ما هو المقصود من أسماء الله الحسنى؟

السؤال : ما هو المقصود من أسماء الله الحسنى؟

الجواب :

 

يشير الله تعالى في الآية 180 من سورة «الأعراف» إلى حال أهل الجنّة وبيان لصفاتهم، فتبدأ الآية بدعوة الناس إلى التدبّر والتوجّه إلى أسماء الله الحسنى كمقدمة للخروج من صف أهل النّار، فتقول: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها).  والمراد من «أسماء الله الحسنى» هي صفات الله المختلفة التي هي حُسنى جميعاً، فنحن نعرف أنّ الله عالم قادر رازق عادل جواد كريم رحيم، كما أنّ له صفات اُخرى حسنى من هذا القبيل أيضاً.

فالمراد من دعاء الله بأسمائه الحسنى، ليس هو ذكر هذه الألفاظ وجريانها على اللسان فحسب، كأن نقول مثلا: يا عالم يا قادر يا أرحم الراحمين، بل ينبغي أن نتمثّلَ هذه الصفات في وجودنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وأن يشعّ إشراق من علمه وشعاع من قدرته وجانب من رحمته الواسعة فينا وفي مجتمعنا.

لا شك أنّ الأسماء الحسنى تعني الأسماء الكريمة، ونحن نعرف أنّ أسماء الله كلّها تحمل مفاهيم حُسنى، ولذلك فجميع أسمائه أسماءٌ حسنى، سواءً كانت صفات لذاته المقدّسة الثبوتية كالعلم والقادر، أم كانت صفات سلبية كالقُدّوس مثلا، أو صفات تحكي فعلا من أفعاله كالخالق أو الغفور أو الرحمان أو الرحيم الخ...

ومن ناحية اُخرى، لا شك أنّ صفات الله لا يمكن إحصاؤها، لأنّ كمالاته غير متناهية، ويمكن أن يذكر لكل صفة من صفاته أو كمال من كمالاته اسم...

إلاّ أنّ ما نستفيده من الأحاديث أنّ لبعض صفاته أهميّة أكثر من سواها، ولعل «الأسماء الحسنى» الواردة في الآية محل البحث إشارة إلى هذه الطائفة من الأسماء المتميّزة، إذ ورد عن النّبي(صلى الله عليه وآله) والأئمّة من أهل بيته(عليهم السلام) «إنّ لله تبارك وتعالى تسعةً وتسعين إسماً ـ مئة إلاّ واحدة ـ من أحصاها دخل الجنّة »(1).(2)

 ـــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ  تفاسير الميزان، ومجمع البيان، ونور الثقلين، ذيل الآيات مورد البحث.

2ـ الأمثل،ج 4 ، ص 578 و 579.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=464