00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة السجدة  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 975 ]

سورة السجدة [ مكية، وهى ثلاثون آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم * (الم) *. * (تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) *. * (أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون) *. * (الله الذي خلق السموات والارض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش) *. سبق في الاعراف (2). * (ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون) *. * (يدبر الامر من السماء إلى الارض) * بأسباب سماوية، نازلة آثارها إلى الارض * (ثم يعرج إليه) *: يصعد الامر إليه * (في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) *. القمي: يعني الامور التي يدبرها، والامر والنهي الذي أمر به، وأعمال العباد، كل هذا يظهر (3) يوم

__________________________

(1) - مابين المعقوفتين من(ب).

(2) - ذيل الاية: 54.

(3) - في المصدر:(يظهره).(*)

[ 976 ]

القيامة فيكون مقدار ذلك اليوم ألف سنة من سني الدنيا (1). * (ذلك عالم الغيب والشهادة) * فيدبر أمرهما على وفق الحكمة * (العزيز) *: الغالب على أمره * (الرحيم) * على العباد في تدبيره. * (الذي أحسن كل شئ خلقه) * موفرا عليه ما يستعده ويليق به، على وفق الحكمة والمصلحة * (وبدأ خلق الانسان) * يعني آدم * (من طين) *. * (ثم جعل نسله) *: ولده * (من سلالة) * القمي: هو الصفو من الطعام والشراب (2). * (من ماء مهين) *: المني. * (ثم سواه) *: قومه بتصوير أعضائه على ما ينبغي * (ونفخ فيه من روحه) *. أضافه إلى نفسه تشريفا وإظهارا بأنه خلق عجيب، وأن له لشأنا. وقد سبق في الحجر (3). * (وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون) *. * (وقالوا أإذا ضللنا في الارض) *: غبنا فيها، بحيث لانتميز من ترابها * (أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون) * قال: (يعني البعث) (4). * (قل يتوفاكم) *: يستوفي نفوسكم، لا يترك منها شيئا، ولا يبقي منكم أحدا * (ملك الموت الذي وكل بكم) * بقبض أرواحكم وإحصاء آجالكم * (ثم إلى ربكم ترجعون) *. * (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم) * من الحياء والخزي * (عند ربهم ربنا أبصرنا) * ما وعدتنا * (وسمعنا) * منك تصديق رسلك. كذا قيل (5). والقمي: (أبصرنا وسمعنا في الدنيا ولم نعمل به (6). * (فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون) * إذ لم يبق لنا شك بما شاهدنا.

__________________________

(1 و 2) - القمي 2: 168.

(3) - الاية: 29.

(4) - التوحيد: 267، الباب: 36، ذيل الحديث الطويل: 5، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(5) - الكشاف 3: 242، البيضاوي 4: 155.

(6) - لم نعثر عليه في تفسير القمي المطبوعة، ولعله سقط من النساخ، لانه بعينه موجود في النسخة المخطوطة من تفسير القمي، الموجودة في مكتبة الاعلام الاسلامي، تحت رقم: 26818.(*)

[ 977 ]

* (ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني) *: ثبت قضائي وسبق وعيدي * (لاملان جهنم من الجنة والناس أجمعين) *. * (فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم) * القمي: أي: تركناكم (1). * (وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون) *. * (إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا) * خوفا من عذاب الله * (وسبحوا بحمد ربهم) *: نزهوه عما لا يليق به، حامدين له، شكرا على ما وفقهم للاسلام وآتاهم الهدى * (وهم لا يستكبرون) * عن الايمان والطاعة. * (تتجافى جنوبهم) *: ترتفع وتتنحى * (عن المضاجع) *: الفرش ومواضع النوم. قال: (هم المتهجدون بالليل، الذين يقومون عن فرشهم للصلاة) (2). * (يدعون ربهم خوفا) * من سخطه * (وطمعا) * في رحمته * (ومما رزقناهم ينفقون) * في وجوه الخير. قال: (لعلك ترى أن القوم لم يكونوا ينامون، لا بد لهذا البدن أن تريحه حتى يخرج نفسه، فإذا خرج النفس استراح البدن، ورجع الروح قوة على العمل. قال: نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأتباعه من شيعتنا، ينامون في أول الليل، فإذا ذهب ثلثا الليل أو ما شاء الله، فزعوا إلى ربهم راغبين مرهبين طامعين فيما عنده، فذكر الله في كتابه فأخبركم بما أعطاهم، إنه أسكنهم في جواره، وأدخلهم جنته، وآمنهم خوفهم، وأذهب رعبهم) (3). * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) *: مما تقر به عيونهم * (جزاء بما كانوا يعملون) *. قال: (ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل، فإن الله عزوجل لم يبين ثوابها لعظم خطرها عنده، فقال جل ذكره: (تتجافى جنوبهم - إلى قوله: -

__________________________

(1) - القمي 2: 168.

(2) - مجمع البيان 7 - 8: 331، عنهما عليهما السلام.

(3) - علل الشرائع 2: 365، الباب: 86، الحديث: 4، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 978 ]

يعملون) (1). وورد: (يقول الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر بله ما اطلعتكم عليه، اقرأوا إن شئتم: (فلا تعلم نفس) الاية) (2). أقول: بله مبني على الفتح ككيف، بمعنى دع أو سوى. * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) *: خارجا عن الايمان * (لا يستوون) *. * (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا) * هو ما يعد للنازل من طعام وشراب وصلة * (بما كانوا يعملون) *. * (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) *. قال: (إن علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة (3) تشاجرا، فقال - الفاسق - الوليد بن عقبة: أنا والله أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، وأمثل منك جثوا في الكتيبة، فقال علي عليه السلام: اسكت ! إنما أنت فاسق، فأنزل الله هذه الايات) (4). * (ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر) * قبل أن يصلوا الى الاخرة

__________________________

(1) - القمي 2: 168، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - مجمع البيان 7 - 8: 331، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(3) - الوليد بن عقبة بن أبي معيط، أبو وهب، الاموي القرشي: من فتيان قريش وشعرائهم، وهو آخو عثمان بن عفان لامه، أسلم يوم فتح مكة. بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله على صدقات بني المصطلق، ولا خلاف بين أهل العلم في أن قوله عزوجل: *(إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) * أنزلت في الوليد بن عقبة. ثم ولاه عمر صدقات بني تغلب، وولاه عثمان الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص(سنة 29 هـ). كان الاصمعي وأبو عبيدة والكلبي وغيرهم يقولون: كان الوليد شريب خمر، وروي ان الوليد صلى صلاة الصبح بأهل الكوفة أربع ركعات وهو سكران، ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم. وهذه الرواية مشهورة من رواية الثقات من أهل الحديث. ولما قتل عثمان تحول الوليد إلى الجزيرة الفراتية واعتزل الفتنة. وقيل: شهد صفين مع معاوية، وقيل: لم يشهدها، ولكنه يحرض معاوية بكتبه وشعره على الاخذ بثأر عثمان. ومات بالرقة سنة 61 ه‍. راجع: أسد الغابة 5: 91 - 92، الاعلام 8: 122.

(4) - القمي 2: 170.(*)

[ 979 ]

* (لعلهم يرجعون) *. قال: (العذاب الادنى عذاب القبر) (1). وفي رواية: (الدابة والدجال) (2). والقمي: العذاب الادنى عذاب الرجعة بالسيف، فإنهم يرجعون حتى يعذبوا (3). * (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها) * فلم يتفكر فيها، و (ثم) لاستبعاد الاعراض عنها مع فرط وضوحها، وإرشادها إلى أسباب السعادة بعد التذكر لها * (إنا من المجرمين منتقمون) * فكيف بمن كان أظلم من كل ظالم. * (ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه) * قال: (من لقاء موسى ربه في الاخرة) (4). * (وجعلناه هدى لبني إسرائيل) *. * (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) * قال: (لا بأمر الناس، يقدمون أمر الله قبل أمرهم، وحكم الله قبل حكمهم) (5). * (لما صبروا) *. القمي: كان في علم الله أنهم يصبرون على ما يصيبهم، فجعلهم أئمة (6). * (وكانوا بآياتنا يوقنون) *. * (إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) * من أمر الدين. * (أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون) * أي: كثرة من أهلكنا (7). * (يمشون في مساكنهم) *: يمرون في متاجرهم على ديارهم * (إن في ذلك لايات أفلا يسمعون) *. * (أو لم يروا أنا نسوق الماء الى الارض الجرز) *: التى جرز نباتها أي: قطع

__________________________

(1) - مجمع البيان 7 - 8: 332، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - المصدر، عنهما عليهما السلام.

(3) - القمي 2: 170.

(4) - الدر المنثور 6: 556. لم نعثر عليه في كتب الخاصة، ونقله بنصه في التبيان ومجمع البيان بلفظة(قيل).

(5) - القمي 2: 170.

(6) - المصدر: 171، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(7) - في(ب):(أهلكناهم).(*)

[ 980 ]

وأزيل. القمي: الارض الخراب (1). * (فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون) *. * (ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين) *. * (قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون) *: ولا يمهلون. القمي: هو مثل ضربه الله عزوجل في الرجعة والقائم عليه السلام، فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بخبر الرجعة قالوا: (متى هذا الفتح إن كنتم صادقين)، وهذه معطوفة على قوله: (ولنذيقنهم من العذاب الادنى) (2). * (فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون) *.

__________________________

(1 و 2) - القمي 2: 171.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335742

  • التاريخ : 28/03/2024 - 17:15

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net