[ 777 ]
سورة الأنبياء [ مكية وهي مائة واثنتا عشرة آية ] 1
بسم الله الرحمن الرحيم (إقترب للناس حسابهم) أي: القيامة (وهم في غفلة معرضون). (ما يأتيها من ذكر من ربهم محدث) لكي يتعظوا بالتكرير (إلا استمعوه وهم يلعبون): يستهزئون. (لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا). أبدل من الضمير لينبه على ظلمهم، (هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون). (قال ربي يعلم القول في السماء والأرض) جهرا كان أو سرا (وهو السميع العليم). (بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا باية كما أرسل الأولون) مثل اليد البيضاء وأحياء الموتى. (ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها) باقتراح الآيات لما جاءتهم (أفهم يوءمنون) وهم أعتى منهم.
__________________________
1 - مابين المعقوفتين من(ب).(*)
[ 778 ]
- (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم). قيل: جواب لقولهم: " هل هذا إلا بشر مثلكم " 1. (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). مر تفسيره في سورة النحل 2. (وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين). نفي لما اعتقدوه أن الرسالة من خواص الملك. (ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء) ممن آمن بهم ومن في إبقائه حكمة، كمن يؤمن هو أو واحد من ذريته (وأهلكنا المسرفين). (لقد أنزلنا إليكم كتابا) يعني القرآن (فيه ذكركم): صيتكم 3 أو موعظتكم (أفلا تعقلون). (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما اخرين). (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون قال): (يهربون) 4. (لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه) من التنعم والتلذذ. والأتراف: إبطار النعمة. (ومساكنكم). قيل لهم ذلك استهزاء. (لعلكم تسألون). قيل: يعني تسألون من دنياكم شيئا، فإنكم أهل ثروة ونعمة 5. قيل: نزلت في أهل اليمن، كذبوا نبيهم حنظلة 6 وقتلوه، فسلط الله عليهم بخت
__________________________
1 - البيضاوي 4: 36.
2 - ذيل الاية: 43.
3 - الصيت: الذكر الجميل الذي ينتشر في الناس، دون القبيح. وأصله من الواو، وإنما انقلبت ياء انكسار ما قبلها، كأنهم بنوه على فعل بكسر الفاء للفرق بين الصوت المسموع وبين الذكر المعلوم. الصحاح 1: 257(صوت).
4 - الكافي 8: 74، قطعة من حديث: 29، عن علي بن الحسين عليهما السلام.
5 - تفسير البغوي 3: 240، عن قتادة.
6 - حنظلة بن صفوان الرسي: من أنبياء العرب في الجاهلية، كان في الفترة التي بين الميلاد وظهور الأسلام. وهو من أصحاب الرس الوارد ذكرهم في القرآن، بعث لهدايتهم فكذبوه وقتلوه. وفي خبر أورده الهمداني أن جماعة قبل الأسلام عثروا بقبر حنظلة صاحب الرس ورأوا في يده خاتما كتب عليه: أنا حنظلة بن صفوان رسول الله. ورأوا مكتوبا عند رأسه: بعثني الله إلى حمير والعرب من أصل الرس فكذبوني وقتلوني، وقال ابن خلدون: والرس ما بين نجران إلى اليمن، ومن حضرموت إلى اليمامة. الأعلام(للزركلي) 2: 286.(*)
[ 779 ]
نصر 1، حتى أهلكهم بالسيف 2. وورد: (إن ذلك في زمان القائم، يفعل ذلك ببني أمية حين يهربون إلى الروم، يسألهم الكنوز وهو أعلم بها) 3 في حديث هذا معناه. (قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين). (فما زالت تلك دعواهم) أي: يدعون الويل (حتى جعلناهم حصيدا) كالنبت المحصود (خامدين): ميتين. قال: (بالسيف) 4. (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين) وإنما خلقناهما تبصرة للنظار، وتذكرة لذوي الاعتبار، وتسبيبا لما ينتظم به أمور العباد في المعاش والمعاد. (لو أردنا أن نتخذ لهوا): ما يتلهى به ويلعب (لاتخذناه من لدنا). قيل: أي: من جهة قدرتنا أو من عندنا، مما يليق بحضرتنا من الروحانيات لا من الأجسام 5. (إن كنا فاعلين). (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه): فيمحقة (فإذا هو زاهق): هالك، إضراب عن اتخاذ اللهو، وتنزيه لذاته سبحانه من اللعب، أي: من شأننا أن نغلب الحق الذي من جملته الجد، على الباطل الذي من عداده اللهو. قال: (ليس من باطل يقوم بإزاء حق إلا غلب الحق الباطل، وذلك قوله تعالى، وتلا الاية) 6. (ولكم الويل مما تصفون) مما لا يجوز عليه.
__________________________
1 - مرت ترجمته في ذيل الاية: 8 من سورة بني اسرائيل.
2 - البيضاوي 4: 36.
3 - الكافي 8: 51 - 52، الحديث: 15، عن أبي جعفر عليه السلام.
4 - المصدر، 52، ذيل الحديث: 15، وتأويل الايات الظاهرة: 320، عن أبي جعفر عليه السلام.
5 - البيضاوي 4: 37، وفيه:(من المجردات) بدل:(من الروحانيات).
6 - المحاسن 1: 226، الباب: 14، الحديث: 152، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)
[ 780 ]
(وله من في السموات والأرض ومن عنده) قال: (يعني الملائكة) 1، (لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون): ولا يعيون منها. (يسبحون الليل والنهار لا يفترون. قال: (أنفاسهم تسبيح) 2. وفي رواية: (ليس شئ من أطباق أجسادهم إلا ويسبح الله ويحمده من ناحيته بأصوات مختلفة) 3. (أم اتخذوا الهة من الأرض هم ينشرون) الموتى، وهم وإن لم يصرحوا به لكن لزمهم ذلك، فإن من لوازم الألهية الاقتدار على ذلك، والمراد به تجهيلهم والتهكم بهم. (لو كان فيهما الهة إلا الله): غير الله (لفسدتا): لبطلتا وتفطرتا، وقد وجد الصلاح وهو بقاء العالم، فدل على أن صانعه واحد. سئل: ما الدليل على أن الله واحد ؟ قال: (اتصال التدبير وتمام الصنع كما قال، وتلا الاية) 4. (فسبحان الله رب العرش عما يصفون). (لا يسأل عما يفعل) قال: (لأنه لا يفعل إلا ما كان حكمة وصوابا، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار، فمن وجد في نفسه حرجا في شئ مما قضى كفر، ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد) 5. (وهم يسألون) قال: (يعني بذلك خلقه إنه يسألهم) 6. (أم اتخذوا من دونه الهة). كرره استعظاما لكفرهم، واستفظاعا لأمرهم، وتبكيتا وإظهارا لجهلهم. (قل هاتوا برهانكم) فإنه لا يصلح القول بما لا دليل عليه (هذا ذكر من معى وذكر من قبلي) قال: (يعني ب " ذكر من معي " ما هو كائن، وب " ذكر من
__________________________
1 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 269، الباب: 27، ذيل الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - كمال الدين 2: 666، الباب: 58، الحديث: 8، عن أبي عبد الله عليه السلام.
3 - التوحيد: 280، الباب: 38، الحديث: 6، عن النبي صلى الله عليه وآله. وفي صدر الرواية هكذا:(إن لله ملائكة ليس شئ...).
4 - التوحيد: 250، الباب: 36، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.
5 - التوحيد: 397، الباب: 61، الحديث: 13، عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه:(مما قضى الله فقد كفر).
6 - علل الشرائع 1: 106، الباب: 96، ذيل الحديث: 1، عن أمير المؤمنين عليه السلام، مع تفاوت يسير.(*)
[ 781 ]
قبلي " ما قد كان " 1. (بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون). (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون). (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون) يعني هؤلاء الذين زعموا أنهم ولد الله. (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون). (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم): ما قدموا وما أخروا (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) قال: (إلا لمن ارتضى الله دينه) 2. وزاد في رواية: (والدين الأقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات، فمن ارتضى الله دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب، لمعرفته بعاقبته في القيامة) 3. (وهم من خشيته مشفقون): من عظمته ومهابته مرتعدون. (ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين). (أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما). قال: (كانت السماء رتقا لا تنزل المطر وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب فلما خلق الله الخلق وبث فيها من كل دابة فتق السماء بالمطر، والأرض بنبات الحب) 4. (وجعلنا من الماء كل شئ حي): وخلقنا من الماء كل حيوان - كقولة: (والله خلق (
__________________________
1 - مجمع البيان 7 - 8: 44، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 137، الباب: 11، ذيل الحديث: 35، التوحيد: 408، الباب: 63، ذيل الحديث: 6، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وعليهم.
3 - التوحيد: 408، الباب: 63، ذيل الحديث: 6، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وعليهم.
4 - الكافي 8: 95، ذيل الحديث: 67، عن أبي جعفر عليه السلام، وفي الكافي 8: 121، الحديث: 93، الاحتجاج 2: 62 ما يقرب منه.(*)
[ 782 ]
كل دابة من ماء " 1، لأنه أعظم مواده، ولفرط احتياجه إليه وانتفاعه به - أو صيرنا كل شئ حي بسبب من الماء لا يحيا دونه (أفلا يؤمنون). (وجعلنا في الأرض رواسي): ثابتات (أن تميد بهم): كراهة أن تميل بهم (وجعلنا فيها فجاجا سبلا): مسالك واسعة (لعلهم يهتدون) إلى مصالحهم. (وجعلنا السماء سقفا محفوظا) عن الوقوع، كقوله: " ويمسك السماء أن تقع على الاءرض " 2. (وهم عن اياتها): أحوالها الدالة على كمال قدرته وعظمته، وتناهي علمه وحكمته (معرضون): غير متفكرين. (وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون): يسرعون إسراع السابح في الماء. (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون). (كل نفس ذائقة الموت). القمي: لما أخبر الله نبيه بما يصيب أهل بيته بعده، وادعاء من ادعى الخلافة دونهم، اغتم، فنزلت 3. (ونبلوكم بالشر والخير): بالبلايا والنعم. قال: (الخير: الصحة والغنى، والشر: المرض والفقر) 4. (فتنة): ابتلاء (وإلينا ترجعون) فنجازيكم حسب ما يوجد منكم من الصبر والشكر. (وإذا راك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر الهتكم) أي: بسوء (وهم بذكر الرحمن هم كافرون). (خلق الأنسان من عجل). مبالغة في لزومه له. (سأوريكم اياتي فلا تستعجلون).
__________________________
1 - النور(24): 45.
2 - الحج(22): 65.
3 - القمي 2: 70.
4 - مجمع البيان 7 - 8: 46، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام.(*)
[ 783 ]
(ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين). (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون). محذوف الجواب، يعني: لما استعجلوا. (بل تأتيهم بغتة فتبهتهم): فتغلبهم أو تحيرهم (فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون): يمهلون. (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون). تسلية للرسول ووعد له، بأن ما يفعلونه يحيق بهم. (قل من يكلؤكم): يحفظكم (بالليل والنهار من الرحمن): من بأسه (بل هم عن ذكر ربهم معرضون): لا يخطرونه ببالهم، فضلا أن يخافوا بأسه. (أم لهم الهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون): ولا يصحبهم نصر منا. (بل متعنا هؤلاء واباءهم حتى طال عليهم العمر) فحسبوا أن لا يزالوا كذلك (أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها). قيل: بتسليط المسلمين عليها 1. وورد: (ننقصها يعني بموت العلماء، قال: نقصانها ذهاب عالمها) 2. (أفهم الغالبون). (قل إنما أنذركم بالوحى ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون). (ولئن مستهم نفحة): أدنى شئ (من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين). (ونضع الموازين القسط): العدل (ليوم القيامة) يوزن بها الاعمال. قال: (هم
__________________________
1 - البيضاوي 4: 41، الكشاف 2: 574.
2 - مجمع البيان 7 - 8: 49، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفي الكافي 1: 38، الحديث: 6، عن أبي جعفر، عن أبيه عليهما السلام، ما يقرب منه.(*)
[ 784 ]
الأنبياء والأوصياء) 1. وقد مضى تحقيقه في الأعراف 2. (فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) إذ لا مزيد على علمنا وعدلنا. (ولقد اتينا موسى وهرون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين) أي: الكتاب الجامع، لكونه فارقا بين الحق والباطل، وضياء يستضاء به في ظلمات الحيرة والجهالة، وذكرا يتعظ به المتقون. (الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون): خائفون. (وهذا ذكر مبارك): وهذا القرآن ذكر، كثير خيره (أنزلناه أفأنتم له منكرون). (ولقد اتينا إبراهيم رشده). أضافه إليه، ليدل على أنه رشد مثله، وأن له لشأنا (من قبل وكنا به عالمين) أنه أهل لما آتيناه. (إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون). (قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين). (قال لقد كنتم أنتم واباؤكم في ضلال مبين). (قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين). (قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين). (وتالله لاءكيدن أصنامكم): لأجتهدن في كسرها، بنوع من الكيد (بعد أن تولوا مدبرين). ولعله قال ذلك سرا. (فجعلهم جذاذا): قطاعا (إلا كبيرا لهم): للأصنام (لعلهم إليه يرجعون). (قالوا) حين رجعوا (من فعل هذا بالهتنا إنه لمن الظالمين). (قالوا سمعنا فتى يذكرهم): يعيبهم (يقال له إبراهيم).
__________________________
1 - الكافي 1: 419، الحديث: 36، معاني الأخبار: 31، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - ذيل الاية: 8 و 9.(*)
[ 785 ]
(قالوا فأتوا به على أعين الناس): بمرأى منهم (لعلهم يشهدون) بفعله أو قوله. (قالوا) حين أحضروه (أأنت فعلت هذا بالهتنا يا إبراهيم). (قال بل فعله كبيرهم هذا فسألوهم إن كانوا ينطقون). قال: (إنما قال إبراهيم " إن كانوا ينطقون " فكبيرهم فعل، وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا، فما نطقوا وما كذب إبراهيم) 1. وفي رواية: (إنما قال: " فعله كبيرهم " إرادة الأصلاح، ودلالة على أنهم لا يفعلون) 2. ثم قال: (والله ما فعلوه وما كذب) 3. (فرجعوا إلى أنفسهم): فراجعوا عقولهم (فقالوا): فقال بعضهم لبعض (إنكم أنتم الظالمون) عبادة ما لا ينطق ولا يضر ولا ينفع، لا من ظلمتموه. (ثم نكسوا على رؤوسهم). قيل: يعني انقلبوا إلى المجادلة بعد ما استقاموا بالمراجعة، شبه عودهم إلى الباطل بصيرورة أسفل الشئ مستعليا على أعلاه 4. (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون) فكيف تأمر بسؤالهم. (قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم). (أف لكم ولما تعبدون من دون الله): قبحا ونتنا 5، تضجر منه على إصرارهم بالباطل البين (أفلا تعقلون). (قالوا حرقوه وانصروا الهتكم إن كنتم فاعلين). أخذوا في المضارة لما عجزوا عن المحاجة.
__________________________
1 - معاني الأخبار: 210، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - الكافي 2: 342، الحديث: 17، عن أبي عبد الله عليه السلام.
3 - المصدر: 343، الحديث: 22، عن أبي عبد الله عليه السلام.
4 - البيضاوي 4: 43.
5 - في(ألف) و(قبحا ونتنا وشينا).(*)
[ 786 ]
(قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم): ابردي بردا غير ضار. ورد: (إن دعاءه يومئذ كان: يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد ثم قال: توكلت على الله) 1. وفي رواية قال: (اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها، فجعلها الله عليه بردا وسلاما) 2. (وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين): أخسر من كل خاسر، عاد سعيهم برهانا قاطعا على أنهم على الباطل، وإبراهيم على الحق. (ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين قال): (إلى الشام وسواد الكوفة) 3. (ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة). قال: (ولد الولد نافلة) 4. (وكلا جعلنا صالحين). (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) قال: (لا بأمر الناس، يقدمون ما أمر الله قبل أمرهم، وحكم الله قبل حكمهم) 5. (وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين): موحدين مخلصين في العبادة. و (لوطا اتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين). (وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين).
__________________________
1 - الكافي 8: 369، ذيل الحديث: 559، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - الاحتجاج 1: 55، عن أبي عبد الله عليه السلام.
3 - القمي 2: 73، عن أبى عبد الله عليه السلام.
4 - معاني الأخبار: 225، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
5 - الكافي 1: 216، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)
[ 787 ]
(ونوحا إذ نادى) ربه بإهلاك قومه (من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم). (ونصرناه من القوم الذين كذبوا باياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين). (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم): رعته ليلا (وكنا لحكمهم): حكم الحاكمين والمتحاكمين (شاهدين). (ففهمناها سليمان وكلا اتينا حكما وعلما). قال: (كان أوحى الله إلى النبيين قبل داود إلى أن بعث داود: أي غنم نفشت في الحرث، فلصاحب الحرث رقاب الغنم. ولايكون النفش إلا بالليل، فإن على صاحب الزرع أن يحفظ زرعه بالنهار، وعلى صاحب الغنم حفظ الغنم بالليل. فحكم داود بما حكم به الأنبياء من قبله، فأوحى الله إلى سليمان: أي غنم نفشت في زرع فليس لصاحب الزرع إلا ما خرج من بطونها، وكذلك جرت السنة بعد سليمان، وهو قول الله تعالى: (وكلا آتينا حكما وعلما) فحكم كل واحد منهما بحكم الله عز وجل) 1. (وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير). قال: (كان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر إلا جاوبه) 2. وفي رواية: (إنه بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه) 3. (وكنا فاعلين) لأمثاله، فليس ببدع منا وإن كان عجيبا عندكم. (وعلمناه صنعة لبوس لكم): عمل الدرع، وهو في الاصل اللباس (لتحصنكم من
__________________________
1 - الكافي 5: 302، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام، مع تفاوت يسير.
2 - الأمالي(للصدوق): 88، المجلس: 21، الحديث: 8، كمال الدين 2: 524، الباب: 46، الحديث: 6، عن أبي عبد الله عليه السلام.
3 - الاحتجاج 1: 326، عن موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، وفيه:(قال له اليهودي: هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبل معه لخوفه. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك...).(*)
[ 788 ]
(بأسكم فهل أنتم شاكرون). ورد: (أوحى الله إلى الحديد أن لن لعبدي داود فلان 1 له الحديد، فكان يعمل في كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم، واستغنى عن بيت المال) 2. (ولسليمان): وسخرنا له (الريح عاصفة): شديدة الهبوب، يقطع مسافة كثيرة في مدة يسيرة، كما قال: (غدوها شهر ورواحها شهر) 3 (تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها). القمي: إلى بيت المقدس والشام 4. (وكنا بكل شئ عالمين) فنجريه على ما تقتضيه الحكمة. (ومن الشياطين من يغوصون له) في البحار ويخرجون نفايسه (ويعملون عملا دون ذلك): ويتجاوزون ذلك إلى أعمال أخر، كبناء المدن والقصور واختراع الصنائع الغريبة، كما قال الله تعالى: (ويعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل) 5 (وكنا لهم حافظين) عن أن يزيغوا عن أمره، أو يفسدوا على ما هو مقتضى جبلتهم. (وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر): المرض، ابتلاه الله بالمرض في بدنه، وهلاك أولاده، وذهاب أمواله. (وأنت أرحم الراحمين). وصف ربه بغاية الرحمة بعد ما ذكر نفسه بما يوجبها، واكتفى بذلك عن عرض المطلوب لطفا في السؤال. (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر) بالشفاء من مرضه (واتيناه أهله ومثلهم معهم). سئل: كيف أوتي مثلهم معهم ؟ قال: (أحيا له من ولده، الذين كانوا ماتوا قبل ذلك بآجالهم، مثل الذين هلكوا يومئذ) 6. ويأتي تمام قصته في (ص) 7 إن شاء الله (رحمة من
__________________________
1 - في المصدر:(فألان).
2 - الكافي 5: 74، الحديث: 5، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام.
3 - سبأ(34): 12.
4 - القمي 2: 74.
5 - سبأ(34): 13.
6 - الكافي 8: 252، الحديث: 354، عن أبي عبد الله عليه السلام.
7 - ذيل الاية: 41.(*)
[ 789 ]
عندنا) عليه (وذكرى): وتذكرة (للعابدين). (وإسمعيل وإدريس وذا الكفل) قال: (هو يوشع بن نون) 1. (كل من الصابرين). (وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين). (وذا النون) و [ هو ] 2 صاحب الحوت يونس بن متى (إذ ذهب مغاضبا) لقومه، لما برم لطول دعوتهم، وشدة شكيمتهم، وتمادي إصرارهم، مهاجرا عنهم قبل أن يؤمر به، كما سبق 3. (فظن أن لن نقدر عليه). قيل: أي: لن نضيق عليه، أو لن نقضي عليه بالعقوبة من القدر، أو لن نعمل فيه قدرتنا 4. وقيل: هو تمثيل لحاله بحال من ظن أن لن نقدر عليه، في مراغمته قومه من غير انتظار لأمرنا، أو خطرة شيطانية سبقت إلى وهمه، فسمى ظنا للمبالغة 5. وورد: (أي: أستيقن أن لن نضيق عليه رزقه، ومنه قول الله عز وجل: (وأما إذا ما ابتليه فقدر عليه رزقه) 6 أي: ضيق وقتر) 7. قال: (ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر) 8. وفي رواية يقول: (ظن أن لن يعاقب بما صنع) 9.
__________________________
1 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 245، الباب: 24، ذيل الحديث الطويل: 1، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
2 - ما بين المعقوفتين من(ألف).
3 - ذيل الاية: 98 من سورة يونس.
4 و 5 - البيضاوي 4: 45.
6 - الفجر(89): 16.
7 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 201، الباب: 15، قطعة من حديث: 1.
8 - المصدر: 193، الباب: 14، ذيل الحديث: 1.
9 - القمي 2: 75، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)
[ 790 ]
وفي أخرى سئل: ما كان سببه، حتى ظن أن لن يقدر عليه ؟ قال: (وكله الله إلى نفسه طرفة عين) 1. (فنادى في الظلمات) قال: (ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت) 2. (أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) لنفسي بالمبادرة إلى المهاجرة. وورد: (أي: بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت) 3. (فاستجبنا له ونجيناه من الغم) بأن قذفه الحوت إلى الساحل، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين (وكذلك ننجي المؤمنين) من غموم دعوا الله فيها بالأخلاص. (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا): وحيدا بلا ولد يرثني (وأنت خير الوارثين) فإن لم ترزقني من يرثني فلا أبالي به. (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه). قال: (كانت لا تحيض فحاضت) 4. (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين). (والتي أحصنت فرجها). القمي: مريم لم ينظر إليها شئ 5. (فنفخنا فيها من روحنا) قال: (روح مخلوقة، يعني من أمرنا) 6. (وجعلناها وابنها اية للعالمين). (إن هذه أمتكم): ملتكم، وهي ملة الاسلام والتوحيد (أمة واحدة): غير مختلفة فيما بين الأنبياء (وأنا ربكم) لا إله لكم غيري (فاعبدون) لا غير. (وتقطعوا أمرهم بينهم): تفرقوا في الدين، وجعلوا أمره قطعا موزعة (كل) من
1 - القمي 2: 74، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 201، الباب: 15، قطعة من حديث: 1.
3 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 201، الباب: 15، ذيل الحديث الطويل: 1.
4 و 5 و 6 - القمي 2: 75.(*)
__________________________
[ 791 الفرق المتحزبة 1 (إلينا راجعون) فنجازيهم. (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن) بالله ورسله (فلا كفران لسعيه): فلا تضييع له (وإنا له كاتبون) في صحيفة عمله. (وحرام على قرية): ممتنع على أهلها (أهلكناها أنهم لا يرجعون). قيل: (لا) مزيدة. يعني حرام رجوعهم إلى الدنيا، أو إلى التوبة 2. وقيل: أي: حرام عدم رجوعهم للجزاء 3. وورد ما يؤيد الأول 4. وقال: (كل قرية أهلك الله عز وجل أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة) 5. (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج) سدهما. القمي: إذا كان في آخر الزمان، خرج يأجوج ومأجوج إلى الدنيا، ويأكلون الناس 6. (وهم من كل حدب: نشز 7 من الأرض (ينسلون): يسرعون. (واقترب الوعد الحق فإذا هي). جواب الشرط، و (إذا) للمفاجأة. (شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا): لم نعلم أنه حق (بل كنا ظالمين) لانفسنا بالاخلال بالنضر، وعدم الاعتداد بالنذر. (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) يرمى به إليها، من حصبه: إذا رماه بالحصباء. وفي قراءة علي عليه السلام بالطاء 8. (أنتم لها واردون). عوض (اللام) من (على) للاختصاص، والدلالة على أن ورودهم لأجلها.
__________________________
1 - في(ب):(المتجزئة).
2 و 3 - البيضاوي 4: 46.
4 - من لا يحضره الفقيه 1: 276، ذيل الحديث: 46، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
5 - القمي 2: 72، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
6 - المصدر.
7 - النشز: المكان المرتفع. القاموس المحيط 2: 201(نشز).
8 - مجمع البيان 7 - 8: 63، عن أمير المؤمنين عليه السلام.(*)
[ 792 ]
(لو كان هؤلاء الهة ما وردوها وكل فيها خالدون). (لهم فيها زفير): أنين 1 وتنفس شديد (وهم فيها لا يسمعون). ورد: (إن الله يأتي يوم القيامة بكل شئ يعبد من دونه، من شمس أو قمر أو غير ذلك، ثم يسأل كل إنسان عما كان يعبد، فيقول كل من عبد غير الله: ربنا إنا كنا نعبدها لتقربنا إليك زلفى. قال: فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة: اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون إلى النار، ما خلا من استثنيت، فأولئك عنها مبعدون) 2. (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون). القمي: يعني الملائكة وعيسى بن مريم 3. (لا يسمعون حسيسها): صوتها الذي يحس به (وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون). (لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون). ورد: (يا علي أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم، وأنتم الامنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش، يفزع الناس ولا تفزعون، ويحزن الناس ولا تحزنون، وفيكم نزلت هذه الاية (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) الاية وفيكم نزلت: (لا يحزنهم الفزع الأكبر) 4. (يوم نطوي السماء كطى السجل للكتب) قيل: كطي الطومار للمعاني المكتوبة فيه 5. والقمي: السجل: اسم الملك الذي يطوي الكتب. ومعنى نطويها: نفنيها، فتتحول
__________________________
1 - الأنين: الصوت المنبعث من الأنسان أو الحيوان من ألم أو حسرة. الرائد 1: 277(أنن).
2 - قرب الأسناد: 41، عن أبي عبد الله عليه السلام.
3 - القمي 2: 76.
4 - الأمالي(للصدوق): 451، المجلس: 83، ذيل الحديث: 2، بشارة المصطفى: 181، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله.
5 - البيضاوي 4: 47.(*)
[ 793 ]
دخانا، والأرض نيرانا 1. (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا) أي: علينا إنجازه (إنا كنا فاعلين). روي: (تحشرون يوم القيامة عراة حفاة عزلا، كما بدأنا أول خلق نعيده) 2. (ولقد كتبنا في الزبور) قال: (الذي أنزل على داود) 3. (من بعد الذكر). ورد: (الزبور فيه توحيد وتمجيد ودعاء، وأخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والأئمة من ذريتهما عليهم السلام، وأخبار الرجعة، وذكر القائم صلوات الله عليه) 4. (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون). قال: (هم أصحاب المهدي في آخر الزمان) 5. (إن في هذا): فيما ذكر من الأخبار والمواعظ (لبلاغا): لكفاية إلى البلوغ إلى البغية (لقوم عابدين): همهم العبادة، دون العادة. (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) لأن ما بعثت به سبب لأسعادهم، وموجب لصلاح معاشهم ومعادهم، وكونه رحمة للكفار أمنهم به من الخسف والمسخ وعذاب الاستيصال. قال: (إنما عنى بذلك أنه جعله سبيلا لأنظار أهل هذه الدار، لأن الأنبياء قبله بعثوا بالتصريح لا بالتعريض) 6. (قل إنما يوحى إلى أنما الهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون): مخلصون العباد
1 - القمي 2: 77.
2 - مجمع البيان 7 - 8: 66، عن النبي صلى الله عليه وآله.
3 - الكافي 1: 226، الحديث: 6، عن أبي عبد الله عليه السلام.
4 - القمي 2: 126، ذيل الاية: 15 من سورة النحل. 5 - مجمع البيان 7 - 8: 66، عن أبي جعفر عليه السلام.
6 - الاحتجاج 1: 380، عن أمير المؤمنين عليه السلام.(*)
__________________________
[ 794 لله على مقتضى الوحي. وورد: (فهل أنتم مسلمون الوصية بعدي 1. نزلت مشددة) 2. أقول: مالهما واحد، لأن مخالفة الوصية عبادة للهوى. (فإن تولوا فقل اذنتكم): أعلمتكم ما أمرت به (على سواء): عدل (وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون). (إنه يعلم الجهر من القول): ما تجاهرون به من الطعن في الاسلام (ويعلم ما تكتمون) من الأحن والأحقاد للمسلمين، فيجازيكم عليه. (وإن أدري لعله فتنة لكم): وما أدري لعل تأخير جزائكم استدراج لكم وزيادة في افتتانكم، أو امتحان لينظر كيف تعملون (ومتاع إلى حين): وتمتيع إلى أجل مقدر تقتضيه مشيئته. (قال رب احكم بالحق): اقض بيننا وبينهم بالعدل (وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون) بأن الشوكة تكون لهم، وأن راية الاسلام تخفق أياما ثم تسكن، وأن الموعد به لو كان حقا لنزل بهم، فأجاب الله دعوة رسوله، فخيب أمانيهم ونصر رسوله عليهم. والحمد لله.
__________________________
1 - في المصدر:(الوصية لعلي بعدي).
2 - المناقب 4: 48، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)