ما هي كيفية الصلاة على النبي (ص) كما بيّنها القرآن الكريم والسنة الشريفة؟

السؤال : ما هي كيفية الصلاة على النبي (ص) كما بيّنها القرآن الكريم والسنة الشريفة؟

الجواب : في المقام أخبار كثيرة وكلمات ضافية في طيات كتب الفقه والتفسير والحديث؛ ومن ذلك: 1- ذكر ابن حجر في (الصواعق) ص: 87 قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة الأحزاب: 56] وروى جملة من الأخبار الصحيحة الواردة فيها وأن النبي (صلّى الله عليه وآله) قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه، لمّا سُئل عن كيفية الصلاة والسلام عليه. ثم قال: وهذا دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد منه هذه الآية، وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر، فلمّا أجيبوا به، دلّ على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به وأنه (صلى الله عليه وآله) أقامهم في ذلك مقام نفسه؛ لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم، ومن ثم لما دخل من مر في الكساء قال: >اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم< [أخرجه أحمد في مسنده 6 ص 323]. وقضية استجابة هذا الدعاء: ان الله صلى عليهم معه، فحينئذٍ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه. ويروى: >لا تصلوا علي الصلاة البتراء<. فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: >تقولون: اللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد<. ثم نقل الإمام الشافعي قوله: يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر إنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له [ونسبهما إلى الإمام الشافعي الزرقاني في شرح المواهب 7 ص 7 وجمع آخرون]. فقال: فيحتمل لا صلاة له صحيحة، فيكون موافقاً لقوله بوجوب الصلاة على الآل، ويحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه. وقال في ص 139 من (الصواعق): أخرج الدارقطني والبيهقي حديث من صلى صلاة ولم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. 2- قال الرازي في تفسيره 7 ص 391 : إن الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وقوله: اللهم صل على محمد وآل محمد، و ارحم محمداً وآل محمد. وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب. وقال: أهل بيته (صلى الله عليه وآله) ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبّة. 3- قال النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [سورة الشورى: 23]: كفى شرفاً لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وفخراً ختم التشهد بذكرهم والصلاة عليهم في كل صلاة. 4- روى محب الدين الطبري في (الذخائر) ص 19 عن جابر (رضي الله عنه) أنه كان يقول: لو صليت صلاة لم أصل فيها على محمد وعلى آل محمد ما رأيت أنها تقبل. 5- أخرج القاضي عياض في الشفا، عن ابن مسعود مرفوعاً: من صلى صلاة لم يصل علي فيها وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. 6- للقاضي الخفاجي الحنفي في شرح الشفا 3 ص 500 - 505 فوائد جمة حول المسألة، وذكر مختصر ما صنّفه الإمام الخيصري في المسألة سماه (زهر الرياض في رد ما شنعه القاضي عياض). 7- ذكر تقي الدين السبكي صور الصلوات المأثورة على النبي وآله في (شفاء السقام) ص 405 – 413 ط4، وأورد جملة منها الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد) ج 10 ص 163، وأوّل لفظ ذكره عن بريدة قال: قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟! قال: >قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد<. [الغدير للشيخ الأميني: ج 2 / ص 302 – 304، بتصرّف].

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=732