• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تفسير كنز الدقائق ( الجزء الثاني ) ، تأليف : الميرزا محمد المشهدي .
                    • الموضوع : من آية (101 - 110) .

من آية (101 - 110)

الآية: 101 - 110

كيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم ء‌ايت الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صرط مستقيم(101) ] قيل: نزلت في نفر من الاوس والخزرج كانوا جلوسا يتحدثون فمر بهم شامر بن قيس اليهودي، فغاظوا تآلفهم واجتماعهم، فأمر شابا من اليهود أن يجلس إليهم ويذكرهم يوم (بعاث)(1) وينشدهم بعض ماقيل فيه، وكان الظفر في ذلك اليوم للاوس، ففعل، فتنازع القوم وتفاخروا وتغاضبوا، وقالوا: السلاح السلاح، واجتمع مع القبيلتين خلق عظيم، فتوجه إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه، فقال: أتدعون الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذا أكرمكم الله بإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بين قلوبكم، فعلموا أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم، فألقوا السلاح، واستغفروا، وعانق بعضهم بعضا، وانصرفوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)(2).

وإنما خاطبهم الله تعالى بنفسه بعد ما أمر الرسول (صلى الله عليه وآله) بأن يخاطب أهل الكتاب، إظهارا لجلالة قدرهم، وإشعارا بأنهم هم الاحقاء بأن يخاطبهم تعالى ويكلمهم.

وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم ء‌ايات الله وفيكم رسوله: إنكار

___________________________________

(1) في النسخة - ا -: يغاث والصحيح ما أثبتناه، ويوم بعاث بضم الباء يوم معروف كإن فيه حرب بين الاوس والخزرج في الجاهلية ذكره الواقدي ومحمد بن إسحاق في كتابيهما، قال الازهري: وذكر ابن المظفر هذا في كتاب العين فجعله يوم بغات (بالغين المعجمة) وصحفه، وما كان الخليل (رحمه الله) ليخفى عليه ويوم بعاث لانه من مشاهير أيام العرب (لسان العرب: ج 2 ص 117 في لغة بعث) وقال أيضا في ص 119 في لغة بغث: يوم بغاث، يوم وقعة كانت بين الاوس والخزرج، قال الازهري: إنما هو بعاث بالعين، وهو من مشاهير أيام العرب، ومن قال بغاث فقد صحف.

(2) نقله في الكشاف: ج 1 ص 393 في تفسيره لقوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أن تطيعوا " الآية، ونقله ابن هشام في السيرة: ج 2 ص 183. (*)

[180]

وتعجب لكفرهم في حال الجتمع لهم الاسباب الداعية إلى الايمان الصارفة عن الكفر.

ومن يعتصم بالله: ومن يستمسك بدينه، أو يلتجأ إليه في مجامع اموره.

في كتاب الخصال: عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: قال إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهن حيلة، وسائر الناس في قبضتي: من اعتصم بالله عن نية صادقة فاتكل عليه في جميع اموره كلها، الحديث(1).

فقد هدى إلى صرط مستقيم: فقد اهتدى لا محالة.

وفي كتاب معاني الاخبار: بإسناده إلى حسين الاشقر قال: قلت لهشام بن الحكم: ما معنى قولكم: إن الامام لا يكون إلا معصوما؟ فقال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن ذلك فقال: المعصوم هوالممتنع بالله من جميع محارم الله، وقال الله (تبارك وتعالى): " ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم "(2).

وفي اصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أيما عبد أقبل قبل ما يحب الله عزوجل، اقبل الله قبل ما يحب(3).

ومن اعتصم بالله عصمه الله.

___________________________________

(1) الخصال: ص 285 باب الخمسة ح 37 وتمام الحديث (ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره، ومن رضي لاخيه المؤمن بما يرضاه لنفسه، ومن لم يخزع على المصيبة حين تصيبه، ومن رضي بما قسم الله له ولم يهتم لرزقة).

(2) معاني الاخبار: ص 132 باب معنى عصمة الامام، ح 2.

(3) يقال: أقبل قبلك، أي قصد قصدك وتوجه إليك وجعلك قبالة وجهه وتلقاء‌ه. والمراد بإقبال العبد نحو ما يحبه الله، قصده والاتيان به طلبا لرضاه. وبإقبال الله نحو ما يحبه العبد إضافة ما يسر به قبله وتقربه عينه.

ومن اعتصم بالله عصمه الله من الضياع والحاجة، كما اعتصم به مؤمن آل فرعون بقوله " وافوض أمري إلى الله بصير بالعباد " فلجأ من شر فرعون وجنوده إليه سبحانه واعتصم به، فوقاه الله سيئات ما مكروا.

واعتصم به يونس (عليه السلام) في الظلمات بقوله: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فلجأ من غضبه إليه واعتصم به، فأقبل الله إليه بالقبول وعصمه بقوله: " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " واعتصم به أيوب (عليه السلام) وأقبل إليه بقول: رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " فأقبل الله إليه باقبول وعصمه ورفع عنه الكرب والضر.

وكذلك لجأ إليه كثير من الانبياء والمرسلين والصلحاء والمتقين والفاسقين فأقبل الله إليهم بقضاء حوائجهم وإزاحة مكارههم (شرح اصول الكافي للعلامة المازندراني: ج 8 ص 200).

[181]

[ يأيها الذين ء‌امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون(102) ]

ومن أقبله الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الارض(1).

أو كانت نازلة نزلت على أهل الارض فشملتهم بلية، كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية(2)، أليس الله عزوجل يقول: " إن المتقين في مقام أمين "(3)(4)(5).

يأيها الذين ء‌امنوا اتقوا الله حق تقاته: حق تقواه وما يجب منها. وهو استفراغ الوسع في القيام بالواجب والاجتناب عن المحارم. أصله (وقية) فقلبت واوها المضمومة تاء كما في تؤدة وتخمة، والياء الفا.

وفي مجمع البيان: وذكر في قوله تعالى: " حق تقاته " وجوه، ثانيها: أنه المجاهدة في الله، وأن لا تأخذه لومة لائم، وأن يقام له بالقسط في الخوف والامن، عن مجاهد، ثم اختلف فيه أيضا على قولين: أحدهما: أنه منسوخ بقوله: " فاتقوا الله

___________________________________

(1) ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لوسقطت السماء: إن جعل (لم يبال) وحده جوابا للشرط السابق، كان جواب الشرط اللاحق قوله: " كان في حزب الله " وإن جعل جوابا للشرط اللاحق وجعل المجموع جوابا للشرط السابق، كان قوله: " كان في حزب الله " استئنافا (المصدر نفسه).

(2) بالتقوى من كل بلية: أي يقيه من كل بلية في الدنيا والآخرة (المصدر).

(3) الدخان: 51.

(4) أي المأمون من البلية والآفة فيهما (شرح اصول الكافي للعلامة المازندراني: ج 8 ص 200).

(5) الكافي: ج 2 ص 65 كتاب الايمان والكفر، باب التفويض إلى الله والتوكل عليه، ح 4. (*)

[182]

ما استطعتم "(1) وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام)(2).

وفي كتاب معاني الاخبار: بإسناده إلى أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله (عزوجل): " اتقوا الله حق تقاته "؟ قال: يطاع ولا يعصى، ويذكر ولا ينسى، ويشكر ولا يكفر(3).

ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون: أي ولا تكونن على حال سوى حال الاسلام إذا أدرككم الموت.

فإن النهي عن المقيد بحال وغيرها، قد يتوجه بالذات نحو الفعل تارة والقيد اخرى، وقد يتوجه نحو المجموع، وكذلك النفي.

وفي مجمع البيان: وروي عن أبي عبدالله (عليه السلام) " وأنتم مسلمون " بالتشديد، ومعناه مستسلمون لما أتى النبي (صلى الله عليه وآله) به ومنقادون له(4).

وفي تفسير العياشي: عن الحسين بن خالد قال: قال أبوالحسن الاول (عليه السلام) لبعض أصحابه: كيف تقرأ هذه الآية؟ " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ما ذا؟ قلت: " مسلمون " فقال: سبحان الله يوقع عليهم الايمان فيسميهم مؤمنين، ثم يسألهم الاسلام، والايمان فوق الاسلام؟ قلت: هكذا يقرأ في قراء‌ة زيد، قال: إنما هي في قراء‌ة علي (عليه السلام) وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله)، إلا وأنتم مسلمون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم الامام من بعده(5).

وفي كتاب المناقب لابن شهراشوب: عن الباقر (عليه السلام) في قراء‌ة علي (عليه السلام) وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله)،

___________________________________

(1) التغابن: 16.

(2) مجمع البيان: ج 2 ص 482 في تفسيره لقوله تعالى: " اتقوا لله حق تقاته ".

(3) معاني الاخبار: ص 240 باب معنى اتقاء الله حق تقاته، ح 1.

(4) مجمع البيان: ج 2 ص 482 في تفسيره لقوله تعالى: " ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ".

(5) تفسير العياشي: ج 1 ص 193 ح 119. (*)

[183]

[ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعدآء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخونا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم‌ء‌ايته لعلكم تهتدون(103) ]

ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والامام بعده(1).

وفي عيون الاخبار: بإسناده إلى داود بن سليمان (القارئ)(2)، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين (عليهم السلام) أنه قال: الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم، والعلم كله حجة إلا ما عمل به، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصا، والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له(3).

وفي نهج البلاغة: قال (عليه السلام): فبادروا العمل، وخافوا بغتة الاجل، فإنه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق، مافات اليوم من الرزق رجى غدا زيادته، وما فات الامس من العمر لم ترج اليوم رجعته، الرجاء مع الجائي، واليأس مع الماضي " فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ".

(4) واعتصموا بحبل الله: بدينه الاسلام الذي ملاكه الولاية والكتبا.

___________________________________

(1) ما عثرت عليه في المناقب مع الفحص الشديد هذا لفظه: وعنه (أي الباقر) في قوله: إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون لولاية علي لا حظ المناقب لا بن شهراشوب: ج 2 ص 353 فصل في ذكره (عليه السلام) في الكتب. وأيضا في ج 3 ص 95 فصل في أنه الايمان والاسلام.

(2) في المصدر: (الغازي).

(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 219 باب 28 فيما جاء عن الامام على بن موسى الرضا (عليهما السلام) من الاخبار المتفرقة، ح 25.

(4) نهج البلاغة: ص 171 ومن خطبة له، وفيها مواعظ للناس. صبحي الصالح. (*)

[184]

وفي الكتاب استعارة تبعية، ووجه الشبه التمسك به، فإن المتمسك به سبب النجاة عن الردى، كما أن التمسك بالحبل سبب السلامة عن التردي: والاعتصام ترشيح للاستعارة. جميعا: مجتمعين عليه.

وفي أمالي شيخ الطائفة (رحمه الله): بإسناده إلى عمر بن راشد، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) في قوله: " واعتصموا بحبل الله جميعا " قال: نحن الحبل(1).

وفي تفسير العياشي: عن ابن يزيد قال: سألت أباالحسن (عليه السلام) عن قوله: " واعتصموا بحبل الله جميعا " قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام) حبل الله المتين(2).

وعن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: آل محمد (عليهم السلام) هم حبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به، فقال " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "(3).

وفي كتاب معاني الاخبار: بإسناده إلى موسى بن جعفر (عليهما السلام)، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: الامام منا لا يكون إلا معصوما، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، ولذلك لا يكون إلا منصوصا، فقيل له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما معنى المعصوم؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله، وحبل الله هوالقرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة، والامام يهدي إلى القرآن، والقرآن يهدي إلى الامام، وذلك قول الله (عزوجل): " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم "(4)(5).

___________________________________

(1) الامالي لشيخ الطائفة: ج 1 ص 278، ولفظ الحديث (قال أبوالعباس - هو عمر بن راشد أبو سليمان - عن جعفر بن محمد في قوله: " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال: نحن من النعيم. وفي قوله: " واعتصموا بحبل الله جميعا " قال: نحن الحبل).

(2) تفسير العياشي: ج 1 ص 194 ح 122.

(3) تفسير العياشي: ج 1 ص 194 ح 123.

(4) الاسراء: 9.

(5) معاني الاخبار: ص 132 باب معنى عصمة الامام ح 1. (*)

[185]

وفي مجمع البيان: روى أبوسعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: أيها الناس إني تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلوا من بعدي، أحد هما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض(1).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله " واعتصموا بحبل الله جميعا " قال: التوحيد والولاية(2).

اولا تفرقوا: أي لا تتفرقوا عن الحق بوقوع الاختلاف بينكم كأهل الكتاب، أولا تتفرقوا تفرقكم الجاهلي يحارب بعضكم بعضا، أولا تذكروا ما يوجب التفرق ويزيل الالفة.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: " ولا تفرقوا " قال: إن الله (تبارك وتعالى) علم أنهم سيتفرقون بعد نبيهم ويختلفون، فنهاهم عن التفرق كما نهى من قبلهم، فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله)، ولا يتفرقوا(3).

وفي شرح الآيات الباهرة: وروى الشيخ المفيد (رحمه الله) في تأويل هذه الآية، وهو من محاسن التأويل، عن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن جده قال: قال علي بن الحسين (صلوات الله عليهما): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالسا في المسجد وأصحابه حوله، فقال لهم: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة يسأل عما يعنيه، قال: فطلع علينا رجل شيبه برجال مصر، فتقدم وسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلس وقال: يا رسول الله إني سمعت الله يقول: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فما هذا الحبل الذي أمر الله بالاعتصام به ولا نتفرق عنه؟ قال: فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وأشار إلى علي بن أبي طالب (عليه

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 2 ص 482 في تفسيره لقوله تعالى: " واعتصموا بحبل الله ".

(2) و(3) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 108 في تفسيره لقوله تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ". (*)

[186]

السلام) وقال: هذا حبل الله الذي من تمسك به عصم في دنياه ولم يضل في اخراه، قال: فوثب الرجل إلى علي بن أبي طالب واختضنه من وراء ظهره، وهو يقول: اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله، ثم قام فولى وخرج، فقام رجل من الناس فقال: يا رسول الله (صلى الله عليك وآلك) الحقه واسأله أن يستغفر لي؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا تجده مرفقا، قال: فلحقه الرجل وسأله أن يستغفر له؟ فقال له: هل فهمت ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما قلت له: قال الرجل: نعم، فقال له: إن كنت متمسكا بذلك الحبل فغفر الله لك، وإلا فلا غفر الله لك، وتركه ومضى(1).

وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: قال: حدثني الحسين بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مروان بن أعين، قال: حدثنا أبوحفص الاعمش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: جاء رجل في صورة اعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله بأبي أنت وامي ما معنى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أنا نبي الله وعلي بن أبي طالب حبله، فخرج الاعرابي وهو يقول: آمنت بالله وبرسوله وبحبله(2).

وقال: حدثني محمد بن الحسن بن إبراهيم معنعنا عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: كنت عندالنبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل إعرابي فقال: يا رسول الله ما قول الله في كتابه: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فما حبل الله؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا إعرابي أنا نبيه وعلي بن أبي طالب حبله، فخرج الاعرابي وهو يقول: آمنت بالله وبرسوله واعتصمت بحبله(3).

وقال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا [ عن جعفر بن محمد قال بينا ](4)

___________________________________

(1) لا يوجد لدينا هذا الكتاب بل وجدناه في تأويل الآيات الطاهرة: ص 123.

(2) تفسير فرات الكوفي: ص 14.

(3) تفسير فرات الكوفي: ص 14.

(4) ما بين المعقوفتين ليس في نسخة - أ - وأثبتناه من المصدر لاقتضاء سياق الكلام. وقيل: كان الاوس والخزرج أخوين لابوين، فوقعت بين أولادهم العداوة،

[187]

رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس في جماعة من أصحابه [ إذ ](1) ورد عليه اعرابي فبرك بين يديه فقال: يا رسول الله إني سمعت الله يقول في كتابه: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فما هذا الحبل الذي امرنا الله بالاعتصام به ما هو؟ قال: فضرب النبي يده على كتف علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ولاية لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله واعتصم بحبل الله، قال وشد اصابعه(2).

وقال: حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي معنعنا عن جعفر بن محمد (عليهم السلام) قال: نحن حبل الله الذي قال: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وولاية علي التي من استمسك به كان مؤمنا ومن تركها خرج من الآيات(3).

واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء: في الجاهلية متقابلين.

فألف بين قلوبكم: بالاسلام.

فأصبحتم بنعمته إخوانا: متحابين مجتمعين على الاخوة في الله.

في كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى عبدالرحمن بن سليمان، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن الحارث بن نوفل قال: قال علي (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): أمنا الهداة أم غيرنا؟ قال: بل منا الهداة إلى الله إلى يوم القيامة، بنا استنقذهم الله (عزوجل) من ضلالة الشرك، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة، وبنا يصبحون إخوانا بعد ضلالة الفتنة كما بنا أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك، وبنا يختم الله، وبنا يفتح(4).

___________________________________

(1) ما بين المعقوفتين ليس في نسخة - أ - وأثبتناه من المصدر لاقتضاء سياق الكلام.

(2 و 3) تفسير فرات الكوفي: ص 15.

(4) كتاب كمال الدين وتمام النعمة: ص 230 باب اتصال الوصية من لدن آدم. ح 31. (*)

[188]

وتطاولت الحروب مائة وعشرين سنة حتى أطفأها الله تعالى بالاسلام وألف بينهم برسوله (صلى الله عليه وآله)(1).

وكنتم على شفا حفرة من النار: أي مشفين على الوقوع في نار جهنم، إذ لو أدرككم الموت في تلك الحال لوقعتم فيها. فأنقذكم منها: بالاسلام.

والضمير لل‍ (حفرة) أو ل‍ (النار) أو لل‍ (شفا) وتأنيثه لتأنيث ما اضيف إليه، أو لانه بمعنى الشفة، فإن شفاء البئر وشفتها طرفها، كالجانب والجانبة.

وإصله (شفو) فقلبت الواو في المذكر وحذف في المؤنث.

وفي روضة الكافي: علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها " بمحمد.

هكذا والله نزل بها جبرئيل(2) على محمد (صلى الله عليه وآله)(3).

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 2 ص 482.

والكشاف: ج 1 ص 395 ومن أراد الاطلاع أكثر من ذلك فعليه بمراجعة الكامل لابن الاثير: ج 1 من ص 655 إلى 680.

(2) قد تكرر في الحديث مثل هذ التعبير، بشأن كثير من الآيات، ورد في تفسيرها: انها نزلت كذا، او نزل بها جبرائيل كذا، والمراد: بيان شأن النزول، حسب المصطلح اليوم. اي ان المقصود بنزول الآية والمناسبة المستدعية لنزولها كان كذا.

كما ورد في قوله (صلى الله عليه وآله): " ان فيكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله.

وهو علي بن أبي طالب " (تفسير العياشي: ج 1 ص 15 ح 6. فقد قاتل (صلى الله عليه وآله) على تنزيل القرآن أي تطبيفه الخاص بمورد نزوله.

وسيقاتل علي (عليه السلام) على تأويله، أي تطبيقه العام على موارد مشابهة لنزوله تماما.

فالتعبير " بمحمد " جاء لبيان انه الوسيلة التي تحقق بها هذا الانقاذ، وهو المقصود من فاعل الانقاذ بالمباشر.

لاان الآية كانت كذلك. وان توهمه بعض من لا خبرة له بلحن الكلام.

والدليل القاطع على ارادة هذا المعنى، وفرة الروايات واتفاق كلمة الاعلام على انه تفسير لا غير، ومن ثم اختلفت التعابير. فتارة: عبر بالاسلام. واخرى: برسول الله. وثالثة: بمحمد.

وماشابه من تعابير، كلها ينم عن حقيقة واحدة: هو بيان وسيلة الانقاذ.

وحتى المصنف نفسه جعل من هذه التعابير تفسيرا لا ارادة التغيير. قال - عند تفسير الآية " كنتم خير امة. ": أي بهذا المعنى نزلت.

(3) الكافي: ج 8 ص 159 ح 208. (*)

[189]

[ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون(104) ]

وبإسناده إلى أبي هارون المكفوف عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان أبوعبدالله (عليه السلام) إذا ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: بأبي وامي وقومي وعترتي وعشيرتي، عجب للعرب كيف لاتحملنا على رؤوسها، والله (عزوجل) يقول في كتابه: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها " فبرسول الله (صلى الله عليه وآله) انقذوا(1).

وفي تفسير العياشي: عن أبي الحسن علي بن محمد بن ميثم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أبشروا بأعظم المنن عليكم قول الله تعالى: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها " فالانقاذ من الله هبة، والله لا يرجع من هبته(2).

وعن محمد بن سليمان البصري الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السلام): " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها " محمد (صلى الله عليه وآله)(3). كذلك: مثل ذلك التبيين.

يبين الله لكم‌ء‌ايته لعلكم تهتدون: إرادة ثباتكم على الهدى وازديادكم فيه.

ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر: (من) للتبعيض واللام للاستغراق، أي وليكن بعضكم يدعون بكل خير ويأمرون بكل معروف وينهون عن كل منكر.

وأولئك هم المفلحون: المخصوصون بكمال الفلاح، لا حاجة لهم إلى داع

___________________________________

(1) الكافي: ج 8 ص 221 ح 388.

(2 و 3) تفسير العياشي: ج 1 ص 194 ح 125 و 124. (*)

[190]

يدعوهم إلى الخير وآمر يأمرهم بالمعروف، وناه ينهاهم عن المنكر.

وفي لفظ " منكم " إشعار بأنه غير النبي، فيجب من دلالة الآية: أن يكون أمة غير النبي يكون نفسه معصوما ويعلم كل خير وكل معروف وكل منكر، يدعو ويأمر وينهى.

وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن يزيد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت: أخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله، أهو لقوم لا يحل إلا لهم، ولا يقوم به إلا من كان منهم، أم هو مباح لكل من وحد الله (عزوجل) وآمن برسوله (صلى الله عليه) وآله) ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله (عزوجل) وإلى طاعته وأن يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك لقوم لا يحل إلا لهم، ولا يقوم بذلك إلا من كان منهم.

قلت: من اولئك؟ قال: من قام بشرائط الله (عزوجل) في القتال والجهاد على المجاهدين، فهو مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى.

ومن لم يكن قائما بشرائط الله (عزوجل) في الجهاد على المجاهدين، فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ماأخذ الله عليه من شرائط الجهاد، إلى أن قال (عليه السلام): ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين، وليس بمأذون له في القتال ولا بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف، لانه ليس من أهل ذلك ولا مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى، لانه ليس مجاهد مثله وأمر بدعائه إلى الله، ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون بجهاده، وحظر الجهاد عليه ومنعه منه، ولا يكون داعيا إلى الله تعالى من أمر بدعاء مثله إلى التوبة والحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد امر أن يؤمر به، ولا ينهى عن المنكر من قد امر أن ينهى عن.

وفي هذا الحديث يقول (عليه السلام): ثم ذكر من أذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: " ولتكن منكم امه يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون " ثم أخبر عن هذه الامة وممن هي وأنها من ذرية إبراهيم (عليه السلام) ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط الذين وجبت لهم الدعوة، دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر.

[191]

عنهم في كتابه أنهم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الذين وصفناهم قبل هذا في صفة امة محمد (صلى الله عليه وآله)، الذين عناهم الله في قوله: " ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني "(1) يعني من اتبعه على الايمان به، والتصديق له وبما جاء به من عندالله تعالى من الامة التي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس إيمانه بظلم وهو الشرك(2).

علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: وسئل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، أواجب هو على الامة جميعا؟ فقال: لا، فقيل له: ولم؟ قال: إنما هو على القوي المطاع، العالم بالمعروف من المنكر، لا على الضعفة الذين لا يهتدون سبيلا، إلى أي من أي يقول إلى الحق من الباطل والدليل على ذلك كتاب الله تعالى قوله: " ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " فهذا خاص غير عام كما قال الله تعالى: " ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون "(3) ولم يقل على امة موسى، ولا على قومه، وهم يومئذ امم مختلفة، والامة واحدة فصاعدا، كما قال الله تعالى: " إن إبراهيم كان امة قانتا لله "(4) يقول: مطيعا لله تعالى(5).

والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجه.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) وفي قوله: " ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير " فهذه لآل محمد ومن تابعهم يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف، ينهون عن المنكر(6).

وفي كتاب الخصال: عن يعقوب بن يزيد بإسناده رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله تعالى، فمن

___________________________________

(1) يوسف: 108.

(2) الكافي: ج 5 ص 13 كتاب الجهاد، باب من يجب عليه الجهاد ومن لا يجب، قطعة من ح 1 والحديث طويل.

(3) الاعراف: 158.

(4) النحل: 119.

(5) الكافي: ج 5 ص 59 كتاب الجهاد، باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ح 16.

(6) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 108 في تفسير لقوله تعالى: " ولتكن منكم امة ". (*)

[192]

نصرهما أعزه الله ومن خذلهما خذله الله تعالى(1).

وفي نهج البلاغة: قال (عليه السلام): انهوا عن المنكر وتنا هوا عنه، فإنما امرتم بالنهي بعد التناهي(2).

وفيه: لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به(3).

وفي تفسير العياشي: عن ابي عمرو الزبيري، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: في قوله تعالى: " ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " قال: في هذه الآية تكفر اهل القبلة بالمعاصي لانه من لم يكن يدعو إلى الخيرات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المسلمين فليس من الامة التي وصفها لله لانكم تزعمون أن جميع المسلمين من امة محمد وقد بدت هذه الآية وقد وصفت امة محمد بالدعاء إلى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن لم يوجد فيه الصفة التي وصفت بها فكيف يكون من الامة وهو على خلاف ماشرطه الله على الامة ووصفها به(4).

واعلم أن الداعي إلى كل خير والآمر بكل معروف والناهي عن كل منكر، لا يكون إلا معصوما وعالما بكل خير ومعروف ومنكر، ويجب وجوده ونصبه في كل زمان على الله تعالى، إذ لا يمكن لاحد العلم بعصمة أحد إلا من طريق النص.

وأما الامر بمعروف علم من الشرع كونه معروفا والنهي عن منكر علم من الشرع كونه منكرا، فيجب على كل من يقدر عليه كفاية، وفي بعض الاخبار السابقة. دلالة عليه.

___________________________________

(1) الخصال: ج 1 ص 42، باب الاثنين، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله عزوجل، ح 32.

(2) نهج البلاغة: ص 152 ومن خطبة له (عليه السلام) في بعض صفات الرسول الاكرم (وعظ الناس)، صبحي الصالح.

(3) نهج البلاغة: ص 188 ومن خطبة له (عليه السلام) في ذكر المكائيل والموازين، صبحي الصالح.

(4) تفسير العياشي: ج 1 ص 195 ح 127. (*)

[193]

وفي التهذيب: عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لا يزال الناس بخير ماأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الارض ولا في السماء(1).

وفي الكافي والتهذيب: عن الباقر (عليه السلام) قال: يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون(2) وينسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إلا إذا امنوا الضرر، يطلبون لانفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء وفساد علمهم، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال، ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها.

إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله عليهم فيعمهم بعقابه، فيهلك الابرار في دار الفجار، والصغار في دار الكبار، وأن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الانبياء ومنهاج الصالحين، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الارض، وينتصف من الاعداء، ويستقيم الامر، فأنكروا بقلوبكم، وألفظوا بألسنتكم، وصكوا بها جباههم، ولا بخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا، فلا سبيل عليهم " إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب أليم "(3) هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وأبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا، ولا باغين مالا، ولا مريدين بالظلم ظفرا، حتى يفيئواإلى أمر الله ويمضوا على طاعته.

قال أبوجعفر (عليه السلام): وأوحى الله إلى شعيب النبي أني معذب من قومك مائة ألف، أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم، فقال: يارب هؤلاء الاشرار فما بال الاخبار؟ فأوحى الله (عزوجل) إليه أنهم داهنوا أهل

___________________________________

(1) التهذيب: ج 6 ص 181 باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ح 22.

(2) بيان (يتقرؤون) أي يتعبدون ويتزهدون، فالعطف تفسيري (إذا آمنوا الضرر) أي مايحسبونه ضررا وليس بضرر، والاتباع، التتبع، والكلم الجح، والصك الضرب الشديد (الوافي: ج 2 ص 28 باب الحث على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر).

(3) الشورى: 42. (*)

[194]

[ ولا تكونوا كالذين تفرقوا او اختلفوا من بعد ماجاء هم البينت وأولئك لهم عذاب عظيم(105) يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمنكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون(106) وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله هم فيها خلدون(107) ]

المعاصي ولم يغضبوا الغضبي(1).

وفي شرح الآيات الباهرة: روي عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: " ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون " نحن هم صدق الله ورسوله لان هذه الصفات من صفات الائمة (صلوات الله عليهم)، لانهم معصومون والمعصوم لا يأمر بطاعة إلا وقد ائتمربها ولا ينهى عن المعصية إلا وقد انتهى عنها، كما قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه وآله) والله ما امرتكم بطاعة إلا وقد ائتمرت بها ولا نهيتكم عن معصية إلا وقد انتهيت عنها(2).

ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا: كاليهود والنصارى اختلفوا في التوحيد والتنزيه وأحوال الآخرة.

من بعد ماجاء هم البينت: في موضع الحال من فاعل الفعل السابق، وهي الآيات والحجج المبينة للحق الموجبة للاتفاق عليه. وفي الآية دلالة على كفر من اختلف وتفرق عن الحق بعد مجئ البينة.

___________________________________

(1) التهذيب: ج 6 ص 181 باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ح 21 وفي الكافي: ج 5 ص 55 كتاب الجهاد، باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ح 1.

(2) لا يوجد لدينا هذا الكتاب بل وجدناه في تأويل الآيات الطاهرة: ص 124. (*)

[195]

وفي عطف " اختلفوا " على " تفرقوا " دلالة على أن الاختلاف إذا كان بحيث يوجب التفرق، يوجب ذلك، لامطلقا، كاختلاف الشيعة في بعض الفروع.

وأولئك لهم عذاب عظيم: وعيد للذين تفرقوا، وتهديد على التشبه بهم.

يوم تبيض وجوه وتسود وجوه: نصب بما في " لهم " من معنى الفعل، أو بإضمار (أذكر).

وبياض الوجه وسواده كنايتان عن ظهور بهجة السرور وكآبة الخوف.

وقيل: يوسم أهل الحق ببياض الوجه والصحيفة وإشراق البشرة، وسعي النور بين يديه وبيمينه، وأهل الباطل بأضداد ذلك(1) وفي الاخبار دلالة على ذلك(2).

فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمنكم: أي فيقال لهم: " أكفرتم " والهمزة للتوبيخ والتعجب من حالهم.

في مجمع البيان: عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إنهم أهل البدع والاهواء والآراء الباطلة من هذه الامة(3).

وعن الثعلبي في تفسيره: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: والذي نفسي بيده ليردن علي الحوض ممن صحبني أقوام حتى إذا رأيتهم اختجلوا(4) دوني، فلاقولن: أصيحابي أصيحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقهري(5). فذوقوا العذاب: أمر إهانة.

بما كنتم تكفرون: بسبب كفركم.

وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله: يعني الجنة والثواب المخلد، عبر

___________________________________

(1) نقله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 176 في تفسيره لقوله تعالى: " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ".

(2) لاحظ تفسير القمي: ج 1 ص 109 والبرهان: ج 1 ص 308 والصافي: ج 1 ص 340 في تفسير الآية.

(3) مجمع البيان: ج 2 ص 485 في تفسيره لقوله تعالى: " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ".

(4) في الهامش (اختلجوا أي احتدبوا واقتطعوا، منه).

(5) رواه في مجمع البيان: ج 2 ص 485 نقلا عن الثعلبي في تفسيره. (*)

[196]

عن ذلك بالرحمة: تنبيها على أن المؤمن وإن استغرق عمره في طاعة الله، لا يدخل الجنة إلا برحمته وفضله.

قيل: كان حق الترتيب أن يقدم ذكرهم، ولكن قصد أن يكون مطلع الكلام ومقطعه حلية المؤمنين وثوابهم(1).

هم فيها خلدون: أخرجه مخرخ الاستئنفا، للتأكيد، كأنه قيل: كيف يكونون فيها؟ فقال، هم فيها خالدون.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الجارود، عن عمران بن هيثم، عن مالك بن ابي حمزة، عن أبي ذر (رحمه الله) قال: لما نزلت هذه الآية: " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرد علي امتي يوم القيامة على خمس رايات، فراية مع عجل هذه الامة، فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الاكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، وأما الاصغر فعاديناه وأبضغناه وظلمناه، فأقول: ردوا النار ظلماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد علي راية مع فرعون هذه الامة فأقولهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الاكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه، وأما الاصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول: ردوا النار ظلماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد علي راية مع سامري هذه الامة فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الاكبر فعصيناه وتركناه، وأما الاصغر فخذلناه وضيعناه فأقول: ردوا النار ظلماء مظمئين مودة وجوهكم، ثم يرد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم فأسألهم مافعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الاكبر فمزقناه وبرئنا منه وأما الاصغر فقاتلناه وقتلناه، فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد علي راية إمام المتقين وسيد المرسلين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الاكبر فاتبعناه وأطعناه، وأما الاصغر

___________________________________

(1) نقله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 176 في تفسيره لقوله تعالى: " أما الذين ابيضت ". (*)

[197]

فأحببناه وواليناه ونصرناه حتى اهرقت فيه دماء‌نا، فأقول: ردوا الجنة رواة مرويين مبيضة وجوهكم، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يوم تبيض وجوه " - إلى قوله - " خالدون "(1).

وفي روضة الكافي: خطبة لاميرالمؤمنين (عليه السلام)، وهي خطبة الوسيلة، يقول فيها: وعن يسار الوسيلة، عن يسار رسول الله (صلى الله عليه وآله) ظلة يأتي منها النداء، يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن بالنبي والامي، والذي له الملك الاعلى لا فاز أح ولا نال الروح والجنة إلا من لقي خالقه بالاخلاص لهما والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم وشرف مقعد كم وكرم مآبكم، وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود عن الله - عز ذكره - ورسوله وصراطه وأعلام الازمنة أيقنوا بسواد وجوهكم وغضب ربكم جزاء بما كنتم تعملون(2)(3).

وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل يذكر فيه الوسيلة ومنزلته (صلى الله عليه وآله) ومنزلة علي (عليه السلام) يقول فيه: فيأتي النداء من عندالله (عزوجل) يسمع النبيين وجميع الخلق: هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه وكذب عليه، قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد يحبك إلا استروح إلى هذا الكلام، وابيض

___________________________________

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 109 في تفسيره لقوله تعالى: " وأما الذين ابيضت وجوهم " الآية.

(2) الكافي: ج 8 ص 25 خطبة لاميرالمؤمنين (عليه السلام)، وهي خطبة الوسيلة.

(3) (عن يسار الرسول ظلة) في بعض النسخ (ظلمة).

(له الملك الاعلى) وهي الجنة والسعادة العظمى (والاقتداء بنجومهما) المراد بها الائمة الائمة (عليهم السلام)، لانهم نجوم يهتدي بهم أهل الارض في تيه الجهالة (فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم) المراد بولاية الله ولايته وولاية من أمر بولايته.

وفيه تبشير للتعابين له (عليه السلام) بقرب المنزلة وشرف المقام وتحريض لهم على المتابعة، كما أن ما بعده إنذار للمخالفين ببعد المرتبة وسوة المقام وتخويف لهم عن المخالفة، لعله يتذكر من يتذكر ويخشى (شرح الروضة للعلامة المازندراني: ج 11 ص 242). (*)

[198]

[ تلك‌ء‌ايت الله نتلو ها بالحق وما الله يريد ظلما للعلمين(108) ولله ما في السموت وما في الارض وإلى الله ترجع الامور(109) كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولوء‌امن أهل الكتب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثر هم الفسقون(110) ]

وجهه وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك أو حربا أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه واضطربت قدماه(1).

تلك‌ء‌ايت الله: الواردة في وعده ووعيده.

نتلوها عليك بالحق: متلبسة بالحق لا شبهة فيها.

وما الله يريد ظلما للعلمين: إذ يستحيل منه الظلم، إذا فاعل الظلم إما جاهل بقبحه أو محتاج إلى فعله، وتعالى الله عن الجهل والحاجة.

ولله ما في السموت ومافى الارض: ملكا وملكا وخلقا.

وإلى الله ترجع الامور: فيجازي بما وعده وأوعده.

كنتم خير أمة: كان مجردة عن الزمان وتعم الزمنة، غير متخصص بالماضي كقوله: " وكان الله غفورا رحيما "(2). وقيل: " كنتم " في علم الله، أوفي اللوح المحفوظ، أو فيما بين الامم المتقدمين(3).

___________________________________

(1) علل الشرائع: ج 1 ص 159، باب 10 العلة التي من أجلها صار علي بن أبي طالب قسيم الله بين الجنة والنار، ح 6.

(2) النساء: 152.

(3) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي) ج 1 ص 176 نقله في تفسيره لقوله تعالى: " كنتم خير امة ". (*)

[199]

أخرجت للناس: اظهرت لهم، أي لانتفاعهم. والمراد الائمة (عليهم السلام).

تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر: إستئناف بين به كونهم خير أمة، أو خبر ثان ل‍ " كنتم "، أو حال.

وتؤمنون بالله: يتضمن الايمان بكل ما يجب أن يؤمن به.

إنما يحق ويعتد به إذا حصل الايمان بكل ما امرأن يؤمن به، وإنما أخره وحقه أن يقدم؟ لانه قصد بذكره الدلالة على أنهم امروا بالمعروف ونهوا عن المنكر إيمانا بالله وتصديقا به وإظهارا لدينه.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قرأت على أبي عبدالله (عليه السلام) " كنتم خير امة "، فقال أبوعبدالله (عليه السلام): خير امة يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابني علي (عليهم السلام)؟ ! فقال القارئ: جعلت فداك كيف نزلت؟ فقال: نزلت خير أئمة اخرجت للناس(1)، وألا ترى مدح الله لهم " تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "(2).

وروى العياشي: عنه (عليه السلام) قال: في قراء‌ة علي (عليه السلام)، كنتم خير أئمة اخرجت للناس قال: هم آل محمد (صلى الله عليه وآله)(3).

وفي تفسير العياشي: أبوبصير، عنه (عليه السلام) قال: قال: إنما نزلت هذه

___________________________________

(1) قد تقدم ان المقصود هو مورد النزول، اي أن المراد بالامة في هذه الآية ليست جميع الامة، بل البعض وهم الائمة فالخطاب وان كان عاما، لكن المقصود هم القادة المسؤولون، بدليل وصفهم بالقيام بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر. اذ القيام بهذه الوظيفة انما هو من شؤون الزعامة وظيفة ذاتية اوليه.

وهذا نظير الامر بقطع يد السارق وجلد الزاني ونحو ذلك، فان الخطاب وان كان عاما، لكن المقصود بهذا التكليف هم اولياء الامر لا غيرهم.

ومن ثم فان المصنف قال - بصدد الجمع -: أي بهذا المعنى نزلت.

(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 110 في تفسيره لقوله تعالى: " كنتم خير أمة " الآية.

(3) تفسير العياشي: ج 1 ص 195 ح 128. (*)

[200]

الآية على محمد (صلى الله عليه وآله) فيه وفي الاصياء خاصة، فقال: أنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وهكذا والله نزل بها جبرئيل، وما عنى بها إلا محمدا وأوصياء‌ه (عليهم السلام)(1).

وعن أبي عمرو الزبيرى، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله تعالى: " كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " قال: يعني الامة التي وجبت لها دعوة إبراهيم (عليه السلام)، فهم الامة التي بعث الله فيها ومنها وإليها، وهم الامة الوسطى، وهم خير امة اخرجت للناس(2).

وفي كتاب المناقب لابن شهر اشوب: وقرأ الباقر (عليه السلام): " أنتم خير امة اخرجت للناس " بالالف إلى آخر الآية، نزل بها جبرئيل (عليه السلام)، وما عنى بها إلا محمدا وعليا والاوصياء من ولده (عليهم السلام)(3). والجمع بين الاخبار بأن المراد بأن (أئمة نزلت) أي بهذا المعنى نزلت.

قال البيضاوي: واستدل بهذه الآية على أن الاجماع حجة، لانها تقتضي كونهم آمرين بكل معروف وناهين عن كل منكر، إذ اللام فيهما للاستغراق، فلو أجمعوا على باطل كان أمرهم على خلاف ذلك(4).

وفيه: أنه إن أراد أن إجماع كل الامة بحيث لايشذ عنه أحد حجة، فهذا مما لانزاع لاحد فيه، وحجيته حينئذ باعتبار دخول المعصوم فيه، إذ لا يخلو كل الامة عن المعصوم.

وإن أراد أن إجماع جماعة من الامة على شئ حجة، فإن خصصهم بمن يكون المعصوم داخلا فيهم فلا نزاع أيضا فيه.

وإن أراد إجماع جماعة أي جماعة كانوا، فلا دلالة في الآية عليه، إذ لا دلالة فيها على أن كل جماعة من الامة كل ما يأمرون به، معروف، إذ كون اللام للاستغراق لا يفيد إلا أن ما يأمر به الكل

___________________________________

(1) تفسير العياشي: ج 1 ص 195 ح 129.

(2) تفسير العياشي: ج 1 ص 195 ح 130.

(3) لم نعثر عليه في كتاب المناقب وذكره في البحار: الطبعة الحديثة ج 24 باب 46 أنهم (عليهم السلام) خير امة وخير أئمة اخرجت للناس ص 155 ح 12 نقلا عن المناقب.

(4) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 176 في تفسيره لقوله تعالى: " كنتم خير امة اخرجت للناس ". (*)

[201]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1679
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19