00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الفرقان  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 861 ]

سورة الفرقان [ مكية وهي سبع وسبعون آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذي: تكاثر خيره، من البركة وهي كثرة الخير. نزل الفرقان على عبده. سبق تفسير الفرقان في آل عمران (2). ليكون العبد أو الفرقان للعالمين نذيرا: للجن والأنس منذرا، أو إنذارا، كالنكير بمعنى الأنكار. الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا كما زعمه النصارى ولم يكن له شريك في الملك كما يقوله الثنوية وخلق كل شئ فقدره تقديرا. قال: (هو وضع الحدود من الاجال والأرزاق، والبقاء والفناء) (3). واتخذوا من دونه الهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون لأن عبدتهم ينحتونهم ويصورونهم ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا: دفع ضر ولا جلب نفع ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا: ولا يملكون إماتة أحد ولا إحياءه أولا وبعثه ثانيا. وقال الذين كفروا إن هذا يعنون القرآن إلا إفك: كذب مصروف عن وجهه.

__________________________

(1) - مابين المعقوفتين من(ب).

(2) - ذيل الاية: 4.

(3) - القمي 1: 24، عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام.(*)

[ 862 ]

قال: (الأفك: الكذب) (1). افتراه وأعانه عليه قوم اخرون. قال: (يعنون أبافهيكة وحبرا وعداسا وعابسا، مولى حويطب) (2). فقد جاءوا ظلما وزورا. وقالوا أساطير الأولين: ما سطره المتقدمون اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا. القمي: هو قول النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة (3). قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض لتضمنه إخبارا عن مغيبات مستقبلة، وأشياء مكنونة لا يعلمها إلا عالم الأسرار إنه كان غفورا رحيما فلذلك لا يعاجلكم بعقوبته مع كمال قدرته، واستحقاقكم أن يصب عليكم العذاب صبا. وقالوا مالهذا الرسول: ما لهذا الذي يزعم الرسالة !. وفيه استهانة وتهكم. يأكل الطعام كما نأكل ويمشي في الأسواق لطلب المعاش كما نمشي. والمعنى إن صح دعواه، فما باله لم يخالف حاله حالنا ! وذلك لعمههم (4) وقصور نظرهم على المحسوسات، فإن تميز الرسل عمن عداهم ليس بأمور جسمانية، وإنما هو بأحوال روحانية، كما أشير إليه بقوله سبحانه: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) (5). لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ليعلم صدقه بتصديق الملك.

__________________________

(1 و 2) - القمي 2: 111، عن أبي جعفر عليه السلام.

(3) - النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف، من بني عبد الدار، من قريش: صاحب لواء المشركين ببدر، كان من شجعان قريش ووجوهها ومن شياطينها. له اطلاع على كتب الفرس وغيرهم. وهو ابن خالة النبي صلى الله عليه وآله، ولما ظهر الأسلام استمر على عقيدة الجاهلية وآذى رسول الله صلى الله عليه وآله كثيرا. وكان إذا جلس النبي مجلسا للتذكير بالله والتحذير من نقمة الله، جلس النضر بعده، فحدث قريشا بأخبار ملوك فارس ورستم واسفنديار، ويقول: أنا أحسن منه حديثا ! إنما يأتيكم محمد بأساطير الأولين !. وشهد وقعة بدر مع مشركي قريش، فأسره المسلمون، وقتلوه بالأثيل - قرب المدينة - بعد انصرافهم من الوقعة. وفي الرواية من يرى أن النضر لم يقتل صبرا وإنما أصابته جراحة، فامتنع عن الطعام والشراب مادام في أيدي المسلمين، فمات. الأعلام(للزركلي) 8: 33.

(4) - العمه: التحير والتردد. الصحاح 6: 2242(عمه).

(5) - الكهف(18): 110.(*)

[ 863 ]

أو يلقى إليه كنز فيستظهر به ويستغني عن تحصيل المعاش أو تكون له جنة يأكل منها أي: إن لم يلق إليه كنز فلا أقل أن يكون له بستان، كما للدهاقين والمياسير، فيتعيش بريعه (1) وقال الظالمون. وضع الظالمون موضع ضميرهم، تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوه. إن تتبعون إلا رجلا مسحورا: سحر فغلب على عقله. أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا قال: (إلى أن يثبتوا عليك عمى بحجة) (2). تبارك الذي إن شاء جعل لك في الدنيا خيرا من ذلك ولكن أخره إلى الاخرة، لأنه خير وأبقى جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا. بل كذبوا بالساعة فقصرت أنظارهم على الحطام الدنيوية، فظنوا أن الكرامة إنما هي بالمال، وطعنوا فيك بفقرك وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا. إذا رأتهم: إذا كانت بمرأى منهم من مكان بعيد قال: (من مسيرة سنة) (3). سمعوا لها تغيظا: صوت تغيظ وزفيرا. وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين القمي: مقيدين بعضهم مع بعض (4). دعوا هنالك ثبورا: هلاكا، أي: يتمنون هلاكا وينادونه. لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا لأن عذابكم أنواع كثيرة. قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا. (لهم فيها ما يشاؤون خالدين كان على ربك وعدا مسؤولا) حقيقا بان

__________________________

(1) - الريع: النماء والزيادة. الصحاح 3: 1223(ريع).

(2) - تفسير الأمام عليه السلام: 506، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(3) - القمي 2: 112، مجمع البيان 7 - 8: 163، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - القمي 2: 112.(*)

[ 864 ]

يسأل، أو سأله الناس بقولهم: (ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) (1). كذا قيل (2). ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول للمعبودين أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل. قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ. في قراءتهم عليهم السلام بضم النون وفتح الخاء (3). من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم بأنواع النعم، واستغرقوا في الشهوات حتى نسوا الذكر: حتى غفلوا عن ذكرك، والتذكر لالائك، والتدبر في آياتك وكانوا قوما بورا: هالكين. فقد كذبوكم. التفات إلى العبدة بالاحتجاج والألزام على حذف القول، والمعنى: فقد كذبكم المعبودون بما تقولون: في قولكم. إنهم آلهة، وهؤلاء أضلونا فما تستطيعون أي: المعبودون صرفا: دفعا للعذاب عنكم ولا نصرا فيعينكم عليه ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا. وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق. جواب لقولهم: ' ' ما لهذا الرسول ' '. وجعلنا بعضكم لبعض فتنة: ابتلاء، ومن ذلك ابتلاء الفقراء بالأغنياء، والمرسلين بالمرسل إليهم، ومناصبتهم لهم العداوة وإيذاؤهم لهم، وهو تسلية للنبي على ما قالوه بعد نقضه. أتصبرون أي: لنعلم أيكم يصبر وكان ربك بصيرا بمن يصبر ومن لا يصبر. وقال الذين لا يرجون لقاءنا لكفرهم بالبعث لولا: هلا أنزل علينا الملائكة فيخبرونا بصدق محمد، أو يكونون رسلا إلينا أو نرى ربنا فيأمرنا بتصديقه واتباعه لقد استكبروا في أنفسهم في شأنها وعتوا: وتجاوزوا الحد

__________________________

(1) - آل عمران(3): 194.

(2) - الكشاف 3: 84، البيضاوي 4: 90.

(3) - مجمع البيان 7 - 8: 162، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 865 ]

في الظلم عتوا كبيرا: بالغا أقصى مراتبه، حيث عاينوا المعجزات القاهرة فأعرضوا عنها، واقترحوا لأنفسهم الخبيثة ما سدت دونه مطامح النفوس القدسية. يوم يرون الملائكة لابشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا: يستعيذون منهم، ويطلبون من الله أن يمنع لقاءهم، وهي مما كانوا يقولون عند لقاء عدو أو هجوم مكروه. وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. قال: (إن كانت أعمالهم لأشد بياضا من القباطي (1)، فيقول الله عزوجل لها: كوني هباء، وذلك أنهم كانوا إذا شرع لهم الحرام أخذوه) (2). أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا: مكانا يستقر فيه وأحسن مقيلا: مكانا يؤوى إليه للاسترواح من القيلولة. قال: (لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار) (3). ويوم تشقق السماء: تتشقق بالغمام: بسبب طلوع الغمام منها ونزل الملائكة تنزيلا. وقد مر في سورة البقرة (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملئكة) (4). الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا. ويوم يعض الظالم على يديه من فرط الحسرة. القمي: الأول. (5) يقول يا

__________________________

(1) - القباطي - بفتح القاف وقد يضم -: ثياب بيض رقيقة من كتان تجلب من مصر. واحدها: قبطيى، نسبة إلى القبط، وهم أهل مصر، الصحاح 3: 1151، مجمع البحرين 4: 266(قبط).

(2) - الكافي 5: 126، الحديث: 10، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - مجمع البيان 7 - 8: 167، عن ابن عباس وابن مسعود.

(4) - البقرة(2): 210.

(5) - القمي 2: 113.(*)

[ 866 ]

ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا قال: (عليا وليا) (1). يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا. القمي: يعني الثاني (2). لقد أضلني عن الذكر. القمي: يعني الولاية (3). بعد إذ جاءني وكان الشيطان القمي: وهو الثاني (4). للانسان خذولا. في حديث أمير المؤمنين عليه السلام: (ولئن تقمصها دوني الأشقيان، ونازعاني فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة، واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، ولبئس ما لأنفسهما مهدا (5)، يتلاعنان في دورهما، ويتبرأ كل منهما من صاحبه (6)، يقول لقرينه إذا التقيا: (يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) (7) فيجيبه الأشقى على وثوبه (8): يا ليتني لم أتخذك خليلا، لقد أضللتني عن الذكر بعد إذ جائني، وكان الشيطان للأنسان خذولا، فأنا الذكر الذي عنه ضل، والسبيل الذي عنه مال، والأيمان الذي به كفر، والقرآن الذي إياه هجر، والدين الذي به كذب، والصراط الذي عنه نكب) (9). وقال: (إن الله ورى أسماء من اغتر وفتن خلقه وضل وأضل، وكنى عن أسمائهم في هاتين الايتين) (10). وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القران مهجورا بأن تركوه وصدوا عنه.

__________________________

(1) - القمي 2: 113، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2 و 3 و 4) - القمي 2: 113.

(5) - في المصدر:(مهدا).

(6) - في(ألف):(تبرأ كل منهما صاحبه). وفي المصدر:(يتبرأ كل واحد منهما من صاحبه).

(7) - الزخرف(43): 38.

(8) - في المصدر:(على رثوثة).

(9) - الكافي 8: 27، الحديث: 4، عن أبي جعفر، عن أمير المؤمنين عليهما السلام.

(10) - الاحتجاج 1: 365، عن أمير المؤمنين عليه السلام، مع تفاوت يسير.(*)

[ 867 ]

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين كما جعلناه لك، فاصبر كما صبروا وكفى بربك هاديا ونصيرا لك عليهم. وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القران أي: أنزل عليه جملة واحدة: دفعة واحدة، كالكتب الثلاثة كذلك أنزلناه مفرقا لنثبت به فؤادك: لنقوي بتفريقه فؤادك على حفظه وفهمه، وبنزول جبرئيل به حالا بعد حال ورتلناه ترتيلا: وقرأناه عليك شيئا بعد شئ على تؤدة وتمهل. ولا يأتونك بمثل سؤال عجيب، كأنه مثل في البطلان، يريدون به القدح في نبوتك إلا جئناك بالحق الدامغ له في جوابه وأحسن تفسيرا: وبما هو أحسن بيانا أو معنى من سؤالهم. الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا. سئل: كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة ؟ قال: (إن الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة) (1). ولقد اتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هرون وزيرا يؤازره في الدعوة وإعلاء الكلمة. فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا باياتنا يعني فرعون وقومه فدمرناهم تدميرا أي: فذهبا إليهم فكذبوهما، فدمرناهم. وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس اية: عبرة وأعتدنا للظالمين عذابا أليما. وعادا وثمود: وجعلناهم آية أيضا وأصحاب الرس. قال: (إنهم كانوا قوما

__________________________

(1) - مجمع البيان 7 - 8: 170، عن النبي صلى الله عليه وآله.(*)

[ 868 ]

يعبدون شجرة صنوبر، يقال لها: (شاه درخت)، كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها: (روشاب)، كانت أنبتت لنوح عليه السلام بعد الطوفان، وإنما سموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض، وذلك بعد سليمان بن داود عليهما السلام - قال: - فأهلكوا بريح عاصفة (1) شديدة الحمرة، تحيروا فيها وذعروا منها، وتضام بعضهم إلى بعض، ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد، وأظلتهم سحابة سوداء، فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب، فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص في النار) (2). وقرونا بين ذلك كثيرا. وكلا ضربنا له الأمثال: بينا له القصص العجيبة، إعذارا وإنذارا، فلما أصروا أهلكوا وكلا تبرنا تتبيرا فتتناه (3) تفتيتا، ومنه التبر، لفتات الذهب والفضة. قال: (يعني كسرنا تكسيرا. قال: هي لفظة بالنبطية) (4). ولقد أتوا يعني قريشا، مروا مرارا في متاجرهم إلى الشام على القرية التي أمطرت مطر السوء. قال: (هي سدوم (5) قرية قوم لوط، أمطر الله عليهم حجارة من سجيل، يقول: من طين) (6). أفلم يكونوا يرونهافي مرار مرورهم، فيتعظون بما يرون فيها من آثار عذاب الله بل كانوا لا يرجون نشورا فلذلك لم ينظروا ولم يتعظوا، فمروا بها كما مرت ركابهم. وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا.

__________________________

(1) - في(ألف) والمصدر:(بريح عاصف).

(2) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 205 - 208، الباب: 16، الحديث: 1، علل الشرائع 1: 40 - 43، الباب: 38، الحديث: 1، عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام.

(3) - الفت: الدق والكسر بالأصابع والشق في الصخرة. القاموس المحيط 1: 159(فتت).

(4) - القمي 2: 114، ومعاني الأخبار: 220، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - سدوم - فعول، من السدم، وهو الندم مع غم - بلدة من أعمال حلب، معروفة عامرة عندهم، وهي من مدائن قوم لوط. معجم البلدان 3: 300.

(6) - القمي 2: 114، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 869 ]

إن كاد: إنه كاد ليضلنا عن الهتنا: ليصرفنا عن عبادتها لولا أن صبرنا عليها: ثبتنا عليها، واستمسكنا بعبادتها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا. أرأيت من اتخذ إلهه هواه بأن أطاعه وبنى عليه دينه، لا يسمع حجة ولا يتبصر دليلا أفأنت تكون عليه وكيلا: حفيظا تمنعه عن الشرك والمعاصي وحاله هذا، فالاستفهام الأول للتقرير والتعجيب، والثاني للأنكار. أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون فتهتم بشأنهم، وتطمع في إيمانهم إن هم إلا كالأنعام في عدم انتفاعهم بقرع الايات آذانهم، وعدم تدبرهم فيما شاهدوا من الدلائل والمعجزات بل هم أضل سبيلا من الأنعام، لأنها تنقاد من يتعهدها، وتميز من يحسن إليها ممن يسئ، وتطلب ما ينفعها وتتجنب ما يضرها، وهؤلاء لا ينقادون لربهم، ولا يعرفون إحسان الرحمن من إساءة الشيطان، ولا يطلبون الثواب الذي هو أعظم المنافع، ولا يتقون العقاب الذي هو أشد المضار، ولأنها لو لم تعتقد حقا ولم تكتسب خيرا لم تعتقد باطلا ولم تكتسب شرا، بخلاف هؤلاء، ولأن جهالتها لا تضر بأحد، وجهالة هؤلاء تؤدي إلى هيج الفتن وصد الناس عن الحق، ولأنها غير متمكنة من تحصيل الكمال، فلا تقصير منها ولا ذم، وهؤلاء مقصرون مستحقون أعظم العقاب على تقصيرهم. ألم تر إلى ربك: ألم تنظر إلى صنعه ؟ ! كيف مد الظل: كيف بسطه. قال: (الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس) (1). قيل: وهو أطيب الأحوال، فإن الظلمة الخالصة تنفر الطبع وتسد النظر، وشعاع الشمس يسخن الهواء ويبهر البصر، ولذلك وصف به الجنة فقال (وظل ممدود) (2) ولو شاء لجعله ساكنابأن يجعل الشمس مقيمة على

__________________________

(1) - القمي 2: 115، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - البيضاوي 4: 95. والاية في سورة الواقعة(56): 30.(*)

[ 870 ]

وضع واحد ثم جعلنا الشمس عليه دليلا فإنه لا يظهر للحس (1) حتى تطلع، فيقع ضوؤها على بعض الأجرام، فلولاها لما عرف الظل، ولا يتفاوت إلا بسبب حركتها. ثم قبضناه إلينا أي: أزلناه بإيقاع الشمس موقعه، لما عبر عن إحداثه بالمد، بمعنى التسيير، عبر عن إزالته بالقبض إلى نفسه الذي هو في معنى الكف. قبضا يسيرا: قليلا قليلا حسبما ترتفع الشمس، لتنتظم بذلك مصالح الكون، ويتحصل به ما لا يحصى من منافع الخلق. وهو الذي جعل لكم الليل لباسا. شبه ظلامه باللباس في ستره. والنوم سباتا: راحة للأبدان بقطع المشاغل وجعل النهار نشورا ينتشر فيه الناس للمعاش، وفيه إشارة إلى أن النوم واليقظة أنموذج للموت والنشور. قال: (كما تنامون تموتون، وكما تستيقظون تبعثون) (2). وهو الذي أرسل الرياح بشرا: مبشرات، وبالنون أي: ناشرات للسحاب بين يدى رحمته: قدام المطر وأنزلنا من السماء ماء طهورا: مطهرا أو بليغا في الطهارة. لنحيى به بلدة: بلدا ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسى كثيرا. ولقد صرفناه بينهم قيل: صرفنا هذا القول بين الناس في القرآن وسائر الكتب، أو المطر بينهم في البلدان المختلفة، و الأوقات المتغايرة، والصفات المتفاوتة من وابل وطل (3) وغيرهما (4). قال: (ما أتى على أهل الدنيا يوم واحد منذ خلقها الله إلا والسماء فيها

__________________________

(1) - في(ألف):(فانه لا يحس).

(2) - روضة الواعظين: 53، الجامع لأحكام القرآن(للقرطبي) 15: 261، ذيل الاية: 42 من سورة الزمر، مع تفاوت يسير، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(3) - الوابل: المطر الشديد. والطل: أضعف المطر. الصحاح 5: 1840، 1752(وبل - طلل).

(4) - الكشاف 3: 96، البيضاوي 4: 96.(*)

__________________________

[ 871 ]

تمطر، فيجعل الله ذلك حيث يشاء) (1). ليذكروا: ليتفكروا ويعرفوا كمال القدرة وحق النعمة في ذلك، ويقوموا بشكره، ويعتبروا بالصرف عنهم وإليهم. فأبى أكثر الناس إلا كفورا: إلا كفران النعمة وقلة الاكتراث لها، أو جحودها بأن يقولوا: أمطرنا بنوء (2) كذا، من غير أن يروه من الله، ويجعلوا الأنواء وسائط مسخرات. ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا: نبيا ينذر أهلها، فتخف عليك أعباء النبوة، لكن قصرنا الأمر عليك إجلالا لك وتعظيما لشأنك وتفضيلا لك على سائر الرسل، فقابل ذلك بالثباب والاجتهاد في الدعوة، وإظهار الحق. فلا تطع الكافرين فيما يريدونك عليه وجاهدهم به بترك طاعتهم جهادا كبيرا يعني أنهم يجتهدون في إبطال حقك، فقابلهم بالاجتهاد في مخالفتهم وإزاحة باطلهم. وهو الذي مرج البحرين: خلاهما متلاصقين، بحيث لا يتمازجان هذا عذب فرات: بليغ العذوبة (3) وهذا ملح أجاج: بليغ الملوحة وجعل بينهما برزخا: حاجزا من قدرته وحجرا محجورا القمي: حراما محرما أن يغير واحد منهما طعم الاخر (4).

__________________________

(1) - من لا يحضره الفقيه 1: 333، الحديث: 1496، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(2) - النوء: النجم - والجمع: أنواء ونوآن - وهي ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة، يسقط منها كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، وانقضاء هذه الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة. وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع الاخر قالوا: لابد أن يكون عند ذلك رياح ومطر، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى النجم الذي يسقط حينئذ، فيقولون:(مطرنا بنوء كذا). ويسمى نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب، ناء الطالع بالمشرق بالطلوع، وذلك النهوض هو النوء، فسمي النجم به. وعن أبي جعفر عليه السلام قال:(ثلاثة من عمل الجاهلية: الفخر بالأنساب، والطعن في الأحساب، والاستسقاء بالأنواء. راجع: معاني الأخبار: 326، مجمع البحرين 1: 422، الصحاح 1: 79(نوأ).

(3) - في(ألف):(الفروتة) وهي بمعناه.

(4) - القمي 2: 115.(*)

__________________________

[ 872 ]

أقول: وذلك كدجلة تدخل البحر فتشقه، فتجري في خلاله فراسخ لا يتغير طعمها. وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا: ذكورا ينسب إليهم وصهرا: إناثا يصاهر بهن وكان ربك قديرا. قال: (إن الله خلق آدم من الماء العذب، وخلق زوجته من سنخه، فبرأها (1) من أسفل أضلاعه، فجرى بذلك الضلع بينهما سبب ونسب، ثم زوجها إياه، فجرى بينهما بسبب ذلك صهر، فذلك قوله: (نسبا وصهرا) فالنسب ما كان بسبب الرجال، والصهر ما كان بسبب النساء) (2). وفي رواية نبوية: (خلق الله عزوجل نطفة بيضاء مكنونة، فنقلها من صلب إلى صلب، حتى نقلت النطفة إلى صلب عبد المطلب، فجعل نصفين، فصار نصفها في عبد الله ونصفها في أبي طالب، فأنا من عبد الله وعلي من أبي طالب، وذلك قول الله عزوجل: (وهو الذي خلق) الاية) (3). وفي حديث علي عليه السلام: (ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، أنا الصهر يقول الله عزوجل: (وهو الذي خلق) الاية) (4). ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا: يظاهر الشيطان في العداوة والشرك. القمي: قد يسمى الأنسان ربا، كقوله تعالى: (أذكرني عند ربك) (5) وكل مالك لشئ يسمى ربه، فقوله تعالى: (وكان الكافر على ربه ظهيرا) فالكافر: الثاني، وكان على

__________________________

(1) - برأها: خلقها. المصباح المنير 1: 60(برى).

(2) - الكافي 5: 442، الحديث: 9، عن أبي جعفر عليه السلام، القمي 2: 114، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - روضة الواعظين 1: 71، تفسير فرات: 292، الحديث: 394، مع تفاوت في اللفظ.

(4) معاني الاخبار: 59 ذيل الحديث: 9 عن ابي جعفر عن امير المؤمنين عليهما السلام.

(5) يوسف(12): 42.(*)

[ 873 ]

أمير المؤمنين صلوات الله عليه ظهيرا (1). وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا. قل ما أسألكم عليه: على تبليغ الرسالة من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا الأطاعة، من شاء التقرب إلى الله، جعل ذلك أجرا من حيث إنه مقصود. وتوكل في استكفاء شرورهم والأغناء عن أجورهم على الحى الذي لا يموت فإنه الحقيق بأن يتوكل عليه دون الأحياء الذين يموتون، فإنهم إذا ماتوا ضاع من توكل عليهم وسبح بحمده: ونزهه عن صفات النقصان، مثنيا عليه بأوصاف الكمال، طالبا لمزيد الأنعام بالشكر على سوابقه وكفى به بذنوب عباده خبيرا ما ظهر منها وما بطن، فلا عليك إن آمنوا أو كفروا. الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش. قد سبق الكلام فيه في سورة الأعراف (7)، ولعل ذكره لزيادة تقرير، لكونه حقيقا بأن يتوكل عليه، من حيث إنه الخالق للكل والمتصرف فيه، وتحريض (3) على الثبات والتأني في الأمر، فإنه تعالى مع كمال قدرته وسرعة نفاذ أمره، خلق الأشياء على تؤدة وتدرج. الرحمن خبر ل‍ (الذي)، أو لمحذوف، أو بدل من المستكن في (استوى). فاسأل به خبيرا: فاسأل عما ذكر من الخلق والاستواء، أو عن أنه هو الرحمن. روي: (إن اليهود حكوا عن ابتداء خلق الأشياء بخلاف ما أخبر الله عنه، فقال سبحانه: (فاسئل به خبيرا) (4).

__________________________

(1) - القمي 2: 115 مع تفاوت يسير.

(2) ذيل الاية: 54.

(3) - في(ألف):(تحريص).

(4) - مجمع البيان 7 - 8: 176.(*)

[ 874 ]

والسؤال كما يعدى ب‍ (عن) لتضمنه معنى التفتيش، يعدى بالباء لتضمنه معنى الاعتناء، ويجوز أن يكون صلة (خبيرا)، والخبير هو الله تعالى، أو جبرئيل، أو الرسل الماضون في عالم الأرواح كقوله: (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) (1)، أو من وجده في الكتب المتقدمة، ليصدقك فيه. وقيل: الضمير للرحمن، والمعنى: إن أنكروا إطلاقه على الله، فاسأل عنه من يخبرك من أهل الكتاب، ليعرفوا مجئ ما يرادفه في كتبهم (2). وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن لأنهم ما كانوا يطلقونه على الله، أو لأنهم ظنوا أنه أراد به غيره تعالى. القمي قال: جوابه: (الرحمن علم القرآن خلق الأنسان علمه البيان) (3). أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا. تبارك الذي جعل في السماء بروجا. قد سبق تفسير البروج في الحجر (4). وجعل فيها سراجا يعني الشمس لقوله: (وجعل الشمس سراجا) (5) وقمرا منيرا بالليل. قال: (يسبحان في فلك يدور بهما دائبين، يطلعهما تارة ويؤفلهما أخرى، حتى تعرف عدة الأيام والشهور والسنين، وما يستأنف من الصيف والربيع والشتاء والخريف، أزمنة مختلفة باختلاف الليل والنهار) (6). وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا يخلف كل منهما الاخر بان يقوم مقامه فيما ينبغي ان يفعل فيه. قال: (يعني ان يقضي

__________________________

(1) - الزخرف(43): 45.

(2) - الكشاف 3: 98، البيضاوي 4: 98.

(3) - القمي 2: 115، والاية في سورة الرحمن(55): 1 - 4.

(4) - ذيل الاية: 16.

(5) نوح(71): 16.

(6) - نور الثقلين 4: 25، بحار الأنوار 3: 191، ذيل الحديث الطويل المشتهر بالاهليلجة، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 875 ]

الرجل ما فاته بالليل بالنهار، وما فاته بالنهار بالليل) (1). وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا. قال: (هو الرجل يمشي بسجيته التي جبل عليها، لا يتكلف ولا يتبختر) (2). وفي رواية: (هم الأوصياء، مخافة من عدوهم) (3). وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما: تسليما منكم ومتاركة لكم، لا خير بيننا ولا شر. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما في الصلاة. والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما قال: (ملازما لا يفارق) (4). دلت الاية على أنهم مع حسن مخالقتهم مع الخلق، واجتهادهم في عبادة الحق، وجلون من العذاب، مبتهلون إلى الله في صرفه عنهم، لعدم اعتدادهم بأعمالهم، ولا وثوقهم على استمرار أحوالهم. إنها ساءت مستقرا ومقاما. والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا. القمي: الأسراف: الأنفاق في المعصية في غير حق (5). ولم يقتروا القمي: لم يبخلوا عن حق الله عزوجل (6). وكان بين ذلك قواما. القمي: والقوام العدل، والأنفاق فيما أمر الله به (7). وورد: (من أعطى في غير حق فقد أسرف، ومن منع من حق فقد قتر) (8). والذين لا يدعون مع الله إلها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله قتلهإ،

__________________________

(1) - من لا يحضره الفقيه 1: 315، الحديث: 1428، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - مجمع البيان 7 - 8: 179، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - الكافي 1: 427، الحديث: 78، عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه:(من مخافة عدوهم).

(4) - القمي 2: 116، عن أبي جعفر عليه السلام.

(5 و 6 و 7) - المصدر: 117.

(5) - مجمع البيان 7 - 8: 179، عن النبي صلى الله عليه وآله.(*)

[ 876 ]

إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما جزاء إثم. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا. إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. قال: (إذا كان يوم القيامة تجلى الله عزوجل لعبده المؤمن، فيقفه (1) على ذنوبه ذنبا ذنبا، ثم يغفر له، لا يطلع الله على ذلك ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد، ثم يقول لسيئاته: كوني حسنات) (2). ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا القمي: يقول: لا يعود إلى شئ من ذلك بإخلاص ونية صادقة (3). والذين لا يشهدون الزور. قال: (هو الغنا) (4). وزاد القمي: ومجالس اللهو (5). وإذا مروا باللغو مروا كراما معرضين عنه، مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه والخوض فيه. قال: (هم الذين إذا أرادوا ذكر الفرج كنوا عنه) (6). والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا قال: (مستبصرين، ليسوا بشكاك) (7). والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين بتوفيقهم للطاعة، فإن المؤمن إذا شاركه أهله في طاعة الله، سر به قلبه وقر بهم عينه. ورد: (هذه الاية والله خاصة في أمير المؤمنين علي عليه السلام، كان أكثر دعائه يقول: (ربنا، (1) - في المصدر: (فيوقفه). (2) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 33، الباب: 31، الحديث: 57. (3 و 5) - القمي 2: 117. (4) - الكافي 6: 433، الحديث: 13، عن أبي عبد الله عليه السلام. (5) - مجمع البيان 7 - 8: 181، عن أبي جعفر عليه السلام. (6) - الكافي 8: 178، الحديث: 199، عن أبي عبد الله عليه السلام. (*)

[ 877 ]

هب لنا من أزواجنا) يعني فاطمة، (وذرياتنا) يعني الحسن والحسين (قرة أعين)، قال أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما سألت ربي ولدا نضير الوجه، ولا سألته ولدا حسن القامة، ولكن سألت ربي ولدا مطيعين لله، خائفين وجلين منه، حتى إذا نظرت إليه وهو مطيع لله قرت به عيني) (1). واجعلنا للمتقين إماما قال: (نقتدي بمن قبلنا من المتقين، فيقتدي المتقون بنا من بعدنا) (2). وفي رواية: (إنما أنزل الله: واجعل لنا من المتقين إماما) (3). أولئك يجزون الغرفة: أعلى موضع الجنة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما. خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما. قل ما يعبؤا بكم ربي قال: (يقول: ما يفعل ربي بكم) (4). لولا دعاؤكم. سئل: كثرة القراءة أفضل أو كثرة الدعاء ؟ قال: (كثرة الدعاء أفضل، وقرأ هذه الاية) (5). فقد كذبتم بما أخبرتكم به فسوف يكون لزاما: جزاء التكذيب لازما، يحيق بكم لا محالة.

__________________________

(1 و 2) - المناقب(لابن شهرآشوب) 3: 380، عن سعيد بن جبير.

(3) - القمي 2: 117، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - المصدر: 118، عن أبي جعفر عليه السلام.

(5) - مجمع البيان 7 - 8: 182، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336380

  • التاريخ : 28/03/2024 - 22:06

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net