ما هو موضوع وبحوث علم التفسير؟

السؤال : ما هو موضوع وبحوث علم التفسير؟

الجواب : إن للقرآن الكريم عدة اعتبارات وبالإمكان أن يلحظ بعدة لحاظات مختلفة ، فتارة يلحظ بوصفه حروفاً كتابية ترسم على الورق ، واخرى يلحظ بوصفه أصواتاً تقرأ وتردد بالألسنة ، وثالثة يلحظ بوصفه كتاباً نزل بشكل تدريجي متفرق وتم جمعه وترتيبه بعد ذلك ، ورابعة بلحاظ اعتباره كلاما لله تبارك وتعالى له معنى ... وهكذا . فهو باللحاظ الأول يقع موضوعاً لعلم الرسم القرآني الذي يشرح قواعد كتابة النص القرآني . وهو باللحاظ الثاني يقع موضوعاً لعلم القراءة وعلم التجويد . وباللحاظ الثالث يقع موضوعاً لعلم جمع القرآن وإثبات نصه . وهو باللحاظ الرابع يقع موضوعاً لعلم التفسير . فعلم التفسير: علم يشتمل على جميع البحوث المتعلقة بالقرآن بوصفه كلاماً لله تعالى له معنى ، ولا يدخل في نطاقه البحث في طريقة كتابة حروفه أو طريقة نطقها أو جمعه ، وإنما يدخل فيه ـ وفي ضوء ما ذكرناه ـ البحوث التالية : 1 - كل بحث يتناول شرح معاني المفردات القرآنية وبيان مضامينها ومفاهيمها ، سواء وردت على شكل كلمات أو جمل أو تراكيب . 2 - البحث عن (أسباب النزول) الذي الفت فيه كتب مستقلة ، وسمي في علوم القرآن باسم خاص به ، ولكن مع هذا يمكن درجه تحت عنوان (علم التفسير) ، لأن أسباب النزول تشكل وبشكل عام قرينة لفهم القرآن بما هو كلام لله تعالى ، ذو معنى نزل متناولا هذه الأحداث ومبينا لأسبابها وعلاجها . 3 - بحث الاحكام الفقهية ، وكذلك بحث (الناسخ والمنسوخ) ، و (الخاص والعام) و (المقيد والمطلق) . 4 - بحث (إعجاز القرآن) ، ويتناول هذا البحث إثبات أن مضمون القرآن الكريم ـ بما هو كلام لله تبارك وتعالى ـ مضمون فيه جانب الإعجاز والتحدي لقوانين الطبيعة التي عرفها الإنسان . فالإعجاز ـ إذن ـ صفة من أوصاف القرآن الكريم باعتباره كلاماً دالاً على المراد ، فبحثه إذن داخل ضمن بحوث علم التفسير أيضاً . 5 - الأبحاث التي تتناول تأثير القرآن الكريم في حياة البشرية بشكل عام والمسلمين بشكل خاص ، هذه البحوث التي توضح ما قام به القرآن من دور في بناء الإنسان وتكوين الأمة الوسط ، ومرد هذا التأثير إلى فعالية القرآن الكريم بوصفه كلاماً ذا معنى ، لا بوصفه مجرد حروف تكتب أو أصوات تقرأ . وأما سبب تسمية بعض الأبحاث الداخلة في علم التفسير بعلوم خاصة كعلم الناسخ والمنسوخ ، أو علم أسباب النزول ، أو أحكام القرآن أو إعجازه ، فإن هذا ناشئ من اهتمام بعض الباحثين بها ، إذ أخذوا جانباً معيّناً من جوانب التفسير وحيثية من الحيثيات التفسيرية الخاصة ، موضوعاً للبحث في علم التفسير ، وتبعاً لهذا الاهتمام الخاص سمي ذلك العلم بعلم خاص مع كونه جزءاً من علم التفسير. -المصدر: تفسير سورة الحمد، السيّد محمد باقر الحكيم، ص20-21، بتصرّف.

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=759