00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الكهف 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

الاصفى في تفسير القرآن

الجزء الثاني

المولى محمد حسين الفيض الكاشاني (1007 - 1091 هـ) مركز الابحاث والدراسات الاسلامية التحقيق: مركز الابحاث والدراسات الاسلامية (محمد حسين درايتي - ومحمد رضا نعمتي) المطبعة: مطبعة مكتب الاعلام الاسلامي الطبعة: الاولى / 1420 ق، 1378 ش

سورة الكهف (مكية وهى مائة وعشر آيات) 1

بسم الله الرحمن الرحيم (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) يعني القرآن، علم الله سبحانه عباده كيف يحمدونه على أجل نعمه عليهم، الذى هو سبب نجاتهم (ولم يجعل له عوجا) با ختلال في اللفظ وتناقض في المعنى. (قيما): جعله مستقيما معتدلا، لا إفراط فيه ولا تفريط. والقمي قال: هذا مقدم ومؤخر، لأن معناه: الذى أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، فقدم حرف على حرف 2. (لينذر) الذين كفروا (بأسا): عذابا (شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا). (ماكثين فيه أبدا). (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا). (ما لهم به من علم ولا لابائهم) الذين يقلدونهم فيه، بل يقولونه عن جهل مفرط

_____________________________

1 - مابين المعقوفتين من(ب).

2 - القمى 2: 30.(*)

[ 706 ]

وتوهم كاذب (كبرت كلمة): عظمت مقالتهم هذه في الكفر، لما فيها من التشبيه والأشراك (تخرج من أفواههم). استعظام لاجترائهم على إخراجها من أفواههم. (إن يقولون إلا كذبا). (فلعلك باخع نفسك) قال: (قاتل نفسك) 1. (على اثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث): القرآن (أسفا). متعلق بباخع، وهو فرط الحزن والغضب. (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها): ما يصلح أن يكون زينة لها ولأهلها، من زخارفها (لنبلوهم أيهم أحسن عملا) في تعاطيه 2، وهو من زهد فيه، ولم يغتر به، وقنع منه بالكفاف. (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا) قال: (لا نبات فيها) 3. وهو تزهيد في الدنيا، وتنبيه على المقصود من حسن العمل. (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم) في إبقاء حياتهم على تلك الحال مدة مديدة (كانوا من اياتنا عجبا). القمي يقول: قد آتيناك من الايات ما هو أعجب منه. قال القمي: وهم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله، وأما الرقيم 4: فهما لوحان من نحاس مرقوم، مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم، وما أراد منهم دقيانوس 5 الملك، وكيف كان أمرهم وحالهم 6.

__________________________

1 - القمي 2: 31، عن أبي جعفر عليه السلام.

2 - تعاطاه: تناوله، وفلان يتعاطى كذا، أي: يخوض فيه، الصحاح 6: 2431(عطا).

3 - القمي 2: 31، عن أبي جعفر عليه السلام.

 4 - واختلف في(الرقيم): فقيل: هو لوح من رصاص رقمت فيه أسماؤهم جعل على باب الكهف، وقيل: هو اسم الوادي الذي كان فيها الكهف، وقيل: هم النفر الثلاثة الذين دخلوا في غار فانسد عليهم فدعا كل واحد منهم بما عمله لله خالصا ففرج عنهم. جوامع الجامع 2: 354.

 5 - دقيانوس بن خلانوس: كان ملكا جبارا، كان على بقايا ممن كان على دين المسيح عليه السلام، وكان يعبد الأصنام ويذبح للطواغيت، وكان يدعو أهل مملكته إلى عبادة الأصنام، فمن لم يجبه قتله، وكان أصحاب الكهف في زمانه، وكان في زمن الفترة. مجمع البحرين 4: 71(دقيس).

 6 - القمي 2: 31.(*)

[ 707 ]

وفي رواية: (هم قوم فقدوا 1 وكتب ملك ذلك الديار 2 بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم في صحف من رصاص، فهو قوله: " أصحاب الكهف والرقيم " 3. وورد في قصتهم ما ملخصه: (إنهم كانوا مؤمنين، وكانوا في زمن ملك جبار عات، يدعو أهل مملكته إلى عبادة الأصنام، فمن لم يجبه قتله، فخرجوا هؤلاء بعلة الصيد، ومروا براع في طريقهم فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم، وكان مع الراعي كلب، فأجابهم الكلب وخرج معهم، فلما أمسوا دخلوا كهفا والكلب معهم، فألقى الله عليهم النعاس فناموا، حتى أهلك الله الملك وأهل مملكته، وذهب ذلك الزمان وجاء زمان آخر وقوم آخرون، ثم انتبهوا) الحديث 4. وتمامه يأتي متفرقا. (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة) توجب لنا المغفرة والرزق والأمن من العدو (وهيئ لنا من أمرنا): من الأمر الذي نحن عليه، من مفارقة الكفار (رشدا) نصير بسببه راشدين مهتدين. (فضربنا على اذانهم) أي: ضربنا عليها حجابا يمنع السماع. يعني أنمناهم إنامة لا ينبههم منها الأصوات (في الكهف سنين عددا)، ذوات عدد. (ثم بعثناهم): أيقظناهم (لنعلم): ليقع علمنا الأزلي على المعلوم بعد وقوعه ويظهر لهم أي الحزبين المختلفين (أحصى لما لبثوا أمدا): ضبط أمدا لزمان لبثهم، أو أضبط له. (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية). قال: (كانوا شيوخا 5) 6. وفي رواية:

__________________________

1 - في المصدر:(فروا).

2 - في المصدر:(ذلك الزمان).

 3 - العياشي 2: 531، الحديث: 5، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 4 - القمي 2: 32 - 33، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 5 - الشيخ: من استبانت فيه السن، أو من خمسين أو إحدى وخمسين إلى آخر عمره أو إلى الثمانين. القاموس المحيط 1: 273(شيخ).

 6 - الكافي 8: 395، الحديث: 595، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 708 ]

(كهولا 1 فسماهم الله فتية بإيمانهم، وقال: من آمن بالله واتقى فهو الفتى) 2. (امنوا بربهم وزدناهم هدى) بالتوفيق والتثبيت. (وربطنا على قلوبهم) أي: قويناها وشددنا عليها، حتى صبروا على هجر الأوطان، والفرار بالدين إلى بعض الغيران (إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا): قولا ذا شطط، أي: ذا بعد عن الحق مفرطا في الظلم. قال: (يعني جورا على الله تعالى، إن قلنا: إن له شريكا) 3. أقول: قالوه سرا من الكفار، ليس كما زعمه المفسرون: أنهم جهروا به بين يدي دقيانوس الجبار 4. فقد ورد: (إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف، أسروا الأيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين) 5. وفي رواية: (ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف، إن كانوا ليشهدون الأعياد ويشدون الزنانير 6، فأعطاهم الله أجرهم مرتين) 7. وفي أخرى: (وكانوا على إجهار الكفر أعظم أجرا منهم على الأسرار بالأيمان) 8. (هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة لولا يأتون): هلا يأتون (عليهم): على عبادتهم (بسلطان بين): ببرهان ظاهر (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) بنسبة

__________________________

1 - الكهل: من وخطه الشيب ورأيت له بجالة، أو من جاوز الثلاثين، أو أربعا وثلاثين إلى إحدى وخمسين. القاموس المحيط 4: 48(كهل).

2 - العياشي 2: 323، الحديث: 11، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 3 - القمي 2: 34، عن أبي جعفر عليه السلام.

 4 - البيضاوى 3: 218، والكشاف 2: 474.

 5 - الكافي 1: 448، الحديث: 28، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 6 - الزنار: هو ما يشده أهل الذمة على أوساطهم. لسان العرب 4: 330(زنر).

 7 - الكافي 2: 218، الحديث: 8، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفي العياشي 2: 323، الحديث: 9، مع تقدم وتأخر.

 8 - العياشي 2: 323، الحديث: 10، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 709 ]

الشريك إليه. (وإذ اعتزلتموهم). خطاب بعضهم لبعض. (وما يعبدون إلا الله): واعتزلتم معبوديهم، أو عبادتهم إلا الله (فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا): ما ترتفقون به، أي تنتفعون به، وكان جزمهم بذلك لشدة وثوقهم بفضل الله، وقوة يقينهم بالله. (وترى الشمس) لو رأيتهم (إذا طلعت تزاور عن كهفهم): تميل ولا يقع شعاعها عليهم فيؤذيهم، ولعل الكهف كان جنوبيا (ذات اليمين): جهة يمين الكهف (وإذا غربت تقرضهم): تقطعهم وتصرم عنهم (ذات الشمال): جهة شمال الكهف (وهم في فجوة منه): وهم في متسع من الكهف، يعني في وسطه بحيث ينالهم برد النسيم وروح الهواء، ولا يؤذيهم كرب الغار ولا حر الشمس، لا في طلوعها ولا في غروبها. (ذلك من ايات الله من يهد الله فهو المهتد)، ثناء عليهم. (ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا). سئل عنه، فقال: (إن الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته، ويهدي أهل الأيمان والعمل الصالح إلى جنتة، كما قال عز وجل: " ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء " 1 وقال: " إن الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم " 2) 3. (وتحسبهم أيقاظا) قال: (ترى أعينهم مفتوحة) 4 (وهم رقود): (نيام) 5 (ونقلبهم) في رقدتهم (ذات اليمين ودات الشمال) كيلا تأكل الارض ما يليها من

__________________________

1 - إبراهيم 14: 27.

2 - يونس 10: 9.

 3 - التوحيد: 241، الباب: 35، الحديث: 1، معاني الأخبار: 21، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 4 و 5 - القمي 2: 34، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 710 ]

أبدانهم على طول الزمان. قال: (لهم في كل سنة نقلتان، ينامون ستة أشهر على جنوبهم الأيمن، وستة أشهر على جنوبهم الأيسر) 1. (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد): (بالفناء) 2 (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا): لهربت منهم (ولملئت منهم رعبا): خوفا يملأ صدرك، لما ألبسهم الله من الهيبة. قال: (إن ذلك لم يعن به النبي صلى الله عليه وآله، إنما عني به المؤمنون بعضهم لبعض، لكنه حالهم التي هم عليها) 3. (وكذلك بعثناهم): وكما أنمناهم آية بعثناهم آية على كمال قدرتنا (ليتساءلوا بينهم): ليسأل بعضهم بعضا، يتعرفوا حالهم وما صنع الله بهم، فيزدادوا يقينا إلى يقينهم، ويستبصروا به أمر البعث. (قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) قال: (فنظروا إلى الشمس قد ارتفعت فقالوا: نمنا يوما أو بعض يوم)) 4. (قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم): بفضتكم (هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما): أي الأطعمة أطيب. قال: (أزكى طعاما التمر) 5. (فليأتكم برزق منه وليتلطف): وليتكلف اللطف في التخفي والتنكر، حتى لا يعرف (ولا يشعرن بكم أحدا). (إنهم إن يظهروا عليكم): إن يظفروا بكم، يعني أهل المدينة (يرجموكم): يقتلوكم بالرجم، وهي أخبث قتلة (أو يعيدوكم في ملتهم): يصيروكم إليها كرها (ولن تفلحوا إذا أبدا) إن دخلتم في ملتهم. قال: (فجاء ذلك الرجل فرأى المدينة بخلاف الذي عهدها، ورأى قوما بخلاف أولئك، لم يعرفهم ولم يعرفوا لغته ولم يعرف لغتهم. فقالوا له: من أنت ومن أين جئت ؟

__________________________

1 و 2 و 4 - القمي 2: 33، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 3 - العياشي 2: 324، الحديث: 13، عن أبي جعفر عليه السلام.

 5 - المحاسن: 531، الحديث: 779، عن أحدهما عليهما السلام.(*)

[ 711 ]

فأخبرهم. فخرج ملك تلك المدينة مع أصحابه والرجل معهم، حتى وقفوا على باب الكهف، وأقبلوا يتطلعون فيه، فقال بعضهم: هؤلاء ثلاثة ورابعهم كلبهم إلى آخر ما قال الله. قال: وحجبهم الله عز وجل بحجاب من الرعب، فلم يكن أحد يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم، فإنه لما دخل إليهم وجدهم خائفين أن يكون أصحاب دقيانوس شعروا بهم، فأخبرهم صاحبهم: أنهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل، وأنهم آية للناس، فبكوا، وسألوا الله أن يعيدهم إلى مضاجعهم نائمين كما كانوا) 1. (وكذلك أعثرنا عليهم): وكما أنمناهم وبعثناهم ليزدادوا بصيرة، أطلعنا عليهم أهل مدينتهم (ليعلموا): ليعلم الذين أطلعناهم على حالهم (أن وعد الله) بالبعث (حق وأن الساعة لا ريب فيها) لأن حالهم في نومهم وانتباههم، كحال من يموت ويبعث. وفي الحديث النبوي: ((كما تنامون تموتون، وكما تستيقظون تبعثون)) 2. وفي آخر: (النوم أخ الموت) 3. وفي حديث الرجعة: (وقد رجع إلى الدنيا ممن مات خلق كثير، منهم أصحاب الكهف، أماتهم الله ثلاثمائة عام وتسعة، ثم بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث، ليقطع حجتهم وليريهم قدرته، وليعلموا أن البعث حق) 4. (إذ يتنازعون): أعثرنا عليهم حين يتنازعون (بينهم أمرهم) قيل: أمر دينهم، وكان بعضهم يقول: تبعث الأرواح مجردة، وبعضهم يقول: تبعثان معا 5. وقيل: أمر الفتية

__________________________

1 - القمي 2: 33، عن أبي عبد الله عليه السلام.

2 - الجامع لأحكام القرآن(للقرطبي) 15: 261، ذيل الاية: 42 من سورة الزمر، وروضة الواعظين: 53، مع تفاوت يسير.

 3 - فيض القدير 6: 300، الحديث: 9325، عن النبي صلى الله عليه وآله.

 4 - الاحتجاج 2: 88، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 5 - البيضاوي 3: 220، الكشاف 2: 477.(*)

[ 712 ]

حين توفاهم ثانيا، وكان بعضهم يقول: ماتوا، وبعضهم يقول: ناموا كنومهم أول مرة 1 (فقالوا ابنوا عليهم بنيانا) حين توفاهم ثانيا (ربهم أعلم بهم). اعتراض. (قال الذين غلبوا على أمرهم) من المسلمين وملكهم (لنتخذن عليهم مسجدا) يصلي فيه المسلمون ويتبركون بمكانهم. قال: (قال الملك: ينبغي أن يبنى هاهنا مسجد ونزوره، فإن هؤلاء قوم مؤمنون) 2. (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم) يعني أهل المدينة وملكهم، كما سبق. وقيل: بل يعني بهم الخائضين في قصتهم، في عهد نبينا صلى الله عليه وآله من أهل الكتاب والمؤمنين 3. (ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب) يرمون رميا بالخبر الخفي. والقمي: ظنا بالغيب ما يستفتونهم 4. ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل). في حديث: (من يخرج مع القائم عليه السلام فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما، قال: وسبعة من أهل الكهف) 5. (فلا تمار فيهم إلا مراءا ظاهرا): ولا تجادل أهل الكتاب في شأن الفتية إلا جدالا ظاهرا غير متعمق فيه، وهو أن تقص عليهم بما أوحي إليك من غير تجهيل لهم، والرد عليهم (ولا تستفت فيهم منهم أحدا). القمي يقول: حسبك ما قصصنا عليك من أمرهم، ولا تسأل أحدا من أهل الكتاب عنهم 6. (ولا تقولن لشئ) تعزم عليه (إني فاعل ذلك غدا).

__________________________

1 - البيضاوي 3: 220.

2 - القمي 2: 33، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 3 - البيضاوي 3: 220، الكشاف 2: 478.

 4 - القمي 2: 34. وفي(ب):(ما يستيقنونهم).

 5 - روضة الواعظين: 266، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 6 - القمي 2: 34.(*)

[ 713 ]

(إلا أن يشاء الله) إلا متلبسا 1 بمشيئته، قائلا: إن شاء الله. (واذكر ربك إذا نسيت) يعني إذا نسيت الاستثناء، فاستثن إذا ذكرت. قال: (للعبد أن يستثني ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي، إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه ناس من اليهود فسألوه عن أشياء، فقال لهم: تعالوا غدا أحدثكم، ولم يستثن، فاحتبس جبرئيل عليه السلام عنه أربعين يوما، ثم أتاه فقال: " ولا تقولن " الاية) 2. وورد: (كانت الأشياء المسؤول عنها: قصة أصحاب الكهف، وقصة موسى عليه السلام مع العالم، وقصة ذي القرنين، ومتى قيام الساعة) 3. (وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا) قيل: أي يهديني لشئ آخر بدل هذا المنسي، أقرب منه رشدا وأدنى خيرا ومنفعة، أو لما هو أظهر دلالة، على أني نبى، من نبأ أصحاب الكهف 4. (ولبثوا في كهفهم ثلث مائة سنين وازدادوا تسعا). قال: (ذلك بسني الشمس، وهذا بسني القمر) 5. (قل الله أعلم بما لبثوا): بمدة لبثهم، من الذين اختلفوا فيها من أهل الكتاب. (له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع): ما أبصره وأسمعه. ذكر بصيغة التعجب، للدلالة على أن أمره في الأدراك خارج عن حد ما عليه إدراك كل مبصر وسامع، إذ لا يحجبه شئ، ولا يتفاوت دونه لطيف وكثيف، وصغير وكبير، وخفي وجلي. (ما لهم): ما لاهل السموات والارض (من دونه من ولى) يتولى أمورهم (ولا يشرك في حكمه

__________________________

1 - في(ألف) و(ج):(ملتبسا).

2 - من لا يحضره الفقيه 3: 229، الحديث: 4284، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 3 - القمي 2: 31 - 32، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 4 - البيضاوي 3: 222، الكشاف 2: 480.

 5 - مجمع البيان 5 - 6: 463، عن أمير المؤمنين عليه السلام، وفيه:(ذاك) بدل(ذلك).(*)

[ 714 ]

أحدا) منهم. (واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك): من القرآن (لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا): ملتجأ وموئلا. يقال: التحد إلى كذا إذا مال إليه. (واصبر نفسك): احبسها (مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) في طرفي النهار، أو في مجامع أوقاتهم. قال: (إنما عنى بهما الصلاة) 1.: (يريدون وجهه) رضا الله وطاعته (ولا تعد عيناك عنهم): ولا يجاوزهم 2 نظرك إلى غيرهم من أبناء الدنيا (تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) بالخذلان (واتبع هواه وكان أمره فرطا): إفراطا وتجاوزا للحد، ونبذا للحق وراء ظهره. القمي: نزلت في سلمان الفارسي رضى الله عنه. كان عليه كساء فيه يكون طعامه، وهو دثاره ورداؤه، وكان كساء من صوف، فدخل عيينة بن حصين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمان عنده، فتأذى بريح كساء سلمان، وقد كان عرق فيه، وكان يوما شديد الحر. فقال: يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا وحزبه 3 من عندك، فإذا نحن خرجنا فأدخل من شئت 4. (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). قال: (وعيد) 5. (إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها): فسطاطها، شبه به ما يحيط بهم من النار. (وإن يستغيثوا) من العطش (يغاثوا بماء كالمهل): (كدردي الزيت المغلي). كذا ورد 6. (يشوي الوجوه) إذا قدم ليشرب، من فرط حرارته (بئس الشراب): المهل

__________________________

1 - العياشي 2: 326، الحديث: 25، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وفيه:(بها).

2 - في(ألف):(ولا تجاوز).

 3 - في المصدر:(واصرفه).

 4 - القمي 2: 34.

 5 - العياشي 2: 326، الحديث: 26، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 6 - القمي 2: 35، عن أبي عبد الله عليه السلام(*)

[ 715 ]

(وساءت) النار (مرتفقا): متكأ، من المرفق، وهو يشاكل قوله: " وحسنت مرتفقا ". (إن الذين امنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا). (أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق) مما رق من الديباج وما غلظ منه (متكئين فيها على الأرائك). قال: (الأرائك: السرر عليها الحجال) 1. (نعم الثواب) الجنة ونعيمها (وحسنت) الأرائك (مرتفقا). أقول: وكان الثياب الخضر كناية عن أبدانهم المثالية البرزخية، المتوسطة بين سواد هذا العالم وبياض العالم الأعلى، فإن الخضرة مركبة من سواد وبياض، والرقة والغلظ كنايتان عن تفاوتهما في مراتب اللطافة. (واضرب لهم مثلا) للكافر والمؤمن (رجلين): حال رجلين (جعلنا لأحدهما جنتين): بستانين (من أعناب): من الكروم (وحففناهما بنخل): وجعلنا النخل محيطة بهما (وجعلنا بينهما زرعا) ليكون كل منهما جامعا للأقوات والفواكه على شكل حسن وترتيب أنيق. (كلتا الجنتين اتت أكلها): ثمرها (ولم تظلم منه): ولم تنقص من أكلها (شيئا) كما يكون في سائر البساتين، فان الثمار تتم في عام وتنقص 2 في عام غالبا (وفجرن خلالهما نهرا) ليدوم شربهما ويزيد بهاؤهما. (وكان له ثمر: [ مال كثير، وعلى قراءة بضمتين: ] 3 أنواع من المال سوى الجنتين، من ثمر ماله إذا كثره 4 (فقال لصاحبه وهو يحاوره): يراجعه في الكلام (أنا أكثر منك

__________________________

1 - القمى 2: 216، عن أبى جعفر عليه السلام، في ذيل الاية: 56 من سورة يس.

2 - في(ألف):(يتم في عام وينقص).

 3 - ما بين المعقوفتين من(ج).

 4 - في(الف) و(ب):(إذا كاثره).(*)

[ 716 ]

مالا وأعز نفرا): أولادا وأعوانا. (ودخل جنته) بصاحبه، يطوف به فيها، ويفاخره بها (وهو ظالم لنفسه): ضار لها بعجبه وكفره (قال ما أظن أن تبيد): تفنى (هذه) يعني هذه الجنة 1 (أبدا) لطول أمله، وتمادي غفلته، واغتراره بمهلته. (وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي) بالبعث كما زعمت (لأجدن خيرا منها منقلبا): مرجعا وعاقبة. (قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا). (لكنا هو الله ربي). أصله: لكن أنا. (ولا أشرك بربي أحدا). (ولولا إذ دخلت جنتك قلت): وهلا قلت عند دخولها: (ما شاء الله): ما شاء الله كائن، إقرارا بأنها وما فيها بمشيئة الله، إن شاء أبقاها وإن شاء أبادها. (لا قوة إلا بالله) اعترافا بالعجز على نفسك، وبالقدرة لله، وأن ما تيسر لك من عمارتها وتدبيرها فبمعونته وإقداره. (إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا). (فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك) في الدنيا أو في الاخرة، لأ يماني (ويرسل عليها): على جنتك لكفرك (حسبانا من السماء): مرامي من عذابه، كصاعقة ونحوها (فتصبح صعيدا زلقا): أرضا ملساء 2 يزلق 3 عليها، باستئصال نباتها وأشجارها. والقمي: محترقا 4.

__________________________

1 - في(ألف):(يعني الجنة).

2 - ملس الشئ - من بابي: تعب وقرب - ملاسة: إذا لم يكن له شئ يستمسك به وقد لان، فهو أملس، والأنثى: ملساء. المصباح المنير 2: 279(ملس).

 3 - زلقت القدم: لم تثبت حتى سقطت. المصباح المنير 1: 308(زلق).

 4 - القمي 2: 35.(*)

[ 717 ]

(أو يصبح ماؤها غورا): غائرا في الأرض (فلن تستطيع له طلبا). (وأحيط بثمره): وأهلك أمواله حسبما أنذره صاحبه. روي (إن الله أرسل عليها نارا، فأهلكها وغار ماؤها) 1. (فأصبح يقلب كفيه) ظهر البطن، تلهفا وتحسرا (على ما أنفق فيها وهى خاوية): ساقطة (على عروشها) يعني سقطت عروش كرومها على الأرض، وسقطت الكروم فوقها (ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا). (ولم تكن له فئة ينصرونه) بدفع الأهلاك، أو رد المهلك (من دون الله) فإنه القادر على ذلك وحده (وما كان منتصرا): ممتنعا عن انتقام الله منه. (هنالك): في ذلك المقام وتلك الحال، أو في الاخرة (الولاية): النصرة، إن فتحت الواو، والسلطان والملك، إن كسرتها. (لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا) لأوليائه. (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا) في زهرتها 2 وسرعة زوالها (كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض): تكاثف بسببه والتف، حتى خالط بعضه بعضا (فأصبح هشيما): مهشوما مكسورا (تذروه الرياح): تفرقه، فيصير كأن لم يكن (وكان الله على كل شئ مقتدرا). (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات): وأعمال الخير والبر التي تبقى ثمرتها أبد الاباد (خير عند ربك) من المال والبنين (ثوابا): عائدة 3 (وخير أملا) لأن صاحبها ينال في الاخرة ما كان يأمل بها في الدنيا. قال: (هي الصلوات الخمس) 4.

__________________________

1 - مجمع البيان 5 - 6: 472.

2 - زهرة الدنيا: غضارتها وحسنها. الصحاح 2: 674(زهر).

 3 - في(ب):(فائدة).

 4 - مجمع البيان 5 - 6: 474، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 718 ]

وقال: (إن من الباقيات الصالحات القيام لصلاة الليل) 1. وفي رواية: (التسبيحات الأربع) 2. وفي أخرى: (لا تستصغر مودتنا، فإنها من الباقيات الصالحات) 3. (ويوم نسير الجبال): نسيرها في الجو ونجعلها هباء منبثا (وترى الأرض بارزة): بادية برزت من تحت الجبال، ليس عليها ما يسترها (وحشرناهم): وجمعناهم إلى الموقف (فلم نغادر): فلم نترك (منهم أحدا). (وعرضوا على ربك صفا) ترى 4 جماعتهم كما يرى كل واحد منهم، لا يحجب أحد أحدا. قال: (هم يومئذ عشرون ومائة ألف صف في عرض الأرض) 5. (لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة) لا شئ معكم من المال والولد (بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا): وقتا لأنجاز الوعد. (ووضع الكتاب): صحائف الأعمال (فترى المجرمين مشفقين مما فيه): خائفين من الذنوب (ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب) تعجيبا من شأنه. (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا) مكتوبا. (ولا يظلم ربك أحدا). قال: (إذا كان يوم القيامة دفع إلى الانسان كتابه، ثم قيل له: اقرأه، فيقرأ 6 ما فيه، فيذكره، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم إلا ذكره، كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا:

__________________________

1 - مجمع البيان 5 - 6: 474، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه:(القيام بالليل لصلاة الليل).

2 - الكافي 2: 506، الحديث: 4، القمي 2: 53، عن أبي جعفر عليه السلام، معاني الأخبار: 324، الحديث: 1، العياشي 2: 327، الحديث: 32، عن أبي عبد الله عليه السلام، بالمضمون.

 3 - مجمع البيان 5 - 6: 474، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 4 - في(ألف):(يرى).

 5 - الاحتجاج 2: 98، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 6 - في المصدر:(فيعرف).(*)

[ 719 ]

" يا ويلتنا " الاية) 1. (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس) سبق تفسيره 2. وإنما كرر في مواضع، لكونه مقدمة للأمور المقصود بيانها في تلك المحال، وهكذا كل تكرير في القرآن. (كان من الجن ففسق): فخرج (عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني) فتطيعونهم بدل طاعتي (وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) من الله إبليس وذريته. (ما أشهدتهم): ما أحضرت إبليس وذريته أو 3 رؤساء المشركين، وبالجملة شياطين الجن والأنس (خلق السموات والأرض) اعتضادا بهم (ولا خلق أنفسهم): ولا أحضرت بعضهم خلق بعض (وما كنت متخذ المضلين عضدا). قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم أعز الأسلام 4 بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل بن هشام، فأنزل الله هذه الاية يعنيهما) 5. (ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم) أي: زعمتم أنهم شركائي، توبيخ وتبكيت، والمراد ما عبد (من دونه) من الجن والأنس وغيرهما (فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا): مهلكا يشتركون فيه، وهو واد من أودية جهنم. (ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها). قال: (يعني أيقنوا أنهم داخلوها) 6. (ولم يجدوا عنها مصرفا). (ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل وكان الأنسان أكثر شئ جدلا).

__________________________

1 - العياشي 2: 328، الحديث: 34، عن أبي عبد الله عليه السلام.

2 - في سورة البقرة، الاية 34.

 3 - في(ب):(ورؤساء).

 4 - في المصدر:(أعز الدين).

 5 - العياشي 2: 328، الحديث: 39، عن أبي جعفر عليه السلام.

 6 - التوحيد: 267، الباب: 36، ذيل الحديث الطويل: 5، عن أمير المؤمنين عليه السلام.(*)

[ 720 ]

(وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم): إلا انتظار أن تأتيهم (سنة الأولين) وهي الأهلاك والاستيصال. (أو يأتيهم العذاب): عذاب الاخرة (قبلا): عيانا. (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق): ليزيلوا بالجدال الحق عن مقره ويبطلوه (واتخذوا اياتي وما أنذروا هزوا). (ومن أظلم ممن ذكر بايات ربه فأعرض عنها ونسى ما قدمت يداه) من الكفر والمعاصي، فلم يتفكر في عاقبتهما (إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه): تمنعهم أن يفقهوه (وفي اذانهم وقرا) يمنعهم أن يسمعوه (وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا) لا تحقيقا لأنهم لا يفقهون، ولا تقليدا لأنهم لا يسمعون. (وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا): ملجأ ومنجى. (وتلك القرى): قرى عاد وثمود وأضرابهم (أهلكناهم لما ظلموا) مثل ظلم قريش بالتكذيب والمراء وأنواع المعاصي (وجعلنا لمهلكهم موعدا): وقتا معلوما، فليعتبروا بهم، ولا يغتروا بتأخر 1 العذاب عنهم. (وإذ قال موسى لفتاه) قال: (هو يوشع بن نون) 2. (لا أبرح) قال: (لا أزال أسير) 3. (حتى أبلغ مجمع البحرين): ملتقى بحري فارس والروم، وهو المكان الذي وعد فيه موسى لقاء الخضر (أو أمضى حقبا): أو أسير زمانا طويلا. قال: (الحقب: ثمانون سنة) 4.

__________________________

1 - في(ألف):(بتأخير).

2 - العياشي 2: 330، الحديث: 42، القمي 2: 40، عن أبي جعفر عليه السلام.

 3 - القمي 2: 40، عن أبي جعفر عليه السلام.

 4 - القمي 2: 40، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 721 ]

ورد: (إن موسى قال في نفسه: ما أرى أن الله خلق خلقا أعلم مني، فأوحى الله إلى جبرئيل: أدرك عبدي موسى قبل أن يهلك، وقل له: إن عند ملتقى البحرين رجلا عابدا، فاتبعه وتعلم منه) 1. القمي: ((فنزل جبرئيل على موسى وأخبره، وذل موسى في نفسه، وعلم أنه أخطأ، ودخله الرعب، وقال لوصيه يوشع: إن الله قد أمرني أن أتبع رجلا عند ملتقى البحرين، وأتعلم منه، فتزود يوشع حوتا مملوحا وخرجا) 2. (فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما): تركاه (فاتخذ) الحوت (سبيله في البحر سربا): مسلكا. القمي: (فلما بلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستلقيا على قفاه، فلم يعرفاه، فأخرج وصي موسى الحوت وغسله بالماء ووضعه على الصخرة، ومضيا ونسيا الحوت، وكان ذلك الماء ماء الحيوان، فحيي الحوت ودخل في الماء) الحديث 3. وفي رواية: (فانطلق الفتى يغسل الحوت في العين، فاضطرب في يده حتى خدشه وتفلت منه، ونسيه الفتى) 4. وفي أخرى: (فقطرت قطرة من السماء فاضطرب الحوت، ثم جعل يثب 5 إلى البحر) 6. (فلما جاوزا) مجمع البحرين (قال لفتاه آتنا غداءنا): ما نتغدى به (لقد لقينا من

__________________________

1 - علل الشرائع 1: 59، الباب: 54، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام. وفي العياشي 2: 332، الحديث: 47، والقمي 2: 37، ما يقرب منه.

2 - القمي 2: 37، عن النبي صلى الله عليه وآله.

 3 - القمي 2: 37، عن النبي صلى الله عليه وآله.

 4 - العياشي 2: 329، الحديث 41، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.

 5 - وثب يثب والعامة تستعمله بمعنى المبادرة والمسارعة. المصباح المنير 2: 363(وثب).

 6 - المصدر: 332، الحديث: 47، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 722 ]

سفرنا هذا نصبا): عناء. قال: (وإنما أعيا حيث جاوزا الوقت) 1. (قال أرأيت) ما دهاني (إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت): تركته وفقدته، أو نسيت ذكر حاله وما رأيت منه لك (وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا). (قال ذلك ما كنا نبغ). قال: (قال ذلك الرجل الذي رأيناه عند الصخرة هو الذي نريده) 2. وذلك لأن أمر الحوت كان آيته كما أخبر به. (فارتدا على اثارهما قصصا): فرجعا في الطريق الذي جاءا فيه، يتبعان آثارهما اتباعا. (فوجدا عبدا من عبادنا) قال: (هو الخضر عليه السلام) 3. قال: (وكان نبيا مرسلا بعثه الله إلى قومه، فدعاهم إلى توحيده، والأقرار بأنبيائه ورسله وكتبه، وكانت آيته أنه كان لا يجلس على خشبة يابسة ولا أرض بيضاء إلا اهتزت خضراء، وإنما سمي خضرا لذلك، وكان اسمه بليا بن ملكا بن عامر بن أرفخشد 4 بن سام بن نوح) 5. (اتيناه رحمة من عندنا) هي الوحي والنبوة (وعلمناه من لدنا علما) قيل: أي: مما يختص 6 بنا من العلم، وهو علم الغيوب 7. (قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا). (قال إنك لن تستطيع معى صبرا). قال: (قال: لأني وكلت بأمر لا تطيقه، وأنت وكلت بأمر لا أطيقه. قال موسى: بل أستطيع معك صبرا، فقال الخضر: إن القياس لا مجال

__________________________

1 - العياشي 2: 332، الحديث: 47، عن أبي عبد الله عليه السلام.

2 - القمي 2: 38، عن النبي صلى الله عليه وآله.

 3 - المصدر، عن علي بن موسى الرضا عليه السلام، علل الشرائع 1: 60، الباب: 54، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 4 - في(ألف) و(ج):(ارفخشيد).

 5 - علل الشرائع 1: 59، الباب: 54، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام، مع تفاوت يسير.

 6 - في(ب):(ما يختص).

 7 - البيضاوي 3: 231، الكشاف 2: 492.(*)

[ 723 ]

له في علم الله وأمره) 1. قال: (وكان موسى أعلم من الخضر) 2. (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا). (قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا). قال: (فقال له ذلك وهو خاضع له، يستلطفه على نفسه كي يقبله) 3. قال: (فلما استثنى المشية قبله) 4. (قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا) قال: (يقول: لا تسألني عن شئ أفعله ولا تنكره علي، حتى أخبرك أنا بخبره، قال: نعم) 5. (فانطلقا) على الساحل يطلبان السفينة (حتى إذا ركبا في السفينة خرقها) الخضر (قال) موسى (أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا): عظيما. القمي: (هو المنكر، وكان موسى ينكر الظلم، فأعظم ما رأى) 6. (قال ألم أقل إنك لن تستطيع معى صبرا). (قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا): ولا تغشني عسرا من أمري بالمضايقة والمؤاخذة على المنسي، فإن ذلك يعسر علي متابعتك. روي: (كانت الأولى من موسى نسيانا) 7. (فانطلقا) أي: بعد ما خرجا من السفينة (حتى إذا لقيا غلاما فقتله) من غير ترو واستكشاف حال (قال أقتلت نفسا زكية): طاهرة من الذنوب. قال: (إنه كان حسن الوجه، كأنه قطعة قمر، وفي أذنيه درتان، وكان يلعب بين

__________________________

1 - علل الشرائع 1: 60، ذيل الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه(بعلم) بدل(بأمر) في الموضعين.

2 - العياشي 2: 330، الحديث: 43، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 3 - المصدر: 331، الحديث: 46، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه:(يستعطفه).

 4 - علل الشرائع 1: 60، الباب: 54، ذيل الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 5 - القمي 2: 38 - 39، عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام.

 6 - القمي 2: 40، عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه:(هو المنكر).

 7 - مجمع البيان 5 - 6: 481، تفسير البغوي 3: 174، عن النبي صلى الله عليه وآله.(*)

[ 724 ]

الصبيان) 1. (بغير نفس): من غير أن قتلت نفسا فتقاد بها (لقد جئت شيئا نكرا) أي: منكرا. قال: (فغضب موسى، وأخذ بتلابيبه 2 و " قال أقتلت " الاية. قال الخضر: إن العقول لا تحكم على أمر الله، بل أمر الله يحكم عليها، فسلم لما ترى مني، واصبر عليه، فقد كنت علمت أنك لن تستطيع معي صبرا) 3. (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبرا). في زيادة (لك) زيادة عتاب على رفض الوصية. (قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا): قد وجدت عذرا من قبلي لما خالفتك ثلاث مرات. روي: (وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص علينا من خبرهما) 4. (وأنه لو لبث مع صاحبه، لأبصر أعجب الأعاجيب) 5. (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية) قال: (هي الناصرة، وإليها تنسب النصارى) 6. (استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض): يداني أن يسقط، استعيرت الأرادة للمشارفة. (فأقامه) قال: (بوضع يده عليه) 7. قال لو شئت

__________________________

1 - القمي 2: 39، عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، مع تقدم وتأخر.

2 - لببه تلبيبا: جمع ثيابه عند نحره في الخصومة، ثم جره. القاموس المحيط 1: 132(لبب).

 3 - علل الشرائع 1: 60 - 61، الباب: 54، ذيل الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 4 - صحيح البخاري 3: 154، كتاب تفسير القرآن، سنن الترمذي 4: 373، أبواب تفسير القرآن، عن النبي صلى الله عليه وآله.

 5 - الكشاف 2: 494، عن النبي صلى الله عليه وآله. وفي صحيح مسلم 4: 1851، كتاب الفضائل، الباب: 46، الحديث: 172، وسنن أبي داود 4: 286، الحديث: 3984، ما يقرب منه.

 6 - علل الشرائع 1: 61، الباب: 54، ذيل الحديث: 1، العياشي 2: 333، الحديث: 47، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 7 - علل الشرائع 1: 61، الباب: 54، ذيل الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 725 ]

لاتخذت عليه أجرا) قال: (خبزا نأكله، فقد جعنا) 1. (قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا). (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا). في قراءتهم عليهم السلام: (كل سفينة صالحة) 2. قال: (وإذا كانت معيوبة لم يأخذ منها شيئا) 3. (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين) في قراءتهم عليهم السلام: (وهو طبع كافرا) 4. (فخشينا أن يرهقهما): أن يغشيهما (طغيانا وكفرا). قال: (علم الله أنه إن بقي كفر أبواه، وافتتنا به وضلا بإضلاله، فأمرني الله بقتله، وأراد بذلك نقلهم إلى محل كرامته في العاقبة) 5. (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة): ولدا خيرا منه، طهارة من الذنوب والأخلاق الردية (وأقرب رحما): رحمة وعطفا على والديه. قال: (إنهما أبدلا بالغلام المقتول ابنة، فولد منها سبعون نبيا) 6. (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك). قال: (كان ذلك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا

__________________________

1 - العياشي 2: 333، الحديث: 47، عن أبي عبد الله عليه السلام.

2 - مجمع البيان 5 - 6: 481، عن أمير المؤمنين والباقر والصادق عليهم السلام.

 3 - القمي 2: 39، عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام.

 4 - العياشي 2: 336، الحديث: 55، عن أحدهما عليهما السلام، علل الشرائع 1: 61، الباب: 54، ذيل الحديث: 1، القمي 2: 39، مجمع البيان 5 - 6: 487، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 5 - علل الشرائع 1: 61، الباب: 54، ذيل الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 6 - الكافي 6: 7، الحديث: 11، من لا يحضره الفقيه 3: 317، الحديث: 1542، العياشي 2: 336، الحديث: 60، عن أبي عبد الله عليه السلام، العياشي 2: 337، الحديث: 61، عن أحدهما عليهما السلام.(*)

[ 726 ]

الله، محمد رسول الله، عجبت لمن يعلم أن الموت حق، كيف يفرح ! عجبت لمن يؤمن بالقدر، كيف يحزن ! عجبت لمن يذكر النار، كيف يضحك ! عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالا بعد حال، كيف يطمئن إليها !) 1. وفيه روايات أخر يقرب بعضها من بعض 2. (وما فعلته عن أمري): وإنما فعلته عن أمر الله (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) حذف التاء تخفيفا. (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا) ورد: (إنه سئل عن طائف طاف المشرق والمغرب، من هو ؟ وما قصته ؟ فنزلت) 3. (وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عنه أنبيا كان أم ملكا ؟ فقال: لا نبيا ولا ملكا، عبد أحب الله فأحبه الله، ونصح لله فنصح له، فبعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن، فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب، ثم بعثه الثانية، فضربوه على قرنه الأيسر، فغاب عنهم ما شاء الله، ثم بعثه الثالثة، فمكن الله له في الأرض، وفيكم مثله، يعني نفسه) 4. وفي رواية: (فقتلوه) 5. مكان: فغاب عنهم. وفي [ رواية ] 6 أخرى: (فأماته الله خمسمائة عام) 7). وورد: (إن اسمه عياش) 8. (إنا مكنا له في الارض واتيناه من كل شئ) أراده وتوجه إليه (سببا): وصلة

__________________________

1 - معاني الأخبار: 200، الحديث 1، عن أمير المؤمنين عليه السلام، القمي 2: 40، عن أبي عبد الله عليه السلام.

2 - الكافي 2: 58، الحديث: 6 و 59، الحديث: 9، الخصال 1: 236، الحديث: 79، معاني الأخبار: 200، الحديث: 1.

 3 - القمي 2: 40.

 4 - المصدر: 41، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 5 - العياشي 2: 340، الحديث: 73، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

 6 - الزيادة من(ألف).

 7 - القمي 2: 40، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 8 - العياشي 2: 340، الحديث: 75 و 350، الحديث: 81، الخصال 1: 248، الحديث: 110، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 727 ]

توصله إليه، من العلم والقدرة والالة. وورد: (أي: دليلا) 1. قال: (سخر الله له السحاب، ويسر له الأسباب، وبسط له النور، وكان الليل والنهار عليه سواء) 2. (فأتبع سببا) أي: فأراد بلوغ المغرب، فأتبع سببا يوصله إليه. (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) أي: ذات حمأة، وهي الطين الأسود. وعلى قراءة حامية، أي: حارة. ورد: (في عين حامية، في بحر دون المدينة التي مما يلي المغرب، يعني جابلقا 3) 4. (ووجد عندها قوما): ناسا كفرة (قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب) أي: بالقتل على كفرهم (وإما أن تتخذ فيهم حسنا) بإرشاد وتعليمهم الشرائع. (قال أما من ظلم) أي: نفسه بإصراره على كفره (فسوف نعذبه) قال: (بعذاب الدنيا) 5. (ثم يرد إلى ربه) قال: (في مرجعه) 6. (فيعذبه عذابا نكرا): منكرا لم يعهد مثله في الاخرة. قال: (أي: في النار) 7. (وأما من امن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا): مما نأمر به من الخراج وغيره (يسرا): سهلا متيسرا غير شاق. (ثم أتبع سببا) يوصله إلى المشرق. (حتى إذا بلغ مطلع الشمس). قيل: يعني الموضع الذي تطلع الشمس عليه 8 أولا،

__________________________

1 - القمي 2: 42، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

2 - كمال الدين 2: 393، الحديث: 2، عن أمير المؤمنين عليه السلام، الخرائج 3: 1174، الحديث: 68، عن العسكري عليه السلام، مع تفاوت يسير.

 3 - جابلق: روى أبو روح عن الضحاك عن ابن عباس أن جابلق مدينة بأقصى المغرب، وأهلها من ولد عاد، وأهل جابرس من ولد ثمود، ففي كل واحدة منهما بقايا ولد موسى عليه السلام. معجم البلدان 2: 91.

 4 - العياشي 2: 350، الحديث: 83، عن أبي جعفر عليه السلام.

 5 و 6 - العياشي 2: 342، ذيل الحديث: 79، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

 7 - القمي 2: 41، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 8 - في(ألف):(تطلع عليه الشمس).(*)

[ 728 ]

من معمورة الأرض 1. (وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا). قال: (ورد على قوم قد أحرقتهم 2 الشمس، وغيرت أجسادهم وألوانهم، حتى صيرتهم كالظلمة) 3. قال: (لم يعلموا صنعة البيوت) 4. والقمي: لم يعلموا صنعة الثياب 5. (كذلك) كان أمره (وقد أحطنا بما لديه خبرا) من الجنود والايات والعدد والأسباب 6. (ثم أتبع سببا): طريقا ثالثا معترضا بين المشرق والمغرب، آخذا من الجنوب إلى الشمال. قال: (سببا في ناحية الظلمة) 7. (حتى إذا بلغ بين السدين) بين الجبلين المبني بينهما سده (وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا) لغرابة لغتهم، وقلة فطنتهم. (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج). قيل: هما قبيلتان من ولد يافث بن نوح 8. وورد: (جميع الترك والسقالب 9 ويأجوج ومأجوج والصين من يافث، حيث كانوا) 10. (مفسدون في الارض). قال: (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج وماجوج خاف هذين

__________________________

1 - البيضاوي 3: 235.

2 - في(ب):(احترقهم). وفي(ج):(احترقتهم).

 3 - العياشي 2: 342، ذيل الحديث: 79، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

 4 - المصدر: 350، الحديث: 84، عن أبي جعفر عليه السلام.

 5 - القمي 2: 41.

 6 - في(ب):(والالات).

 7 - العياشي 2: 342، ذيل الحديث: 79، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

 8 - البيضاوي 3: 235.

 9 - المشهور على الألسنة بالصاد، وهم جيل من الناس بين بلاد البلغار والقسطنطنية فقط ولكنهم منتشرون في الشمال الشرقي لأوربا وفي غرب البلغار أيضا. انظر: تاج العروس 3: 64 و 200 ودائرة المعارف(للفريد وجدى) 5: 531.

 10 - علل الشرائع 1: 32، الباب: 38، الحديث: 1 عن الهادي عليه السلام.(*)

[ 729 ]

الجبلين، وهم يفسدون في الأرض، إذا كان إبان 1 زروعنا وثمارنا خرجوا علينا من هذين السدين، فرعوا من ثمارنا وزروعنا 2، حتى لا يبقون منها شيئا) 3. (فهل نجعل لك) قال: (أي: نؤديه إليك في كل عام) 4. (على أن تجعل بيننا وبينهم سدا). (قال ما مكني فيه ربي خير) مما تبذلون لي من الخراج، ولا حاجة بي إليه (فأعينوني بقوة): بقوة فعلة، أو بما أتقوى به من الالات (أجعل بينكم وبينهم ردما): حاجزا حصينا، وهو أكبر من السد. (اتوني): ناولوني (زبر الحديد): قطعه الكبيرة (حتى إذا ساوى بين الصدفين): بين جانبي الجبلين، بتنضيدها (قال انفخوا) أي: قال للعملة: انفخوا في الأكوار حتى (إذا جعله نارا): كالنار بالأحماء (قال اتوني أفرغ عليه قطرا) أي: آتوني قطرا أفرغه عليه، أي: نحاسا. قال: (احتفروا له جبل حديد، فقلعوا له أمثال اللبن، فطرح بعضه على بعض فيما بين الصدفين، وكان ذو القرنين أول من بنى ردما على وجه الأرض، ثم جعل عليه الحطب وألهب فيه النار، ووضع عليه المنافيخ، فنفخوا عليه. قال: فلما ذاب قال: آتوني بقطر، فاحتفروا له جبلا من مس، فطرحوه على الحديد، فذاب معه واختلط به) 5. (فما اسطاعوا) (يعني يأجوج ومأجوج) 6. (أن يظهروه): أن يعلوه بالصعود لارتفاعه وانملاسه (وما استطاعوا له نقبا) لثخنه وصلابته. (قال هذا رحمة من ربى) على عباده (فإذا جاء وعد ربى) بقيام الساعة (جعله

__________________________

1 - في(ألف) و(ب):(أيان). وإبان الشئ: حينه أو أوله. القاموس المحيط 4: 196(أبن).

2 - في(ب) و(ج):(فرعوا في ثمارنا وفي زروعنا).

 3 و 4 - العياشي 2: 343، ذيل الحديث: 79، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

 5 و 6 - العياشي 2: 343، ذيل الحديث: 79، عن أمير المؤمنين عليه السلام.(*)

[ 730 ]

دكاء): أرضا مستوية (وكان وعد ربي حقا). القمي: إذا كان قبل يوم القيامة في آخر الزمان، انهدم ذلك السد وخرج يأجوج ومأجوج إلى الدنيا، وأكلوا الناس. وهو قوله تعالى: " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون " 1. وورد: (هم أكثر خلق خلقوا بعد الملائكة، وليس منهم رجل يموت حتى يولد له من صلبه ألف ولد ذكر) 2. (والردم في التأويل التقية، وهي 3 الحصن الحصين، فإذا جاء الوعد رفعت، وانتقم من أعداء الله). كذا ورد 4. (وتركنا بعضهم يومئذ) قال: (يعني يوم القيامة) 5. (يموج في بعض): يختلطون، مزدحمين، حيارى (ونفخ في الصور) لقيام الساعة (فجمعناهم جمعا) للحساب والجزاء. (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا) أي: أبرزناها لهم، فشاهدوها. (الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا) أي: كانوا صما عنه. قال: (لم يعبهم بما صنع هو بهم، ولكن عابهم بما صنعوا، ولو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شئ) 6. (أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء) يعبدونهم أو يحبونهم، أي: أفحسبوا أنهم ينجونهم من عذابي. وفي قراءة أمير المؤمنين عليه السلام:

__________________________

1 - القمي 2: 41. والاية في سورة الأنبياء(21): 96.

 2 - المصدر، عن أبي عبد الله عليه السلام.

3 - في(ج):(وهو).

 4 - العياشي 2: 351، الحديث: 86، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 5 - المصدر، الحديث: 87، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

 6 - المصدر: 352، الحديث: 88، عن أبي عبد الله عليه السلام. وفيه:(لم يعتبهم... ولكن يعاتبهم).(*)

[ 731 ]

(أفحسب) 1 بسكون السين ورفع الباء، يعني أفكافيهم في النجاة. (إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا) قال: (مأوى ومنزلا) 2. (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا). (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا): ضاع وبطل لكفرهم (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) لعجبهم واعتقادهم أنهم على الحق. قال: (هم النصارى والقسيسون والرهبان، وأهل الشبهات والأهواء من أهل القبلة، والحرورية 3 وأهل البدع) 4. (أولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا). قال: (ولا يعبأ بهم، لأنهم لم يعبأوا بأمره ونهيه) 5. (ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا اياتي ورسلي هزوا). (إن الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا). قال: (الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، الفردوس أعلاها درجة) 6. قال: (نزلت في أبي ذر والمقداد وسلمان وعمار) 7. (خالدين فيها لا يبغون عنها حولا): تحولا 8. قال: (لا يريدون بها بدلا) 9.

__________________________

1 - مجمع البيان 5 - 6: 495، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

 2 - القمي 2: 46، عن أبي عبد الله عليه السلام.

3 - حروراء، أو حرورا: موضع غير بعيد من الكوفة، اجتمع فيه أهل الخوارج عندما جهروا بالخروج على علي عليه السلام وسرعان ما قضى عليهم إلى آخر رجل تقريبا في وقعة النهروان الدامية. وقد نسب الخوارج إلى حروراء، فعرفوا بالحرورية. دائرة المعارف الاسلامية 7: 361(حروراء).

 4 - القمي 2: 46، عن أبي جعفر عليه السلام.

 5 - الاحتجاج 1: 364، عن أمير المؤمنين عليه السلام، وفيه:(ولا يعبأ بهم بأمره ونهيه يوم القيامة).

 6 - مجمع البيان 5 - 6: 498، عن النبي صلى الله عليه وآله.

 7 و 9 - القمي 2: 46، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 8 - لم ترد في(ب).(*)

[ 732 ]

(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا). قال: (إن كلام الله عز وجل ليس له آخر ولا غاية، ولا ينقطع أبدا) 1. (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد). قال: (يعني قل لهم: أنا في البشرية مثلكم، ولكن ربي خصني بالنبوة دونكم، كما يخص بعض البشر بالغنى والصحة والجمال دون بعض) 2. (فمن كان يرجو لقاء ربه) قال: (يؤمن بأنه مبعوث) 3. (فليعمل عملا صالحا): خالصا لله (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا). قال: (الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله، إنما يطلب تزكية الناس، يشتهي أن يسمع به الناس، فهذا الذي أشرك بعبادة ربه، ثم قال: ما من عبد أسر خيرا، فذهبت الأيام أبدا حتى يظهر الله له خيرا، وما من عبد يسر شرا، فذهبت الأيام حتى يظهر الله له شرا) 4. وفي الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه برئ، فهو للذي أشرك) 5. وفي الحديث النبوي في تفسير هذه الاية: (من عمل عملا مما أمره الله عز وجل مراآة (6) الناس فهو مشرك، ولا يقبل الله عز وجل عمل مرائي) 7. وورد في تفسيرها: (من صلى أو صام أو أعتق أو حج يريد محمدة الناس فقد أشرك

__________________________

1 - القمي 2: 46، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 2 - الاحتجاج 1: 29، عن العسكري عليه السلام، من النبي صلى الله عليه وآله.

3 - التوحيد: 276، الباب: 36، ذيل الحديث: 5، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

 4 - الكافي 2: 294، ذيل الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 5 - مجمع البيان 5 - 6: 499، عن النبي صلى الله عليه وآله.

 6 - في(ألف) و(ج):(مراياة).

 7 - القمي 2: 47، عن أبي جعفر عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله، مع تفاوت يسير.(*)

[ 733 ]

في عمله، وهو مشرك مغفور) 1. أقول: يعني أنه ليس من الشرك الذي قال الله: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) 2 وذلك لأن المراد بذلك، الشرك الجلي، وهذا هو الشرك الخفي. وورد: (إنه كان يتوضأ للصلاة، فأراد رجل أن يصب الماء على يديه فأبى، وقرأ هذه الاية، وقال: ها أناذا أتوضأ للصلاة وهي العبادة، فأكره أن يشركني فيها أحد) 3. أقول: وهذا تفسير آخر للاية، ولعله تنزيه وذاك تحريم.

__________________________

1 - العياشي 2: 352، الحديث: 92، عن أبي عبد الله عليه السلام.

 2 - النساء(4): 48 و 116.

 3 - الكافي 3: 69، الحديث: 1، عن علي بن موسى الرضا عليه السلام.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21337009

  • التاريخ : 29/03/2024 - 02:22

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net