• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء العشرون) ، تأليف : سماحة آية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي .
                    • الموضوع : سورة الكافرون من أول السورة ـ آخر السورة من ( ص 503 ـ 514 ) .

سورة الكافرون من أول السورة ـ آخر السورة من ( ص 503 ـ 514 )

[503]

 

سُورَة الكَافرون

مَكيَّة

وَعَدَدُ آيَآتِهَا سِتّ آياتْ

[505]

«سورة الكافرون»

محتوى السّورة

هذه السّورة نزلت في مكّة لحنها ومحتواها يؤيدان ذلك. وسبب نزولها الذي سنبيّنه بإذن اللّه دليل آخر على مكّيتها، ونستبعد ما ذهب إليه بعضهم من أنّها مدنية.

من لحن السّورة نفهم أنّها نزلت في زمان كان المسلمون في أقلية والكفار في أكثرية، والنّبي يعاني من الضغوط التي تطلب منه أن يهادن المشركين. وأمام هذه الضغوط كان النّبي يعلن صموده وإصراره على المبدأ، دون أن يصطدم بهم.

وفي هذا درس عبرة لكل المسلمين أن لا يساوموا أعداء الإسلام في مباديء الدين مهما كانت الظروف. وأن يبعثوا اليأس في قلوبهم متى ما بادروا إلى هذه المساومة. وفي هذه السّورة تكرر مرّتين نفي عبادة الإنسان المسلم لما يعبده الكافرون، وهو تأكيد يستهدف بّث اليأس في قلوب الكافرين. كما تكرر مرّتين نفي عبادة الكافر لما يعبده المسلمون من إله واحد أحد. وهذا دليل على تعنتهم ولجاجهم. ونتيجة ذلك هو الفصل العقائدي الحاسم بين منهج التوحيد ومتاهات الشرك:(لكم دينكم ولي دين).

فضيلة السّورة:

ورد في فضيلة هذه السّورة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من قرأ قل يا أيّها الكافرون فكأنّما قرأ ربع القرآن وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرأ من الشرك،

[506]

ويعافى من الفزع الإكبر» (1).

و عبارة (ربع القرآن) قد تعني أن مسألة مواجهة الشرك والكفر تحتل ربع القرآن وجاءت عصارتها في هذه السّورة المباركة. وإنّما كانت هذه السّورة عاملا على تباعد مردة الشياطين عن قارئها، لأنّها رفض حاسم للشرك والمشركين، والشرك أهم حبائل الشيطان.

و النجاة في يوم القيامة (أو المعافاة من الفزع الأكبر على حّد تعبير الرّواية) تتوقف بالدرجة الأولى على التوحيد ورفض الشرك. وهو ما دارت حوله مضامين هذه السّورة.

وفي رواية أُخرى أن رجلا أتى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: جئت يا رسول الله لتعلمني شيئاً أقوله عند منامي قال: «إذا أخذت مضجعك فاقرأ قل يا أيّها الكافرون، ثمّ نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك»(2).

وعن جبير بن مطعم قال: قال لي رسول الله: «أتحب يا جبير أن تكون إذا خرجت سفراً من أمثل أصحابك هيئة وأكثرهم زاداً»؟

قلت: نعم باًبي أنت وأمي يا رسول الله.

قال: «فاقرأ هذه السور الخمس: قل يا أيّها الكافرون، وإذا جاء نصر الله والفتح، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب النّاس. وافتتح قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم».

وعن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «كان أبي يقول: قل يا أيّها الكافرون ربع القرآن. وكان إذا فرغ منها قال: أعبد الله وحده، أعبد الله وحده»(3).

* * *

_______________________________________

1 ـ مجمع البيان، ج10، ص551.

2 ـ المصدر السابق.

3 ـ المصدر السابق.

[507]

الآيات

قُلْ يَـأَيَّها الْكَـفِرُونَ(1) لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ(2) وَلاَ أَنْتُمْ عَـبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ(3) ولاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ(4) ولاَ أَنْتُمْ عَـبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ(5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ(6)

سبب النّزول

جاء في الرّواية أن السّورة نزلت في نفر من قريش منهم «الحارث بن قيس السهمي» و«العاص بن أبي وائل» و«الوليد بن المغيرة»، و«أمية بن خلف» وغيرهم من القرشيين قالوا: هلم يا محمّد فاتبع ديننا نتبع دينك، ونشركك في أمرنا كلّه، تعبد آلهتنا سنة ونعبد آلهتك سنة. فإن كان الذي جئت به خيراً ممّا بأيدينا كنّا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه. وإن كان الذي بأيدينا خيراً ممّا في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه.

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «معاذ الله أن أشرك به غيره».

قالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد آلهتك.

فقال: «حتى انظر ما يأتي من عند ربّي».

فنزل قل يا أيّها الكافرون ـ السّورة. فعدل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المسجد

[508]

الحرام وفيه الملأ من قريش، فقام على رؤوسهم، ثمّ قرأ عليهم حتى فرغ من السّورة فأيسوا عند ذلك، فآذوه وآذوا أصحابه».(1).

التّفسير

لا أهادن الكافرين:

(قل يا أيّها الكافرون) والخطاب إلى قوم مخصوصين من الكافرين كما ذكر كثير من المفسّرين، والألف واللام للعهد. وإنّما ذهب المفسّرون إلى ذلك لأن الآيات التالية تنفي أن يعبد الكافرون ما يعبده المسلمون وهو اللّه سبحانه في الماضي والحال والمستقبل. والمجموعة المخاطبة بهذه الآيات بقيت بالفعل على كفرها وشركها حتى آخر عمرها. بينما دخل كثير من المشركين بعد فتح مكّة في دين الله أفواجاً.

(لا أعبد ما تعبدون) فهذه مسألة مبدئية لا تقبل المساومة والمهادنة والمداهنة.

(ولا أنتم عابدون ما أعبد) لما تأصّل فيكم من لجاج وعناد وتقليد أعمى لأبائكم، ولما تجدونه في الدعوة من تهديد لمصالحكم وللأموال التي تدر عليكم من عبدة الأصنام.

ولمزيد من التأكيد وبث اليأس في قلوب الكافرين، ولبيان حقيقة الفصل الحاسم بين منهج الإسلام ومنهج الشرك قال سبحانه:

(ولا أنا عابد ما عبدتم، ولا أنتم عابدون ما أعبد) فعلى هذا لا معنى

_______________________________________

1 ـ ذكر سبب النزول هذا كثير من المفسّرين على اختلاف يسير بينهم في العبارات منهم الطبرسي في مجمع البيان، والقرطبي في تفسيره، وأبو الفتوح الرازي في تفسيره، والسيوطي في الدر المنثور.

[509]

لإصراركم على المصالحة والمهادنة معي حول مسألة عبادة الأوثان فإنّه أمر محال (لكم دينكم ولي دين).

* * *

أسئلة:

1ـ لماذا بدأت السّورة بفعل الأمر«قل»

«قل» فعل أمر موجه من الله سبحانه لنبيه كي يبلّغ الكافرين ويقول لهم:

(...يا أيّها الكافرون ...) إلى آخر السّورة، فلماذا بدأ النّبي تلاوة السّورة بكلمة «قل»، وهي موجهة إليه لا إلى الكافرين؟ أما كان من الأفضل أن تبدأ السّورة بيا أيّها الكافرون ...؟

الجواب يتضح لو التفتنا إلى محتوى السّورة. مشركو العرب كانوا قد دعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليهادنهم بشأن الأوثان وعليه أن يرّد عليهم ويرفض الإستسلام لهم. وإذا لم يبدأ الكلام بـ «قل» يصبح الأسلوب اُسلوب خطاب طاب الله لهم. وهذا لاينسجم مع قوله: (لا أعبد ما تعبدون)وما شابهه.

أضف إلى ذلك أن كلمة «قل» كانت موجودة في النص الذي جاء به جبرائيل من الله تعالى. والنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مكلف بالمحافظة على النص القرآني بحذافيره. وهذا يدل على أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجبرائيل (عليه السلام)ليس لهما أي دور في صياغة النص القرآني وليس لهما حق أي تغيير فيه:بل يأتمران بما أمرهما الله. وهذا المعنى تؤكده الآية الكريمة: (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلاّ ما يوحى إلّي)(1).

_______________________________________

1 ـ يونس ـ15

[510]

2ـ أكان عَبَدة الأصنام منكرين لله؟

نعلم أن عبدة الأصنام لم يكونوا منكرين لله سبحانه، والقرآن يؤيد ذلك في قوله سبحانه: (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله)(1).

كيف إذن تقول الآية الكريمة: (لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد).

الجواب: أن الكلام في هذه السّورة يدور حول العبادة لا الخلقة، ويتّضح أن عبدة الأصنام كانوا يعتقدون أن«الله» خالق الكون، لكنّهم كانوا يرون ضرورة«عبادة» الأصنام كي تكون واسطة بينهم وبين الله، أو لاعتقادهم بأنّهم ليسوا أهلا لعبادة الله، بل لابُدّ من عبادة أصنام جسمية، والقرآن الكريم يرد على هذه الأوهام ويقول: إن العبادة لله وحده لا للأصنام ولا لكليهما!

3ـ لِمَ هذا التكرار؟

(لا أعبد ما تعبدون ... ولا أنا عابد ما عبدتم) الآيتان تكرران معنى واحداً، وهكذا(ولا أنتم عابدون ما أعبد ... ولا أنتم عابدون ما أعبد)تكررت أيضاً، لماذا؟ للمفسّرين في جواب هذا السؤال آراء مختلفة.

ذهب بعضهم إلى أن الهدف من التكرار التأكيد وبثّ اليأس في قلوب المشركين، وفصل المسيرة الإسلامية بشكل كامل عن مسيرتهم، وتثبيت فكرة عدم أمكان المهادنة بين التوحيد والشرك.بعبارة أخرى القرآن الكريم قابل دعوة المشركين إلى المساومة والمهادنة وإصرارهم على ذلك وتكرارهم لدعوتهم، بتكرار في الردّ عليهم.

ورد أن «أبا شاكر الديصاني» وهو من زنادق عصر الإمام الصادق(عليه السلام) سأل

_______________________________________

1 ـ لقمان ـ 25

[511]

أحد أصحاب الصادق(عليه السلام) وهو «أبو جعفر الأحول» (محمّد بن علي النعماني المعروف بمؤمن الطاق) عن سبب هذا التكرار، وهل الشخص الحكيم يرد في كلامه مثل هذا التكرار؟

أبو جعفر الأحول أعياه الجواب، فتوجه إلى المدينة، ودخل على الإمام الصادق(عليه السلام) وسأله عن ذلك، أجابه الإمام: كان سبب نزولها وتكرارها أن قريشاً قالت لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فأصابهم بمثل ما قالوا فقال فيما قالوا تعبد آلهتنا سنة (قل يا أيّها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون) وفيما قالوا نعبد إلهك سنة (ولا أنتم عابدون ما أعبد)وفيما قالوا تعبد آلهتنا سنة (ولا أنا عابد ما عبدتم)وفيما قالوا نعبد إلهك سنة (ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولي دين).

ذهب أبو جعفر الأحول بالجواب إلى أبي شاكر، فلما سمعه قال: «هذا ما حمله الإبل من الحجاز»(1)!(يشير بذلك إلى أن هذا ليس كلامك بل كلام الصادق).

وقيل إن هذا التكرار يعود إلى أن الجملة الأولى تركز على الحال، والجملة الثّانية تركز على المستقبل، ويكون معنى الجملتين لا أعبد ما تعبدون في الحال والمستقبل. ولا يوجد شاهد في الآية على هذا التّفسير.

ثمة تفسير ثالث لهذا التكرار هو إن الأولى تشير إلى الإختلاف في المعبود والثّانية إلى الإختلاف في العبادة. أي لا أعبد الذي تعبدون، ولا أعبد عبادتكم لأن عبادتي خالصة من الشرك ولأنها عبادة عن وعي وعن أداء للشكر لا عن تقليد أعمى(2).

والظاهر أن هذا التكرار للتأكيد كما ذكرنا أعلاه، وجاءت الإشارة إليه أيضاً

_______________________________________

1 ـ تفسير علي بن إبراهيم، ج 2، ص 445.

2 ـ بناء على هذا التّفسير «ما» في الآيتين الثّانية والثّالثة موصولة، وفي الرابعة والخامسة مصدرية (ذكر هذا التّفسير أبو الفتوح الرازي ضمن ذكره لإحتمالات تفسير الآية ج 12، ص 192، وأشارإليه الطبرسي أيضاً).

[512]

في حديث الإمام الصادق 7 .

وهناك تفسير رابع للتكرار هو إن الآية الثّانية تقول: لا أعبد ما تعبدون الآن.

والآية الرابعة تقول: ما أنا عابد (في الماضي) معبودكم، فما بالكم اليوم. هذا التّفسير يستند إلى التفاوت بين فعلي الآيتين، في الثّانية الفعل مضارع «تعبدون»، وفي الآية الرابعة «عبدتم» بصيغة الماضي ونحن لا نستبعده.(1)

وإن كان هذا يحل مسألة تكرار الآيتين الثّانية والرابعة، وتبقى مسألة

تكرار الآيتين الثّالثة والخامسة على حالها.(2)

4 ـ هل الآية (لكم دينكم ولي دين) تعني جواز عبادة الأصنام؟!

قد يتصور أنّ هذه الآية لها مفهوم «السلام العام» وتجيز حتى لعبدة الأصنام أن يظلوا عليها عاكفين، لأنّها لا تصرّ على قبول دين الإسلام.

لكن هذا التصور فارغ لا يقوم على اساس، لحن الآيات يوضح بجلاء أنّها نوع من التحقير والتهديد، أي دعكم ودينكم فسترون قريباً وبال أمركم، تماماً مثل ما ورد في قوله تعالى: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين)(3).

والشاهد الواضح على ذلك مئات الآيات الكريمة التي ترفض الشرك بكل ألوانه، وتعتبره عملاً لا شيء أبغض منه، وذنباً لا يغفر.

وهناك إجابات اُخرى على هذا السؤال مثل تقدير محذوف وتكون العبارة: لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني.

_______________________________________

1 ـ بناء على هذا (عابد) وهو اسم فاعل يكون في الآية بمعنى الماضي أيضاً.

2 ـ يجب الإلتفات إلى أن «ما الموصولة» وإن استعملت غالباً في غير ذوي العقول، تستعمل أيضاً في العاقل. وفي القرآن شواهد.

3 ـ سورة القصص، الآية 55.

[513]

وقيل أيضاً: «الدين» هنا بمعنى الجزاء، ولا محذوف فيها ومفهومها لكم جزاؤكم ولي جزائي.(1)

والتّفسير الأوّل أنسب.

5 ـ هل هادن الشرك يوماً؟

السّورة تطرح حقيقة التضاد والإنفصال التام بين منهج التوحيد ومنهج الشرك، وعدم وجود أي تشابه بينهما، التوحيد يشدّ الإنسان باللّه بينما الشرك يجعل الإنسان غريباً عن اللّه.

التوحيد رمز الوحدة والإنسجام في جميع المجالات، والشرك مبعث التفرقة والتمزق في كلّ الشؤون.

التوحيد يسمو بالإنسان على عالم المادة والطبيعة، ويربطه بما وراء الطبيعة بالوجود اللامتناهي لربّ العالمين، بينما الشرك يجعل الإنسان يرسف في أغلال الطبيعة، ويربطه بموجودات ضعيفة فانية.

من هنا فالنّبي الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر الأنبياء الكرام لم يهادنوا الشرك لحظة واحدة، بل جعلوا مقارعته في رأس قائمة أعمالهم.

السائرون على طريق اللّه من الدعاة والعلماء الإسلاميين يتحملون مسؤولية مواصلة هذه المسيرة، وعليهم أن يعلنوا براءتهم من الشرك والمشركين في كلّ مكان.

هذا هو طريق الإسلام الأصيل.

اللّهم! جنبنا كلّ شرك في أفكارنا وأعمالنا.

ربّنا! وساوس المشركين في عصرنا خطرة أيضاً، فاحفظنا من الوقوع في

_______________________________________

1 ـ ويلاحظ أن كلمة (دين) في الآية (ولي دين) مكسورة، وكسرتها تدل على ياء محذوفة أي : ولي ديني.

[514]

حبائلهم.

الهنا! مُنّ علينا بشجاعة وصراحة وحزم لنكون كما كان نبيّك(صلى الله عليه وآله وسلم) رافضين لكلّ مساومة مع الكفر والكافرين والشرك والمشركين.

آمين يا ربّ العالمين

نهاية سورة الكافرون


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=944
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19