كيف يراجع الحافظ للقرآن الكريم؟

السؤال : كيف يراجع الحافظ للقرآن الكريم؟

الجواب : توجد طرق مختلفة في كيفية مراجعة الآيات ومراجعة القرآن. بعض الناس يراجعون بصورة سريعة وهم لا يفهمون ماذا يقرأون، وهذا اشتباه وخطأ، لابد أن يراجع ترتيلاً كثيراً من الأجزاء، وإذا لم يراجع ترتيلاً ويقرأ بصورة طبيعية؛ يعني يقرأ قراءة عادية لا ترتيلاً، فعليه أن لا يسرع، ولابد أن تكون مراجعة كل جزء بين 40ـ 50 دقيقة إلى ساعة؛ لأن المراجعة السريعة لا تفيد إلا إذا كان الشخص مجبوراً وعنده مسابقة وعليه أن يقرأ أجزاءً كثيرة وفي حالة اضطرارية، لكن في الحالة الطبيعية، لا، هذا خطأ، فلابد أن يقرأ القرآن بتأنٍّ وليس بصورة سريعة، لكن بعض الأشخاص يقول إذا أنا قرأت أربعة أجزاءً ترتيلاً فمن الطبيعي سوف أتعب ولا تتمكن الحنجرة من ذلك وتتعب، فبإمكانه أن يقرأ بعض الأجزاء ترتيلاً وبعض الأجزاء الأخرى بصورة عادية، وهذا ليس ممنوعاً بل يقرأ بتأنٍّ وبسرعة متوسطة، فهذا لا بأس به. طبعاً لابد للشخص المراجع أن لا ينظر إلى المصحف؛ لأنه في هذه الحالة سوف يقلّ اعتماده على نفسه. عندما كنّا نحفظ مع الإخوة، كنّا نغلق المصاحف ونقرأ، وكان على الشخصين المتباحثين عدم النظر إلى المصحف، فالنظر إلى المصحف أثناء المراجعة يُعدّ خطأً وغير مقبول، فلابد للمتباحث من عدم النظر إلى الصفحة حتى إذا أخطأ، هذا أيضاً يقلّل من الاعتماد على النفس، ويستطيع أن يضبط الجزء قبل يوم مثلاً، في هذا اليوم يضبط الجزء من خلال الاستماع للترتيل، وفي اليوم الثاني يقرأ الجزء حفظاً ولا بأس، لكن لا ينظر إلى الصفحات ويقرأ وينظر ويقرأ، ففي هذه الحالة لا يثبت الحفظ لأنه لا ينتقل إلى الذاكرة بعيدة المدى، لعله يدخل إلى الحافظة قصيرة المدى وهذا الشيء ليس جيداً. وأفضل طريقة للمراجعة هي المباحثة التي لا تكون متعبة، وتكون مشوّقة، ويستطيع المراجعون فيها أن يقرأوا أجزاءً أكثر وبدون تعب، ونحن كنّا هكذا، فكنا نتباحث مع الأصدقاء ومع الحفاظ، نقرأ كل يوم، نجلس مع بعض ونقرأ ثلاثة أو أربعة أجزاء. في بعض الأوقات وخصوصاً أيام الجمعة عشرة أجزاء، فلا نتعب، كل شخص يقرأ مثلاً خمس أو أربع صفحات، وأفضل أنواع المباحثة هي أن تكون بين شخصين لا أكثر، حتى تكون الاستفادة أفضل، فيقرأ كل واحد منهما خمسة خمسة، أو أربعة أربعة، أو نصف جزء نصف جزء، وكلّما يكون المقدار أكثر فهو أفضل. الإنسان يعدّ نفسه للمسابقات الصعبة وللبرامج الصعبة، وقراءة آية آية لعل فيها فائدة، لكن خمس صفحات خمس صفحات أو عشر صفحات عشر صفحات أفضل، وجزء جزء أيضاً، لكن أقل شيء خمسة خمسة، صفحة صفحة أيضاً ممكن، ولا بأس به، لكن الطريقة الجيّدة هي خمس خمس، فيجلس الشخصان ويقرآن خمس صفحات خمس صفحات، وإذا لم يكن هناك شخص حافظ يتباحث معه ووجد معه شخص غير حافظ يستمع له، فيقوم بفتح المصحف ويتابع ويستمع له فهذا لا بأس به، وإذا كان متقناً للحفظ بصورة جيدة فيستطيع أن يقرأ القرآن لنفسه، لكن لا ينظر إلى المصحف، وإذا كانت آية لا يستطيع أن يتذكّرها فلينظر إلى المصحف. المجيب : الأستاذ الحافظ أحمد الدباغ

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=745