الإمام الجواد أعظم بركةً على شيعتنا

السؤال :

في الرواية أنه لم يولد مولود أكثر بركة من الإمام الجواد عليه السلام فما هي البركة وما وجه هذه البركة؟



الجواب :

الوارد هو مثل ما رواه الكليني في الكافي بسنده إلى أبي يحيى الصنعاني قال: (كنت عند أبي الحسن الرضا (ع) فجيء بابنه أبي جعفر (ع) وهو صغير فقال (ع): هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركةً على شيعتنا منه).

وروى الكليني أيضاً بسنده عن الأمام الرضا (ع) انه قال: (هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركةً على شيعتنا منه).

والمُنصرَف من معنى البركة هو الخير الكثير والرزق الواسع، ولعل منشأ تميُّز الإمام أبي جعفر الجواد (ع) بسمة انَّه أعظم بركةً على شريعة أهل البيت (ع) هو انَّ الله عز وجل جعله وسيلة لاستدرار الرزق وقضاء الديون فأهل البيت (ع) وإنْ كانوا جميعًا وسائل لاستدرار الرزق وقضاء حوائج الدنيا والآخرة إلا انَّ الله تعالى -كما أفاد العلماء- خصَّ كل إمامٍ بما يتميَّز به، فمن أراد العافية مثلاً توسَّل بالإمام موسى بن جعفر (ع) ومَن أراد الأمان في الأسفار توسَّل بالإمام الرضا (ع) ومن أراد الانتقام من الظالمين توسَّل بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ومن أراد النجاة من السلاطين ومعرَّة الشياطين توسَّل بالإمام زين العابدين السجاد (ع) وهكذا.

وعليه فالإمام أبو جعفر الجواد أعظم بركةً على شيعة أهل البيت لأنَّ الله تعالى جعل التوسُّلَ به سببًا لاتِّساع الرزق والتحصيل لموفور الخير.

ويمكن تأييد هذا الذي أفاده عدد من العلماء الأفاضل بما أورده الشيخ الطوسي رحمه الله في كتابه مصباح المتهجد في أدعية الساعات، فقد أورد لكلِّ ساعةٍ من ساعات النهارَ الإثني عشرَ دعاءً وكان كلُّ دعاءٍ مشتملاً على توسٌّلٍ بأحد المعصومين الإثني عشر (ع) وقد اختص كلُّ معصومٍ بشأنٍ يُتوسل به إليه، فالتوسل لتحصيل العافية من الأسقام كان بالإمام الكاظم (ع) والتوسل لكفاية شئون الآخرة وأهوالها كان بالإمام الصادق (ع) وأما التوسل بالإمام الرضا (ع) فكان للأمن والنجاة في الأسفار، وأما التوسل بالإمام الجواد (ع) فكان للاستغناء وسعة الرزق فكان مما ورد في الدعاء الشريف:

(يا مَن دعاه المضطرون فأجابهم والتجأ إليه الخائفون فآمنهم ...أسئلك بحقِّ وليِّك محمد بن علي (ع) حجتك البالغة ونعمتك السابغة ومحَّجتك الواضحة واُقدِّمه بين يدي حوائجي ورغبتي إليك ان تصلِّيَّ على محمد وآل محمد وأنْ تجودَ عليَّ من فضلك وتتفضَّل عليَّ من وسعك بما أستغني به عما في أيدي خلقك وأنْ تقطع رجائي إلا منك وتخيِّبَ آمالي إلا فيك،  اللهم وأسألك بحقِّ مَن حقُّه عليك واجب ممن أوجبت له الحق منك ان تصلِّي على محمد وآل محمد وأن تبسط ما حظرته من رزقك وتسهِّل لي ذلك وتيسِّره هنيئًا مريئًا في يسرٍ منك وعافيتك برحمتك يا أرحم الراحمين ..).

وقد أرود العلامة المجلسي صاحب البحار رحمه الله دعاءً وأفاد انَّه متضمن للتوسُّل بكل واحدٍ من الأئمة (ع) لما جُعل له. فكان مما اشتمل عليه الدعاء:(وأسألك بحق وليك أبي جعفر الجواد (ع) إلا جُدت عليَّ به من فضلك وتفضَّلت عليَّ به من وسعك ما أٍستغني به عما في أيدي خلقك .. وبارك لي فيه وفيما لك عندي من نعمتك وفضلك ورزقك..).

______________

المجيب: سماحة الشيخ محمد صنقور


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=1014