنزلت هذه الآية: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا).

678 - 3 - قال: حدثني الحسين بن سعيد معنعنا: عن عبدالله بن [ عبيدالله بن ] أبي رافع عن أبيه عن جده قال: صنع حذيفة طعاما ودعا عليا فجاء هو صائم فتحدث عنده ثم انصرف فبعث إليه حذيفة بنصف الثريد 4

___________________________________

1.كذا في ش وفي ن: واطليالهما.

وفي المناقب.

فالعقهما.

2.ر: وضعتاه.

أ، ب: وضعته.

والمثبت من خ، ش.

3.ن: قالت.

4.ر: الثريدة.

أ: بقصف.

والمعنى واحد.

وفي خ: علي أثلاثا.

[528]

فقسمها على أثلاث: ثلث له وثلث لفاطمة وثلث لخادمهم، ثم خرج علي بن أبي طالب عليه السلام فلقيته امرأة معها يتامى فشكت الحاجة وذكرت حال أيتامها فدخل وأعطاها ثلثه لايتامها، ثم جاء‌ه سائل وشكى إليه الحاجة والجوع فدخل على فاطمة فقال: هل لك في الطعام وهو خير لك من هذا الطعام طعام الجنة على أن تعطيني حصتك 1 من هذا الطعام؟ قالت: خذه.

فأخذه ودفعه إلى ذلك المسكين، ثم مربه أسير فشكى إليه الحاجة وشدة حاله، فدخل وقال لخادمه مثل الذي قال لفاطمة وسألها حصتها من ذلك، قالت: خذه.

فأخذه ودفعه إلى ذلك الاسير فأنزل الله فيهم هذه الآيات الشريفة: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) إلى قوله: (إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا).

679 - 5 - [ فرات.ب ] قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا: عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) قال: نزلت في علي [ بن أبي طالب عليه السلام.

أ، ب ] و [ زوجته.أ، ب ] فاطمة [ بنت محمد.أ، ب ] وجارية لهما وذلك أنهم زاروا رسول الله صلى الله عليه وآله فأعطى كل إنسان منهم صاعا من الطعام [ ب: طعام ] فلما انصرفوا إلى منازلهم جاء [ هم.ب ] سائل يسأل فأعطى علي صاعه، ثم دخل يتيم [ عليه.ر.ب: عليهم ] من الجيران فأعطته فاطمة بنت محمد صاعها فقال لها علي: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: قال الله: وعزتي وجلالي لا يسكت [ بكاء اليتيم.أ.ب، ر: بكاؤه ] اليوم عبد إلا أسكنته من الجنة حيث يشاء، ثم جاء أسير من أسراء أهل الشرك في أيدي المسلمين يستطعم فأمر علي السوداء خادمهم فأعطته صاعها فنزلت فيهم الآية: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا).

680 - 9 - قال: حدثني محمد بن أحمد بن علي الهمداني [ قال حدثنا جعفر بن محمد العلوي قال: حدثنا محمد عن محمد بن عبدالله بن عبد [ خ ل: عبيد ] الله عن الكلبي عن أبي صالح.ش ]:

___________________________________

1.وفي أ، ر: تمسك.

وفي هامش أ: ثلثك والمثبت من ب.

وفي خ: هل لك في طعام.

680.ورواه عنه الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل وأخرج نحوه ابن مردويه كما في الدر المنثور.

[529]

عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) نزلت [ ش: أنزلت] في علي وفاطمة أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة فأطعموا مسكينا ويتيما وأسيرا فباتوا جياعا فنزلت فيهم [ هذه.ش ] الآية.وما تشاء‌ون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما 30 .

681 - 6 - قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا: عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا مفضل إن الله خلقنا من نوره وخلق شيعتنا منا وسائر الخلق في النار، بنا يطاع الله وبنا يعصى [ الله.أ، ب ]، يا مفضل سبقت عزيمة من الله أن لا يتقبل من أحد إلا بنا ولا يعذب أحدا إلا بنا، فنحن باب الله وحجته وأمناؤه على خلقه وخزانه في سمائه وأرضه، وحلالنا عن الله وحرامنا عن الله، لا يحتجب من [ ر: عن ] الله إذا شئنا [ فهو (ب: فمن ذلك قوله.ر، ب ]: (وما تشاء‌ون إلا أن يشاء الله) استثناء ومن [ ذلك.أ، ب ] قوله ! إن الله جعل قلب وليه وكر الارادة فاذا شاء الله شئنا.

يدخل من يشاء في رحمته 31 .

682 - 4 - قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم والحسين بن سعيد معنعنا: عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله تعالى: (يدخل من يشاء في رحمته) قال: الرحمة علي بن أبي طالب عليه السلام.

683 - 7 - قال: حدثنا جعفر بن محمد الاودي معنعنا: عن جعفر بن محمد عليهما السلام [ في.ب ] قوله تعالى: (يدخل من يشاء في رحمته) قال أبوجعفر [ عليه السلام ]: ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21334716

  • التاريخ : 28/03/2024 - 13:31

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net