السمع والبصر في القرآن الكريم ؟

السؤال :

قال تعالى : (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ )[البقرة: 7] ، لماذا استعمل الله جلّ وعلا كلمة "سمع" بصورة مفردة في هذه الآية الشريفة، بينما استخدم كلمتي "قلوب" و "أبصار" بصورة الجمع ؟



الجواب :

قال بعض المفسرين: إن مفردة "سمع" الواردة في هذه الآية المباركة جاءت بمعنى المصدر ، ومتى ما أضيف المصدر الى كلمة ما أفاد معنى الجمع والعموم ولا حاجة الى جمعه بعدئذ . في حين أن كلمتي "قلب" و "بصر" استعملت كأسماء لأعضاء خاصة ، وعليه وردت في صورة الجمع .

وأرجع البعض الآخر من المفسرين سبب التفاوت في الكلمات المذكورة الى أن كل إنسان يدرك بقلبه وفكره أشياء متعددة ، ويستشعر بعينه الألوان والأشكال والأحجام المختلفة ؛ وبما أن مدركات هذين العضوين متعددة ومتنوعة فكأن لكل واحد من أفراد البشر قلوب وعيون كثيرة فذكرت الكلمتان بصورة الجمع .  هذا فيما لا تدرك حاسة السمع لدينا سوى الأمواج الصوتية الصادرة من الأشياء ؛ ومن هنا نجد أنها استعملت بصورة مفردة .

وصحيح أن الأصوات متنوعة أيضاً ؛ بيد أن تنوعها لا يبلغ حدّ تنوع تلك الأشياء المرئية بالعين أو المدركة بالفكر والقلب بتاتاً .

 

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=292