لماذا قال في القرآن الكريم: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [سورة الماعون/ 5]، ولم يقل: في صلاتهم؟

السؤال : لماذا قال في القرآن الكريم: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [سورة الماعون/ 5]، ولم يقل: في صلاتهم؟

الجواب : ليس المراد: السهو في الصلاة؛ بل المراد عدم الاهتمام بالصلاة بحيث يتركها رأساً في بعض الأحيان، مثل من يؤخّر الصلاة عن أوّل الوقت استخفافاً بها، ثمّ ينسى الإتيان بها بالمرّة أو في الوقت، فيقال لهذا الشخص أنّه ساهٍ عن الصلاة. فالمراد: ترك الصلاة من باب عدم الاهتمام بها، وقد ورد في الحديث: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة» [الأمالي للشيخ الصدوق: ص572]. وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [سورة الماعون/4ـ 5] «قال: عنى به التاركين لأن كل إنسان يسهو في الصلاة. قال أبو عبد الله عليه السلام: تأخير الصلاة عن أول وقتها لغير عذر» [ج2/ ص444]. وفي الخصال فيما علم أمير المؤمنين أصحابه من الأربعمئة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه قال: «ليس عمل أحب إلى الله عز وجل من الصلاة، فلا يشغلنكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا، فإنّ الله عزّ وجلّ ذمّ أقواماً فقال: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} يعني أنهم غافلون، استهانوا بأوقاتها» [الخصال للشيخ الصدوق: ص621]. وفي الكافي بسنده عن محمّد بن الفضيل قال سالت عبداً صالحاً (يعني الإمام الكاظم ع ) عن قوله تعالى: { الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} . « قال هو التضييع ». وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} أهي وسوسة الشيطان؟ فقال: لا، كل أحد يصيبه هذا، ولكن أن يغفلها، ويدع أن يصلي في أول وقتها. [وسائل الشيعة (آل البيت): ج4/ 114] وعن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} قال: هو الترك لها والتواني عنها. [المصدر نفسه] - المجيب: السيّد جعفر علم الهدى / شبكة رافد للتنمية الثقافية، بتصرّف يسير.

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=735