تفسير قوله تعالى ((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة))

السؤال :
بسم الله الذي تتم بذكره الصالحات والصلاة والسلام على محمد واله اهل المقامات والبركات وبيت الذكر والكرامات وبعد:
ارجو افادتي بتفسيركم للاية الكريمة { للذين أحسنو الحسنى وزيادة }.
تقبلو خالص تقديري ورفيع امتناني لموقعكم الجدير بالتقدير وللقائمين عليه بالاحترام


الجواب :

ذكر السيد الطباطبائي في تفسيره تفسير الميزان، ج10 ص42: ((قوله تعالى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (يونس:26), الحسنى مؤنث أحسن والمراد المثوبة الحسنى، والمراد بالزيادة الزيادة على الأستحقاق بناء على أن الله جعل من فضله للعمل مثلاً من الجزاء والثواب ثم جعله حقاً للعامل في مثل قوله: (( لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ )) (آل عمران:199), ثم ضاعفه وجعل المضاعف منه أيضاً حقاً للعامل كما في قوله: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى), استحقاقهم للجزاء والمثوبة الحسنى، وتكون الزيادة هي الزيادة على مقدار الاستحقاق من المثل أو العشرة الأمثال نظير ما يفيده قوله: (( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ )) (النساء:173), ولو كان المراد بالحسنى في قوله: (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى )), العاقبة للحسنى، وليس فيما يعقل فوق الحسنى شيء كان معنى قوله: (وزيادة) الزيادة على ما يعقله الإنسان من الفضل الإلهي كما يشير إليه قوله: (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) (السجدة:17), وما في قوله: ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) ق: 35.
فإن من المعلوم أن كل أمر حسن يشائه الإنسان فالمزيد على ما يشائه أمر فوق ما يدركه فافهم ذلك)).

http://www.aqaed.com/faq/questions.php?sid=234


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=324