• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1 ، تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي .
                    • الموضوع : سورة النور .

سورة النور

(24)

(سورة النور) (وما فيها من الايات في الائمة الهداة)

 منها: قوله تعالى: الله نور السموت والارض - إلى قوله - والله بكل شئ عليم [ 35 ] المعنى: أن نور الله سبحانه هداه الذي هدى به المؤمنين إلى الايمان (كمشكوة) وهي الكوة في الحائط والمصباح الفتيلة و (الزجاجة) القنديل والكوكب الدري منسوب إلى الدر في صفائه [ وضيائه ] (1) أي إن نور هذه الاشياء يضئ في الهدى والدين كالكوكب الدري. وقوله تعالى * (يوقد من شجرة - أي من دهن شجرة - مباركة زيتونه [ لاشرقية ولا غربية ] (2)) *: قيل لانه بارك فيها سبعون نبيا منهم إبراهيم عليه السلام ولذلك سميت مباركة (لاشرقية ولا غربية) لا يقع عليها ظل شرق ولا غرب، بل هي ضاحية في الشمس (يكاد زيتها يضئ - من صفائه - ولو لم تمسسه نار). هذا معناه الظاهر وأما الباطن فهو مثل ضربه الله سبحانه لنبيه فنور الله ذاته صلى الله عليه وآله والمشكاة صدره والزجاجة قلبه والمصباح نبوته التي تضئ في الدنيا والدين ويهتدي بها سائر المكلفين (يوقد من شجرة مباركة) يعني شجرة النبوة، وهي إبراهيم عليه السلام لانه أصل الانبياء الذين جاؤا بعده وهم ولده (يكاد زيتها يضئ) أي يكاد نور محمد صلى الله عليه وآله يتبين للناس وإن لم يتكلم به. 1 - وقال أبو علي الطبرسي (ره): روي عن الرضا عليه السلام أنه قال: نحن المشكاة فيها المصباح وهو محمد صلى الله عليه وآله (يهدي الله لنوره من يشاء) يهدي الله لولايتنا من

_____________________________

1) من نسختي (ب، م).

 2) من نسخة (م). (*)

[ 358 ]

أحب (1). 2 - [ وبمعناه الصدوق (ره) في التوحيد باسناد متصل إلى الفضيل بن يسار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام (الله نور السماوات والارض) قال: كذلك الله عزوجل. قال: قلت: (مثل نوره) قال: محمد صلى الله عليه وآله قلت (كمشكوة) قال: صدر محمد صلى الله عليه وآله قال: قلت: (فيها مصباح) قال: فيه نور العلم يعني النبوة قلت: (المصباح في زجاجة) قال: علم رسول الله صلى الله عليه وآله صدر إلى قلب علي عليه السلام قلت: (كأنها) قال: لاي شئ تقرأ كأنها قلت: فكيف جعلت فداك ؟ قال: (كأنه كوكب دري) قلت: (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولا غربيه) قال: (ذاك) أمير المؤمنين عليه السلام لا يهودي ولا نصراني، قلت: (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار) قال: يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد صلى الله عليه وآله من قبل أن ينطق به قلت: (نور على نور) قال: الامام في إثر الامام ] (2). 3 - عنه (ره) باسناد متصل إلى (3) عيسى بن راشد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله (كمشكاة فيها مصباح) قال: المشكوة نور العلم في صدر النبي صلى الله عليه وآله (المصباح في زجاجة) والزجاجة في صدر علي عليه السلام صار علم النبي صلى الله عليه وآله إلى صدر علي عليه السلام [ علم النبي عليا صلوات الله عليهما علمه ] (4) (يوقد من شجرة مباركة - قال نور - لاشرقية ولا غربية - لا يهودية ولا نصرانية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار) [ قال ] (5): يكاد العالم من

_____________________________

1) مجمع البيان: 7 / 143 وعنه البرهان: 3 / 136 ح 14.

 2) التوحيد: 157 ح 3 ومعانى الاخبار: 15 ح 7 وعنهما البحار: 4 / 15 ح 4 وج 23 / 306 ح 3 والبرهان: 3 / 134 ح 4 والحديث نقلناه من نسخة (أ).

 3) في نسخ (ب، ج، م) قال: وفى كتاب التوحيد لابي جعفر محمد بن بابويه رحمه الله بالاسناد عن.

 4) من نسختي (أ، م)، وفى نسخة (ج) هكذا: المصباح في زجاجة صدر على، صار علم النبي صلى الله عليه وآله علمه.

 5) من نسختي (ب، م) والمصدر. (*)

[ 359 ]

آل محمد يتكلم [ بالعلم ] (1) قبل أن يسئل (نور على نور) يعني إماما مؤيدا بنور العلم والحكمة في إثر إمام من آل محمد وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة. فهؤلاء الاوصياء الذين جعلهم الله خلفاءه في أرضه وحججه على خلقه لا تخلو ا الارض في كل عصر من واحد منهم (2). 4) - عنه (ره)، عن علي بن عبد الله الوراق، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن (3) أبي الخطاب، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن الخطاب أبي عمر (4) ومصعب بن عبد الله الكوفيين، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل * (الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة) *. قال: فالمشكاة صدر رسول الله صلى الله عليه وآله (فيها مصباح) والمصباح هو العلم (في زجاجة) والزجاجة أمير المؤمنين عليه السلام وعلم النبي صلى الله عليه وآله عنده (5). 5 - وقال محمد بن العباس (ره): حدثنا جعفر بن محمد الحسني (6) عن إدريس ابن زياد الحناط (7)، عن أبي عبد الله أحمد بن عبد الله الخراساني، عن يزيد بن إبراهيم عن أبي حبيب النباجي (8)، عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه

_____________________________

1) من نسختي (ب، م) والمصدر.

 2) التوحيد: 158 ح 4 وعنه مجمع البيان: 7 / 143 والبرهان: 3 / 134 ح 5 ونور الثقلين: 3 / 604 ح 174.

 3) كذا في التوحيد وهو الصحيح على ما في كتب الرجال، وفى الاصل: محمد بن الحسين أبى الخطاب وهو اشتباه.

 4) في التوحيد: ابن عمر.

 5) التوحيد: 159 ح 5 وعنه البرهان: 3 / 134 ح 6 ونور الثقلين: 3 / 604 ح 175، والحديث نقلناه من نسخة (أ).

 6) في الاصل والبحار: محمد بن جعفر الحسنى ولكن في سبعة موارد مثل ما أثبتناه فيحتمل كون محمد بن جعفر من سهو قلم النساخ.

 7) في البحار: الخياط.

 8) في نسخة (ج) السامى، وفى (م) الساجى، وفى البحار: الناجى، وما أثبتناه من نسخة (ب) راجع معجم رجال السيد الخوئى: 21 / 125. (*)

[ 360 ]

قال: مثلنا في كتاب الله كمثل مشكاة، فنحن المشكاة، والمشكاة الكوة * (فيها مصباح المصباح في زجاجة - محمد صلى الله عليه وآله كأنه - كوكب دري يوقد من شجرة مباركة - قال: علي عليه السلام - زيتونة لاشرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور - القرآن -، يهدي الله لنوره من يشاء) *، يهدي لولايتنا من أحب (1). 6 - ويؤيده ما قال أيضا: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن قال: حدثنا (2) أصحابنا أن أبا الحسن عليه السلام كتب إلى عبد الله ابن جندب قال: قال [ لي ] (3) علي بن الحسين عليهما السلام إن مثلنا في كتاب الله كمثل مشكاة والمشكاة في القنديل فنحن المشكاة * (فيها مصباح - والمصباح محمد صلى الله عليه وآله - المصباح في زجاجة - نحن الزجاجة - يوقد من شجرة مباركة - علي - زيتونة معروفة - لاشرقية ولا غربية - لا منكرة ولادعية - يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار - نور القرآن - على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم) * بأن يهدي من أحب إلى ولايتنا (4). 7 - وقال أيضا: حدثنا العباس بن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات قال: حدثنا أبي، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم باسناده إلى صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل * (الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة (5) فيها مصباح - قال: الحسن عليه السلام - المصباح في زجاجة - الحسين - عليه السلام - الزجاجة كأنها كوكب دري - فاطمة عليها السلام كوكب دري بين نساء أهل

_____________________________

1) عنه البحار: 23 / 311 ح 16 والبرهان: 3 / 136 ح 11.

 2) في نسخة (م حدث.

 3) من نسخة (م) والبحار.

 4) عنه البحار: 23 / 324 ح 40 وأخرجه في البرهان: 3 / 135 ح 10 عن تفسير القمى: 457.

 5) في تفسير القمى: المشكاة فاطمة، سلام الله عليها. (*)

[ 361 ]

الجنة (1) - يوقد من شجرة مباركة - ابراهيم عليه السلام - زيتونة لاشرقية ولا غربية - لا يهودية ولا نصرانية - يكاد زيتها يضئ - أي يكاد العلم ينفجر (2) منها - ولو لم تمسسه نار نور على نور - إمام منها بعد إمام - يهدي الله لنوره من يشاء - يهدي الله للائمة من يشاء - ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم) * (3). وتحقيق هذا التأويل: يقتضي أن الشجرة المباركة هي دوحة التقى والرضوان والهدى والايمان، شجرة أصلها النبوة، وفرعها الامامة، وأغصانها التنزيل، وأوراقها التأويل، وخدامها جبرئيل وميكائيل والملائكة قبيل بعد قبيل. فما عسى أن يقال في فضلها وما قيل، وأن تدرك ثناءها الاحاديث والاقاويل، وأن تحيط بالجملة (4) منها التفصيل. ثم لما عرفنا المشكاة والمصباح والزجاجة وأنها أجسام ولابد لها من محل تحل فيه فقال تعالى: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه - إلى قوله - والله يرزق من يشآء بغير حساب [ 38 ] معناه أن نور الله سبحانه الذي (كمشكاة فيها مصباح) في هذه البيوت التي أذن الله، أي أمر أن ترفع أقدارها، وأن تعظم وتبجل لان الله قد طهر أهلها وهم الانبياء والاوصياء من الارجاس والادناس لقوله تعالى * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (5) وقوله تعالى * (ويذكر فيها اسمه - أي يتلى فيها كتابه - يسبح له فيها بالغدو والآصال) * رجال وصفهم بهذه الاوصاف التي لم توجد (6) إلا فيهم وهم الانبياء والاوصياء، على ما يأتي بيانه في تأويله.

_____________________________

1) في تفسير القمى: بين نساء أهل الدنيا ونساء اهل الجنة.

 2) في نسخة (م) يتفجر.

 3) عنه البرهان: 3 / 136 ح 12، وفى البحار: 23 / 305 ح 2 عنه وعن تفسير القمى: 456.

 4) في نسخة (ب) بكلمة.

 5) سورة الاحزاب: 33.

 6) في نسخة (م) لا توجد. (*)

[ 362 ]

8 - قال محمد بن العباس (ره): حدثنا المنذر بن محمد القابوسي قال: حدثني أبي، عن عمه، عن أبيه، عن أبان بن تغلب، عن نفيع (1) بن الحارث، عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال) فقال إليه رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال: بيوت الانبياء، فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله هذا البيت منها ؟ - وأشار إلى بيت علي وفاطمة عليهما السلام - قال: نعم من أفضلها (2). 9 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن الحسن بن علي، عن أبيه قال: حدثنا أبي، عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عزوجل * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) * قال: بيوت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم بيوت علي عليه السلام منها (3). 10 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل، عن عيسى بن داود قال: حدثنا الامام موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام في قول الله عزوجل * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال) * قال: بيوت آل محمد بيت علي وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر عليهم السلام. قلت (بالغدو والآصال) قال: الصلاة في أوقاتها. [ قال ] (4): ثم وصفهم الله عزوجل وقال * (رجال لا تلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار) *.

_____________________________

1) كذا في نسخة (أ) والبحار، وهو نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو الثقفى ابو بكرة صحابي مشهور بكنيتة، أسلم بطائف، ثم نزل البصرة ومات بها سنة 51 أو 52، وفى نسخة (ب) نقيع، وفى نسختي (ج، م) بقيع.

 2) عنه البحار: 23 / 325 ح 1 والبرهان: 3 / 138 ح 8، ورواه في مقصد الراغب: 110 (مخطوط).

 3) عنه البحار: 23 / 325 ح 2 والبرهان: 3 / 138 ح 9.

 4) من نسخة (م). (*)

[ 363 ]

قال: هم الرجال لم يخلط الله معهم غيرهم. ثم قال * (ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله) * قال: ما اختصهم به من المودة والطاعة المفروضة وصير مأواهم الجنة (والله يرزق من يشاء بغير حساب) (1). 11 - وذكر علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره ما رواه عن أبيه، عن عبد الله بن جندب، قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام أسأله عن هذه الآية * (الله نور السموات والارض) * إلى آخرها، فأجابني: نزلت هذه الآية فينا والله يضرب لنا المثل وعندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب (2) ومولد الاسلام، وما من فئة تضل مائة وتهدي مائة إلا وعندنا [ علم ] (3) قائدها وسائقها وتابعها إلى يوم القيامة (4). قوله * (كمشكاة في مصباح) * الكوة التي فيها السراج، يضئ بها البيت، فكذلك مثل آل محمد في الناس يهتدي بهم إلى الطريق كمثل السراج إذا وضعته في المشكاة أضاء البيت، وكذلك مثل آل محمد في الناس أضاء الله بهم الدنيا والدين. والدليل على أن هؤلاء هم آل محمد، وأن هذا المثل لهم قوله تعالى * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه - إلى قوله - بغير حساب) *. ثم ضرب الله عزوجل مثلا آخر لمن نازعهم وعاداهم فقال: والذين كفروا أعملهم كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفه حسابه والله سريع الحساب [ 39 ] 12 - عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية، فقال * (والذين كفروا - بني امية - أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء - والظمآن نعثل، فينطلق بهم، فيقول: أوردكم الماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله

_____________________________

1) عنه البحار: 23 / 326 ح 4 والبرهان: 3 / 139 ح 10.

 2) في نسخة (م) (أسباب الغيب).

 3) من نسختي (ب، م).

 4) تفسير القمى: 457 مع اختلاف وعنه البرهان: 3 / 135 صدر ح 10. (*)

[ 364 ]

عنده فوفيه حسابه والله سريع الحساب) * (1). ثم ضرب الله لاعدائهم مثلا آخر، فقال: أو كظلمت في بحر لجى يغشه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمت بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور [ 40 ] 13 - تأويله: رواه [ علي بن ابراهيم (ره) أيضا عن محمد بن همام، عن جعفر ابن محمد بن مالك، عن محمد بن الحسن الصايغ، عن الحسن بن علي، عن صالح ابن سهل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول قول الله * (أو كظلمات - فلان وفلان - في بحر لجي يغشيه موج - يعني نعثل - من فوقه موج - طلحة وزبير - ظلمات بعضها فوق بعض - معاوية، وفتن بنو امية - إذا أخرج يده - في ظلمة فتنهم - لم يكد يريها ومن لم يجعل الله له نورا - يعني إماما من ولد فاطمة - فما له من نور) * فما له من إمام يوم القيامة يمفي بنوره (2). 14 - ورواه ] (3) الشيخ محمد بن يعقو ب الكليني (ره)، عن علي بن محمد،، [ ومحمد بن الحسن ] (4)، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن عبد الله بن القاسم، عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد الله (5) عليه السلام: في قوله تعالى * (أو كظلمات في بحر لجي - قال: الاول وصاحبه - يغشاه موج - الثالث - من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض - قال: معاوية وفتن بني امية - إذا أخرج يده - أي المؤمن [ في ظلمة فتنتهم ] - لم يكد يريها ومن لم يجعل الله له نورا - أي إماما من ولد فاطمة عليها السلام - فما له من نور) *

_____________________________

1) عنه البحار: 23 / 324 ح 41 والبرهان: 3 / 139 ح 2.

 2) تفسير القمى: 458 وعنه البحار: 23 / 305 ذح 1 والبرهان: 3 / 140 ح 2 ونور الثقلين: 3 / 612 ح 199.

 3) مابين المعقوفين أثبتناه من نسخة (أ).

 4) من المصدر والبرهان.

 5) في نسخة (ج) أبو جعفر الباقر عليه السلام. (*)

[ 365 ]

إمام يوم القيامة يسعى بين يديه (1). 15 - وعن محمد بن جمهور، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن الحكم (2) ابن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عزوجل * (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج - (قال: فلان وفلان) (3) - من فوقه موج - قال: أصحاب الجمل وصفين والنهروان - من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض - قال: بنو امية - إذا أخرج يده - يعني أمير المؤمنين عليه السلام في ظلماتهم - لم يكد يريها - أي إذا نطق بالحكمة بينهم لم يقبلها منه أحد إلا من أقر بولايته، ثم بإمامته - ومن لم يجعل له نورا فما له من نور) * أي من لم يجعل الله له إماما في الدنيا فماله في الآخرة من نور: إمام يرشده ويتبعه إلى الجنة (4). وقوله تعالى: ألم تر أن الله يسبح له من في السموت والارض والطير صفت كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون [ 41 ] 16 - تأويله: ذكره [ علي بن إبراهيم (ره) أيضا، عن أبيه يرفعه إلى الاصبغ بن نباتة (5) و ] الشيخ أبو جعفر بن بابويه، عن الاصبغ بن نباتة قال: سأل ابن الكواء أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن قوله عزوجل * (والطير صافات كل قد علم صلوته وتسبيحه) * فما هذا الصف ؟ وما هذه الصلاة ؟ وما هذا التسبيح ؟. فقال عليه السلام: إن الله سبحانه خلق الملائكة على صور شتى، وإن لله ملكا على صورة الديك أملح (6) أشهب براثنه في الارضين السفلى، وعرفه مثني، تحت العرش (7)

_____________________________

1) الكافي: 1 / 195 ح 5 وعنه البرهان: 3 / 140 ح 1 ونور الثقلين: 3 / 611 ح 196.

 2) في نسختي (ج، م) الحكيم.

 3) ليس في البحار.

 4) عنه البحار: 23 / 324 ح 42 والبرهان: 3 / 140 ح 3.

 5) تفسير القمى: 459 وعنه البحار: 59 / 173 ح 3 والبرهان: 3 / 142 ح 6، وما بين المعقوفين أثبتناه من نسخة (أ).

 6) في نسخة (أ) الاملح الاشهب، وفى نسخة (ج) أبلج (أبح خ ل)، وفى نسخة (م) والبحار: أبج.

 7) في نسختي (ب، م) عرش الرحمان. (*)

[ 366 ]

له جناح بالمشرق من نار، وجناح بالمغرب من ثلج، فإذا حضر وقت الصلاة قام على براثنه ثم رفع عنقه من تحت العرش ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديكة في منازلكم فلا الذي من نار يذيب الذي من الثلج، ولا الذي من الثلج يطفئ الذي من نار. ثم ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد النبيين، وأن وصيه خير الوصيين، سبوح القدوس رب الملائكة والروح فتصفق الديكة في منازلكم فلا يبقى على وجه الارض ديك إلا أجابه بنحو قوله (1). وهذا معنى قوله * (كل قد علم صلاته وتسبيحه) * أي كل ديك في (2) منازلكم قد علم صلاة ذلك الديك وتسبيحه فتابعه (3) في قوله وفعله. وقوله تعالى: ويقولون ءامنا بالله وبالرسول - إلى قوله - أولئك هم المفلحون (51) 17 - علي بن إبراهيم (ره)، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى * (ويقولون آمنا بالله وبالرسول - إلى قوله - وما اولئك بالمؤمنين) * قال: نزلت في أمير المؤمنين علي عليه السلام وعثمان، وذلك أنه كان بينهما منازعة في حديقة، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ترضى (4) برسول الله صلى الله عليه وآله، فقال عبد الرحمن بن عوف لعثمان: لا تحاكمه إليه فإنه يحكم له عليك، ولكن حاكمه إلى ابن شيبة اليهودي فقال عثمان: لا أرضى (5) إلا بابن شيبة. فقال ابن شيبة: تأتمنون رسول الله صلى الله عليه وآله على وحي السماء وتتهمونه في الاحكام. فأنزل الله تعالى هذه الآيات - إلى قوله - * (هم الفائزون) * (6).

_____________________________

1) التوحيد: 281 ح 10 مع اختلاف وعنه البحار: 59 / 183 ح 24 والبرهان: 3 / 141 ح 1.

 2) في نسختي (ب، م) (من ديكة) بدل (ديك في).

 3) في نسخة (ب) فتتابعه، وفى نسخة (م) فيتابعه.

 4) في نسخة (أ) نرضى.

 5) في نسخة (أ) لا نرضى.

 6) تفسير القمى: 460 وعنه البحار: 9 / 227 ح 114 وج 22 / 98 ح 52 والبرهان: 3 / 144 ح 1 ونور الثقلين: 3 / 615 ح 210 والحديث نقلناه من نسخة (أ). (*)

[ 367 ]

18 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد، عن جعفر بن عبد الله المحمدي (1) عن أحمد بن إسماعيل، عن العباس بن عبد الرحمان، عن سليمان، عن الكلبي (ره)، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وآله المدينة أعطى عليا عليه السلام وعثمان أرضا، أعلاها لعثمان وأسفلها لعلي عليه السلام. فقال علي عليه السلام لعثمان: إن أرضي لا تصلح إلا بأرضك، فاشتر مني أو بعني، فقال له: أنا أبيعك. فاشترى منه علي عليه السلام فقال له أصحابه: أي شئ صنعت ؟ بعت أرضك من علي وأنت لو أمسكت عنه الماء ما أنبتت أرضه شيئا حتى يبيعك بحكمك (2). قال: فجاء عثمان إلى علي عليه السلام وقال له: لااجيز البيع. فقال له: بعت ورضيت وليس ذلك لك، قال: فاجعل بيني وبينك رجلا، قال علي عليه السلام: النبي صلى الله عليه وآله. فقال (عثمان): (3) هو ابن عمك ولكن اجعل بيني وبينك غيره. فقال علي عليه السلام: لا احاكمك إلى غير النبي صلى الله عليه وآله والنبي شاهد علينا، فأبى ذلك فأنزل الله هذه الآيات إلى قوله * (هم المفلحون) * (4). 19 - ويؤيده: ما قال أيضا: حدثنا محمد بن الحسين بن حميد، عن جعفر ابن عبد الله المحمدي (5)، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل * (ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين - إلى قوله - وهم معرضون) * قال: إنها نزلت في رجل اشترى من علي بن أبي طالب عليه السلام أرضا ثم ندم وندمه أصحابه فقال لعلي عليه السلام: لا حاجة لي فيها، فقال له: قد اشتريت ورضيت فانطلق اخاصمك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له أصحابه: لا تخاصمه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

_____________________________

1) في نسخة (ب) الحميرى، وفى نسخة (م) المهدى.

 2) في نسخة (م) بحلمك.

 3) ليس في نسخة (ج).

 4) عنه البحار: 24 / 363 ح 89 والبرهان: 3 / 144 ح 1.

 5) في نسخة (ب) الحميرى. (*)

[ 368 ]

فقال: انطلق اخاصمك إلى أبي بكر وعمر أيهما شئت كان بيني وبينك. قال علي عليه السلام: لا والله ولكن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بيني وبينك فلا أرضى بغيره، فأنزل الله عزوجل هذه الآيات * (ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى - إلى قوله - واولئك هم المفلحون) * (1). قوله تعالى: قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلغ المبين [ 54 ] 20 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام، عن محمد ابن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجار، عن الامام أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام في قول الله عزوجل * (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل - من السمع (2) والطاعة والامانة (3) والصبر - وعليكم ما حملتم) * من العهود التي أخذها الله عليكم في علي عليه السلام وما بين لكم في القرآن من فرض طاعته. فقوله (4) تعالى * (وإن تطيعوه تهتدوا - أي وإن تطيعوا عليا تهتدوا - وما على الرسول إلا البلاغ المبين) * هكذا نزلت (5). قوله تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصلحت ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا 21 - تأويله: قال محمد بن العباس (6) (ره): روى الحسين بن محمد،

_____________________________

1) عنه البحار: 24 / 364 ح 90 والبرهان: 3 / 145 ح 2.

 2) في نسخة (ب) التبليغ.

 3) في نسخة (ب) والامامة.

 4) في نسخة (ج) قوله.

 5) عنه البحار: 23 / 303 ح 64 والبرهان: 3 / 145 ح 2.

 6) كذا في البرهان ولكن في نسخ الاصل: محمد بن يعقوب، ولم نجد الحديث في الكافي بتمامه، نعم صدره موجود في الكافي: 1 / 193 ح 3 بهذا السند والمتن. (*)

[ 369 ]

عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم) * قال: نزلت في علي بن أبي طالب والائمة من ولده عليهم السلام - وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون) * قال: عنى به ظهور القائم عليه السلام (1). 22 - وذكر أبو علي الطبرسي (ره) أن المروي عن أهل البيت عليهم السلام أن هذه الآية نزلت في المهدي من آل محمد صلوات الله عليهم (2). [ وذكر علي بن إبراهيم مثل ذلك ] (3). 23 - قال: وروى العياشي باسناده عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قرأ هذه الآية وقال: هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منا وهو مهدي هذه الامة، وهو الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يأتي رجل من عترتي اسمه اسمي يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما (4). وقال: وروي مثل ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام (5). فعلى هذا يكون المراد ب‍ * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم، وتضمنت الآية البشارة لهم بالاستخلاف والتمكن في البلاد وإرتفاع الخوف عنهم عند قيام القائم المهدي عليه السلام منهم، ويكون المراد بقوله تعالى * (كما استخلف الذين من قبلهم) * هو أن جعل الصالح للخلافة خليفة مثل آدم وإبراهيم

_____________________________

1) عنه البرهان: 3 / 146 ح 6.

 2) مجمع البيان: 7 / 152 وعنه البرهان: 3 / 150 ح 10 ونور الثقلين: 3 / 620 ح 225.

 3) تفسير القمى: 14 وعنه نور الثقلين: 3 / 619 ح 220، وما بين المعقوفين من نسخة (أ).

 4) مجمع البيان: 7 / 152 وعنه البرهان: 3 / 150 ح 11.

 5) مجمع البيان: 7 / 152 وعنه البرهان: 3 / 150 ح 12. (*)

[ 370 ]

وداود وسليمان (1) وموسى وعيسى. صلوات الله عليهم أجمعين تبقى دائمة في كل آن (2) وكل حين. 24 - وروى الحافظ محمد بن مؤمن النيشابوري في تفسيره المستخرج من التفاسير الاثني عشر من طرقهم، عن محمد بن مسعود، قال: وقعت الخلافة من الله عزوجل لاربعة (3): آدم عليه السلام في قوله تعالى * (وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة) * (4). ولداود عليه السلام في قوله تعالى * (يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض) * (5) [ يعنى بيت المقدس. وهارون، قال موسى: (اخلفني في قومي) ] (6) ولأمير المؤمنين عليه السلام في السورة التي يذكر فيها النور * (وعد الله الذين آمنوا منكم - يعني علي بن أبي طالب عليه السلام - ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم - آدم، وداود - وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم - من أهل مكة - أمنا - يعني في المدينة - يعبدونني - يعني يوحدونني - لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك - بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام - فاولئك هم الفاسقون) * يعني العاصين لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم (7).

_____________________________

1) في المجمع: آدم وداود وسليمان عليهم السلام، وبقية العبارة ليست بموجودة فيه.

 2) في نسخة (ب) أوان.

 3) من المناقب.

 4) سورة البقره: 30.

 5) سورة ص: 26.

 6) من المناقب والبحار والبرهان، والاية من سورة الاعراف: 142.

 7) أخرجه في البحار: 38 / 153 ح 127 والبرهان: 3 / 150 ح 14 عن المناقب لابن شهراشوب: 2 / 261، والحديث نقلناه من نسخة (أ). (*)

[ 371 ]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1392
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29