• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تفسير كنز الدقائق ( الجزء الأول ) ، تأليف : الميرزا محمد المشهدي .
                    • الموضوع : من آية ( 32 ـ 41 ) .

من آية ( 32 ـ 41 )

الآية: 32 - 41

قالوا سبحنك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم(32) قال يادم أنبئهم بأسماء_هم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموت والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون(33) ]

إذا نزل السماء بأرض قوم *** رعيناه وإن كانوا غضابا(1) -

اريد بالسماء المطر، وبضميره النبت النابت به.

أو على حذف المضاف إليه وإقامته مقامه في افادة تعريف المضاف نحو " و اشتعل الرأس شيبا "(2) ويكون من تغليب العقلاء الذكور على غيرهم، وعلى الثاني والثالث للاسماء، إما على الاستخدام أيضا، أو على حذف مضاف، والمعنى عرض مسمياتهن أو مسمياتها.

فقال أنبؤنى بأسماء هؤلاء: الانباء إخبار فيه إعلام، فطلب العالم الانباء بما يعلمه تحصيل للحاصل، وأمر الجاهل بالانباء بما يجهله تكليف بما لا يطاق، فالامر هنا ليس على حقيقته، بل لاظهار عجزهم من أمر الخلافة، فإن الجاهل بأحوال المستخلف عليهم لا يتأتى منه ذلك.

إن كنتم صدقين: فيما يلزم مقالتكم، وهي أتجعل فيها إلى آخره من دعوى استحقاقكم الخلافة.

والتصديق يتعلق بالانشاء باعتبار لازمه، والمعنى إن كنتم صادقين في دعواكم

___________________________________

(1) لجرير بن عطية الخطفي التميمي، فالاستخدام فيه، لان للسماء معنيين: أحدهما المطر، والثاني ما ينبت في الارض بسبب المطر، فأراد بلفظ السماء المطر ومن ضمير رعيناه ما ينبت في الارض بسببه.

(2) سورة مريم: الآية 4. (*)

[228]

استحقاق الخلافة، فانبئوني بأسماء المستخلف عليهم وأحوالهم، فإن منصب الخلافة لا يتيسر بدون ذلك.

قالوا سبحنك لا علم لنا إلا ما علمتنا: سبحان مصدر كغفران، ويندر إنقطاعه عن الاضافة، ويمتنع حينئذ من الصرف، ويحكم عليه بأنه علم لجنس التسبيح قال: سبحان من علقمة الفاخر، وإذا اضيف ينتصب بفعل مضمر، نحو معاذ الله.

وتصدير الكلام به، لتنزيه الحق سبحانه عن منقصة ينبئ الكلام عنها بالنسبة إلى غيره، كنفي العلم في الآية، والتوبة المنبئة عن الذنب في قول موسى (عليه السلام): " سبحانك تبت إليك "(1) ونسبة الظلم في قول يونس (عليه السلام): " سبحانك إني كنت من الظالمين "(2).

وهو إما مصدر مضاف إلى المفعول إن كان قائما مقام فعل متعد، مثل نسبحك، أو إلى الفاعل إن كان قائما مقام فعل لازم مثل تنزهت. والتقدير في قوله إلا ما علمتنا، إما إلا علم ما علمتنا، أو بسبب ما علمتنا إن كان " ما " موصولا، أو بسبب تعليمك إيانا إن كانت مصدرية، أو لا علم لنا إلا ما أعطيتناه على أن يراد بالتعليم جزء معناه، فإن التعليم إعطاء العلم.

إنك أنت العليم: الذي لا تخفى عليك خافية.

الحكيم: المحكم لمبدعاته، الذي لا يفعل إلا ما فيه حكمة بالغة. و (أنت) فصل أو تأكيد للكاف، كما في مررت بك أنت، وقد يجوز في المتبوع ما لا يجوز في التابع، نحو يا هذا الرجل، أو مبتدأ خبره ما بعده، والجملة خبر إن.

قال العلامة السبزواري: يمكن أن يقال في بيان: أنهم كيف يعلمون أن ما قرره آدم وبينه لهم حق وصدق - أنهم علموا ذلك لما شاهدوا تصديق الله إياه، أو خلق العلم الضروري فيهم عقيب تقريره، أو تصديق الملائكة الكروبين إياه فيما

___________________________________

(1) سورة الاعراف: الآية 143.

(2) سورة الانبياء: الآية 87. (*)

[229]

قاله، أو حصول العلم من المجموع بمجموع ما قاله وبينه على طريق التوزيع، فلما سمع الكل الكل صدقوه في الجميع لمطابقة علمهم وتصديق نظرائهم، أو علمهم نبوته و بعثته على الجان وعلى أولاده الذين سيوجدون من صلبه بإخبار الله تعالى إياهم، أو بظهور خوارق العادات على يده مقارنا لدعوى النبوة.

وأقول: يحتمل أن يكون ذلك باراء_تهم عند ذلك في اللوح المحفوظ، فيحصل لهم المطابقة مع ما فيه فيحصل لهم العلم. فعلى هذا يلزم على العلامة، إما إثبات قسم رابع للمنفصلة، أو إبطال منفصلته، لانها ليست حقيقية ولا مانع الجمع، وهو ظاهر، ولا مانعة الخلو، لجواز ارتفاع جميع تلك الوجوه لما ذكرنا، اللهم إلا أن يقال: إنها ليست منفصلة، ولا يخفى ما فيه.

قال يادم أنبئهم بأسمائهم: للرد عليهم، والتنبيه على أن فيمن يستخلفه فضيلة العلم التي هي مناط استئهال الاستخلاف. وقرئ بقلب الهمزة ياء، وبحذفها أيضا، والهاء مكسورة فيهما. فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم: حيث قلت إني أعلم ما لا تعلمون.

إنى أعلم غيب السموت والارض: فإن ما لا يعلمون أعم من غيب السماوات والارض، والقول بالعلم الاعم على وجه الشمول قول بالعلم بالاخص.

وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون: هذا أيضا من تتمة مقول القول، و إنما يلزم القول به بالطريق الاولى، لانه إذا علم ما لا يعلمون، فبالطريق الاولى يعلم ما يعلمون.

والمراد بالاول أحوالهم الظاهرة، والثاني الباطنة، أو بالاول قولهم: " أتجعل " إلى آخره، وبالثاني ما يلزمه من استبطانهم أنهم أحقاء بالخلافة، أو بالاول ما أظهروا من الطاعة، وبالثاني ما أسر منهم إبليس من المعصية.

وفي الآية دلالة على أن العلوم كلها من جهته تعالى.

والامر كذلك، لانها إما ضرورية فعلها لله تعالى، أو نظرية أقام الادلة عليها، فالعلم كله من عند الله.

وعلى

[230]

شرف الانسان من حيث أنه إنسان. وعلى مزية العلم على العبادة. وعلى أنه شرط في الخلافة.

وأنه لا يكون الاسفل خليفة للافضل وإن كان له شرف التقدم، وقد قال " هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "(1).

قال بعض الفضلاء: وتأويل الآية في بعض بطونها: أن الله سبحانه علم آدم أي الاناسي الكاملين أسماء_ه كلها سواء كانت إلهية أو كونية، فإن الحقيقة الانسانية الكمالية أحدية جمع الحقائق المظهرية الكمالية والاسماء الالهية الظاهرة فيها وبها، فإن الكل أسماء وتعينات وجوده، وتعليمهم إياه عبارة عن جعلهم عارفين بما في أنفسهم، ثم عرضهم، أي أوردهم في معرض المعارضة للملائكة، فقال لهم أي للملائكة -: أنبئوني من حيث ظهوري فيهم، فإن إنبائي من هذه الحيثية إنباؤهم بأسماء هؤلاء الاناسي الكاملين، أي أسمائي المودعة فيهم، إلهية كانت أو كونية، و إنباؤكم عنها لا يتصور إلا بتحققكم بها والظهور بأحكامها، قالوا: سبحانك لا علم لنا بتلك الاسماء إلا بما علمتنا بإيداعه فينا وجعلنا عارفين به، وذلك لا يستوعب جميع تلك الاسماء، فكيف ننبئهم بها، إنك أنت العليم بما فينا وفيهم، الحكيم المجري علينا أحكامنا على ما يقتضيه علمك، وبهذا ظهر عدم استحقاق الملائكة للخلافة، لان من شرطها الاحاطة بأحوال المستخلف عليه، ثم أقبل على آدم لاظهار استحقاقه لها فقال: يا آدم أنبئهم بأسمائهم المودعة فيهم، فإنها بعض ما أودعنا فيك، فعلمك بتفاصيل ما فيك يستلزم العلم بما فيهم، فلما أنبأهم بأسمائهم قال لهم: ألم أقل إني أعلم غيب سماوات الاسماء، أي ما استجن فيها من الاحكام والآثار، وغيب أرض الحقائق الامكانية من الاستعدادات الغير الظاهرية إلا بعد ظهور أحكام الاسماء وآثارها فيها، وأعلم ما تبدون لاقتضاء استعدادكم إبداء_ه من تلك الاحكام والآثار، واعلم ما كنتم تكتمون، لعدم وفاء استعدادكم بابدائه.

وإنما قال أولا أنبئوني، وثانيا أنبئهم، إشارة إلى صحة اسناد الافعال و

___________________________________

(1) سورة الزمر: الآية 9. (*)

[231]

[ وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكفرين(34) وقلنا يادم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظلمين(35) ]

إيقاعها على كل من الظاهر والمظهر.

وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لادم: عطف على الظرف السابق إن نصبته بمضمر، وإلا عطف مع ما يقدر عاملا فيه على الجملة المتقدمة، لبيان نعمة رابعة عامة لجميع الناس.

والمراد بالملائكة كلهم، وقيل: المراد ما عدا الملائكة المهيمين الذين خلقوا هاموا في جمال الله وجلاله، ولا شعور لهم بوجود العلم، فكيف بوجود آدم، وبعد ذلك إما مخصوصة بالملائكة الارضيين، أو أعم.

قيل: وهذا القول بعد الانباء وإظهار فضل آدم على الملائكة، والاظهر أنه أمرهم به قبل أن سوي خلقه لقوله تعالى " فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين "(1) إمتحانا لهم وإظهارا لفضله. ولما رويناه سابقا من قول أمير المؤمنين (عليه السلام): وكان ذلك من الله تقدمة في آدم قبل أن يخلقه واحتجاجا منه عليهم(2).

والسجود الخضوع والتذلل، وصورته الكاملة وضع الجبهة على الارض، وهو لله سبحانه على سبيل العبادة، ولغيره على وجه التكرمة.

___________________________________

(1) سورة الحجر: الآية 29.

(2) تقدم في تفسير علي بن إبراهيم القمي: ج 1، ص 36 - 41. (*)

[232]

والمسجود له إما الله سبحانه، وآدم جعل قبلة، فاللام فيه كاللام في قول حسان: أليس أول من صلى لقبلتكم * وأعرف الناس بالقرآن والسنن(1) أو سببا لوجوبه، فاللام فيه كاللام في قوله: " أقم الصلاة لدلوك الشمس "(2).

أو آدم، فاللام، فيه كاللام في قولهم: " سجدت له ".

فسجدوا: قيل: الضمير راجع إلى المأمورين بالسجود أعم من الملائكة والجن، فإن الجن كانوا أيضا مأمورين، لكنه استغنى بذكر الملائكة عن ذكرهم، فإنه إذا علم أن الاكابر مأمورون بالتذلل لاحد والتوسل به، علم أيضا أن الاصاغر مأمورون به.

إلا إبليس: اختلفوا في أنه من الملائكة، أو من الجن، والحق هو الثاني.

يدل عليه ما رواه علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سئل عما ندب الله الخلق إليه، أدخل فيه الضلال؟ قال: نعم، والكافرون دخلوا فيه، لان الله تبارك وتعالى أمر

___________________________________

(1) هو أبو عبدالرحمن وأبوالوليد، حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الانصاري الخزرجي، المتوفى عام أربع وخمسين وله مئة وعشرون سنة. تنقيح المقال: ج 1، ص 264، تحت رقم 2420.

وفي الارشاد للمفيد في باب طرف من أخبار أمير المؤمنين (عليه السلام): ص 22: نسبه لخزيمة بن ثابت الانصاري. وفي المناقب للخوارزمي: ص 8، نسبة إلى عباس بن عبدالمطلب.

وقبله:

ما كنت أحسب أن الامر منحرف (منصرف) *** عن هاشم ثم عنها عن أبي حسن

أليس أول من صلى لقبلتكم *** وأعلم الناس بالآثار والسنن

وبعده:

وأقرب الناس عهدا بالنبي ومن *** جبريل عون له في الغسل والكفن

من فيه ما في جميع الناس كلهم *** وليس في الناس ما فيه من الحسن

ماذا الذي ردكم عنه فتعرفه *** ها أن بيعتكم من أول الفتن(2)

سورة الاسراء: الآية 78. (*)

[233]

الملائكة بالسجود لآدم فدخل في أمره الملائكة وإبليس، فإن إبليس كان مع الملائكة في السماء يعبد الله، وكانت الملائكة تظن أنه منهم، ولم يكن منهم، فلما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم أخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد، فعلمت الملائكة عند ذلك أن إبليس لم يكن منهم، فقيل له (عليه السلام): فكيف وقع الامر على إبليس وإنما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم؟ فقال: كان إبليس منهم بالولاء ولم يكن من جنس الملائكة، وذلك أن الله خلق خلقا قبل آدم وكان إبليس فيهم حاكما في الارض، فعتوا وأفسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله الملائكة فقتلوهم وأسروا إبليس ورفعوه إلى السماء، فكان مع الملائكة يعبد الله إلى أن خلق الله تبارك وتعالى آدم(1).

وما رواه الشيخ الطبرسي عن رئيس المحدثين الشيخ أبي جعفر بن بابويه رحمه الله في كتاب النبوة بإسناده عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن إبليس أكان من الملائكة، أو كان يلي شيئا من أمر السماء؟ فقال: لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء، وكان من الجن وكان مع الملائكة، وكانت الملائكة ترى أنه منها، وكان الله سبحانه يعلم أنه ليس منها، فلما امر بالسجود لآدم، كان منه الذي كان(2).

وما وقع في القرآن من قوله: " إلا إبليس كان من الجن "(3).

ومن قوله: " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "(4). فنفى المعصية عنهم نفيا عاما.

أبى واستكبر وكان من الكفرين: أي امتنع أشد امتناع عن قبول ما امر به، وتعظم على آدم، وكان في علم الله قبل ظهور هذا الامتناع والاستكبار

___________________________________

(1) البرهان في تفسير القرآن: ج 1، ص 76، الحديث 4.

(2) مجمع البيان: ج 1، ص 82، في تفسيره لقوله تعالى: " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ".

(3) سورة الكهف: الآية 50.

(4) سورة التحريم: الآية 6. (*)

[234]

من الكافرين المطرودين، فظهر آخرا ما كان أولا. وقلنا يادم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظلمين: رغدا وصف للمصدر، أي أكلا رغدا واسعا.

وقيل: الشجرة، الحنطة، وقيل: الكرمة، وقيل: التينة.

وفي عيون أخبار الرضا: بإسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت للرضا (عليه السلام): يابن رسول الله، أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحوا، وما كانت، فقد اختلف الناس فيها، فمنهم من يروي أنها الحنطة، ومنهم من يروي أنها العنب، ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد، فقال: كل ذلك، حق، قلت: فما معنى تلك الوجوه على اختلافها؟ فقال: يا أبا الصلت، إن شجرة الجنة يحتمل أنواعا، وكانت شجرة الحنطة وفيها عنب ليست كشجرة الدنيا، وإن آدم لما أكرمه الله تعالى بإسجاد ملائكته وبإدخاله الجنة، قال في نفسه: هل خلق الله بشرا أفضل مني؟ فعلم الله عزوجل ما وقع في نفسه، فناداه إرفع رأسك يا آدم وانظر إلى ساق عرشي، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش، فوجد عليه مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

فقال آدم: يا رب، من هؤلاء؟ فقال عزوجل: هؤلاء من ذريتك، وهم خير منك ومن جميع خلقي، ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار، ولا السماء ولا الارض، فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد، وتمني منزلتهم فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي نهى عنها، وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم، فأخرجهما الله تعالى من جنته، وأهبطهما عن جواره إلى الارض(1).

وفي مجمع البيان: ولا تقربا هذه الشجرة، أي لا تأكلا منها، وهو المروي

___________________________________

(1) عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 306، باب 28، فيما جاء عن الامام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) من الاخبار المتفرقة، ح 67. (*)

[235]

[ فأزلهما الشيطن عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتع إلى حين(36) فتلقئ ادم من ربه كلمت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم(37) ]

عن الصادق (عليه السلام)(1).

وقيل: هي شجرة الكافور. يروى عن علي (عليه السلام)(2). فتكونا جزم عطف على تقربا، أو نصب جواب للنهي. فأزلهما الشيطن عنها: أي الشجرة، أي بسببها. فأخرجهما مما كانا فيه: من الجنة.

وقلنا: لآدم وحواء بالمشافهة، ولذريتهما بالتبعية. اهبطوا بعضكم لبعض عدو: تتعادون. ولكم في الارض مستقر: أي محل استقرار. ومتع: أي تمتع. إلى حين: مجئ الموت أو القيامة.

فتلقئ ادم من ربه كلمت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم: والمراد بالكلمات، إما قوله: ربنا ظلمنا أنفسنا الآية، أو قوله: سبحانك اللهم وبحمدك و تبارك اسمك وتعالى جدك، لا إله إلا أنت ظلمت نفسي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

والاصح أن المراد قوله: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين، بجاه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبين من آلهم لما تفضلت علي بقبول توبتي

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 85، في تفسيره لقوله تعالى: " وقلنا يا آدم اسكن ".

(2) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 85، في تفسيره لقوله تعالى: " وقلنا يا آدم اسكن ". (*)

[236]

[ قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون(38) والذين كفروا وكذبوا بايتنا أولئك أصحب النار هم فيها خلدون(39) يبنى إسرء_يل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإيى فارهبون(40) وء_امنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بايتى ثمنا قليلا وإيى فاتقون(41) ]

وغفران زلتي، وإعادتي من كراماتك إلى مرتبتي.

قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بايتنا أولئك أصحب النار هم فيها خلدون. وقرئ " فمن تبع هدي " على لغة هذيل، فلا خوف بالفتح(1).

يبنى إسرء_يل: يعني أولاد يعقوب، وإسرائيل في الاصل صفوة الله، أو عبدالله، سمي به يعقوب للمدح.

اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم: من الانجاء من فرعون مثلا.

وأوفوا بعهدى: من الايمان بي والطاعة لي.

أوف بعهدكم: من حسن الثواب على حسناتكم.

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 90. (*)


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1644
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19