معنى قوله تعالى (استكبرت أم كنت من العالين)

السؤال : قال تعالى في كتابه الكريم : (( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين ))
فما معنى العالين أوما المراد من العالين؟ ومن هم العالون المقصودون في هذة الاية؟
ويوجد رواية وردت في كتاب فضائل الشيعة للشيخ الصدوق حول قوله تعالى ((استكبرت ام كنت من العالين)) , ولا اعلم مدى صحتها والادلة من القرأن الكريم واللغة على مضمونها. فهل العلو في الاية معناه الاستكبار أم المراد أنهم مجموعة كانوا عالين القدر والشأن كما هو مفاد الرواية التالية؟
وهذة هي:
حدثنا عبد الله بن محمد بن ظبيان عن أبي سعيد الخدري قال كنا جلوسا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ أقبل إليه رجل فقال يا رسول الله أخبرني عن قوله عز و جل لإبليس (( أَستَكبَرتَ أَم كنتَ منَ العالينَ )) فمن هو يا رسول الله الذي هو أعلى من الملائكة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين كنا في سرادق العرش نسبح الله و تسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز و جل آدم بألفي عام فلما خلق الله عز و جل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له و لم يأمرنا بالسجود فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس فإنه أبى و لم يسجد فقال الله تبارك و تعالى: (( أَستَكبَرتَ أَم كنتَ منَ العالينَ )) , عنى من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش فنحن باب الله الذي يؤتى منه بنا يهتدي المهتدي فمن أحبنا أحبه الله و أسكنه جنته و من أبغضنا أبغضه الله و أسكنه ناره و لا يحبنا إلا من طاب مولده .


الجواب :

 يقول صاحب الميزان عن قوله تعالى: (( أَستَكبَرتَ أَم كنتَ منَ العالينَ )) (ص:75) استفهام توبيخ أي أكان عدم سجودك لأنك استكبرت أم كنت من الذين يعلون، أي يعلو قدرهم أن يؤمروا بالسجود، ولذا قال بعضهم بالاستفادة من الآية أن العالين قوم من خلقه تعالى مستغرقون في التوجه الى ربهم لا يشعرون بغيره تعالى.
  ورد الطباطبائي كون المراد بالعلو الاستكبار ، حيث قال: (وقيل المراد بالعلو الاستكبار كما في قوله تعالى: (( وان فرعون لعال في الارض )) (يونس:83) والمعنى استكبرت حين أمرت بالسجدة أم كنت من قبل من المستكبرين؟
  ويدفعه انه لا يلائم مقتضى المقام فان مقتضاه تعلق الغرض باستعلام أصل استكباره لا تعيين كون استكباره قديماً أو حديثاً)
  ورد أيضاً كون المراد بالعالين ملائكة السماء ، حيث قال: (وقيل: المراد بالعالين ملائكة السماء فان المأمورين بالسجود هم ملائكة الارض.
ويدفعه ما في الآية من العموم) (الميزان ج17 ص226).
  أما الرواية التي ذكرتها ، فانها وإن لم يمكن إثبات صحة سندها لوجود بعض المجهولين فيها، الا أن هناك روايات كثيرة تثبت بعض مضامينها مما يجعل قبولها شيء محتمل.

الرابط : http://www.aqaed.com/faq/questions.php?sid=234


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=341