من الآيات الدالة على رحمة الله على عباده في القرآن!

السؤال :

من الآيات الدالة على رحمة الله على عباده في القرآن!



الجواب :

 لقد أشار القرآن المجيد في الآية 160 من سورة «الأنعام» إلى الرحمة الإلهيّة الواسعة، وإلى الثواب الإلهي الواسع الّذي ينتظر الأفراد الصالحين المحسنين قال سبحانه وتعالى: (مَن جاء بالحَسَنة فله عَشرُ أمثالِها).

ثمّ قال: (ومن جاء بالسّيّئة فلا يُجزى إلاّ مثلها).

وللتأكيد يضيف هذه الجملة أيضاً فيقول: (وهم لا يُظلَمون) وإنّما يعاقبون بمقدار أعمالهم.

وأمّا ما هو المراد من «الحسنة» و«السّيئة» في الآية الحاضرة وهل هما خصوص «التوحيد» و«الشرك» أو معنىً أوسَع؟ فبين المفسّرين خلاف مذكور في محلّه، ولكن ظاهر الآية يشمل كل عمل صالح وفكر صالح وعقيدة صالحة أو سيئة، إذ لا دليل على تحديد أو حصر الحسنة والسيئة.

إنّ النقطة الأجمل في المقام هي أنّ الآية الحاضرة جسّدت منتهى اللطف والرحمة الإلهيّة في حقّ الإنسان.

فهل عرفت أحداً بيده كل أزمّة الإنسان وشؤونه، كما أنّه محيط بجميع أعماله وشؤونه، يبعث قادة ومرشدين معصومين لهدايته وإرشاده، ليوفّق إلى الإتيان بالعمل الصالح في هدي رُسُله، مستفيداً من الطاقة الإلهيّة الممنوحة له، مع ذلك يثيبه على حسناته بعشر أمثالها، ولكنّه لا يجازيه على السيئة إلاّ بمثلها، ثمّ يجعل باب التوبة ونيل العفو مفتوحاً في وجهه؟!

يقول أبوذر: قال الصادق المصدَّقَ ]أي رسول الله[: «إنّ الله قال الحسنة عشر أو أزيد، والسيئة واحدة أو أغفرُ، فالويل لمن غلبت آحادهُ أعشارَه»(1).(2)

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ  تفسير مجمع البيان، ج 4، ص 205.

2.الأمثل، ج 4، ص 276 و 279.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=428