قد يقول قائل: إنّنا نرى الكثير من المؤمنين يحيون حياة مليئة بالآلام والمصائب

السؤال : قد يقول قائل: إنّنا نرى الكثير من المؤمنين يحيون حياة مليئة بالآلام والمصائب وفقد الأحبة و الكثير من البلاء المتتابع، فكيف يحيوا حياة طيّبة؟

الجواب : إنّ الانسان اذا أوصل إيمانه إلى الثبات ومرحلة الملكة فسيرضى بقضاء الله وقدره ويسلّم أمره إلى الله، وفي النتيجة فسيعيش حالة الاستقرار الروحي والطمأنينة النفسية وسيعيش حياة السعداء. ولا يكفي في المقام الإيمان غير الراسخ و المستودع، فإنّ الانسان لن يعيش معه سعيداً، بل لابد من إيصال الإيمان إلى الثبات والاستقرار، وهذا ما نشاهده في السيّدة زينب (ع) حينما سألها ذلك الرجل: ماذا رأيت صنع الله في أخيك الحسين؟ حيث أجابته بقولها: >ما رأيت إلا جميلاً< [اللهوف في قتلى الطفوف، ص94]. مع المصائب التي حلّت بها ومع ذلك أجابت بهذا الجواب! وهذا يعني وصولها إلى الإيمان الكامل والراسخ. ومن هنا نصل إلى هذا التساؤل وهو: ما هي نظرية القرآن وأهل البيت (ع) في السعادة؟ - النظرية تنصّ بأنّ السعادة تكمن في الأعمال الصالحة كما أشار إليه قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [سورة النحل، 97]. وتكمن كذلك في إطاعة الله تعالى كما أشار أمير المؤمنين (ع) إلى ذلك في دعاء كميل: >يا من اسمه دواء وذكره شفاء و طاعته غنى< [مصباح المتهجد، ص361]. وهذا ما نراه أيضاً عن الإمام الحسين (ع) في دعاء عرفة حيث قال: >ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك< [بحار الأنوار، ج95، ص226]. أي: الفاقد للحب الالهي والإيمان، هذا لم يجد شيئاً فهو فقير. أمّا الواجد للحب الالهي والإيمان، فهذا لم يفقد شيئاً وفي النتيجة هو غني. - من مقالة معاً لنرتقي بصفاتنا الحسنة، الشيخ أحمد الدهنين، موقع الدار

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=756