ما معنى قولكم: (الانصراف عن النفس مبدأ النقص، والانصراف إلى النفس مبدأ الكمال).

السؤال :

ما معنى الانصراف إلى النفس؟ وكيف ننصرف إلى أنفسنا؟ وقال إمامنا زين العابدين عليه الصلاة والسلام في دعائه المذكور في الصحيفة السجادية في الاشتياق إلى طلب المغفرة من الله جل جلاله قال: >ولا تخلّ في ذلك بيننا وبين نفوسنا واختيارها، فإنها مختارة للباطل إلا ما وفقت، أمارة بالسوء إلا ما رحمت< [الصحيفة السجادية، (30) دعاؤه (ع) في الاشتياق إلى طلب المغفرة من الله جل جلاله]. أليس في ظاهر دعائه (ع) إشارة إلى أن الإنسانية تعني النقص لا الكمال؟ أم أن الإمام (ع) يقصد أمراً آخر؟



الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ مقصودنا من الانصراف إلى النفس هو ما يستفاد من قوله عز وجل {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة، 105]، والمقصود به أنه يجب على الإنسان أن يتوجه إلى نفسه في قراءة حقيقتها، ومعرفة نقاط الضعف فيها، والبحث عن سبل علاج أمراضها، وتهيئة وسائل إصلاحها، والقيام بطرق تزكيتها وتهذيبها، فإن كل ذلك يدخل تحت قوله {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}. ومن جملة طرق إصلاح النفس هو قراءة الأدعية العظيمة، ومنها أدعية الصحيفة السجادية.
ومن الواضح أنّ إصلاح النفس وتهذيبها ليس مبنياً على شهوة النفس واختيارها، وإنما هو مبني على الطريق الذي رسمه الله عز وجل لنا في سبيل إصلاح النفس، حيث قال عز وجل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام، 153]. فالمقصود بالانصراف إلى النفس هو إصلاحها بما رسمه الله لنا من الطرق لا بما تقترحه النفس وتشتهيه؛ فإن هذا ليس هو المقصود.
السيد منير الخباز
المصدر: موقع (www.almoneer.org) على الانترنت، بتصرّف.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=768