• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1 ، تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي .
                    • الموضوع : سورة الكهف .

سورة الكهف

(18)

(سورة الكهف) (وما فيها من الايات في الائمة الهداة)

 منها: قوله تعالى: لينذر بأسا شديدا من لدنه 1 - تأويله: ذكره محمد بن العباس (ره) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن محمد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل * (لينذر بأسا شديدا من لدنه) * فقال أبو جعفر عليه السلام: البأس الشديد هو علي عليه السلام، وهو من لدن رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل عدوه فذلك (1) قوله تعالى [ لينذر بأسا شديدا من لدنه ] (2). ومعنى قوله تعالى * (لينذر - يعني رسول الله صلى الله عليه وآله - بأسا شديدا) *.

_____________________________

 1) في نسخة (م) فلذلك.

 2) عنه البرهان: 2 / 455 ح 1. (*)

[ 292 ]

أي ذابأس شديد، فحذف المضاف واقيم المضاف إليه مقامه أمير المؤمنين وشدة بأسه وسطوته متفق عليها بغير خلاف، وقوله * (من لدنه) * أي من عنده ومن أهل بيته ومن نفسه، صلى الله عليهما وعلى ذريتهما الطيبين صلاة باقية في كل عصر وكل حين. قوله تعالى: وقل الحق من ربكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر إنآ أعتدنا للظلمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا [ 29 ] إن الذين آمنوا وعملوا الصلحت إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا [ 30 ] اولئك لهم جنت عدن تجرى من تحتهم الانهر يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الارائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا [ 31 ] 2 - تأويله: ذكره أيضا محمد بن العباس (ره) قال: حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد البرقي (1)، عن الحسين بن سيف عن أخيه، عن أبيه، عن أبي حمزه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قوله تعالى * (وقل الحق من ربكم - في ولاية علي - فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا - لظالمي آل محمد حقهم - نارا أحاط بهم سرادقها) * (2). 3 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل، عن عيسى ابن داود، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام في قوله تعالى * (وقل الحق من ربكم - في ولاية علي عليه السلام - فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) * قال: وقرأ إلى قوله * (أحسن عملا) *.

_____________________________

1) هكذا في الاصل والبحار والبرهان، والظاهر أن محمد بن خالد هنا اشتباه إذ لم نجد في كتب الرجال روايته عن ابن سيف بل أحمد بن محمد بن خالد هو يروى عن ابن سيف فيحتمل سقط كلمة (أحمد بن).

 2) عنه البحار: 24 / 226 ح 18 والبرهان: 2 / 466 ح 2 ورواه السيارى في التحريف والتنزيل ح 7 مرسلا. (*)

[ 293 ]

ثم قال: قيل للنبي صلى الله عليه وآله (فاصدع بما تؤمر) (1) في أمر علي (فانه الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فجعل الله تركه معصية وكفرا قال: ثم قرأ * (إنا أعتدنا للظالمين - لآل محمد - نارا أحاط بهم سرادقها) * الآية. ثم قرأ * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) * يعني بهم آل محمد صلوات الله عليهم. (2) 4) وروى الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن أحمد، عن (3) عبد العظيم، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا * (وقل الحق من ربكم - في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين - لآل محمد - نارا أحاط بهم سرادقها) * الآية. (4) وذكر مثله علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: نزلت هذه الآية هكذا * (وقل الحق من ربكم - يعني في ولاية علي - فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين - لآل محمد حقهم - نارا أحاط بهم سرادقها) * الآية (5). وقوله تعالى: واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من أعنب وحففنهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا [ 32 ] كلتا الجنتين ءاتت أكلها ولم تظلم منه شيئا 5 - هذا تأويل ظاهر وباطن فالظاهر ظاهر وأما الباطن فهو ما ذكره محمد بن العباس (ره) قال: حدثنا الحسين بن عامر، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن

_____________________________

1) سورة الحجر: 94.

 2) عنه البحار: 23 / 381 ح 72 وجملة في ولاية على عليه السلام أثبتناها من البحار.

 3) في نسخة (م) بن.

 4) الكافي: 1 / 425 قطعة من ح 64 وعنه البحار: 23 / 379 ح 66 والبرهان: 2 / 465 ح 1، وعنه البحار: 24 / 221 ح 3 وعن تفسير العياشي: 2 / 326 ح 28.

 5) تفسير القمى: 396 وعنه البحار: 24 / 222 ح 7 والبرهان: 2 / 466 ح 6. (*)

[ 294 ]

محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن القاسم بن عروة (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل * (واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت اكلها ولم تظلم منه شيئا) *. قال: هما علي عليه السلام ورجل آخر (2). معنى هذا التأويل: ظاهر وهو يحتاج (3) إلى بيان حال (4) هذين الرجلين وإن لم يذكر الآيات المتعلقة بهما إلى قوله (منتصرا). وبيان ذلك أن حال علي عليه السلام لا يحتاج إلى بيان. وأما البحث عن الرجل الآخر وهو عدوه قال الله عزوجل * (واضرب لهم مثلا) * المثل فيهما (5)، فقوله تعالى * (جعلنا لاحدهما جنتين) * وهما عبارة عن الدنيا فجنة منهما له في حياته، والاخرى للتابعين له بعد وفاته، لانه كافر والدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وإنما جعل الجنتين له لانه هو الذي أنشأها وغرس أشجارها وأجرى أنهارها وأخرج أثمارها وذلك على سبيل المجاز إذ جعلنا الجنة هي الدنيا. ومعنى ذلك أن الدنيا استوثقت له ولاتباعه ليتمتعوا بها حتى حين، ثم قال تعالى * (فقال - أي صاحب الجنة - لصاحبه - وهو علي عليه السلام - أنا أكثر منك مالا - أي دنيا وسلطانا - وأعز نفرا - أي عشيرة وأعونا - ودخل جنته - أي دخل في دنياه وأنعم فيها وابتهج بها وركن إليها - وهو ظالم لنفسه - بقوله (6) وفعله ولم يكفه ذلك حتى - قال ما اظن ان تبيد هذه أبدا) * أي جنته ودنياه، ثم كشف عن

_____________________________

1) هكذا في البحار وهو الصحيح، وفى الاصل: القاسم بن عوف، لان ابن عوف من أصحاب على بن الحسين عليه السلام.

 2) عنه البحار: 36 / 124 والبرهان: 2 / 466 ح 1 وفيه: قال: هما ورجل آخر.

 3) في نسخة (م): لا يحتاج.

 4) في نسخة (ج) حال (قال: خ ل).

 5) في نسختي (ج، م) (ضرب هذا المثل فيهما) بدل (واضرب لهم مثلا، المثل فيهما).

 6) في نسخة (ب) لقوله. (*)

[ 295 ]

اعتقاده، فقال: * (وما اظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي - كما تزعمون أنتم (1) مردا إلى الله - لاجدن خيرا منها - أي من جنته - منقلبا - قال له صاحبه - وهو علي عليه السلام - أكفرت بالذين خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي) *. معنى ذلك: انك إن كفرت أنت بربك فاني أنا أقول (هو الله ربي) وخالقي ورازقي ولا اشرك بربي أحدا، ثم دله على ماكان أولى لو قاله، فقال له: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله - كان في جميع اموري - لاقوة - لي عليها - إلا بالله). ثم إنه عليه السلام أرجع القول إلى نفسه فقال له (إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا) أي فقيرا محتاجا إلى الله ومع ذلك (فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك) ودنياك في الدنيا بقيام ولدي القائم دولة وملكا وسلطانا، وفي الآخرة حكما وشفاعة وجنانا ومن الله رضوانا (ويرسل عليها - أي على جنتك - حسبانا من السماء) - أي عذابا ومن الله رضوانا (ويرسل عليها - أي على جنتك - حسبانا من السماء) - أي أرضا لانبات بها - زلقا) أي يزلق الماشي عليها واحيط بثمرة) الذي أثمر بها جنتك (2) يعني ذهبت دنياه وسلطانه (فاصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها) من دينه ودنياه وآخرته وعشيرته (وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني لم اشرك بربي أحدا ولم تكن له فئة - ولاعشيرة - ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا). ثم إنه سبحانه لما أبان حال علي عليه السلام وحال عدوه بأنه وإن كان له في الدنيا دولة وولاية من الشيطان، فان لعلي عليه السلام الولاية في الدنيا والآخرة من الرحمن وولاية الشيطان ذاهبة وولاية الرحمن ثابتة.

_____________________________

1) في نسخة (ب) أن ثم.

 2) في نسخة (ج) التى أثمر بها جنتك، وفى نسخة (م) أثمرتها جنته. (*)

[ 296 ]

وذلك قوله تعالى (هنالك الولاية لله الحق) ورد أنها ولاية علي عليه السلام. (1) 6 - وهو ما رواه محمد بن العباس (ره)، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر (2)، عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: قوله تعالى * (هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا) * قال: هي ولاية علي عليه السلام هي خير ثوابا وخير عقبا أي عاقبة من ولاية عدوه صاحب الجنة الذي حرم الله عليه الجنة (3). فلله على ذلك الفضل، والمنة والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين، و اللعنة والعذاب على أعدائهم من الجنة والناس أجمعين. 7 - ويؤيده: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد، عن محمد بن اورمة، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان ابن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله تعالى * (هنالك الولاية لله الحق) * فقال: ولاية علي أمير المؤمنين عليه السلام. (4) ومعنى قوله تعالى * (هنالك الولاية لله) * يعنى الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام هي الولاية لله لانه قد جاء في الدعاء: (من والاكم فقد والى الله، ومن تبرأ منكم فقد تبرأ من الله). (5) جعلنا الله وإياكم والمؤمنين من الموالين لمحمد وآله الطيبين، ومن المتبرئين من أعدائهم الظالمين لهم إنه أرحم الراحمين وأكرم الاكرمين.

_____________________________

1) عنه البحار: 36 / 125.

 2) في الاصل: عبد الله بن جعفر الحضرمي، ولكن لم نجد له ذكرا في كتب الرجال والظاهر انه مصحف الحميرى وفى البحار: عبد الله بن جعفر، وفى البرهان: عبد الله بن جعفر، عن الحضرمي.

 3) عنه البحار: 36 / 126 والبرهان: 2 / 469 ح 2.

 4) عنه البحار.

 36 / 126، الكافي: 1 / 418 ذح، 34 وص 422 ح 52 وعنه البرهان: 2 / 469 ح 1.

 5) أخرجه في البحار: 102 / 129 عن عيون الاخبار: 2 / 274. (*)

[ 297 ]

قوله تعالى: والبقيت الصلحت خير عند ربك ثوابا وخير أملا [ 46 ] 8 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن الفضيل (1) عن أبيه، عن النعمان، عن عمرو الجعفي (2) قال: حدثنا محمد ابن اسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي قال: دخلت أنا وعمي الحصين بن عبد الرحمان على أبي عبد الله عليه السلام فسلم عليه، فرد عليه السلام وأدناه وقال: ابن من هذا معك ؟ قال: ابن أخي إسماعيل. قال: رحم الله إسماعيل وتجاوز عن سئ عمله، كيف تخلفوه ؟ قال: نحن جميعا بخير ما أبقى الله لنا مودتكم. قال: يا حصين لاتستصغرن مودتنا، فإنها من الباقيات الصالحات. فقال: يابن رسول الله ما استصغرها ولكن أحمد الله عليها لقولهم صلوات الله عليهم: من حمدالله فليقل: الحمدلله على أولى (3) النعم. قيل: وما أولى (4) النعم ؟ قال: ولايتنا أهل البيت (5). وقوله تعالى: وأما من آمن وعمل صلحا فله جزاء الحسنى 9 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا الحسن بن علي بن عاصم عن هيثم (6) بن عبد الله قال: حدثنا مولاي علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني جبرئيل عن ربه عزوجل وهو يقول: ربي يقرئك السلام ويقول لك: يا محمد بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك بالجنة فلهم عندي (جزاء الحسنى) يدخلون الجنة (7).

_____________________________

1) في نسختي (ج، م) المفضل.

 2) في نسخة (ج) بن عمر الجعفي.

 3 و 4) في نسخة (م) أول.

 5) عنه البرهان: 2 / 470 ح 8 وأخرج ذيله في البحار: 23 / 250 ح 25 عن المناقب: 3 / 344.

 6) في نسخة (ج) الهيثم.

 7) عنه البحار: 24 / 269 ح 39 والبرهان: 2 / 488 ح 1. (*)

[ 298 ]

(أي (جزاء الحسنى)) (1) وهي ولاية أهل البيت عليهم السلام ودخول الجنة والخلود فيها في جوارهم، صلوات الله عليهم. وقوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصلحت كانت لهم جنت الفردوس نزلا [ 107 ] خلدين فيها لا يبغون عنها حولا [ 108 ] 10 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام بن سهيل عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجار قال: حدثنا مولاي موسى ابن جعفر عليهما السلام قال: سألت أبي، عن قول الله عزوجل * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا) * ؟ قال: نزلت في آل محمد عليهم السلام (2). 11 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي، عن محمد بن يحيى الحجري، عن عمر بن صخر الهذلي، عن الصباح بن يحيى، عن أبي إسحاق عن الحارث، عن علي عليه السلام أنه قال: لكل شئ ذروة وذروة الجنة الفردوس (3) و هي لمحمد وآل محمد، صلوات الله عليه وعليهم (4).

_____________________________

1) ليس في نسخة (ج).

 2) عنه البحار: 24 / 269 ح 40 والبرهان: 2 / 495 ح 1.

 3) في نسخة (ج) (وذروة الجنان جنة الفردوس) بدل (وذروة الجنة الفردوس).

 4) عنه البحار: 24 / 269 ح 41 والبرهان: 2 / 495 ح 2. (*)

[ 299 ]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1386
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29