كيف يستدل القرآن الكريم على التوحيد؟

السؤال :

كيف يستدل القرآن الكريم على التوحيد؟



الجواب :

يمكن الحصول على جواب هذا السؤال من خلال الإطلاع على الآيات 51 ـ 53 من سورة «النحل» حيث جاء فيها: (وله ما في السّماوات والأرض) فهل ينبغي السجود للأصنام التي لا تملك شيئاً، أم لمن له ما في السماوات والأرض؟

ثمّ يضيف: (وله الدّين واصباً).

فعندما يثبّت أن عالم الوجود منه، وهو الذي أوجد جميع قوانينه التكوينية فينبغي أن تكون القوانين التشريعية من وضعه أيضاً، ولا تكون طاعة إلاّ له سبحانه. ثمّ يقول في نهاية الآية: (أفغير اللّه تتّقون).

فهل يمكن للأصنام أن تصدَّ عنكم المكروه أو أن تفيض عليكم نعمة حتى تتقوها وتواظبوا على عبادتها؟!

هذا...(وما بكم من نعمة فمن اللّه).

فهذه الآية تحمل البيان الثّالث بخصوص لزوم عبادة اللّه الواحد جلّ وعلا، وأنّ عبادة الأصنام إن كانت شكراً على نعمة فهي ليست بمنعمة، بل الكل بلا استثناء منعّمون في نعم اللّه تعالى، وهو الأحق بالعبادة لا غيره.

وعلاوة على ذلك...(ثمّ إذا مسّكم الضّرّ فإليه تجأرون).

فإنْ كانت عبادتكم للأصنام دفعاً للضر وحلاًّ للمعضلات، فهذا من اللّه وليس من غيره، وهو ما تظهره ممارساتكم عملياً حين إصابتكم بالضر، فَلِمَن تلتجئون؟ إنّكم تتركون كلّ شيء وتتجهون إلى اللّه.

وفي آخر آية (من الآيات مورد البحث) يأتي التهديد بعد إيضاح الحقيقة بالأدلة المنطقية: (ليكفروا بما آتيناهم فتمتّعوا فسوف تعلمون).(1)

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 . الأمثل، ج 7 ،ص 78.

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=459